عمر بن علي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه ، و بعد :فإني كثيرا ما كتبت في ترجمة شيخ مشايخنا العلامة يوسف عجور أنه عمر 146 عاما ، على ما أثبته أحد تلاميذه العراقيين الذي قال رحلت إليه سنة 1310 هـ ، و قرأت عليه القراءات و كان قد بلغ من العمر حينها 135 عاما ، و توفي الشيخ يوسف عجور سنة 1321 هـ ، و ذلك يبين أن الشيخ رحمه الله و لد سنة 1175 هـ ،
و لكني لما تدبرت الأمر و قد كان هذا الخبر مما يشغل بالي دائما ولا أستطيع قبوله ، و في نفس الوقت لا أستطيع رده ، و خاصة بعد تصريح أحد تلاميذه ، علما بأن تلميذه لم يذكر مصدر هذه المعلومة ، فأحببت أن أبث بعض الأفكار لمشايخ الملتقى الكرام لعلنا نصل إلى حل في هذا الأمر ، فأقول :
أولا : من المعلوم أن الشيخ يوسف عجور قد قرأ على شيخين جليلين كريمين ، هما : عبد المنعم البنداري الذي قرأ على سليمان الشهداوي ، و على الشيخ علي صقر الجوهري المرحومي رحم الله الجميع ، و اللذان قرءا على الشيخ المتقن المحرر العلامة مصطفى الميهي ، و مما يجدر الإشارة إليه هنا ، أن الشيخ مصطفى الميهي قرأ على والده العلامة علي الميهي المتوفى سنة 1204 هـ ، و الشيخ مصطفى توفي سنة 1229هـ تقريبا ، و ذلك إن دل فإنما يدل على أن الشيخ علي الميهي توفي و الشيخ يوسف عجور يبلغ من العمر 29 عاما ، على ما سبق بيانه .
كما أن الشيخ مصطفى الميهي توفي و عمر الشيخ يوسف عجور يقارب 54 عاما .
كما أن الشيخ يوسف عجور رحمه الله من أهل طندتا ( طنطا حاليا ) و كان مقرئا بالمسجد الأحمدي ، و كذلك الشيخان الميهي ، فذلك يدل على الجزم باللقيا و المعاصرة !!!!
و السؤال هنا : ما الذي يمنع الشيخ يوسف عجور من القراءة على أحدهما أو كليهما ، سواء الأب أو الابن ، و يفضل القراءة على تلاميذهما و تلاميذ تلاميذهما ، إن كان الزمان و المكان قد جمعهم ؟!!!
2- الشيخ يوسف عجور قرأ على الشيخ عبد المنعم البنداري و هو على سليمان الشهداوي ، و الشيخ سليمان أيضا من المعلوم أنه من قراء المسجد الأحمدي ، فما الذي حمله على القراءة على تلميذ الشيخ و الشيخ موجود ؟!!!
3- غالب تلاميذ الشيخ يوسف عجور الذين اطلعنا على إجازاتهم لتلاميذهم من قراء أواخر القرن الثالث عشر الهجري و القرن الرابع عشر ، فهل يعني ذلك أن الشيخ يوسف عجور لم يقرئ القرآن بعد أن تلقاه عن مشايخه مدة لا تقل عن الخمسين عاما ؟!!!! ، ثم بدأ في الإقراء ؟!!! ، و تلاميذه كالشيخ منصور بدوي ، و الشيخ محمد هلالي الأبياري و الشيخ محمود شاهين العنوسي ، و الشيخ أحمد شرف الأبياري ، و غيرهم .
4- من المعلوم أن الشيخ يوسف عجور أنجب الشيخ أحمد و كان مقرئا فاضلا ، جامعا للصغرى و الكبرى ، و قد توفي الشيخ أحمد بعد وفاة والده بمدة ، خاصة أن له من تلاميذه من توفي قريبا كالشيخ عطية الواصلي المنوفي و هو من مواليد 1922 م ، و قد قرأ الكبرى على الشيخ أحمد يوسف عجور ، فإن قلنا أنه قرأها و هو في سن 15 عاما ، فقد انتهى منها سنة 1937 م ، فإن قلنا أن الشيخ توفي في هذه السنة فيكون بعد وفاة والده بما يقارب الثلاثين عاما ، و على ذلك يلزم أنه كان معمرا أيضا ، و لكن هل رزق الشيخ يوسف عجور بالشيخ أحمد و هو في عمر التسعين أو المائة كي نستطيع الجمع بين التواريخ ، أم أن الشيخ أحمد أيضا توفي و قد عمر ما يزيد على المائة بعشرات السنوات أيضا ؟!!!!
5- هل لو كان الأمر كما يقال أن الشيخ عُمّر هذا العمر الكبير رحمه الله ، أليس من المنطقي أن يكون هذا الأمر الغريب عرفا عند الناس أن يشتهر بين تلاميذه و تلاميذ تلاميذه ، سواء في إجازاتهم أو حتى بين الشيوخ ، علما بأن 146 عاما ليس بالأمر الطبيعي على الأقل عندنا في مصر !!! ، مع العلم أن بعض شيوخنا الأفاضل اهتم بإثبات التواريخ قدر استطاعته في إجازاته كالشيخ السمنودي رحمه الله ، و لكنه لم يذكر مثل هذا عن الشيخ يوسف عجور ، و هو من شيوخ شيوخه ، فالله المستعان .
أبث هذه الكلمات و في صدري ما يزيد على ذلك منها ، و لكن أردت فتح النقاش مع مشايخنا الأفاضل و أخواننا من طلبة العلم ، لعل أحدهم يفيدنا بما يقطع عليّ هذه الحيرة ، و يقطع الشك باليقين ، فأرجو من أخواننا الأفاضل التفاعل مع هذا الأمر فهو متعلق برجل من أكابر القراء و المقرئين في هذا العصر ، و علم لا يغفل اسمه في تراجم القراء ...
و جزاكم الله خيرا ، و نفع بكم ، و بانتظار مشاركاتكم
أخوكم عمر بن علي