هل صيغة الاستعاذة هذه خاصة بالصلاة أم يمكن القول بمشروعيتها في القراءة خارج الصلاة؟؟

إنضم
20 يناير 2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
من المعلوم بداهة لدى أغلب رواد هذا الملتقى المبارك ان الصيغة المختارة للاستعاذة هي الواردةُ في سورة النحل ,وان الزيادة عليها بلفظ(السميع العليم) مشروعة من غير نكير في ذلك,كما قال الشاطبي رحمه الله:
على ما أتى في النحل يسراً,وإن تزد *** لرك تنزيها فلست مجهلا..
ولكن جاء في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة وأحمد,وصححه الألباني رحم الله الجميع أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يقول في الصلاة:أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه,ثم يقرأ)
والسؤال:/
هل يمكن اختيار هذه الصيغة للقراءة خارج الصلاة أم المعروف والمعتمد هما الصيغتان اللتان اصطلح على القراءة بهما القراء؟؟
أرجو ممن يستطيع الإفادة بشيئ في تلك المسألة ألا يحرمنا من الفائدة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً...
 
الاستعاذة الواجبة

الاستعاذة الواجبة


إجماع الأمة منعقد على وجوب الاستعاذة مطلقا :
1 - أخذا من قوله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم )
2 - في الآية ورد الأمر ( فاستعذ ) وهو حكم جاء عقب الوصف الذي هو نزغ الشيطان ؛ فدل على التعليل ، والحكم يتكرر لأجل تكرر العلة .
3 - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم شرعها ربنا عز وجل لدفع شر الشيطان ووساوسه ؛ فدفع الشيطان واجب ووسيلة ذلك واجبة بوجوبه .
4 - من مواظبة الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستعاذة .
5 - الاحتياط والتصون يوجب الاستعاذة في كل وقت وعند كل عمل .

وهنا نقول : إن كل صيغة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن فهي الأولى بالاتباع سواء قالها في صلاة أو خارج الصلاة ؛ لأن دفع الشيطان هو المقصود فتتساوى كل الصيغ النافعة للدفع .
وجاء في تفسير السمعاني : ( وقد روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : أعوذ بالله من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه ) 5 / 53 هكذا فهمه السمعاني أنه مروي دون تحديد في صلاة أم في غيرها .
ومثله في الدر المنثور 6 / 714 ، وانظر فيه الأثر الذي أخرجه الطبري عن ابن زيد قال : لما نزلت : ( خذ العفو ....الآية) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف بالغضب يارب ؟ . فنزل : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ ) .
هذا ما عن لي والله يهدي السبيل .
 
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعــد: فإن الشكر الجزيل للأخ الفاضل محمود الشنقيطي لطرحه قضية الاستعاذة للمناقشة، هل تكون في الصلاة خاصة، أم أنها مشروعـة في القراءة خارج الصلاة؟؟
إن مسألة الاستعاذة في الصلاة من القضايا الخلافية بين الفقهاء، فمنهم من أجازها في الصلاة سواء كانت الصلاة جهرية أم سرية، والبعض منهم ذهب بإخفائها في الصلاة الجهرية والسريـة منهم أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي المقرئ المفسر، والبعض الآخر منعها في الصلاة مطلقاً..
والذي يظهر انطلاقاً من قولـه تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) أن الاستعاذة ترتبط بقراءة القرآن وجوداً وعدمـاً، يعني إذا ذكر القرآن ذكرت معه الاستعاذة، وإذا لم يذكر فلا تذكر معه الاستعاذة، لأن الباء للتعدية والإلصاق كما يقول علماء اللغة.لأن العائذ يلصق نفسه بالله، ويفـي إليـه ليحفظه من عدوه الذي بيده ناصيته.
والاستعاذة للقراءة من حيث مشروعيتها فإن العلماء أجمعوا على ذلك. (يعنـي أنها مشروعـة).
وحكـى المسيِّبـي عن أصحابـه من قراء أهل المدينة، أن عملهم على تركها .
أمــا حكم الاستعاذة فإن الجمهور ذهب إلى أنها مستحبة في القراءة بكل حال ، في الصلاة وخارج الصلاة، وحملولا الأمر في ذلك على الندب.
وذهب عطاء بن أبي ربـاح وداود وأصحابه إلى وجوبها لكل قراءة، ولو في الصلاة، بناء على أن الأمر للوجوب حقيقة.
ولابن سيرين تجب القراءة مرة في العمر، بناءً على أن الأمر للوجوب مع المرة أو الماهية.
وبعضهم بوجوبها في حق المصطفى دون أمته، نظراً لظاهر الخطاب.
وهو قول واهٍ، لأن الأظهر أن الخطاب عام لكل قارئ لا لخصوص النبي صلى الله عليــه وسلم.
والأمر عند مالك مقيد بغير صلاة الفرض، فيكره التعوذ فيها، ويجوز في النافلـة.
وروى أشهب أحبيـة تركه في النفل أيضاً، وروى ابن حبيب يتعوذ في أولـى النافلـة فقط، واستحبـه هو في كل ركعة منها.
وذهب الشافعي وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن وأحمد بن حنبل إلى أن الاستعاذة للقراءة لا للصلاة.بينمــا أبو يوسف ذهب إلى أنها للصلاة.
وقال الإمـام مالك: لا يستعاذ إلا في قيام رمضان فقــط، وهو قول لا يعرف لمن قبلــه.
وإذا تعوذ في الصلاة، ففي جواز الجهر به وكراهته قولان روايتا ابن حبيب وأشهب عن مالك.
وللقراء في الجهر به مطلقاً مذهبان. اختيار الشاطبي الجهر في القراءة الجهرية فقط إظهاراً لشعيرة القراءة، كالجهر بالتلبية، وتكبير العيد إظهاراً لشعيرة النسكين، ولفظــه:
إَذَا مَا أَرَدْتَ الدَّهْرَ تَقْرأُ فَاسْتَعــِذْ **جِهَاراً مِنَ الشَّيْطَانِ بِاللَِّه مُسْجَلاَ
ومن ثــم فإن لفظ الاستعاذة الوارد في سورة النحل يكون باللـــه، كما روي أن ابن مسعود رضي الله عنـه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقـال: أعوذ بالله السميع من الشيطان الرجيم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسـلم: (يابن أم عبد، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ، وروى نافع عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
وهذان الحديثان ضعيفان. قال أبو شامة: وألأول لا أصل لـه في كتب الحديث، والثانـي أخرجـه أبو داود، ولكـن بغير هذه العبارة.
وحيث إن الأمر كذلك فإن الزيادة لا مانع منها حسب ما ورد في النشر في القراءات العشر لابن الجزري رحمه الله ، بناء على التفصيلات التالــية:
1- (أعوذ بالله السميع من الشيطان من الشيطان الرجيم) نص عليها الحافظ أبو عمرو الدانـي في جامعه، وقال: إن على استعماله عامة أهل الأداء من أهل الحرمين والعراقيين والشام، ورواه أبو علي الأهوازي أداء عن الأزرق بن الصباح، وعن الرافعـي عن سليم، وكلاهمــا عن حمزة، ونـــصاً عن أبي حاتم السجستــانـي. ويؤيد هذا الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن الأربعـة وأحمد عن أبي سعيد بإسناد جيد.
2- (أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم) ذكـره الدانـي أيضاً في جامعه عن أهل مصر وسائر بلاد المغرب، وقـال: إنـه استعمله منهم أكثر أهل الأداء........وأضاف قائلا: وعلى ذلك وجدتُ أهل الشام في الاستعاذة إلا أنـي لم أقرأ بها عليهم من طريق الأداء.
3- (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع البصير) رواه الأهوازي عن أبي عمرو، وذكره أبو معشر عن أهل مصر والمغرب.
4- (أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم) رواه الخزاعي عن هبيرة، عن حفص، وقــال: وكذا في حفظي عن ابن الشارب عن الزينبـي عن قنبـل، وذكره الهذلي عن ابــي عدي عن ورش.
5- (أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم) رواه الهذلـي عن الزينـبي، عن ابن كثير.
6- (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، إن الله هو السميع العليم ) ذكـره الأهوازي عن جماعة.
7- (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين) رواه الحسين الخبازي عن شيخه أبـي بكــر الخوارزمي، عن ابن مقسم، عن إدريس عن خلـف عن حمزة.
8- (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) رواه أبو داود في الدخول إلى المسجد عن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليـه وسلم.
ومن لطائف الاستعاذة كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: ( أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وتطييب لـه، وهو يتهيأ لتلاوة كلام الله، وهي استعانة بالله، واعتراف لـه بالقدرة، وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه، ولا يقبل مصانعة، ولا يداري بالإحسان ، بخلاف العدو من نوع الإنسان ...........وأضاف قائلا: ومن غلبه العدو الظاهري كان مأجوراً، ومن قهره العدو الباطني كان مفتوناً أو موزروراً.......).
والله أعلم، والسلام عليكم

*مصادر المداخلة:
1- مقدمة تفسير ابن كثير
2- النشر في القرءات العشـر.
3- رسالة في تفسير قولـه تعالـى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) للطبيب بن كيران الفاسي المغربـي / الرسالة مخطوطة، وهي في المرحلة الأخيرة من التحقيق .
4- الوافـي في تفسير الشاطبيـة لفضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي.


* الدكتور الهاشمــي برعدي الحوات.
 
أحسن الله تعالى إليك يا شيخ برعدي
ولكن الإشكال عندي هو ورود تلك الصيغة في افتتاح الصلاة فقط,ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذته بها في غر الصلاة,أما الصيغ الثمان الواردة في النشر ففي كلها زيادةُ تنزيه لله تعالى,خلافا لتلك الصيغة.
وقد بلغني أن الشيخ الألباني رحمه الله كان يستعيذ بالصيغة المذكورة خارج الصلاة ولا أعلم صحة ثبوت ذلك..
 
عودة
أعلى