هل صفة الأمانة يمكن أن يتصف بها من ليس له حظ من العلم ؟

إنضم
03/09/2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

الاخوة الفضلاء كنت أستمع لأحد المشايخ المباركين وهو يلقي درسا ، وطالما استفدت منه ، لكن الكمال لله تعالى ، فقد استغربت من أمر طرحه ربما لأني لم أفهم أو لأنه جانب الصواب .
والأمر هو أنه كان يتحدث عن قصة سليمان وبالضبط ، عندما طلب ممن تحت أمرته بجلب عرش بلقيس ، قال تعالى :
((( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ... )))
فأشار الشيخ إلى أن القوي الأمين لم يكن عنده علم كما فهمت ، وقد تذكرت بهذه المناسبة ، قول بنت الرجل الصالح أوشعيب عليه السلام كما ورد في قوله تعالى :
((( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ )))
فقد اتصف موسى عليه السلام بالقوة والأمانة ، لكنه يملك علما أيضا ، وكيف تأتي الأمانة لمن لم يربى ويعلم ؟
هذا والله أعلم وأحكم.
 
الأمانة خلق من الأخلاق الكريمة ليست بعلم ولا تخضع لتدرج في علم ما ، ما المانع من أن يتصف بها غير أرباب العلوم ؟!
 
الأمانة خلق من الأخلاق الكريمة ليست بعلم ولا تخضع لتدرج في علم ما ، ما المانع من أن يتصف بها غير أرباب العلوم ؟!
جزاكم الله خيرا ، إذا تتبعنا منبع الأخلاق الكريمة ما هو ، ألن يكون العلم !
وإذا رجعنا لأصل الخلق لرأيناه قد بدأ بنبي وهو آدم عليه السلام .
وإذا رجعنا لكفار قريش لرأيناهم أقرب الناس للفطرة ومكارم الأخلاق ، لبقايا الدين الذي استقوه من إبراهيم عليه السلام .
وكان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وكل صفة لم يقدرها الدين لا تعتبر صفة جيدة ، وأرفع العلوم ما تعلق بالأديان .
ويبقى ما ورد في الآيات الكريمة ، هل الآيات تدل على نفي العلم عن الذي قال ( وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) ؟
 
أسباب الأمانة

أسباب الأمانة

مرحبا أختي أم عبدالله
لقد أشرت إلى قضيتين إحداهما تفسيرية وهي الألف واللام والأخرى استقرائية واقعية اجتماعية وهي أسباب الأمانة عند الإنسان
وعندي من الوقت هذا الصباح ما يسعدني فيه أن أشارك في موضوعك بصدد القضيتين
أما القضية الأولى وهي أنك سمعت أحد المشايخ يفسر الآية قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من
مقامك واني عليه لقوي أمين وهذا قول العفريت رواه لنا ربنا متضمنا ادعاءه أنه لقوي أمين فقال الشيخ لم يكن (الـ)ـقوي
الأمين عنده علم من الكتاب وهذه الألف واللام للعهد أي لأقرب مذكور فهي لا تشمل كل قوي أمين. وعليه يكون اعتراضك على الشيخ
مبنيا على ظنك أن الألف واللام للجنس أي أنها تشمل كل قوي أمين.
وأنت معذورة أن تذهبي هذا المذهب لأن الألف واللام وترددها بين أن تكون للعهد (لأقرب مذكور فقط) وبين أن تكون
للجنس (تشمل كل دلالة الكلمة) هي من أسباب اختلاف الفقهاء. ولكن كلام الشيخ لا غبار عليه لأنه يقصد العفريت فقط.

الأمر الثاني المهم الذي ورد في مشاركتكم هي قضية أسباب الأمانة وهي قضية مهمة
وللأمانة أسباب يمكن حصرها في أربعة :
  • سبب عقلي وهي أن لا أسرق لأني سوف انكشف وأعرض نفسي للخطر، وهذا السبب قد بدا السبب الأول في الحضارة المعاصرة
    القائمة على التنافس الرأسمالي ونسبية القيم. فأكثر المحاسبين تضعف عندهم أسباب الأمانة الأخرى ولكنهم يتصفون بأمانة عقلية فقط تقوم على المصلحة وهي أني لا أعرض نفسي لأن أنكشف!!
  • سبب اجتماعي (لا أسرق حفاظا على سمعة العائلة ) وهذه ميزة يتصف بها قسم من البشر من ذوي الشعور الاجتماعي الحاد وهي أني لا أسرق خشية أن أنكشف فأشوه سمعة أسرتي، وهذا كان السبب الرئيس في المجتمع العربي قبل الإسلام، وإذا كنت تتذكرين قول أبي سفيان حين سأله قيصر عن النبي صل1 هل يغدر قال لا ونحن منه الآن في مدة، يعني أنه قد يكون غدر قريبا! قال أبو سفيان (فوالله لولا أن يأثروا عني كذبا لكذبت عنه) فأبو سفيان اتصف بالصدق والأمانة لسبب اجتماعي.
  • سبب ديني وهو أن يكون الإنسان أمينا خشية الله تعالى أو لأن شعوره الديني بالإثم يمنعه من خيانة الأمانة، ولذلك قال ابن حزم رحمه الله ثق بالمتدين ولو لم يكن من أهل ملتك [يعني حتى لو كان نصرانيا] ولا تثق بالمستخف بالدين ولو كان من أهل ملتك
  • السبب الرابع للأمانة هو سبب جمالي حين يرى الإنسان أن ما أجمل أن يعيش الناس بسلام وأن يترك كل إنسان أغراضه في المطار او في السوق فيعود إليها متى شاء دون أن يمد أحد يده عليها. والسبب الجمالي هو الذي حمل صاحب لي أن أخبرني مرة قال رأيت وسخا في أحد شوارع السويد وهي أنظف بلد في العالم[كانت الثاني بعد أيسلندا ثم اصبحت الأول بعد انفجار بركان أيسلندا] فقمت برفع الوسخ الى حاوية القمامة قال فتساءلت فلماذا لا أفعل ذلك في بلدي؟ قال ربما لكثرة الأوساخ وربما لأن الناس هناك سيسخرون مني لو فعلت لأنهم يسيرون على قاعدة خطأ شائع خير من صحيح ضائع!!! فالسبب الجمالي هو السبب الرابع للأمانة بعد العقلي والاجتماعي والديني.
والأمانة في الإسلام ركن ركين وما أروع ما قاله فيها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الرجل إذا شاء صلى وإذا شاء صام ولكن لا دين لمن لا أمانة له لا دين لمن لا أمانة له لا دين لمن لا أمانة له والمؤمن يسأل الله تعالى أن ينجيه من الخيانة فمن جوامع الدعاء اللهم إني أعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة.
وأنا أسأل الله تعالى أن يقيني من الخيانة وأن يجعلني ممن حفظ لهم حفظهم للأمانة حتى يلقونه، فلا حول لعبد ضعيف دون عون من الله عز وجل، وما ذلك على الله بعزيز
 
جزاك الله خيرا د. عبدالرحمن الصالح ، لقد استفدت مما كتبت ، وللفائدة سأنقل عبارة الشيخ بالضبط :
" قال الله ((( قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ ))) لديه قوة لكن ليس لديه علم " يراجع [ لطائف المعارف : سليمان وجنوده ].
 
العفريت والذي عنده علم من الكتاب

العفريت والذي عنده علم من الكتاب

اشكر الاخت ام عبد الله على طرح هذه المدارسة لهذه الآية وأشكر الأخوة جميعاً لمن قدموا الفوائد واسمحوا لي ان اضيف :
العفريت لديه قوة ماديّة بحكم أنه عفريت يسهل عليه الإنتقال السريع الى أي مكان . وبحكم هذه القدرة التي أعطاه الله تعالى إياها أولاً وبحكم أن سليمان عليه السلام كان يحكم على الجن ثانياً . فقد عرض خدمته لسليمان عليه السلام بأن يأتي بالعرش بأسرع ما كان . وقد أكّد لسليمان أنه سيأتي بالعرش بكل أمانة وقوّة وعلى أتمّ واجب . فإن قدرته على جلب العرش ليست علميّة ولكنها تحتاج الى قوّة وأمانة المسئولية. . أما ذلك الرجل المؤمن الذي عنده علم من الكتاب والعلم الذي أخذه من الكتاب بأمر الله سبحانه حيث أنه اكتشف فيه علم الحركة المادية التي تخوّله للإنتقال السريع وبسرعة فائقة لا يعلم علماء هذه العصر عنها شيئاً الآن. . وهذا العلم وهبه الله تعالى له فشكره وسخّره لطاعة الله . وليس كما فعل قارون الذي كفر بما أعطاه الله تعالى من علم الكيمياء بحيث أصبح يصنع من النحاس ذهباً . فكفر وقال (انما اوتيته على علم عندي).
وقد ذهب بعض العلماء الى وجود معجزة علمية في هذه الآية . فقال بعضهم ان النظرية النسبية موجودة في القرآن الكريم من خلال هذه السرعة وهي السرعة الفائقة التي استخدمها الذي عنده علم من الكتاب في احضار عرش بلقيس . وهذه السرعة تقارب سرعة الضوء حيث يتباطأ الزمن للذي يقطعها بل يتلاشى ويصبح صفراً. ويظل ثابتاً عند النقطة التي ينطلق منها.
ولا أريد أن أتوسع في ذلك ولكن أتكلم فقط بالقدر الذي يخدم هذه الفائدة. وجزاكم الله خيراً.
 
أشكرك وجزاك الله خيرا أ. تيسير عل هذه الإضافة المفيدة ، وأذكر بالمناسبة أن الشيخ يرجح أن الشخصيتين مدار النقاش من العفاريت ، وعلى كل كلا الشخصيتين مسخرتان لخدمة سليمان عليه السلام ، والخدمة تستلزم القوة والأمانة لكلا الشخصيتين ، والله أعلم.
 
أشكرك وجزاك الله خيرا أ. تيسير عل هذه الإضافة المفيدة ، وأذكر بالمناسبة أن الشيخ يرجح أن الشخصيتين مدار النقاش من العفاريت ، وعلى كل كلا الشخصيتين مسخرتان لخدمة سليمان عليه السلام ، والخدمة تستلزم القوة والأمانة لكلا الشخصيتين ، والله أعلم.
بارك الله بك أختي الفاضلة والفضل اليك.
مع التنويه أن الشخصية الثانية أي الذي عنده علم من الكتاب مختلف فيها اختلاف بيّن عند العلماء .فمنهم من قال انه سليمان نفسه ومنهم من قال انه جبريل ومنهم من قال غير ذلك . وطبعاً وكما تعلمين أن الكتاب المتكلم عنه هو الزبور.وجزاك الله خير الجزاء.
 
باسم الله الرحمـن الرحيـم
أشكر جميع من ساهموا في هذا النقاش الذي بدأت إثارته "أم عبد الله الجزائرية" في موضوع الأمانة.
جوابا على السؤال الذي طرحته الأخت الفاضلة، يمكن القول: إن الأمانة: الصفة التي يتحلى بها المؤتَمَن قد يتصف بها من ليس له حظ من العلم، بدليل وجود ناس علمهم قليل أو غير متعلمين وهم أمناء، وهذا ما أشارت إليه "متبعة"، وقد لُقب رسولنا صلى الله عليه وسلم بالأمين قبل بعثته وقبل أن يعلم؛ ويمكن أن يتصف بها كذلك غير المسلمين، وخلق آخرون.
وهنا أود الإشارة إلى أمر مهم وهو ضرورة التمييز بين:
ü الأمانة: الشيء في الذمة أو المؤتَمَن عليه من قِبَل مؤتَمَن.
ü والأمين: حافظ الأمانة، من سَجِيته أن لا يخون ما جُعِل عليه أمينا، فهو ضامن للأداء.
فالقوي الأمين في الآيتين: المتصف بالكفاءة، الحافظ لما اوتمن عليه (فهو يفعل ما ينبغي كما ينبغي).
ومن هنا فإن القوة الدالة على الكفاية حين التكليف (تعني الدراية الكبيرة) الناتجة عن الخبرة والتجربة، يمكن أن تكون مكتسبة انطلاقا من الممارسة اليومية لشغل ما أو بعلم مُسبق، ويمكن أن تكون....إلخ.
أما عن أسباب الأمانة (حوافزها ودواعيها) فالأمر يتعلق باستقراء (له وجَاهَتُه) وتحتاج الأسباب (العقلي والاجتماعي والجمالي) إلى إقامة الأدلة التي تعضدها من الكتاب والسنة أو من غيرهما، فهذه الأسباب أو البواعث فيها نظر؟ وقد توجد غيرها باستعمال الاستقراء أيضا.
فالأمانة (الصفة): صفة راسخة في النفس تدفع صاحبها إلى العفة عما ليس له به حق.
وقد يكون من المسلمين(وخاصة ضعاف الإيمان منهم) من يخونون، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم عن السنوات الخداعات:"... يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة...".
 
أشكرك وجزاك الله خيرا د. عبدالقادر ، فقد كتبت بتحرير وتدقيق استفدت منه .
وقد استفدت منكم جميعا اخواني الكرام
وما أريد توضيحة أني رأيت أن الأمانة لابد لها من معلم سواء كانت نابعة من القلب أو أجبر عليها الإنسان لأي سبب كان .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ....." ( صحيح مسلم )
فالتربية علم أليس كذلك ، والشخصية القوية الأمينة مدار الحديث ، تعيش بجانب نبي ، مسخرة لخدمته ، نالت علما ، تفهم من خلاله ما لها وما عليها ، هذا ما خطر على البال وحصل بسببه الإشكال.
والله أعلم وأحكم.
 
الماوردي وأسباب الأمانة

الماوردي وأسباب الأمانة

ومما له علاقة بالموضوع قولُ الماوردي في "أدب الدنيا والدين" ص 149 من طبعة دار اقرأ ، معلِّقا على قول المتنبي

والظلمُ من شيم النفوس فإن تجد * ذا عفـــــــــــــــــــــــــةٍ فلعلّةٍ لا يظلمُ​

"وهذه العلة المانعة من الظلم لا تخلو من أربعة أشياء، عقل زاجر أو دين حاجر [ويجوز حاجز لأنه لم يلتزم السجع، وكما رأيته في مخطوط]، أوسلطان رادع أو عز [كذا والصواب عَجْز كما هو في المخطوط] صادّ فإذا تأملتها لم تجد خامسًا يقترن بها، ورهبة السلطان أغلبها لأن العقل والدين ربما كانا مضعوفين أو بداعي الهوى مغلوبين فتكون رهبة السلطان أشد زجرا واقوى ردعاً "
 
باسم الله الرحمـن الرحيـم
أشكر الأخت الفاضلة "أم عبد الله الجزائرية" على حماسها وعلى الغيرة التي دفعتها إلى إثارة بعض الإشراقات النابعة عن همّ تحمله بسبب ضياع العديد من المبادئ والأخلاق الإسلامية النبيلة لدى فئة عريضة من المسلمين ومنها الأمانة.
ما أود الإشارة إليه في هذا الباب هو أنه ليس بالضرورة أن يكون للأمانة معلم، لتعددها وتنوعها وعدم حصرها في عدد معين اعتمادا على مصدري التشريع (الكتاب والسنة)، نعم من لديه أمانة واجب عليه أداؤها (كتبليغ العلم والشريعة من قبل العلماء والمتعلمين وتربية الناشئة وإيصال الحقوق إلى مستحقيها وأصحابها...) دون تردد، أو المحافظة عليها لكون بعض الأمانات لا تؤدى إنما تُستغل وتُستثمر كأمانة العقل...إلخ.
و بعضها الإنسان ملزم بالمحافظة عليه ما دام حيا، وما دام وجود النوع البشري على وجه الأرض كالحفاظ على كل ما يحيط بالإنسان، فهو أمانة في عنق البشرية جمعاء.
كما أنه لا يوجد في الكتاب والسنة ما يُجبر الإنسان أو يدعوه إلى أن يكون أمينا على شيء، فالأمين في حلّ وسعَة من أمره إن شاء قبل ائتمان الناس له، وإن شاء رفض. فالمعنى العام للأمانة هو: سكون القلب، فقد ذهب البعض من المعجميين(أرباب اللغة) إلى أنها مشتقة من أمن بضم الميم كَكَرُم (على وزن فعل) أي صار أمينا، فشاهد الناس ذلك فيه ولاحظوه. والله أسأل أن يوفقنا للصواب ويهدينا لما فيه خير وصلاح الأمة.
 
باسم الله الرحمـن الرحيـم
أشكر الأخت الفاضلة "أم عبد الله الجزائرية" على حماسها وعلى الغيرة التي دفعتها إلى إثارة بعض الإشراقات النابعة عن همّ تحمله بسبب ضياع العديد من المبادئ والأخلاق الإسلامية النبيلة لدى فئة عريضة من المسلمين ومنها الأمانة.
ما أود الإشارة إليه في هذا الباب هو أنه ليس بالضرورة أن يكون للأمانة معلم، لتعددها وتنوعها وعدم حصرها في عدد معين اعتمادا على مصدري التشريع (الكتاب والسنة)،....

أخي الفاضل د. عبدالقادر ، كم سرتني الفوائد التي سطرتها ، جزاك الله خيرا .
وإن كان التشجيع على الأمانة خلق رفيع وأمر نبيل ، إلا أني بدأت الأمر لما أشكل علي من أمر الدرس ما ذكرته ، فقد ظننت أن القوي الأمين عنده علم ورحت أجمع القرائن وأفكر فجرت الأفكار بعضها بعضا ، أما أن لا يكون للأمانة معلم فأمر لا أستوعبه ، لأن الأمانة ليست أمرا فطريا كالأكل والشرب ، لكنها أمر مكتسب ، والله أعلم وأحكم.
 
باسم الله الرحمن الرحيم
زادك الله حرصا "أم عبد الله " ووفقني وإياك للصواب ولما ينفع.
الآية التي كانت منطلق هذا النقاش ومثيلاتها في القرآن الكريم، المشتملة على الأمانة (الصفة) يعني على لفظ الأمين: من سجيته ألا يخون، لم تذكر أن الموصوفين بهذا الوصف أنهم تعلموا على يد رجل لازموه فترة معينة أو معلم لقَّنهم دروسا خلال أوقات وفي أماكن محددة، إنما أفردتهم دون سواهم بهذه الصفة؛ كما أن القرائن اللفظية لا تشير إلى المعلم المشرف على التربية والتعليم، إنما جُبِلوا على الأمانة، كيف؟ ولماذا؟ هذا أمر آخر.
فالأمين في القرآن الكريم إما أن يكون مَلَكا أو رسولا أو جِنا. فهؤلاء علَّمهم الله تعالى أو أعلمهم، هذا لم يُذكر(حسب علمي) في القرآن الكريم.
وقد وصف أيضا بهذا الوصف (الأمين) لكن ليس بالمعنى الأول: الجنة (أدخلنا الله تعالى إليها برحمته وعفوه) ومكة (حرسها الله جل جلاله من كل مكروه).
 
باسم الله الرحمن الرحيم
زادك الله حرصا "أم عبد الله " ووفقني وإياك للصواب ولما ينفع.
الآية التي كانت منطلق هذا النقاش ومثيلاتها في القرآن الكريم، المشتملة على الأمانة (الصفة) يعني على لفظ الأمين: من سجيته ألا يخون، لم تذكر أن الموصوفين بهذا الوصف أنهم تعلموا على يد رجل لازموه فترة معينة أو معلم لقَّنهم دروسا خلال أوقات وفي أماكن محددة، إنما أفردتهم دون سواهم بهذه الصفة؛ كما أن القرائن اللفظية لا تشير إلى المعلم المشرف على التربية والتعليم، إنما جُبِلوا على الأمانة، كيف؟ ولماذا؟ هذا أمر آخر.
فالأمين في القرآن الكريم إما أن يكون مَلَكا أو رسولا أو جِنا. فهؤلاء علَّمهم الله تعالى أو أعلمهم، هذا لم يُذكر(حسب علمي) في القرآن الكريم.
وقد وصف أيضا بهذا الوصف (الأمين) لكن ليس بالمعنى الأول: الجنة (أدخلنا الله تعالى إليها برحمته وعفوه) ومكة (حرسها الله جل جلاله من كل مكروه).
جزاك الله خيرا على الدعاء وأقول: اللهم آمين .
قال تعالى :
((( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )))
ورد في تفسير الطبري:
( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ) إنا بينا له طريق الجنة، وعرّفناه سبيله، إن شكر، أو كفر." أهـ
ألن يعلم فيهتدي لأصناف الصفات الطيبة الموصلة للجنة بأي طريقة يتعلم من خلالها البشر .
والله أعلم وأحكم.
 
عودة
أعلى