هل خوفاً من العين أمر يعقوبُ بنيه بألا يدخلوا من باب واحد! وحديثٌ في أصولِ منهجِ التفسير

الأخت الفاضلة أم عبد الله ، تفكيرك فى محله تماماً بارك الله فيكِ
وفى المداخلة القادمة إن شاء الله سوف تجدين دعماً لوجهة نظرك هذه ومزيد بيان لها
ولكنى كنت أظن أن التفسير الذى استمعتى إليه والذى هو محور هذا الموضوع لم يكن لفضيلة الشيخ خالد السبت كما ذكرتى الآن ، وإنما كان لفضيلة الشيخ صالح المغامسى حسبما ذكرتى ذلك فى المداخلة السادسة ، حيث جاء فيها قولك :
فأرجو منكِ تصويب الأمر ورفع الإلتباس ، وجزاكِ الله خيراً
الحمد لله تعالى ، فإن أصبت فمن الله تعالى، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، وليس هناك التباس أخي الفاضل ، ارجع للمشاركة التي تطرقت فيها لكلام الشيخ خالد سترى المشاركة التي قبلها نقل فيها أخونا الفاضل شرحا للشيخ يخص المسألة صحيح أنه لم يتطرق للأمر لكن وكما تعلم فالعلم شجون يستدعي بعضه بعضا فاستنتاجاته قادتني لما طرحته ، وإن كان سبب سؤالي هو بسبب الشيخ صالح المغامسي.
 
أخانا العليمي
إذا رأيت مثل هذا الطرح تذكرت قول مسروق : ( اتقوا التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله).
أخي الكريم :
ليست المسألة أن نجتهد باجتهاد جديد أو لا نجتهد.
وليس المسألة أن نمنع الرأي الجديد أو لا نمنع.
المسألة : كيف نفهم التفسير وما وراءه، وكيف نعرف ما يمكن أن نجتهد فيه وما لا يمكن، فهل عندك تحقيق في هذا، أم المسألة عندك مفتوحة؟!
وهل أنت تبيح لكل واحد الاجتهاد في كتاب الله، والقول فيه ، دون شرط أو قيد؟!
وبالمناسبة : أشكرك على تجاهلك شكرنا نحن الذين لم نجتهد ـ كما هو رأيك ـ من خلال شكرك لبعض المجتهدين في هذه المسألة!
وأحب أن أذكرك أنك نسيت أن تشكر الشيخ الفاضل الأديب صالح المغامسي ، فهو صاحب المسألة حفظه الله.
أخي الكريم:
إن مسألة الاجتهاد ليست بالأمر الهين، وليس من تعلم شيئا من العلم يمكن أن يكون مجتهدًا في كتاب الله، فاتق الله، وعليك بالسداد.
بالله عليك :
هل أنت تقبل مثل هذا في بيان كلام الله : (أليس من الممكن أن يكون هذا هو ما كان ينتظرهم بالفعل ، وعلى يد أخيهم يوسف وفتيانه الذين كانوا يأتمرون بأمره ، فيوسف كان يريد أن يستخلص أخاه من بين إخوته، وكان يعرف خط سير إخوته جيداً وأى الطرق يسلكون ومن أى الأبواب يدخلون ، وعليه فقد كان من اليسير أن يتعرض فتيان يوسف ( وهم ملثمون ) لإخوته ويقطعون عليهم الطريق ويختطفون منهم أخاه ، وهذا تصور تقريبى لتفصيل عبارة ( يحاط بكم )
أقول ربما كان هذا هو ما كان يخطط له يوسف ، ولكن الله لم يرض عن تلك الخطة فكاد ليوسف ، كاد له بأن أحبط خطته بدخول إخوته متفرقين كما أوصاهم أبوهم ، فأسقط فى يد يوسف متحيراً ....).
من أين لك هذا التحليل ، وهل هذا الاجتهاد الذي تحييه؟!
قولك : (أليس من الممكن) ( أو ربما ) أليس هذا من الرجم بالغيب؟!.
قولك: (ولكن الله لم يرض عن تلك الخطة فكاد ليوسف ، كاد له بأن أحبط خطته بدخول إخوته متفرقين كما أوصاهم أبوهم ، فأسقط فى يد يوسف متحيراً).
يا أخي ، أليس هذا من القول على الله بغير علم، فأين أثارة العلم عندك في هذا؟!
*********
وإذا تأملت الآية ، فإنها قد أوضحت أن التفرق مرادٌ في أول دخولهم، ولو كان المراد تفرقهم في كل وقتهم في مصر لأخبر الله به؛ لأنهم بعد دخولهم متفرقين ـ كما أمر أبوهم ـ اجتمعوا بيوسف عليه الصلاة والسلام، وقد قال الله تعالى : ( ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه)، فهم إذن كلهم أمام يوسف عليه الصلاة والسلام، ثم جهزهم بجهازهم، وهم مع بعضهم ، ثم نادهم المنادي ( أيتها العير ) وهذا يدل على أنهم مع بعضهم أيضًا، ثم بعد هذا كله حصلت الإحاطة بهم ، كما أخبر الله، فلماذا لم يبقوا متفرقين حتى يخرجوا من مصر لو كان الأمر كما تقول؟!
***************
وقولك : (وإننى من الذين يُشجعون الإجتهاد والتدبر فى كتاب الله ، بل وأراه غاية من غايات إنزال الكتاب المبارك ، وذلك على هدى قوله تعالى :
" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب "
وأعتقد أن الله يخاطب بتلك الآية الكريمة الناس جميعاً فى كل عصرٍ ومصرٍ ، فتدبر القرآن ليس وقفاً على أناس بعينهم ، أو على عصر بذاته) .
ما نوع الاجتهاد الذي تشجع عليه ، وهل له معيار ، أم هو مفتوح ليقول من يقول ما يقول في كتاب الله.
أخي الكريم، كم أتمنى لو عرفتنا بنفسك ، فنحن لا نعرف عنك إلا هذا الاسم، وما دمت قد كتبت في تفسير سورة يوسف فمالمانع لو أخبرتنا بنشاطك العلمي؟
فإن هذا يعين على مدى التواصل العلمي معكم.
 
يا شيخ مساعد حفظك الله ورعاك
والله أشكرك على غيرتك على كتاب الله والذب عنه وأسال الله تعالى أن يذب عني وعنك وعن جيمع الأخوة ووالدين وجميع المسلمين النار ، ويجعلنا جميعا ممن سبقت لهم منه الحسنى.
وأسأل الله أن يبارك جهودك وجهود الإخوة فيما فتح الله علي أيديكم من دعوة الناس إلى العودة إلى القرآن وتدبره والوقوف على كنوزه ، وأسأله أن يجعل عملكم خالصا لوجهه الكريم.
شيخنا الفاضل الذي أطال النقاش في هذه المسألة أعتقد أنه هو الاصرار على أن المسألة ليس فيها إلا قول واحد ، ومن هنا جاءت مخالفة السلف وما تبعها ، بينما كتب التفسير تقول إن هناك أكثر من قول ، فهذا بن الجوزي يقول:
وفي المراد بهذا الباب قولان :
أحدهما : أنه أراد باباً من أبواب مصر ، وكان لمصر أربعة أبواب ، قاله الجمهور .
والثاني : أنه أراد الطرق لا الأبواب ، قاله السدي ، وروى نحوه أبو صالح عن ابن عباس .
وفي ما أراد بذلك ثلاثة أقوال .
أحدها : أنه خاف عليهم العين ، وكانوا أُولي جمال وقوة ، وهذا قول ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة .
والثاني : أنه خاف أن يُغتَالوا لِما ظهر لهم في أرض مصر من التهمة ، قاله وهب بن منبه .​
والثالث : أنه أحب أن يلقَوا يوسف في خَلوة ، قاله إِبراهيم النخعي .
ربما أنك ترى أن قول وهب بن منبه والنخعي لا عبرة به مع قول بن عباس ومجاهد وقتادة ، فهذا شيء آخر.
بارك الله في الجميع
وصل الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
السلام عليكم

بدا لي أن الخلاف بين الشيخ مساعد والإخوة الفضلاء حقه أن يفرد في موضوع خاص من مثل "حدود الاجتهاد في التفسير"، أو "واقع القصص القرآني في ذهن المفسر..بين الاجتهاد المحمود والمذموم..". إذ يبدو لي أن التعليق الأدبي و"الظن العلمي" في مجال القصص القرآني جائز للمدارسة على شرط أن يكون داخل السياق واحترام ترابط الجمل وأن تكون السيادة للنص القرآني، وهو متعلق بباب من أبواب "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" لأن كثيراً من تفاصيل القصص إنما أخذها المفسرون عن بني إسرائيل، وكان المفسرون رحمهم الله يسمحون لأنفسهم في مجال القصص القرآني ما لا يفعلون في غيره أعني من حيث التقيُّد بالمنقول والحذر من الرأي. هذا رأيي في المسألة. وتقبّل الله طاعاتكم
 
رفع الحرج عن التحديث عن بني إسرائيل إنما هو لاحتمال صدق مَورِدها مِن أثارة باقية لم تُحَرَّف ، أما ( يمكن ) و ( ربما ) فلا مَورِد لها أصلا لِتُدرج في بابه .
 
الأخ الحبيب أبا سعد:
قولكم (شيخنا الفاضل الذي أطال النقاش في هذه المسألة أعتقد أنه هو الاصرار على أن المسألة ليس فيها إلا قول واحد ).
أنا لم أقل إن الآية فيها قول واحد، وقبل أن أكتب كلامي الأول راجعت التفاسير ، وعرفت ما فيها من أقوال متقدمة ومتأخرة ، ولذا عبَّرت بالاتفاق، وليس الإجماع، لأن الاتفاق لا يمنع مخالفة الواحد والاثنين، وإنما أردت أن أبين أن منهجية التعاطي مع أقوال السلف ، وعدم الاعتداد بقول جمهورهم مسألة فيها نظر.
 
أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
وأرجو أن ييسر الله تعالى للشيخ الفاضل مساعد الطيار أن يكتب في ما أشار إليه أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الصالح فقد طرح عناوين مهمة ، وارجو أن يرصع الدكتور مساعد بحثه بالأمثلة ولا ألزمه بالمثال الذي نحن فيه فلا زلت لا أدري ما رأيه فيما طرح حتى الأن، فهدفي أن أستفيد .
 
أخانا العليمي
إذا رأيت مثل هذا الطرح تذكرت قول مسروق : ( اتقوا التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله).
أخي الكريم :
ليست المسألة أن نجتهد باجتهاد جديد أو لا نجتهد.
وليس المسألة أن نمنع الرأي الجديد أو لا نمنع.
المسألة : كيف نفهم التفسير وما وراءه، وكيف نعرف ما يمكن أن نجتهد فيه وما لا يمكن، فهل عندك تحقيق في هذا، أم المسألة عندك مفتوحة؟!
وهل أنت تبيح لكل واحد الاجتهاد في كتاب الله، والقول فيه ، دون شرط أو قيد؟!

على رسلك أيها الشيخ الفاضل والأخ الكريم
رويدك ، فإنك قد أسأت الظن بى كثيراً
فهل ترانى قد أبحت الإجتهاد فى كتاب الله تعالى لكل من هبّ ودبّ ؟؟
أم أننى قد ذكرت هذا على أثر ذكرى لإجتهادات أخوة بعينهم ، هم من كنت أعنيهم بالأساس ؟
، فهؤلاء الأخوة الفاضل هم عندى أهل للإجتهاد ، وأراهم يملكون أدواته التى أعرفها جيداً والتى تظننى غير عالم بها !!
هذا عن الإجتهاد ، أما التدبر فالكل مأمور به ، وقد ذكرت لك الآية الكريمة التى تفيد ذلك ، وربما التبس عليك الأمر بين الإجتهاد والتدبر فى كلامى ، فظننتَ أنى أُبيح الإجتهاد للجميع ، بينما كنت أعنى التدبر بالدرجة الأولى
وإذا رجعت إلى نص كلامى لوجدتنى قد قلت بالحرف الواحد :
فتدبر القرآن ليس وقفاً على أناس بعينهم ، أو على عصر بذاته
فعلى رسلك يا شيخ وأرفق بأخيك ، ولا تُسىء به الظن هكذا رعاك الله

وبالمناسبة : أشكرك على تجاهلك شكرنا نحن الذين لم نجتهد ـ كما هو رأيك ـ من خلال شكرك لبعض المجتهدين في هذه المسألة!
وأحب أن أذكرك أنك نسيت أن تشكر الشيخ الفاضل الأديب صالح المغامسي ، فهو صاحب المسألة حفظه الله.
معاذ الله أن أتجاهل شكركم على الإجتهاد إذا ما قدمتموه لنا أو إذا وجدناه منكم على التحقيق
وستجدنى أول الشاكرين لكم إذا ما صادفنا هذا منكم
أما إن كنت تُسمى الإقتصار على النظر فى المنقول فحسب ( إجتهاداً ) فهذا أمر آخر
وحتى لا تُسىء فهمى مرة أخرى اؤكد أنى لستُ ضد النظر فى المأثور على الإطلاق ، ومعاذ الله أن أكون كذلك ، ولكنى ضد التقيد به وحده إذا كان فى الأمر سعة للنظر والإجتهاد
وأعتقد أن مسألتنا الراهنة هى مما ينطبق عليه هذا التوصيف ، أم أن لكم رأى آخر فيها ؟

أما الشيخ الفاضل الأديب صالح المغامسى فلم أنس شكره ، ولكنى لم أكُ متأكدا أنه هو صاحب المسألة ، ولهذا ترانى قد سألت الأخت الفاضلة صاحبة الموضوع إن كان هو صاحب المسألة حقاً ، أم إنه الشيخ الفاضل خالد السبت ؟
وطلبتُ منها أن ترفع هذا الإلتباس ، وقد قامت مشكورة بالرد
والآن بعد أن علمتُ أن المسألة كانت له فإنى أشكره ، بل وأرفع له العمامة كذلك تحيةً وتقديراً

أخي الكريم:
إن مسألة الاجتهاد ليست بالأمر الهين، وليس من تعلم شيئا من العلم يمكن أن يكون مجتهدًا في كتاب الله، فاتق الله، وعليك بالسداد.
يُجاب عن هذا بما ذكرتُه لكم آنفا ، وكلنا مأمورون بتقوى الله وبالسداد فى القول

بالله عليك :هل أنت تقبل مثل هذا في بيان كلام الله : (أليس من الممكن أن يكون هذا هو ما كان ينتظرهم بالفعل
وعلى يد أخيهم يوسف وفتيانه الذين كانوا يأتمرون بأمره ، فيوسف كان يريد أن يستخلص أخاه من بين
إخوته، وكان يعرف خط سير إخوته جيداً وأى الطرق يسلكون ومن أى الأبواب يدخلون ، وعليه فقد كان من اليسير أن يتعرض فتيان يوسف ( وهم ملثمون ) لإخوته
ويقطعون عليهم الطريق ويختطفون منهم أخاه ، وهذا تصور تقريبى لتفصيل عبارة ( يحاط بكم )
أقول ربما كان هذا هو ما كان يخطط له يوسف ، ولكن الله لم يرض عن تلك الخطة فكاد ليوسف ،
كاد له بأن أحبط خطته بدخول إخوته متفرقين كما أوصاهم أبوهم ، فأسقط فى يد يوسف متحيراً ....).
من أين لك هذا التحليل ، وهل هذا الاجتهاد الذي تحييه؟!
قولك : (أليس من الممكن) ( أو ربما ) أليس هذا من الرجم بالغيب؟!.
قولك: (ولكن الله لم يرض عن تلك الخطة فكاد ليوسف ، كاد له بأن أحبط خطته بدخول إخوته متفرقين كما أوصاهم أبوهم ، فأسقط فى يد يوسف متحيراً).
يا أخي ، أليس هذا من القول على الله بغير علم، فأين أثارة العلم عندك في هذا؟!
سبحان الله العظيم !!
وكأننى أول من قال من المفسرين : ( من الممكن ) أو ( ربما )
فهل تريدنى أن أستخرج لكم من بطون كتب التفسير عشرات العبارات المماثلة ؟!
ثم كيف تريدنى أن أتحدث عن أمر لم يشأ الله له أن يقع بغير تلك العبارات ؟!
فكر قليلاً فى الأمر ، وعندها سوف تلتمس لى العذر
وعلى أى حال فإن بإمكانك أن تحذف من كلامى أمثال تلك العبارات وسيظل المعنى مع ذلك مستقيماً
هل تدرى لماذا أقول هذا ؟
لأنى على ثقة تامة من صحة المعنى الذى ذهبتُ إليه ، ولا أرتاب فيه مطلقاً ، هل تدرى من أين أستمد تلك الثقة ؟
لأن فى حوزتى الأدلة الدامغة على صحة ذلك المعنى ، فإننى لستُ من الذين يقولون على الله بغير علم كما رميتنى بذلك للأسف الشديد
بل كل ما أقوله مدعوم بالبراهين والأدلة ، ولكنى وكما قلتُ سابقا أكثر من مرة :من العسير تفصيل الأمر وبيان الأدلة عليه فى عجالة سريعة ومداخلة عابرة
فلتنتظر يا أخى كتابى " سورة يوسف تبوح بأسرارها " فستجد فيه إن شاء الله البيان الوافى المعزز بالحجج والبراهين والتى ستجدها مبثوثة فى نحو مائتى صفحة
أما أن تحكم على تفسيرى من مجرد بضعة أسطر قليلة طالعتها هنا فليس هذا من الإنصاف فى شىء ، وأربأ بمثلكم عن ذلك ، فأنتم عندى أهل الإنصاف

*********
وإذا تأملت الآية ، فإنها قد أوضحت أن التفرق مرادٌ في أول دخولهم، ولو كان المراد تفرقهم في كل وقتهم في مصر لأخبر الله به؛ لأنهم بعد دخولهم متفرقين
ـ كما أمر أبوهم ـ اجتمعوا بيوسف عليه الصلاة والسلام، وقد قال الله تعالى : ( ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه)، فهم إذن كلهم أمام يوسف عليه الصلاة والسلام،
ثم جهزهم بجهازهم، وهم مع بعضهم ، ثم نادهم المنادي ( أيتها العير ) وهذا يدل على أنهم مع بعضهم أيضًا، ثم بعد هذا كله حصلت الإحاطة بهم
، كما أخبر الله، فلماذا لم يبقوا متفرقين حتى يخرجوا من مصر لو كان الأمر كما تقول؟!
لا أدرى كيف فهمتَ كلامى على هذا الوجه ؟!
فهلا وجدتنى قد قلتُ بأن المراد هو تفرقهم فى كل وقتهم فى مصر ؟! حقيقةً لا أدرى كيف فهمتَ هذا ؟؟
فأنا لم أزعم ذلك على الإطلاق ، لا من قريب ، ولا من بعيد

***************
وقولك : (وإننى من الذين يُشجعون الإجتهاد والتدبر فى كتاب الله ، بل وأراه غاية من غايات إنزال الكتاب المبارك ، وذلك على هدى قوله تعالى :
" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب "
وأعتقد أن الله يخاطب بتلك الآية الكريمة الناس جميعاً فى كل عصرٍ ومصرٍ ، فتدبر القرآن ليس وقفاً على أناس بعينهم ، أو على عصر بذاته) .
ما نوع الاجتهاد الذي تشجع عليه ، وهل له معيار ، أم هو مفتوح ليقول من يقول ما يقول في كتاب الله
سبق الجواب عن تلك الأسئلة بما يُغنى عن إعادته هنا

أخي الكريم، كم أتمنى لو عرفتنا بنفسك ، فنحن لا نعرف عنك إلا هذا الاسم، وما دمت قد كتبت في تفسير سورة يوسف فمالمانع لو أخبرتنا بنشاطك العلمي؟
فإن هذا يعين على مدى التواصل العلمي معكم.
وهذا هو جوابى على سؤالكم هذا : اعرف الحق تعرف أهله
ولا يُعرف الحقُ بالرجال ، وإنما يُعرف الرجال بالحق
وقد كان هذا هو شعار توقيعى منذ شاركتُ فى الملتقى ، ولكنكم أضعتموه
لا أقصد أنتم شخصياً ، بل أحد القائمين على الجانب الفنى والتقنى فى الملتقى ، وأعتقد أنه لم يتعمد ذلك ، بل حدث هذا منه بطريق الخطأ غير المقصود على الأرجح
أما إن كنتَ ترمى من وراء السؤال عن نشاطى العلمى الإطمئنان من جهة كفائتى العلمية وخلفيتى الثقافية والدينية فأقول لكم بكل ثقة ولله الحمد :
بإمكانكم الإطمئنان تماما من تلك الجهة
فهل يكفيكم مثلاً أن أقول أنى قد تقلدت رئاسة قسم الفكر الدينى فى بعض الصحف لبعض الوقت ومنذ زمن بعيد ؟
أو أن أقول أنى عضو قديم بجمعيات علمية معنية بإعجاز القرآن الكريم ؟
أو أنى قد أصدرت بموافقة الأزهر الشريف كتباُ ومقالات فى إعجاز القرآن ؟
أو أنى كنتُ وثيق الصلة بعلماء كبار من طبقة العلامة عبد الصبور مرزوق رحمه الله ، أو العلامة عبد العظيم المطعنى رحمه الله وغيرهم من علماء مصر الكبار
وكنت أجلس إليهم وأحاورهم فى بعض المسائل العلمية ، بل وكنتُ بصدد مشاركة أحدهم فى كتاب للرد على بعض الشبهات التى أثارها البعض حول الأحرف المقطعة ، ولكن توفاه الله قبل أن يصدر عملنا المشترك ، فعليه رحمة الله ورضوانه
هل يكفيكم هذا أم أستمر فى الحديث عن نفسى ؟ . . أعتقد أن ما ذكرتُه الآن فيه الكفاية حتى أنال ثقتكم ، وكى تتيقنوا من أنى لا أجرؤ على أن أقول على الله بغير علم

وختاماً فإنى لا أحمل لشخصكم الكريم إلا كل تقدير وإحترام ، ولكن ساءنى فحسب أن تسيئوا الظن بى على النحو المذكور ، ومع ذلك أقول عفا الله عنا وعنكم ، وغفر لنا ولكم

سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك
 
شيخنا الفاضل العليمي المصري وفقكم الله ،،
أعلم أن كلام فضيلتكم غير موجه لي ، ولكني كقارئة طالبة للفائدة في هذا الموضوع شقَّ عليَّ هذا الكلام :
وعليه فقد كان من اليسير أن يتعرض فتيان يوسف ( وهم ملثمون ) لإخوته ويقطعون عليهم الطريق ويختطفون منهم أخاه ، وهذا تصور تقريبى لتفصيل عبارة ( يحاط بكم )
أقول ربما كان هذا هو ما كان يخطط له يوسف ، ولكن الله لم يرض عن تلك الخطة فكاد ليوسف
كاد له بأن أحبط خطته بدخول إخوته متفرقين كما أوصاهم أبوهم ، فأسقط فى يد يوسف متحيراً
ويأتي العجب من مسألتين :
1- تصوير المشهد أسلوبيا ؛ فكأنما هو دراما عصابات متلفز بعيد كل البعد عن هيبة القرآن وجلاله وعظمته الساكنة في جَوِّ قصصه .
2- وهو الأهم : كيف يُنسب إلى سيدنا يوسف عليه السلام – ولو من قبيل الظن – أمورا لا يتأتى الوقوف عليها إلا بالنقل سواء كان النقل صحيحاً أو ضعيفاً أو حتى أثارة من أهل الكتاب مِن مثل قولكم حفظكم الله : " أقول ربما كان هذا هو ما يخطط له يوسف عليه السلام " ، ثم رتبتم على هذا الظن ظنا آخر عن الله عز وجل : " ولكن الله لم يرض عن تلك الخطة " ، ثم أتيتم بمعنى الكيد المترتب على هذه الظنون : " فكاد ليوسف ، كاد له بأن أحبط خطته " ، ثم وصفتم يوسف عليه السلام إزاء هذا الكيد – بمعناه المتصوَّر لديكم – " فأسقط في يد يوسف متحيرا " فهل من اللائق عقلا قبل أن يكون شرعا أن تُنسَج التصورات بإضافة نقائص إلى أنبياء الله عز وجل ما أنزل الله بها من سلطان فضلا عن أن يُتَوَقَّع عن الله عز وجل أفعالا لم يرد نص فيها ؟ أن يخطط يوسف ثم يحبط الله خطة يوسف عليه السلام ليسقط في يده متحيرا ؟! هل في سياق الآيات ما ينص أو يحتمل أو يشير إلى هذا المعنى ؟ إن كان نعم فحسنٌ وبها ونَعِمْنا ، وإن كان لا فهل يجوز أن تُبنى التصورات العقلية على توقعات هي إلى الذم أقرب منها إلى المدح في حق أنبياء الله عز وجل ؟ بل ويُنسب إلى الله عز وجل أفعالا بمجرد الظن ؟
كتبتُ لاستيضاحكم جزاكم الله خيرا ونفع بكم وشكر لكم سلامة المقصد ووفقكم للسداد .
 
شيخنا الفاضل العليمي المصري وفقكم الله ،،
أعلم أن كلام فضيلتكم غير موجه لي ، ولكني كقارئة طالبة للفائدة في هذا الموضوع شقَّ عليَّ هذا الكلام :

ويأتي العجب من مسألتين :
1- تصوير المشهد أسلوبيا ؛ فكأنما هو دراما عصابات متلفز بعيد كل البعد عن هيبة القرآن وجلاله وعظمته الساكنة في جَوِّ قصصه .
2- وهو الأهم : كيف يُنسب إلى سيدنا يوسف عليه السلام – ولو من قبيل الظن – أمورا لا يتأتى الوقوف عليها إلا بالنقل سواء كان النقل صحيحاً أو ضعيفاً أو حتى أثارة من أهل الكتاب مِن مثل قولكم حفظكم الله : " أقول ربما كان هذا هو ما يخطط له يوسف عليه السلام " ، ثم رتبتم على هذا الظن ظنا آخر عن الله عز وجل : " ولكن الله لم يرض عن تلك الخطة " ، ثم أتيتم بمعنى الكيد المترتب على هذه الظنون : " فكاد ليوسف ، كاد له بأن أحبط خطته " ، ثم وصفتم يوسف عليه السلام إزاء هذا الكيد – بمعناه المتصوَّر لديكم – " فأسقط في يد يوسف متحيرا " فهل من اللائق عقلا قبل أن يكون شرعا أن تُنسَج التصورات بإضافة نقائص إلى أنبياء الله عز وجل ما أنزل الله بها من سلطان فضلا عن أن يُتَوَقَّع عن الله عز وجل أفعالا لم يرد نص فيها ؟ أن يخطط يوسف ثم يحبط الله خطة يوسف عليه السلام ليسقط في يده متحيرا ؟! هل في سياق الآيات ما ينص أو يحتمل أو يشير إلى هذا المعنى ؟ إن كان نعم فحسنٌ وبها ونَعِمْنا ، وإن كان لا فهل يجوز أن تُبنى التصورات العقلية على توقعات هي إلى الذم أقرب منها إلى المدح في حق أنبياء الله عز وجل ؟ بل ويُنسب إلى الله عز وجل أفعالا بمجرد الظن ؟
كتبتُ لاستيضاحكم جزاكم الله خيرا ونفع بكم وشكر لكم سلامة المقصد ووفقكم للسداد .

الأخت الفاضلة مُتّبِعَة وفقها الله
انتبهى أختاه إلى قولى : " وهذا تصور تقريبى لتفصيل عبارة ( يحاط بكم ) " ، ثم ضعى فى ذهنك أننا نتحدث هنا عن أمر لم يشأ الله له أن يقع ، رغم توفر الإرادة لوقوعه ، أى أنه كان مقدراً له أن يقع ( أعنى الإحاطة بهم ) لولا دخول أخوة يوسف عليه السلام متفرقين ، أما تفاصيل هذا الأمر أوكيفيات تلك الإحاطة على وجه التفصيل فتبقى مجهولة لنا
فالجزئية التى يمكن التيقن منها أنه كان مقدراً أن يحاط بهم لولا أن الله حال دون ذلك ، أما تفاصيل ذلك فلا نتوصل إليه إلا بطريق التصور ، لتقريب المسألة إلى الأذهان فحسب ، وهذا هو ما فعلته ليس إلا ، ضربتُ مثالاً تقريبيا لكيفية حدوث ذلك ، ولكنى لا أزعم أنه هو التصور الوحيد الممكن ولا أقطع بذلك ، ولكنه يبقى أقرب التصورات الممكنة ، وذلك بالنظر إلى قوله تعالى " كدنا ليوسف " وبالنظر إلى الإستثناء الوارد فى قوله تعالى : " ما كان ليأخذ أخاه فى دين الملك إلا أن يشاء الله "
فهذا الإستثناء " إلا أن يشاء الله " ألا يُوحى لكِ بشىء ؟
ألا يوحى بأن يوسف عليه السلام كان يخطط لأخذ أخيه من إخوته ويسعى فى ذلك من قبل ولكن الله لم يشأ ذلك حينذاك؟
بالله عليكِ ألا تستشعرى هذا المعنى من هذه الصياغة المحكمة للآية الكريمة ؟
هذا أولاً
أما مسألة أن هذا الفعل ينم عن نقائص يتنزه عنها الأنبياء ، فأرى الأمر بخلاف هذا تماما ، وذلك من منطلق أن الأعمال بالنيات
فيوسف عليه السلام كان يريد أن يعطى إخوته درسا لعلهم يرجعون إلى أنفسهم ، ويستشعرون فداحة الجرم الذى ارتكبوه فى حقه وفى حق أبيه وفى حق أخيه ، وكان هذا الدرس ضروريا من أجل لم الشمل والتئام الجرح العميق
ثم دعينى أسألك : لماذا لم ترى فى حيلة الصواع التى أخذ يوسف بها أخاه نقيصة كذلك يتنزه عنها الأنبياء ؟؟
لأننا لو أخذنا بمنطقك هذا لكانت هذه الحيلة من جملة النقائص التى لا يجب أن تصدر عن نبى مُقرب
ولو طالعتى كتب التفسير لوجدتى أن كثيراً من المفسرين قد استغرب بالفعل هذا الفعل وتحير فى صدوره عن مثل يوسف عليه السلام ، ثم حاولوا أن يبرروه بعلل متعددة
أنظرى مثلا إلى ما يقوله الإمام الفخر الرازى فى تفسيره الكبير عند قوله تعالى " ثم أذّن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون " قال الرازى رحمه الله :
" فإن قيل : هل كان هذا النداء بأمر يوسف ، أو ما كان بأمره ؟ فإن كان بأمره فكيف يليق بالرسول الحق من عند الله أن يتهم أقواماً وينسبهم إلى السرقة كذباً وبهتاناً ؟!!
وإن كان الثانى - وهو أنه ما كان ذلك بأمره - فهلا أنكره وهلا أظهر براءتهم عن تلك التهمة ؟! "
ثم أخذ الرازى يسرد الوجوه التى ذكرها العلماء لتبرير هذا الفعل ،
فإذا جئنا إلى تفسير القرطبى لوجدناه يذكر إعتراضين إعترض بهما البعض على الآية ، وكان إحداهما هو :كيف نسب يوسف السرقة إلى إخوته وهم بَرَاء ؟
كما جاء فى تفسير ( النكت والعيون ) للماوردى هذا التساؤل : كيف استجاز يوسف أن يجعل السقاية في رحل أخيه لسرقهم وهم برآء، وهذه معصية؟
وبالمثل يتساءل ابن الجوزى فى ( زاد المسير ) قائلاً : كيف جاز ليوسف أن يُسرِّق من لم يسرق؟
بل إن ابن عبد السلام فى تفسيره يجعل أحد الإحتمالات فى تفسير هذه الواقعة أنها :كانت خطيئة ليوسف جوزي عليه بقولهم:
{
إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ } وطبعا هذا إحتمال نستبعده تماماً ونجلّ يوسف عليه السلام عنه
وكذلك الخازن فى تفسيره يتساءل : فإن قلت هل كان هذا النداء بأمر يوسف أم لا ؟ فإن كان بأمره فكيف يليق بيوسف مع علو منصبه وشريف رتبته من النبوة والرسالة أن يتهم أقواماً وينسبهم إلى السرقة كذباً مع علمه ببراءتهم من ذلك ؟! وإن كان ذلك النداء بغير أمره فهلا أظهر براءته عن تلك التهمة التي نسبوا إليها.
وأبو حيان فى ( البحر المحيط ) يحاول أن يبرر ذلك قائلاً : والذي يظهر أن هذا التحيل، ورمى أبرياء السرقة، وإدخال الهم على يعقوب، بوحي من الله. لما علم تعالى في ذلك من الصلاح، ولما أراد من محنتهم بذلك.

وهكذا ترين كيف أن نفس تفكيركِ ومنطقكِ هذا الذى تعترضين به على تصوراتنا ، قد أثير كذلك على ما ليس بتصور ، أثير حول النص الحكيم ذاته

فلماذا يا أختاه التثريب علينا ؟
إن يوسف عليه السلام هو عندى كما هو عند المصطفى صلى الله عليه وسلم : الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ، يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ولا أرى فى فعل يوسف عليه السلام ما يعيب ، سواء فى كيده المُتَصور أم فى كيده الذى حدث بالفعل ، فالعبرة بالدوافع والنيات ، فإنما الأعمال بالنيات ، وهذا هو المحك يا أخيتى ،
وفقك الله ورعاكِ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
استمعت إلى محاضرة الشيخ الفاضل المغامسي
ووجدته وفقنا الله وإياه يخرج بأحكام لا دليل عليها ، أو يورد مسائل يكون فيها أدلة ولكن أهل العلم اختلفوا فيها ، أو مسائل يمكن الاجتهاد فيها ويخرج فيها بأحكام من يستمع إليه يحسب أنها قطعية ومسلمة ، وهذه في نظري مشكلة:
ومن المسائل المذكورة:
مسألة : يوسف أعطى شطر الحسن.
قال إن الحسن الذي أعطي يوسف عليه السلام هو شطر الحسن الذي أعطي لآدم عليه السلام قبل أن يأكل من الشجرة.
وقال إن حسن آدم قبل الأكل من الشجرة يختلف عن حسنه بعد الأكل.
وهذه الأمور تحتاج إلى دليل وإلا كانت قولا بلا علم ، ولا أدري على أي شيء أستند الشيخ ، إلا أن يكون ما ذكره بن كثير رحمه الله :
"وقال الإمام أبو القاسم السهيلي: معناه: أن يوسف كان على النصف من حسن آدم، عليه السلام، فإن الله خلق آدم بيده على أكمل صورة وأحسنها، ولم يكن في ذريته من يوازيه في جماله، وكان يوسف قد أعطي شطر حسنه."
وإذا رجعنا إلى أصح الأدلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي أخبر فيه عن جمال يوسف عليه السلام ربما استنتجنا خلاف ما ذكر:
روى مسلم رحمه الله تعالى من حديث أنس رضي الله عنه:
" ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِابْنَيْ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ"
قال بن حجر في فتح الباري:
"زَادَ مُسْلِم فِي رِوَايَة ثَابِت عَنْ أَنَس " فَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْر الْحُسْن " وَفِي حَدِيث أَبِي سَعِيد عِنْد الْبَيْهَقِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَة عِنْد اِبْن عَائِذ وَالطَّبَرَانِيِّ " فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَحْسَن مَا خَلَقَ اللَّه ، قَدْ فَضَلَ النَّاس بِالْحُسْنِ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب " وَهَذَا ظَاهِره أَنَّ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ أَحْسَن مِنْ جَمِيع النَّاس ، لَكِنْ رَوَى التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث أَنَس مَا بَعَثَ اللَّه نَبِيًّا إِلَّا حَسَن الْوَجْه حَسَن الصَّوْت وَكَانَ نَبِيّكُمْ أَحْسَنهمْ وَجْهًا وَأَحْسَنهمْ صَوْتًا فَعَلَى هَذَا فَيُحْمَل حَدِيث الْمِعْرَاج عَلَى أَنَّ الْمُرَاد غَيْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُؤَيِّدهُ قَوْل مَنْ قَالَ : إِنَّ الْمُتَكَلِّم لَا يَدْخُل فِي عُمُوم خِطَابه ، وَأَمَّا حَدِيث الْبَاب فَقَدْ حَمَلَهُ اِبْن الْمُنِير عَلَى أَنَّ الْمُرَاد أَنَّ يُوسُف أُعْطِيَ شَطْر الْحُسْن الَّذِي أُوتِيهِ نَبِيّنَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ."

وقال صاحب فيض القدير :
(أعطي) بالبناء للمجهول (يوسف) بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل (شطر الحسن) أي حظا عظيما من حسن أهل الدنيا ، ولفظ رواية الحاكم : أعطي يوسف وأمه شطر الحسن.
قال في الميزان متصلا بالحديث ، يعني سارة انتهى.
فلا أدري أهو من تتمة الحديث أو من تفسير الراوي.
ثم إن قلت هذا يخالفه ما في خبر الحاكم : إن الله قسم له من الجمال الثلثين وقسم بين عباده الثلث ، وكان يشبه آدم يوم خلقه الله ، فلما عصى آدم نزع منه النور والبهاء والحسن ووهب له الثلث من الجمال بالتوبة .
فأعطى الله يوسف الثلثين."

وخبر الحاكم المذكور هو ما رواه الحاكم في المستدرك بسنده :
"عن كعب ، قال : « ثم ولد ليعقوب ، يوسف الصديق الذي اصطفاه الله واختاره وأكرمه وقسم له من الجمال الثلثين وقسم بين عباده الثلث ، وكان يشبه آدم يوم خلقه الله وصوره ونفخ فيه من روحه قبل أن يصيب المعصية ، فلما عصى آدم نزع منه النور والبهاء ، والحسن وكان الله أعطى آدم الحسن والجمال والنور والبهاء يوم خلقه ، فلما فعل ما فعل وأصاب الذنب نزع ذلك منه ، ثم وهب الله لآدم الثلث من الجمال مع التوبة الذي تاب عليه ، ثم إن الله أعطى يوسف الحسن والجمال والنور والبهاء الذي نزعه من آدم حين أصاب الذنب ، وذلك أن الله أحب أن يري العباد أنه قادر على ما يشاء وأعطى يوسف من الحسن والجمال ما لم يعطه أحدا من الناس"

ونحن إذا تأملنا الحديث الصحيح حديث الإسراء ربما خرجنا بعكس هذا الكلام:
الرسول صلى الله عليه وسلم مر بآدم عليه السلام قبل أن يمر بيوسف عليه السلام ، فلما مر بيوسف لفت انتباهه شدة حسنه فقال عنه : إذا هو قد أعطي شطر الحسن.
فلو كان آدم عليه السلام قد أعطى الحسن كله لكان أشد لفتا لانتباه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وربما احتج بعضهم بما في الصحيحين:
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ."
فأقول المراد على صورة أبيهم آدم عليه السلام : أي في الطول ، لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن تفاوت صور أهل الجنة ، كما هو في الصحيح:

"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ لَا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَحَاسُدَ لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ"
ختاما أقول المسألة فيها مجال للاجتهاد ، والجزم في مسألة اجتهادية وتحديث الناس بها وكأنها مسلمة أرى أنه مما يجب أن يترفع عنه أهل العلم.
وهناك مسائل أخرى مشابهة تلكم عنها الشيخ سأتكلم عليها فيما بعد إن شاء الله تعالى.
هذا والله أعلم
 
الشيخ : ابو سعد الغامدي أشكرك وأشكر الشيخ : مساعد الطيار وكل من تداخل معكم ، جعلكم الله أئمةً للمسلم الذي سلم المسلمون من لسانه ويده .

فوالله لقد استفدت كثيراً من نقاشكم هذا ، وكم تمنيت المزيد منه لو سلم من بعض الإتهامات .


ولكن يا أبا سعد المؤمن مرآة أخيه ، فأنا أخشى أن يظن بعض الناس أنك تتتبع عورات العلماء بما كتبته من انتقاد علمي جيد عن محاضرة شيخنا :المغامسي حفظه الله ، فوضح بارك الله لنا فيك .
 
الشيخ : ابو سعد الغامدي أشكرك وأشكر الشيخ : مساعد الطيار وكل من تداخل معكم ، جعلكم الله أئمةً للمسلم الذي سلم المسلمون من لسانه ويده .

فوالله لقد استفدت كثيراً من نقاشكم هذا ، وكم تمنيت المزيد منه لو سلم من بعض الإتهامات .


ولكن يا أبا سعد المؤمن مرآة أخيه ، فأنا أخشى أن يظن بعض الناس أنك تتتبع عورات العلماء بما كتبته من انتقاد علمي جيد عن محاضرة شيخنا :المغامسي حفظه الله ، فوضح بارك الله لنا فيك .
أولا : أعوذ بالله من أن أكون ممن يتتبع عورات الناس.
ثانيا: شكر الله لك.
ثالثا: بالنسبة للتوضيح ، فأقول:
هذا منهج عندي من قديم في التعلم وتحقيق المسائل واستفدت منه كثيرا ، فإذا سمعت حكم في مسألة قد تقرر عندي خلافه ،فإني أرجع إلى هذه المسألة وأبحث في أدلتها وكلام أهل العلم فيها ، وبهذا أصطاد عشرات العصافير بحجر واحد كما يقولون ، فإن تأكد عندي ما تقرر سابقا حمدت الله ، وإن وجدت الحق في خلافه رجعت إليه والحمد لله .
الزائد هنا أنني نشرت عملي في الملتقى والحوار والنقاش والأخذ والرد من طبيعته ، وأصل موضوعنا هذا هو ما نقلته صاحبة الموضوع عن الشيخ المغامسي ،ثم قامت بوضع مقاطع المرئية التى تكلم الشيخ فيها عن الموضوع فوجدت أن هذه المسألة السبب فيها هو ذكر العالم أو الداعية القول المختلف فيه وكأنه ليس فيه إلا القول الذي أورده وهذا من وجهة نظري لا يليق لأنه يسبب بلبلة عند العامة من الناس ، وإن كانت مسألتنا هذه ليست من الأهمية بمكان من الناحية العملية ، لكن أحيانا هناك من يجزم في مسائل يتعلق بها حكم عملي وممارسة عبادية وعلى سبيل المثال:
إذا دخل الرجل إلى المسجد والمؤذن يؤذن يوم الجمعة والإمام على المنبر هل يردد مع المؤذن حتى ينتهي ثم يصلى ركعتين ؟ أم يصلى مباشرة ؟
فأحدهم سألني قائلا: والله ما ندري عنكم يا مشايخ واحد يقول صل والآخر يقول لا تصلي وايش الصح ؟ ثم بينت له أن المسألة اجتهادية.... ففهم والحمد لله.
ثم لو كل من انتقد أو اعترض على قول هو متتبع لعورات الناس ، لما رأينا الخلاف في كتب التفسير وشروح الحديث والفقه.
أسال الله أن يصلح النية والعمل.
 
يقول الشيخ المغامسي حفظه الله :
"في غير القرآن الأولى أن يقول : اللهم إني أسألك العافية فإن الله قادر على أن يؤتيه العافية فينجو من النسوة وينجو من السجن ، ولكن الله أجرى على لسانه أن يقول ربي السجن أحب إلي لما كتب الله في الأزل."
وهذا يوحي بأن عبارة يوسف عليه السلام كانت السبب في دخوله السجن نوعا من العقوبة على عبارته ، كما ذكر ذلك البغوي في تفسيره:
"وقيل: لو لم يقل: السجن أحب إليّ لم يُبْتَلَ بالسجن، والأوْلى بالمرء أن يسأل الله العافية."
وهذه قضية ـ في نظري ـ مشكلة وهو أن الله سبحانه وتعالى بدلا من أن يكافئ أولياءه على طاعته ، واختيارهم المؤلم في سبيل عدم الوقوع فيما لا يرضيه يجازيهم على "خطأ" لم يقصدوه ، وهذا أعتقد أنه سوء ظن بالله تعالى ، نعوذ بالله من سوء الظن.
إن الله سبحانه وتعالى قدر في الأزل أن يوسف يدخل السجن ظلما من غير جرم ارتكبه ، ولكن الله رفع قدره من حيث أردوا أن يخفضوه ، وفرج عنه من حيث أرادوا أن يضيقوا عليه ، فدخل السجن مظلوما وخرج منه عزيزا ملكا ممكناً له في الأرض.
وهذا يدعوني أن أعرج على ما ذكره الطبري رحمه الله تعالى مما هو متعلق بالمسألة حيث قال:

"وقوله:(ليسجننه حتى حين) ، يقول: ليسجننه إلى الوقت الذي يرون فيه رأيهم.
وجعل الله ذلك الحبس ليوسف، فيما ذكر، عقوبةً له من همِّه بالمرأة، وكفارة لخطيئته .
حدثت عن يحيى بن أبي زائدة ، عن إسرائيل ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس:(ليسجننه حتى حين) ، عثر يوسف عليه السلام ثلاثَ عثرات: حين همَّ بها فسجن. وحين قال:(اذكرني عند ربك) ، فلبث في السجن بضع سنين، وأنساه الشيطان ذكر ربه. وقال لهم:(إنكم لسارقون)، فقالوا:( إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل)."
وهذا القول لا أرى أنه يستقيم مع سياق القرآن وإن كان هذا القول يسنده الطبري إلى بن عباس رضي الله عنهما ، فالله سبحانه وتعالى قد برأ ساحة يوسف عليه السلام من أول القصة ، فقال:
"وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) يوسف (23)
وأما الهم فالذي يدل عليه السياق أن هو حين قال لها " مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" رأت أنه كسر كبرياءها وحط من مقامها وأهانها وهي سيدة القصر وهو في نظرها العبد المملوك الذي يجب أن لا يعترض على سيدته ، فردت الفعل الطبيعية وهو الغالب في أحوال الناس في مواقف مشابهة ، هو إظهار السطوة ومحاولة البطش بهذا المتطاول ، ولكن يوسف عليه السلام لم يكن ليتركها لتهينه في مثل هذا الموقف فهم أن يبطش بها هو أيضا ، وكذلك الأحرار يفعلون ولو فقدوا في سبيل ذلك حياتهم ، ولكن الله صرف عنه هذه الورطة ربما بسماع صوت سيده أو وقع أقدامه أو برهان آخر الله أعلم به فاستبقا الباب ، وبهذا صرف الله عن يوسف عليه السلام السوء والفحشاء وأمتدحه بقوله :
"إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ "
وما جاء في الروايات من أنه حل هيمانه وقعد بين رجليها لا يليق إطلاقا مع هذه الشخصية العظيمة الفذة النادرة ، وتأملوا تزكية الله له ، وتأملوا قوله " معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون " وقوله " ربي السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ".
هذا بخصوص ما نسب إلى بن عباس رضي الله عنهما من قول:
"عثر يوسف عليه السلام ثلاثَ عثرات: حين همَّ بها فسجن."
أما العثرة الثانية:
" وحين قال:(اذكرني عند ربك) ، فلبث في السجن بضع سنين، وأنساه الشيطان ذكر ربه. "
فأقول متى نسي يوسف عليه السلام ذكر ربه وفمه لم يجف بعد من قوله:
(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (40)
وهل الأخذ بالأسباب المادية للنجاة من كل كرب والتي أمرنا الله أن نأخذ بها تعد من نسيان ذكر الله ؟
وأما العثرة الثالثة :
" وقال لهم:(إنكم لسارقون)، فقالوا:( إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل)"
وأقول:
إن الله أجاز ليوسف بهذه الحيلة ، ثم ليس هو القائل :"أيتها العير إنكم لسارقون" وإنما قالها غيره ، وإن كانت قيلت بأمره فهو صادق وهم كاذبون ، فهم قد سرقوا يوسف من أبيهم ومكروا به وغيبوه عن عيني أبيه ، أما يوسف عليه السلام فإن الله لم يذكر عنه ذنبا واحدا ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وإذا كان الأمر يفهم بهذه الطريقة التي ذكرها وارتضاها بعض أهل التفسير ، فهل لنا أن نسأل:
ما الذي ارتكبه يعقوب عليه السلام حتى فعل به أولاده ما فعلوا ؟
وما الذي فعله يوسف حتى ألقي في الجب ثم بيع في مصر بثمن بخس ؟
 
السلام عليكم
الشبخ الكريم أبا سعد
أتفق معك فى كثير مما ذهبت إليه
ولكن عندى أصل أريد أن أخبرك به وهو أثناء تدبرى آية -وخاصة فى القصص - أسال نفسى : لماذا يقص القرآن علىّ هذه القصة ؟
الجواب ليكون لى منها عبرة " لقد كان فى قصصهم عبرة ...."
إذن ما العبرة فى رجل مُخلَص مُبرَأ مسبقا من فعل الفاحشة وعرض عليه الفعل ... طبيعى لن يأبه له
فهل العبرة أن أسعى لأكون مثله مخلص معصوم مبرأ ؟
أرى هذا مستبعد ،
فما هى العبرة فى رأيك ؟
أليس من تحركت نفسه بالرغبة ثم كبحها أقوى ممن لم ير ولم يسمع ولم يهم ؛
أليس الهم ثم التراجع خوفا من الله غير الهم ثم التراجع لأن هناك طرقا بالباب ....
أليس من هم بسيئة فلم يفعلها .....؟!!

ثم أتفق معك فيما ذهبت إليه فيما يخص الآية " قال رب السجن أحب إلى ..."
وأضيف .... ماهى العبرة ؟
إذا اجتمع السلطان والفساد والكيد مقابل الضعف الذى أنا فيه فالاعتزال أفضل ،وسؤال العافية ليس فى محله مطلقا
هذا والله أعلى وأعلم
 
عودة
أعلى