ياسين الأهدل
New member
من المعلوم والمتفق عليه بين العلماء أن المصاحف العثمانية التي أمر عثمان رضي الله عنه بكتابتها كانت خاليةً من النقط والشكل
وقد ذكر جماعة من العلماء العلة الموجبة لخلوا المصاحف من النقط والشكل وقالوا لتحتمل وجوه القراءات مما صح في العرضة الأخيرة, ومن أولئك العلماء الإمام الداني في المحكم في نقط المصاحف (ص: 3) والإمام ابن الجزري فيالنشر في القراءات العشر (1/ 33) وشيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (4/ 422) وأبو الفضل الرازي في معاني الأحرف السبعة (484) والقاضي أبو بكر بن العربي في كتابه العواصم من القواصم (ص: 358) وعباراتهم متقاربة في الإشارة إلى ما سبق .
وذهب بعض الباحثين إلى أن النقط لم يكن موجودا إبان كتابة المصاحف العثمانية ولذلك أبطلوا العلة المذكورة وإن كانوا يرون أن كتابة المصاحف بتلك الطريقة جعلها محتملة لوجوه القراءات لا أن الصحابة قصدوا ذلك ابتداءً لأنهم كتبوا المصاحف حسب هجائهم ولم يكونوا عرفوا النقط بعد, وممن ذهب إلى هذا القول الدكتور غانم قدوري الحمد في جل مؤلفاته وكتاباته في الرسم وكذلك الدكتور جواد علي في كتابه المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (16/ 247).
ولست هنا لبيان الفصل بين القولين وتقوية أحدهما على الآخر فلكل أدلته وبراهينه التي يتكئ عليها, ولكن الذي سطرت المقال لأجله هو: تحقيق مذهب الإمام أبي عمرو الداني في المسألة
إذ يقرر في صدر كتابه المحكم في نقط المصاحف (ص: 3) أن المصاحف أخليت من النقط للدلالة على القراءات الماذون بها
فيقول "وإنما أخلى الصدر منهم المصاحف من ذلك ومن الشكل من حيث أرادوا الدلالة على بقاء السعة في اللغات والفسحة في القراءات التي أذن الله تعالى لعباده في الأخذ بها والقراءة بما شاءت منها فكان الأمر على ذلك إلى أن حدث في الناس ما أوجب نقطها وشكلها"
ثم يقرر في موضع آخر من الكتاب _(ص: 176)_ أن العرب لم يكونوا أصحاب نقط ولا شكل قال "وأما زيادتهم الالف في ولأ اوضعوا وأو لأاذبحنه فلمعان أربعة هذا إذا كانت الزائدة فيهما المنفصلة عن اللام وكانت الهمزة المتصلة باللام وهو قول اصحاب المصاحف
فأحدها أن تكون صورة لفتحة الهمزة من حيث كانت الفتحة مأخوذة منها فلذلك جعلت صورة لها ليدل على أنها مأخوذة من تلك الصورة وأن الإعراب قد يكون بهما معا
والثاني أن تكون الحركة نفسها لا صورة لها وذلك أن العرب لم تكن أصحاب شكل ونقط فكانت تصور الحركات حروفا لأن الإعراب قد يكون بها كما يكون بهن فتصور الفتحة ألفا والكسرة ياء والضمة واوا فتدل هذه الأحرف الثلاثة على ما تدل عليه الحركات الثلاث من الفتح والكسر والضم
ومما يدل على أنهم لم يكونوا أصحاب شكل ونقط وأنهم كانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف إلحاقهم الواو في عمرو فرقا بينه وبين عمر وإلحاقهم إياها في أولئك فرقا بينه وبين إليك وفي أولى فرقا بينه وبين إلى وإلحاقهم الياء في قوله والسماء بنيناها بأييد فرقا بين الايد الذي معناه القوة وبين الايدي التي هي جمع يد وإلحاقهم الالف في مائة فرقا بينه وبين منه ومنة ومية من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة"
ومن خلال النصين السابقين نجد أن النص الأول يتحدث عن العلة الموجبة لتجريد المصاحف من النقط وهي: لتحتمل القراءات
بينما في النص الثاني يتحدث عن توجيه رسم بعض الكلمات ويربط بينه وبين حال العرب وأنهم لم يكونوا أصحاب نقط ولا شكل.
والمتأمل للنصين يجد أن العلة التي قررها النص الأول أسقطها النص الثاني حيث لا نقط ولا شكل حينذاك ؟
فكيف نجمع بين النصين للإمام أبي عمرو الداني وما مذهبه في المسألة؟
وقد ذكر جماعة من العلماء العلة الموجبة لخلوا المصاحف من النقط والشكل وقالوا لتحتمل وجوه القراءات مما صح في العرضة الأخيرة, ومن أولئك العلماء الإمام الداني في المحكم في نقط المصاحف (ص: 3) والإمام ابن الجزري فيالنشر في القراءات العشر (1/ 33) وشيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (4/ 422) وأبو الفضل الرازي في معاني الأحرف السبعة (484) والقاضي أبو بكر بن العربي في كتابه العواصم من القواصم (ص: 358) وعباراتهم متقاربة في الإشارة إلى ما سبق .
وذهب بعض الباحثين إلى أن النقط لم يكن موجودا إبان كتابة المصاحف العثمانية ولذلك أبطلوا العلة المذكورة وإن كانوا يرون أن كتابة المصاحف بتلك الطريقة جعلها محتملة لوجوه القراءات لا أن الصحابة قصدوا ذلك ابتداءً لأنهم كتبوا المصاحف حسب هجائهم ولم يكونوا عرفوا النقط بعد, وممن ذهب إلى هذا القول الدكتور غانم قدوري الحمد في جل مؤلفاته وكتاباته في الرسم وكذلك الدكتور جواد علي في كتابه المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (16/ 247).
ولست هنا لبيان الفصل بين القولين وتقوية أحدهما على الآخر فلكل أدلته وبراهينه التي يتكئ عليها, ولكن الذي سطرت المقال لأجله هو: تحقيق مذهب الإمام أبي عمرو الداني في المسألة
إذ يقرر في صدر كتابه المحكم في نقط المصاحف (ص: 3) أن المصاحف أخليت من النقط للدلالة على القراءات الماذون بها
فيقول "وإنما أخلى الصدر منهم المصاحف من ذلك ومن الشكل من حيث أرادوا الدلالة على بقاء السعة في اللغات والفسحة في القراءات التي أذن الله تعالى لعباده في الأخذ بها والقراءة بما شاءت منها فكان الأمر على ذلك إلى أن حدث في الناس ما أوجب نقطها وشكلها"
ثم يقرر في موضع آخر من الكتاب _(ص: 176)_ أن العرب لم يكونوا أصحاب نقط ولا شكل قال "وأما زيادتهم الالف في ولأ اوضعوا وأو لأاذبحنه فلمعان أربعة هذا إذا كانت الزائدة فيهما المنفصلة عن اللام وكانت الهمزة المتصلة باللام وهو قول اصحاب المصاحف
فأحدها أن تكون صورة لفتحة الهمزة من حيث كانت الفتحة مأخوذة منها فلذلك جعلت صورة لها ليدل على أنها مأخوذة من تلك الصورة وأن الإعراب قد يكون بهما معا
والثاني أن تكون الحركة نفسها لا صورة لها وذلك أن العرب لم تكن أصحاب شكل ونقط فكانت تصور الحركات حروفا لأن الإعراب قد يكون بها كما يكون بهن فتصور الفتحة ألفا والكسرة ياء والضمة واوا فتدل هذه الأحرف الثلاثة على ما تدل عليه الحركات الثلاث من الفتح والكسر والضم
ومما يدل على أنهم لم يكونوا أصحاب شكل ونقط وأنهم كانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف إلحاقهم الواو في عمرو فرقا بينه وبين عمر وإلحاقهم إياها في أولئك فرقا بينه وبين إليك وفي أولى فرقا بينه وبين إلى وإلحاقهم الياء في قوله والسماء بنيناها بأييد فرقا بين الايد الذي معناه القوة وبين الايدي التي هي جمع يد وإلحاقهم الالف في مائة فرقا بينه وبين منه ومنة ومية من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة"
ومن خلال النصين السابقين نجد أن النص الأول يتحدث عن العلة الموجبة لتجريد المصاحف من النقط وهي: لتحتمل القراءات
بينما في النص الثاني يتحدث عن توجيه رسم بعض الكلمات ويربط بينه وبين حال العرب وأنهم لم يكونوا أصحاب نقط ولا شكل.
والمتأمل للنصين يجد أن العلة التي قررها النص الأول أسقطها النص الثاني حيث لا نقط ولا شكل حينذاك ؟
فكيف نجمع بين النصين للإمام أبي عمرو الداني وما مذهبه في المسألة؟