هل ثمة فرق بين العموم والاستغراق..؟؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع لطيفة
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

لطيفة

New member
إنضم
15/07/2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العموم والاستغراق غرضان بلاغيان طالما تردد ذكرهما عند المفسرين والبلاغيين
لكني أتساءل.. ماالفرق بينهما.. ؟؟
 
أما العموم فتوصف به الألفاظ، ولهذا بوبوا في الأصول بألفاظ العموم، وأما الاستغراق فتوصف به أل التعريف في أحد مضامينها، ولعله مذكور في معاني أل في كتب حروف المعاني.
 
الأخت الكريمة لطيفة، بالنسبة للعام عند الأصوليين فهو:
( ما يستغرق جميع ما يصلح له، بحسب وضعٍ واحدٍ، دفعة، بلا حصر )(1).
ويتضح من هذا التعريف ما يأتي(2):
1- أن العامَّ لا بد فيه من الاستغراق، أما ما لا استغراق فيه؛ فلا يدخل تحت العام، كلفظ (رجل) إذا أريد به مُعَيَّنٌ، فإنه لم يستغرق ما يصلح له، إذ لفظ (الرجل) يصلح للدلالة على جميع الرجال.
وقد خالف بعضُ الحنفية في اشتراط الاستغراق، قال علاء الدين البخاري: "وعن اشتراط الاستغراق، فإنه عند أكثر مشايخ ديارنا ليس بشرط، وعند مشايخ العارق من أصحابنا وعامة أصحاب الشافعي وغيرهم من الأصوليين هو شرطٌ... فالحاصل أن الاستغراق شرطٌ عندهم والاجتماع عندنا. ويظهر فائدة الخلاف في العام الذي خُصَّ منه، فعندهم لا يجوز التمسك بعمومه حقيقةً؛ لأنه لم يبق عاماً، وعندنا يجوز لبقاء العموم باعتبار الجمعية"(3).
2- أن الاستغراق في العام يتعلق بشيءٍ واحدٍ، فنجد العام يستغرق شيئاً واحداً، بخلاف المشترك مثل لفظ (العين) فلا يسمى عاماً بالنسبة إلى شموله العين الجارية والمبصرة، لأنه لم يوضع لهما وضعاً واحداً، بل لكل منهما وضع مستقل، فهو يحتمل كل واحد منهما على السواء، فهو ليس من العام ، ولهذا قُيِّدَ العام بقولهم: (بحسب وضعٍ واحدٍ).
3- أن الاستغراق في العام شاملٌ لجميع أفراده في آن واحدٍ، ولهذا قيدوه بقوله: (دفعة) ليخرج بذلك المطلق، لأن استغراق المطلق بدليٌّ لا دفعة واحدة. ومثال المطلق لفظ [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P122]ﯬ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]في قوله تعالى : [FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P122]ﯫ ﯬ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT][النساء: 89]، فليس المقصود تحرير جميع الرقاب، بل الامتثال يتحقق بتحرير رقبة واحدة.
4- أن الاستغراق في العام لا حدَّ له ولا حصرَ، وبذلك تخرج أسماء الأعداد، فإنها محصورةٌ، ولهذا قيدوه بقولهم : ( بلا حصر ).
والله اعلم،،،
ـــــــــ حواشي:
([1]) انظر تعريفه في: الإتقان : ( 4 / 1412 )، والزيادة والإحسان: ( 5 / 80 )، والعقد المنظوم في الخصوص والعموم للقرافي: ( 1 / 166 )، وكشف الأسرار: ( 1 / 53)، والبحر المحيط : ( 2 / 179 )، وشرح الكوكب الساطع: ( 1 / 315 )، وشرح الكوكب المنير: ( 3 / 101)، ومعالم أصول الفقه: ( 418 )، ومذكرة أصول الفقه للشنقيطي: ( 203 ).
([2]) انظر هذه المحترزات في: نزهة الخاطر العاطر لابن بدران: ( 2 / 120 )، ومذكرة أصول الفقه للشنقطي: (203 )، ومعالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة: ( 41 ).
([3]) انظر: كشف الأسرار: ( 1 / 53 ). ويقصد بالاجتماع ما ذكره البزدوي في تعريف العام بقوله: "كل لفظ ينتظم جمعاً من الأسماء لفظاً أو معنى". أصول البزدوي: ( 1 / 53 ). فهو لا يشترط لحقيقة العموم تناول الكل، وقد نبَّه إلى ذلك علاء الدين البخاري في كشف الأسرار: ( 1 / 52 ).
 
أخي مهند شيخ يوسف .. أصبت المحز وأوجزت فوفيت .. بحق أعجز عن شكرك وأرجو من الله شكرك بما أنت أهله

إن لم أشق عليك ـ أستاذي الفاضل ـ آمل إرشادي إلى مرجع ما تفضلت به شريطة ألا ترهق نفسك ببحث في كتاب أو نحوه..
وفقك الله ويسر أمورك.
 
أخي فهد الوهبي ..أسأل الله أن ييسر الله أمرك ..
وأن يجعل ما تفضلت به من العمل الذي إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا منه : علمٌ ينتفع به.
 
أخواي الفاضلان : مهند شيخ يوسف ،وفهد الوهبي
إجابتكما الشافية أطمعتني في دعوتكما (والدعوة عامة للجميع )لزيارة موضوعي هذا
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=22432
والحقيقة أنه هو السبب الرئيس لطرحي لهذا السؤال ..الذي تفضلتما بالإجابة الشافية عنه ..
الموضوع يدور حول قول الله عزوجل : (ثم نخرجكم طفلا ) وقوله تعالى : (أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء)
وكان السؤال : لماذا نكر الطفل في الآية الأولى وعرفه في الثانية ..؟
وظهر أن التنكير يفيد العموم فالطفل : اسم جنس يفيد العموم ..
أما التعريف بـ(ال) في الآية الثانية فيفيد الاستغراق ..
فما رأيكما..؟
 
أخواي الفاضلان : مهند شيخ يوسف ،وفهد الوهبي
إجابتكما الشافية أطمعتني في دعوتكما (والدعوة عامة للجميع )لزيارة موضوعي هذا
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=22432
والحقيقة أنه هو السبب الرئيس لطرحي لهذا السؤال ..الذي تفضلتما بالإجابة الشافية عنه ..
الموضوع يدور حول قول الله عزوجل : (ثم نخرجكم طفلا ) وقوله تعالى : (أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء)
وكان السؤال : لماذا نكر الطفل في الآية الأولى وعرفه في الثانية ..؟
وظهر أن التنكير يفيد العموم فالطفل : اسم جنس يفيد العموم ..
أما التعريف بـ(ال) في الآية الثانية فيفيد الاستغراق ..
فما رأيكما..؟
لا أعتقد أن هذا التفريق يصح​
 
لم يقل أحد إن التنكير على إطلاقه يفيد العموم، وإنما قد يفيده في أحوال، كأن يرد في سياق النفي مثلا.

كما أن (أل) لا يلزم أن تفيد الاستغراق في جميع الأحوال، بل قد ترد لغير ذلك كما قال ابن الشحنة:
و(أل) لعهدٍ أو حقيقةٍ وقد .......... تفيد الاستغراقَ أو لما انفرد

وكذلك فالعموم لا يختص بالألفاظ بل توصف به المعاني أيضا، ولذلك يقولون: عام لفظي وعام معنوي.

وللتوسع في هذا الباب ينظر كتاب الإمام القرافي رحمه الله: (العقد المنظوم في الخصوص والعموم)
ويمكن تحميله من هنا لمن أراد:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=852
 
أستاذي الفاضل:

العموم في قوله تعالى : (ثم نخرجكم طفلا) ليس مصدره التنكير ، وإنما اسم الجنس (طفلا)


أما مسألة استغراق (أل) فقد ذكرها الزمخشري في كشافه

شكري الجزيل ..ودعائي الصادق لك .
 
العموم في قوله تعالى : (ثم نخرجكم طفلا) ليس مصدره التنكير ، وإنما اسم الجنس (طفلا)
من الذي ذكر أن التنكير يفيد العموم؟
وكان السؤال : لماذا نكر الطفل في الآية الأولى وعرفه في الثانية ..؟
وظهر أن التنكير يفيد العموم
وسؤالكم في هذا الموضوع إنما كان عن التعريف والتنكير:
وكان السؤال : لماذا نكر الطفل في الآية الأولى وعرفه في الثانية ..؟

ثم إن اسم الجنس لا يختص بالنكرة أصلا، فهو اسم جنس سواء كان معرفة أو نكرة.
 
أخي الكريم أبو مالك العوضي .. شكرا لمرورك العذب
تسأل ـ حفظك الله ـ : من الذي ذكر أن التنكير يفيد العموم؟
وقد ذكرته أنت في رد سابق لك ، قلت :
((لم يقل أحد إن التنكير على إطلاقه يفيد العموم، وإنما قد يفيده في أحوال، كأن يرد في سياق النفي مثلا)).

أما قولك : ((ثم إن اسم الجنس لا يختص بالنكرة أصلا، فهو اسم جنس سواء كان معرفة أو نكرة))

فأوافقك عليه .. غير أن اسم الجنس المعرف بـ(أل) يفيد العموم كقوله تعالى : (إن الإنسان لفي خسر).
 
أما قولك : ((ثم إن اسم الجنس لا يختص بالنكرة أصلا، فهو اسم جنس سواء كان معرفة أو نكرة))
فأوافقك عليه .. غير أن اسم الجنس المعرف بـ(أل) يفيد العموم كقوله تعالى : (إن الإنسان لفي خسر).
لا يشترط ذلك بدليل قوله تعالى : { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } ( آل عمران : 173 )
فالناس إسم جنس وهو هنا معرف ب ( ال) فى موضعين ولا يدل فيهما على إستغراق ولا عموم , بل على العكس
فليس كل الناس قالوا ذلك للمؤمنين , وليس كل الناس جمعوا لهم ليحاربوهم كما هو معلوم

ملحوظة هامة :
كلمة الناس من الكلمات التى ترد فى كلام العرب و فى كثير من الآثار مُعرًّفة لكنها تفيد الخاص ( مُعيًّن ) فى نفس الوقت , مثلما أطلقت على العرب فقط تارة و على الكفار فقط تارة , وربما على المؤمنين فقط

و القارئ الجيد للتراث يلاحظ تكرار ذلك

ويبدو لى والله أعلم أن اللفظ الذى ظاهره عام لا يفيد العموم ولا الإستغراق دوما , و إن كان إسم جنس معرفا
و إنما يدرك الحكم العام - او الخاص أيضا - للنص بقرائن أخرى بسياق النص , أو من نصوص أخرى صحيحة بدلالة واضحة
 
عودة
أعلى