محمد يحيى شريف
New member
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أقول وبالله التوفيق:
قد أدرج الإمام الداني باب الراءات في كتابه الفتح والإمالة، وعَنْوَنَ الباب بقوله: "باب مذهب ورش عن نافع في إمالة الراءات وفي إخلاص فتحهنّ". بينما عَنْوَنَ باب اللامات بقوله: "باب مذهب ورش عن نافع في ترقيق اللامات وفي تغليظهنّ"
الملاحظ: أنّ في باب الراءات استعمل اصطلاح الإمالة والفتح، وفي باب اللامات استعمل اصطلاح الترقيق والتغليظ.
السؤال : لماذا.
لماذا لم يستعمل اصطلاح "الإمالة" و"الفتح" في باب حكم الوقف على الراء المتطرّفة في كتابه الفتح والإمالة (ص337). الجواب لأنّ الراء لا يوقف عليها إلاّ بالسكون أو الروم أو الإشمام، والإمالة في ذلك متعذرة خلافاً للترقيق فإنّ الراء الساكنة توصف بالترقيق ولو أُشيرَ إليها بالروم أو الإشمام. والروم كالوصل تفخيماً وترقيقاً كما هو معلوم.
لماذا لم يستعمل لفظ الفتح والإمالة في الراء المضمومة، واستعملهما في المفتوحة ؟
أتعتقد بعد كلّ هذا أنّ الخُلْفَ في الاصطلاح واللفظ عند الإمام الداني كان بغير قصد ؟
أزيدك يا شيخ.
إنّ أبا الطيّب ابن غلبون -وهو شيخ شيخ الداني-، قد أدرج في كتابه الإرشاد باب الراءات في باب الإمالة، وسمّاه: "باب ذكر أصول القراء في الإمالة والفتح وما كان بين اللفظين".
قال أبو الطيّب: "وأمّا: {المحراب} في موضع الخفض، وهما موضعان: في آل عمران: {يُصلّي في المحراب}، وفي مريم: {فخرج على قومه من المحراب}، فقرأهما ابن عامر في رواية ابن ذكوان بالإمالة فيهما. وقرأهما ورش عن نافع بين اللفظين، كذلك جميع ما في القرءان من ذكر:{المحراب} بإيّ إعراب كان بين اللفظين حيث وقع. وقرأ الباقون وقالون عن نافع بغير إمالة وفي غيرهما حيث وقع في وصلهم ووقفهم. وأمّا ما جاء فيه راء قبلها كسرة أو ياء ساكنة نحو: {ميراث}، و{الخيرات}، و{إخراج}، و{الإكرام}، و{فراشا}، و{سراجا} وما كان مثله. فورش عن نافع وحده يقرأ في هذا الباب حيث وقع في وصله ووقفه بين اللفظين. وقرأ الباقون وقالون عن نافع بالفتح في هذا الباب حيث وقع. وأمّا ما جاء عل وزن (فعيل)، ولام الفعل راء نحو قوله تعالى: {سعيراً}، و{نصيراً}، و{خبيراً}، و{بشيراً}، و{نذيراً}، و{كبيراً}، و{نقيراً}، وما كان مثله، فالقراء كلّهم مجمعون على الفتح في وصلهم ووقفهم حيث وقع هذا الباب، إلاّ ورشاً عن نافع وحده...."(الإرشاد 1/446 إلى449).
أبعد هذا يُقال أنّ العبارة :"بين اللفظين" في باب الراءات فيها تجاوز ومسامحة.
لاشكّ عندي أنّ المتقدّمين كان يطلقون هذه العبارات عن قصد، لأنّهم لو أرادوا بالإمالة الترقيق لأطلقوا عبارة الإمالة على الراء المتطرّفة الموقوف عليها، وعلى الراء المضمومة، وعلى اللام المرققة. لكنّهم ما فعلوا ذلك، دلّ أنّهم قصدوا بالإمالة المعنى الصحيح. ويجدر التذكير أنّ هذا القول هو مذهب سيبويه كما سبق نقل كلامه من قبل.
وقد قال العلامة أيمن سويد عبارة أعجبتني كثيراً، وهي قوله: "وما المانع أن يكون اللفظ بهما واحداً إذا صحّت الرواية بذلك، واستقام وجهه في اللغة".(التذكرة 1/125).
والعلم عند الله تعالى.
بسمة.
أقول وبالله التوفيق:
قد أدرج الإمام الداني باب الراءات في كتابه الفتح والإمالة، وعَنْوَنَ الباب بقوله: "باب مذهب ورش عن نافع في إمالة الراءات وفي إخلاص فتحهنّ". بينما عَنْوَنَ باب اللامات بقوله: "باب مذهب ورش عن نافع في ترقيق اللامات وفي تغليظهنّ"
الملاحظ: أنّ في باب الراءات استعمل اصطلاح الإمالة والفتح، وفي باب اللامات استعمل اصطلاح الترقيق والتغليظ.
السؤال : لماذا.
لماذا لم يستعمل اصطلاح "الإمالة" و"الفتح" في باب حكم الوقف على الراء المتطرّفة في كتابه الفتح والإمالة (ص337). الجواب لأنّ الراء لا يوقف عليها إلاّ بالسكون أو الروم أو الإشمام، والإمالة في ذلك متعذرة خلافاً للترقيق فإنّ الراء الساكنة توصف بالترقيق ولو أُشيرَ إليها بالروم أو الإشمام. والروم كالوصل تفخيماً وترقيقاً كما هو معلوم.
لماذا لم يستعمل لفظ الفتح والإمالة في الراء المضمومة، واستعملهما في المفتوحة ؟
أتعتقد بعد كلّ هذا أنّ الخُلْفَ في الاصطلاح واللفظ عند الإمام الداني كان بغير قصد ؟
أزيدك يا شيخ.
إنّ أبا الطيّب ابن غلبون -وهو شيخ شيخ الداني-، قد أدرج في كتابه الإرشاد باب الراءات في باب الإمالة، وسمّاه: "باب ذكر أصول القراء في الإمالة والفتح وما كان بين اللفظين".
قال أبو الطيّب: "وأمّا: {المحراب} في موضع الخفض، وهما موضعان: في آل عمران: {يُصلّي في المحراب}، وفي مريم: {فخرج على قومه من المحراب}، فقرأهما ابن عامر في رواية ابن ذكوان بالإمالة فيهما. وقرأهما ورش عن نافع بين اللفظين، كذلك جميع ما في القرءان من ذكر:{المحراب} بإيّ إعراب كان بين اللفظين حيث وقع. وقرأ الباقون وقالون عن نافع بغير إمالة وفي غيرهما حيث وقع في وصلهم ووقفهم. وأمّا ما جاء فيه راء قبلها كسرة أو ياء ساكنة نحو: {ميراث}، و{الخيرات}، و{إخراج}، و{الإكرام}، و{فراشا}، و{سراجا} وما كان مثله. فورش عن نافع وحده يقرأ في هذا الباب حيث وقع في وصله ووقفه بين اللفظين. وقرأ الباقون وقالون عن نافع بالفتح في هذا الباب حيث وقع. وأمّا ما جاء عل وزن (فعيل)، ولام الفعل راء نحو قوله تعالى: {سعيراً}، و{نصيراً}، و{خبيراً}، و{بشيراً}، و{نذيراً}، و{كبيراً}، و{نقيراً}، وما كان مثله، فالقراء كلّهم مجمعون على الفتح في وصلهم ووقفهم حيث وقع هذا الباب، إلاّ ورشاً عن نافع وحده...."(الإرشاد 1/446 إلى449).
أبعد هذا يُقال أنّ العبارة :"بين اللفظين" في باب الراءات فيها تجاوز ومسامحة.
لاشكّ عندي أنّ المتقدّمين كان يطلقون هذه العبارات عن قصد، لأنّهم لو أرادوا بالإمالة الترقيق لأطلقوا عبارة الإمالة على الراء المتطرّفة الموقوف عليها، وعلى الراء المضمومة، وعلى اللام المرققة. لكنّهم ما فعلوا ذلك، دلّ أنّهم قصدوا بالإمالة المعنى الصحيح. ويجدر التذكير أنّ هذا القول هو مذهب سيبويه كما سبق نقل كلامه من قبل.
وقد قال العلامة أيمن سويد عبارة أعجبتني كثيراً، وهي قوله: "وما المانع أن يكون اللفظ بهما واحداً إذا صحّت الرواية بذلك، واستقام وجهه في اللغة".(التذكرة 1/125).
والعلم عند الله تعالى.
هي ليست مفكوكة، بل مفخوخة.يا شيخ محمد (هي مفكوكة لوحدها ) .
بسمة.