هل توافقون على هذا الاستنباط .؟

إنضم
06/03/2006
المشاركات
253
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
قال تعالى : " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ. "
يقول الإمام القرطبي في تفسيره بعدما تكلم على أحكام الغلول :
- العاشرة: ومن الغُلُول حبس الكُتُب عن أصحابها، ويدخل غيرها في معناها. قال الزُّهِريّ: إيّاك وغلولَ الكتب. فقيل له؛ وما غُلُول الكتب؟ قال؛ حبسها عن أصحابها. وقد قيل في تأويل قوله تعالىٰ: " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ " أن يكتم شيئاً من الوَحْي رَغْبةً أو رَهْبةً أو مُداهنة. " (1)
أظن أن حبس الكتب عن مستحقيها، و عن الباحثين يدخل في الغلول أيضا .
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير القرطبي (2/247) ، دار الفكر بيروت (1415هـ-1995م)
 
مرحباً أخي علال

سأفترض أن السؤال من شقين:

س1: هل توافقون على استنباط الإمام القرطبي؟؟
س2: هل توافقون على استنباطي؟؟

الآية تفهم أكمل ما يكون الفهم بعد محاولة استيعاب -- أو الإحاطة إن أمكن على عسر هذا - بالسياق التي نزلت فيه, كسبب نزولها, والآثار الواردة فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليهم رضوان الله. مع التحذير من القول في القرآن الكريم بالرأي, ربما لظروف نفسية معينة, كأن يمنع أحدهم كتبه عن آخر, فيتذكر الأخير قول أحد المفسرين المتأخرين الذي يستق مع تلك الظروف النفسية, فيربط هذا بهذا, ويحدث هنا الخطأ في التأويل مالم يكن المرجع الآثار الثابتة عن سلفنا الصالح في القرون الفضلى وليس القرون الوسطى التي عاش فيها الإمام القرطبي رحمه الله - القرن السابع-- وحقيقة قراءة كتاب ((التذكرة)) مثلاً للإمام ابن فرح القرطبي, لاتجعلك تثق بمستوى تمييزه ونباهته واختياراته كثيراً, بل فيها كثيراً مما لايمكن ان يقبله عقل, كبعض الخرافات. ويكاد أن يكون نصف هذا الكتاب الوعظي ((مضروباً))

وجوابي: ننظر في الاثار الواردة عن النبي وصحابته حول هذه الاية الكريمة, ثم نتثبت من صحتها ثم نقول بها إن صحت, ونكل علم مالا نعلم الى عالمه والى الله عز وجل ينتهي علم كل عليم, ففوق كل ذي علم عليم, وكان الله بكل شيء عليماً, وأمر هذه الآية يسير

وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه الخير
 
محمد سفر العتيبي قال:
وحقيقة قراءة كتاب ((التذكرة)) مثلاً للإمام ابن فرح القرطبي, [mark=#FFFF99]لاتجعلك تثق بمستوى تمييزه ونباهته [/mark]

!!!!!!!
 
الغلول في هذه الآية هو أخذ شيء من المغنم خفية ، وما ورد في سبب نزول هذه الآية مع تعدد الأقوال فيه يدل في غالبه على هذا المعنى . ولستُ أدري وجه دخول حبس الكتب في هذا المعنى كما ذهب إليه الإمام القرطبي رحمه الله ، واستدلاله بقول الإمام الزهري في رأيي ليس في محله ؛ حيث إن كلام الإمام الزهري هذا مقيد بغلول الكتب ، ولا يعني أن الزهري يحمل هذه الآية على هذا المعنى .
ثم إن الغلول أخذٌ قبل القسمة ، وحبس الكتب منعٌ . ثم إن حبس الكتب عن مستحقيها فيه تفصيلٌ :
فإن كان منعاً بغير حق ، عن طالب حريص يحافظ على الكتاب ويعرف قيمته فهذا لا يجوز . وإن كان منعاً بحق لأي سبب صحيح فلا أرى به بأساً ، واقرأ كلام العلماء في استعارة الكتب وآدابها تجد لهم تفصيلاً في ذلك ، وقصصاً متفرقة .

وأما تعقيب الأخ محمد بن سفر وفقه الله فهو تعقيب ضعيف غير مقبول ، فليته يتأمل جيداً في الموضوع قبل طرحه ، ويحرص على تنقيح مشاركته جيداً من الناحية العلمية والإملائية ، فهو لم ينصف الإمام القرطبي في كلامه ، بل أساء إلى نفسه بكلامه الضعيف فيه ، وأما القرطبي فهو القرطبي صاحب التفسير وحسبك به إماماً موفقاً في تفسيره وفي كتابه التذكرة ، وما أورده فيه من الآثار لا يعني أنه يقول بها ، وهذا موضوع ليس هذا محل بحثه . إلا أن التأدب مع هؤلاء الكبار لا يتهاون فيه ، ورحم الله امرأ قال خيراً فغنم ، أو سكت عن شر فسلم .
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فضيلة د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري قولك : " ولستُ أدري وجه دخول حبس الكتب في هذا المعنى كما ذهب إليه الإمام القرطبي رحمه الله . "
مراد الإمام القرطبي : أن تستعير كتابا فلا ترده إلى صاحبه ، فحبسه عنه من الغلول .
 
جزاك الله خيراً أخي علال . لقد ذهب عن ذهني تماماً أن المقصود بقول الزهري أخذ الكتاب من مالكه ثم عدم رده إليه ، وهذا الوجه ظاهر الدخول في المعنى وفقك الله . ولم أتنبه إلا لمنع الكتاب من الإعارة ابتداءً .
جزاك الله خيراً أخي الكريم .
 
وفيك بارك الله فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري
قالوا قديما :
وكل ما فهمه ذو الفهم **** ليس بنص لعروض الوهم
 
عودة
أعلى