هل تصحّ الإجازة دون سماع الأسانيد من الشيخ؟

إنضم
14/06/2010
المشاركات
159
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال ابن الجزري في منجد المقرئين ((ولا بد من سماع الأسانيد على الشيخ، والأعلى أن يحدثه الشيخ بها من لفظه، فأما من لم يسمع الأسانيد على شيخه، فأسانيده من طريقه منقطعة)) منجد المقرئين ص: 14 ط دار الكتب العلمية .
هل تكلم أحد من القراء أو المحدثين على هذه المسالة؟؟؟
 
وقفت عند هذا النص من كلام ابن الجزري رحمه الله قبل عشرة أيام تقريباً، وكنت في غاية الإشكال فيه؛ إذ ما علاقة صلة السند أوانقطاعه باستماع الطالب لأسانيد شيخه، وخطر ببالي أن هذه من المسائل التي كان لابن الجزري فيها رأي معين في بداية تأليفه، وأضم صوتي إلى صوت الشيخ أحمد وفقه الله في السؤال عن مَن ذكر اشتراط ذلك في اتصال السند.
 
واللطيفُ في ذلكَ هو أنَّ الإسنادَ اليومَ انقطعَ تماماً لو أعمِلَ هذا الشرطُ, لأنَّ بعضَ المُجازينَ لا يُحسِنُ تهجِّي رجال الإسنادِ الذي يُفاخرُ بهِ بكرةً وعشياً , لكنَّ ابنَ الجَزَري رحمه الله يرمِي - والعلمُ عند الله تعالى - من وراء ذلكَ إلى تحاشي آفَـةِ الوهمِ في المَرويَّات والشيوخِ , والتي وقعتْ لبعضِ أئمَّـةِ الإقراء الذين ترجَمَ لهم نتيجةً لعدمِ إمعانهم النَّظَر وتدقيقهم في الأسنانيد , كما أنَّهُ رحمه الله يؤكدُ أنَّ سماعَ الإسنادِ كاملاً عن الشيخِ لم يكن عادةً عند المُقرئينَ رحمهم الله في عصرهِ ولا قبل ذلكَ , وإنما هو إجراءٌ احترازيٌّ ارتآهُ رحمه اللهُ علاجاً لآفةِ الوهمِ في المَرويِّ والمسنِدِ , ولذا يقولُ رحمه اللهُ تعالى {وأكثَرُ القُرَّاءِ لا عِلمَ لهُم بالأسانيدِ فمِن ثمَّ حَصَلَ الوهمُ }, وهذا واضحٌ في أنَّهم كانوا يكتفُونَ بأخذِ الإسنادِ ويكِلُونَ حالَ التدقيقِ فيهِ إلى الشيخِ ومن أخَذَ عنهم , وقد عالجَ رحمه الله ذلك في غاية النهاية وتعقَّبَ بعضَ الأسانيد التي جزمَ بها أصحابها كما في ترجمته للهذلي رحمه الله حينَ أنكر ابنُ الجزري أن يكونَ الهُذليُّ قرأ على أحمد بن الصقر وحسين بن خشيش ومحمد بن يعقوب وأن ثلاثتهم قرؤوا على زيد بن علي بن أبي بلال رحمهم الله جميعاً , يقول ابنُ الجزري { ومِن أبعَدِ البَعيدِ قراءتُهُ على أحدٍ من أصحابِ زيدٍ , فإنَّ آخِرَ أصحَابِ زيدٍ موتاً الحسنُ بنُ عليٍّ بن الصقرِ , قرأ عليهِ لأبي عمرو فقط , ومات سنةَ تسعٍ وعشرينَ وأربعمائةٍ عن أربعٍ وتسعينَ سنةً ولم يُدركهُ الهُذليُّ , وأيضاً فإنَّ هؤلاءِ الثلاثةَ لا يُعرَفونَ , ولو كانوا قد قَرؤوا على زيدٍ وتأخَّروا حتى أدركَهُمُ الهُذليُّ في حُدودِ الثلاثينَ وأربعمائةٍ أو بعدها لرحَلَ النَّاسُ إليهم من الأقطار , واشتهر اسمهم في الأمصار ..} غاية النهاية 2 /384 , والله تعالى أعلمُ.
 
الله أعلم بمراد الشيخ ابن الجزري رحمه الله ، حيث إنه هو نفسه كان يجيز ببعض القرآن ، بل ببعض الآيات ، بل كان يرسل إجازاته لبعض العلماء ، وكان هو نفسه أيضاً يجاز من حضر وسفر ؛ ولم ينقل لنا أنه قرأ وسمع الأسانيد على كل الشيوخ !
أم كلام أخي الشيخ محمود الشنقيطي حفظه الله :
ومِن أبعَدِ البَعيدِ قراءتُهُ على أحدٍ من أصحابِ زيدٍ , فإنَّ آخِرَ أصحَابِ زيدٍ موتاً الحسنُ بنُ عليٍّ بن الصقرِ , قرأ عليهِ لأبي عمرو فقط , ومات سنةَ تسعٍ وعشرينَ وأربعمائةٍ عن أربعٍ وتسعينَ سنةً ولم يُدركهُ الهُذليُّ , وأيضاً فإنَّ هؤلاءِ الثلاثةَ لا يُعرَفونَ , ولو كانوا قد قَرؤوا على زيدٍ وتأخَّروا حتى أدركَهُمُ الهُذليُّ في حُدودِ الثلاثينَ وأربعمائةٍ أو بعدها لرحَلَ النَّاسُ إليهم من الأقطار , واشتهر اسمهم في الأمصار
فكلام ابن الجزري هنا يعارض كلامه في النشر ، حيث إن هذه الطرق الثلاث ( نسيت الآن أيهما الصواب: الثلاث أو الثلاثة !) هي من الطرق المعتمدة في النشر ، وهذا يعني أنها طرق صحيحة خالية من القدح والتضعيف.
وكاتب هذه الحروف قد تطرق لهذه المسألة في رسالته الدكتوراه قديماً .
والله أعلم .
 
جزيم خيرا على الإفادة ،فقد وضعتم الأصابع على موضع الإشكال.....وبيت القصيد في المسألة هو أن القراء- فيمارأيت- لايعرجون على الشرط - بل ليس لأكثرهم علم بالأسانيد ولا معرفة برجالها...،يبقى الشق الثاني من المسألة،وهو ما موقف علماء الحديث من هذه المسألة؟ وأخيراً هل يمكن القول بأن ابن الجزري تأثر بهم نوع تأثر،خاصة أنني رأيت بعض المهتميين بأسانيد الحديث في هذا الزمن يحرصون على سرد أسانيدهم إلى مؤلفي الكتب التي يجيزون بها، كالموطإ والصحيحين، مع أني لا أعرف مستندهم في ذلك..
بخصوص ما ذكره الدكتور السالم:((وكاتب هذه الحروف قد تطرق لهذه المسألة في رسالته الدكتوراه قديماً )فإني أود أن يرشدني الدكتور- حفظه الله- إلى المكان الذي ذكر فيه ذلك بالجزء والصفحة إن أمكن ذلك ولا يؤاخذني بقلة الأدب...
 
عودة
أعلى