هل بلغت رسالة موسى عليه السلام كفار قريش ثم كفروا بها؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
قال الله تعالى:
(فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ).
ذهب بعض المفسرين على أن المقصود بقوله تعالى:( أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ) كفار قريش !
فما الدليل على أن رسالة موسى عليه السلام بلغت كفار قريش وأنهم كفروا بها؟
وهل المقول في قوله تعالى:(قالوا سحران تظاهرا، وقالوا إنا بكل كافرون)لكفار قريش ؟! فيكون المقصود محمدا وموسى صلى الله عليهما وسلم وكذلك القرآن والتوراة! وماالدليل على ذلك؟
 
اخي محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سورة القصص مكيه صحيح ، ولكن بعض اياتها تتجاوب وتتفاعل مع احداث ومتغيرات مدنية ، فقد كان الاتصال بيهود المدينة قائم (بيعة العقبة الاولى والصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه )
وعليه فالايات التي ذكرتها ليست في اهل مكه (قريش) وانما كانت في يهود المدينة ومشاكستهم لمؤمني الانصار رضي الله عنهم ، لماذا ؟
لانهم رددوا مقولة لم يقلها الا فرعون وفي ايات كثيرة ونرى ذلك في بداية دعوة موسى عليه السلام وقصة السحرة وقوله تعالى ({ 62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا } (سورة طه 63) ، فقد كان الخوف يتملكهم من فرعون وقوله تعالى ({ ) فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ } (سورة يونس 83)

فالايات التي ذكرتها اخي محمد هي في اليهود وليست في اهل مكه (قريش )

والله اعلم
 
سُوْرَة الْقَصَصِ مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء ، وقال مقاتل: فيها من المدني قوله تعالى: {الَّذِينَ ءاتَيْنَهُمُ الْكِتَبَ مِنْ قَبْلِهِ} إلى قوله تعالى: {لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِين} وذكر السيوطي أنها نزلت هي وأواخر الحديد في أصحاب النجاشي. الرابط

اما المشاركة فهي اجتهاد ، وبعد دراسة سياقيه، فان اصبت فذلك من الله وحده ، وان اخطاءت فمن نفسي ولاحول ولاقوة الا بالله .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين اما بعد. .جزاكم الله تعالى خيرا. .ذكر الرازي ستة أقوال واختار السادس وهو ان القول لقريش لكونها كانت
كافرة بجميع النبوات فمن البعيد ان يصف اليهود موسى بالسحر...وقد
جاءت آثار كثيرة تؤكد ان قريش كانوا يسألون اليهود بما يجادلون به
النبي اللهم صل عليه وآله. ..والله تعالى أعلم.
 
فمن البعيد ان يصف اليهود موسى بالسحر
سيصبح البعيد قريب لو قمت باحصاء المخالفات الشنيعة التي ارتكبوها ومن بعد نجاتهم من فرعون واظهارهم الايمان بدعوة موسى عليه السلام ، فما بالك بما يقولونه وهم مستضعفون وحديثو عهد بدعوة موسى عليه السلام .

مع العلم أن بنو اسرائيل ليسوا سواء وقوله تعالى ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ )


والله اعلم
 
إضافة إلى ما تفضل به أخي عمر أحمد
فإن بعض اليهود المتدينين - حتى في زمننا هذا - يكرهون النبي موسى
ويفضلون عليه النبي هارون
لأنهم كانو يظنون بأنه كان يأخذهم بالشدة بينما هارون باللين.
حتى إن بعضهم نسبوا إليه نقائص وعيوب؛ فهم قوم بهت!

قال تعالى
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا ( ٦٩ ) " [سورة الأحزاب]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين اما بعد. .لا تخرجونا من اﻵية فإن إيراد آيات
ﻻتتعلق بنفس اﻵية وسياقها يزيد
الغموض وﻻيقلله...هل من المعقول
ان يقول اليهود (وقالوا إنا بكل كافرون)...هذا القول ينسجم مع
حال كفار قريش وقلة علمهم فإنهم
يكفرون بكل النبوات ويتهكمون عليهم عليهم الصلاة والسلام
ومن الشواهد على ذلك ان السور
المكية عنت بسرد أقوال الكفار
والرد عليها...وارجو اﻻستعانة
بأقوال السلف وعدم الأكتفاء
بإيراد اﻻدلة العقلية..فإني عندما
ذكرت ان الفخر الرازي ذكر ستة
أقوال كنت أرغب من حضراتكم
مراجعة تلك اﻷقوال وما حوت
من أقوال الصحابة والتابعين
والله تعالى أعلم.
 
وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه كان المشركون لما فاجأتهم دعوة الإسلام وأخذ أمره في الظهور قد سلكوا طرائق مختلفة لقمع تلك الدعوة ، وقد كانوا قبل ظهور الإسلام لاهين عن الخوض فيما سلف من الشرائع فلما قرعت أسماعهم دعوة الإسلام اضطربت أقوالهم : فقالوا ما أنزل الله على بشر من شيء ، وقالوا غير ذلك ، فمن ذلك أنهم لجأوا إلى أهل الكتاب وهم على مقربة منهم بالمدينة وخيبر وقريظة ليتلقوا منهم ملقنات يفحمون بها النبيء - صلى الله عليه وسلم - فكان أهل الكتاب يملون عليهم كلما لقوهم ما عساهم أن يموهوا على الناس عدم صحة الرسالة المحمدية ، فمرة يقولون :
لولا أوتي مثل ما أوتي موسى ، ومرة يقولون :
لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ، وكثيرا ما كانوا يحسبون مساواته للناس في الأحوال البشرية منافية لكونه رسولا إليهم مختارا من عند الله فقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ، وهم لا يحاجون بذلك عن اعتقاد بصحة رسالة موسى - عليه السلام - ولكنهم يجعلونه وسيلة لإبطال رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلما دمغتهم حجج القرآن العديدة الناطقة بأن محمدا ما هو بدع من الرسل وأنه جاء بمثل ما جاءت به الرسل فحاجهم بقوله قل فأتوا بكتاب من [ ص: 202 ] عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين الآية . فلما لم يجدوا سبيلا للمكابرة في مساواة حاله بحالة الرسل الأولين وأووا إلى مأوى الشرك الصريح فلجأوا إلى إنكار رسالة الرسل كلهم حتى لا تنهض عليهم الحجة بمساواة أحوال الرسول وأحوال الرسل الأقدمين ، فكان من مستقر أمرهم أن قالوا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه .
وقد كان القرآن حاجهم بأنهم كفروا بما أوتي موسى من قبل كما في سورة القصص ، أي كفر أمثالهم من عبدة الأصنام وهم قبط مصر بما أوتي موسى وهو من الاستدلال بقياس المساواة والتمثيل .
فهذا وجه قولهم ولا بالذي بين يديه لأنهم لم يكونوا مدعوين لا يؤمنون بكتاب آخر غير القرآن ولكن جرى ذلك في مجاري الجدال والمناظرة ، فعدم إيمانهم بالقرآن مشهور معلوم وإنما أرادوا قطع وسائل الإلزام الجدلي .
وهذه الآية انتقال إلى ذكر طعن المشركين في القرآن وهي معطوفة على جملة ويقولون متى هذا الوعد .
والاقتصار على حكاية مقالتهم دون تعقيب بما يبطلها إيماء إلى أن بطلانها باد لكل من يسمعها حيث جمعت التكذيب بجميع الكتب والشرائع وهذا بهتان واضح .
وحكاية مقالتهم هذه بصيغة الماضي تؤذن بأنهم أقلعوا عنها .
وجيء بحرف " لن " لتأكيد نفي إيمانهم بالكتب المنزلة على التأبيد تأييسا للنبي والمسلمين من الطمع في إيمانهم به .
واسم الإشارة مشار به إلى حاضر في الأذهان لأن الخوض في القرآن شائع بين الناس من مؤيد ومنكر فكأنه مشاهد . وليس في اسم الإشارة معنى التحقير لأنهم ما كانوا ينبزون القرآن بالنقصان ، ألا ترى إلى قول الوليد بن المغيرة : إن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق ، وقول عبد الله بن أبي بعد ذلك : لا أحسن مما تقول أيها المرء ، وأن عتبة بن ربيعة لما قرأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن وقال له : هل ترى بما أقول بأسا ؟ فقال : لا والدماء . وكيف وقد تحداهم بالإتيان [ ص: 203 ] بسورة مثله فلم يفعلوا ، ولو كانوا ينبزونه بنقص أو سخف لقالوا : نحن نترفع عن معالجة الإتيان بمثله .
ومعنى بين يديه القريب منه ، سواء كان سابقا كقوله تعالى إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد وقول النبيء - صلى الله عليه وسلم - بعثت بين يدي الساعة أم كان جائيا بعده كما حكى الله عن عيسى - عليه السلام - ومصدقا لما بين يديه من التوراة في سورة ( آل عمران ) . وليس مرادا هنا لأنه غير مفروض ولا مدعى .
التحرير والتنوير لابن عاشور
 
أقترح على الإخوة الأفاضل أن نرجع إلى الآيات البينات من سورة القصص ابتداء من الآية 43 ، وذلك بعدما انتهت قصة موسى عليه السلام . أخبر الله سبحانه وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بأنه آتى موسى عليه السلام الكتاب من بعد ما أهلك القرون الآولى ليكون بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون . بعد الآية 43 مباشرة يتوجه الخطاب إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليؤكد أن ما جاء به من خبر هو وحي من عند الله تعالى أوحاه إلى رسوله ليخبر به أهل مكة ، حيث نفى عنه أن يكون الخبر مأخوذا من أي مصدر آخر غير الوحي . وهو ما جاء في الآيات من 44 إلى 46 ، يقول تعالى : ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [القصص:46] . فالرسالة المحمدية جاءت رحمة لتنذر أهل مكة الذين تطاول عليهم الزمن بينهم وبين عهد موسى عليه السلام ولتكون تذكرة لهم كما أنها جاءت لتكون حجة على الذين لم يؤمنوا منهم : ﴿فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [القصص:47] . ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ﴾ [القصص:48] .
فالخطاب القرآني يرد على كفار قريش على أن الكفر ملة واحدة في كل زمان ومكان . فقد كفروا بما أوتي موسى عليه السلام من قبل ، أي المعاصرون لموسى - عليه السلام - آنذاك وقالوا ما قالوا وكفروا بكل ما جاءهم جملة وتفصيلا . ثم يتوجه الخطاب للمعاندين من أهل مكة بأن يأتوا بكتاب أهدى من التوراة والقرآن إن كانوا صادقين في دعوتهم . فالكفر بالتوراة والكفر بالقرآن يقابله أن يأتوا بكتاب من الله أهدى منهما وهذا من قبيل التعجيز . ولذلك لا يبقى إلا حل واحد وهو : ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [القصص:50] .
ملاحظة : القراءتان المختلفتان : (سحران / ساحران) التي قالها الكافرون المعاصرون لموسى عليه السلام . السحر الأول سحر موسى والسحر الثاني هو سحر السحرة مجتمعين ، وذلك أن فرعون يرى أن العرض الذي قُدم أمامه ما هو إلا مناورة اتفق عليها موسى عليه السلام بسحره والسحرة بسحرهم . يقول تعالى : ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:123] . ويقول تعالى : ﴿إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ﴾ [طه:71] .
أما الساحران في نظر الكافرين آنذاك فََهُمَا : موسى وهارون عليهما السلام .

والله أعلم وأحكم
 
جزاكم الله خيرا ، بعد متابعة المشاركات والرجوع للسياق مرة اخرى ، تبين لي ان اقرب الاقوال الي الصواب ، هو القول أن (سحران) هما التوراة والقران وقالها كفار قريش ، والحق أحق أن يتبع .

والله اعلم
 
أرسل الله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لكي لا يبقى عذر لأي مشرك يوم القيامة : ﴿ وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [القصص:47] .
وعندما جاءهم القرآن كذبوا به ، وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بمثل ما أوتي موسى عليه السلام من البينات : ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ﴾ [القصص:48] .
فَرَدَّ الله عليهم بأن المعجزات التي جاء بها موسى عليه السلام قد كفر بها فرعون وقومه آنذاك ، أي أنهم كفروا بها من قبل : ﴿أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ﴾ [القصص:48] . وهذا الرد يُشبه قوله تعالى : ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ﴾ [الإسراء:59] .
هنا يُتابع الكلام عن الموضوع الأصلي الذي هو القرآن الكريم الذي جاءهم فكذبوا به وأرادوا أن يأتيهم الله بمثل ما جاء به موسى عليه السلام من المعجزات الدالة على صدقه ، فيأتي الرد على الشكل التالي : ﴿قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [القصص:49] .
الخطاب موجه إلى كفار قريش : أنتم كذبتم بالقرآن وطلبتم مثل بينات موسى ، وقوم موسى كذبوا بالبينات ، وتكذيبهم بالبينات هو تكذيب بالتوراة .
فتكون النتيجة عبارة عن تحدٍّ : فأتوا بكتاب من عند الله أهدى منهما (من الكتابين المكذب بهما) التوراة والقرآن ؛ لأن الكلام عن السحرين أو الساحرين هو كلام اعتراضي وليس أصلي في السياق .

والله أعلم وأحكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إن آخر نبي بعث قبل رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم هو عيسى عليه السلام و لو كان نبي سيبعث إلى قريش لكان عيسى عليه السلام.
 
لابد من التذكير بامرين
الامر الاول: القول أن موسى عليه السلام ، دعا اهل مكة للتوحيد ووصلتهم رسالته ، والقول فيه نظر من عدة أوجه ...
١- فيه افتراض قائم على أن أهل مكة كانوا مشركين عند حج موسى عليه السلام لبيت الله الحرام ، وان عمر بن لحى سبق زمان، موسى عليه السلام وهذا أفتراض لادليل عليه .
٢- اجداد مشركي قريش (على أفتراض صحة القول) هم من جاءهم موسى عليه السلام ، فكيف يحاسب ويقال لمعاصري الرسول عليه الصلاة والسلام قد كفرتم بما أوتي موسى عليه السلام
٣- مخالفة هذا القول ،لإية واضحة ، فأهل مكة عند تركهم التوحيد وعبادتهم للاصنام لم ياتهم نذير (رسول) ، لقوله تعالى ( لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) (سورة القصص 46) فكيف نقول بعد ذلك أتاهم نذير ونخالف الاية.
٤- مخالفته للسياق القراني فمن قال بدعوة موسى عليه السلام لإهل مكة ، لزمه (أن سحران ) تخص موسى عليه السلام وهارون عليهما السلام ،ويجد نفسه في صدام مع الاية التى تليها، التي تكمل ماقبلها من مناسبة (حوار ونظما)، وقوله تعالى ( قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) (سورة القصص 49) فالاية تخبر عن كتب ولاتخبر عن اشخاص.

الامر الثاني : القول بان قول تعالى ( أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ) (سورة القصص 48) ، هي في فرعون وملئه ، وهذا لايصح أيضا ، لما في هذا القول من تفريق لمرجع الضمائر وإخلال بالنظم القراني .

___
القول بأن سحران هو قول قاله كفار قريش ويقصدوا به التوراة والقران ، وهو قول راجح عندي إن شاء الله تعالى ، يتفق فيه النظم ومرجع الضمائر ، ويتم ذلك بمدارسة مطلبين ...
___
المطلب الاول هو : لقوله تعالى { فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا } (سورة القصص 48) فلابد إذن من معرفة السور التي نزلت قبل سورة القصص (سمعها كفار قريش ) ، وورد فيها ذكر موسى عليه السلام ومعجزاته ، وذكر فيها قصصه مع قومه (بني إسرائيل ) ، وما جاء في هذه السور من ذكر لصحف موسى عليه السلام (الالواح أو التوراة )وهي الاعراف ، طه ، الفرقان ، الشعراء ، النمل ، النجم ، الاعلى ، وأخص بالذكر هنا ثلاث سور ورد فيها صحف موسى عليه السلام

1- سورة طه وقوله تعالى ( وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) (سورة طه )
2 - سورة النجم وقوله تعالى ({ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) ) (سورة النجم )
3 - وسورة الاعلى وقوله تعالى ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) } (سورة الأَعلى )
___
المطلب الثاني :يتم بمدارسة مرجع ظرف الزمان (قبل) وقوله تعالى { مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ } (سورة القصص 48).
وقوله تعالى (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) ) (سورة القصص )

قبل ظرف زمان مبهم سابق لزمان ما أضيف إليه

اولا : إلي ماذا إضيف الظرف ،
الظرف (قبل ) إضيف لزمن كفرهم وقولهم ، (سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ)

ثانيا : وماهي الاحداث الزمانية التي سبقت الظرف (قبل )
، سبق هذا الظرف زمانان وهما ..
الاول : نزول القران وقوله تعالى (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا) مراجعة المطلب الاول وهو عن السور التي نزلت قبل سورة القصص وفيها ذكر موسى عليه السلام ومعجزاته وقصص بني اسرائيل ، وصحفه ( الالواح او التورا ة)
الزمن الثاني : يلي سماعهم لهذه السور وقولهم لولا أوتي( يقصدوا الرسول عليه الصلاة والسلام ) مثل ما أوتي موسى عليه السلام من معجزات ،
___
الخلاصة :

أصبح عندنا ثلاثة أزمنه وترتيبها كالتالي
1-نزول القران وسماعهم لخبر موسى عليه السلام.
2-كفرهم وقولهم سحران ما إضيف للظرف (قبل ).
3- والمتأخر هو قولهم مخبرا الله تعالى عنهم(لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى)

فزمان كفرهم وقولهم سحران،(ما إضيف للظرف قبل )، يسبق الزمان الثالث (في الخلاصة) وقولهم لولا اوتي مثل ما اوتي موسى عليه السلام ، ويلي الزمان الاول وهو نزول القران ، فهم كفروا فيما بينهم وقالوا لبعضهم البعض أن القران والتوراة سحران ، وكفرنا بهما ، وبعد ذلك طلبوا آيات كآيات موسى عليه السلام، والدليل على ذلك أن قول كفار قريش( سحران ) يرتكز على معرفة مسبقة بمعجزات موسى عليه السلام وصحفه ومن بعد نزول القران عليهم ومعرفتهم بما جاء فيه، فكانوا كمن يستدل بالقران على بطلان القران والعياذ بالله .


والله أعلم بالصواب
وكل عام وانتم بخير وتقبل الله طاعتكم جميعا
 
عودة
أعلى