هل المرعى هو النبات فقط أم يشمل كل قوت إلا الماء؟

إنضم
08/02/2024
المشاركات
118
مستوى التفاعل
11
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مصر، المنصورة
السلام عليكم ورحمة الله
لماذا يحصر المفسرون معنى المرعى في النبات فقط؟
هناك كائنات حية لا تتغذى على النبات وبحاجة لقوت آخر!!

في بعض التفاسير نجد المفسرين ينوعون المرعى بتنوع الكائنات الحية، وهو ما أميل له، ولكن هذا التنوع تقابله إشكالية لغوية وهي معنى المرعى، فهل هو معنى عام أو خاص؟

في سورة فصلت قدر الله أقوات الأرض، ومنها الماء والمرعى،
فهل يمكن القول بتنوع المرعى بتنوع قوت كل كائن حي؟

فمثلاً النبات له قوت، فهل يُسمى قوته مرعى؟، أم نقول النبات مرعى، ولا مرعى له؟

إذا كان المرعى هو النبات فقط، والمرعى خاص بالحيوان والإنسان، فلماذا نسب الله المرعى للأرض وليس للإنسان والحيوان، فقال الله في النازعات (أخرج منها ماءها ومرعاها)، وفي الأعلى (والذي أخرج المرعى)، فهل في عدم نسبته لكائن معين إشارة لكونه وصف عام لكل كائن حي، فالكل يرعى بما في ذلك النبات.

ولو اعتبرنا المرعى هو كل قوت للكائنات الحية إلا الماء، فهل يدخل قوت التربة الأرضية في المرعى، والقوت الهوائي (أكسجين، نيتروجين، ثاني أكسيد الكربون) في المرعى، فالإنسان والحيوان والنبات كلهم بحاجة للهواء، وهناك كائنات حية تتغذى مباشرة من تربة الأرض مثل النبات، والديدان والكائنات الدقيقة، مع حاجتها أيضاً للهواء إلى جانب التربة.

ومن المؤكد أن تربة الأرض والهواء من الأقوات، فهل يجوز أن نعتبر تربة الأرض والهواء من المرعى؟

فكرتي أن تعريف المرعى يتجاوز وصف النبات لوصف قوت كل مخلوق حي في البر والبحر والجو.

ولكن الإشكالية هل المعنى اللغوي للمرعى يستوعب هذا التعدد في الأقوات وما يقتات عليها من كائنات حية؟

بحثت كثيراً ولم أجد معنى لغوي للمرعى يحتمل كل قوت (إلا الماء)، فلم أجد سوى معنى خصيب، ولكن الخصوبة كما تشير لوفرة كل شيء، إلا أنها تشير أيضا للخصوبة النباتية والكلأ.

فهل عندكم من حل لهذه المعضلة؟
 
بل هو النبات، لأن الهواء شفاف اللون لا أسود اللون، حتى لو كان يابسا، بينما المرعى موصوف بأنه "فجعله غثاء أحوى"، وأحوى تعني أسود اللون.
 
بل هو النبات، لأن الهواء شفاف اللون لا أسود اللون، حتى لو كان يابسا، بينما المرعى موصوف بأنه "فجعله غثاء أحوى"، وأحوى تعني أسود اللون.
أتفق معكم أن حجتكم قوية ويعضدها أقوال المفسرين.
ولكن راجع معي سياق الايات
■ خلق فسوى، وهذه لجميع الكائنات الحية، وغير الحية
■ وقدر فهدى، وهذه أيضا لجميع، الكائنات الحية وغير الحية
■ والذي أخرج المرعى، فلماذا فجأة تم التخصيص لمخلوق حي دون الآخر؟
ماذا عن عالم الاسماك، هل له مرعى ام لا؟
وماذا عن الكائنات الدقيقة؟

ثم أليس من الوارد أن كل قوت يتناوله كائن حي يمكن أن يتحول داهله لغثاء أحوى بالهضم والأيض، فتتغير طبيعته عن الأصل بالتهشيم وتغير اللون وحتى التركيب الكيميائي؟

هل ذكر الله أن الغثاء الأحزى هو كل ما تشاهده أعيننا فقط؟
الله وصف تغير المرعى، فلعل التغير في البيئة أو داخل الراعي نفسه!!
فهل هناك ما يمنع ذلك؟

ربما يمتن الله علينا انه خلق كل مخلوق وهداه لمرعاه، وهدى جسد المخلوق للاستفادة من هذا المرعى بتحويله لغثاء احوى، تخيل لو خلقنا الله من غير حمض المعدة، أكنا نقدر على هضم الطعام؟
فهناك تكامل واضح بين تركيب جسد الطاعم والمطعوم بحيث يقدر على الاستفادة مما يطعم بتحويله لغثاء احوى، والله تعالى اعلى واعلم.

يبقى الأمر مفتوح للنقاش، لو استطعنا اثبات ان المرعى يشمل كل قوت الا الماء، فربما تصح فكرتي اعلاه، ولو لم نجد هذا المطلب فلا مانع أبدا من الاعتراف بخطأ الفكرة، وكتفي بقول الله في سورة فصلت وقدر فيها اقواتها فهي تحوي فكرتي وزيادة، ولله الحمد والمنة.
 
عودة
أعلى