ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
هل اللواط مشتق من اسم النبي الكريم لوط عليه السلام؟
هل اللواط مشتق من اسم النبي الكريم لوط عليه السلام؟
الكثير من الناس يعتقد أن كلمة (لواط) مشتقة من اسم النبي الكريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم، وهذا ما كنت أعتقده أنا كذلك، ثم ظهر لي مؤخرا أن الأمر يحتاج إلى تريث خاصة وأن أقوال أهل العلم مختلفة.
في المعجم الوسيط: ( لاط ) الشيء بالشيء لوطا لصق به يقال لاط الشيء بقلبي لصق به وأحببته وهو ألوط بقلبي وفلان لواطا عمل عمل قوم لوط ...
( لاوط ) عمل عمل قوم لوط ...
يقول ابن منظور رحمه الله تعالى:"ولُوط اسم النبي صلّى اللّه على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلّم ولاطَ الرجلُ لِواطاً ولاوطَ أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ قال الليث لُوط كان نبيّاً بعثه اللّه إِلى قومه فكذبوه وأَحدثوا ما أَحدثوا فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فَعَل فِعْلَ قومِه ولوط اسم ينصرف مع العُجْمة والتعريف-اللسان-.
قال العلامة الراغب في مفرداته:"لوط : لوط اسم علم واشتقاقه من لاط الشيء بقلبي يلوط لوطا وليطا ، وفي الحديث الولد ألوط أي ألصق بالكبد وهذا أمر لا يلتاط بصفري أي لا يلصق بقلبي ، ولطت الحوض بالطين لوطا ملطته به ، وقولهم لوط فلان إذا تعاطى فعل قوم لوط ، فمن طريق الاشتفاق فإنه اشتق من لفظ لوط الناهي عن ذلك لا من لفظ المتعاطين له ."-456-.
فذهب بعض أهل اللغة إلى أن اللواط مشتق من اسم النبي لوط عليه السلام باعتباره هو الناهي عن ذلك الفعل الشنيع .
ومنهم من قال أنه مشتق من الفعل لاط يلوط...
لكن بعض أهل العلم يعتبر الاشتقاق من اسم النبي لوط عليه السلام لا يصح ولا يجوز إذ كيف يشتق اسم فاحشة منكرة من اسم نبي من أنبياء الله عليهم السلام، ومنهم من يعتبر أن لوط اسم اعجمي لا يشتق منه.
بل منهم من اعتبر أن كلمة لواط لا تصح لا لغة ولا شرعا، وأن اللفظ الوارد في الشرع هو (عمل قوم لوط) كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم:" من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به" رواه الخمسة ألا النسائي والحديث صحيح.
لكن قولهم أنه لا يصح لغة فغير مسلم فهذه كتب اللغة والمعاجم حافلة بذكر هذه الكلمة.
والذي يمكن قوله مع براءة الذمة أن كلمة اللواط مشتقة من قولهم لاط يلوط إذا التصق ففي اللواط التصاق الرجل بالرجل.
وأما اسم لوط فبعيد عن هذا وإنما هي مصادفة واتفاق في الحروف وإلا فاللواط لفظ عربي بخلاف لوط فهو اسم أعجمي غير معرب.
والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.