هل القراءات المعاصرة للقرآن تحلل من المبادئ ؟

شكر الله لك يا دكتور محمد هذا المقال الجميل، فقد أبنت فيه عوار أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن من ناحية تاريخية ومنهجية، مع فوائد أخرى ماتعة .
 
هل القراءات المعاصرة للقرآن تحلل من المبادئ

هل القراءات المعاصرة للقرآن تحلل من المبادئ

يبدو أن الهدية حذفت خطأ .. وقد رفعته لكم مرة أخرى
 
جزاك الله خيرا أيها الفاضل؛
أقوم الآن بإعادة قراءة وتصفح مواضيع قسم الإنتصار بحثا عن مواد فيها ردود على أصحاب دعوى قطرية القرآن الكريم (التحلل، تحنيط الدين، الأرخنة، الأنسنة، العلمنة، والوضعنة..الخ)، وعندما رأيت هذا الموضوع لم أجد الهدية فرفعته، وكانت الإستجابة أسرع مما توقعت، أحسن الله إليك.

أما تلك الهدية فقد قرأتها وهي جميلة رائعة شكلا ومضمونا، جعلها الله في ميزان الحسنات. ءامين. لكن أختلف مع حضرتك في بعض المواضع. الرد على سؤال الموضوع: نعم ولا، لأن القراءة المعاصرة إما قراءة مزاجية وإما قراءة منضبطة (صحيحة حسب ما جاء في تلك الورقة)، أما المزاجية ففيها ما هو تحلل من المبادئ وفيها ما هو مغرض وفيها ما هو خطأ وفيها ما هو مفيد - على الأقل من باب رب ضارة نافعة كما جاء في العمود الثالث من الصفحة الرابعة. ثم إن هناك فرق في القراءات المعاصرة بين القراءة العصرية والقراءة العصرانية والقراءة الحداثية أو القراءة الحداثوية.

أما تساؤل فضيلتك "..وقد نسي هؤلاء أن دون ذلك خرط القتاد، فكم حاول من قبلهم فلم يفلحوا؟" إن كان المقصود بالفلاح النجاح على الأقل من ناحية البقاء والإستمرارية والإستقطاب فهذا ما لا يمكن الشك فيه وإلا ما حاجتنا إلى شيء إسمه ((إنتصار)) ؟ والواقع لا يمكن تجاوزه أو التعامل معه وفق wishful thinking (الإعتقاد بشيء لمجرد أمنية؟) إذ هناك صرف شريحة لا يستهان بها من المثقفين والدارسين عن العلم والعلماء إلى غيرهم ..

والذي يهمني في هذه الورقة قول فضيلتك: "من خلال قراءتنا لما يكتبه أصحاب هذه القراءات: نستنتح ان الغرض من هذه القراءات، هو التحلّل من المبادئ، والتحريف لمعاني القرآن، وجعلها تناقض الحقائق الشرعية، وتعارض مقاصد الشريعة الإسلامية، ولا تحترم خصوصيات القرآن الكريم، وتحاول أنسنته وإحالته إلى التاريخية، ومعاملته كباقي النصوص البشرية".

نعم تلك هي أهداف القراءة الحداثوية: الأنسنة والأرخنة إلى جانب العقلنة.

عليه لابد من النقد الوصفي كما في هذه الهدية المباركة، إلى جانب النقد التحليلي الذي يكشف عن الخلل المنهجي، فالنقد التطبيقي (أمية الرسول صلى الله عليه وسلم هو التطبيق الوحيد في تلك الورقة). شرط أن لا ننسى البناء وأن لا ننسى النقد الذاتي (الإعتراف بالتقصير في خدمة كتاب الله زمن الصمت والسكون -الصفحة 4- بداية محمودة) إلى جانب النقد. أما البناء فهو العمل من أجل تحقيق العكس أي إظهار القدسية والكونية (العالمية، الشمولية) والإيمانية.

أركز هنا كثيرا على النقد التطبيقي فأكثر التعليقات والكتابات وصفية تحليلية. وعن النقد الذاتي هناك ما يتعلق بتجديد الخطاب، تنقيح وتخريج وتحقيق التراث، تفعيل الإجتهاد، الرفع بمستوى التعليم إلى العالمية، .. وما ذكره فضيلة الأستاذ الطعان أحمد:

زماننا أخي الكريم يحتاج إلى انتصارات عديدة اليوم، وقد فتح الباب أمام الشبهات كأنها سيل جارف في الفضائيات والإنترنت ....

أعداؤنا يجددون شبههم بصياغات وأشكال جديدة .... ويغلفونها بأشكال جميلة ...
وما أحرانا نحن أن نتكاتف ونتعاون لصد الهجمة بطرائق جديدة ، وأن نصوغ ردود الباقلاني والغزالي والجويني والرازي وغيرهم من أساطين المتكلمين بصياغات جديدة تناسب العصر والناس ...

وشكراََ.
 
عودة
أعلى