هل الرسل تُقتل أم الأنبياء فقط ؟

إنضم
03/09/2008
المشاركات
221
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
في برنامج بينات للأخوة الفضلاء ،تعرض الفوائد الجمّة،واللطائف التي يتحرك لها الوجدان ،ويبسم الثغر،ويمعن فيها النظر.
وفي إحدى الحلقات ذكر أخي الفاضل د.عبدالرحمن الشهري في تأملاته في سورة آل عمران أن الرسل لاتقتل وأن القتل يكون للأنبياء فقط ،ولكن حسب مايظهر لي أن ذلك مخالف لقوله تعالى:(أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)فأرجو الايضاح .
وفق الله القائمين على البرنامج لكل خير.
 
بارك الله فيكم .
الذي أذكره أنني قلتُ : الرسلُ أصحاب الكتب والرسالات كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، لا مجرد الأنبياء والرسل الذين جاءوا تبعاً لمن قبلهم دون أن يكون لهم كتب تخصهم وشرائع تخصهم . إلا إن كنتُ لم أقيدها بهذا القيد فهذا خطأ كما تفضلتم .
وكنتُ قرأتُ هذه الفائدة قديماً ، ونسيتُ أين قرأتها ، وطرحتها في الحلقة على سبيل المدارسة لا على سبيل القطع ، ولم يحضرني من الآيات إلا ما فيها عبارة (الأنبياء) ونحوها . وقد طرحت هذه الفكرة في موضوع (الكناشة الرمضانية) لأخي محمد العبادي ، غير أن أخي أبا بكر البخيت وفقه الله لفت نظري إلى أن هذا غير صحيح وأورد أدلة كثيرة تشير إلى أنه قد وردت آيات كثيرة فيها عبارة (الرسل) الذين قتلوا أيضاً ، وهي في المشاركة التي أحال إليها أخي أبو إبراهيم العبادي وفقه الله .

وقد بحثت في الانترنت الآن ، فوجدت مصدراً ذكر هذه الفائدة ، ويبدو لي أنه هو الكتاب الذي قرأتُ فيه الفائدة من قبل إن لم أكن واهماً ، وهو كتاب (عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين) لأخي الشيخ أحمد بن حمدان الشهري ، الذي نشرته دار القاسم . وقد أرفقته في المرفقات للاطلاع ، وأظنني قد وضعته في الملتقى من قبل، ويوجد على هيئة Word وعلى هيئة PDF أيضاً .
والفائدة التي تهمنا هنا هي التي ذكرها حين أراد بيان سبب اختياره لعنوان بحثه (عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين) ، فقال معللاً سبب اختياره عبارة (المرسلين) :
وأما كلمة المرسلين فلأمرين :-
الأمر الأول : أن الرسل مقطوع بنصرهم من الله _سبحانه_ وعصمتهم من القتل بخلاف الأنبياء ومن تتبع تعبير القرآن رأى عجباً فإن القرآن إذا قطع بالنصر عبر بلفظ الرسل كقوله:(كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) ، (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين) ، وإذا جاء ذكر القتل عبر بلفظ النبيين (ويقتلون الأنبياء) (وقتلهم الأنبياء) والسبب – وعند الله العلم – أن رسول الأمة الأول لا يقتل أبداً ولا بد من تمكينه ونصره في الدنيا فعلاً. ودليل ذلك قوله _تعالى_ في سورة غافر:(وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب)، وقوله __جل ذكره__ في سورة إبراهيم _عليه السلام_:(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد)، وقوله في سورة الأنبياء:(ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين).

أما الأنبياء الذين أرسلوا برسالة تجديدية لرسالة رسول الأمة الأول فإنهم قد يقتلون كرسل بني إسرائيل بعد موسى ، وهذا ما يحمل عليه قوله _تعالى_:(أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون) وإذا كان الأمر كذلك فإن من قدر الله أن تكتمل عوامل النصر والتمكين في دعوة رسول الأمة أكثر من النبي المجدد ومن هنا كان الاختيار للعنوان "عوامل التمكين في دعوات المرسلين"


والموضوع للفائدة والمدارسة ، ولستُ متعصباً للرأي وإنما نبحث عن الفائدة دوماً بمدارسة أمثالكم وفقكم الله لكل خير .

للفائدة :
تقريرعن كتاب (عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين ) لأحمد الشهري
 
...
ما ذكره الشيخ عبد الرحمن هو الصحيح، وقد أشار إليه ابن عاشور بقوله:
" وإنما قال الأنبياء لأن الرسل لا تسلط عليهم أعداؤهم لأنه منافٍ لحكمة الرسالة التي هي التبليغ، قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا) وقال: (والله يعصمك من الناس)" وقال: "والعصمة هنا الحفظ والوقاية من كيد أعدائه".
وأجاب عن الإشكال الذي أورده الأخ أبو عبد الرحمن المدني (أبو بكر البخيت) عند قوله تعالى: (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) في المائدة بقوله: " فالمراد بالرسل هنا الأنبياء ...وإطلاق الرسول على النبي الذي لم يجئ بشريعة إطلاق شائع في القرآن، لأنه لما ذكر أنهم قتلوا فريقا من الرسل تعين تأويل الرسل بالأنبياء، فإنهم ما قتلوا إلا أنبياء لا رسلا".
 
قوله إن قتل الرسل مناف لحكمة التبليغ يجاب عنه بأن الأنبياء كذلك من مهمتم التبليغ على الصحيح في الفرق بين الرسول والنبي ، ومع ذلك قد يقتلون كما في آيات كثيرة من القرآن . ثم إن النصر الموعود به الرسل وهو حق لا مرية فيه لا يعني أنهم لا ينالهم الأذى بل يصل ذلك إلى القتل ، فالنصر له معنى كبير والذي من أعلاه نصر الدعوة والدين الذي جاء به ،،،ولا يقتصر في معنى النصر على هذا الفهم الضيق . أما توجيه ابن عاشور رحمه الله رحمة واسعة لآية المائدة فلم يزد على تقرير ما يراه من أن القتل للأنبياء لا الرسل،،، ولا يخلو من تعسف ...
وكلام المفسر الجهبذ ابن عاشور يحتج له لا يحتج به .....والله أعلم .
 
أخي الكريم ..
ليس المقصود الاحتجاج بكلام ابن عاشور على أنه دليل، بل المقصود منه الإشارة التي ذكرها، وهي أن الواقع أنه لم يقتل أحد من الرسل، وإنما الذين قتلوا هم الأنبياء، فهذا هو الواقع، ولم يبق إلا توجيه الآيات التي جاء فيها قتل الرسل، فأشار إلى أن إطلاق الرسول على النبي مما هو شائع في القرآن الكريم ...
والله تعال أجل وأعلم.
 
قوله تعالى :(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم...).
في قوله:(أو قتل)أليس فيه احتمال قتل الرسل.
 
أخي العزيز محمد العبادي وفقه الله
أشكرك على هذه الفوائد التي تتحفنا بها دوماً جزاك الله خيراً ونفع بك .
والمسألة سهلة على كل حال ، لا تحتمل التطويل أكثر من هذا إن شاء الله .
 
الرسول وصف يوصف به رسول ونبي،
والنبي وصف يوصف به رسول ونبي ،
وكلاهما وصف لشخص واحد ولكن كل من ناحية مختلفة ، فالنبي رسول والرسول نبي ،

الذي اراه حقا على مسؤوليتي ان احدا من الرسل الانبياء او الانبياء الرسل لم يقتل بتاتا ، وذلك لعدم تسمية اي مقتول منهم في كتاب الله الكريم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، وجميع انباء قتل الانبياء الرسل جاءت من طريق الزيف المفترى على الله ورسوله ، وهي المصادر التي ياتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها ،
الذي ورد في كتاب الله هو ؛ قتلهم الانبياء ،
وهو اشارة الى محاولة قتل عيسى عليه السلام ، وقد كذب الله زعم الذين قتلوه ولم ينبئنا ربنا بقتل اخرين ، والملاحظ قوله سبحانه بصيغة الجمع للقاتلين والمقتولين ، وهو اشارة الى عظم هذا الامر وليس اثباتا الى ممارسة القتل وتكراره وانما على التجرؤ عليه ، وفي حين انه سبحانه لم يثبت اي واقعة قتل لاي نبي فنرجو ممن ينظر في كتاب الله ان يقرؤه ولا يتوقف عند مطالعته ،
وفقنا الله جميعا لقراءة كتابه ،
وقد حسم الله امر القتل بقوله ؛
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67

وهي نبأ لايحتمل غير العصمة من القتل ، وكذا هو للرسل عامة وفق سنة الله في الذين خلو من قبل ، وليس الرسول النبي محمدا مخصوص بها.
 
الدكتور الفاضل عبد الرحمن
رب ضارة نافعة ـ كما يقال ـ فهذا كله يجرنا إلى أمر مهم ـ رعاك الله تعالى وحفظك ـ من الحاجة الماسة إلى البعد ثم البعد ثم البعد عن إعمال الفكر المجرد في كلام الله تعالى ، وحاجتنا إلى العود لما سطرته أيدي علمائنا الأوائل
يقول الإمام السيوطي في إتقانه :" لله در السلف ما كان أوقفهم على المعاني اللطيفة التي يدأب المتاخرون فيها زماناً طويلاً ، ويفنون أعمارهم ، ثم غايتهم أن يحوموا حول الحمى "
 
فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري حفظه الله
الآيات القرآنية والأحاديث النبوية صريحة في أن رسل الله لا تقتل وأن لها العاقبة في الدنيا والآخرة. وهذه الآيات جائت مجملة على عموم الرسل كما في قول الله ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) وقوله سبحانه ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم غلبوا جائهم نصرنا ) وقوله ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين، ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين )
وجائت مفصلة في حكاية أخبار الرسل، كما في قول الله ( فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ،( فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين )، ( ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب)، ( فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية) وغيرها من الآيات.
وفي قوله تعالى ( أفكلما جائكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقا تقتلون ) فالتكذيب قد حصل، وأما محاولة القتل فكانت باقية، ومن ذلك سعيهم لقتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولما يحصل لهم.
ولكن أشكل علي قول الله (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين) هل قتلتموهم بمعنى قتلتموهم ؟ فالقتل يأتي بعدة معان كما في حديث ( فإن أبى فليقاتله ).
وهل الصواب أن منكري معجزات الرسل هم من يقتلون ويعذبون ؟
 
عودة
أعلى