هل التسبيح التنزيه فقط ، وهل يصح قولنا : سبحانك بعد ذكر الثناء على الله

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
سألني أحدهم : هل التسبيح في القرآن لا يعني إلا التنزيه؟!
وهل يصح أن نقول بعد دعاء الإمام في التراويح ؛ إذا أثنى على الله : ( سبحانك ) ؟
فقلت : إنه قد شاع عند كثيرين أن التسبيح بمعنى التنزيه ، وهذا ليس بدقيق ، بل التسبيح فيه جانبان : التنزيه والتعظيم ، ويُقدِّم أحد المعنيين على الآخر بحسب السياق .
ومن أدلة كون التسبيح تعظيمًا تفسيره في مواطن بالصلاة ، والصلاة فيها جانب التعظيم للمعبود كما هو ظاهر .
ولو تأملت قول الملائكة : ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) فإنك ستجد أنه لم يقع سوء يُنزَّه الله عنه كما في قوله تعالى : ( وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ) والفرق بين الموضعين ظاهر .
ومن ثَمَّ ، فجانب التعظيم في هذا السياق أظهر من جانب التنزيه ، وإن كان بعض السلف قد فسَّر التقديس بالتطهير والتعظيم أيضًا ، غير أن جانب التطهير في التقديس أولى .
وانظر أيضًا إلى قوله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) فأين جانب النقص المزعوم ليكون المراد بالتسبيح هاهنا التنزيه ، إن جانب التعظيم في هذا الموطن هو الأظهر ، والله أعلم .
وإذا كان في التسبيح معنى التعظيم = جاز قولنا ـ بعد ثناء الإمام على الله : ( سبحانك ) .
وهاأنذا أنقل لك بعض نصوص العلماء في كون التسبيح يعني التَّنْزيه والتعظيم :
1 ـ في قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رِزَقَكْم ثمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِكُمْ هَلْ منْ شُرَكائِكْم مَن يَّفْعَلُ مِنْ ذلِكم مِّنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه مجاز القرآن : (ومجاز " سبحانه " مجاز موضع التنزيه والتعظيم والتبرؤ قال الأعشى :
أقول لمّا جاءني فخرهُ ... سُبْحاَن مِن عَلْقَمة الفاخرِ
يتبرؤ من ذلك له ) .
2 ـ وفي كتاب مسألة في ( سبحان ) لنفطوية ، قال : (ومعنى « سبحان » : التنزيه ، والتعظيم ، والتكبير ، والإبعاد ) ، ثم ذكر جملة من الآيات التي ورد فيها التسبيح بمعنى التنزيه عنده ، ثم أتبعها بما يأتي : (وكل ما كان في القرآن من قوله : فسبح بحمد ربك ، و سبح اسم ربك ، فمعناه كله : نزهه ، وعظمه من غير ما وصف الله به نفسه . وقوله في سورة الرعد : ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته (5) ، أي كل ينزهه ويعظمه بأسمائه ، وأسماء الله صفات له ، وصفات الله مدح . وكل من ذكر الله باسم من أسمائه فقد أطاعه ، إذا وصفه بصفته التي رضيها لنفسه ونفى سواها عنه . وكذلك قوله في الحجر : فسبح بحمد ربك ، وقوله في سورة النمل : سبحان الله عما يشركون (6) ، أي تعظيما له ، وتنزيها عن إشراكهم به . ولست ترى ذكر سبحان (7) في سائر القرآن إلا ومعها إثبات ونفي ، فالإثبات لأسمائه التي هي صفاته ، والنفي فيما سوى ذلك ، فتأمله تجده في سائر القرآن . كذلك قوله : ويجعلون لله البنات سبحانه (8) ، وقوله : سبحان الذي أسرى بعبده ، أي تنزيها له ، وتعظيما عن قول المكذبين بأنبائه على ألسنة أنبيائه ) .
3 ـ في قوله تعالى : (سبح اسم ربك الأعلى) ، قال ابن تيمية ( ت : 728) : ، قال (والأمر بتسبيحه يقتضي ـ أيضًا ـ تنزيهه عن كل عيب وسوء وإثبات صفات الكمال له، فإن التسبيح يقتضي التنزيه والتعظيم، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها . فيقتضي ذلك تنزيهه، وتحميده، وتكبيره، وتوحيده ) الفتاوى 16: 125 .
4 ـ في قوله تعالى : (ألم تر أن الله يسبح له من في السموات ومن في الأرض) قال ابن جزي : ( الرؤية هنا بمعنى العلم والتسبيح التنزيه والتعظيم ) .
5 ـ وفي قوله تعالى : (يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا) قال الطاهر بن عاشور : (وعطفت { ويقولون سبحان ربنا } على { يخرون } للإشارة إلى أنهم يجمعون بين الفعل الدال على الخضوع والقول الدال على التنزيه والتعظيم ) .
والله أعلم .
 
بارك الله فيكم يا أبا عبدالملك على هذه الفائدة . وجزى الله الأخ أحدهم(1) خيراً على استثارتك بسؤاله .
وللفائدة هناك كتاب قيم نشرته دار المنهاج بالرياض بعنوان :(التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه) لمؤلفه الأستاذ محمد بن إسحاق كندو وفقه الله .
وقد تناول فيه ما أشرتم إليه بالتفصيل ، وكان الباب الأول من الكتاب في معاني التسبيح وأنواعه، ففي معانيه بين المؤلف بناء لفظ (التسبيح)، ومعناه في اللغة، وأصله اللغوي، وطريقة تعديه، كما بيَّن ماهية (سبحان) في اللغة، وطريقة استعماله في الكلام، وإعرابه.
- ثم بينَ المعنى الأصلي للتسبيح في الشرع، ودلالته على التعظيم في حق الله تعالى، وأنه جاء في الشرع بمعنى الصلاة، وبمعنى الذكر عمومًا، وبمعنى الاستثناء وبمعنى العبادة، وأنه سمي دعاء مع بيان المناسبة لاستعماله في هذه المعاني كلها.
- كما بين المؤلف الألفاظ التي ترادف التسبيح في الدلالة على تنزيه الله تعالى، وهي: التقديس _منه اسم الله (القدوس) _، والسلام من أسماء الله تعالى، وتعالى مسندًا إلى الله عز وجل_ وكلمة (حاش لله)، والنفي الوارد في حق الله تعالى في الكتاب والسنة.
والكتاب مفيد في بابه ، ويمكن الاطلاع عليه ، وقراءته مصوراً على هيئة PDF من هذه الروابط ، جزى الله من رفعه خير الجزاء .

http://www.archive.org/download/tkstks/tks0.pdf
http://www.archive.org/download/tkstks/tks1.pdf
http://www.archive.org/download/tkstks/tks2.pdf

وهذه خاتمة الكتاب بقلم المؤلف ، كما وجدتها في موقع الدرر السنية :

الخاتمة
انتهى _بعون الله تعالى وتوفيقه_ البحث في موضوع (التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه)، ومن المفيد الإشارة هنا إلى ملخص عام لهذا البحث:
- فقد تناولت في مقدمته _ بعد الافتتاحية _ فكرة الموضوع، وأهميته، وأسباب اختياره، مع بيان خطته والمنهج المتبع في كتابته، والشكر والتقدير لمن يستحق ذلك.
- وكان الباب الأول في معاني التسبيح وأنواعه، ففي معانيه بينت بناء لفظ (التسبيح)، ومعناه في اللغة، وأصله اللغوي، وطريقة تعديه، كما بينت ماهية (سبحان) في اللغة، وطريقة استعماله في الكلام، وإعرابه.
- ثم بينت المعنى الأصلي للتسبيح في الشرع، ودلالته على التعظيم في حق الله تعالى، وأنه جاء في الشرع بمعنى الصلاة، وبمعنى الذكر عمومًا، وبمعنى الاستثناء وبمعنى العبادة، وأنه سمي دعاء مع بيان المناسبة لاستعماله في هذه المعاني كلها.
- كما بينت الألفاظ التي ترادف التسبيح في الدلالة على تنزيه الله تعالى، وهي: التقديس _منه اسم الله (القدوس) _، والسلام من أسماء الله تعالى، وتعالى مسندًا إلى الله عز وجل_ وكلمة (حاش لله)، والنفي الوارد في حق الله تعالى في الكتاب والسنة.
- وفي أنواع التسبيح بينت أنواعه باعتبار معناه، وأنه _بهذا الاعتبار _ نوعان:
- أحدهما: تسبيح الله عن النقائص والعيوب.
- والثاني: تسبيح الله عن التمثيل والتشبيه.
- وبينت أن هذين النوعين متلازمان.
- ثم بينت أنواعه باعتبار صيغه، وأنه _ بهذا الاعتبار_ نوعان أيضًا:
- أحدهما : صيغة الإفراد. والثاني : صيغة القران.
- وبينت _ في صيغة القرآن_ أنها تنوعت بحسب ما قرن به من لفظ التسبيح من الألفاظ الأخرى، إلى سبعة أنواع، وهي:
- قرن التسبيح بالتحميد، وقرنه بالتهليل، وقرنه بالتكبير، وقرنه بأسماء الله وصفاته، وقرنه بالاستغفار، وقرنه بالدعاء، وقرنه بالسلام على المرسلين.
- كما بينت أنواع التسبيح باعتبار فاعله، وأنه _ بهذا الاعتبار_ خمسة أنواع، وهي :
1- تسبيح الله تعالى لنفسه المقدسة.
2- وتسبيح الملائكة لله تعالى.
3- وتسبيح صالحي البشر _ من الأنبياء وأتباعهم _ لله تعالى.
4- وتسبيح الكائنات كلها لله تعالى.
5- وتسبيح أهل الجنة فيها لله تعالى.
- وكان الباب الثاني في حكم التسبيح وفضله ومنزلته في العقيدة، ففي حكمه بينت حكم تسبيح الله تعالى من حيث القول، وحكم تسبيحه من حيث الاعتقاد. كما بينت حكم تسبيح غير الله تعالى من حيث القول، ومن حيث الاعتقاد كذلك.
- وفي فضل التسبيح بينت الفضل المختص به، ببيان ما ورد في ذلك في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما بينت أفضل صيغ التسبيح.
- ثم بينت الفضل المشترك للتسبيح، وهو ما ورد في الكتاب والسنة دالاً على فضل التسبيح مقرونًا مع التحميد، والتهليل، والتكبير، وغير ذلك من الذكر والدعاء.
- ثم تكلمت على المفاضلة بين التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير في ضوء الأدلة الواردة في ذلك.
- وفي منزلة التسبيح في العقيدة بينت أن التسبيح دال على وصف لله تعالى، وأنه قد اشتق منه اسم من أسماء الله الحسنى، وهو اسمه (السّبـّوح)، وبينت أن التسبيح من شواهد الإيمان بالله تعالى، وأنه كذلك من أصول توحيد الله تعالى، كما أنه من دلائل حسن العقيدة الإسلامية.
- وكان الباب الثالث في المواضع التي يشرع فيه التسبيح، وقد تضمن هذا الباب المواضع التي يشرع فيها التسبيح في الصلاة خاصة وهي ستة مواضع:
1- التسبيح في افتتاح الصلاة.
2- التسبيح عند قراءة آية فيها تنزيه الله تعالى.
3- والتسبيح بدلاً من القراءة لمن لا يحسن شيئًا من القرآن.
4- والتسبيح في الركوع والسجود.
5- والتسبيح في الصلاة لأمر طارئ.
6- والتسبيح في دبر الصلاة.
كما تضمن هذا الباب المواضع التي يشرع فيها التسبيح مفردًا في غير الصلاة، وهي تسعة مواضع:
1- التسبيح عند الهبوط في الأماكن المنخفضة.
2- والتسبيح عند سماع الرعد.
3- والتسبيح عند التعجب مما ينافي الاعتقاد الصحيح في الله تعالى.
4- والتسبيح عند التعجب من المنكر.
5- والتسبيح عند العجائب الدالة على عظمة الله تعالى.
6- والتسبيح عند التعجب من الأشياء المهولة.
7- والتسبيح عند مطلق التعجب.
8- والتسبيح في الأوقات المخصوصة.
9- والتسبيح مطلقًا في الأحوال والأوقات.
10- وتضمن هذا الباب كذلك المواضع التي يشرع فيها التسبيح مقرونًا بغيره من ألفاظ الذكر والدعاء، وهي عشرة مواضع:
1- عند النوم.
2- عند الانتباه من النوم.
3- عند الفراغ من الوضوء.
4- عند الاستواء على المركوب.
5- عند الإهلال بحج أو عمرة.
6- في داخل الكعبة في نواحيها.
7- قبل الدعاء.
8- عند الكسوف.
9- عند الكرب.
10- في ختم المجلس.
- وكان الباب الرابع في بيان المفهوم الصحيح في تسبيح الله تعالى، وقد تناولت فيه طريقة الكتاب والسنة في تسبيح الله تعالى، وبينت أن طريقتهما تتجلى في أربعة أمور:
1- الإجمال في التنزيه غالبًا.
2- والتفصيل في الإثبات، بذكر الأسماء والصفات الدالة على التنزيه.
3- التفصيل في التنزيه _ أحيانًا _ لأسباب.
4- إثبات المثل الأعلى لله تعالى.
ثم تناولت تسبيح الله تعالى في أسمائه وصفاته، وبينت أن أسس هذا التسبيح هي:
1- الإثبات مع التنزيه.
2- النفي مع إثبات كمال الضد.
3- والسكوت عما لم يعلم في الكتاب والسنة إثباته أو نفيه.
4- ومراعاة ما يقتضي التنزيه مراعاته في حق الله تعالى إثباتًا ونفيًا، وهي :
أ‌- التفريق بين ما تسمى الله به مفردًا، وما تسمى به مقرونًا بما يقابله.
ب‌- والتفريق بين ما أطلق على الله تعالى في الكتاب والسنة مطلقًا وما أطلق عليه مقيدًا .
ت‌- والتفريق بين ما يطلق على الله في باب الأسماء والصفات، وما يطلق عليه في باب الإخبار.
ث‌- والتوقير والتعظيم لأسماء الله تعالى وصفاته لفظًا ومعنى، وظاهرًا وباطنًا.
وتناولت _بعد ذلك_ تسبيح الله تعالى في أقواله وأفعاله، وبينت أن أسس هذا التسبيح ثلاثة، وهي:
1- تسبيح الله تعالى عن العبث في أقواله وأفعاله باعتقاد أنها صادرة عن حكم عليا.
2- تسبيح الله عن الظلم في أقواله وأفعاله.
3- وتسبيح الله تعالى عن نسبة الشر إليه.
- وكان الباب الخامس في الرد على المفاهيم الخاطئة في التسبيح، فذكرت فيها التسبيح الذي ادعاه المشركون بالله تعالى في العبادة، والتسبيح الذي ادعاه الممثلة، والمعطلة، والقدرية، والجبرية، والوعيدية، والصوفية. ورددت على هذه المفاهيم الخاطئة في التسبيح لدى هذه الفرق والطوائف في ضوء الكتاب والسنة واعتقاد أهل السنة والجماعة.
- بهذا يكون هذا البحث قد استوفى الأبواب والفصول والمباحث التي وضعت في خطة البحث.
- وأما الموضوع نفسه فأرجو أن أكون قد وفقت في عرضه وإخراجه على الوجه المطلوب، أما الوفاء بحقه من البحث والدراسة فمما يقصر عنه مثلي، لكن حسبي أني بذلت جهدي بحسب ما أتيح لي من الوقت لتناول هذا الموضوع، وأسأل الله تعالى أن يجعل فيما قدمته فائدة ونفعًا لي وللمسلمين، وأن يعفو عن زلاتي وأخطائي، وأن يلهمني الصواب، وأن يعينني على ذكره وشكره وحسن عبادته.
- والحمد لله أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا، و(سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)




ــــــــــــ حاشية ـــ
(1) كنتُ وأنا في الثالث الابتدائي أدرس مقرر الحساب قبل أن تقرر مقررات الرياضيات ،و كان يكثر فيها في أثناء التمارين التي في الدروس عبارة : اشترى أحدهم كذا وكذا ، أو قام أحدهم بكذا .. فانطبع في ذهني أن أحدهم هذا اسم لشخص معين ، وبقي هذا الظن في ذهني إلى وقتٍ قريب ، عرفتُ فيه أن أحدهم تعني شخص غير معين لمجرد التمثيل !
 
أكرمك الله شيخنا أبا عبد الملك على هذ الفائدة النفيسة .. والتنبيه المهم ..
فإن ربط التسبيح بمعنى التنزيه ونفي النقص فقط ـ على ما يتضمنه من كمال وحسن ـ لكنه ـ في ظني ـ لا يفي بتلك المعاني المتكاثرة التي تليق بكثرة ذكره وتكراره في القرآن العظيم وما يلقيه في روع القارئ من معاني التعظيم والإجلال وشهود الكمال..
فكيف إذا اقترن بالحمد ..
فلعل الله يفتح عليك ـ شيخنا ـ لتبين لنا ما يتولد من معاني الكمال إاذ اقترن التسبيح بالحمد ..
رفع الله قدركم وزادكم علما وعملا ..
وهنا يمكنك أن تقول ( أحدهم ) ويكون شخصا معينا عند شيخنا الحبيب أبي عبد الله .. فتنالني دعوته بإذن الله ..
شكرا لله لكم جميعا
 
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة الطيبة
 
ليسمح لي الفضلاء بالمشاركة في الموضوع:
أقول ورد لفظ "سبحان" دون إضافة إلى الضمير ستة عشرة مرة وهي حسب ترتيب المصحف كالتالي:

1. سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (الإسراء : 1 )

2. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً (الإسراء : 93 )

3. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (الإسراء : 108 )

4. لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (الأنبياء : 22 )


5. مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (المؤمنون : 91 )

6. وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (القصص : 68 )

7. فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (الروم : 17 )


8. سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (يس : 36 )
9. فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (يس : 83 )


10. سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (الصافات : 159 )

11. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (الصافات : 180 )

12. لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (الزخرف : 13 )

13. سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (الزخرف : 82 )

14. أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (الطور : 43 )

15. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (الحشر : 23 )

16. قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (القلم : 29 )


ولو تأملنا الآيات السابقة لوجدنا ثمان منها قد ورد لفظ "سبحان" فيها بمعنى التنزيه لوجود ما يدل على ذلك في الآية ، وهي كالتالي:

1. لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (الأنبياء : 22 )

2. مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (المؤمنون : 91 )

3. وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (القصص : 68 )

4. سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (الصافات : 159 )

5. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (الصافات : 180 )

6. سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (الزخرف : 82 )

7. أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (الطور : 43 )

8. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (الحشر : 23 )

******************************************************************

بينما نلاحظ أن الثمان الباقية لم يقترن بلفظ التسبيح فيها قرينة ظاهرة تدل أن المراد التنزيه ، ولكن المتأمل في سياقات السور والآيات أنه لا يمكن جعل هذا اللفظ في مكان للتعظيم دون التنزيه ، فكل تعظيم لله تعالى متضمن للتنزيه ، ويمكن التأكد من ذلك من خلال مراجعة الآيات ومواردها وتفسيرها وهي على النحو اتالي:

1. سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (الإسراء : 1 )

2. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً (الإسراء : 93 )

3. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (الإسراء : 108 )

4. فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (الروم : 17 )

5. سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (يس : 36 )
6. فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (يس : 83 )

7. لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (الزخرف : 13 )

8. قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (القلم : 29 )


وورد لفظ " سبحان" مضاف إلى ضمير المخاطب "الكاف" في تسع مواضع معنى التنزيه جلي في بعضها لوجود القرينة ، والبعض الآخر حمل اللفظ على معنى التنزيه يحتاج إلى تأمل لتظهر المناسبة ، والمواضع هي كالتالي:

1. قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة : 32 )

2. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران : 191 ) .

3. وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (المائدة : 116 )

4. وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (الأعراف : 143 )

5. دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (يونس : 10 )

6. وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (الأنبياء : 87 )

7. وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (النور : 16 )

8. قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً (الفرقان : 18 )

9. قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ (سبأ : 41 )

********

أما لفظ "سبحان" فقد ورد مضاف إلى ضمير الغائب أربعة عشر مرة كلها في سياق التنزيه لظهور القرينة ، وهي كالتالي:

1. وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (البقرة : 116 )

2. يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (النساء : 171 )

3. وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (الأنعام : 100 )

4. اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (التوبة : 31 )

5. وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (يونس : 18 )

6. قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (يونس : 68 )

7. أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (النحل : 1 )

8. وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ (النحل : 57 )

9. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً (الإسراء : 43 )

10. مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (مريم : 35 )

11. وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (الأنبياء : 26 )

12. اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (الروم : 40 )

13. لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (الزمر : 4 )

14. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (الزمر : 67 )

********
أما الفعل الماضي " سَبَّحَ " فقد ورد ثلاث مرات كالتالي:

1. سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الحديد : 1 )
2. سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الحشر : 1 )
3. سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الصف : 1 )


*********
أما الفعل " يُسَبِّحُ " فقد ورد اثنتي عشرة مرة و" تُسَبِّحُ " ورد مرة واحده وهي كالتالي:

1. تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (الإسراء : 44 )
2. فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (النور : 36 )
3. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (النور : 41 )
4. هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الحشر : 24 )
5. يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (الجمعة : 1 )
6. يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (التغابن : 1 )
7. إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (الأعراف : 206 )
8. يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (الأنبياء : 20 )
9. وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الزمر : 75 )
10. الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (غافر : 7 )
11. فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (فصلت : 38 )
12. تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الشورى : 5 )

***********
أما فعل الأمر " سبح" فقد ورد عشر مرات وهي كالتالي:

1. قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (آل عمران : 41 ).
2. فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (طه : 130 )
3. وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً (الفرقان : 58 )
4. فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (غافر : 55 )
5. فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (قـ : 39 )
6. وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (الطور : 48 )
7. سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (الأعلى : 1 )
8. وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (قـ : 40 )
9. وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (الطور : 49 )

*********

وفي الختام أرجو من الإخوة الكرام التأمل في هذه الصيغ الواردة والفرق بينها :

"سَبَّحَ لِلَّهِ"
"تُسَبِّحُ لَهُ"
" يُسَبِّحُ لَهُ"
"يُسَبِّحُ لِلَّهِ"
****

"يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ"

****
"وَيُسَبِّحُونَهُ"
"سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ"
"فَسَبِّحْهُ"

*****
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (الروم : 17 )

وكذلك تأمل قول الله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )(النور : 41 )

وفق الله الجميع لما فيه الخير .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
السسلام عليكم ورحمة الله وبركآته

بآرك الله فيكم

ونفع بعلمكم الاسلآم والمسلمين

لاحرمتم الاجــر

بوركتم ووفقتم ~
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعل الله فقهي في هذا الباب في موازين حسناتكم
 
جزاكم الله خيرا

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة :
قاعدة حسنة في الباقيات الصالحات وبيان اقتران التهليل بالتكبير والتسبيح وبالتحميد
 
الاصل التوقف في الصلاة حتى يثبت دليلا واضحا ..
 
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

فالتسبيح يتضمن التنزيه المستلزم للتعظيم
والحمد يتضمن إثبات المحامد المتضمن لنفي نقائصها
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , جاء في التحرير والتنوير (وأنقل من الشاملة):
( الافتتاح بكلمة التسبيح من دون سبق كلام مُتضمّنٍ ما يَجب تنزيه الله عنه يؤذن بأن خبراً عجيباً يستقبله السامعون دالاً على عظيم القدرة من المتكلم ورفيع منزلة المتحدَّث عنه . فإن جملة التسبيح في الكلام الذي لم يقع فيه ما يوهم تشبيهاً أو تنقيصاً لا يليقان بجلال الله تعالى مثل { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } [ الصافّات : 180 ] يتعين أن تكون مستعملة في أكثر من التنزيه ،وذلك هو التعجيب من الخبر المتحدث به كقوله { قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم } [ النور : 16 ] ، وقول الأعشى : ... قد قلتُ لما جاءني فخرُه سُبْحَان من علقمَةَ الفاخِرِ ............ ووجه هذا الاستعمال أن الأصل أن يكون التسبيح عند ظهور ما يدل على إبطال ما لا يليق بالله تعالى . ولما كان ظهور ما يدل على عظيم القدرة مزيلاً للشك في قدرة الله وللإشراك به كان من شأنه أن ينطق المتأمل بتسبيح الله تعالى ، أي تنزيهه عن العجز .) وهذا يفهم منه أنه لا يلزم لاستعمال لفظ التسبيح أن يكون النقص مذكورا مصرحا به في السياق , وإنما يكفي أن يكون السياق أو الخبر المذكور لعظمته يقتضي نفي نقص , وقد يكون هذا النقص مما يُتوهم أو يرد في الأذهان , كما لا يُغفل عن الجانب الذي أشار إليه ابن عاشور من إيراد لفظ التسبيح في مقام التعجب , مع التنبه إلى أن إرادة هذا المقصد (التعجب) يجتمع مع إرداة معنى (التنزيه) .
وألفت النظر أيضا إلى النص الذي نقله الأخ الفاضل في المشاركة السابقة عن ابن تيمية : (فـ"التسبيح" يتضمن: التنزيه المستلزم للتعظيم.) ففرق بين ما يدل عليه اللفظ بالمطابقة و التضمن وما يدل عليه بطريق الالتزام , فالتسبيح بحسب ما ظهر لي بالرجوع إلى كلام أهل اللغة معناه التنزيه عن النقص (وهذه دلالة مطابقة أو تضمن), وليس هو تنزيها مجردا , بل هو تنزيه يستلزم إثبات كمال الضد =التعظيم(وهذه دلالة التزام) , لأن المتقرر عند أهل السنة أن الله لا يوصف بالنفي المحض الذي لا يستلزم الكمال وإنما يوصف بالنفي المستلزم لإثبات كمال الضد كما قرره ابن تيمية كثيرا في مصنفاته, هذا ما ظهر لي على عجل , أطرحه للمناقشة بين الإخوة, والأمر يحتاج إلى مزيد تأمل , وفق الله الجميع ,,
 
خطر لي وانا افكر في المقال الجميل وقراءة الكتاب (التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه) سؤال
ايهما اعظم درجة عند الله تعالى ان اوحّده فاقول لااله الا الله وحده لاشريك له
ام اعظمه وانزهه وانسبه للكمال من كل سوء بقولي سبحان الله العظيم ...ايهما اكثر اجراً وايّ الذكرين اشمل واعم ثناءاً على الجليل عزوجل وايهما احبّ اليه ...
 
عودة
أعلى