هل البيان في القرءان بيان الله ام بيان بشر ؟

إنضم
08/09/2009
المشاركات
82
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
اين اجد ان الرسول يبين القرءان ، لم اجد في جميع كتاب الله مايفيد ان الرسول يبين القرءان ، وانما اجد ان البيان يعود للقرءان أي ان البيان هو في القرءان حصرا او ان الرسول يبين بالقرءان ، فافهم من قراءتي لكتاب الله ان وظيفة البيان هي للقرءان فدائما تاتي تبين " بمصاحبة الانزال او الوحي او الذكر ولم تاتي مرة واحدة مختصة بالرسول بانفراد ، وارجو لمن يعارض زعمي هذا ان ياتي باية تؤيد مذهبه ، وبالمناسبة لايصح الاستشهاد بغير القرءان حكما على القرءان وانما الاستشهاد بالقرءان حصرا على القرءان ،
فبيان الرسول يعمل بمعية الذكر وانزاله وليس يعمل كوظيفة مستقلة للرسول ، وليس بيان الرسول يعمل في الذكر ، ولم يقل الحق سبحانه ان الذكر مبهم وبحاجة الى بيان ، بل ذكر الضد من ذلك حين يصف الذكر والقرءان ومتعلقاته ، لذلك نرى ان هذا الانقاص من بيان الذكر ومن ثم اضفاء هذا النقصان على غيره وحرمانه منه في نفس الوقت كما والزعم بالاشكالات والابهام على وظيفة القرءان انما هو عمل لايوفق حقيقة كتاب الله وهوغير مشروع ،
يقول الحق تبارك وتعالى :

{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل64

وايات اخرى كثيرة في نفس المعنى ،

لذلك اطرح اسئلة وجيهة ومحددة واطلب فهما وبحثا وقراءة تخدم عمل القرءان ، وتلك عملية هي في صلب الايمان بما انزل ربنا والاسلام لله رب العالمين ،

الاسئلة حول ؛ " انزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم " !
ان مسالتنا هي كالتالي ؛ هنالك في الاية الكريمة ذكر الانزال مرتين ، الاولى في صدر الاية ؛ " انزلنا اليك الذكر " ، والثانية ؛ "مانزل اليهم "

ومسالتنا هنا ايها السادة هي ؛ " تبين " التي وقعت ين انزالين ، وهنالك خياران اثنان ، الاول ؛ ان الانزال الاول يبين التالي ؟ –بحسب الترتيب في الاية 44 النحل - ؟ أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما سبق انزاله او تبين للناس ما اختلفوا فيه قبل انزال الذكر بحسب الاية 64 النحل ؟
اي انزلنا اليك الذكر لتبين غيره ؟
فاذا كان غيره ، فماهو غير الذكر اذا ؟ انه ؛ ما سبق ان انزل اليهم ، وما اختلفوا فيه ، وما سبق ان نزل اليهم هل هو الذكر ام غير الذكر ؟ طبعا غير الذكر وليس من المعقول ان يكون قول الله ؛ انزلنا الذكر لتبيان الذكر !
أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس ماسبق ان انزلنا الى الناس ؟
والخيار الاخر :
هو ان الانزالين هما واحد ؟
اي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر! ؟
اوانزلنا اليك الذكر لتبين الذي انزلنا اليك ؟

وبالتالي فالاول يبين الاول !؟

اي انزلنا اليك الذكر لتبين الذكر الذي بين يديك من الذكر !!؟؟
هل بما انه كلاهما انزال اذا هو نفسه واذا يبين نفسه! ؟ لايمكن ان يكون كذلك ،
وهل انزلنا اليك الذكر لتبين للذين امنوا ؟ ام لتبين لعموم الناس ؟
فكيف تعمل الاية اذن !؟
أي لماذا نصر ان وظيفة الرسول انه ليبين القرءان ونحرم القرءان من هذا العمل ؟ وبالتالي فان الرسول يبين ما انزل اليه هو وليس الرسول يبين مانزل الى الناس ، وهو ليس يبين الذي اختلفوا فيه وانما يبين الذي انزل عليه هو وهو بالنتيجة عين التناقض في عمل الاية ،
هذه اسئلة جادة ومشروعة وهادفة وفي صلب الموضوع وهي ليست عبثا ولاترفا ولافضلا من القول ، وهي ليست جدل بيزنطي او عبث فلسفي في حلقة مفرغة لاتؤدي الى نتيجة ، بل هي صلب تفعيل الذكر او الوحي الذي انزل على محمد ، وهو في سبيل اخراج القرءان من طوق الاتجاهات والتفسيرات والانغلاقات المذهبية والضيقة التي جمدت وحيدت وحجمت وحرفت عمل القرءان ، وارى ان عملية التصحيح تنطلق من هنا ، ومن ماهية البيان ومن هو المنوط بالبيان ، القرءان ام البشر !!! ؟


امجد الراوي
 
لقد سمى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بينة حيث قال:
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) سورة البينة

وكون الرسول صلى الله عليه وسلم مبين للقرآن لا ينافي أن القرآن بين في ذاته.
 
الأخ الكريم / أمجد

وجدت لك كلاما نفيسا فى تفسير ( التحرير والتنوير ) للعلامة الطاهر بن عاشور حيث انه قد تعرض لما سألت عنه وأجاب عنه باقتدار قائلا :

" والإظهار في قوله تعالى: { ما نزل إليهم } يقتضي أن ( ما صدق الموصول ) غير الذكر المتقدم ، إذ لو كان إيّاه لكان مقتضى الظاهر أن يقال : لتبيّنه للناس . ولذا فالأحسن أن يكون المراد بما نزل إليهم الشرائع التي أرسل الله بها محمداً صلى الله عليه وسلم فجعل القرآن جامعاً لها ومبيناً لها ببليغ نظمه ووفرة معانيه، فيكون في معنى قوله تعالى :
{ ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء }
[سورة النحل: 89].
وإسناد التبيين إلى النبي عليه الصلاة والسلام باعتبار أنه المبلّغ للناس هذا البيانَ. واللّام على هذا الوجه لذكر العِلّة الأصلية في إنزال القرآن.

وفسر ( ما نزل إليهم ) بأنه عين الذكر المنزّل، أي أنزلنا إليك الذكر لتبينّه للناس، فيكون إظهاراً في مقام الإضمار لإفادة أن إنزال الذكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو إنزاله إلى الناس كقوله تعالى :
{ لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم }.
وإنّما أتي بلفظه مرتين للإيماء إلى التّفاوت بين الإنزالين: فإنزاله إلى النبي مباشرةً، وإنزاله إلى إبلاغه إليه

فالمراد بالتبيين على هذا تبيين ما في القرآن من المعاني، وتكون اللّام لتعليل بعض الحِكم الحافّة بإنزال القرآن فإنها كثيرة، فمنها أن يبيّنه النبي فتحصل فوائد العلم والبيان، كقوله تعالى ::
{ وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للناس }
[سورة آل عمران: 187]
ثم يقول :
" وليس في هذه الآية دليل لمسائل تخصيص القرآن بالسنّة، وبيان مجمل القرآن بالسنّة، وترجيح دليل السنّة المتواترة على دليل الكتاب عند التعارض المفروضات في أصول الفقه إذ كل من الكتاب والسنّة هو من تبيين النبي إذ هو واسطته "
ويبدو لى - اذا لم أك مخطئا - أن قوله الأخير يتفق مع وجهة نظرك فى معنى الآية أو يقترب منها
ثم يختتم الامام ابن عاشور تفسيره للآية قائلا :
" عطف { لعلهم يتفكرون } حكمة أخرى من حِكَم إنزال القرآن، وهي تهيئة تفكّر الناس فيه وتأمّلهم فيما يقرّبهم إلى رضى الله تعالى. فعلى الوجه الأول في تفسير { لتبين للناس } يكون المراد أن يتفكّروا بأنفسهم في معاني القرآن وفهم فوائده، وعلى الوجه الثاني أن يتفكّروا في بيانك ويعوه بأفهامهم " انتهى

و جاء فى خواطر الامام الشعراوى يرحمه الله كلاما نفيسا كذلك أرجو أن تتأمله ، وهو كما يلى :

" ومن الذِّكْر أيضاً ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مع القرآن، وهو الحديث الشريف، فللرسول مُهِمة أخرى، وهي منهجه الكلاميّ وحديثه الشريف الذي جاء من مِشْكاة القرآن مبيِّناً له ومُوضِّحاً له... كما قال صلى الله عليه وسلم: " أَلاَ وإنِّي قد أُوتيتُ القرآن ومِثْله معه، يُوشك رجل شبعان يتكيء على أريكته يُحدِّث بالحديث عنِّي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال حَلَّلْناه، وما وجدنا فيه من حرام حَرَّمناه، أَلاَ وإنَّه ليس كذلك ".

ويقول الحق سبحانه :
{ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }
إذن: جاء القرآن كتابَ معجزة، وجاء كتابَ منهج، إلا أنه ذكر أصول هذا المنهج فقط، ولم يذكر التعريفات المنهجية والشروح اللازمة لتوضيح هذا المنهج، وإلاَّ لَطالتْ المسألة، وتضخَّم القرآن وربما بَعُد عن مُرَاده.

فجاء القرآن بالأصول الثابتة، وترك للرسول صلى الله عليه وسلم مهمة أنْ يُبيِّنه للناس، ويشرحه ويُوضِّح ما فيه.

وقد يظن البعض أن كُلَّ ما جاءتْ به السُّنة لا يلزمنا القيام به؛ لأنه سنة يُثَاب مَنْ فعلها ولا يُعاقب مَنْ تركها.. نقول: لا.. لا بُدَّ أن نُفرِّق هنا بين سُنّية الدليل وسُنّية الحكم، حتى لا يلتبس الأمر على الناس.

فسُنّية الدليل تعني وجود فَرْض، إلا أن دليله ثابت من السنة.. وذلك كبيان عدد ركعات الفرائض: الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، فهذه ثابتة بالسنة وهي فَرْض.

أما سُنيّة الحكم: فهي أمور وأحكام فقهية وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُثَاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها.. فحين يُبيِّن لنا الرسول بسلوكه وأُسْوته حُكْماً ننظر: هل هي سُنّية الدليل فيكون فَرْضاً، أم سُنّية الحكم فيكون سُنة؟ ويظهر لنا هذا أيضاً من مواظبة الرسول على هذا الأمر، فإنْ واظب عليه والتزمه فهو فَرْض، وإنْ لم يواظب عليه فهو سُنة.

إذن: مهمة الرسول ليست مجرد مُنَاولة القرآن وإبلاغه للناس، بل وبيان ما جاء فيه من المنهج الإلهي، فلا يستقيم هنا البلاغ دون بيان.. ولا بُدَّ أن نفرّق بين العطائين: العطاء القرآني، والعطاء النبوي.

ويجب أن نعلم هنا أن من المَيْزات التي مُيِّز بها النبي صلى الله عليه وسلم عن سائر إخوانه من الرُّسُل، أنه الرسول الوحيد الذي أمنه الله على التشريع، فقد كان الرسل السابقون يُبلِّغون أوامر السماء فَقط وانتهتْ المسألة، أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال الحق تبارك وتعالى في حقِّه ::
{ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ.. }
[الحشر: 7].
إذن: أخذ مَيْزة التشريع، فأصبحت سُنّته هي التشريع الثاني بعد القرآن الكريم " انتهى
أرجو أن تجد فى هذين التفسيرين ضالتك ، والله يوفقك .
 
لقد سمى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بينة حيث قال:
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) سورة البينة

وكون الرسول صلى الله عليه وسلم مبين للقرآن لا ينافي أن القرآن بين في ذاته.

لقد سبق وناقشتني ولم تقدم اجوبة حقيقية وانما جل ما قدمت هو نقاشا خارج الموضوع ولم تستطع تقديم أي دليل على ماتقدمه ،
 
الأخ الكريم / أمجد

وجدت لك كلاما نفيسا فى تفسير ( التحرير والتنوير ) للعلامة الطاهر بن عاشور حيث انه قد تعرض لما سألت عنه وأجاب عنه باقتدار قائلا :


أرجو أن تجد فى هذين التفسيرين ضالتك ، والله يوفقك .



ممنون لك اخي العليمي المصري على هذه المشاركة ،
وهي لاتتفق وما قدمت ، بل تناقضه مناقضة تامة ، وانا لم افقد ضالتي وما وجدتها في تلك المشاركة ، وكما ارى فالبيان هو للقرءان وليس للرسول ، والبيان هو بالقرءان لحال الناس وليس بيانا للقرءان ، وهو فرق منهجي شاسع وليس فرق بسيط ، لذلك ادعوك للمشاركة الذاتية من تلقاء نفسك والتفكر ذاتيا بغير الاعتماد على تفاسير من سبق ، اريد اجتهادا شخصيا من عندك ، فجميع السابقين بشر ، ونحن كذلك ، ومهما بلغ اجتهاد البشر لايرقى ان يكون قرءانا او نيابة عن القرءان ، ولاقطع بصحته ، وحتى المفسرين انفسهم لايستطيعون القطع بما يقدمونه ، لذا تراهم يذيلون قراءتهم او مايسمونه تفسيرا ب" والله اعلم " ، وهذا الذي اقدمه هو محاولة لتسليط الضوء ومحاولة لكشف المخفي وما ران عليه تراكمات الاتباع بالحذافير لمنهج معين او لفرضية معينة لايستطيعون الخروج من اسارها او التبعية في المناهج دونما استقلال او قراءة ذاتية ،
وفقني الله واياك والجميع الى مايحب ويرضى
 
لقد سبق وناقشتني ولم تقدم اجوبة حقيقية وانما جل ما قدمت هو نقاشا خارج الموضوع ولم تستطع تقديم أي دليل على ماتقدمه ،

وليس يصح في الأذهان شيء ،،،،،،،،، إذا احتاج النهار إلى دليل

قلنا إن فهمك للآيات غير صحيح

قولك إن الآية معناها أن الرسول صلى الله عليه وسلم نزل إليه القرآن ليبين للناس التوراة والأنجيل قول واهي.
فما حاجة الناس للتوراة والأنجيل والقرآن نسخهما؟
 
وليس يصح في الأذهان شيء ،،،،،،،،، إذا احتاج النهار إلى دليل

قلنا إن فهمك للآيات غير صحيح

قولك إن الآية معناها أن الرسول صلى الله عليه وسلم نزل إليه القرآن ليبين للناس التوراة والأنجيل قول واهي.
فما حاجة الناس للتوراة والأنجيل والقرآن نسخهما؟

لنرى اذن من هو الذي فهمه للايات غير صحيح !!

اذا كنت تقصد ان " النسخ " بمعنى الالغاء والهجر والترك والمحو فاين تجد اية في كتاب الله تامر بنسخ التوراة والانجيل!!!؟؟ أي ان الله امر بالغاء التوراة والانجيل بالقرءان ، وبالعكس نجد ان كتاب الله امر بالاتيان بالتوراة والانجيل وتلاوتهما !!!! فقال :

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68
وقال :
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }آل عمران93

فات باية تؤيد زعمك ان لم تكن من الواهمين ؟

ومن الظاهر انك لاتقصد ان النسخ بمعنى التثبيت والكتابة كما في الاية :
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154
والاية :
{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29
ام للنسخ مفهوم غير ذلك ؟ او عدة مفاهيم متناقضة ؟
 
الأخ الكريم أمجد الراوي،

1. لا أكتمك أنني أشعر بعدم الارتياح للطريقة التي تتناول فيها الأمور؛ ففيها روح الاستعلاء، وفيها......
2. يقول تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، ويقول سبحانه:"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ". وكما تلاحظ فالتبيين هنا في مقابلة الكتمان. وعليه لا داعي لخلق إشكال غير موجود في فهم مثل قوله تعالى:"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ". فمهمة الرسول أن يبين ولا يكتم.

ويقول سبحانه وتعالى:"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فالرسول يبين بما أنزل إليه من الوحي، والكتاب جزء من الوحي.

ويقول سبحانه:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، فهو رسول يبين بلسان قومه ورسالته هي البيان والتي لا تقتصر على الكتاب.
فخلاصة القول: على الرسول أن يبين ولا يكتم. وهو لا يبين من نفسه، بل كل ما يبينه هو من الوحي. وتتلخص رسالة الرسول عليه وسلم بالكتاب والسنة. أي أن رسالة الإسلام أشمل من القرآن. فأفعال الصلاة مثلاً هي بيان للوحي، فإذا لم توجد في القرآن فهي في السنة.
3. لم أفهم نقاشكم حول التوراة والإنجيل. وعلى أية حال فهذه قضية نظرية ليس لها واقع؛ لأن التوراة غير موجودة اليوم وكذلك الإنجيل، والموجود بين أيدي اليهود والنصارى اليوم هي سير الأنبياء مختلطة بأوهام البشر.
 
الأخ الفاضل أمجد الراوي :
يبدو أن الحوار بيننا أثمر تقاربا حيث تبين لي أننا في اتجاه واحد رغم وجود مشكلة في مصطلح البيان .
تقول :
إن البيان يعود للقرءان أي ان البيان هو في القرءان حصرا
نقول : نعم فالقرآن آيات بينات
تقول : ان الرسول يبين بالقرءان، فأفهم من قراءتي لكتاب الله أن وظيفة البيان هي للقرءان فدائما تأتي تبين " بمصاحبة الإنزال أو الوحي أو الذكر ولم تأت مرة واحدة مختصة بالرسول بانفراد
نقول : نعم لأن الله تكفل ببيانه لرسوله عن طريق الوحي : ( وإن علينا بيانه ) ، ( علمه شديد القوى ذو مرة )
لحد الآن نحن متفقون ، لكن ألا ترى أن هناك طرفا غائبا في هذه العملية ، إنه المجهود البشري والتطبيقي الذي قام به الموحى إليه من الله وهو الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا الفعل المتراكم عبر السنين منذ اللحظة التي بعث فيها إلى إن قبض ، هذا الكم الهائل من السنة النبوية الشريفة هو في حد ذاته بيان للناس رغم أن الرسول عليه السلام كان يبين بالقرآن .

من هنا يتبين أننا لسنا مختلفين فالقرآن بين وواضح ، والرسول الكريم يبين للناس بهذا القرآن . وتطبيقه للقرآن في حياته وتعامله مع الناس من حوله وهو يربي ويجاهد ويبني دولة الإسلام إلى أن قبض صلى الله عليه وآله وسلم ، فهذا يعتبر بيانا ، وقد أكد هو نفسه على ذلك بقوله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع : ألا قد بلغت اللهم فاشهد .
مع تحياتي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الأخ الكريم عبد الكريم،

تقول حفظك الله:" فدائما تأتي تبين بمصاحبة الإنزال أو الوحي أو الذكر ولم تأت مرة واحدة مختصة بالرسول بانفراد"، لم أفهم قولك هذا، ألم تقرأ أخي الآيات التي استشهدتُ بها في مداخلتي السابقة؟!
 
لنرى اذن من هو الذي فهمه للايات غير صحيح !!

اذا كنت تقصد ان " النسخ " بمعنى الالغاء والهجر والترك والمحو فاين تجد اية في كتاب الله تامر بنسخ التوراة والانجيل!!!؟؟ أي ان الله امر بالغاء التوراة والانجيل بالقرءان ، وبالعكس نجد ان كتاب الله امر بالاتيان بالتوراة والانجيل وتلاوتهما !!!! فقال :

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68
وقال :
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }آل عمران93

فات باية تؤيد زعمك ان لم تكن من الواهمين ؟

ومن الظاهر انك لاتقصد ان النسخ بمعنى التثبيت والكتابة كما في الاية :
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154
والاية :
{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29
ام للنسخ مفهوم غير ذلك ؟ او عدة مفاهيم متناقضة ؟

لا شك أن الله تعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين للناس ما اختلفوا فيه ومنهم أهل الكتاب:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)) سورة المائدة
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة الشورى (52)

وهنا نلاحظ أن الله تعالى نسب التبيين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووصف الكتاب بأنه نور وبأنه مبين فقصر البيان على الكتاب دون الرسول صلى الله عليه وسلم إلغاء لبعض مدلول الآية.
ونلاحظ أيضاً أن الله نسب الهداية إلى الكتاب ونسبها إلى النبي صلى الله وقصر الهداية على الكتاب دون الرسول إلغاء لبعض مدلول الآية.

ولعل قائلاً يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين بالقرآن ويهدي بالقرآن، ونقول هذا إلغاء لدور الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أثبته الله له في أكثر من آية من كتابه كقوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) سورة الجمعة(2)

فالتعليم والتزكية هي ممارسة قولية وعملية لأوامر الكتاب ونواهيه وبيان له في نفس الوقت.

وكقوله تعالى:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) سورة المائدة(92)

وإذا كنا متفقين على أن طاعة الله هي العمل بمقتضى الكتاب فماذا نفهم من قول الله تعالى: وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ؟
هل نفهم منه أطيعوا القرآن ؟ اقرؤوا القرآن؟ أم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أمر زائد على ذلك؟

وكقوله تعالى:
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) سورة النور(56)
(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة الحشر (7)
(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) النساء (80)
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء (83)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) سورة النساء (59)

هذه الآيات وغيرها كثير في كتاب الله تعالى تدل على أن هناك دورا مناطا بالرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الدور لا شك أنه هو التطبيق أو قل التفسير العملي لما في القرآن وهذا التطبيق يحتاج إلى حفظ وتدوين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة تتحقق في جميع الأجيال المخاطبة بالقرآن.

وبهذا يكون النبي صلى الله عليه وسلم مبينا للقرآن من خلال أقواله وأفعاله وتقريراته وكل ذلك مجموع في سنته صلى الله عليه وسلم والتي هي الوحي الثاني.

أما بخصوص النسخ فالنسخ يكفيك فيه قول الله تعالى:
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) ) سورة المائدة

فالأمر بالاحتكام إلى القرآن نسخ لما سبق من الأمر بالاحتكام لما سبق من الكتب.
إن الله تبارك وتعالى قال لرسوله صلى الله عليه وسلم " فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ" ولم يقل احكم بينهما بالتوراة والأنجيل.

وما ذكرته أنت من الآيات فيها واردة في باب إقامة الحجة على أهل الكتاب وإلزامهم بما يزعمون أنهم يتمسكون به ويحتكمون إليه.
 
الأخ الكريم أمجد الراوي،

1. لا أكتمك أنني أشعر بعدم الارتياح للطريقة التي تتناول فيها الأمور؛ ففيها روح الاستعلاء، وفيها......
2. يقول تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، ويقول سبحانه:"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ". وكما تلاحظ فالتبيين هنا في مقابلة الكتمان. وعليه لا داعي لخلق إشكال غير موجود في فهم مثل قوله تعالى:"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ". فمهمة الرسول أن يبين ولا يكتم.

ويقول سبحانه وتعالى:"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فالرسول يبين بما أنزل إليه من الوحي، والكتاب جزء من الوحي.

ويقول سبحانه:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، فهو رسول يبين بلسان قومه ورسالته هي البيان والتي لا تقتصر على الكتاب.
فخلاصة القول: على الرسول أن يبين ولا يكتم. وهو لا يبين من نفسه، بل كل ما يبينه هو من الوحي. وتتلخص رسالة الرسول عليه وسلم بالكتاب والسنة. أي أن رسالة الإسلام أشمل من القرآن. فأفعال الصلاة مثلاً هي بيان للوحي، فإذا لم توجد في القرآن فهي في السنة.
3. لم أفهم نقاشكم حول التوراة والإنجيل. وعلى أية حال فهذه قضية نظرية ليس لها واقع؛ لأن التوراة غير موجودة اليوم وكذلك الإنجيل، والموجود بين أيدي اليهود والنصارى اليوم هي سير الأنبياء مختلطة بأوهام البشر.



اخي الكريم ابو عمرو البيراوي
حبذا هذا النقد ، ولكن ارجو ان تشير الى موطن الاستعلاء فان كان شخصي فانا اتبرأ منه ، وان كان فكري او مسالة الطرح فارجو ان تبين لي اين موطن الاستعلاء ، انظر اخي كيف استعمل " ارى " كي اجعل من الذي اطرحهه على عهدتي الشخصية وليس بصفته حقيقة مؤكدة كما يفعل اكثر من يكتب هنا ، فجميع مايكتب عن القرءان هو قراءة او راي ولا ينبغي ان يلبس لبوس الحقيقة ،

تقول " لا داعي لخلق اشكال غير موجود " ! بل الاشكال هو الموجود ، وقد اختلقه غيري وانا لم اخلقه وانما اريد ازالته ، اوجه اليك اولا هذا السؤال :
ماذا تقول الايات التي استشهدتَ بها ؟ هل بيان ما انزل الى الرسول هو ابداؤه وعرضه ؟ ، ام هو مشكل ومبهم وبحاجة الى الحل وازالة الابهام ( البيان ) ، ايهما تختار؟ ارجو ان تجد الجواب بنفسك ،
اتفق واياك على كون التوراة والانجيل غير موجودين ، او على الاقل غير ظاهرين ، والتوراة والانجيل التي بين ايدي النصارى واليهود هما ليسا التوراة والانجيل بل تم اسباغ الاسم على غير المسمى ، سؤالي عن التوراة والانجيل : اين تجد في كتاب الله ان الله نسخ – ازال وابطل ( بحسب المفهوم الشائع والخطأ للنسخ ) - التوراة والانجيل بالقرءان ؟ وهذا ليس صلب موضوعنا وانما جرنا اليه الاخ الحجازي ، والشاهد فيه ان الله لم يقل انه نسخ (ابطل ) التوراة والانجيل ، وانما هو افتراء على الله وهنا مسالتنا وحسب ،
 
الأخ الكريم أمجد،
1. أول البيان التبليغ.
2. لا يتم التبليغ حتى يُبلّغ الرسول عليه السلام كل ما أوحي إليه: " بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته.."، لاحظ: (بلغ ما) أي كل. فإذا لم يبلغ الكل فلا يُعدُّ مُبلغاً.
3. والذي أوحي للرسول صلى الله عليه وسلم لا يقتصر على القرآن الكريم. ومن هنا إذا لم يبلغ كل ما أوحي إليه فلا يُعَدُّ مبلغاً، وبالتالي لا يعدُّ مبيناً.
4. ما تواتر أو صحّ عن الرسول صلى الله عليه من البيان لبعض القرآن الكريم هو من التبليغ المطلوب وبالتالي من البيان المطلوب. وما تواتر أو صح من تبليغ في غير القرآن فهو تبليغ للوحي وبيان لما أنزل.
5. ثبتت حاجة المسلمين إلى بيان القرآن وتفسيره عبر العصور. فهل يُعقل أن نكون مُبينين للقرآن الكريم ولا يكون الرسول عليه السلام مُبيناً. وإذا كان القرآن الكريم لا يحتاج إلى بيان فليرتدع أهل التفسير وليلتزموا الصمت!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

الرسول صلى الله عليه وسلم مبين للقرآن الكريم ، ولم ينقل عنه آثار كثيرة في ما يخص التفسير المباشر للآيات ، لكن كل سنته وأخلاقه عليه الصلاة والسلام وسيرته هي تفسير للقرآن الكريم .
وكما قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تصف خلق الرسول صلى الله عليه وسلم ( كان خلقه القرآن ).
والقرآن الكريم فيه ما هو واضح للجميع وما يحتاج لبيان وضحته السنة وأقوال السلف التي حكمها حكم الرفع ، أو رجلا من أهل العلم يرزقه الله فهما للقرآن الكريم ، لذلك قال تعالى :
( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ).
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }(العنكبوت:43)
وهناك آيات متشابهة اختبر الله بها عباده :
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }(آل عمران:7)
، ونجى سبحانه من نجى وظل من كتبت عليه الظلالة بما ظلم ، والحمد لله رب العالمين ، والله أعلم.
 
أخى الكريم / أمجد
ان تخصيصك لمعنى ( الناس ) فى آية النحل 44 بأهل الكتاب هو تخصيص بغير مخصص
وكذلك نفيك لدور التبيين عن النبى صلى الله عليه وسلم واثباته للقرآن وحده هو نفى يتعارض مع قواعد اللغة والبيان العربى ، فالآية تخاطب النبى عليه السلام وتخصه بالتبيين بلفظ ( لتبين ) ، فهاهنا تجد تاء المخاطب التى تسند التبيين الى شخص النبى صلى الله عليه وسلم
فكيف تنفى التبيين عنه صلى الله عليه وسلم وتقصره على القرآن وحده ؟ وأى دور أبقيته للنبى بعد ذلك ؟!
وحتى ان كنت تقصد أن النبى انما يبين بالقرآن وحده فان هذا لا ينفى ان أمر التبيين منوط به هو صلى الله عليه وسلم
ثم ماذا تقول فى الآيات العديدة التى تأمر المؤمنين بطاعة الرسول والاحتكام اليه والامتثال لأوامره ونواهيه ؟
وهى الآيات التى أوردها لك أخونا حجازى الهوى فى مداخلته التى لم ترد عليها وتركتها لتفتح موضوعا جديدا يتناول نفس الشبهة مرة أخرى !!
والله يرزقنا واياكم حسن الفهم عنه
 
أخى الكريم / أمجد
ان تخصيصك لمعنى ( الناس ) فى آية النحل 44 بأهل الكتاب هو تخصيص بغير مخصص
وكذلك نفيك لدور التبيين عن النبى صلى الله عليه وسلم واثباته للقرآن وحده هو نفى يتعارض مع قواعد اللغة والبيان العربى ، فالآية تخاطب النبى عليه السلام وتخصه بالتبيين بلفظ ( لتبين ) ، فهاهنا تجد تاء المخاطب التى تسند التبيين الى شخص النبى صلى الله عليه وسلم
فكيف تنفى التبيين عنه صلى الله عليه وسلم وتقصره على القرآن وحده ؟ وأى دور أبقيته للنبى بعد ذلك ؟!
وحتى ان كنت تقصد أن النبى انما يبين بالقرآن وحده فان هذا لا ينفى ان أمر التبيين منوط به هو صلى الله عليه وسلم
ثم ماذا تقول فى الآيات العديدة التى تأمر المؤمنين بطاعة الرسول والاحتكام اليه والامتثال لأوامره ونواهيه ؟
وهى الآيات التى أوردها لك أخونا حجازى الهوى فى مداخلته التى لم ترد عليها وتركتها لتفتح موضوعا جديدا يتناول نفس الشبهة مرة أخرى !!
والله يرزقنا واياكم حسن الفهم عنه

اعيد اليك اقتباسا من ردي السابق والذي لاتحبذ ان تقرءاه ولاتحبذ الاجابة عليه :
ماذا تقول الايات التي استشهدتَ بها ؟ هل بيان ما انزل الى الرسول هو ابداؤه وعرضه ؟ ، ام هو مشكل ومبهم وبحاجة الى الحل وازالة الابهام ( البيان ) ، ايهما تختار؟ ارجو ان تجد الجواب بنفسك ،
 
الأخ أمجد،

يتفاوت فهم الناس من عصر إلى آخر، ويتفاوت فهم الناس من فرد إلى آخر. والغالبية العظمى من الناس تحتاج إلى بيان وتفهيم. بل الواقع يشهد أن العلماء كثيراً ما يختلفون في فهم النصوص. ثم إن كل إنسان يأخذ من النصوص بقدر فهمه ومقدار وعيه وخبراته.
من هنا لا تغني كل البهلونيات الفكرية شيئاً أمام الحقيقة المجمع عليها وهي حاجة الناس الدائمة إلى البيان.
 
اعيد اليك اقتباسا من ردي السابق والذي لاتحبذ ان تقرءاه ولاتحبذ الاجابة عليه :
ماذا تقول الايات التي استشهدتَ بها ؟ هل بيان ما انزل الى الرسول هو ابداؤه وعرضه ؟ ، ام هو مشكل ومبهم وبحاجة الى الحل وازالة الابهام ( البيان ) ، ايهما تختار؟ ارجو ان تجد الجواب بنفسك ،

الرسول صلى الله عليه وسلم مهمته صلى الله عليه وسلم البلاغ والبيان ، قال تبارك وتعالى:
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) سورة البقرة(129)
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة آل عمران (164)

(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة الجمعة (2)
فتلاوته صلى الله عليه وسلم هي ابداؤه وعرضه.
فما هي في نظرك التزكية ؟
وما هو تعليم الكتاب والحكمة؟

إن التزكية والتعليم أمر زائد على التلاوة ، إنه بيان القرآن وتفسيره قولا وعملاً وقد فعل صلى الله عليه وسلم.
فمن أنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم علم وزكى وبين فهو مكذب للقرآن .
ومن أثبت أنه قد فعل فعليه أن يأتي بالدليل وليس له ذلك إلا من خلال سنته صلى الله عليه وسلم.
 
أخي أمجد

أشكرك على حرصك، وأرجو أن تنقل مشاركاتك هنا إلى الموضوع الذي كتبتَه بهذا الخصوص، وهو هذا: هل البيان في القرءان بيان الله ام بيان بشر ؟ حتى لا تتكرر الموضوعات من غير حاجة.

كما أرجو أن تبين لنا مقصدك من إثارة هذه التساؤلات، على حد قولهم: "هاتها من الآخر"!

سيدي الفاضل ابو مجاهد ؛

وبناءا على رغبتك في نقل الحوار التالي الى صفحة غير التي كنا فيها ،

على الرغم من ان مقصدي واضح وصرحت به ولايوجد ما اخفيه ، وارى انه ليس من الصحيح ان ناتي على المسالة من الاخر فالسمالة لها متعلقات كثيرة ، وينبغي مناقشة المسالة المعروضة خطوة خطوة ، كما ان اي مسالة هي مقصد بحد ذاتها وليس بالضرورة ان تكون من ورائها مقصد اخر ، وعلى الرغم من انها ستكون خطوة نحو مسالة اخرى ،
ومثال ذلك طلبتُ التفرقة - وان كانت طفيفة - بين مفهوم التفسير ومفهوم البيان ،
ولكني قدمت مفهوم اخر غير الذي قدمته انت ولكنك لم تعط رايك في ذلك ،
واما بالنسبة الى تخطئة الامة وادعائي استمرارها على الخطأ ، فهو احتمال وارد وله شواهد كثيرة ولايمكن انكارها ، وهو موضوعنا الاخر والفرعي ، وليس من دليل من كتاب الله على ضد دعواي تلك ، ولكني سأؤجل النظر فيها الى حين الفراغ من اسئلتي المطروحة قيد البحث ،
واليك اعادة المسالة كما طلبتها وفي المحل الذي تريده :


والسلام عليكم .


استاذي الكريم ؛ ابي حارث ،
بشرك الله برحمة منه ورضوان ونعيم مقيم ، كما ابشرتني ،
اثمن واقدر مجهودك في تتبع الاخطاء وردها الى الصواب ، وهذا ايضا هو غرضي الذي اشاركك فيه وهو التدقيق في هذه المفاهيم وليس غرضي مجرد الاستعلام عنها ،
لذلك فلي ان اسألك ؛ كيف استدللت الى ان التفسير هو البيان و الايضاح والتفصيل .... وليس امر اخر ؟
هل هو مضمون الايتين الذي لايحتمل دلالة اخرى غير الدلالة التي اوردتها فيقع ذلك في ضمن نطاق اجتهادك ؟
ام هو من نقلك اي انه متابعة للمصادر المعجمية او الادبية وتقرير اهل التفاسير ؟
تقول ؛ " كما قاله المفسرون " هل جميع المفسرون قال ذلك ؟ ، وماالذي تقوله انت ؟
وما قاله المفسرون هل هو قول السلف ام هو قول المفسرون من غير السلف ؟ اي المتأخرون ؟
وقول الله ؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا ، نسأل ؛ لماذا اذا هو بحاجة الى تفسير ؟ وخصوصا على عهد رسول الله ، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع ؟ وهل يُفَسر المفسر ؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها ؟
لقد اشارت الاية الى ان الحق هو مقابل مَثلُهم ، واحسن تفسيرا ، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات ، واين هو المُفَسر ؟
واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه بالاية ،
وبعبارة اخرى ؛ اين هو المستورالذي كشفه الله ، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه ؟

وما رايك فيمن يقول ان البيان هو ضد " الكتم " وان البيان يختص ب " ضد الكتم " الذي لا يختص به التفسير كما في الاية :
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159

{وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }آل عمران187

الاية :
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44
اولا ؛ من هم الناس في الاية ؟ هل هم الذين امنوا ام غيرهم ؟
ثانيا ؛ وقعت " لتبين للناس " بين انزالين ، هما ؛ الاول ؛ " انزلنا اليك " ، والثاني هو ؛ " ما نزل اليهم " ،
هنالك احتمالان : :
الاول ؛ انزلنا اليك = مانزل اليهم ،
أي ان الانزالين هما واحد ، وبالنتيجة الرسول يبين للناس مانزل اليه ، أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر ، اوانزلنا الى الناس لتبين مانزل الى الناس ،
والثاني ؛ ليسا واحد ، أي ان ؛ انزلنا اليك ، غير ؛ ما نزل اليهم ، وبالتالي فان انزلنا اليك تبين مانزل اليهم ،
ام هنالك احتمالات اخرى ؟؟؟
وجزيت خيرا ،
والسلام عليكم




مع التقدير والعرفان بحسن صنيعك ،
والسلام عليكم ورحمة الله .
 
قال عز وجل : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [إبراهيم/4]
اي يوضح لهم أوامر الله عز وجل ونواهيه وقد بين الله تعالى ذلك في أمر النبي عليه الصلاة والسلام , فقد زجر من يزعم الإيمان بالله ورسله وكتبه ثم يعرض عن الرسول , وجعل هذا الإعراض دلالة على نفاق تأصل في القلب ,ثم ظهر على الجوارح الإعراض والإنكار .
قال عز وجل :"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) "فما أنزل الله هو ما يحكم به الرسول عليه السلام والوحي سبيل لعصمة حكم النبي , فلم يكن سبب الصدود إلا علمهم بأن النبي عليه الصلاة والسلام سيحكم بكتاب الله , ولن يدع لهم مجالا للمراوغة أو اللغو في القران .


وقال عز وجل :
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)" فلم يكن مجرد قبول حكم النبي عليه الصلاة والسلام هو طريق القبول عند الله ولكن التسليم بما قضى النبي عليه السلام بأنه حق واجب الطاعة فيما أمر .


ثم أجد أنك تقول أنك لم تجد أن النبي عليه الصلاة والسلام قد بين شيئا من القران وإنما القران بين نفسه . وهذا قول غير صحيح من أوجه :
الأول : أن القران في أغلبه محكم , وقليل منه متشابه وذلك قوله تعالى :

"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" (7) [آل عمران/7، 8]فأم الكتاب محكم والقليل متشابه .

" وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ" [البقرة/99]فالآيات الواضحات في صدق النبي عليه الصلاة والسلام والتوحيد والوحي لا يوجد فيها تشابه , لأنها أُنزلت لهداية الناس .

وكذلك الأمر الواضح لرد ما نختلف فيه الى الله والى الرسول :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)" [النساء/59]فلما كان أُولي الأمر قد يختلف الناس معهم جعل الله الحكم مرجعه الى من لا يحق أن يختلف في حكمه وهو الله عز وجل برد ذلك لكتابه ,والرسول ورد الأمر لسنته عليه الصلاةوالسلام .

هل بين محمد صلى الله عليه وسلم ما نزل الينا ؟نعم بين ذلك ,فلقد بين الصلاة والزكاة والحج والصوم والاحكام التي أُجملت في كتاب الله وفصلت بسنته عليه الصلاة والسلام . وكذا الأخبار الصحيحة تبين أن النبي بين للناس الكثير مما لم يعرفوه بالوجه الصوب . كقوله لعدي بن حاتم "تلك عبادتهم إياهم " .

فإذا كان الوحي قد نزل على محمد عليه الصلاة والسلام بالصلاة فصلى فيحال أن يكون قد صلى على غير ما أمر , ولذلك يلزم أن تكون هذه الكيفية هي الموحاة من عند الله عز وجل دون غيرها من المعاني أو الطرق التي يصلي بها غير المسلمين وأهل الكتاب, وهذ إلزام عقلي بإتباع السنة .

أما أهل الشريعة فلم يختلفوا في ذلك وإنما إختلفت فرق المسلمين في ثبوت ما يروى عنه , وكيف يكون القول الواصل إلينا هو قول النبي, فاشترط أهل السنة صحة خبر الواحد, وأنكرت بعض الفرق ذلك وزعموا أن الأمر موقوف على التواتر .
أما ما يتعلق ببيان القران للقران فهذا معروف والقران متشابه يصدق بعضه بعضا .
 
عودة
أعلى