هل الإناث لا يستطيعون أن يوضحوا الحجة عند الخصام والمجادلة لأنوثتهم!!!

منيب عرابي

New member
إنضم
07/06/2010
المشاركات
143
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
وَجَعَلوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءًا ۚ إِنَّ الإِنسانَ لَكَفورٌ مُبينٌ ﴿١٥﴾
أَمِ اتَّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَأَصفاكُم بِالبَنينَ ﴿١٦﴾
وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرَّحمٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ ﴿١٧﴾
أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الحِليَةِ وَهُوَ فِي الخِصامِ غَيرُ مُبينٍ ﴿١٨﴾
وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذينَ هُم عِبادُ الرَّحمٰنِ إِناثًا ۚ أَشَهِدوا خَلقَهُم ۚ سَتُكتَبُ شَهادَتُهُم وَيُسأَلونَ ﴿١٩﴾ - زخرف


- الذي ينشأ في الحلية هم الإناث .... ولكن ما معنى وهو في الخصام غير مبين ؟
قرأت في "التفسير الميسر" هذا التفسير : "أتجترئون وتنسبون إلى الله تعالى مَن يُرَبَّى في الزينة، وهو في الجدال غير مبين لحجته؛ لأنوثته؟" !!!!

- ما هو جواب الجملة الشرطية التي تبدأ بـ "أو من ينشأ ...." ؟ مثلاً: من ينشأ في الحلية فهو معتاد على الزينة.
- وكيف تصبح معنى الآية مضمومة إلى ما قبلها وبعدها ؟
 
قال بن عاشور رحمه الله تعالى:
"عطف إنكارٍ على إنكار ، والواو عاطفة الجملة على الجملة وهي مؤخرة عن همزة الاستفهام لأن للاستفهام الصدْر وأصل الترتيب : وَأَمَنْ ينشأ . وجملة الاستفهام معطوفة على الإنكار المقدّر بعدَ { أم في قوله : { أم اتخذ ممّا يخلق بناتٍ } [ الزخرف : 16 ] ، ولذلك يكون { من ينشؤا في الحلية } في محل نصب بفعل محذوف دلّ عليه فعل { اتخذ في قوله : { أم اتخذ مما يخلق بنات } [ الزخرف : 16 ] . والتقدير : أأتّخذ مَن ينشأ في الحلية الخ . ولك أن تجعل { من ينشؤا في الحلية } بدلاً من قوله { بنات بدلاً مطابقاً وأبرز العامل في البدل لتأكيد معنى الإنكار لا سيما وهو قد حذف من المبدل منه . وإذ كان الإنكار إنما يتسلط على حكم الخبر كان موجب الإنكار الثاني مغايراً لموجب الإنكار الأول وإن كان الموصوف بما لوصفين اللذيْن تعلق بهما الإنكار موصوفاً واحداً وهو الأنثى .
ونَشْءُ الشيء في حالةٍ أن يكون ابتداءُ وجوده مقارناً لتلك الحالة فتكون للشيء بمنزلة الظرف . ولذلك اجتلب حرف في } الدّالة على الظرفية وإنما هي مستعارة لِمعنى المصاحبة والملابسة فمعنى { من ينشؤا في الحلية } مَن تُجعل له الحلية من أول أوقات كونه ولا تفارقُه ، فإن البنت تُتَّخَذُ لها الحلية من أول عمرها وتستصحب في سائر أطوارها ، وحسبك أنها شُقّت طرفا أذنيها لتجعل لها فيهما الأقراط بخلاف الصبي فلا يُحلّى بمثل ذلك وما يستدام له . والنَّشْءُ في الحلية كناية عن الضعف عن مزاولة الصعاب بحسب الملازمة العُرفية فيه . والمعنى : أن لا فائدة في اتخاذ الله بنات لا غناء لهن فلا يحصل له باتخاذها زيادة عِزّة ، بناء على متعارفهم ، فهذا احتجاج إقناعي خطابي .
و { الخصام } ظاهره : المجادلة والمنازعة بالكلام والمحاجّة ، فيكون المعنى : أن المرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها . وعن قتادة : ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتْها على نفسها ، وعنه : { من ينشأ في الحلية } هنّ الجواري يسفِّههن بذلك ، وعلى هذا التفسير درج جميع المفسرين .
والمعنى عليه : أنّهن غير قوادر على الانتصار بالقول فبلأولى لا يقدرْنَ على ما هو أشد من ذلك في الحرب ، أي فلا جدوى لاتّخاذهن أولاداً .
ويجوز عندي : أن يحمل الخصامُ على التقاتل والدّفاع باليد فإن الخصم يطلق على المُحارب ، قال تعالى : { هذان خصمان اختصموا في ربّهم } [ الحج : 19 ] فُسِّر بأنهم نفر من المسلمين مع نفر من المشركين تقاتلوا يوم بدر .
فمعنى { غير مبين } غيرُ محقق النصر . قال بعض العرب وقد بُشر بولادة بنت : «والله ما هي بِنِعْمَ الولدُ بزُّها بكاء ونصرها سرقة» .
والمقصود من هذا فضح معتقدهم الباطل وأنهم لا يحسنون إعمال الفكر في معتقداتهم وإلا لكانوا حين جعلوا لله بنوة أن لا يجعلوا له بنوة الإناث وهم يُعدّون الإناث مكروهات مستضعفات . وتذكير ضمير { وهو في الخصام } مراعاة للفظ { مَن } الموصولة .
و { الحلية } : اسم لما يُتحلّى به ، أي يُتزين به ، قال تعالى : { وتستخرجون منه حلية تلبسونها } [ النحل : 14 ] .​
وقرأ الجمهور { يَنشأ } بفتح الياء وسكون النون . وقرأه حفص وحمزة والكسائي { يُنَشَّأُ } بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين ومعناه : يعوده على النشأة في الحلية ويربّى "
 
أي أن من ينشأ في الحلية والزينة (وهي عادة البنات) ليس بقادر على الجدال المنطقي وقرع الحجة بالحجة.
صحيح ... فإن قرع الحجة بالحجة يحتاج إلى تنشأة علمية فيها حوار ودراسة وتفكر وتقليب الأمور... وليس ترف وسرف وزينة وزخرف.

هذه نقطة مهمة لنا جميعاً نساءً ورجالاً.

مهمة للنساء ليعرفن أنه ترك الحبل على الغارب في تنشئتهن في الحلية والترف والزينة المباحة دون الاهتمام بتدريسهن وتثقيفهن وتعليمهن وتفقيههن فقه الحياة لا يخرج لنا نساءً أرجح عقلاً من الرجال ونحن في هذا العصر بحاجة إلى نساء مثل أمنا عائشة الفقيهة السياسية ومثل أمنا خديجة سيدة قومها في التجارة والشرف ومثل هند بنت عتبة - سيدة قومها وكلمتها بألف رجل - غفر الله لها.

هذه النقطة مهمة للرجال أيضاً لنعرف أن الخصام المبين (أي قرع الحجة بالحجة والمنطق الواضح) يحتاج إلى جد واجتهاد وليس دعة وراحة.

وإن كان معنى الخصام هو القتال فذلك أوضح أكثر وأكثر حيث أن من ينشأ في الزينة والحلية والترف والنعم لا يقدر على القتال والنصر.

ولكن عدت إلى الكثير من أمهات التفاسير فلم أجد تفسير الخصام إلا بالجدال. ولكن الكثير من المعاصرين يضيفون لمعنى الخصام "القتال" ....وبالفعل أرى تفسير الخصام على القتال منطقياً أكثر.... ولا بأس بالجمع بينهما.

جزاك الله خيراً شيخنا أبا سعد.
 
بسم الله ، و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
و بعد ،،
قال الله عزّ و جلّ - إنكاراً و ردّاً على إفك المشركين - : { أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مثلا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } . [ الزخرف : 18،17،16]
قوله تعالى : { أو من ينشّأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين } . يعني : المرأة ؛ قاله ابن عباس رضي الله عنهما . و كذا قال مجاهد . و قال قتادة : الجواري و البنات و المرأة . و قال السدّي : النساء .[ تفسير الطبري ] .
و الكل بمعنى واحد ؛ هو الإناث .

قال الطبري : وقال آخرون : عُنِي بذلك أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله .

و عقّب عليه بقوله : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عُنِي بذلك الجواري والنساء ؛ لأن ذلك عقيب خبر الله عن إضافة المشركين إليه ما يكرهونه لأنفسهم من البنات، وقلة معرفتهم بحقه، وتحليتهم إياه من الصفات والبخل، وهو خالقهم ومالكهم ورازقهم، والمنعم عليهم النعم التي عددها في أول هذه السورة ما لا يرضونه لأنفسهم، فاتباع ذلك من الكلام ما كان نظيرا له أشبه وأولى من اتباعه ما لم يجر له ذكر . أهـ


تفسير الآية في كتب التفاسير :

أ‌ - قال الإمام الطبري : القول في تأويل قوله تعالى : { أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } : يقول تعالى ذكره : أو من ينبت في الحلية ويزين بها( وَهُوَ فِي الْخِصَامِ ) يقول : وهو في مخاصمة من خاصمه عند الخصام غير مبين، ومن خصمه ببرهان وحجة، لعجزه وضعفه، جعلتموه جزء الله من خلقه وزعمتم أنه نصيبه منهم .

ب‌ - و قال الإمام البغوي : { فِي الْحِلْيَةِ } في الزينة يعني النساء، { وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } في المخاصمة غير مبين للحجة .

جـ ‌- و قال الإمام القرطبي : قوله تعالى : " وهو في الخصام غير مبين " أي في المجادلة والادلاء بالحجة.
قال قتادة: ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتها على نفسها .

د ‌- و قال ابن حيان الأندلسي في " البحر المحيط " : { وهو في الخصام غير مبين } : أي لا يظهر حجة ، ولا يقيم دليلاً ، ولا يكشف عما في نفسه كشفاً واضحاً . ويقال : قلما تجد امرأة لا تفسد الكلام ، وتخلط المعاني .
هـ - و في " بحر العلوم " للسمرقندي : { وَهُوَ فِى الخصام غَيْرُ مُبِينٍ } يعني : في الكلام غير فصيح . ويقال : هن في الخصومة ، غير مبينات في الحجة . ويقال : أفمن زين في الحلي ، وهو في الخصومة غير مبين ، لأن المرأة لا تبلغ بخصومتها ، وكلامها ما يبلغ الرجل .

* فهذا القول الإلهي الكريم نَصٌّ في كون النساء غير مبيّنات في الخصام . و لا يقدح ذلك فيهن .

و هذا راجعٌ في الغالب الأَعَّم إلى غلَبة العاطفة ؛ بحُكْم الخِلْقة المُودَعة فيهن ، المُناسِبة لدورهن في رعاية الولد و الأهل ، و عِشرة ألزوج و العناية به .
{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ } . [ الملك:14]

---------------------
مشاركة سابقة في الملتقى :
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=7607

دراسة فقهية في مسألة ولاية النساء القضاء :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=2977
 
عودة
أعلى