هل الأطفال يخاطبون بالتدبر؟

إنضم
05/07/2004
المشاركات
103
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
تقدم مقترحات لحلقات تحفيظ القرآن الكريم بتخصيص برامج للأطفال في تدبر القرآن، تقوم على توضيح الألفاظ وتفسير الآيات تفسيرًا ميسرًا واستخراج بعض الهدايات من الآيات المقروءة. ولا أدري إن كان هناك تجارب واقعية يمكن أن نستفيد منها في النظر في هذه المقترحات.
ولن أقف عند الطريقة المثلى لتعليم الأطفال تدبر القرآن، فهذه مما يتسع القول فيها، ومما تختلف فيها الأحوال.
لكن ورد علي تساؤل حينما قرأت في أحد البرامج المقترحة من أوراق أكرمني أخي العزيز د.محمد الربيعة بالنظر فيها وإبداء الرأي حولها.
لا أخفيكم أنني كنت متحفظًا على تعليم التدبر للأطفال وخصوصًا للسنوات المبكرة من المرحلة الابتدائية، وأشك في جدواه في الواقع الذي نعيشه، لكني في الوقت نفسه أحاول أن أواجه التحفظ، وأطرد الشك، لأن الأمر يتعلق بتعليم كتاب الله عز وجل، إلا أن السؤال يلح علي مرة بعد أخرى:
هل الأطفال مخاطبون شرعًا بتدبر القرآن؟
وإذا كانوا غير مخاطبين، فهل الأولى أن نعلمهم؟ وتعليمهم يحتاج إلى جهد وبذل، أو الأولى أن يقتصروا على حفظه، ولا يُزاحم حفظه بغيره؛ حتى يرسخ في ذاكرتهم، ولا تتشتت أذهانهم؟ فإذا رسخ انتقلوا إلى تعليم التدبر.
وإذا افترضنا تعليمهم التدبر، فما الكتاب الذي يناسبهم لتعلم معاني ألفاظ القرآن؟
هل هناك تفسير لألفاظ القرآن موجه للأطفال؟
وهل هناك تفسير لمعاني الآيات موجه لهم؟
هل يمكن أن يقوم أهل التفسير بتأليف كتب تفسيرية تناسب الأطفال حقيقة وفق رؤية علمية واقعية، لا وفق انطباعات مؤلفيها، وما يتوقعونه، ولقد اطلعت على بعض الكتب التي وصفها أصحابها بأنها للناشئة، لكني لم أجد خصوصية للناشئة في الخطاب، أي أن الكتاب يصلح للكبار، وقد لا يناسب الأطفال، بل في مواضع منها تفسر الآية الواضحة للأطفال بما يحتاج إلى توضيح للكبار فضلاً عن الأطفال.
إن هذه قضية أرى أن تكون محل عناية لدى المتخصصين بالتفسير إن رأوا أن الأطفال يخاطبون بالتدبر والتفسير.
والله ولي التوفيق.
 
شكر الله لك أخي على تنبيهك.
وهذا تقصير مني من جهتين: أني لم أبحث عن موضوع المشاركة للتأكد من عدم وجود مثيل لها. ومن جهة أني لم أطلع على الموضوع الذي أشرتم إليه مع قربه.
نفع الله بكم.
 
السلام عليكم
لا مانع من شرح الآيات للأطفال شرحا مبسطا ، خاصة إن بعض الأطفال يسألون ما معنى هذه الآية ؟؟
وفي منهج التمهيدي ومنهج الإبتدائي (الفصول المبكرة أولى وثاني وثالث ) يدرسون الآداب والأذكار والفقه والعقيدة ، حبذا لو ربطت المعلمة كل درس بالقرآن ، مثلا عند سورة الأخلاص تشرح لهم معنى شهادة أن لا إله إلا الله التي يدرسونها في العقيدة
وفي درس الأذكار نشرح سور المعوذتين وهكذا ..
وأنا قد شرعت في كتابة (تمهيد مشوق لدرس القرآن لمعلمة التمهيدي والإبتدائي الفصول المبكرة،لدور التحفيظ ) بحيث يحب الطفل درس القرآن ويتشوق له من خلال التمهيد ، وربط الآيات بواقع الطفل ، ولا يكون الدرس عبارة عن تلقين فقط ، فيتربى الطفل بالقرآن ويحيا به ،وإن شاء الله أنزل هذا الموضوع في الملتقى ، وتقيمونه ، وكل يضع بصمته ، وأسأل الله التوفيق والسداد ...
 
أخي الدكتور يوسف
أشكر لك طرح مثل هذا الموضوع وتساؤلك في محله .
لكنني أحب أن أتسائل :
- ماحكمة جعل المفصل في آخر القرآن ، وكونه يركز على بناء الإيمان بالله واليوم الآخر .
- وما معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس وهو ابن عشر سنين أو أقل ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل )
- وما سر إدخال عمر لابن عباس معه في مجلس كبار الصحابة وسؤاله له عن سورة النصر ، وقد استنبط منها مالم يستنبطه كبار الصحابة .
- وما معنا قول ابن عمر : تعلمنا الإيمان قبل القرآن . وابن عمر من صغار الصحابة
ومن هنا يمكن أن نحدد الجواب على التساؤل من وجهين:
الأول: أن التدبر الذي يمكن أن يخاطب به الصغار ليس هو التدبر الذي يطالب به الكبار . فتدبر الصغار ينشأ من إبراز المعاني الإيمانية والسلوكية في السورة أو الآيات
أرأيت لو ركزت على بناء توحيد الله من سورة الإخلاص ، كيف سيكون أثره عليهم .
صحيح أنهم قد لايدركوا التدبر بأنفسهم لكنهم بفطرتهم السليم وصفاء عقولهم يدركون عن طريق التربية والتعليم المعاني الإيمانية بل يتشربونها بكل يسر وسهولة لكونها توافق فطرهم السليمة .
ولعلي أن أضرب مثالاً عجيباً استوقفني كثيراً حصل في روضة قرآنية عندنا في القصيم بنيت على منهج التربية القرآنية من خلال جزء عم .
فهذه معلمة كانت تعلم الأطفال ذوي سن الخامسة سورة الفجر ، فكانت تعرض لهم بما يناسب عقولهم قول الله تعالى (
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) } فشرحت لهم الآيات بأسلوب مبسط مركزة على غرس المعاني الإيمانية ، تقول لهم : هذا حال الكافر يوم القيامة يقف بين يدي النار ليس معه عمل ، لم يؤمن بالله ، لم يصل ، لم يطع والديه ، لم لم لم ...
فذهب أحد الأطفال بعد المدرسة للبيت وجلس يردد الآيات لحفظها وقد استغرق في استعراض المشهد في عقله حسب شرح المعلمة حتى نسي نفسه وجلس يكرر قول الله تعالى { يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } وقد اغرورقت عيناه بالدمع ففطنت له أمه فسألته مالك ؟ : فقال يأمي : ليته آمن ، ليته صلى ، ليته أطاع والديه حتى لايدخل النار .
أرأيت أخي كم سيصنع هذا الموقف في هذا الإبن لاشك أنه يغني عن سنة دراسية .
وهكذا يمكن لنا أن نبني في نفوس الأبناء هذا المنهج التدبري للقرآن وفق مستواهم وحاجتهم .

والوجه الثاني : أن الإشكال في الموضوع يرد من جهة كون الطفل نفسه هل يمكنه أن يتدبر ؟ والجواب أن الأصل أن يكون التدبر من قبل المربي أبا أو معلما ببيانه للقرآن بما يناسب الطلاب وتربيتهم عليه بطرق مختلفة ، ولكن يمكن أن يدرب الطفل على التدبر عن طريق المثال والقصة القرآنية والحادثة النازلة كقصة أبي لهب وزوجته وما نستفيده منها ، وقصة الفيل .. وعرض مشاهد كونية وطرح التساؤلات عليها لإبراز عظمة الله وغرس الإيمان في قلوبهم ، وأظن أن كل سورة من السور القصار يمكن أن نجد فيها معنى إيمانياً أو مشهداً أو قصة أو حادثة يطرح من خلالها التساؤلات على الأطفال . وهذا يرجع لقدرة المعلم ومهارته .
ومنها هنا تأتي ضرورة وجود منهج تربوي قرآني للأطفال يتضمن تربيتهم على التدبر بحسب طاقتهم وحاجتهم . والله أعلم .
 
والوجه الثاني : أن الإشكال في الموضوع يرد من جهة كون الطفل نفسه هل يمكنه أن يتدبر ؟ والجواب أن الأصل أن يكون التدبر من قبل المربي أبا أو معلما ببيانه للقرآن بما يناسب الطلاب وتربيتهم عليه بطرق مختلفة ، ولكن يمكن أن يدرب الطفل على التدبر عن طريق المثال والقصة القرآنية والحادثة النازلة كقصة أبي لهب وزوجته وما نستفيده منها ، وقصة الفيل .. وعرض مشاهد كونية وطرح التساؤلات عليها لإبراز عظمة الله وغرس الإيمان في قلوبهم ، وأظن أن كل سورة من السور القصار يمكن أن نجد فيها معنى إيمانياً أو مشهداً أو قصة أو حادثة يطرح من خلالها التساؤلات على الأطفال . وهذا يرجع لقدرة المعلم ومهارته .
ومنها هنا تأتي ضرورة وجود منهج تربوي قرآني للأطفال يتضمن تربيتهم على التدبر بحسب طاقتهم وحاجتهم . والله أعلم .
بارك الله فيك د.محمد الربيعة وجزاك خيرا .. نعم هذا الذي نريده للأطفال .. هذا يشجعني لأنزل موضوعي ..
 
سألتني طفلة عمرها خمس سنين ما معنى الظالمين؟ لأن الله يقول في القرآن إن الله لا يحب الظالمين..
 
شكر الله لك أخي العزيز مشاركتك وحسن جوابك.
وما طرحته حسن، لكن لي وقفة مع أسئلة التقرير الأولى في جوابك:

- ماحكمة جعل المفصل في آخر القرآن ، وكونه يركز على بناء الإيمان بالله واليوم الآخر .
- وما معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس وهو ابن عشر سنين أو أقل ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل )
- وما سر إدخال عمر لابن عباس معه في مجلس كبار الصحابة وسؤاله له عن سورة النصر ، وقد استنبط منها مالم يستنبطه كبار الصحابة .
- وما معنا قول ابن عمر : تعلمنا الإيمان قبل القرآن . وابن عمر من صغار الصحابة


أما السؤال الأول فإني أطلب الحكمة في جعل المفصل آخر القرآن بالنسبة لتدبر الأطفال. أما أنه سهل على الأطفال فنعم، ويحسن أن يبدؤوا به، وابن عباس ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي، وكان ابن عشر سنين، وقد قرأ المفصل. لكن هل ثمة ما يؤكد أن الحكمة من كون المفصل في آخر القرآن لأجل أن يتدبره الأطفال؟ على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غالب قراءته في الصلوات من المفصل، وهو خطاب في هذا المقام للكبار لا للأطفال.
وأما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما خاصة، فهل يدل على تقرير التدبر للأطفال. أو أنه دعاء لحصول الشيء لابن عباس مستقبلاً. ولو كان أمرًا له لكان نصًا. وإن كان فيه إشارة لابن عباس إلى العناية بالقرآن وتأويله. على أن ابن عباس فيما ذكر سابقًا لم يشر إلا إلى قراءة المفصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من دون الإشارة إلى تفسير أو تدبر، إلا إذا كان المراد من القراءة الحفظ والفهم، ولعل ما يدل على ذلك قوله رضي الله عنه: سلوني عن سورة النساء؛ فإني قرأت وأنا صغير. رواه الحاكم وصححه.

(وهنا سؤال: هل دلالة "القراءة" في الأحاديث النبوية تعني مجرد التلاوة، أو مع الفهم والعلم؟)

وأما إدخال عمر رضي الله عنه لابن عباس في مجلس كبار الصحابة فلتميزه بعقله وحسن فهمه، وكأنه من الكبار، بل هو من الكبار، لأن هذه المجالس تريد كبار الألباب لا كبار الأعمار، ولعله كان بالغًا، ثم هذه ودعاء النبي فضيلة لابن عباس خاصة، لا لكل الأطفال.
وأما قول ابن عمر رضي الله عنهما، فقد يحتج به من يرى تأخير التدبر؛ لأنه أفاد تأخر تعلم القرآن عن تعلم الإيمان.
ولعلي هنا أتساءل:
لقد جاء الشرع بتعويد الأطفال على بعض العبادات، كأمر أبناء سبع بالصلاة، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أبناءهم.
فهل ورد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم تعويد للأطفال على تدبر القرآن؟
رجعت رجوعًا سريعًا إلى بعض كتب فضائل القرآن وإلى بعض الكتب التي تحدثت عن تربية الأطفال فلم أجد شيئًا، لكن وجدت ابن كثير رحمه الله عقد فصلاً في (تعليم الصبيان للقرآن) قال فيه:
((حدَّثَنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفَصَّل هو المحكم.
قال: وقال ابن عباس: توفي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم.
حدَّثَنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا هشيم، أنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال، جمعت المحكم في عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت له: وما المحكم؟ قال: المفصَّل.
انفرد بإخراجه البخاري، وفيه دلالة على جواز تعلُّم الصبيان القرآن؛ لأن ابن عباس أخبر عن سنه حين موت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد كان جَمَعَ المفصَّل، وهو من الحجرات، كما تَقَدَّمَ ذلك، وعمره إذ ذاك عشر سنين.
وقد روى البخاري أنه قال: توفي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا مختون، وكانوا لا يختنون حتى يحتلم، فيحتمل أنه احتلم لعشر سنين؛ جمعًا بين هذه الرواية وتلك، ويحتمل أنه تجوز في هذه الرواية بذكر العشر وترك ما زاد عليها من الكسر، والله أعلم.
وعلى كل تقدير، ففيه دلالة على جواز تعليم القرآن في الصِّبا، وهو ظاهر، بل قد يكون مستحبًّا أو واجبًا؛ لأن الصبي إذا تعلَّم القرآن بلَغَ وهو يعرف ما يصلي به، وحفظُه في الصِّغَرِ أولى من حفظِه كبيرًا، وأشد علوقًا بخاطره، وأرسخ وأثبت، كما هو المعهود في حال الناس.
وقد استحبَّ بعض السلف أن يترك الصبي في ابتداء عمره قليلاً للعب، ثم توفر همته على القراءة؛ لئلا يلزم أولاً بالقراءة فيملها ويعدل عنها إلى اللعب.
وكره بعضهم تعليمه القرآن وهو لا يعقل ما يُقَال له، ولكن يُترك حتى إذا عَقِلَ ومَيَّزَ عُلِّمَ قليلاً قليلاً، بحسب همته ونهمته وحفظه وجودة ذهنه.
واستحبَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يلقن خمس آيات خمس آيات. رويناه عنه بسند جيد)).
ولعل بعض الإخوة يفيدنا في هذا.

هذه بعض النظرات والخواطر والتساؤلات حول هذه القضية، وفيها سعة في النظر والرأي، ولعل المسألة من باب (الحسن والأحسن).

وأحب أن يطرح أخي الشيخ محمد وغيره رأيه حول ما ذكرته في آخر المشاركة الأولى مما يتعلق بكتب تفسير الألفاظ والآيات للناشئة.
وأشكر الإخوة الذي شاركوا في الموضوع.
وفقني الله وإياكم لكل خير.
 
لعلنا أخي الدكتور يوسف نتفق على أهمية ربط القرآن بالطفل ماأمكن ببناء الإيمان في نفسه من خلال السور التي يحفظها وهو ماأفهمه من قول ابن عمر ( تعلمان الإيمان قبل القرآن ) يعني مافي السورة من الإيمان قبل حفظها ويؤكد ذلك بقية الأثر ، وليس لديهم من كتب يتعلمون منها إلا كتاب الله .
أما مسأله التدبر فهي موضع الإشكال ، وأرى أنه يمكن التدرج فيها بحسب طاقة الطفل حتى يكبر .
وفيما يتعلق بكتب التفسير للناشئة فعندي مايقارب عشرة تفاسير للأطفال والناشئة ولم أجد فيها الكفاية ، وقد وقفت على منهج جيد ومقرر في جمعية خدمة القرآن بالأردن ، وهو مقرر في روضات الأطفال لديهم ، ومنهجه توضيح القرآن بالصور . ويحتاج إلى تعليق المعلم . وهو موجود في موقعهم .
ولا زلنا بحاجة إلى وضع تفسير مناسب للأطفال يمكن الاستفادة منه في الروضات وحلقات الصغار والبيوت.
 
عودة
أعلى