هل استخراج الفوائد من الآيات هو من قبيل التفسير ؟

السلطان

New member
إنضم
11/05/2003
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
يمر كثيراً في كتب التفسير فوائد : هل هذه الفوائد من التفسير وكيف يجمع بين ذلك إن كانت تفسيراً وبين ما يعرف به التفسير أنه البيان .
 
الفوائد من التفسير

الفوائد من التفسير

لا تخرج هذه الفوائد عن كونها من التفسير ، لأنها تدخل في بيان المراد من كلام الله تعالى بقدر الطاقة البشرية ، وتعتبر في هذه الحالة ـ هذه الفوائد ـ ملخصاً لعملية التفسير ، وكذلك فإن المقصود من التفسير هو استخراج أحكام القرآن وحكمه وهذه الفوائد لا تخرج عن كونها إما حكماً أو حكمة ينبغي الاسترشاد والاستهداء بها والله أعلم .
 
أخي مرهف أشكرك على الجواب ولعله اشتمل على نقطتين :
1- أن الفوائد تلخيص للتفسير .
2- تعريف التفسير باستخراج الأحكام والحكم بقدر الطاقة البشرية .
أما النقطة الأولى فلا أوافق عليها لأن التفسير شيء والفوائد شيء آخر ومثال ذلك أنك تفسر قوله تعالى :( والله على كل شيء قدير ) ثم تقول مما يستفاد الخوف من الله تعالى فهل هذه الفائدة تسمى تفسيراً .
الثانية : فأظن أن هذا التعريف يحتاج إلى نطر وكثير ممن عرف بهذا التعريف نوقش ولعل أسلم التعاريف للتفسير :" بيان القرآن العظيم "
وعليه فهل هذه الفوائد بيان للقرآن . وهل استخراج الأحكام يعتبر بياناً . أرجو النظر في هذه المسألة . والله يرعاكم
 
بيان ما مر

بيان ما مر

بسم الله :
أما قولك أننا نستفيد من الآية الخوف من الله تعالى ، وهذه فائدة ، إنما كانت فائدة عندما تبين لك من دلالة الآية أن قدرة الله تعالى يدخل فيها العظيم الكبير والصغير الذليل ، ولا يعدوا الإنسان عن أن يكون من جملة ما يدخل في قدرة الله تعالى ، إذ التنوين في الأية ( شيء ٍ ) أفاد ذلك ـ فسر أو بين ـ فأنت عبرة عن هذا التفسير بخلاصة هي أني أخاف الله تعالى مستفيداً من هذه الآية والله أعلم
أما عدم ارتضائك لدخول الحكم والحكمة في التعريف فهذا أمر يحتاج منكم لبيان حتى يحسن الاستفادة منه وتحريره فأرجو بيان ذلك ، وأما اقتصارك على تعريف التفسير بما ذكرت ، فمن المعلوم أن التعاريف يشترط فيها أن تكون جامعة مانعة فهل تعريفك كذلك ؟ والله أعلم .
 
بإيجاز

بإيجاز

للجواب على هذا السؤال نسأل ونقول :

متى تُذكر الفوائد في كتب التفسير ؟
في الأعم الأغلب أنها تُذكر بعد التفسير , وخاصة في كتب التفسير المتأخرة . أو على الأقل أثناء التفسير بعد بيان المعنى , وهذا يعني أنها خارجة عن حد التفسير من الناحية العملية , بمعنى أنه لو لم تُذكر هذه الفوائد فإن التفسير قد حصل بالبيان الأول .
وفي تسميتها < فائدة > إشارة إلى أنها زيادة عن الأصل .

ومعرفة حد التفسير مفيد في الإجابة على هذا السؤال , كما أنه مفيد كذلك في التعامل مع كتب التفسير . وبيانه :
التفسير هو : بيان معاني كلام الله عز وجل .
وهذا القدر من التعريف يدل عليه الوضع اللغوي , والواقع الاصطلاحي , أما من حيث الوضع اللغوي فإن التفسير لغة : البيان , على كلا الإشتقاقين ( الفسر أو السفر ) , وأما من حيث الواقع الاصطلاحي : فإنك لو استعرضت كتب التفسير كلها وأقوال المفسرين من لدن الصحابة رضي الله عنهم وحتى عصرنا هذا ؛ لوجدت أنها تشترك في هذا القدر من التعريف وهو بيان المعنى - سواء ببيان اللفظة أو الجملة أو المعنى الإجمالي - , ثم تتفاوت بعد ذلك في ناحيتين :
1 - ظهور الجانب العلمي الأبرز في المفسر على تفسيره , فيصطبغ تفسسيره به , كتمكنه من اللغة نحواً أو بلاغة , أو الفقه , أو غير ذلك .
2 - ظهور أثر الواقع على تفسيره , وتفاعل المفسر مع مظاهر وأحداث عصره وتساؤلاته , فيربط بين واقعه وبين مواضع من الآيات يستدل بها عليه بوجه من الوجوه .

ولو تأملت أكثر لوجدت أن الفوائد في كتب التفسير من هذين الجانبين .

وهذا مثال يوضح المقصود :
قال تعالى : { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين } , لو أردت التفسير لهذه الآية فستقول :
أن رجلاً من المؤمنين جاء من أطراف المدينة مسرعاً إلى قومه , آمرأً لهم باتباع المرسلين , والإيمان بالله تعالى .
هذا الحد من البيان حصل به التفسير , فإذا قلت أن اسم هذا الرجل هو ( سمعان ) كما ذكره بعض المفسرين , فقد ذكرت فائدة خارجةً عن حد التفسير , ولا أثر لها في معنى الآية , بمعنى أنك لو لم تذكرها لما تأثر فهمك للآية في الأصل , والجهل بها لا يضر , ولو اقتصرت على ذكرها دون البيان الأول لمعنى الآية لما فسرت الآية , وهي تُذكر هنا لعلاقتها بالقرآن الكريم , وهذا يسمى علم المبهمات , وكذلك غيره من علوم القرآن التي تُذكر في كتب التفسير لعلاقتها بالقرآن الكريم , لا على أنها تفسيراً له , وإن كانت تتفاوت فوائدها في التفسير من علم إلى آخر .

هذا ما تيسر ذكره على عجل , والله الموفق .
 
تأمل

تأمل

أخي الكريم أبا البيان حفظك الله الجواب باختصار :
ـ هل التعريف الذي تذكره هو التعريف المعتمد عند أهل الاختصاص بالتفسير ؟
ـ إذا كان التتفسير هو البيان ، والبيان ضد المبهم ، وهذا الرجل الذي جاء يسعى مبهم فذكر اسمه بيان له فذخل في التفسير ولم يدخل في الفوائد ، وقد اصطلح عليه العلماء بالمبهمات في التفسير وحبذا لو اطلعتم على كتاب غرر التبيان من لم يسم في القرآن لابن جماعة تحقيق عبد الجواد خلف طبع دار قتيبة ، ثم إن إفراد المفسرين لهذه الفوائد تحت عنوان لوحدها لا لكونها ليست من التفسير بل لأنها خلاصة التفسير ، كما نفر نحن اليوم ما يستنبط من ظاهر الحديث الذي ندرسه عنواناً اسمه ( فقه الحديث ) وهو من شرح الحديث وكذلك فوائد التفسير هي من التفسير والله أعلم
 
وجه آخر

وجه آخر

الأخ الفاضل مرهف - حفظه الله - :

- ذكرتُ في التعليق السابق أن هذا التعريف هو المعتمد من حيث الوضع اللغوي ومن حيث التطبيق العملي عند المفسرين , وقد صرح به من المتأخرين الشيخ الفاضل / مساعد الطيار - حفظه الله - , في أحد كتبه , وذكر فيه من سبقه إليه من المفسرين فارجع إليه غير مأمور إذ أن فيه أمثلة تطبيقية واضحة تقرب المراد أكثر , واسم الكتاب " مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر " دار ابن الجوزي .
- قلت بارك الله فيك ( إذا كان التفسير هو البيان ، والبيان ضد المبهم ) , و بنيت على هذه المقدمة أن المبهمات من التفسير لأنها بيان عن اسم الرجل , وأنا ذكرت تعريف التفسير على أنه : بيان معاني كلام الله عز وجل , وليس بيان الأسماء المبهمة الواردة في القرآن الكريم , الذي هو علم المبهمات كما تفضلت , وتشابه التعريفين في كلمة أو كلمات لا يعني في الحقيقة أنهما شيء واحد .
- ثم كلمة فائدة في نفسها تنطق بأنها زائدة , ولا شك أننا تفرق بين ( معنى الحديث أو تفسير الحديث ) و بين ( فقه الحديث ) , وعليه فلا وجه للاعتراض , خاصة وأنك ذكرت أن فقه الحديث مما يُستنبط من الحديث , وهذا تماماً ما أقوله هنا أن الفوائد مما يُستنبط من الآية لا أنها هي تفسير الآية , فالإستنباط مرحلة بعد التفسير . والله أعلم .
 
بيان وجهة نظر

بيان وجهة نظر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
أخي الحبيب أبا البيان :
لا بد من تحرير موضع النزاع ، وإني أجدمحل النزاع في تعريف التفسير وما المراد بالفائدة ، إذ الخلاق هل الفوائد المستنبطة من الآيات القرآنية تدخل في التفسير؟
وعندما نقول ( في التفسير ) فالمراد من حيث مصطلحه عند المفسرين الذين هم أهل هذا الفن لا عند أهل اللغة،إذ المعلوم أن المصطلحات إما أن تكون لغوية أو عرفية ، والمصطلحات العرفية إما أن تكون عامة أو تكون خاصة ، وتعريف التفسير هو من المصطلحات الخاصة ، وهذا المصطلح الخاص له مدخل من اللغة ، بل يعتمد على اللغة من حيث المبدأ ، ثم من شروط التعريف أن يكون جامعاً مانعاً بالحد لا بالرسم، و تعريف التفسير ببيان كلام الله تعالى فقط لا يكفي ولا أعلم أحداً من المتقدمين قال به ـ من حيث الاصطلاح ـ حتى نقلتم ـ جزاكم الله خيراً أن د. مساعد حفظه الله اعتمده ، وإذا أردنا أن نطبق المثال الذي أوردته على التعريف هذا فإن ( رجل ) في الآية من كلام الله تعالى وبيان اسمه دخل في مسمى التفسير عموماً ، اللهم إلا أن تقصد نوعاً خاصاً من التفسير وهو ما كان له معنى ، فينبغي أن تضاف هذه إلى تعريف التفسير على أنها حد ، وكذلك الفوائد تدخل في مسمى البيان بشكل عام إذ هي بيان القواعد التي يسترشد بها الإنسان من الآيات القرآنية .
ثم إن ذكرك للفوائد على أنها الزيادة ، فهذا معنى من معان الفائدة ، قال في القاموس ( مادة : فيد ) : والفائدة ما استفدت من علم أو مال .
وقال في المصباح المنير : الفائدة : الزيادة تحصل للإنسان ، ... وأفدته مالاً أعطيته ، وأفدت منه : أخذت .( المصباح المنير 2/665 )
وفي النهاية لابن الأثير عند شرحه لحديث ابن عباس رضي الله عنه : ( يزكيه يوم يستفيده ) قال : أي يوم يملكه . النهاية في غريب الحديث 3/484 .
وعليه فالمراد بالفائدة هنا ليس الزيادة وإنما التحصيل ، فتقول : نستفيد من الآية كذا ، أي نحصل من الآية ، وهذا التحصيل إنما تأتى من بيان معاني كلام الله تعالى .
صحيح أن هناك فارقاً بين معنى الحديث وفقه الحديث وما يستنبط ويسترشد من الحديث .. ولكن كل هذه المصطلحات حصلت من خلال بيان وشرح الحديث ، وكذلك في التفسير نضع العناوين المختلفة في كتب التفسير بشكل منهجي فنقول : شرح المفردات ، ثم معنى الآية ، ثم ما يستفاد من الآية .. وهكذا وأنت لو أردت أن تأخذ كتاباً في التفسير وحاولت فرز المعلومات التي فيها تحت عناوين ستخرج بهذه العناوين والله أعلم
وأخيراً أخي أبا البيان عملاً بالسنة الشريقة فإني أحببتك في الله مع أني لا أعرفك ولكنها الأرواح المجندة أسأل الله تعالى التوفيق لك ولي وللمسلمين .وأنا بانتظار الاستفادة .
 
إضافة في التفريق بين الفوائد والتفسير :

إضافة في التفريق بين الفوائد والتفسير :

الإخوة الأكارم الذين أفادوا في هذا الموضوع لعل أنقل لكم كلاماً جميلاً للإمام ابن القيم يبين الفرق بين
التفسير وبين ما يستخرج من الفوائد :
قال ابن القيم رحمه الله :
(ومعلوم أن الاستنباط إنما هو استنباط المعاني والعلل ونسبة بعضها إلى بعض ، فيَعْتَبِرْ ما يصح منها بصحة مثله ومشبهه ونظيره ، ويلغي ما لا يصلح ، هذا الذي يعقله الناس من الاستنباط ، قال الجوهري : الاستنباط كالاستخراج ، ومعلوم أن ذلك قدر زائد على مجرد فهم اللفظ ، فإن ذلك ليس طريقة الاستنباط ، إذ موضوعات الألفاظ لا تنال بالاستنباط ، وإنما تنال به العلل والمعاني والأشباه والنظائر ومقاصد المتكلم ، والله سبحانه ذم من سمع ظاهراً مجرداً فأذاعه وأفشاه ، وحمد من استنبط من أولي العلم حقيقته ومعناه )
إعلام الموقعين : 1 / 172 .
 
بيان

بيان

بسم الله :
أخي السلطان لعلك أنزلت كلام ابن القيم في غير محله إذ أن كلامه يجري على استنباط الأحكام والعلل ، ولا يجري على التمييز بين التفسير والتأويل وإلا فليتك بينت كلامه في التفريق بين التفسير والفوائد من خلال شرحك له .جزاك الله خيراً
 
تحرير محل النزاع

تحرير محل النزاع

الإخوة الكرام :
نحن بحاجة إلى تحرير محل النزاع في المسألة وأرى أنه كالتالي :
1- نحن لا نتكلم في الفرق بين التفسير والتأويل وإنما نتحدث عن الفرق بين التفسير وبين استخراج الفوائد من النصوص القرآنية . وعليه فينبغي أن يعلم أن قول الأخ الفاضل مرهف في الرد الأخير: ( ولا يجري على التمييز بين التفسير والتأويل ) ليس في موضوعنا . وموضوع الفرق بين التفسير والتأويل طويل ومبحوث في كتب التفسير وعلوم القرآن .
2- الآية قد تدل على الفوائد دلالة ظاهرة كدلالة قوله تعالى : ( وآتوا الزكاة ) على وجوب الزاكاة . فهذه ينبغي ألا يكون فيها نزاع في أن استفادة وجوب الزكاة هنا من عمل المفسر .
3- وقد تدل الآية على الحكم أو الفائدة دلالة خفية كدلالة قوله تعالى : ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) على صحة صوم من أصبح مجنباً . فهذه هي محل النزاع .
والذي يظهر أن التفسير تام قبل ذكر هذه الفائدة .
أرجو أن يكون في هذه الحروف مزيد اقتراب من الحق والله تعالى أعلم .
 
استدراك

استدراك

بسم الله :
أخي الكريم السلطان أيدك الله فإني أعتذر إليك عن سبق يدي في الكتابة إذ المراد الفرق بين التفسير والفوائد ولكن سبقت يدي وانصرفت إلى ما في ذهني وكتبت ( التأويل ).
ولكن ألم تقل أنت من خلال الفقرة الثانية بجعل الفائد من التفسير .بقولك : ( الآية قد تدل على الفوائد دلالة ظاهرة ) .ولي سؤال استيضاح ما مرادك بقولك :( والذي يظهر أن التفسير تام قبل ذكر هذه الفائدة ) ز وجزاك الله خيراً .
 
تعليق خفيف في البداية وسؤال أريد جوابه

تعليق خفيف في البداية وسؤال أريد جوابه

المواضيع المطروحو هنا جميلة ’ وأشكرهم عليها ولكني أتمنى من الإخوة بيان معنى قوله تعالى : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ) لأن العقلانيين والعصرانيين يستدلون بها على أن اليهود والنصارى مسلمون مثلنا ولا فرق بيننا وبينهم إلا بكثرة الأعمال الصالحة أو قلتها )
 
تعليق

تعليق

بسم الله :
أخي الكريم حبذا لو طرحت موضوعك في مشاركة مفردة وبينت تفسير الآية بحسب مراجعتك ثم يقو الأعضاء بالتعليق والإضافة حتى ينشط العمل العلمي فما رأيك ؟
 
أخي الفاضل مرهف ... حفظه الله ...
ما قلته : ( الآية قد تدل على الفوائد دلالة ظاهرة )
المقصود من هذا الكلام أن الآية قد تدل على الحكم أو الفائدة إن صحت التسمية بدلالة ظاهرة فهنا هذا الحكم لا يسمى استنباطاً وإن كان حكماً أو فائدة من الآية ،
وكلامنا في البداية حول ما يستنبط من الآيات وليس كل ما تدل عليه الآية .
فبعض ما تدل عليه الآية داخل في التفسير قطعاً .
لكن السؤال والبحث فيما يستنبط من الآية وهو الدلالات الخفية للآية والإشارات التربوية وغيرها .
هل يُعتبر ذلك تفسير .
ولك مني جزيل الشكر على هذه المناقشة الجميلة
 
عودة
أعلى