بإيجاز
بإيجاز
للجواب على هذا السؤال نسأل ونقول :
متى تُذكر الفوائد في كتب التفسير ؟
في الأعم الأغلب أنها تُذكر بعد التفسير , وخاصة في كتب التفسير المتأخرة . أو على الأقل أثناء التفسير بعد بيان المعنى , وهذا يعني أنها خارجة عن حد التفسير من الناحية العملية , بمعنى أنه لو لم تُذكر هذه الفوائد فإن التفسير قد حصل بالبيان الأول .
وفي تسميتها < فائدة > إشارة إلى أنها زيادة عن الأصل .
ومعرفة حد التفسير مفيد في الإجابة على هذا السؤال , كما أنه مفيد كذلك في التعامل مع كتب التفسير . وبيانه :
التفسير هو : بيان معاني كلام الله عز وجل .
وهذا القدر من التعريف يدل عليه الوضع اللغوي , والواقع الاصطلاحي , أما من حيث الوضع اللغوي فإن التفسير لغة : البيان , على كلا الإشتقاقين ( الفسر أو السفر ) , وأما من حيث الواقع الاصطلاحي : فإنك لو استعرضت كتب التفسير كلها وأقوال المفسرين من لدن الصحابة رضي الله عنهم وحتى عصرنا هذا ؛ لوجدت أنها تشترك في هذا القدر من التعريف وهو بيان المعنى - سواء ببيان اللفظة أو الجملة أو المعنى الإجمالي - , ثم تتفاوت بعد ذلك في ناحيتين :
1 - ظهور الجانب العلمي الأبرز في المفسر على تفسيره , فيصطبغ تفسسيره به , كتمكنه من اللغة نحواً أو بلاغة , أو الفقه , أو غير ذلك .
2 - ظهور أثر الواقع على تفسيره , وتفاعل المفسر مع مظاهر وأحداث عصره وتساؤلاته , فيربط بين واقعه وبين مواضع من الآيات يستدل بها عليه بوجه من الوجوه .
ولو تأملت أكثر لوجدت أن الفوائد في كتب التفسير من هذين الجانبين .
وهذا مثال يوضح المقصود :
قال تعالى : { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين } , لو أردت التفسير لهذه الآية فستقول :
أن رجلاً من المؤمنين جاء من أطراف المدينة مسرعاً إلى قومه , آمرأً لهم باتباع المرسلين , والإيمان بالله تعالى .
هذا الحد من البيان حصل به التفسير , فإذا قلت أن اسم هذا الرجل هو ( سمعان ) كما ذكره بعض المفسرين , فقد ذكرت فائدة خارجةً عن حد التفسير , ولا أثر لها في معنى الآية , بمعنى أنك لو لم تذكرها لما تأثر فهمك للآية في الأصل , والجهل بها لا يضر , ولو اقتصرت على ذكرها دون البيان الأول لمعنى الآية لما فسرت الآية , وهي تُذكر هنا لعلاقتها بالقرآن الكريم , وهذا يسمى علم المبهمات , وكذلك غيره من علوم القرآن التي تُذكر في كتب التفسير لعلاقتها بالقرآن الكريم , لا على أنها تفسيراً له , وإن كانت تتفاوت فوائدها في التفسير من علم إلى آخر .
هذا ما تيسر ذكره على عجل , والله الموفق .