هل إبليس من الجن أم من الملائكة..؟

لطيفة

New member
إنضم
15/07/2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
انقدح في الذهن هذا السؤال بعد أن قرأت قول الله عزوجل
((وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر...))
فظاهر الآية يوحي بأن إبليس كان من الملائكة قبل أن يأبى السجود ..
وحيث أني لستُ من أهل التفسير آثرت أن أستنير برأي أهله قبل أن أبحث المسألة..
فـمــارأيـــهـم..؟
 
الحمد لله قد أشرت في رسالتى العالمية -الإمام القاسمى ومنهجه في التفسير إلى اضطراب قول الإمام القاسمى رحمه الله تعالى في هذه المسألة ولعله رجح أن إبليس من الجن ومما قلته:
للعلماء في إبليس هل كان من الملائكة أم لا ؟ قولان.
أحدهما: أنه كان من الملائكة قاله ابن عباس وابن مسعود وسعيد بن المسيب واختاره الشيخ موفق الدين والشيخ أبو الحسن الأشعري وأئمة المالكية وابن جرير الطبري قال البغوي: هذا قول أكثر المفسرين لأنه سبحانه أمر الملائكة بالسجود لآدم. قال تعالي (إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ) فلولا أنه من الملائكة لما توجه الأمر إليه بالسجود ولو لم يتوجه الأمر إليه بالسجود لم يكن عاصياً ولما استحق الخزي والنكال.
والقول الثاني : إنه كان من الجن ولم يكن من الملائكة قاله ابن عباس في رواية والحسن وقتادة واختاره الزمخشري وأبو البقاء العكبري والكواشي: في تفسيره لقوله تعالي ( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) [1] فهو أصل الجن كما أن آدم أصل الإنس ولأنه خلق من نار والملائكة خلقوا من نور ولأن له ذرية ولا ذرية للملائكة .
قال في الكشاف: إنما تناوله الأمر وهو للملائكة خاصة لأن إبليس كان في صحبتهم وكان يعبد الله عبادتهم فلما أمروا بالسجود لآدم والتواضع له كرامة له كان الجني الذي معهم أجدر بأن يتواضع والقول الأول هو الصحيح الذي عليه جمهور العلماء وصححه البغوي وأجابوا عن قوله تعالي ( إلا إبليس كان من الجن ) أي من الملائكة الذين هم خزنة الجنة.
قال ابن القيم : الصواب التفصيل في هذه المسألة وأن القولين في الحقيقة قول واحد . فإن إبليس كان مع الملائكة بصورته وليس منهم بمادته وأصله كان أصله من نار وأصل الملائكة من نور . فالنافي كونه من الملائكة والمثبت لم يتواردا علي محل واحد وكذلك قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية في الفتاوى المصرية.

[1]الكهف:50
 
شكر الله لك أخي عبد الحميد هذا الإيضاح
 
كلامك رائع أخي نسيم.. لكن هل لي بمرجع ورد فيه هذا الكلام حتى أستطيع أن أحيل عليه..؟ ولك شكري
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

عرضت هذا السؤال والاجابات على احد المهتمين بالتفسير فقال هناك استعجال في الرد ولم يبحث بحث دقيق .

فقال سبب اللبس هو اعتبار ان الامر واحد وكان موجة للملائكة واعتبر ان ابليس من ضمنهم وبالرجوع الى الايات التي ذكرت هذا الامر يتبين طرح اخر .
الايات : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) ص

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي
وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) الكهف

قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) الاعراف
الاية في سورة الاعراف تبين ان هناك امر لابليس هل هذا امر مستقل عن الامر الذي وجه للملائكة .
وهل يبنى عليه ان هناك محذوف في الاية في سورة البقرة وعليه يكون ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) اي الا ابليس امر فابى . وواضح من الاية في سورة الكهف ان ابليس من الجن وليس الملائكة والمتدبر في كلمة كان من الجن يقودة الى بحث اخر قد يتبين منة طلب ابليس ان يكون من المنظرين وهذا من خلال ماذكر في التفاسير للايات السابقة والله اعلم .

واكمل ايضا ان طرحه هذا بة استعجال لانة لم يطلع على التفاسير التي وردت في هذة الاية جميعها وعلية نحتاج راي اساتذة التفسير في ماطرح .
 
سبحان الله أي استعجال هنا
بحث درسته في رسالة العالمية تحت إشراف العلامة د إبراهيم خليفة ونوقش مناقشة علمية وذكرت رأي العلامة القاسمى وأنه اضطرب قوله فيه وذكرت ما يفيد في الإجابة
1- اختلف العلماء المسألة
2-ورأي شيخنا أنه وإن كان رأي الجمهور أنه من الملائكة إلا أن الراجح تبعا لظاهر القرآن ولالأدلة الظاهرة أنه من الجن وهناك مناقشات محلها كتب الحواشي على البيضاوى في تفسير تلك الآيات
3- بدلا من الرجوع لالآيات الواجب الرجوع إلى تفسيرها في مظانها قد تجد قولا في سورة البقرة ثم تجد تراجع المفسر في سورة الكهف فما بالك بمن يقول تتبعت الآيات فوجدت كذا
والله المستعان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلماء الأجلاء ...
أود أن أقول: إن كلام العلماء قد تعدد فى كون إبليس من الجن أو من الملائكة.
ولعل الأقرب إلى الصواب إن لم يكن هو الصواب - والله أعلم - هو كونه من الملائكة إستناداً إلى صريح قول الله - جل وعلا - فى سورة الكهف: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ...). وهذا خبرٌ قطعى الدِلالة. وهذا مارجحه كثيرٌ من العلماء الأجلاء.
أما عن كونه من الملائكة لأنه أُمر معهم بالسجود لكنه أبى واستكبر فلُعن وطُرد من الجنة ؛ فهذا كلامٌ فيه نظر لأنه يخالف صريح النص .
كذلك ؛ فإن الأمر بالسجود وإن كان أبليسُ داخلاً فيه ، فإن هذا لا يقتضى أن يكون هو من جنسهم ، فدخلوه فى الأمر إنما هو من باب الدخول بالتبعية.
فهو من الجن كما أخبر القرآن ، لكنه لوجوده للعبادة معهم أثناء الأمر لهم بالسجود ؛ أصبح داخلاً معهم فى الأمر ضِمناً وتبعاً ، فلا تصح منه المخالفة.
وهذا كحالِ عالمٍ من العلماء دخل محاضرة بها جماعة من أهل التفسير وبينهم واحدٌ من أهل الحديث ؛ فطلب منهم قائلاً: أنصتوا يا أهل التفسير.
فهل يصح أن ينصت أهل التفسير وحدهم ولا يبالى صاحب الحديث بالطلب ؛ وهذا بحجة أن الأمر لأهل التفسير وهو ليس منهم؟
والإجابة البديهية: أن هذا لايصح. وإلا أصبح الأمر من باب عدم التأدب مع العلماء.
وإذا كان هذا لا يجوز مع العلماء تقديراً واحتراماً لهم ؛ فهل يجوز مع الله – تعالى – ." ولله المثل الأعلى ".
أقول: لعل ما أردتُ أن أقوله قد وصل.
والله أعلى وأعلم.
 
السلام عليكم ورة الله وبركاتة
اخي العزيز الدكتور عبدالحميد البطاوي اعتذر لك عن كلمة الاستعجال واوكد لك انك لست مقصود بها وانما المقصود هو اصل الموضوع اي وجود خلاف في هذا . كون انة يطرح سؤال هل ابليس من الملائكة هنا الاستعجال . فالسؤال يكون مقبول لو كان هل ابليس مع الملائكة ويبحث من خلال الايات والتفاسير التابعة لها .
انظر الى الايات الموجودة في سورة الحجر :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) .

باختصار البحث في سؤال مثل هذا لو اعتقدنا جواز طرحة يطول ويتشعب ويحتاج الى الاطلاع على الكثير من ايات القران التي يعتقد ان لاعلاقة لها بالموضوع وبتدبرها والاطلاع على تفسيرها قد يجلي الرؤية .

والله اعلم
 
ولعل الأقرب إلى الصواب إن لم يكن هو الصواب - والله أعلم - هو كونه من الملائكة إستناداً إلى صريح قول الله - جل وعلا - فى سورة الكهف: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ...). وهذا خبرٌ قطعى الدِلالة. وهذا مارجحه كثيرٌ من العلماء الأجلاء.
بارك الله فيكم أخي إبراهيم ، أنت تقصد قطعاً أنه من الجن ، ولكن وقع سبق قلم في كلامك .
وصريح الآية أنه من الجن .
وفقكم الله لكل خير .​
 
الصواب - والعلم عند الله تعالى - أن إبليس من الجن ، لهذه الأدلة :
1 - التصريح بذلك في آية سورة الكهف .
2 - أن مادة خلقه من النار ، ومادة خلق الملائكة من النور ، وشتان بين الأصلين .
3 - أن لإبليس ذرية ، والملائكة ليس لهم ذلك .
4 - الذرية لا تكون إلا من زوجة ، فلإبليس زوجة ، وليس ذلك للملائكة ، فهم لا يتزاوجون ولا يتناسلون ، ولا يوصفون بذكورة ولا أنوثة .
5 - أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ؛ وقد عصى إبليس - عليه لعنة الله .
وأما الاستثناء في قوله تعالى : ( إلا إبليس أبى ) ونظائرها ، فهو استثناء منقطع ، أي أنه ليس من نفس جنس المستثنى منه ، وأمثلته كثيرة ... والعلم عند الله تعالى .
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
وبعد ، يقول الشعراوي في تفسيره :
" {إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }[الحجر:31] ، وهكذا جاء الحديث هنا عن إبليس؛ بالاستثناء وبالعقاب الذي نزل عليه؛ فكأن الأمرَ قد شَمله، وقد أخذتْ هذه المسألة جدلاً طويلاً بين العلماء . وكان من الواجب أن يحكمَ هذا الجدلَ أمران:
الأمر الأول: أن النصَّ سيد الأحكام.
والأمر الثاني: أن شيئاً لا نصَّ فيه؛ فنحن نأخذه بالقياس والالتزام. وإذا تعارض نصٌّ مع التزام؛ فنحن نُؤول الالتزام إلى ما يُؤول النص.
وإذا كان إبليس قد عُوقِب؛ فذلك لأنه استثنى من السجود امتناعاً وإباءً واستكباراً؛ فهل هذا يعني أن إبليس من الملائكة؟
لا. ذلك أن هناك نصاً صريحاً يقول فيه الحق سبحانه :{ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ... }[الكهف:50]
وهكذا حسم الحق سبحانه الأمر بأن إبليس ليس من الملائكة؛ بل هو من الجنّ؛ والجن جنس مختار كالإنس؛ يمكن أن يُطيع، ويمكن أن يَعصِي.
وكونه سَمِع الأمر بالسجود؛ فمعنى ذلك أنه كان في نفس الحَضْرة للملائكة؛ ومعنى هذا أنه كان من قبل ذلك قد التزم التزاماً يرفعه إلى مستوى الحضور مع الملائكة؛ ذلك أنه مُخْتار يستطيع أن يطيع، ويملك أن يعصي، ولكن التزامه الذي اختاره جعله في صفوف الملائكة."
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكرني سؤالكم بكتاب قرأته زمان/ يحكي فيه قصة خلق الارض وكان تعجّ بالجنّ فأخذوا يفسدون فيها
فأمر الله عزّ وجل الملائكة ان يهلكوهم فأهلكوهم الا ابليس كانَ صغيراً فاخذوه معهم، وأخذ صفة الملائكة
فكان مطيعاً طاعة عمياء، وعندما أراد الله خلقَ آدم عليه السلام أمر ملك من الملائكة ان يقبض قلب الارض
وكانت الارض تتكلم، وعندما أستأذنها أبت ثمّ أعاد الكرّة وأبت ثم شكى ذلك الى الله فأمر ابليس فنزل فقبض قلب الارض
مع رفضها، فأصبحت لا تنتطق، ثمّ وضع قلب الارض بين يدي الله عزّ وجل، فالله تعالى اراد ان يخلق آدم من أغلى لبنة في الارض
وعندما خلقه كان من صلصال لا يتحرك واخذ ابليس يعاينه فرآه اجوف ونكته باصبعه في بطنه فكان مكان الصرّة وقال ما اضعف هذا المخلوق! حيث كان اجوف وبنيته طينيه ثم وبعدها نفخ الله عز وجل فيه الروح وأمر الملائكة ان يسجدوا له سجدوا الا ابليس أبى واسكبر حيثُ هو من جلب قلب الارض وكان
الطين حقيراً بين يديه فكيف يسجد له، فهنا نزع الله منه الرحمه وجرده من صفة الملائكية، وقيل كان خلقته نوراً بعد ان انضم للملائكة
ولكن اعوجّ لسانه وبدل ان يقول نوراً قال ناراً ... وهنا أن أمر الله اتمّ فيه وهو التجريد من صفة الملائكية وعاد كهيئته ناراً
وكان الكبر والغرور سبباً في خروجه من رحمة الله وأعلن ابليس عدائه لآدم وابناءه حتى يوم الدين ، فقال له عزّ وجل انك من المنظرين اي استجاب لطلب ابليس في ان يمهله حتى يوم الدين ليغوي جميع ابن ادم الا من كان من المتقين،


وبعدها اخبرني احدهم ان هذا الكتاب فيه من الاسرائيليات الكثير!! وامره مشكوك

والعلم عند الله

وباركَ الله فيكم وبكم على السؤال والجواب

 
لنتأمل هذا الاستثناء المنقطع :
{فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }[الحجر:30] ؛ ألا يدل قطعاًََ أن جميع الملائكة سجدوا ولم يبق منه أحد دون سجود .
{إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }[الحجر:31]؛ وأن هذا الذي أبى أن يسجد لم يكن من الملائكة ؟
وإلا فما معنى هذ التوكيد القوي (كلهم /أجمعون) ، والذي ذُكر في آية مستقلة هي الآية 30 من سورة الحجر وأعيد توكيده في آية أخرى مستقلة كذلك هي الآية 73 من سورة ص : {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } .وتتلوه الآية الموالية : {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ }[ص:74].
وكيف لم يُعط هذا المؤشر الدلالي حقه في فهم هذا المعنى ؟
هذه مجرد تساؤلات أريد أن أطرحها للتأمل .
والله أعلم وأحكم
 
جزاكم الله خيراً على هذا التوضيح
 
لنتأمل هذا الاستثناء المنقطع :
{فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }[الحجر:30] ؛ ألا يدل قطعاًََ أن جميع الملائكة سجدوا ولم يبق منه أحد دون سجود .
{إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }[الحجر:31]؛ وأن هذا الذي أبى أن يسجد لم يكن من الملائكة ؟
وإلا فما معنى هذ التوكيد القوي (كلهم /أجمعون) ، والذي ذُكر في آية مستقلة هي الآية 30 من سورة الحجر وأعيد توكيده في آية أخرى مستقلة كذلك هي الآية 73 من سورة ص : {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } .وتتلوه الآية الموالية : {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ }[ص:74].
وكيف لم يُعط هذا المؤشر الدلالي حقه في فهم هذا المعنى ؟
هذه مجرد تساؤلات أريد أن أطرحها للتأمل .
والله أعلم وأحكم
إذن متى صدر الأمر للّعين فعوقب على عدم السجود ؟
 
لنتأمل هذا الاستثناء المنقطع :
{فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }[الحجر:30] ؛ ألا يدل قطعاًََ أن جميع الملائكة سجدوا ولم يبق منه أحد دون سجود .
{إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }[الحجر:31]؛ وأن هذا الذي أبى أن يسجد لم يكن من الملائكة ؟
وإلا فما معنى هذ التوكيد القوي (كلهم /أجمعون) ، والذي ذُكر في آية مستقلة هي الآية 30 من سورة الحجر وأعيد توكيده في آية أخرى مستقلة كذلك هي الآية 73 من سورة ص : {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } .وتتلوه الآية الموالية : {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ }[ص:74].
وكيف لم يُعط هذا المؤشر الدلالي حقه في فهم هذا المعنى ؟
هذه مجرد تساؤلات أريد أن أطرحها للتأمل .
والله أعلم وأحكم
الاستثناء منقطع
ما بعده ليس من جنس ما قبله
 
قال الإمام البغوي :
وَاخْتَلَفُوا فِيهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: كَانَ إِبْلِيسُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَقَالَ الْحَسَنُ: كَانَ مِنَ الْجِنِّ وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى "إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ"(50-الْكَهْفِ) فَهُوَ أَصْلُ الْجِنِّ كَمَا أَنَّ آدَمَ أَصْلُ الْإِنْسِ، وَلِأَنَّهُ خُلِقَ مِنَ النَّارِ وَالْمَلَائِكَةَ خُلِقُوا مِنَ النُّورِ، وَلِأَنَّ لَهُ ذُرِّيَّةً وَلَا ذُرِّيَّةَ لِلْمَلَائِكَةِ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ (1) لِأَنَّ خِطَابَ السُّجُودِ كَانَ مَعَ الْمَلَائِكَةِ، وَقَوْلُهُ "كَانَ مِنَ الْجِنِّ" أَيْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ هُمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مِنَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْجَنَّةِ، وَقَالَ: قَوْمٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يَصُوغُونَ حُلِيَّ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَقِيلَ: إِنَّ فِرْقَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ خُلِقُوا مِنَ النَّارِ سُمُّوا جِنًّا لِاسْتِتَارِهِمْ عَنِ الْأَعْيُنِ، وَإِبْلِيسُ كَانَ مِنْهُمْ. وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى "وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا" (158-الصَّافَّاتِ) وَهُوَ قولهم: الملائكة 9/ب بَنَاتُ اللَّهِ، وَلَمَّا أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُعِلَ لَهُ ذُرِّيَّةٌ.
 
هل قال الله تعالى للملائكة:"اسجدوا"، أم قال:" يا ملائكة اسجدوا"؟
لو كان الأمر"يا ملائكة اسجدوا" لما كان إبليس من المخاطبين. ويبدو أن الأمر كان :"اسجدوا". وهذا ظاهر النص القرآني.وعليه يكون إبليس من المكلفين بالسجود لأنه من الجمع الحاضر عند الخطاب الذين خوطبوا بالأمر:"اسجدوا".
وبما أن القرآن الكريم يروي قصة الحدث والملائكة هم الكل المخاطب، يضاف إليهم إبليس، كانت الرواية: "وإذ قلنا للملائكة"، وهذا لا يعني مفهوم المخالفة، أن من كان من غير الملائكة لم يخاطب، لأن الأمر:"اسجدوا". وحتى لا يبقى الأمر ملتبساً علينا جاء ما يدل صراحة على أن الاستثناء هو استثناء منقطع بدليل:"إبليس كان من الجن".
 
كلهم أجمعون : تعبير قرآني له دلالته القوية على أن إبليس ليس من جنس الملائكة . يقول الراغب الأصفهاني في المفردات : عن المفردة القرآنية : (كل) والمفردة : (أجمع) :
" لفظ كُلٍّ هو لضمّ أجزاء الشيء ، وذلك ضربان :
أحدهما : الضّامّ لذات الشيء وأحواله المختصّة به ، ويفيد معنى التمام . نحو قوله تعالى : {وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ}[الإسراء:29]. أي : بسطا تامّا ...
والثاني : الضّامّ للذّوات ، وذلك يضاف ، تارة إلى جمع معرّف بالألف واللام . نحو قولك :
كُلُّ القوم ، وتارة إلى ضمير ذلك . نحو :
{فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}[الحجر:30] "
أما عن مفردة : (أجمعون ) فيقول : " جمعوا جنودهم . وجَمِيعٌ وأَجْمَعُ وأَجْمَعُونَ يستعمل لتأكيد الاجتماع على الأمر ، فأمّا أجمعون فتوصف به المعرفة ، ولا يصح نصبه على الحال. نحو قوله تعالى : {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [الحجر:30] "
فالآية القرآنية ورد فيها التأكيد على السجود ، وهذا التأكيد على رغم أنه مكرر إلا أن المعنى الذي يؤديه الأول ليس هو المعنى الذي يؤديه الثاني . فالملائكة سجدوا كلهم بذواتهم الملائكية ، كما أنهم سجدوا أجمعون ، حيث كان الإجماع على السجود ولم يتخلف أحد من الملائكة الذين أمرهم الله بالسجود . وأن إبليس ليس من جنس الملائكة ، فهو ليس ملَكا . وهذا ما يؤكده النص القرآني الصريح :
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }[الكهف:50]
هذا النص يؤكد صراحة أن المستثنى منقطع : الملائكة سجدت وإبليس ليس منهم ولكنه أُمر معهم بالسجود . لذلك كان السؤال : {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}[الحجر:32] ، المفروض عليه أن يسجد مع الملائكة لأنه أُمر بالسجود معهم وليس منهم .
والله أعلم وأحكم
 
ليس هناك ما يستدعي إشكالية أن إبليس مأمور بالسجود أم لا ، فالنص القرآني واضح في ذلك ، قال الله تعالى : [ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين ] وسواء قلنا أنه مأمور بالأمر العام ، أم كان له أمر خاص ، وإبليس لم يتعلل بأنه لم يؤمر ، بل قال : أنا خير منه .. والعلم عند الله تعالى .
 
عودة
أعلى