هل أسماء السور توقيفية فعلا؟

إنضم
30/01/2009
المشاركات
39
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم
أستسمح أحبتي الكرام من أهل القرآن وعلومه أن ألقي سؤالا آخر بعد سؤال تواتر القراءات،، وهو: هل أسماء السور توقيفية أم أنها ليست كذلك؟ أم أن بعضها هو كذلك دون البعض؟ فإنني لا أعرف فيها حديثا سوى ما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه من قوله: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ وَيَقُولُ لَهُ ضَعْ هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ وَالْآيَتَانِ فَيَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ) والحديث رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما وضعفه الألباني رحمه الله! والحديث بغض النظر عن ضعفه لا يثبت في أسماء السور شيئا، وإنما يثبت موضوعاتها وقضاياها.
أحبتي الكرام اعذروني فإنني لست مولعا بإثارة الشبه والعياذ بالله! وإنما السر في الأمر أنني أشتغل بإنجاز دراسة حول كتاب الله، فأحتاج إلى الانطلاق من بعض المقدمات الثابة. ولذلك سألت من قبل عن تواتر القراءات، وأسأل الآن عن توقيفية أسماء السور من عدمه.
والإشكال الآن عندي هو: هل من أدلة صحيحة على توقيفية أسماء السور؟
ولكم من الله الجزاء الأوفى..
أخوكم عبد الله المدني المغربي
 
السلام عليكم و بعد
إن موضوع توقيفية أسماء السور من الموضوعات التى شغلت بالى إلى حد ما ... و الذي يمكن استحضاره و نحن نتحدث عن توقيفية أسماء السور هو معنى الأمرالتوقيفي ....
الأمر التوقيفي (عكس توفيقي) مأخوذ من الوقف و الوقوف و معناه التوقف عند الأمر حتى يكون لنا عليه برهان شرعي و بالضبط برهان نصي يعنى الكتاب أو السنة و هو ما يعبر عليه الأصولين بأن الأصل فى العبادات التوقيف ... إذا هو الشيء الذي لا يقتضيه العقل و لا تطرده العادة ...
هذا و إذا تأملنا اجتهاد بعض الصحابة فى تسمية بعض السور من غير توقيف (هناك أمثلة عديدة فى الإتقان لمن أراد المراجعة) شعرنا أن المسألة فيها سعة و أنه يمكن استنباط اسم لسورة من مقصدها أو موضوعها أو من كلمة تككرت فيها أو بالعكس كلمة لم تأتى فى القرآن إلا فى هذه السورة ... هذا بناء على فعل السلف... و لكن ... الذى يعكر على هذا هو مجيء بعض أسماء السور على خلاف القياس ....
.... فمثلا نجد سورة يوسف سمية بذالك لأنها احتوة على قصة يوسف و كذا نجد نفس الأمر بالنسبة لسورة نوح فى حين نجد مثلا سورة البقرة لم تسمي سورة بني إسرائيل أو سورة اليهود لأنها تحدثت عن اليهود نفس الشيء بالنسبة لسورة هود فإنها لم تذكر قصة هود إلا مع قصص لأنبياء آخرين فلم تكن قصة هود بأولى من الأخريات . أيضا فى سورة يونس لم يذكر الله قصة يونس إلا فى آية واحدة ثم نجد استطراد فى قصتي نوح و موسى .... فلماذا لم تسمى سورة نوح أو سورة موسى ؟؟؟
أظن أن الإشكالية واضحة و من له فائدة أو توجيه أو إجابة لما طرحت فليتصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين ...
و السلام
شهاب الدين - مرحلة الليسانس علوم إسلامية تخصص تفسير و دراسات قرآنية جامعة أبو بكر بلقايد * تلمسان - الجزائر * -
 
الأخوة الكرام:

قال السيوطي:"وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك".
ويقول الشيخ بسام جرار في كتاب دراسات في الفكر الإسلامي:"أسماء السور توقيفيّة. وهناك بعض السور لها أكثر من اسم توقيفي ثبت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل: سورة محمد وتسمّى القتال، وسورة غافر وتسمّى المؤمن، وسورة الإسراء التي تسمّى سورة بني إسرائيل. أما الأسماء التي هي من اجتهاد العلماء فلا يجوز إثباتها في المصحف، وكل ما أثبته العلماء في المصاحف من أسماءٍ للسور هو توقيفي".

ومعلوم أن عثمان رضي الله عنه قد أثبت أسماء السور في المصاحف ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة. ولم يُنقل أنهم قد تداولوا فيما بينهم ليضعوا للسور أسماء. وهذا يُغني عن التصريح بتسمية كل سورة، لأنهم أجمعوا على التسمية وأثبتوها في المصاحف من غير نكير أو اختلاف.
ثم إننا نجد الأحاديث الصحيحة تُصرح بالأسماء، مثل:"اقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران" رواه مسلم وأحمد وابن حبان وغيرهم.

ومن ينظر في الأسماء يجدها لا تقوم على قاعدة توحي باجتهاد الصحابة، بل إنك تعجب من تسمية سورة يونس مثلاً حيث لا نجد قصة يونس عليه السلام في سورة يونس، بل نجدها تتكرر ثلاثاً في غير سورة يونس، بل لم يرد اسم يونس في السورة بل قوم يونس في آية واحدة فقط.
وأخيراً: لا نجد ما يدل على الاجتهاد في تسمية السور إلا الأسماء التي لا تُكتب في المصاحف.
 
السلام عليكم ......... بارك الله فى الجميع
هناك مبحث آخر متعلق أيضا بهذا الموضوع و هو مبحث تسمية الآيات كآية الكرسي , و آية السيف , آية الرحمة و غيرها ......... فهل من مفيد ؟
و السلام

شهاب الدين - مرحلة الليسانس علوم إسلامية تخصص تفسير و دراسات قرآنية جامعة أبو بكر بلقايد * تلمسان - الجزائر * -
 
الأخوة الكرام:
قال السيوطي:"وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك".


السيوطي على جلالته وبراعته في جمع أقوال أهل العلم له أوهام كثيرة وإطلاقات لا تصح يخالفها هو في مواضع أخرى من كتبه.
لذلك ينبغي أن ينتفع بنقله وجمعه وتلخيصه، وينظر بعين بصيرة إلى حكمه في المسائل وإطلاقاته، فقوله: (وقد ثبت....إلخ)
أين مستند هذا الثبوت؟!!
ولم يخالف قوله هذا في الصفحات التي تلته ، ويسرد عدداً من الأسماء نعلم أنه لا دليل عليها في الأحاديث والآثار؟!
ودواوين السنة معروفة مشهورة ولا يصح أن يكون للسيوطي أدلة لم يطلع عليها العلماء

ودونك سورة النبأ على سبيل المثال ؟
أين ورد هذا الاسم في الأحاديث والآثار؟
وقد ذكرت في الرابط المشار إليه ما وقفت عليه من الأحاديث والآثار في اسم هذه السورة جردت فيه أكثر من ثلاثمائة كتاب من كتب السنة غير كتب التفسير وعلوم القرآن وغيرها من الفنون

ويقول الشيخ بسام جرار في كتاب دراسات في الفكر الإسلامي:"أسماء السور توقيفيّة. وهناك بعض السور لها أكثر من اسم توقيفي ثبت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل: سورة محمد وتسمّى القتال، وسورة غافر وتسمّى المؤمن، وسورة الإسراء التي تسمّى سورة بني إسرائيل. أما الأسماء التي هي من اجتهاد العلماء فلا يجوز إثباتها في المصحف، وكل ما أثبته العلماء في المصاحف من أسماءٍ للسور هو توقيفي".

لا يجوز أن يقال: (ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلا ما علم ثبوته بإسناد صحيح عن طريق النقل

وهذه قضية يقع فيها عدد من الباحثين يفهمون فهماً ما في بعض المسائل ويظنون أنه هو الصحيح وما عداه فهو خطأ ، فينسبون ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم باعتبار أنه لا يخالف الحق وبعضهم ينسبه للسلف وبعضهم يحكي فيه الإجماع بمجرد ما فهمه
وهذا خطأ منهجي .
نقل الإجماع له أصوله وضوابطه
والقول على النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مستنده النقل فيجب أنه يعتمد في ذلك على صحة الإسناد إليه
وإذا كان مستنده الفهم فليبين أن الباحث أن هذا فهمه هو ، ولا يتعجل بنسبته للنبي صلى الله عليه وسلم
ومعلوم أن عثمان رضي الله عنه قد أثبت أسماء السور في المصاحف ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة. ولم يُنقل أنهم قد تداولوا فيما بينهم ليضعوا للسور أسماء. وهذا يُغني عن التصريح بتسمية كل سورة، لأنهم أجمعوا على التسمية وأثبتوها في المصاحف من غير نكير أو اختلاف.

هذا مثال للفهم الخاطئ ونقل الإجماع عليه
فعثمان رضي الله عنه قد جرد المصحف من كل ما ليس بقرآن، وإنما أضيفت الأسماء والتحزيبات بعد ذلك بزمن

ثم إننا نجد الأحاديث الصحيحة تُصرح بالأسماء، مثل:"اقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران" رواه مسلم وأحمد وابن حبان وغيرهم.

نعم ثبتت بعض الأسماء بأحاديث وآثار ومع ذلك فقد سمي بعضها في المصاحف اختصارا بأسماء غير الأسماء المأثورة الثابتة بالأدلة الصحيحة
كما في سور العلق والإخلاص والنبأ وغيرها
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله الإخوة عني خير الجزاء.. والله إنه لنقاش مثمر مفيد! ولقد وجدت فيه مسالك إلى ما أريد.. بارك الله فيكم جميعا وتقبل منكم على اختلاف آرائكم ونقولكم.. آمين!
وكتبه صاحب السؤال الأصلي عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تجديد الشكر لجميع الإخوة، أحب أن أوجه سؤالا للأخ عبد العزيز الداخل رعاه الله، وهو: من وضع إذن أسماء السور في المصحف؟ وفي أي قرن حصل هذا؟
ولكم من الله الجزاء الأوفى..
أخوكم عبد الله المدني المغربي؟
 
الأخ الكريم الداخل حفظه الله
1. ورود أحاديث صحيحة متعددة تنص على أسماء عدد من السور يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور. أما الزعم بأنه سمى البعض من السور دون البعض الآخر فيحتاج إلى دليل.
2. عدم اختلاف الصحابة في الأسماء يؤكد ما قلناه في البند الأول. ومعلوم أن هناك من الأحاديث الموقوفة ما له حكم المرفوع ومن ذلك الأسماء المتعلقة بالسور لما عهد عن الصحابة من التزام شديد وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالقرآن الكريم.
3. هناك مخطوطات قديمة تزعم بعض المتاحف أنها ترجع إلى عهد عثمان رضي الله عنه كتبت فيها أسماء السور.
4. ما نص عليه من قبل العلماء من أن عثمان رضي الله عنه جرد المصاحف مما هو ليس بقرآن يخالف فيه البعض ويقولون بل فيه أسماء السور على خلاف مصحف أبي بكر رضي الله عنه.
5. ليس هناك من نص يصرح بأن الصحابة هم الذين سموا السور وعليه يبقى الأصل ما عرف في عهد الرسول عليه السلام من أسماء للسور.
6. اليوم يمكن اثبات التوقيف بوسائل علمية منها مثلاً ما توصل إليه الشيخ بسام جرار من أنّ سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف، والعدد 16 هو عدد كروموسومات ذكر النحل. وأن سورة الحديد هي السورة 57 وهذا هو الوزن الذري لنظير الحديد المغناطيسي. حيث النظائر المستقرة أوزانها: 56، 58،57 ولم تشذ سورة النمل والعنكبوت عن قاعدة سورة النحل.....الخ.
7. دراسة أسماء السور يؤكد أنها توقيفية، أي أنّ هناك أدلة داخلية زيادة على الدليل الخارجي. أي أن التوقيف لا يثبت بنص الحديث فقط بل يمكن اثباته بملاحظة النص القرآني بما هو أقوى من رواية آحاد الناس.
 
السلام عليكم و بعد
أخى أبو عمرو - حفظك الله - ... لقد استوقفتنى جملة من العبارات من مداخلتك فأردت أن أنبه نفسي - أولا - ثم قارؤو هذا الموضوع الشيق فأقول و بالله التوفيق
1 - قولك : " أما الزعم بأنه سمى البعض من السور دون البعض الآخر فيحتاج إلى دليل " يخالف ما هو المعهود لدى الأصوليين من أن المثبت هو المطالب بالدليل و بناءا
عليه فإن الذي يثبت لكل سورة اسما فعليه - هو - بالدليل أما الذي أثبت ما جاء فى السنة من تسمية لبعض السورة فقد وقف عند الدليل .
2- قولك : " ومعلوم أن هناك من الأحاديث الموقوفة ما له حكم المرفوع ومن ذلك الأسماء المتعلقة بالسور " يكون بعد أن نسلم بتوقيفية السور فما ذكرته - أخى الفاضل - هو كالنتيجة لترجيح توقيفية تسمية السور و هى المسألة التى حولها ندندن .
3- قولك : " هناك مخطوطات قديمة تزعم بعض ... " يتوقف على مصداقية هذه المخطوطات و صحة نسبتها .
4- قولك : "ليس هناك من نص يصرح بأن الصحابة هم الذين سموا السور " أيضا لا يوجد هناك نص صريح صحيح بأن الرسول صلى الله عليه و سلم هو الذي سمى السور
5- قولك : "اليوم يمكن اثبات التوقيف بوسائل علمية ... " يبنى على ما يسمى بالإعجاز العددي و هو - فى نظرى - مردود جملتا و تفصيلا لأنه يعتمد أساسا على عد السور و الآيات و الكلمات و الحروف و تحزيب الأجزاء و الأرباع و و و و كل هذه الأمور محل خلاف بين العلماء سلفا و خلفا و لا يمكن بناء إعجاز - خاصة المتعلق بالقرآن - على شيء مختلف فيه أصلا ... و لو سلمنا جدلا اعتبار ما يسمى بالإعجاز العددى فإن الخلاف أيضا واقع عند علماء الطبيعة و الأحياء و الفلك فى بعض ما نظنه مسلمات كبعض المعطيات العددية فى الجدول الذري للمادة - مثلا - فلا يمكننا و الحالة هذه إلزام غيرنا - من الكفار - بشيء لم يتفقو عليه أصلا .
6- قولك : " وأن سورة الحديد هي السورة 57 وهذا هو الوزن الذري لنظير الحديد المغناطيسي . . . " السورة إسمها سورة الحديد و ليست سورة المغنطيس . . . لأن الوزن الذري للحديد بالظبط هو 56.864 و ليس 57 الذي هو النظير isotop و هو نفسه النغنطيس
؟؟؟ .
7- قولك : " والعدد 16 هو عدد كروموزومات ذكر النحل ... " إذا سلمنا أن قوله عز و جل : و إذ أوحينا إلى النحل أن اتخذي .... " أنهم - أعنى النحل - كلهم ذكور ... و قد تتعجب من هذا الإلزام و وجهه أن عدد الكروموزومات عند النحل يتغير من الملكة و العاملة إلى الذكور فعند الملكة عدد كروموزوماتها هو الضعف أي 32 كروموزوم ... أظن المشكلة واضحة ... ثم لماذا لم تأتي سورة الإنسان فى الترتيب 48 الذى يوافق عدد كروموزوماته ؟؟؟ و لكنه جاء فى الترتيب 76 ؟؟؟ نفس السؤال بالنسبة لسورة البقرة و النمل و العنكبوت ...
8- قولك : " أي أنّ هناك أدلة داخلية زيادة على الدليل الخارجي " لا أظنه مصطلح اعتاده العلماء أعنى " دليل خارجي " و " دليل داخلي " و إن كان قد تبين لى ما تقصده لكن إلتزام المصطلحات العلمية أسلم عند النقاش .
9- قولك : " يمكن اثباته بملاحظة النص القرآني " و هذا ما يسميه علماء الأصول " الدلالة الظنية " و لو كان النص يقيني الثبوت كالقرآن أو السنة المتواترة .
10- أفيدك علما أن دلالة خبر الآحاد - و إن كان ظني الثبوت على الصحيح من قولي العلماء - قد تكون يقينية أو ظنية بحسب ظهور وجه الإستدلال من خفائه و عليه فإنه يقدم خبر الآحاد يقيني الدلالة على النص القرآني ظني الدلالة كما هو محرر فى مظامه من كتب الأصول فقولك : " بملاحظة النص القرآني بما هو أقوى من رواية آحاد الناس " مجانب للصواب - نوعا ما - .
أخيرا أنصح نفسي أولا ثم القارئين لهذه السطور أن نطلب من كل فن من الفنون الشرعية أهم ما فيه ثم من كان له ميل لعلم من العلوم أن يتخصص فلا يحسن بالمفسر أن يجهل القواعد الأصولية أو القضايا اللغوية و غيرها من العلوم المساعدة ....
هذا و أرجو من الأخ الفاضل أبو عمرو أن يتقبل منى هذه الملحوظات على أنها هدية
و لا أدعى الصواب بل هى محتملة للصواب ليس إلا .
و السلام
شهاب الدين - مرحلة ليسانس علوم إسلامية - تخصص تفسير و دراسات قرآنية - جامعة أبو بكر بلقايد - تلمسان - الجزائر
 
الأخ الكريم شهاب الدين حفظه الله
تلقيت هديتك بقبول ، واسمح لي أن أجلي بعض الأمور حتى لا يلتبس الأمر نظراً لقصور العبارات، والرغبة في المرور السريع في مثل هذه المنتديات.
1. عند دراسة تاريخ تدوين القرآن الكريم في المصاحف نلاحظ أن العلماء يقتصرون على الرواية. ومعلوم أن الروايات الصحيحة في هذا الباب مقتضبة وغير مفصلة مما أدى إلى اختلاف في بعض المسائل. والذي ندعو إليه أن يتم ملاحظة النص نفسه واستنطاقه للوصول إلى مسار ثان يؤيد الرواية الصحيحة أو يكملها ولا يناقضها. وهي منهجية يدعو إليها الشيخ بسام جرار، فعندما يختلف العلماء في توقيف رسم المصحف مثلا لماذا لا يبحثون عن المرجح في الرسم نفسه.
2. عندما تصلنا المصاحف وقد كتبت فيها أسماء السور، وعندما نجد أن بعض هذه الأسماء مطابقة لروايات صحيحة. وعندما نعلم أن السور كانت لها أسماء في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا وقّافين عند النص، وعندما لا نجد رواية صحيحة تقول إن الصحابة هم الذين أطلقوا الأسماء على السور، وعندما نجد أن أسماء السور تقول لنا إن احتمال الاجتهاد فيها أبعد من بعيد، وعندما نعلم أن مثل هذه المسألة لا بد أن تنقل إلينا لو تم فيها النقاش بين الصحابة قبل أن يستقر الأمر على أسماء بعينها. عندما نعلم كل هذا يصبح النافي هو المطالب بالدليل وليس المثبت.
3. قد توجد مخطوطات لا تكتب فيها الأسماء وأخرى تكتب فيها أسماء السور، عندها تكون الحجة في المخطوطة التي فيها زيادة علم. ولا أكتمك أنني قد قلت في مداخلتي إن هناك من يزعم على الرغم من اطلاعي على كتب متخصصة نقلت مثل هذه المخطوطات. ولكنني آثرت مثل هذا التعبير احتياطاً.
4. الأجزاء والأحزاب والأرباع ليست محل خلاف هنا. أما الرسم العثماني فهو توقيفي في نظر الجمهور وكذلك أسماء السور وترتيبها. وما علينا أن نأخذ بقول الجمهور عندما نجد مرجحات تتعلق بالعدد أو غيره من المكتشفات المعاصرة.
5. تقول إن الوزن الذري للحديد هو 56.8 وقد بين الشيخ بسام جرار أن الوزن الذري يتعلق بعدد البروتونات والنيوترونات، وبما أن عدد البروتونات والنيوترونات لا يكون إلا عدداً صحيحاً فإن ما ذكرته لا يتعلق بالبنية الذرية لعنصر الحديد وإنما يتعلق بنسب انتشار نظائر الحديد في الطبيعة، وهذا قضية مدرسية. والنظائر المستقرة غير المشعة أوزانها 56، 57، 58 وهذا متفق عليه علمياً . وتضيف بعض الكتب العلمية نظيراً رابعا. وعندما قلت في المداخلة إن النظير 57 له خاصية مغناطيسية كنت أعطي معلومة لا أكثر.
6. أوضح الشيخ بسام في بحوثه العددية أن ترتيب سورة النحل في المصحف هو 16 وأنّ هذا هو عدد كروموسومات ذكر النحل. أما الأنثى فعدد الكروموسومات هو 32 وهذا يعني أن هناك مخلوقاً كامل الخلق عدد كروموسوماته 16 أي أن الـ 16 هو الأساس، فعندما تضع الملكة البويضات تكون 16 فإذا لم تلقح من قبل الذكر تخرج منها الذكور، فإذا لقحت تخرج الإناث.
7. سألت عن سورة الإنسان والبقرة والنمل والعنكبوت، والمنطق السوي يلزمنا بالنمل والعنكبوت لأنها حشرات كالنحل، وقد وجد الشيخ بسام جرار أن هناك ذكر نمل كروموسوماته 27 وهذا ترتيب سورة النمل في المصحف. ووجد أن هناك ذكر عنكبوت عدد كروموسوماته 29 وهذا ترتيب سورة العنكبوت. وتصبح الصورة أكثر وضوحاً وإشراقاً عندما نقرأ البحوث كاملة ومتسلسلة.
 
لو كانت تسمية السور اجتهادية وشخصية لكان الأولى تسمية إحدى سور القرآن بسورة الإبل ، ولا يخفى على أحد ما كانت الإبل تعنيه لهم .. علما أن لفظ " الإبل " قد ورد في القرآن .. وهذا مسوغ آخر .
والله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك رسالة علمية للأخت منيرة الدوسري بعنوان اسماء سور القرآن وفضائلها واعتقد أنها ناقشت هذه المسألة والعلم عند الله .
 
توقيفيفة أسماء السور

توقيفيفة أسماء السور

اسماء السور اختلف فيعا العماء مابين قاءل بالتوقيف وفا\ل بالتوفيق زااريد النأكيد عليه في هذا الباب عة مايلي ـ
ـ إن الذي يظهرمن واقع سور القرآن الكريم أنها توقيفية ، والذي يدل على ذلك مجموعة امورمنها :
ـ ورود أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صرحا فيها باسم بعض السور ،منها سورة البقرة وآل عمران والاخلاص والنساء وعيرها من السور
ـ أن أسماء السور كما هي عليه الآن في المصحف كانت معلومة لدى الصحابة الكرام رصوان الله عليهم مما يدل دلالة قاطعة أنهم تلقوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ لو كانت توفيقية لوفع خلاف كبير بين السلف الكرام في اختيار اسماء السور نظرا لتعدد العوامل النمرجحة لاختيارها اسماء .
ـ بقي أن أشير أن هذا كله لم يمنع من إ طلاق أسماء اجتهادية على بعض السور لكن المعول عليه هو ما نشر في المصاحف ، والذي يتأمل تلك الأسماء ويلاحظ العلاقة بينها وبين مصمون السور يلاحظ عجبا و لقد أعجبتني دراسة وققت عليها بعنوان البعد الحضاري لأسماء سوؤ القرآن الكريم والله تعالى أعلم
كانب هذه السطور سعيد يوعصاب دبلوم الدراسات العليا في الدرسات القرآنية
ا
 
بصراحة استغرب من عدة امور :
الاول :كيف يقال ان الصحابة اتفقوا على الاسماء؟وانها توقيفية , وقد وقع الخلاف في التسمية مثال ذلك :قال ابن كثير:


سُورَة الْفَاتِحَة . يُقَال لَهَا الْفَاتِحَة أَيْ فَاتِحَة الْكِتَاب خَطًّا وَبِهَا تُفْتَح الْقِرَاءَة فِي الصَّلَوَات وَيُقَال لَهَا أَيْضًا أُمّ الْكِتَاب عِنْد الْجُمْهُور ذَكَرَه أَنَس , وَالْحَسَن وَابْن سِيرِينَ كَرِهَا تَسْمِيَتهَا بِذَلِكَ قَالَ الْحَسَن وَابْن سِيرِينَ إِنَّمَا ذَلِكَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَقَالَ الْحَسَن الْآيَات الْمُحْكَمَات هُنَّ أُمّ الْكِتَاب وَلِذَا كَرِهَا أَيْضًا أَنْ يُقَال لَهَا أُمّ الْقُرْآن وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عِنْد التِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ - قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ أُمّ الْقُرْآن وَأُمّ الْكِتَاب وَالسَّبْع الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم " وَيُقَال لَهَا " الْحَمْد " وَيُقَال لَهَا " الصَّلَاة " لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبّه " قَسَمْت الصَّلَاة بَيْنِي وَبَيْن عَبْدِي نِصْفَيْنِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْد الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ قَالَ اللَّه حَمِدَنِي عَبْدِي " الْحَدِيث . فَسُمِّيَتْ الْفَاتِحَة صَلَاة لِأَنَّهَا شَرْط فِيهَا وَيُقَال لَهَا " الشِّفَاء " لِمَا رَوَاهُ الدَّارِمِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد مَرْفُوعًا " فَاتِحَة الْكِتَاب شِفَاء مِنْ كُلّ سُمّ" وَيُقَال لَهَا " الرُّقْيَة " لِحَدِيثِ أَبِي سَعِيد فِي الصَّحِيح حِين رَقَى بِهَا الرَّجُل السَّلِيم فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَمَا يُدْرِيك أَنَّهَا رُقْيَة " ؟ وَرَوَى الشَّعْبِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ سَمَّاهَا " أَسَاس الْقُرْآن" قَالَ وَأَسَاسهَا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم وَسَمَّاهَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ " بِالْوَاقِيَةِ " وَسَمَّاهَا يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير " الْكَافِيَة " لِأَنَّهَا تَكْفِي عَمَّا عَدَاهَا وَلَا يَكْفِي مَا سِوَاهَا عَنْهَا كَمَا جَاءَ فِي بَعْض الْأَحَادِيث الْمُرْسَلَة" أُمّ الْقُرْآن عِوَض مِنْ غَيْرهَا وَلَيْسَ مَنْ غَيْرهَا عِوَض مِنْهَا " وَيُقَال لَهَا سُورَة " الصَّلَاة وَالْكَنْز " ذَكَرَهمَا الزَّمَخْشَرِيُّ فِي كَشَّافه .

اذا يوجد خلاف . الان نسئل من قال توقيفية : ما دليل انها توقيفية ؟اقصد دليل شرعي . اما الارقام وما شابهها فقد تكون من حكم الله عز وجل توافقات ولكن هذا ليس دليلا .
فمرة يستخدموا عد الارقام ومرة الكروموسومات ؟ اليس غريبا .لماذا كروموسومات ذكر النمل !!! ولماذا لم يفعل ذلك في سورة البقرة ليأخذ عدد كروموسومات العجل ؟



ثم اني اذكر ان الطبري رحمه الله يقول في سورة البقرة :"السورة التي يذكر فيها البقرة"وفي الفاتحة :"فاتحة الكتاب "


والتسميات معلومة بالسبع الطوال والمثاني ونحوها ... والاحاديث في هذا المجال معروفة




وقال ابن القيم بعد ذكر اصحاب النبي :
ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم * في سورة الفتح المبين العالي
وبرابع السبع الطوال صفاتهم * قوم يحبهم ذوو إدلال
وبراءة والحشر فيها وصفهم * وبهل أتى وبسورة الأنفال


مع انه معلوم ما كان توقيفيا لا يجوز الاجتهاد به وتغيره .

استغرب على اي شيء يعتمد من يقول ان عثمان ذكر اسماء السور قبلها !!
لم تكن منقطة ولا مشكولة ولا مرقمة .
 
الأخ الكريم مجدي
نحن نتكلم عن الأسماء التي تكتب في المصاحف، وليس الأسماء التي تشير إلى موضوعات السور البارزة. وما ذكرته من مثال ليس فيه خلاف فهي الفاتحة ولكن ما زاد على ذلك فمنه ما هو توقيفي ومنه ما هو اجتهادي. ونعم لا يجوز إن ندون في المصحف اسم سورة لم يرد فيها توقيف.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تجديد الشكر لجميع الإخوة، أحب أن أوجه سؤالا للأخ عبد العزيز الداخل رعاه الله، وهو: من وضع إذن أسماء السور في المصحف؟ وفي أي قرن حصل هذا؟
ولكم من الله الجزاء الأوفى..
أخوكم عبد الله المدني المغربي؟

أخي الكريم إليك وإلى من يعنيهم بحث هذه المسألة بعض النقول استللتها لضيق الوقت عن التقصي مع أن المسألة بينة ظاهرة ولله الحمد .

قال النووي في المنهاج: (مَا أُثْبِتَ فِي الْمُصْحَفِ الْآنَ مِنْ أَسْمَاءِ السُّوَرِ وَالْأَعْشَارُ شَيْءٌ ابْتَدَعَهُ الْحَجَّاجُ فِي زَمَنِهِ).
وقال ابن أبي النجا المقدسي صاحب الإقناع من الحنابلة في البسملة: (هي آية من كل سورة إلا براءة لإجماع الصحابة على إثباتها في المصحف بخطه أوائل السور سوى براءة، دون الأعشار وتراجم السور والتعوذ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَلِهَذَا أَمَرَ الصَّحَابَةُ وَالْعُلَمَاءُ بِتَجْرِيدِ الْقُرْآنِ وَأَنْ لَا يَكْتُبَ فِي الْمُصْحَفِ غَيْرُ الْقُرْآنِ فَلَا يُكْتَبُ أَسْمَاءُ السُّوَرِ وَلَا التَّخْمِيسُ وَالتَّعْشِيرُ وَلَا آمِينَ وَلَا غَيْرُ ذَلِكَ وَالْمَصَاحِفُ الْقَدِيمَةُ كَتَبَهَا أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ وَفِي الْمَصَاحِفِ مَنْ قَدْ كَتَبَ نَاسِخُهَا أَسْمَاءَ السُّوَرِ وَالتَّخْمِيسَ وَالتَّعْشِيرَ وَالْوَقْفَ وَالِابْتِدَاءَ وَكَتَبَ فِي آخِرِ الْمُصْحَفِ تَصْدِيقَهُ وَدَعَا وَكَتَبَ اسْمَهُ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ).
وقال ابن كثير في مقدمة تفسيره: (واختلفوا في الشكل والنقط فمن مرخص ومن مانع، فأما كتابة السور وآياتها والتعشير والأجزاء والأحزاب فكثير في مصاحف زماننا، والأولى اتباع السلف الصالح)..
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن: (حدثنا يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر السراج ، قال : قلت لأبي رزين : أكتب في مصحفي سورة كذا وكذا؟
قال : لا ، إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيظنوا أنه من القرآن).
ورواه ابن أبي داوود.
وروى ابن أبي داوود في كتاب المصاحف عن الأعمش قال: سألت إبراهيم (وهو النخعي) عن التعشير في المصحف، وتكتب سورة كذا وكذا؛ فكرهه ، وكان يقول: جردوا القرآن)
وروى فيه أيضاً عن أبي حمزة الأعور قال: أتيت إبراهيم بمصحف لي مكتوب فيه سورة كذا ، وكذا آية، فقال إبراهيم: امح هذا؛ فإن ابن مسعود كان يكره هذا، ويقول لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس منه) .

ولابن عاشور في مقدمة تفسيره كلام عن هذه المسألة وللشيخ أحمد شاكر كذلك وفي فتاوى اللجنة الدائمة ولكن ضاق بي الوقت عن مراجعتها ولعل فيما ذكر كفاية
وهي مسألة لا أعلم فيها خلافاً بين المتقدمين ، أي لم أطلع على أن أحداً من المتقدمين زعم خلاف ذلك، بل إن مما يدل على ذلك اختلاف الفقهاء في كل مذهب في مسألة جواز كتابة أسماء السور في المصاحف، وما كانوا ليختلفوا في هذه المسألة لو كانت التسميات في المصاحف توقيفية ومن عمل الصحابة رضي الله عنهم.

إلا أن بعض متأخري فقهاء الشافعية أراد أن يجمع بين كلام النووي في المنهاج ، وكلام السيوطي في الإتقان فذهب إلى أن أسماء السور توقيفية وأما إثباتها في المصاحف فكان في زمن الحجاج ، وهو منهج خاطئ في الجمع

فالمسألتان منفكتان
- مسألة كتابة أسماء السور في المصاحف
- ومسألة تسميات السور
فالأولى مسألة تأريخية عمدتها النقل ، وقد ذكرت عدداً من النقول المفيدة بأن كتابة أسماء السور في المصاحف لم تكن من عمل الصحابة

- وأما المسألة الثانية وهي أسماء السور هل هي توقيفية أم هل هي اجتهادية
فهذه بينت لكم في الرابط في أول مشاركة لي تحقيقاً مفصلاً عنها وأرى الإخوة تجاهلوه وتجاهلوا النقاط التي وجهت إليهم أسئلة من خلالها
وبدأوا الخوض في الأدلة الداخلية - حسبما أسموه- وهي عند التحقيق لا قيمة لها ميزان الاستدلال العلمي الشرعي
 
الأخ الكريم الداخل حفظه الله
1. ورود أحاديث صحيحة متعددة تنص على أسماء عدد من السور يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور. أما الزعم بأنه سمى البعض من السور دون البعض الآخر فيحتاج إلى دليل.

2. عدم اختلاف الصحابة في الأسماء يؤكد ما قلناه في البند الأول. ومعلوم أن هناك من الأحاديث الموقوفة ما له حكم المرفوع ومن ذلك الأسماء المتعلقة بالسور لما عهد عن الصحابة من التزام شديد وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالقرآن الكريم.

أنا أستغرب من طريقتك في الاستدلال - عفا الله عنك - فإنك ركبت استدلالك من مقدمات لا تلازم بينها
المقدمة الأولى: ورود أحاديث صحيحة تنص على أسماء عدد من السور.
المقدمة الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور. (وتطورت إلى أنه سمى جميع السور)
المقدمة الثالثة: أن الصحابة لم يختلفوا في أسماء السور
النتيجة : أن أسماء السور المكتوبة اليوم في المصاحف توقيفية ثابتة النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذه طريقة في الاستدلال عجيبة وغريبة جداً ، ولعلك لم تعن بقراءة كتب العلماء المتقدمين وأعجبت بالنظريات الحديثة ودلالاتها الإشارية فأثر ذلك في بحثك العلمي.


فالمقدمة الأولى صحيحة ولكن لا تستلزم أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى جميع السور ونقلت إلينا.
ونحن نعلم أن الدين محفوظ والنبي صلى الله عليه وسلم بين لأمته ما يحتاجون إليه في أمور دينهم وسنته صلى الله عليه وسلم محفوظة
ولو كانت التسميات المشتهرة اليوم لبعض السور مأثورة لعلمنا أدلتها في دواوين السنة.

فلذلك لا تلازم بين المقدمة الأولى والمقدمة الثانية في صورتها النهائية ، وأما في صورتها المبدئية فلا تفيد شيئاً في الاستدلال.

وأما المقدمة الثالثة فغير صحيحة لثبوت الاختلاف عن الصحابة في أسماء بعض السور

والأكبر من ذلك أنها بعيدة عن اقتضاء النتيجة التي تريد التوصل إليها.

أضف إلى ذلك - وهي نقطة مهمة جداً - وهي أن بعض السور وردت في أسمائها أحاديث صحيحة لكنها كتبت في عدد من المصاحف بغير تلك الأسماء الواردة في الأحاديث الصحيحة كما مثلت لك بسورة النبأ والنصر والعلق وغيرها
فلم كتبت بغير ما سماها به النبي صلى الله عليه وسلم؟

3. هناك مخطوطات قديمة تزعم بعض المتاحف أنها ترجع إلى عهد عثمان رضي الله عنه كتبت فيها أسماء السور.

هذا أمر لا يعول عليه ، بل هو أضعف حالاً بكثير من كثير من الوجادات

4. ما نص عليه من قبل العلماء من أن عثمان رضي الله عنه جرد المصاحف مما هو ليس بقرآن يخالف فيه البعض ويقولون بل فيه أسماء السور على خلاف مصحف أبي بكر رضي الله عنه.

آمل أن تبين لي من قال هذا من أهل العلم المتقدمين، ودعك ممن فهم ذلك من كلام السيوطي، فقد بينت خطأ هذا الفهم في المشاركة السابقة.
وأظنك تقصد الكردي ورضوان المخللاتي

5. ليس هناك من نص يصرح بأن الصحابة هم الذين سموا السور وعليه يبقى الأصل ما عرف في عهد الرسول عليه السلام من أسماء للسور.
وما الذي عرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
هل هي الأسماء المعروفة اليوم؟!!
فأين الدليل على ذلك؟
أم هل هي الأسماء التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكتبت في المصاحف بخلافها؟

وأعجب أنك تريد أن تتوصل بهذا الاستدلال إلى أن أسماء السور الموجودة في المصاحف اليوم ثابتة النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم !!

وقد بينت أن بعض هذه الأسماء الموجودة اليوم ليست بمأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة
وإنما سميت بذلك اختصاراً ، والأمر في التسمية واسع إذ المراد من التسمية الدلالة على المسمى ولذلك تعددت الأسماء في الآثار عن الصحابة وفي مصاحف المسلمين

نعم كتبت بعض أسماء السور في المصاحف كما ورد في الأحاديث والآثار كسورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام ويوسف والروم والعنكبوت وغيرها
ولكن وردت أحاديث صحيحة في أسماء بعض السور وآثار عن بعض الصحابة وكتبت في المصاحف بخلافها كما سبق أن مثلت.

والخلاصة: أن الأمر في التسمية كالأمر في النقط والشكل وبيان عدد الآيات ونزول السورة هل هي مكية أو مدنية مما أدخل في المصاحف
فالعدد منه ما هو متفق عليه ومنه ما هو مختلف فيه كما هو معلوم بين أئمة القراءات
وكذلك المكي والمدني منه ما هو متفق عليه ومنه ما هو مختلف فيه
وقد أدخلت في بعض المصاحف وليست من القرآن ولا يزعم أحد من أهل العلم نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم

6. اليوم يمكن اثبات التوقيف بوسائل علمية منها مثلاً ما توصل إليه الشيخ بسام جرار من أنّ سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف، والعدد 16 هو عدد كروموسومات ذكر النحل. وأن سورة الحديد هي السورة 57 وهذا هو الوزن الذري لنظير الحديد المغناطيسي. حيث النظائر المستقرة أوزانها: 56، 58،57 ولم تشذ سورة النمل والعنكبوت عن قاعدة سورة النحل.....الخ.
7. دراسة أسماء السور يؤكد أنها توقيفية، أي أنّ هناك أدلة داخلية زيادة على الدليل الخارجي. أي أن التوقيف لا يثبت بنص الحديث فقط بل يمكن اثباته بملاحظة النص القرآني بما هو أقوى من رواية آحاد الناس.

هذه الطرق لا قيمة لها عند أهل العلم لأنها ليست قائمة على أصول الاستدلال العلمي ، أضف إلى أنه يدخلها التحكم بشكل ظاهر بين ، فالمقرر لها تجده يعتقد أمر ثم يتلمس له ما يؤيده من هذه المناسبات المتكلفة

وختاماً كتبت ما كتبت من باب التباحث العلمي فآمل أن لا يفسد للود قضية.
وأنا أعتذر للإخوة عن تأخري في الردود لانشغالي الشديد مع حرصي على تدارس العلم والمذاكرة مع إخواني في هذا الملتقى الكريم

وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وجعنا إخوة متحابين فيه متعاونين على طاعته .
 
الاخ عبد العزيز الداخل بارك الله فيك . لا اخفيك اني لم ادخل الربط الا قبل قليل. وهو بحث مفيد . ولكن للأسف اصبح الناس يتعصبوا للأقوال وللرجال واضيف اليه الأعداد او الارقام .
قال ابو العتاهية
اذا اتضح الصواب فلا تدعه ////فانك كلما جاورت الصوابا
وجدت له على اللهوات بردا////كبرد الماء حين صفا وطابا
وليس بحاكم من لا يبالي ///أأخطأ بالحكومة ام اصابا
 
الأخ عبد العزيز الداخل رعاه الله

أحسنت في التفريق بين كتابة الأسماء في المصاحف ومسالة التوقيف في أسماء السور.

أما قولك حفظك الله:" وأما المقدمة الثالثة فغير صحيحة لثبوت الاختلاف عن الصحابة في أسماء بعض السور". فأريد أن أعلم منك هل اختلفوا مثلا في اسم سورة الإسراء أم أنهم اتفقوا على هذا الإسم ثم أسماها بعضهم سورة بني إسرائيل لورود حديث بذلك؟ ألم يجمعوا على اسم الفاتحة مثلا مهما قالوا فيها من أسماء؟ هل اختلفوا في اسم سورة يس عندما سموها قلب القرآن؟
أريد أن أسأل ألم يجمعوا على أسماء بعينها؟ وهل وجود أسماء وراء هذا الإجماع يعني أنهم اختلفوا ولم يجمعوا؟ ألم ينقل هذا الإجماع إلينا ونجده في المصاحف؟ وأحب هنا أن أذكر بأن من أقسام الإجماع الإجماع السكوتي.

أما قولك حفظكم الله:" أضف إلى ذلك - وهي نقطة مهمة جداً - وهي أن بعض السور وردت في أسمائها أحاديث صحيحة لكنها كتبت في عدد من المصاحف بغير تلك الأسماء الواردة في الأحاديث الصحيحة كما مثلت لك بسورة النبأ والنصر والعلق وغيرها، فلم كتبت بغير ما سماها به النبي صلى الله عليه وسلم؟ "
هذا سؤال مهم:"فلم كتبت بغير ما سماها به النبي صلى الله عليه وسلم؟ " والجواب واضح أن ما كتب هو الأشهر والأثبت ولذلك كتب، أما أنهم يخالفون مع وجود النص فحاشاهم.
 
عودة
أعلى