هكذا عاشوا مع القرءان

ضحى

New member
إنضم
28/05/2011
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
2749alsh3er.jpg

هكذا عاشوا مع القرءان
كتاب جمعت فيه د.أسماء الرويشد –وفقها الله- قصصاً ومواقف لتدبر النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان،وكذلك تدبر من بعده من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من سلف هذه الأمة.
كما أوردت فيه قصصاً لتأثر بعض المعاصرين بالقرءان وتدبرهم له..

وسنقطف لكم من ثمار هذا الكتاب ، برسائل..فتابعونا
سائلة الله تعالى أن يتقبل العمل وينفع به ، والله المستعان ، وعليه التكلان ، والحمد لله رب العالمين

طريق الوصول إلى تدبر القرءان:
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز علاماتٍ وصفات ، تصف حقيقة تدبر القرءان الكريم وتوضحها بجلاء،يقول الله آمراً عباده بتدبر القرءان ،وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البديعة(أفلا يتدبرون القرءان)
وعند استعراض بعض حديث القرءان عن التدبر تحصل على عدة علامات منها:
1.اجتماع القلب والفكر عند قراءته.
2.فيض العين من خشية الله
3.زيادة الخشوع
4.السجود تعظيماً له
5.زيادة الإيمان ، مع الفرح والاستبشار به
6.وجل القلب خوفاً من الله تعالى
فمن وجد واحداً من هذه الصفات أو أكثر قد وصل إلى حال التدبر والتفكر بحسبه، أما من لم يحصل له أيُّ من هذه الصفات فنسأل الله ألاّ يحرمه من لذة تدبر القرءان الكريم

فضل التدبر وأهميته:
وأخرج الآجري في " حملة القرآن " عن ابن مسعود قال : لا تنثروه نثر الدقل ، ولا تهذوه هذ الشعر ، قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكون هم أحدكم آخر السورة .
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر؛ فإنه يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلاكه.

فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاجا إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرءان..

يتبع .. بإذن الله
 
بارك الله فيكم ، وجزاكم الله خيرا
فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاجا إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرءان..
وللإمام أبي حامد الغزالي كلام نفيس في ذلك فليرجع إليه .
 
شكر الله لك أ.أحمد

[FONT=ae_almothnna]الفرق بين التدبر والتفسير

هناك من يفهم التدبر للقرءان الكريم على أنه تفسير له فحسب،بينما التدبر هو ثمرة فهم القرءان وتفسيره،والذي ينبغي على أهل التدبر والتأمل في كلام الله أن يستعينوا بأقوال أهل العلم في تفسير كتاب الله ليكون تدبرهم وفهمهم متسقاً تماماَ مع مراد الله من كلامه!

فأما التفسير والتأويل فهو من اختصاص أهل العلم،قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام...فمن قال في القرءان برأيه فقد تكلّف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به،فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ،لأنه لم يأتِ الأمر من بابه،كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار،وإن وافق حُكمُه الصواب في نفس الأمر،لكن يكون أخف جرماً ممن أخطأ،والله أعلم"مجموع الفتاوى(13/370)"


أما التدبر ،فيقول تبارك وتعالى عنه في محكم كتابه(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)
أي :فهل من معتبر متعظ ، يتذكر فيعتبر بما فيه من العبر والذكر..



قال البقاعي:وهي إشارة إلى ارتفاع عذر من تعلق باستصعاب الأمور على زواجره وتنبيهاته ومواعظه،ويدّعي بعد ذلك استغلاقه،فقيل له:أنه ميسر قريب المرام...



[FONT=ae_almothnna]ثمرات تدبر القرءان الكريم وفوائده[/FONT]


يقول ابن القيم –رحمه الله-في فوائد التفكر والتدبر:

ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها:
*تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها
*وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغايتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما.
*وتجعل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة.
*وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه.
*وتحضره بين الأمم وتريه أيام الله فيهم.
*تبصره مواقع العبر.
* وتُشهده عدل الله وفضله.
* وتعرِّفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه
*وقواطع الطريق وآفاتها.
* وتعرِّفه النفس وصفاتها.
*ومفسدات الأعمال ومصححاتها.
*وتعرِّفه طريق أهل الجنة وأهل النار
*وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم.
*ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة.
*وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعن فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه."مدارج السالكين(1/485-486)"


[FONT=ae_almothnna]الثواب المرتّب على عدد الأحرف وغير المرتّب[/FONT]


لقد رتّب الشارع الحكيم على لسان الحبيب صلى الله عليه وسلم ثواباً على كل حرف يتلى من القرءان الكريم،فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة،والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول(آلم)حرف، ولكن ألف حرف،ولام حرف،وميم حرف"صحيح الترغيب والترهيب(2/77)



فأيهما أفضل وأثوب: التلاوة بمرتبة التحقيق مع قلة مقدار ما يتلى،أم التلاوة بمرتبة الحدر السريعة لتحصيل كثرة عدد الأحرف؟


تابعونا..
[/FONT]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم كتاب جميل يحكي تجارب واقعية عاشها ويعيشها كل من قرأ الكتاب أوسمع القرآن الكريم وقد قرأته قبل شهرين تقريبا
 
إن النظر إلى حديث ابن مسعود يسوق إلى أفضلية عدد الأحرف على التدبر،لكن الفاصل هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ،ففي صحيح البخاري عن قتادة قال :سألت أنساً عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال )يمد مداً)


وقال شعبة :حدثنا أبو جمرة قال : قلت لابن عباس: ( إن يرجل سريع القراءة ،وربما قرأت القرءان في ليلة مرة أو مرتين ،فقال ابن عباس :لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إليّ من أن أفعل ذلك الذي تفعل !! فإن كنت فاعلاً ولا بد فاقرأ قراءة تُسمع أذنيك ،ويعيها قلبك)


[FONT=ae_almothnna]ابن القيم رحمه الله يجيب :



يقول ابن القيم رحمه الله في كلام واضح نفيس:إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلّ وأرفع قدراً،وثواب كثرة القراءة أكثر عدداً،فالأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة ،وأعتق عبداً قيمته نفيسة ،والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم ،أو أعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة"زاد المعاد(1/339)"


وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم ليلة كاملة بآية واحدة يتدبرها،فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)


وروى القرطبي بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرءان إلا السورة أو نحوها ،ورُزُقوا العمل بالقرءان،وإن آخر هذه الأمة يقرؤون القرءان –منهم الصبي والأعمى-ولا يُرزقون العمل به.



[FONT=ae_almothnna]اختيار الإمام النووي رحمه الله:[/FONT]


قال النووي رحمه الله:والاختيارُ أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص،فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر،استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختلّ به المقصود من التدبر واستخراج المعاني ،وكذا من كان له شغل بالعلم وغيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة،يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه،ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل،ولا يقرؤه هذرمه.."نقله عن النووي ابن حجر في الفتح9/97"



[FONT=ae_almothnna]ما الفرق؟؟[/FONT]


والظاهر من فعل السلف أنهم كانوا يقيمون على السورة من القرءان الكريم يتعلمون ما فيها من الأحكام والعلم حتى تتشربها قلوبهم وعقولهم،ويدرجونها في أعمالهم حتى تكون واقعاً تألفه جوارحهم سليقة وتطبعا


فإذا قرأ أحدهم السورة من الطوال بعد هذا التدبر الطويل في ليلة واحدة كان تأثره بها شديداً،وتفاعله معها عظيما


كيف لا وقد أنفق في تدبرها السنين،وكابد في فهمها الليالي والأيام،وله عند كل حرف عِبرة وعَبرة،وفي كل كلمة فكرة وخلجة،أما أن يكون كل عهده بها هو تلاوتها هذرمة في ليلة واحدة دون أن يكون سلف منه تدبر لأجزائها وآياتها،فهذا هو المذموم.


[FONT=ae_almothnna]معالم على طريق تدبر القرءان الكريم..[/FONT]


سنقف مع ..(تخلية النفس من صوارف القلب عن التدبر )


وهي كثيرة ،لكنّ أهمها:


*أمراض القلوب بأنواعها.


*الإصرار على الذنوب والمعاصي.


*العجلة وعدم الترتيل عند التلاوة.


*حصر معاني الآيات المتلوة في الذين نزلت فيهم كالمنافقين أو الكفار.


*قصر الخشوع والتفكر في آيات العذاب والوعيد..


روى أبو النعيم الأصبهاني في الحلية بسنده، قال حدثنا سفيان بن عيينة قال :قال عثمان بن عفان له لو أن قلوبنا طهرت ما شبعت من كلام الله


وقال عثمان: ما أحب أن يأتي عليّ يوم ولا ليلة إلا أنظر في كلام الله ،يعني:القرآنَ في المصحف



تابعونا..


(من قصص الرسول صلى الله عليه وسلم

والسلف الصالح في تدبر القرءان الكريم)
[/FONT]
 
(من قصص الرسول صلى الله عليه وسلم
والسلف الصالح في تدبر القرءان الكريم)
اللهم أمتي أمتي!
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما،أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم(ربِّ إنهن أضللن كثيراُ من الناس فمن تبعني فإنه مني)الآية
وقوله في عيسى عليه السلام (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)
فرفع يديه وقال :اللهم أمتي أمتي! وبكى،فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد-وربك ألعم-فسله ما يبكيك؟
فأتاه جبريل عليه السلام فسأله،فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال،وهو أعلم،فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل :إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءُك.
"صحيح مسلم(1/132)"
أزيز الرحى
عن مطرِّف عن أبيه قال :رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء.
"صحيح أبي داود(1/170)،وصححه الألباني"
ابن عباس رضي الله عنه
قال ابن أبي مليكة:صحبت ابن عباس من المدينة إلى مكة،وكان يصلي ركعتين فإذا نزل قام شطر الليل يرتل القرءان حرفاً حرفا،ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب ،ويقرأ: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)،وروي عن شعيب بن درهم قال :كان في هذا المكان –وأومأ إلى مجرى الدموع من خديه يعني خديّ ابن عباس- مثل الشراك البالي من البكاء.
(عاملة ناصبة)
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعيش مع القرءان في كل حركاته وسكناته،ومن ذلك أنه مرّ بدير راهب فناداه:يا راهب ،فأشرف ،فجعل عمر ينظر إليه،ويبكي،فقيل له: يا أمير المؤمنين،ما يبكيك من هذا؟
قال ذكرت قول الله –عز وجل-في كتابه(عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية)
فذاك الذي أبكاني..
إحصاء شديد!
عن البراء بن سليم قال :سمعت نافعاً يقول:ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قد من آخر سورة البقرة إلا بكى:
(وإن تبدوا مل في أنفسكم أو تخفوه) ثم يقول :إن هذا لإحصاء شديد..
//
 
خطأ إملائي في الوقفات السابقة:
1.(وربك أعلم)
2.(وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه)

،،،،،


الخوف من العقوبة


عن عكرمة رحمه الله قال: جئت ابن عباس يوما وهو يبكي، وإذا المصحف في حجره، فأعظمت أن أدنو، ثم لم أزل على ذلك حتى تقدمت فجلست، فقلت: ما يبكيك يا أبا عباس، جعلني الله فداك؟ قال: فقال: هؤلاء الورقات. قال: وإذا هو في "سورة الأعراف"، وذكر أصحاب السبت ،ثم قرأ ابن عباس: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ } قال: فأرى الذين نهوا قد نجوا، ولا أرى الآخرين ذكروا، ونحن نرى أشياء ننكرها ولا نقول فيها؟. قال: قلت: جعلني الله فداك، ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه، وخالفوهم وقالوا: { لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ } ؟ قال: فأمر لي فكسيت ثوبين غليظين.​



الحسن البصري


وقال محمد بن جحادة : قلت لأم ولد الحسن البصري: ما رأيت منه؟ فقالت: رأيته فتح المصحف، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان"شعب الإيمان/ للبيهقي(2/411"


اتق الله!!


خرج هارون الرشيد يوماً من مجلس الإمارة فاعترضه يهودي ، و قال له : اتق الله ، فنزل هارون الرشيد من على دابته و سجد على الأرض فقال له اتباعه ، أنه يهودى ، قال هارون : اتق الله !﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾​



فأين القرءان إذاً؟


هاهو الإمام أحمد عليه رحمة الله في مجلسه وبين تلاميذه، ويأتي سفيه من السفهاء فيسبُّه ويشتمه ويقرعه بالسب والشتم، فيقول طلابه وتلاميذه: يا أبا عبد الله ! رُدّ على هذا السفيه. قال: لا والله! فأين القرآن إذاً؟ (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً)


كان بإمكانه –رحمه الله – أن يرد عليه ،وما منع طلابه الانبراء له برد هو ما اعتادوا عليه من علمهم السابق بمنهج الشيخ –رحمه الله-في عدم مماراة هذا الصنف من الناس امتثالاً لهذه الآية العظيمة!!


(قصص معاصرة وقع لأصحابها تدبر في القرءان الكريم وعظةٌ بآياته)


سنسرد قصص ومواقف من الواقع الحديث،دون ذكر أسماء كاتبيها،تحدث بها أصحابها في بيان حالهم مع القرءان تدبرا وعملا..


أ/قصص تحكي تجارب أهل القرءان في تدبر آياته.​
 
التعديل الأخير:
أ/قصص تحكي تجارب أهل القرءان في تدبر آياته.

(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا)
هذه امرأة لم يرزقها الله ذرية،مرّت على ما استطاعت الوصول إليه من الأدوية الطبية والشعبية بلا فائدة،وكان زوجها ذات يوم يتحدث مع إمام المسجد فقال له:لِمَ لا تقرأ سورة نوح بحضور قلب،وتستغفر ما استطعت من الاستغفار؟
قالت:فجاء زوجي وأخبرني بذلك،ثم قال:ما رأيك أن ننفذ هذه الوصية؟
فرحبتُ بما قاله،وقرأنا سورة نوح بتدبر،وفيها قوله تعالى(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا*يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) وأكثرنا الاستغفار والدعاء بإلحاح وما هي إلا أشهر حتى بدأت أشعر بأعراض الحمل ،وذهبت إلى الطبيبة ،وكانت النتيجة أني حامل.

(مع الشيخ ابن جبرين-رحمه الله-)
موقف مؤثر يحدث به أحد طلبة الشيخ الشيخ عبد الله بن جبرين-رحمه الله- فيقول:
كنا تحديداً في عام 1420هـ،في درس بعد المغرب لفضيلة العلامة الجبرين –رحمه الله-على كتاب (شرح الزركشي) وصادف أن كانت السماء عصر ذلك اليوم تمطر مطراً شديداً لم تعهده العاصمة الرياض،واستمر المطر حتى موعد بدء الدرس،وقد أحسن إمام المسجد حين قرأ في الصلاة قوله تعالى(ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله..)
وبعد الصلاة جلس الشيخ لدرسه ،وكعادته:علّق قبل أن يبدأ على نزول المطر،وبيّن أنه رحمة من الله وفضل،واستشهد بحديث الطائف: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر،فمن قال مطرنا بفضل الله ورحمته فهو مؤمن بي كافر بالكوكب)ثم تلا الشيخ الآية التي قرأها الإمام،وظل يشرحها كلمةً كلمة وأورد الكثير من القصص والشواهد حتى أذن المؤذن للعشاء..
فلما بلغ تفسير قوله تعالى(وينزل من السماء من جبال فيها من برد)وافَقَ شرحهُ لها إرعاد السماء رعدةً سُمع لها دوي وقرع داخل المسجد،فأسهب في شرحها وفتح الله عليه وبفتح عظيم حتى أتى بأقوال السلف وأشعار العرب،وعلته خشية،وخنقته عبرة،وهو ما لم يكن من عادته،إذ كان غالباً ما يتمالك نفسه وتأثر بعض طلبة الشيخ كثيرا..وكان ذلك كله مع خرير ماء يسمع سقوطه من على نوافذ المسجد،وعشنا يومها روحانية رائعة عرَّفتنا حقاً قيمة الماء،وإبداع صنع الله في السحاب،بما تعجز عن إيصاله آلاف الأفلام الوثائقية الحديثة،التي تصف نزول المطر بالصوت والصورة.

حينما زار ملك الموت بيتي!!
زار ملك الموت بيتي عندما أراد اللله جل وعلا قبض روح فلذة كبدي،رحمه الله رحمة واسعة،وأفاض عليه من كرامته ورضوانه،ورأيت تلك الزيارة في رؤيا قبل تحقق المصيبة بثلاثة أيام،فكنت لا أعلم من سيأخذ؟وهنا كان الابتلاء والامتحان!!
وبعد ذلك قضى الله أمره في ولدي،فعلمت علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه،وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه!
اتجهت في هذه المحنة إلى كتاب الله ليسكن فؤادي المقطوع الفارغ من كل شيء إلا من ذكر الله،فقد كان للمصيبة ألم شديد كالسيف يقطع أوصالي قطعة قطعة،فوجدت-ولله الحمد-العلاج والراحة والسكينة والطمأنينة واليقين والصبر والرحمة والهداية وثمرات أخرى كثيرة،وجدتها في آيات الله وكتابه المبين.
كان لساني لا يفتر من دعاء الله أن يربط على قلبي كما ربط على فؤاد أم موسى،واستحضرت في نفسي الآية التي تصف حال أم موسى وهي ترمي بثمرة فؤادها في البحر يقول تعالى(وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين)
وقد جاءني الغوث بحمد الله،فأحسست بالثبات والرباط على قلبي،واستشعرت السكينة والهدوء في قلبي وجوارحي،فقلص دمعي،وازداد رسوخ عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر عندي،وما زلت أردد قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: إن العين لتدمع،والقلب يحزن،ولا نقول إلا مايرضي ربنا،وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون

يتبع-بإذن الله-
 
عودة
أعلى