نماذج من التفسير التطبيقي للقرآن.... أضف انموذجا

إنضم
19/07/2003
المشاركات
268
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .... أما بعد:

فإن أحدنا حين يقرأ في كتاب من كتب التفسير تمر عليه من اللطائف والفوائد القصص والشواهد ما يستحسنها ويستملحها ... ومن هذه اللطائف, تلك المواقف والأحداث التي تحصل للفرد أو للجماعة فيستشهد أحدهم بآية تطابق نفس الواقع المستشهد به. وهو ما قصدت به هنا (التفسير التطبيقي).
ما أجمل هذه النماذج وخصوصا أنها تدعو العبد إلى العمل بكتاب الله وتطبيقه, بل إنها أحيانا تصحح مسار الأمة.

ولعلي في هذا الموضوع أذكر شيئا من هذه النماذج,, وأنتظر من أعضاء الملتقى الأكارم التكرم بالمشاركة لتحصل الفائدة ويعم النفع.

وبسم الله أبدأ:
1. لعل من أروع النماذج ما حصل من الصديق رضي الله عنه حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم, وقام عمر خطيبا مهددا لمن يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات, فقام أبوبكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، من كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } [ آل عمران : 144 ] .

قال ابن عباس : والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها .

قال ابن المسيب : قال عمر : والله، ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعرفت أنه الحق، فعقرت حتى ما تُقُلِّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات .
فتأمل كيف ثبت الله هذه الأمة حين استشهد أبوبكر رضي الله عنه بهذه الآية في هذا الموقف.

2. ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق: أن وهب بن منبه رحمه الله سجن ثلاثة أيام فأتاه أحد الحضور فقال له يا أبا عبد الله ألا أسمعك بيتا من الشعر- يريد أن يسري عنه- فقال له : يا ولدي نحن الآن في طرف من عذاب الله , والله تعالى يقول: ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) فصام ثلاثة أيام, فقيل له ما هذا الصيام فقال: أُحدِثَ لنا الحبس فأخذتنا زيادة عبادة.

3. ذكر القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره عند قول الله تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً) (الاسراء:45)
بعدما ساق تفسير الآية قال: (قلت: ولقد اتفق لى ببلادنا الاندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا.
وذلك أنى هربت أمام العدو وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبى فارسان وأنا في فضاء من الأرض قاعد ليس يسترنى عنهما شئ، وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن، فعبرا عليَّ ثم رجعا من حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر: هذا ديبله – بمعنى جني باللغة الفرنسية-، يعنون شيطانا.
وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يرونى، والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك.

هذا ما وقفت عليه وفي انتظار المزيد من المشايخ والإخوة الفضلاء
 
لأخينا الشيخ عبد العزيز الضامر وفقه الله كتاب تنزيل الآيات على الواقع وهي رسالة ماجستير مفيدة في هذا الباب ..
 
موضوع طيب ومدارسة لطيفة ، ومن نماذج ما نحن بصدده:

عن ابن مسعود: أنه جيء بلبن فعرضه على جلسائه واحدًا واحدًا، فكلهم لم يشربه لأنه كان صائمًا، فتناوله ابن مسعود وكان مفطرًا فشربه، ثم تلا قوله تعالى { يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ } ، رواه النسائي، وابن أبي حاتم، من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عنه . ابن كثير

وذكر ابن المبارك عن فضالة بن عبيد في حديث ذكر فيه رجلين أحدهما أصيب في غزاة بمنجنيق فمات والاخر مات هناك، فجلس فضالة عند الميت فقيل له: تركت الشهيد ولم تجلس عنده ؟ فقال: ما أبالى من أي حفرتيهما بعثت، ثم تلا قوله تعالى: " والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا " الاية كلها.

وقال سليمان بن عامر: كان فضالة برودس أميرا على الارباع فخرج بجنازتى رجلين: أحدهما قتيل والاخر متوفى، فرأى ميل الناس مع جنازة القتيل إلى حفرته، فقال: أراكم أيها الناس تميلون مع القتيل ! فوالذي نفسي بيده ما أبالى من أي حفرتيهما بعثت، اقرءوا قوله تعالى: " والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ".{القرطبي}

ـ قوله تعالى: { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الجحيم } أي: إلى مقرهم من النار فإن في جهنم مواضع أعد في كل موضع منها نوع من البلاء فالقوم يخرجون من محل قرارهم حيث تأجج النار ويساقون إلى موضع آخر مما دارت عليه جهنم فيه ذلك الشراب ليردوه ويسقوا منه ثم يردون إلى محلهم كما تخرج الدواب إلى مواضع الماء في البلد مثلاً لترده ثم ترد إلى محلها ، وإلى هذا المعنى أشار قتادة ثم تلا قوله تعالى : { هذه جَهَنَّمُ التى يُكَذّبُ بِهَا المجرمون * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءانٍ } [ الرحمن : 43 ، 44 ] [ الرحمن : 34 ، 44 ] ويؤيده قراءة ابن مسعود { ثُمَّ إِنَّ } إذ الانقلاب أظهر في الرد أو المراد ثم إن مرجعهم إلى دركات الجحيم فهم يرددون في الجحيم من مكان إلى آخر أدنى منه {الآلوسي}

وعن النبي صلى الله عليه وسلم :« ما من امرىء مسلم يردّ عن عرض أخيه إلا كان حقاً على الله أن يردّ عنه نار جهنم يوم القيامة » ثم تلا قوله تعالى : { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ المؤمنين } .{الكشاف}

« عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأصبحت يوماً قريباً منه ، ونحن نسير ، فقلت : يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني عن النار . قال : » سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير؟ قلت : بلى يا رسول الله . قال : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين . ثم تلا قوله تعالى : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع . . . . . } . ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت : بلى يا رسول الله . قال : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد . ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت : بلى يا رسول الله . قال : كف عليك هذا ، وأشار إلى لسانه . قلت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال : ثكلتك أمك! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال : على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ « رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه . والله الموفق.
 
ومن هذه الأمثلة : ماذكره فخر الدين الرازي رحمه الله عند تفسيره لقول الله تعالى: ((( وَقَالَ لِلَّذِى ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِى عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِى السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ )))
حيث قال: ( والذي جربته من أول عمري إلى آخره أن الإنسان كلما عول في أمر من الأمور على غير الله صار ذلك سبباً إلى البلاء والمحنة والشدة والرزية وإذا عول العبد على الله ولم يرجع إلى أحد من الخلق ذلك المطلوب على أحسن الوجوه فهذه التجربة قد استمرت لي من أول عمري إلى هذا الوقت الذي بلغت فيه إلى السابع والخمسين فعند هذا استقر قلبي على أنه لا مصلحة للإنسان في التعويل على شيء سوى فضل الله تعالى وإحسانه ومن الناس )
 
من التطبيقات الجميلة المعاصرة على هذا الموضوع , مقالة قرأتها لأحد الكتاب المعاصرين الفضلاء : ابراهيم السكران أحيل إليها هنا مباشرة ,, وهي بحق جديرة بالقراءة ويبدو أن الكاتب استغرق وقتا في اعدادها وفقه الله
http://www.facebook.com/note.php?note_id=139560509396995&id=114161571927366&ref=mf
 
عودة
أعلى