نكت القراءة و الإقراء

إنضم
19/12/2010
المشاركات
60
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أما بعدُ
فمن أكثر من لازمتهم من مشايخي الشيخُ وليد عاطف حفظه الله تعالى وقرأتُ عليه لفترة تتجاوز الثلاث سنوات وكان
من أكثر ما يميز الشيخ – حفظه الله – أنه لا يتوقف عن السؤال أثناء القراءة فانطبعت هذه الصفة عليّ بعد ذلك عندما جلستُ للإقراء ،ومع تعدد مَن قرأتُ عليهم تكونت لديّ صورة واضحة عن مدارس الإقراء واختلاف توجهاتها فمن مجرد مستمع للطالب و آخر لا ينبه إلا على المخارج وثالث يهتم بالوقف و الابتداء فقط ، وهكذا
لهذا استعنتُ بالله تبارك و تعالى في أن أبدأ ختمة أذكر فيها فوائدًا و تصحيحا لبعض ما يقع فيه الطالب أثناء قراءته على شيخه ، كما أنها قد تضع بعض النقاط لمعلمي القرآن في إقراء طلابهم ،فالبحث ليس درسا في التجويد وإنِ اشتمل على بعض التنبيهات لها علاقة به ، ولكنه أقرب ما يكون لكُناشة فوائد ولكنها مرتبة على ترتيب المصحف
ولا أدعي فيها الكمال ولا الإتيان بما لم يأتِ به الأوائل ولكنها مجرد لبنة في صرح
وسأسير على منهجية معينة ، أجتهد قدر الإمكان أن لا أخالفها
1- سأقتصر في الكلام على رواية حفص عن عاصم ولن أتعرض للقراءات إلا فيما له علاقة بالكلام فقط
2- في الكلام عن الآيات :
أ- أبدأ بذكر الآية ثم ما يقع فيها من لحن في القراءة
ب- إن كان فيها نكتة في النحو أو اللغة ذكرتها { لا أتوسع ولا استطرد }
ت- أنبه على ما قد يُشكل في الآية من وقف و ابتداء وغالبا أذكر العلة مع ترجيحٍ إن احتجنا لذلك
ث- قد أذكر المتشابهات ولا أتوسع ولا أذكر تعليلات لذلك فلها كتبها، و أضَعُ ضوابطا للتفريق بينها أحيانا
3- كل ما ليس له علاقة بالقراءة أو الإقراء فالأصل عدم التعرض له إلا فيما ندر
4- لا أذكر كل خطأ يقع فيه الطالب فالموضوع ليس استقصائيا
5- لن أتعرض لشرح كل مفردة من الاصطلاحات
6- أخيرا، ما سأكتبه هنا عبارة عن تفريغ للكيفية التي أدير بها حلقة الإقراء عندي ومن قرأ عليّ من الإخوة يعلم ذلك
 
تنبيهات عامة
1- أكثر ما يخطئ فيه الطالب التفخيم و الترقيق فلابد من الاعتناء بهما لاسيما الحروف التي لها نظائر مرققة أو مفخمة مثل : { التاء و الطاء ، السين و الصاد ، الذال و الظاء ، الدال و الضاد }
2- لا يخرج من الأنف إلا الغنة فقط والميم و النون المخفتان على قول ،فالمدود كلها تخرج من الفم، والغنة من الخيشوم
3- ليس عندنا في العربية صوت الـــ { O } كالإنجليزية فاحترز من نطق واو المد على نفس الهيئة
4- الطاء والقاف ليسا مهموستين و كذلك الدال ، و التاء لا يظهر همسها إلا إذا كانت ساكنة
الاستعاذة و البسملة :
بسم الله : لا تُحذف الألف من {باسم } إلا بشرطين :
1- دخول باء الجر عليه
2- أن تُضاف للفظ الجلالة { الله }
لذلك فهي مثبتة في نحو : { فاذكروا اسم الله ، اقرأ باسم ربك }
سورة الفاتحة :
1- البسملة عند حفص آية من الفاتحة
2- من الأخطاء التي لا ينتبه لها الطالب عدم تنفسه بعد الوقف على رأس الآية وقبل الشروع في التي تليها فتجده يقرأ
{ الحمد لله ربّ العالمينْ // لا يتنفس // الرحمن الرحيم } وهذا يُسمى عند القراء سكتا وهو مقيد بالرواية والسماع
وذهب بعضهم إلى جواز وصل الآيات بالسكت ولكنه قول ضعيف
3- نستعينُ : فيها سبعة أوجه وقفا وهي :
- ثلاثة العارض مع السكون
- ثلاثة العارض مع الإشمام
- قصر العارض مع الروم
4- عليهم : بعضهم يريد بيان خفاء الهاء و همسها فيبالغ في نطقها فتخرج مجهورة
5- أحيانا يبالغ الطالب في إظهار غنة الميم و النون المظهرتين فتظهر الغنة مشددة
6- ولا الضالّين : بعضهم يبالغ في التشديد جدا فكأن فيها غنة، لام { الضالين } مثل لام { الله }
7- الأخطاء المعروفة : تفخيم المستقيم ، ترقيق صراط ، تفخيم اللام من صراط الذين ، قلقلة النون من أنعمت
 
سورة البقرة :
1- ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين: وقفان للقراء ، الأول على { لا ريب } و الثاني على { فيه }
والوقف الثاني أولى وأفضل لـــ
- قياسا على أول السجدة ، حمل الوقوف على نظائرها أولى كما ذكره ابن الجزري
- أنه يجعل الكتاب كله هدى بعكس الأول فيوهم أن الهدى محصور في بعضه دون بعض
2- يُنفقون: من الأخطاء المنتشرة جدًا استمرار ضمُ الشفتين عند نطق الإخفاء فتخرج الغنة كأنها مضمومة ، والصواب ضم الشفتين في الياء المضمومة ثم فكُّ الضم عند نطق النون
3- ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم و على أبصارهم غشاوة: الوقف على {سمعهم } ولا يصح الوصل :
- لأنه يوهم أن الغشاوة على القلب والسمع والله تعالى قال : " وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة " ففرق بين الختم و الغشاوة
- لو جاز الوصل لكانت غشاوة منصوبة لأنها مفعول به ، ولكنها مرفوعة لأنها مبتدأ مؤخر
4- في قلوبهم مرض: ميم مرض مرققة ، يقول ابن الجزري : والميم من مخمصة ومن مرض
5- ومن الناس من يقول ءامنا بالله و باليوم الآخر: لا يوجد غيرها في القرآن
وجاء في النساء و التوبة : لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
6- قالوا إنما نحن: ثلاثة مواضع في القرآن كلُّها في البقرة
7- وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامناوإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون:
من القواعد العامة فى الإبتداء أن لا تبدأ بقول الكفار أو الظالمين
تجد بعضهم لضيق نفسه يقف على { معكم} ثم يبدأ بــ { إنما نحن مستهزءون }
والبدء الصحيح من قوله : { وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا } فيكون الكلام على الحكاية
8- وإذا أظلم عليهم قاموا: انتبه لترقيق الهمزة من { أظلم }
9- يا أيها الناس اعبدوا ربكم: أول أمر في القرآن وجاء بالتوحيد
10- بسورة من مثله: قيل إنما جاءت مِن هنا لأنه أول تحدٍ وقع في القرآن ، فكـأن المعنى : ائتوا بأي سورةٍ آتيةٍ
11- تجري من تحتها الأنهار كلما رُزقوا منها: الوقف على { الأنهار } لأن الوصل يوهم أن جريان الأنهار مرتبط بالرزق فإذا رُزقوا جرت الأنهار وإلا فلا
12- هذا الذي رزقنا من قبلُ:عند الوقف على اللام لا تقلقلها
 
بارك الله فيكم،

بالنسبة لقولكم في المشاركة (2):
3- ليس عندنا في العربية صوت الـــ { O } كالإنجليزية فاحترز من نطق واو المد على نفس الهيئة

فيبدو أن الإشارة إلى حرف "O" بالإنجليزية قد أصبح هو الدارج عند تعليم النطق الصحيح لحرف الواو المدّية، فقد مر عليّ أكثر من مرة في دروس التجويد، ووجدت مثل هذا الشرح كذلك في أحد كتب تعليم التجويد، باستخدام الإشارة ذاتها للحرف "O" بالإنجليزية.

هل ورد في كتب السلف طريقة بديلة لشرح هذا اللحن في القراءة، دون الحاجة للرجوع إلى كيفية النطق بحرف أجنبي. أقصد، هل هناك شرح لهذا اللحن مما يغني الطالب عن الحاجة لمعرفة حرف "O" بالإنجليزية من الأصل، بحيث لا يصبح العِلم بلغة أجنبية ركن من أركان تعلم تجويد القرآن.

وجزاكم الله خير.
 
جزاكم الله خيرا

لا يخفى عليكِ أن التجويد علم صوتي معتمد على المشافهة ، فذِكْر حرف { o } هو تقريب للقارئ وإلا فالأصل أن ينبهه شيخه على الصوت الصحيح

والبديل لذلك هو توصيفها بكلمات دارجة عامية ،

فمثلا عندنا في مصر ننطق الواو من { صوت } تماما مثل الـ { O } لأننا نضم الصاد فتكون الواو مدية مفخمة

و نجد في كتب السلف تنبيهات على نطق حروف مثل الأعاجم كالفتح المبالغ فيه و غير ذلك

والله أعلم
 
1- يستحي : لا يوقف عليه إلا اختبارا ، و الوقف بيائين لا بياء واحدة
2- مثلًا ما بعوضةً: الوصل أولى من الوقف على { ما } أو {بعوضة } ، فعدم تقدير وجوه إعرابية أولى من تقديرها
3- فما فوقها : قيل المراد بفوقها في الصغر و قيل أكبر منها
4- يحيــيكم : المدُ في الياء الثانية مدّ تمكين وضابطه أن تقع ياء أو واو مدية بعد متحركة وكذلك أيضا أن تقع ياء مدية بعد ياء مشددة مثل : النبيّــــين

5- وهو بكل شيء عليم : لا يُسكِّن حفص الهاء ، بل يضمها
6- وإذ قال ربك : لا تُقلقل الذال
7- خليفة : أي قوم يخلف بعضهم بعضا ، وليس المراد أنه خليفة لله
8- وعلّم آدم الأسماء كلها : استدل بها من ذهب إلى أن أصول اللغات توقيفية وهو الصحيح
9- للملائكة اسجدوا : خلِّص صوت السين من الزاي بعضهم يقرؤها : للملائكة ازجدوا
10- اسكن أنت وزوجك الجنة : إن سُئلت عن إعراب { أنت } فهو توكيد والفاعل مستتر تقديره { أنت }
11- وكُلا منها رغدا : الوحيدة
12- عدوٌّ : الوقف عليها بالنبر مثل قولك { غُلوّ } ، بعضهم يقف عليها مثل : { اعتَدُوا }
 
جزاكم الله خير ونفع بكم ،
ولو تكرمتم، هل من دليل على وجوب تجويد الاستعاذة - ولا أقصد الأدلة على الإتيان بالاستعاذة، فتلك موجودة في كتب التجويد - ولكن أقصد الأدلة على ضرورة تجويدها عند قراءتها جهرا، كما يتم تجويد القرآن الكريم .
مع الشكر الجزيل .
 
جزاكم الله خير ونفع بكم ،
ولو تكرمتم، هل من دليل على وجوب تجويد الاستعاذة - ولا أقصد الأدلة على الإتيان بالاستعاذة، فتلك موجودة في كتب التجويد - ولكن أقصد الأدلة على ضرورة تجويدها عند قراءتها جهرا، كما يتم تجويد القرآن الكريم .
مع الشكر الجزيل .

بارك الله فيكم

الاستعاذة ليس فيها حكم مخصوص في قراءتها ، فبقي عندنا حروف الجملة فننطقها نطقا عربيا فصيحا كما نفعله في القراءة
 
25- { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم } : الظن هنا بمعنى العلم ولكنه عن غير مشاهدة
قال الطبري : لأنهم لـم يعاينوا، فكان ظنهم يقـينا، ولـيس ظنا فـي شك .
و في اللسان : الظن شك ويقين، إلا أنه ليس بيقين عيان، إنما هو يقين تدبر، فأما يقين العيان فلا يقال فيه إلا علم.
وجاء الظن بمعانٍ أخرى في القرآن مثل :
الشك = كقوله تعالى: { إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين}، {ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }
اليقين = كقوله تعالى: {وظنوا أنه واقع بهم} {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}، {وظنوا أنهم أحيط به }
التهمة = كقوله تعالى: {وما هو على الغيب بظنين} على قراءة الظاء
الحسبان = كقوله تعالى: { إنه ظن أن لن يحور }
26- { وأغرقنا ءال فرعون } : لا تُقلقل الغين
27- { وأنتم تنظرون } : التاء مرققة و الغنة مفخمة
قال المتولي – رحمه الله - : و تتبع ما قبلها الألف ......... والعكس في الغن أُلِف
أي أن الألف تتبع الحرف الذي قبلها ترقيقا و تفخيما و الغنة عكس ذلك
28- { أربعين ليلة } : جاءت هنا مجملة و فصّلها في الأعراف، لأنه لما فصّل القصة في الأعراف ناسب تفصيل المدة هناك
29 – { و إذ ءاتينا موسى الكتاب و الفرقان } : ليس المراد بالفرقان القرآن
30 – { فتوبوا إلى بارئكم } : انتبه لكسرة الهمزة ، فبعضهم يُسَكِّنها وهي قراءة أبي عمرو
31 _ { وظللنا عليكم الغمام } : اللام الأولى مرققة لغير الأزرق عن ورش و الثانية مرققة للجميع
32 – { وإذ قلنا } : أظهر اللام ولا تدغمها في النون ، قال ابن الجزري : و احرص على السكون في جعلنا
 
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))

وقال أيضا:((أحبُّ الأعمال إلى الله تعالى أدومها، وإن قلّ))
 
قال المتولي – رحمه الله - : و تتبع ما قبلها الألف ......... والعكس في الغن أُلِف​

البيت للسمنودي رحمه الله، وهو:
والروم كالوصل وتتبع الألف *** ما قبلها والعكس في الغن ألف
بارك الله فيك ونفع بك، وأرجو أن تواصلوا بلا انقطاع، والله ولي التوفيق.​
 
عودة
أعلى