إبراهيم الحميضي
Member
نقد مصطلح التفسير المُقَارَن
التفسير المُقَارَن من المصطلحات المعاصرة، ويُعنى به: بـيــــان الآيات القرآنية بإيراد أقوال المفسرين فيها وأدلتهم، مع الموازنة بين آرائهم، وبيان الراجح منها، وأول من أطلقه-حسب علمي- الدكتور أحمد الكومي، انظر التفسير الموضوعي له ص 17، ثم انتشر في كتب التفسير الموضوعي وكتب أصول التفسير حينما يتحدثون عن أساليب أو أنواع التفسير.وقد توسَّع في ذكر وجوه المقارنة فذكر منها: المقارنة بين اتجاهات المفسرين، والمقارنة بالأحاديث النبوية، أو بما ورد في الكتب السابقة.
وقد كتبت فيه الدكتورة روضة عبد الكريم فرعون [ عضوة الملتقى] رسالتها للدكتوراه بعنوان: التفسير المقارن بين النظرية والتطبيق، وقد نشرتها دار النفائس في 300 صفحة تقريباً، انظر التعريف بها في المشاركة:
http://vb.tafsir.net/tafsir40245/#.VhuONfnt1Bc
لكنها -في رايي- لم تُظهر لنا لوناً أو أسلوباً مستقلاً له معالم واضحة نستطيع أن نجعله أسلوباً أو نوعاً مستقلاً في التفسير، بل كان غالب دراستها حول الخلاف بين المفسرين وكيفية التعامل معه.
وفي رأيي أن هذا الأسلوبَ أو النوعَ راجع إلى التفسير التحليلي، لكن أصحاب التفسير التحليلي متفاوتون في إيراد أقوال المفسرين والموازنة بينها، وأكثرُ كتب التفسير المبسوطة تذكر أقوال المفسرين وتوازن بينها وتبيِّن الراجح منها، ولذلك لانستطيع أن نقول إن هذا الأسلوبَ مستقلٌّ عن أسلوب التفسير التحليلي.
وأمَّا إدخال وجوه المقارنة الأخرى كالمقارنة بما ورد في السنة أو في الإسرائيليات ، فهو تكلُّف ظاهر، ووجودها في مواضع من كتب التفسير لايعني أنها أسلوب مستقلٌ مقصود، بل يَتَعرض لها المفسِّر كما يتعرض لغيرها من المباحث المتمِّمة لبيان معاني الآيات، والله أعلم.