نقد لبحث ( فهرس القراءات الشاذة في غاية النهاية لابن الجزري) للدكتور عبدالعزيز الجهني

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الجكني
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

الجكني

مشارك نشيط
إنضم
02/04/2006
المشاركات
1,286
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله رب العالمين القائل " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا ورسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأهل بيته الطاهرين ، ورحم الله أئمة الإسلام الذين حفظ الله بهم دينه وخاصة أهل القرآن وخاصة الخاصة منهم : أهل " القراءات " وعنا معهم بمنك وفضلك يا رب يا كريم .
أما بعد :
فقد حمل إلىّ البريد من إنسان أعزّه وأقدّره ، - جعل الله له في قلبي مودة واحتراماً ، و ممن جعلهم الله تعالى من أهل القرآن والقراءات ، أحسبه ممن ينفع الله بهم في هذا العلم – ولا أزكيه ولا نفسي على الله - اللهم اجعلنا من المتحابين فيك– رسالة أتحفني بها من حسن ظنه بي – جعلني الله عند حسن ظنه – وكم كانت رسالة قيمة ومهمة ، فهي عبارة عن ثلاثة أعداد من مجلتين علميتين :
1- العدد الأول من "مجلة الدراسات القرآنية :تصدر عن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه .
2- العددان الأول والثاني من المجلد التاسع من " مجلة الدراسات اللغوية : تصدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية .
وكان أول شيء اطلعت عليه هو العدد الثاني وبالذات البحث الرابع فيه وهو :

[align=center] "فهرس القراءات الشاذة في كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري
كتبه : د/ عبد العزيز بن حميد الجهني
الأستاذ المساعد في كلية المعلمين بجدة [/align]
[align=center]
derasat.jpg
[/align]

وقد أخذ البحث من الصفحة : 134 – 155 " الصفحتان الأخيرتان فهرس للمصادر والمراجع .
وقد قدّم الباحث مقدمة ذكر فيها مكانة ابن الجزري وكتابه والإشارة إلى أن " غاية النهاية ضم فوائد عديدة تعدّ طرفة نفيسة في الكتاب ، ثم عرّف الباحث القراءات الشاذة .
والحق يقال :
إن عنوان البحث مع مقدمته يغريان القارئ بقراءته .
ولكن :
إن من له أدنى علاقة بعلم القراءات لا يكاد ينتهي من قراءة مقدمة البحث إلا ويصطدم بطامات وصاخات "منهجية " حتى إن النفس لتسأل نفسها :
1- هل وصل بنا الحد بالتلاعب بالقراءت إلى هذا الحد ؟
2- هل هذا البحث أعطي ل " محكمين " من أهل الاختصاص " ؟ ؟؟
3- وعلى فرض أنه أعطي لمختصين : هل قام كل منهما أو منهم بفحصه فحصاً علمياً فراعوا " المنهجية " وتوقفوا عند المصطلحات العلمية هل هي مطابقة للواقع أم لا ؟؟
4- أين أعضاء هذه المجلة العلمية المتخصصون بالقراءات ؟
ما ذا فعل الأساتذة الكرام الذين أرسل إليهم البحث لتحكيمه ؟ وهل هم من أهل القراءات رواية ودراية أم ما ذا ؟
كفانا محسوبية في تحكيم البحوث ؟؟؟
5- أما كاتب هذه الحروف فيكاد يجزم بأن هذا البحث لم يعط لمحكم يدري ما هي القراءات " الشاذة " والقراءات الصحيحة فضلاً عن أن يعرف الفرق بينهما ؟
أن يصل بنا الحال أن " نشذذ " القراءات المتواترة ونكتب أبحاثاً علمية في مجلات علمية مرموقة تضم كادراً لا بأس به ممن يحمل درجة " الأستاذية " فهذا مؤشر خطير يجب علينا أهل القراءات الوقوف أمامه والتصدي له بكل حزم علم وأدب واحترام ؛لأن هذه أمانة في أعناقنا نسال الله أن يوفقنا لتأديتها لمن بعدنا على الوجه المطلوب .
أما ما يخص الباحث الفاضل :
أرى أمانة للعلم أن الباحث أساء "علمياً " للقراءات " حيث "شذّذ " (50) خمسين قراءة متواترة صحيحة من مجموع (100)مائة قراءة ذكرها في بحثه من سورة الفاتحة إلى الناس غير ما ذكره في " الأصول " مما سيبين بالتفصيل، وأرى أن أسباب هذا والعلم عند الله تعالى :
1- عدم اتضاح الصورة في ذهن الباحث بين " الانفراد " و " الشذوذ " حيث جعل كل " انفرادة " قراءة " شاذة " وهذا لا أعلم أحداً من أهل القراءات قال به ، وكل أهل القراءات يعلمون ويعرفون أنه لا تلازم بين " الانفراد والشذوذ ، وليس كل" انفرادة تعتبر قراءة "شاذة" .
2- ظهر لي من البحث أن " مؤلفه " ومن حكّم بحثه – لأنه أجازه - لا يدركون بدقة تعريف القراءة الشاذة بل إنه بصنيعه هذا كما في البحث تأكدت أن القراءات الشاذة عنده هي : كل قراءة نسبت لغير صاحبها المشهور بها ، وهذا باستقراء البحث فكل القراءات الصحيحة التي جاء بها هي منسوبة لغير أصحابها مما أوحى إلي أن هذا هو فهم الباحث للشاذ .
والعجب أن الباحث ذكر في مقدمة بحثه تعريفاً لشروط قبول القراءة الصحيحة وجاء بكلام ابن الجزري وأبي شامة – مع طوله – ثم قال – أي الباحث - :
" ..سقته على طوله (دفعاً لما قد يشكل) على قارئ هذا الفهرس من وجود :قراءات شاذة مروية عن أحد القراء العشرة أو قراءات موافقة للمتواتر لكنها مروية عن غيرهم "اهـ
وأسأل : كيف تكون موافقة للمتواتر ولا تكون متواترة ؟ وكيف يكون الشيء "شاذاً " لكنه موافق للمتواتر ؟؟؟
ثم واصل الباحث كلامه فقال – وأرجو أن نركز على هذا الكلام لأن فيه منهجاً جديداً :
" وهذه وتلك – تعدّ في عرف القراء شاذة لاختلال شرط التواتر فيهما ، إذ هو الأصل الأعظم والركن الأقوم " اهـ
وإني أسأل :
أين في عرف القراء أن :" وجود قراءات شاذة مروية عن أحد القراء العشرة " يعتبر شاذاً ؟
وأين في عرف القراء أن :" قراءات موافقة للمتواتر لكنها مروية عن غير القرءا العشرة " يعتبر شاذاً ؟
هذا كله أو جله " خلط " و "تشويش " علمي ولو حكمت على صاحبه من خلاله لقلت :إن كاتبه لم يدرس القراءات "لا رواية ولا دراية " والحكم بيننا هو السادة الفضلاء أهل القراءات في هذا الملتقى المبارك وكل من يقرأ هذا التعليق لتقويمي إن كنت أخطأت فيه ،أو اتهمت كاتبه بشيء ليس فيه ، مع أن غرضي هو "البحث " وليس " الباحث " لكن إذا اتضح لي أن " الباحث " - أي باحث - ليس من أهل القراءات فمن الواجب لومه ومواجهته بخطئه حتى يتضح له الصواب وحتى يكون واجهة لغيره ليعلم أن من :
يحاول الإخلال بحرم القراءات فهو مخطئ فالقراءات ليس "نهباً صيح في حجراته " فندعه ونتركه إذا أغار عليه أحد كما ترك امرؤالقيس غنيمته لخالدبن سدوس ، لا وألف لا ،وليست عروساً تعطى لكل من هب ّ ودبّ من الخطّاب ، بل هي عروس لا تعطى ولا يستأهلها إلا من يحافظ عليها ويحفظها في سواد القلب ويمنع عنها رياح المتلاعبين وبحوثهم .
وختاماً اقول تذكرة لنفسي وللقراء :
الشاذ هو : ما اختل فيه أحد الشروط الثلاثة المعروفة ، ولا علاقة لأسماء القراء بالتواتر أو الشذوذ ، فالأسماء إنما هي "لضبط القراءةوليست لبيان "صحة القراءة من عدمها ، فنافع وغيره من القراء والرواة لا يقدمون ولا يؤخرون في "التواتر من عدمه ، ومن لم يفهم هذا فإنه سوف : "يشذذ المتواتر " و" "يوتّر الشاذ " وعندئذ نقول : حسبنا الله ونعم الوكيل .
وأعتذر عن إطالة المقدمة لكن الأمر أصعب من ذلك فالقضية ليست هذا البحث فقط ، بل هي أكبر من ذلك كما هو ملاحظ في الساحة .
الملحوظات على البحث :
أما في قسم الأصول فسأذكر مسائل عامة وهي :
1- الباحث أدخل " الاستعاذة والبسملة " في القراءات الشاذة ، وهذا شيء لا أعرفه ، فالبسملة والاستعاذة أصلاً ليسا من " القرآن ولا القراءات ، فكيف يحكم عليهما بالشذوذ ؟؟
والقارئء إذا جاء بأي صيغة فيهما أجزأته حتى ولو لم تكن الصيغة مما قرأ بها صاحب القراءة وما هو موجود في كتب " التحريرات " من بناء وجه على الاستعاذة والتكبير أو منعه فإنما هو من أجل المحافظة على " رواية " الكتاب الذي يقرأ منه وليست من أجل " التواتر والشذوذ " و لكن : من أخذ القراءات عن الكتب ولم يعش ويجلس مع شيوخها لا يدرك الفرق في ذلك ، فالقراءات رواية ودراية لا نقلاً وخبطاً وخلطاً .
2- كل ما ذكره الباحث بعد ذلك من الإدغام والهمز والسكت والإمالة فهو مقروء به متواتر وليس " شاذاً "
ملاحظة :
قبل أن أذكر الملحوظات أقول :
الكلام الذي بين قوسين هكذا ( ...) بعد أرقام التسلسل هي نص عبارة الباحث وما جاء بعدها فهو لكاتب هذه الحروف ، والذي يهمني هنا هو إثبات صحة القراءة وإبطال القول بشذوذها ،لذا جرى التنويه . والله أعلم .
بسم الله الرحمن الرحيم

وهذا بيان بالقراءات التي حكم عليها ب " الشذوذ " وهي قراءات صحيحة إما سبعية أو عشرية ،وهي في " الفرش " فقط :
سورة الفاتحة
1-(" ملك "بغير ألف ) : هذه القراءة أشهر من أن تعرف ، والقول بشذوذها شاذ .
2-(الصراط :بالإشمام) : معلوم أنها قراءة حمزة . التيسير : 18
سورة البقرة
3- (بارئكم ومثلها يأمركم وبابها بالإشباع ) والمراد بالإشباع هنا إتمام الحركة ، وهي قراءة الكل غير أبي عمرو .
4- (قل العفو : بقراءة الرفع ) : الرفع متواتر صحيح وهو لأبي عمرو ، التيسير :80
5-(أن يخافا: بضم الياء مبنياً للمفعول ) هذه قراءة حمزة . التيسير :80
6- (ويبسط : بالسين ) وهي متواترة عن :قنبل وحفص وهشام وأبي عمرو وحمزة بخلف عن خلاد .التيسير :81
7- (لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة : بالرفع والتنوين ) : هي قراءة غير ابن كثير وأبي عمرو .التيسير : 82
8- (يتسنه : بحذف الهاء وصلاً ) : هي قراءة حمزة والكسائي .التيسير : 82
9- ( يحسبهم : ومثلها يحسبون ويحسب ويحسبن في كل القرآن بكسر السين ) : هي قراءة أربعة من السبعة : سما والكسائي .
سورة آل عمران
10- (فيوفيهم : بالياء ) : هي قراءة حفص . التيسير :88
11- (يؤده : بإشباع كسرة الهاء ) وهذا الوجه متواتر مقروء به لغير أهل التسكين والاختلاس .
12- ( لا يضركم كيدهم : بكسر الضاد وتسكين الراء ) : هي قراءة أهل سما . التيسير : 90
13- ( كنتم تمنون: بتشديد التاء ): لا تعتبر شاذة لأنها من الشاطبية حتى وإن كانت من زياداتها .
سورة النساء
14- (تساءلون : بالتخفيف ) : هي قراءة الكوفيين .التيسير :93
15-( نوله ..نصله : بإشباع كسرة الهاء ) حكمها حكم " يؤده" وقد سبقت .
16- (لا تعدوا : بالتشديد ) قراءة صحيحة والحكم عليها بالشذوذ " شذوذ " .
سورة الأنعام
17- (فبهداهم اقتده: بحذف الهاء وصلاً ) هي قراءة حمزة .التيسير : 105
18- (ضيقاً حرجاً : بتخفيف الياء ) : أي إسكانها وهي قراءة ابن كثير .التيسير :106
سورة الأعراف
19- (بسطة : بالسين ) قراءة صحيحة لقنبل وحفص وهشام وأبي عمرو وحمزة بخلف عن خلاد .التيسير :81
20- (معذرة : بالنصب ) هي قراءة حفص . التيسير :114
سورة التوبة
21- ( عزيز بالتنوين ) : كذا في البحث "عزيز " بزاءين " بينهما ياء مثناة تحتية ، وهو تصحيف من الباحث وليس من "غاية النهاية :2/376"
والتنوين ليس قراءة شاذة بل قراة صحيحة لعاصم والكسائي . التيسير : 118
22- (ورحمة :بالخفض ) هي قراءة حمزة .التيسير :118
سورة يوسف

23- (حاشا لله : بالألف فيهما ) : بل هي قراءة أبي عمرو .التيسير :128
24- ( أني أوفي:بإسكان الياء ) ليست شاذة بل متواترة .
25- (وظنوا أنهم قد كذبوا : بتشديد الذال ) : بل هي قراءة غير الكوفيين .التيسير : 130
سورة الرعد
26- (صنوان : بكسر الصاد ) :بل هي متواترة لجميع القراء .
ويظهر أن الباحث استعجل قليلاً ولو أكمل كلام ابن الجزري لوجد القراءة الشاذة وكتبها بدلاً من هذه المتواترة ، قال ابن الجزري رحمه الله :
" وقد انفرد – السمسار – عن القواس بكسر صاد " صنوان " كالجماعة وخالف سائر الرواة عن القواس في "ضمها " اهـ فقوله :" ضمها " هي القراءة الشاذة وكان الأولى تسجيلها لآ أن " تشذذ " المتواترة . ولكن : مسكينة أنت " القراءات " ؟؟؟؟؟
سورة إبراهيم "عليه السلام "
27- ( الحميد الله : بخفض لفظ الجلالة ) بل هي قراءة غير نافع وابن عامر .التيسير :134
سورة الكهف
28- ( لكنا هو الله ربي : بإثبات الألف وصلاً ) : بل هي قراءة ابن عامر .التيسير :143
سورة طه
29- ( طه :بالإمالة ) بل إمالة الطاء والهاء معاً متواترة وهي قراءة صحبة ن وإمالة الهاء أيضاً متواترة لورش وأبي عمرو .
30- ( ينفخ : بالياء المضمومة ) هي قراءة الجميع غير أبي عمرو . التيسير :153
سورة الأنبياء
31- (جذاذاً : بكسر الجيم ) بل هي قراءة الكسائي .التيسير :155
سورة النمل
32- (ليبلوني اأشكر : بإسكان الياء ) بل هي متواترة .
33- (وكل آتوه داخرين : بالمد ) :بل هي قراءة غير حفص وحمزة . التيسير :169
سورة القصص
34- (إلينا لا يرجعون : بضم الياء وفتح الجيم ) بل هي قراءة غير نافع وحمزة والكسائي .التيسير :171
سورة الأحزاب
35- (وقرن :بكسر القاف ) بل هي قراءة غير نافع وعاصم .التيسير :179
سورة :ص
36- ( بالسؤوق والأعناق : بواو بعد الهمزة ) ليست شاذة بل هي من زيادات الشاطبي ن ولم يشذذها أحد .
37- (فالحق والحق أقول : بنصب الأولى ) بل هي قراءة غير عاصم وحمزة .التيسير : 188
سورة الشورى
38- (نؤته : بإشباع كسرة الهاء ) بل هي مثل ما سبق في آل عمران .
سورة الطور
39- ( لا لغو فيها ولا تأثيم : بالرفع والتنوين) بل هي قراءة غير ابن كثير وأبي عمرو .التيسير :82
40- (المسيطرون :بالسين ) بل هي متواترة لقنبل وحفص بخلاف وهشام .التيسير :204
سورة الواقعة
41- (ظلتم تفكهون : بتشديد التاء ) بل هي من زيادات الشاطبي .
سورة الواقعة
42- ( فروح : بضم الراء ) بل هي قراءة رويس .النشر :2/ 383
سورة الحديد
43- (بما آتاكم : بالمد ) بل هي قراءة غير أبي عمرو .التيسير : 208
سورة نوح " عليه السلام "
44- (ماله وولده :بفتح الواو ) بل هي قراءة نافع وعاصم وابن عامر .التيسير : 215
45-(وولده :بضم الواو ) بل هي قراءة غير نافع وابن عامر وعاصم .التيسير :215
سورة المدثر
46- (والليل إذ أدبر ) بل هي قراءة نافع وحفص وحمزة .التيسير : 216
47- (إذا أدبر : بألف بعد الذال ) :
أولاً : هكذا كتب الباحث الكلمة القرآنية (إذا أدبر ) بألف بعد الذال وبهمزة بعده وقبل الدال فأصبحت كأنها فعل مهموز ( أدبر ) على وزن (أفعل ) وهي بهذا الشكل لم يقل بها أحد ولم ينزل بها سلطان ، وأيضاً تحريف من المصدر وهو " غاية النهاية " ، قال ابن الجزري رحمه الله :
" قال ابن يعمر :إذا دبر " أهـ
وأما النشر ففيه ضبط الكلمة ضبطاً لا يتوهم معه شيء آخر :
" إذا " بألف بعد الذال (دبر ) بفتح الدال من (غير ) همزة قبلها " اهـ 2/393
فاتضح أن البحث قد "حرّف " الكلمة ولم ينتبه إليها لا هو ولا من قام بتحكيم البحث فالله المستعان .
ثانياً : ليست القراءة شاذة بل هي متواترة صحيحة وهي قراءة غير المذكورين قبلها .
سورة الغاشية
48- ( بمسيطر: بالسين 9 بل هي متواترة .
سورة المسد
49- ( حمالة الحطب : بالنصب ) بل هي قراءة عاصم .التيسير :225
سورة الفلق
50- (من شر النافثات ) بل هي قراءة رويس بخلف عنه .النشر :2/404
هذا ما سجلته على هذا ابحث الذي أرجو الله تعالى أن يجعل نيتي فيه خالصة لوجهه الكريم وأن يرزقني القبول فيه .
والله من وراء القصد .
 
جــــــــــــــــزاكــــــــــــم الله خـــــــــــــــــــــــــــــــيرا

جــــــــــــــــزاكــــــــــــم الله خـــــــــــــــــــــــــــــــيرا

[align=right]



الشيــــــخ الجـــكني

جزاكم الله خيرا فقد قمتم بما عليكم .[align=center]
ونرجو من الدكتور الجهني أن يتلافى هذا النقص فيما يستقبل من بحوث ومن إدارة المجلة أو لجنتها أن تعتذر
في عددها القادم فتقول إن البحث قد أجيز سهوا


وعلى الله التكلان وبه المستعان[/align]


[/align]
 
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا شيخنا الجكني علي دفاعكم عن القراءات وبارك فيكم

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
وإني أسأل :
أين في عرف القراء أن :" وجود قراءات شاذة مروية عن أحد القراء العشرة " يعتبر شاذاً ؟
وأين في عرف القراء أن :" قراءات موافقة للمتواتر لكنها مروية عن غير القرءا العشرة " يعتبر شاذاً ؟
.


أريد أن أستوضح عن هاتين العبارتين ، لأنني فهمت من العبارة الأولي : بأن كل ما هو مروي عن القراء العشرة من طريق رواتهم تعد قراءة صحيحة ..والأمر ليس كذلك ..ولذا أردت الاستوضاح .

والعبارة الثانية فهمت منها أن ورود قراءات متوافقة مع القراء العشر يعد صحيحا .. هذا ما فهمته ..ولذا أردت الاستوضاح . غير مأمورين بالطبع

والسلام عليكم
 
أخي الكريم د/ عبد الرحمن الصالح حفظه الله
شيخنا الكريم :عبد الحكيم عبدالرازق حفظه الله :
جزاكما الله عني وعن القراءات خير الجزاء وبارك فيكما ونفع بكما .
أما ما استشكله شيخنا وهو قوله :
أريد أن أستوضح عن هاتين العبارتين ، لأنني فهمت من العبارة الأولي : بأن كل ما هو مروي عن القراء العشرة من طريق رواتهم تعد قراءة صحيحة ..والأمر ليس كذلك ..ولذا أردت الاستوضاح .
والعبارة الثانية فهمت منها أن ورود قراءات متوافقة مع القراء العشر يعد صحيحا .. هذا ما فهمته ..ولذا أردت الاستوضاح
. فأقول :
العبارتان جاءتا في إطار التساؤل الجدلي مع الباحث حيث ذكر عبارة " عرف القراء " فجاء السؤال : أين هذا العرف ؟ وما جاء بين القوسين فهو نص كلامه هو .
والله الموفق .
 
فضيلة الدكتور الجكني سلمكم الله
أرجو منكم عرض منهج البحث نقطة نقطة، فلم اقرأ هذا الكتاب إلى الآن..
فعنوان البحث يعتني بالقراءات الشاذة في كتاب غاية النهاية،
فلماذا أدخل الباحث نفسه في هذه المشكلة؟..
إن الباحث في إمكانه تبرير هذه المشكلة، على مذهب القدماء ففي كتاب السبعة مع دعوى صاحبه الشهرة ماهو شاذ، وفي كتب الشواذ مع ادعاء أصحابها الشذوذ ماهو متواتر،
أرجو من الباحث حل هذه المشكلة وماذا يضيره فالبحث تبسيط عند الباحثين وليس غرضه التصعيب عليهم،
وفق الله الباحث وسهل أمره، والله أعلم.
 
أخي د/ أمين الشنقيطي حفظه الله :
إليك ما ذكره الباحث حفظه الله ووفقني وإياه :
" ولعل أبرز الفوائد التي حواها هذا الكتاب الجامع (يقصد الغاية ) تلك القراءات الشاذة التي يذكرها ابن الجزري رحمه الله في أثناء الترجمة والتي تعد طرفة نفيسة من طرف الكتاب ."
ثم أخذ في تعريف القراءة الشاذة ونقل كلام ابن الجزري وأبي شامة ، ثم قال :
"وبناء على هذا فقد قمت بجمع القراءات الشاذة التي حواها كتاب "غاية النهاية " وترتيبها وفق النسق المعروف في هذا العلم حيث قسمت القراءات قسمين :
الأول : الأصول :وذكرت فيه الاستعاذة والبسملة والإدغام والإخفاء والهمز والسكت والإمالة .
والقسم الثاني : خصصته لفرش الحروف وأوردته على ترتيب السور والآيات .
وقد قمت في هذا الفهرس زيادة للفائدة بربط بعض ما ورد فيه من قراءات شاذة بالمشهور من كتب القراءات المتواترة كالسبعة والنشر وغيرهما وكذلك المطبوع من كتب الشواذ كالمحتسب ومختصر في شواذ القران وبعض كتب الإعراب كإعراب القرآن للنحاس والبحر المحيط وقد أثبتّ ذلك كلاًّ في موضعه تتميماً للبحث .اهـ بنصه .
هذا ما ذكره الباحث كمنهج له .
والله الموفق .
 
مولانا الجكني، ممكن أن يعتذر عن المؤلف بأن الشذوذ في اختلال سندها، فيقال هي متواترة في نفسها لكن شذوذها بنسبتها لفلان وهو من خارج العشرة أو منهم لكن ليست من الطرق المتواترة التي وصلتنا. فيكون شذوذا نسبيا لا مطلقا.

وحيثما يختل ركن أثبت شذوذه لو أنه في العشرة

فاللفظة متواترة عن نافع مثلا لكن شاذة عن ابن كثير
أي فيما وصلنا.
 
أستاذي الكريم والحبيب الغالي د/ أنمار حفظه الله :
اعتذار وجيه لكنه لا يخلو عندي من نظرات : :
1- الباحث ليس في كلامه ما يدل على أنه يقصد ذلك ، وهذه من مساوئ عدم وضع منهجية للبحوث العلمية . وهو حفظه الله لو وضع منهجاً وبين فيه ما يريد لما كان هناك مدخل عليه لكنه جعل القضية عامة : " القراءات الشاذة " هكذا وذكر فيها ما ليس بشاذ .
2- على فرض أنه يقصد ذلك فهل هذا متعارف عليه في " عرف القراء " ؟ الذي أعرفه أن الحكم على القراءة بالشذوذ لا يصح إذا كانت القراءة "متواترة " ومقروء بها لأحد القراء العشرة ، وهذا إنما يسمّى " انفرادة " وليس "شاذة "
3- أما قول ابن الجزري رحمه الله " وحيثما اختل ركن فأثبت شذوذه " الركن هنا لم يختل :
فصحة السند أو التواتر موجود ، قصارى ما في الأمر أنه ثابت عن شخص دون شخص ، أما حقيقته فهو ثابت ، فهو لم يختل من جميع القراء ، وهذا يكفي حتى لو أنه عن راو واحد ، وهذا ذكرته في التعليق على البحث :فإن نسبة القراءة إلى القارئ لا تؤثر في التواتر بل هي للضبط فمثلاً :
لو قلنا هذه القراءة متواترة وصحيحة عن نافع لكنها غير كذلك عن غيره فما هو الحكم الذي سنحكم به عليها من حيث التواتر وعدمه دون النظر إلى من ثيتت عنه سواء فلان أو فلان ؟
طبعاً سنقول إنها متواترة ، وهذا الذي يكفينا في هذه القضية .
فالحكم عليها بالشذوذ معناه القول بعدم قرآنيتها ، أما القول بتواترها عن فلان دون فلان فتلك قضية أخرى لا تمس قرآنيتها .
والله أعلم .
 
أشكر الأخ العزيز الدكتور السالم الجكني بارك الله فيه على ما تفضل به من وقفات نقدية علمية حول بحث (فهرس القراءات الشاذة في غاية النهاية لابن الجزري) للزميل العزيز الدكتور عبدالعزيز الجهني ، ولي بعض الوقفات حول هذا النقد :
أولا : نحن بخير ما تناصحنا وتحاورنا في مسائل العلم بأدب وعلم ونية صادقة لوجه الله ولوجه العلم ، وأحسب أن هذا النقد إن شاء الله من هذا النقد العلمي المؤدب ، وأحسب نية صاحبه صادقة إن شاء الله .

ثانياً : أرجو دوماً من نفسي ومن إخواني في هذا الديوان العلمي ، والملتقى الحواري الذي نحرص أن يكون نموذجاً يحتذى أن نتوقف عند عباراتنا قبل نشرها ، فنختار أحسنها وأقربها للقلوب والنفوس كما أمرنا الله (يقولوا التي هي أحسن) فإذا كان هذا في القول فإنه في الكتابة أشد طلباً ، حتى يترك النقد أثراً حميداً في نفس قارئه أياً كان موقعه من هذا الخطاب . وقد لاحظت بعض العبارات التي كنت أحب لأخي الدكتور الجكني أن يتلافاها كقوله (كفانا محسوبية في تحكيم البحوث ؟؟؟) فهي عبارة جارحة . وأنا أعرف هذه المجلة جيداً ، وأعرف القائمين عليها ، وهم من أشد الناس تحرياً للأمانة العلمية ، وحرصاً على الرقي بالبحث العلمي ، ولك أن تقرأ أعداد هذه المجلة ، ولا أشك أن هذا البحث قد عرض على محكمين متخصصين ، ورئيس التحرير الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي من أشد الناس حرصاً على الرقي بالبحث العلمي ، وقد أشرف على رسالتي الدكتوراه ووجدت منه شدة علمية ، وحزماً في البحث والمنهجية بقيت آثاره في نفسي وعقلي ولا أظنها تزول ما حييت ، وقد اشرف على مجلة جامعة الإمام سنوات عدداً كانت فيها المجلة نموذجاً يحتذى . ولستُ أقول هذا الكلام حرجاً من أستاذي الدكتور تركي فحسبُ ، وإنما حباً للإنصاف والمنهجية المؤدبة المراعية لأدق مشاعر الآخرين ، وحرصاً على سلامة القلوب ، فإن بعض العبارات تصرف النقاش العلمي عن مساره .

ثالثاً : بالنسبة للبحث المنقود فإن الزميل الدكتور عبدالعزيز الجهني صاحب البحث زميلنا في هذا الملتقى ، وله الحق في النقاش والجواب ، وأحسبه سيفعل إن شاء الله حتى نستفيد نحن من النقاش والحوار العلمي بينكم ، وما نحن إلا طلاب علم نستفيد من أهل العلم في هذا الملتقى الذي يرتقي يوماً بعد يوم بأمثالكم من الباحثين وبأمثال هذه البحوث والنقد العلمي الذي يدور حولها .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيكم خيراً ، وأن يوفقنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح .
 
أخي الكريم والحبيب الغالي : د/عبدالرحمن الشهري حفظه الله ووفقه :
جزاكم ا الله تعالى خيراً على ما كتبتموه من تنبيه على هذه العبارة وغيرها ، وهذا حقي عليكم أن تصوبوني متى ما أخطأت ، وأن تقوموني متى ما اعوججت ، فالصواب معكم وليس لكاتبها عذر غير أنه لم يقصد مجلة بعينها أو شخصاً بعينه ولكن آمل التكرم بالنظر في التالي :
أن يتفق "محكمان "وربما " ثلاثة " على ( إجازة ) بحث يحمل عنوان " القراءات الشاذة " ويضم (100) قراءة نصفها (50) ليس " شاذاً " فهذا أمر غير طبيعي في مجال التحكيم .
وهنا :
أعتذر للمجلة والقائمين عليها وقبلهم لأخي الدكتور عبد العزيز الجهني إن كان في ما كتبته تعدّ أوخروج عن النقد العلمي الهادف .
وأقول للمشرفين على الملتقى وخاصة أستاذنا د/عبدالرحمن : لكم الحرية المطلقة في حذف ما ترونه غير مناسب بكل صدر رحب وأريحية يعلم الله .
 
من اللطيف أني بدأت بقراءة هذا الموضوع بعد تصفحي لموضوع المجاملات مباشرة وسبق للأخ الفاضل الجكني ولي ومجموعة من الإخوة المشاركة في موضوع تحقيق كتب القراءات من قبل غير المتخصصين وذكرت أمثلة عديدة على ذلك وأعجبني جدا توضيح الدكتور عبد الرحمن وتعقيب الأخ الجكني عليه بما يظهر البعد التام عن الناحية الشخصية في الموضوع وأن الدافع الوحيد لإثارته هو الحرص على العلم والنصيحة للإخوة القائمين على المجلة التي نشر البحث فيها وهي نصيحة بلا مجاملة وبلا تجريح شخصي، والله الموفق.
 
[ الحمد لله القائل في محكم التنزيل (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة القائل وهو الصادق المصدوق (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) وبعد ، فقد قرأت ما سطَّره الدكتور السالم محمد الجكني في نقده لبحث (فهرس القراءات الشاذة في كتاب غاية النهاية) وقد ساءني ما كتبه لما رأيتُ من حِدَّة في العبارات وقسوة في الكلمات وغير ذلك من الهمز واللمز الذي أربأ بالدكتور الجكني أن يقع فيه ، وهو من مشرفي هذا القسم المحبب إلى نفسي ، والذي أفدت منه كثيراً ، وأدعو له ولا أزال بالتوفيق والسداد . ولكنَّ الدكتور الجكني خرج في نقده هذا شاهراً سيفه مهدداً ومتوعداً ، ولا أريد أن أقول كما قال الأول:
جاء شقيقٌ عارضاً رمحه
إنَّ بني عمك فيهم رماح

ولكنْ أقول : إنَّ بني عمك عندهم حق يريدون بيانه وتوضيح يودون إعلانه ، في ملتقى أهل القرآن ومنتدى أولي العلم والعرفان ، مقتدياَ بقول الحق سبحانه وتعالى (ادفع بالتي هي أحسن).
فليتك أخي الحبيب ترويت قبل كتابة نقدك اللاذع الذي طعنت فيه على الباحث في مواضع عدة ، وتطاولت فيه على علماء أجلاء ، وأسأت الظنَّ بمجلات علمية رصينة تخدم العلم وتعين على نشره.
ومما يحز في النفس أنَّ ذلك كله كان على صفحات هذا الملتقى المبارك الذي أعتز بانتمائي له وعضويتي فيه.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند

ولم يكن يدر بخلدي أن يساء إليَّ وإلى أهل العلم والفضل في ملتقى أهل القرآن الذين هم أولى الناس بعفة اللسان وطهارة القلب ، ولين الجانب ، ولكنيّ أعدها زلة لسان ، والأعضاء كُلُّها تُكَفِّر اللسان.
ولم أكن أود – علم الله – أنْ أقف هذا الموقف مع أخ في الله ، خوفاً من حظوظ النفس ولكن لا بد من بيان الحق ودفع الشبهة ورفع التهمة عن نفسي وقبل ذلك عن العلماء الأجلاء الذين سلَّط عليهم الدكتور الجكني نقده ووجه إليهم سهامه.
وقد أجملت الرد في نقاط مستعيناً بالله متوكلاً عليه مستعيذاً بالله من شر نفسي والشيطان:
أولاً : ما هكذا تورد ياسعد الإبل ، فليس من منهج أهل العلم الطعن في المخالف والتشهير به إلى حد الإسفاف ، وهذه ألفاظك (التلاعب بالقراءات) (أساء علمياً للقراءات) (هذا كله أوجله خلط وتشويش علمي ، ولو حكمت على صاحبه من خلاله لقلت إنَّ كاتبه لم يدرس القراءات لا رواية ولا دراية) (فالقراءات رواية ودراية لا نقلاً وخبطاً وخلطاً) وأقول : سبحانك هذا بهتان عظيم ، سامحك الله أخي في الله ، وعفا عنك وغفر لك ، ولا أريد أن أطيل في هذه النقطة لأنَّ الشيطان له مداخله فيها ، ولم أعتد بحمد الله على الفاحش من القول ، وأسأل الله أن يجعلني من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته وأن يجعلني ممن يتأدب بأدبه ويقتدي بهديه.
وليس كتاب الله عندي وقراءاته المتواترة مما يُلعب به أو (نهباً صيح في حجراته) أو (عروساً تُعطى لكل من هب ودب) وليست القراءات (مسكينة) كما تقول ولكن أقول: حسبي الله ونعم الوكيل.
ثانياً : بلغت الجرأة بالدكتور الجكني أن تطاول على علماء أجلاء ، وذلك بهجومه على هيئة التحرير في المجلة وعلى محكميها ووصفهم بالمحسوبية والجهل وعدم الاختصاص . وهذا اتهامٌ خطير وقدح في أهل العلم أطلقه الدكتور الجكني على عواهنه ولكنه مسطور في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
وقد أحتمل كلامه عدة مغالطات هذا بيانها:
1. فيما يخص المجلة (مجلة الدراسات اللغوية) فرئيس تحريرها هو علم من أعلام اللغة ، وفارس من فرسان التحقيق وهو الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي الذي يعرفه أهل الملتقى على وجه الخصوص بترجمته النفيسة للشيخ عبد الخالق عضيمة ، وهو كذلك شيخ مشرفنا الحبيب الدكتور عبد الرحمن الشهري ، وهو أعرف مني بشيخه وأقدر على الدفاع عنه . والدكتور تركي – حفظه الله – غنيٌّ عن ثنائي ومدحي ولكني أشير إلى نقطة هامة في تاريخ هذا الرجل ، وهي خسارته لكثير من معارفه بسبب صرامته في الحق وبعده عن المحاباة ، وهي منقبة محمودة عند أهل العلم والفضل والإنصاف ، وهي نادرة الوجود في هذا الزمن . فكيف يجرؤ بعد ذلك الدكتور الجكني على قالة السوء فيه.
2. أساء الدكتور الجكني الأدب كذلك مع محكمي البحث دون وجه حق ، حيث عَرَّضَ بهم في أكثر من موضع بعبارات لا تليق ، وهذا ظلمٌ وتجني ، والظلم ظلمات يوم القيامة ، فقد عُرضَ البحث على اثنين من المحكمين وكانا فيه على طرفي نقيض ؛ أما الأول منهما فقد نقد البحث واعترض على ما ورد فيه من قراءات توافق المتواتر ، كما هو رأي الدكتور الجكني وأبدى الثاني بعض الملحوظات الشكلية دون اعتراض على أصل البحث ، وقد رددت على المحكم الأول بعد شكري له – وبينت وجهة نظري ومن حق الباحث أنْ يأخذ بما يراه مناسباً ويدع ما سواه ويتحمل تبعة بحثه ، كما هو متعارف عليه في أسس البحث العلمي ، فبرأت بذلك ساحة المحكم وهيئة التحرير مما عَرَّضَ به الدكتور الجكني وطعن فيه وتطاول.
ثالثاً: فيما يتعلق بالبحث الذي هو صلب القضية أود التنبيه بداية أنّ هذا البحث لا يرجو منه الباحث نفعاً مادياً ولا أكاديمياً ، بل الهدف منه خدمة طلاب العلم خصوصاً من له اشتغال بالقراءات وتوجيهها كما ذكرت ذلك في المقدمة ، لقلة مصادر القراءات الشاذة ، وتشتت مظانها ، ومن عانى مرارة البحث عرف قدر ذلك ، وقد سبق لي الإجابة على سؤال لأحد أعضاء الملتقى يبحث فيه عن قراءة شاذة وهي موجودة في كتاب غاية النهاية ، فهذا هو الهدف الأول والأخير من البحث ، أسأل الله الإخلاص والقبول .
أما منهجية البحث التي وصفها الدكتور الجكني بقوله ( طامات وصاخات منهجية) فأقول له : اتق الله أخي في الله ، وإياك والعجلة ، فإنّ العجلة من الشيطان .
فمنهجي في البحث مستمد من كلام أهل العلم في أركان القراءة الثلاثة ، ومنها شرط التواتر ، فما اختل فيه شرط التواتر دخل في هذا الضابط على ما يأتي بيانه ، وهذا مسطور في مقدمة البحث ، وهو ما أشار إليه الدكتور أنمار – حفظه الله – وفهم المقصود منه ، واللبيب بالإشارة يفهم ، والبحث كما هو معلوم لا يخاطب عوام الناس وإنما يخاطب المتخصصين الذين هم أعرف الناس بمقاصد الكلام وإشاراته ، فموضوع الخلاف هو في القراءات التي وردت في الكتاب عن بعض الرواة بأسانيد منقطعة ووردت كذلك في كتب القراءات المعتمدة بأسانيد متواترة ، فَعُلِمَ بذلك أنَّ المقصود هو شذوذ السند لا القراءة ، فالقراءة في نفسها صحيحة لكن سندها في هذه الرواية شاذ لانقطاعه . وهذا معلوم لمن كانت له معرفة بعلم الرجال في مصطلح الحديث ، فهناك أحاديث صحيحة المتن والإسناد ووردت في بعض كتب الحديث بأسانيد ضعيفة أو منقطعة ، فيكون الحديث في هذا الكتاب صحيح المتن ضعيف الإسناد.
وبناء عليه فاختلال شرط التواتر في سند هذه القراءات هو الشاذ حتى مع توفر الركنين الآخرين وهو ما أشار إليه ابن الجزري بقوله (وقولنا : صح سندها، فإنا نعني به أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله ، كذا حتى تنتهي) النشر(1/18) وإني أقول للدكتور الجكني : هل هذه الأسانيد منقولة عن العدل الضابط إلى منتهاها ، هذا هو مناط الخلاف في هذه القضية ، وعلى كل حال فهو اجتهاد من الباحث إنْ أصاب – وهو المرجو إن شاء الله – فله أجران ، وإن أخطأ مع سلامة نيته وحسن قصده – فله أجر اجتهاده ولا يعلم النوايا إلا عالم الخفايا سبحانه وتعالى.
وقد عجبت من حيدة الدكتور الجكني عندما واجهه الدكتور أنمار بهذا الضابط وصَرَّحَ له به وأعجب منه قوله (اعتذار وجيه) فإذا كان وجيهاً فلماذا كل هذه الجلبة ؟ ولم لم تلتمس لأخيك العذر من أول وهلة ، وتخفف من حدة عبارتك وإني لأعجب كذلك من قوله (قصارى مافي الأمر أنه ثابت عن شخص دون شخص ، أما حقيقته فهو ثابت ، فهو لم يختل من جميع القراء) فانظر إلى قوله (ثابت عن شخص دون شخص) وقوله (فهو لم يختل من جميع القراء) فهذا يعني أن هناك أشخاصاً لم يثبت عنهم ، وأنَّ هناك من اختل منهم هذا الشرط وهذا هو عين ما أردته ، فأنا لم أنقل القراءة عمن ثبتت عنهم وإنَّما عمن اختلت عنهم.
وهذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار. كما أشار إلى ذلك الدكتور أنمار بقوله (اللفظة متواترة عن نافع مثلاًُ لكنها شاذة عن ابن كثير).
ولا يعني القول بشذوذ السند شذوذ القراءة أو القول بعدم قرآنيتها كما هو لازم قول الدكتور الجكني فهذه نتيجة خاطئة لمقدمة غير صحيحة.
رابعاً: فيما يتعلق بالاستعاذة والبسملة فالقول فيهما كالسابق ، فالمقصود من إيرادهما هو شذوذ سندهما بهذه الصيغة.
وأما قوله (فهذا شيء لا أعرفه) فإن كان لا يعرفه فغيره قد عرفه ، وهذا ابن الجزري يورد في طيبة النشر أربعة أبيات في الاستعاذة ويذكر النويري في شرحها ثماني صيغ . وقل مثل ذلك في بقية كتب القراءات .
فلا أدري أنحتكم بعد ذلك إلى معرفة الدكتور الجكني أم إلى علم هؤلاء الأعلام.
أخيراً وليس آخراً أشكر الأخوين الكريمين الدكتور أمين والدكتور أنمار على حسن أدبهما واعتذارهما لأخيهما ، وأهمس في إذن أخي الدكتور عبد الرحمن الصالح بالتروي والتأني وعدم الاستعجال في رده . فأي اعتذار يريد، ولا أدري من الأولى بالاعتذار.
وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يجعل ما قلته حجة لي لا علي ، وأن يغفر لي ولأخي الدكتور الجكني ولأهل هذا الملتقى خاصة ولجميع المسلمين عامة ، وأن يجعلنا أخوة متحابين نجتمع على كتاب الله وننهل من معينه ونتأدب بأدبه ونتخلق بأخلاقه :
يا حامل القرآن إن تك هكذا
فلك الهنى بفوز عقبى الدار

ومتى أضعت حدوده لم تنتفع
بحروفه وسكنت دار بــــوار



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،،

20/8/1428هـ
 


الحمد لله والصلاة ةالسلام على رسول الله وعاى آله ومن والاه وبعد
شكرا للأخ الدكتور الجهني على سرعة رده وبيانه وأعدها فرصة تعرفي عليه وتشرفي بمعرفته
و هذه القضية البسيطة التي يصح فيها قولهم اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية وددت فيها
أن أعلق تعليقا بسيطا يلقي بعض الضوء عليها . فنحن أعضاء ملتقى االتفسير كالأسرة الواحدة
والخلاف في العلم إنما هو تزاحم العلماء بالركب لا يصمي ولا يصم ، ولا يسوء ولا ينوء، بل كله خير بإذن الله

[align=center]
إنّ القضية علمية وليست أخلاقية
[/align]

وإن كاتب المقال الدكتور الجكني قد كتب \مقالا علميا مدعما بالحجج التي كان منها على يقين جعله يبدو
منفعلا ومحتدا وليس في كلماته على حدتها إساءة إلى أحد وإن أوهمت حدتها بخلاف ذلك

بل هي في منتهى الأدب والذوق فقلب الجكني الكبير لا ينضح إلا بكل حلو ونفيس وسرور وحبور
وفيه يصح قول الشاعر
[align=center]
أنا كالنحل لو دروا ما بقلبي * من رحيق ومن جنى أكلوني[/align]


وبصدد علمية البحث وقد وضح للجميع الآن نقول للأخ الجهني هذه خصائص البحث العلمي فيه من التعب والصعوبات بقدر ما فيه من المزيات

فإن الباحث قد قام بخطوتين إحداهما علمية وهي استخراج القراءات من كتاب الغاية، وهو الى هذه الغاية مصيب مـأجور غير مأزور

والثانية هي مفهومه للشاذ وهو مقتل الفرس، والحجج التي سطرها للدفاع عن منهجه لا تقنع القارئ المحايد وتزيد الطين بلة

فإذ ذلك كذلك أقول للأخ الجهني هدئ من روعك فليس في المسألة إساءة لشخصك ولا لعلمك بل بيان لأسباب انحراف سهم أطلقته عن هدفه
وأنا متأكد من امتلاء جعبتك بسهام لا تشوي ولا تخطي ـ لأنك تغرف من بحور ويسطع من ثاقب فكرك أبلغ برهان وأسطع نور. ولئن جانفت الصواب فيكفيك حسن نيتك وصدق اجتهادك

أعلن تأييدي للدكتور الجكني وأطالب الباحث -حبا وكرامة-أن يبادر إدارة المجلة فيعيد نشر البحث متلافيا نقد الجكني إذ الحق احق ان يتبع
وجهود الباحث المشكورة وتعبه الجمّ ومكانة المجلة المرموقة لا تسوغ نشر البحث إذا كان قد أبعد النجعة في منهجه وتبنى مفهوما للشاذ يخالف سلامة منهج السلف وعلم الخلف
ـو الأحسن من ذلك أن يطالبها صاحب البحث بذلك ـ وبهذا يشير عليه أخوه الصغير كاتب هذه السطور أو ينشر توضيحا يبين فيه أسباب تغييره في بنية البحث
وأسأل الله أن يحفظ لنا أخوينا الكريمين الجهني والجكني وأن ينفعنا بعلمهما الغزير وخلقهما الرفيع وتواضعهما الكبير إنه أكرم مسؤول وخير مأمول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طفل من السلف جاء إلى الخليفة عبدالملك بن مروان يقود شيخا يطالبه بحقه فقال له أما تستحي تقود شيها أكبر من أبيك
فقال الحق أكبر منه
 
أخي الدكتور عبد العزيز الجهني سلمك الله
ماقرأته في ردك أعلاه ليبنبئ عن شخصية علميةقديرة، وهكذا حسبتكم،بعد أن كنت قرأت لكم في الملتقى، وعن عزمكم على القيام بهذا البحث.
وإن زميلنا المشرف العزيز د: الجكني سلمه الله، إنما سلك في نقد بحثكم شيئا عودناه في هذا الملتقى -جزاه الله خيرا- سواء بحثكم، أم غيره، بأسلوب يحمل الطابع العلمي المشوب بحماسة هادفة مشوقة ولاغضاضة في ذلك.
وبحسب نقاشاتي مع زميلنا المشرف في هذا الملتقى وخارجه، وجدت أن هدفه منه ليس التجريح لأحد، وإنما هدفه لفت انتباه وتوجيه إخوانه إلى الحاجة دائما إلى ضبط المسائل العلمية، وتركيزها بدقة سواء في بحوث الملتقى، أم غيرها،وإذا ماوجد بعد ذلك منا تفهما واستجابة باركها ودعمها.
وإشارته حفظه الله إلى عمل المحكمين، أوإدارة المجلة، هو بالقطع ليس له، وأحسبه خرج عن إرادته، فتنبه بعد ذلك إلى ضرورة الاعتذار عنه، وهو خلق رفيع عرفناه منه،حفظه الله،وبارك فيه.
لذا أرجو أن تحملوا نقده لبحثكم على أحسن محامله، ففي المسألة ما يحتمل، وأرى أن قضية الشذوذ والانفراد والآحاد والاختيار وغيرها قضايا قابلة للنقاش، وإذا لم تناقش في بحوثنا اليوم فمتى؟ ويمكن لكم سلمكم الله التعقيب في هذا الملتقى وبيان رأيكم في الشذوذ،وكلنا صدر رحب، وأظن أن بحثكم قد جاوز فسار في درب القدماء من القراء .
وكلنا يادكتور عبد العزيز في بداية مشواره العلمي، ولاأظن أحدا منا في مستقبله سيسلم من النقد، أو التوجيه الأخوي البناء،من إخوة صادقين محبين،إلا من رحم الله،وقد قيل من صنف فقد استهدف.
أتمنى لك ولجميع الإخوة التوفيق والسداد.والله الموفق.
 
أسأل الله أن يكتب لكم الأجر جميعاً على هذا الأدب العلمي الرفيع ، وأرجو أن تغتفر الشدة في بعض العبارات للجميع فما علمتكم جميعاً إلا من أهل العلم والفضل ، وأسأل الله أن ينفع بكم وبعلمكم ، وأن يتجاوز عنا ما نقع فيه من السهو .
وأعتذر للدكتورين الفاضلين الجكني والجهني عما يكون وقع في نفسيهما من أثر بعض العبارات التي وردت في مشاركتيهما .
وقد استفدتُ كما استفاد غيري من هذه المشاركات .
كما أعتذر نيابة عن زملائي المشرفين في الملتقى لهيئة تحرير مجلة الدراسات اللغوية وأخص أستاذي أبا عمر الدكتور تركي العتيبي رئيس التحرير حفظه الله بالاعتذار عما قد يكون وقع منا من تجاوز بحق المجلة فلم يكن مقصوداً ونسأل الله أن يزيدهم توفيقاً ونشراً للعلم وخدمة للبحث والباحثين .

وننتظر من الأخ الكريم الدكتور السالم الجكني بحثاً حول تحرير مصطلح الشذوذ في القراءات نستفيد منه جميعاً ، وكذلك أخي العزيز الدكتور أمين الشنقيطي وفقه الله فهو قد بحث موضوع الانفرادات عند القراء وهو لصيق بهذا الموضوع .

ومثل هذه الموضوعات في الحقيقة تزيد من قيمة الملتقى العلمية ، وتدل على الروح العلمية التي تسوده مهما قسا بعضنا في عباراته ، فالنفوس صافية ولله الحمد . نفع الله بكم جميعاً ، ولو لم يكن من فوائد هذا الموضوع إلا تشرفي بمعرفة الأخ العزيز الدكتور عبدالعزيز الجهني ومهاتفته لكفى ، فكيف وقد استفدتُ منه علماً وأدباً .


في مدينة المنامة بالبحرين / الإثنين 21/8/1428هـ
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على الصادق المصدّق سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد :
فقد قرأت الرد الذي جاء به أخي الكريم الدكتور : عبد العزيز الجهني على ما كنت سطرته من " نقد لبحثه : القراءات الشاذة في كتاب غاية النهاية لابن الجزري " وآلمني جداً تصويره لهذا النقد على أنه " طعن " في شخصه الكريم وتطاول على المجلة العلمية ورئيس تحريرها إلى غير ذلك مما كنت سآتي على تفنيده نقطة نقطة إلا أن أخوي الكريمين د/عبد الرحمن الصالح ود/أمين الشنقيطي حفظهما الله تعالى أجابا بخلاصة ما كنت أريد بيانه مما جعلني أختصر في الرد وأقول :.
كم كنت أتمنى من أخي د/عبد العزيز أن يأتي بما يبطل به نقدي أو يرد عليه رداً علمياً دون الاستدلال بآيات القرآن الكريم في غير محل النزاع وكأننا " ظلمة " أو" فسقة " وكأنه هو " المظلوم " المعتدى عليه ".
أما اتهامك قولك بأنني " همزت ولمزت وتطاولت...الخ
أين التطاول هذا ؟ ثم وعلى فرض أن هناك تطاول : هل هو بالحق أم بالباطل ؟ أما إن كان ماكتبته حقاً فالحق لا كبير معه ولا صغير فيه ، وأما إن كان باطلاً فالمرجو منكم بيانه وأنا أول الراجعين عنه . ولست يا أخي ممن يتطاول على العلماء وكتاباتي بحمد الله في هذا الملتقى كلها تشهد لي بذلك وكأنك لم تقرأ العبارة التي سطرها زميلي وحبيبي الدكتور مساعد الطيار حفظه الله في إحدى مداخلاته من أن العبد الضعيف "عنده حساسية زائدة من نقد العلماء " وهذه شهادة أعتز بها ولله الحمد .
ثم يا أخي الكريم : أين هم هؤلاء العلماء الذين تتهمني بالتطاول عليهم ؟؟إذا كنت تقصد اللجنة التي " أجازت " بحثك فكلامي نحوها واضح ، ولا تحاول أخي الكريم أن تدخل " المجلة " و" رئيس تحريرها " في غير محلهما من نقدي ؟؟؟
واسألك يا دكتور : منذ متى كان نقد البحوث العلمية "مسبة أو عاراً أو تطاولاً على المجلات العلمية ورؤساء تحريرها ؟؟ وهل وجدت المجلات العلمية إلا للنقد والتمحيص ؟؟
ومنذ متى كان نقد بحث علمي في مجلة علمية يعتبر " تقليلاً " من مكانة تلك المجلة ورئيس تحريرها ؟؟
والأهم من ذلك كله :
منذ متى كان نقد بحث علمي " طعناً " و" تقليلاً " من مكانة رئيس تحرير تلك المجلة ؟؟
كم كنت أتمنى بجد منك ومن قبلك من زميلي وأخي الغالي د/عبدالرحمن الشهري حفظه الله عدم "لجّ " اسم الأستاذ الدكتور :تركي العتيبي رئيس تحرير المجلة في هذا النقاش ،فهو حفظه الله فوق نقدي ، ومثلي لا يوجه سهام النقد إليه ولا إلى مثله لعدة أسباب أهمها عندي : أن كاتب هذه الحروف لن يتطفل يوماً على خوض شيء لا يعرفه وليس من اختصاصه ، كما أن فضيلة الأستاذ الدكتور لن يضحي باسمه ومكانته العلمية بالحكم على بحث ليس هو من اختصاصه .
فالنقد الموجه مني للمجلة محدد وهو "اللجنة العلمية التي حكّمت البحث " وليس الجهاز العلمي والإداري المشرف على المجلة .
وقولك : أسأت الظن بمجلات علمية رصينة تخدم العلم وتعين على نشره " هذا كلام إنشاء وتعبير لا طائل تحته :ما قلته عن المجلة كلام واضح لا خير فيّ إذا لم أقله ، ولا خير في المجلة إذا لم تستمع إليه ، لأنني بحمد الله لا أخاف المجلة ولا أطمع فيها ، وهي بدورها غير محتاجة لي وما قلته هو تنبيه لها من رجل يدعى معرفته لشيء من هذا العلم وقد بين وجهة نظره مشفوعة بالدليل العلمي .
كان هذا بياني عن ما كتبته عن المجلة أعدته بصورة أوضح حتى لا يفهم ما لم أقصده .
أما بخصوص ردكم الكريم فأقول :
الآن عرفت السبب الرئيس الذي أدى بالبحث إلى هذه الدرجة وهو ما قلتموه :
وهذا معلوم لمن كانت له معرفة بعلم الرجال في مصطلح الحديث ، فهناك أحاديث صحيحة المتن والإسناد ووردت في بعض كتب الحديث بأسانيد ضعيفة أو منقطعة ، فيكون الحديث في هذا الكتاب صحيح المتن ضعيف الإسناد.
وبناء عليه فاختلال شرط التواتر في سند هذه القراءات هو الشاذ حتى مع توفر الركنين الآخرين

وهذا الموضوع قد نوقش في هذا الملتقى من قبل كثير من الإخوة الكرام وبينوا خطورة بل خطأ "تطبيق " منهج المحدثين على "القراءات وهذا البحث جاء مثالاً حياً لما كنا نخشاه ونحذر منه ، فالمحدثون لهم مناهجهم وضوابطهم وأصولهم في " التواتر " و"الشاذ " لا يمكن بحال تطبيقها على "القراءات " .
أخيراً وقبل أن أرفع القلم أقول :
أكرر اعتذاري لأخي الدكتور عبد العزيز الجهني حفظه الله إن كنت نبوت بكلمة تمس شخصه الكريم فوالله العظيم ما قصدته لاتصريحاً ولا تلميحاً ، وكيف "أهمز " و " المز " من ينتسب لكتاب الله تعالى ؟؟ ولكنها عبارات موجهة للبحث ليس إلا .
اللهم اغفر لي ولأخي عبدالعزيز وتجاوز عني وعنه .
 
أحمد ربي حمدا كثيرا أن هيأ لنا هذا الملتقى المبارك ننهل منه علما فاضلا وأدبا عاليا وقد شعرت أحبتي بشيء من ضيق الصدر بعد ردي على الشيخ الفاضل الدكتور السالم الجكني خوفا من أن أكون قد أغلظت له في العبارة من غير قصد لكنها طبيعة الإنسان المركبة من عجلة ونقصان .وقد أثر في نفسي اعتذاره الحميم الذي يدل على سماحة نفس وكريم أصل وهكذا أخلاق العلماء .قال الإمام الشافعي : من علامات الصادق في أخوة أخيه أن يقبل علله ويسد خلله ويغفر زلله.(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) وأما ما يخص البحث فإني أضم صوتي لصوت الشيخ الفاضل الكتور عبدالرحمن الشهري في طلبه من الدكتور الجكني والدكتور أمين بتحرير مصطلح الشذوذفي القراءات وبيان الفرق بينه وبين الشذوذ في الروايات والذي كان مدار الخلاف بيننا علّه أن يكون سببا في دفع وهم ورفع إشكال.ولا يزال الباب مفتوحا للنقاش دون خلاف إن شاء الله.والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الدكتور عبدالعزيز
أولا : أبارك لكم صدور هذا البحث المفيد في نظري ، ثانيا : أبارك لكم صدور تحقيقكم لكتاب المختار لابن إدريس ، ثالثا : هناك خطأ في مصورات صفحات كتاب المختار فراجع الناشر في ذلك رعاك الله
أخي الدكتور السالم : الحكم بالشذوذ كان ممن؟ من الباحث ؟ أم هو ناقل لكلام ابن الجزري؟ والحكم بالشذوذ هل هو مبني على القراءة أم على سندها أم على الإثنين ؟
أنتظر ردكم الكريم يااباإبراهيم
أخوي الكريمين في زحمة ماحصل نسيتم أن تتحفونا بالبحث نفسه ؟ فليس كلنا حصل على المجلة
وأبارك للجميع شهر الخير بلغناه بفضله
 
إخواني الكرام :الدكتور الجكني، الدكتور الشهري، الدكتور الجهني سلمكم الله جميعا،
الحمد لله على نعمة التواصي بالصبر، وعلى عودة النفوس إلى الحق، ثمّ بعد أن اطمأنت النفوس ، وهدأت القلوب، وتفكرت العقول، أقول لإخوي:
الدكتور الجكني والشهري حفظهما الله:
القضية المطروحة: هي كيف احتمل هذا البحث جمع القراءات الشاذة، مع قراءات متواترة؟
وكان توجيهي لذلك بناء على وجوده كذلك في كتب القدماء، لحرص كثير منهم على رواية كل ماوصل إليه.
ثمّ بعد عصر ابن الجزري، صار تعريف ابن الجزري للشاذ هو الأساس المعتمد عند العلماء المتأخرين.
لذا في نقاط أجمل لإخواني تعريف الشاذ، وأنواعه، وأول اهتمام حقيقي بالشذوذ،كخلاصة مستفادة من كتاب القراءات الشاذة وتوجيهها النحوي للدكتور محمود أحمد الصغير،
*تعريف الشاذ:يراد به مابقي من قراءات وراء مقياس ابن الجزري.79
ومقياس ابن الجزري مأخوذ من قوله في النشر: ومتى اختل ركن من هذه الاركان الثلاثة اطلق عليها ضعيفة اوشاذة او باطلة سواء كانت عن السبعة ام عمن هو اكبر منهم النشر1/9.
أنواع هذا الشاذ :ماصح نقله عن الآحاد وصح وجها في العربية وخالف لفظها خط المصحف.
مانقله غير ثقة..إسناده ضعيف
مانقله ثقة ولاوجه له في العربية.
* أساليب العلماء في وصف القراءات بأوصاف كالقلة وكلمة بعض،أونسبتها لقارئ واحد،أوإلى بعض المتقدمين على سبيل الندرة والتفرد في القرن الثاني /88
*كان أول اهتمام حقيقي بالشذوذ هوماكان من جهود هارون بن موسى الأعور الذي أخذ يتتبع أسانيدها في النصف الثاني من القرن الثاني/78
استمر كذلك في القرن الثالث عند ابن سلام وأبي حاتم ../89
*وفي القرن الرابع بدأ مصطلح الشذوذ في التبلور ..في جهود الطبري ..وابن مجاهد جيث وضع أول كتاب مستقل في الشواذ../89.
*وتتوالى بعد القرن الرابع أنشطة الشذوذ إلا أنها لم تخرج عما أفرزته مقاييس القرن الرابع،وقد انتهى المطاف عند ابن الجزري الذي حرر القول في القراءات الشاذة .. ووضع تعريفا ضابطا للشواذ/98.
بعد هذه الخلاصة المفيدة في تحديد الشاذ، أرى أن من واجبي أن أوصي الدكتور الجهني سلمه الله، أن يحاول إعداد ملحق للبحث، يفرده، لما كان على مقياس ابن الجزري للشاذ، وينشره في نفس المجلة، ويكون بذلك تكملة للبحث الأصلي،الذي كان وفق مقايس القدماء وأوصافهم للقراءة. والله الموفق.
 
السلام عليكم
الإخوة الأفاضل :
مسألة شذوذ القراءات اختلف فيها الكثيرون . ولكننا نتفق علي عدم القراءة بها في الصلاة .

أما قول :( فالحكم عليها بالشذوذ معناه القول بعدم قرآنيتها ) فيه نظر ، لأننا لو تأملنا القراءات الشاذة نجد أن بعضها شذت لأنها لم تكن في العرضة الأخيرة ، وبعضها لأنها لم تشتهر ووو وكل ما هو من هذا النوع فهو قرآن إلا أننا لم نأخذ به لعدم تواترها لا لعدم قرآنيتها لأننا لا نأخذ القرآن عن طريق الآحاد .
أما ما شذت بسبب أن قراءة مفسرة مثل كلمة (متتابعات) أو ( في مواسم الحج ) وأشباهها نقطع بكونها ليست قرآنا .

وأيضا قد أجاد د/ الجكني في التفرقة بين ما انفرد به طريق وبين الشاذ .

الانفراد المعمول به عند القراء ما انفرد به إمام أو راو .

أما انفراد الطريق فهذا هو الذي في الخلاف . والأصل في هذا النوع عدم الأخذ بالقراءة إلا ما استثني مثل انفراد الداني بالتشديد في (كنتم تمنون ـ تفكهون ) قبلها ابن الجزري رغم إقراره بانفراد الداني . وهناك انفرادة أخري للداني لا أتذكرها الآن .

أما القراءات الشاذة في عصرنا ما خرج عن كتاب النشر ـ هذا بالنسبة للفرش ـ
أما في الأوجه الشاذ : ما خرج عن المقروء به في هذا العصر ـ أي اتفقت الأقطار علي عدم الأخذ به مع صحتها مثل إظهار الميم عند الباء ـ

والخلاصة : أن الشاذ ما خرج عما عليه قراء الأمصار .
والله أعلم
والسلام عليكم
 
أشكركم جميعاً على نقاشكم العلمي البديع المؤدب ، وأسأل الله أن يجمع قلوبنا دوماً على الهدى والحق ، وأن يتجاوز عنا ما نقع فيه من الوهم والخطأ .
وقد هاتفني رئيس تحرير المجلة أستاذي الدكتور تركي بن سهو العتيبي وفقه الله وأخبرني باطلاعه على هذا الموضوع ، وهو يشكر الجميع على هذا النقاش العلمي النافع ، وقد عرض أن ينشر هذا النقد الذي حرره أخي العزيز الدكتور السالم الشنقيطي ، وتعقيب الدكتور عبدالعزيز الجهني على النقد ، ثم تعليق الدكتور أمين الشنقيطي على الموضوع ، ولكنه يرغب في أن يتكرم كل واحد من الباحثين الثلاثة الفضلاء أن يتكرم بإعادة النظر في ما كتبه ليكون مناسباً للنشر في المجلة ، ولعلكم تتكرمون بإرسال ما تتفضلون بتحريره على بريدي الالكتروني الذي يظهر في توقيعي وسأوصله للدكتور تركي بإذن الله ، وهذا من توفيق الله لأهل هذا الملتقى أن تطرح فيه مثل هذه الموضوعات العلمية التي تثري البحث العلمي ، وتقبل للنشر على صفحات مجلات علمية معتبرة نسأل الله لكم المزيد من التوفيق والسداد ، وشكر الله للدكتور تركي العتيبي تكرمه بهذا العرض .

الرياض في 24/8/1428هـ
 
عودة
أعلى