نقد كتاب الدكتور عبد العظيم المطعني ..(1) إن أبا زيد القرشيِّ سبق أبا عبيدة التيمي .

إنضم
26/12/2005
المشاركات
770
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
مسائل في المجاز(8) الردُّ على قول الدكتور عبد العظيم المطعني إن أبا زيد القرشيِّ سبق أبا عبيدة التيمي إلى ذكر المجاز

زعم د. المطعني في كتابه الذي طار به جل مثبتة المجاز كل مطار = أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة التيمي إلى القول بالمجاز ؛ وأن قول ابن تيمية إن المجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى خطأ , وقال د. المطعني : ولم نعثر على ترجمة لأبي زيد القرشي ولم يعثر غيرنا من قبل , ويبدو أنه لا طريق لمعرفته سوى كتابه ((جمهرة أشعار العرب)) , وقد اختلف المحدثون في عصره ؛ فجرحى زيدان يرى أنه من أعلام القرن الثالث الهجري ؛ ويرى سليمان البستاني مترجم إلياذة هوميروس أنه توفي عام 170هـ ؛ ويقاربه في هذا الرأي بطرس البستاني ؛ ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري ؛ لأن أبا زيد نفسه قد صرح في مقدمة كتابه المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبِّي , والضبَّيُّ من رجال القرن الثاني بلا نزاع ( 1) .
وقال : وأبو زيد هذا توفي عام 170 هـ , على الصحيح ؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل ؛ ومؤدى هذا أن المجاز بمعناه الفني الاصطلاحي قد عرف خلال القرن الثاني عرف بلفظه , وعرف بمعناه ؛ وهذا يقدح في صحة ما ذهب إليه الإمام ابن تيمية من أنه لم يعرف إلا بعد القرون الثلاثة الأولى (2 ) ,
وقال د. المطعني : تقدم أن أبا زيد القرشي فضلاً عن أنه تعرض لذكر المجاز بلفظه ومعناه ؛ فإنه صرف كثيراً من النصوص عن ظواهرها ؛ والمرجح أن أبا زيد توفي عام 170 هـ ( 3) .
وقال : فأبو زيد القرشي , والرجح أنه توفي عام 170 هـ , ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة مضافاً إلى المعاني , ((مجاز المعاني)) ,والذي يرجح لدى الباحث أنه كان يقصد التصوير المجازي الذي استقر مفهومه فيما بعد (4 ) .
وقال د. المطعني اشتهر بين الباحثين أن أول من استعمل كلمة المجاز هو أبو عبيدة ؛ وهذا القول غير مسلَّمٍ به على إطلاقه ؛ لأن أبا زيد القرشي , وهو أسبق وجوداً من أبي عبيدة , كان قد استعمل كلمة المجاز قبل أبي عبيدة ؛ فأبو زيد على المرجح عام 170 هـ ؛ وأبو عبيدة توفي عام 208 هـ فالذي ينسب إلى أبي عبيدة اشتهار المجاز , وليس أسبقية القول به , وإن كان استعمال أبي زيد لكلمة المجاز أدق من استعمال أبي عبيدة , فأبو زيد أطلقه على ما هو مجاز فعلاً , وأبو عبيدة أطلقه على غير ما هو مجازٌ إلا في النادر ؛ وترجع أسباب الشهرة لأبي عبيدة ؛ لأنه جعل المجاز عنواناً لكتاب وأكثر من ذكره عند شرحه للآيات كثيرة بلغت حدّ الاستفاضة ؛ أما أبو زيد فلم يذكره إلا مرتين , فنسبت الشهرة للمكثر , وسلبت عن المقل (5 ) اهـ بلفظه .
وهذا أوان الفحص عن هذا الكلام وبيان خطأه :
1 -أبو زيد القرشي هو محمد بن أبي الخطاب , وكتابه جمهرة أشعار العرب هو كل ما بلغنا أحداً من المتقدمين روى عنه ( 6) , ولا ذكر من أنبائه شيئاً , ونقل أبو زيد القرشي عن أبي عبيدة التيمي بغير إسنادٍ في عشرة مواضع من جمهرة أشعار العرب (7 ) , وروى عنه بإسناده إليه في ثلاثة مواضع أخرى قال في أحدها : حدَّثنا سنيد , عن حزام بن أرطأة , عن أبي عبيدة ( 8) , وقال في الثاني : حدثنا سنيد عن أبي عبد الله الجهمي من ولد جهم بن حذيفة , عن أبي عبيدة , وذلك الموضع في بعض نسخ الجمهرة دون بعض (9 ) , وقال في الثالث : أخبرنا المفضل , عن علي بن طاهر الذهلي , عن أبي عبيدة ( 10) , وذكر أبو زيد القرشي في أول ((جمهرة أشعار العرب)) باباً في اللفظ ومجاز المعاني , وقال : وفي القرآن مثل ما في الكلام العربي من اللفظ المختلف ومجاز المعاني ( 11) , وذكر قبل تلك الكلمة كلاماً هو كله في أول مجاز القرآن لأبي عبيدة , وذكر بعدها أمثلة قريبة الشبه بالأمثلة التي ذكرت في خطبة مجاز القرآن لأبي عبيدة , بل منها أمثلة هي نفسها في مجاز القرآن لأبي عبيدة , وتلك الكلمة التي ذكرها أبو عبيدة في خطبة ((مجاز القرآن)) , أو كأنها هي , وقد أملى أبو عبيدة ((مجاز القرآن)) عدة مرات , فتعددت رواياته واختلفت نسخه (12) , فلعل تلك الكلمة كانت كذلك في نسخة أبي زيد القرشي من ((مجاز القرآن)) , أو لعل أبا زيد أدَّى تلك الكلمة من حفظه فغيَّرها شيئاً قليلاً .

2-وأبو زيد يروي في تلك ((الجمهرة)) كذلك , عن محمد بن عثمان الجعفري , عن مطرِّف الكناني , عن ابن دأب ( 13) , وعن أبي العباس الوراق الكاتب , عن أبي طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي , عن بكر بن سليمان , عن محمد بن إسحاق ( 14) , وعن المفضِّل بن عبد الله المحبري , عن أبيه , عن جدِّه عن محمد بن إسحاق كذلك ( 15) , وذلك المفضل ورد اسمه في بعض نسخ ((الجمهرة)) : المفضل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن المحبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب ( 16) , وفي نسخة المفضل بن محمد الضبِّي , وهو خطأٌ بينٌ , والمفضل الضبي صاحب المفضليات كان معاصراً لمحمد بن إسحاق صاحب السيرة , لا يحتاج إلى الرواية عنه بواسطة أبيه عن جده , وأولئك الأربعة : سنيد , والمفضل بن عبد الله المحبري , ومحمد بن عثمان الجعفري , وأبو العباس الوراق الكاتب , هم كل من روى أبو زيد في جمهرته عنهم , ولم أجد من أنبائهم شيئاً , ولا عثرت لأحدهم على ترجمة فأبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي مجهول , يروي عن نفر من المجاهيل , وأشعار تلك الجمهرة أكثرها مشهورة تناقلها الرواة غيره , وبينه وبين أبي عبيدة التيمي وابن دأب رجلان , وبينه وبين محمد بن إسحاق ثلاثة رجال , وتلك حجة بيِّنةٌ على أنه كان يعيش في الشطر الآخر من المائة الثالثة من الهجرة , ولا يبعد أن يكون أدرك أول الرابعة .
هذا , وذكر جورجي زيدان أبا زيد القرشي في كتابه ((تاريخ آداب اللغة العربية)) في العصر العباسي الأول , ولكنه قال : إنه يغلب على ظنه أنه عاش في أواسط القرن الثالث للهجرة أو في القرن الرابع ( 17) اهـ , والذي غلب على ظنه هو الصواب إن شاء الله , وقد مضت الحجة على ذلك , ولو أنه عمل بظنه وأخر ذكره إلى العصر العباسي الثاني لكان أحسن ؛ وقال بطرس البستاني في كتابه ((أدباء العرب في الأعصر العباسية)) : إن أبا زيد من أهل العصر العباسي الأول , لا من أهل العصر العباسي الثاني , ذاك لأنه أورد في كتابه الجمهرة روايات سمعها من المفضل الضبي , والمفضل الضبي توفي سنة 171 هـ أو نحو ذلك , وذلك يدل على أنه عاصره ( 18) اهـ , وقد مضى أن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد ليس هو المفضل الضبي , وإنما هو المفضل المحبري , وأن ذكر الضبي هو خطأٌ في موضع واحد من إحدى نسخ الجمهرة , وليس في روايات كما زعم البستاني ,
وقال البغدادي في ((هدية العارفين)) و((إيضاح المكنون)) : إن أبا زيد القرشي توفي سنة سبعين ومائة 170 هـ ( 19) , وكذلك ذكر في ((فهرست الخديويَّة)) ( 20) , ثم ((فهرست دار الكتب المصرية)) (21) , ((فهرست الأزهرية)) ( 22) , و((معجم سركيس)) ( 23) , وكذلك ذكره سليمان البستاني في مقدمة ((الإلياذة)) (24 ) , والزركلي في ((الأعلام)) ( 25) , وكحالة في ((معجم المؤلفين)) ( 26) ,ولم يأت أحدهم عليه برواية صادقة , ولا حجَّة بينة , ولا أسنده لمتقدم , وهو خطأٌ نقله بعضهم عن بعض , وتلقفه عنهم د. المطعني في كتابه ((المجاز)) , وفرح به ورضيه , ولم يطلب له إسناداً , ولا سأل عليه برهاناً , ونسي ثورته على التلقي الفجِّ ( 27) , ومزاعم التحقيق العالمي التي ما انفكَّ يبثها في أرجاء كتابه , واتخذه حجة على أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة إلى القول بالمجاز , وأن أبا العباس ابن تيمية كان مخطأ لما قال : إن أبا عبيدة التيمي هو أول من عرف بالقول بالمجاز , وطفق د. المطعني يكرر ذلك في مواضع من كتابه , ويحسبه سبقاً بعيداً , وفتحاً مبيناً , ونصراً على ابن تيمية وأصحابه مؤزراً , وهو قول ساقطٌ لا حجَّة له ولا شاهد , وما قاله ابن تيمية صوابٌ بين .
وقوله : ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري , هو كلام المطعني نفسه ؛ وهو قول باطلٌ ؛ وقد ذكر من قبل أن أبا زيد القرشي نقل في مقدمة كتابه عن أبي عبيدة التيمي , وروى عنه بإسناده إليه , وأن بينه وبين أبي عبيدة رجلان ؛ وقد يدل ذلك على أنه مات في آخر المائة الثالثة من الهجرة , ولعله أدرك الرابعة , كما قال جورجي زيدان ؛ وأن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد القرشي هو المفضل المحبري ؛ وهو مجهول مثله ؛ وليس المفضل الضبي ؛ وأن الضبي هو تصحيف في نسخة واحدة من نسخ الجمهرة ؛ وقوله : لأن أبا زيد نفسه قد صرَّح في مقدمة كتابه المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبي . ونقلها عنه محقق الجمهرة طبعة دار صادر ؛ وهي الطبعة التي كان د المطعني يرجع إليها , فأخذ د. المطعني تلك الكلمة , فادَّعاها لنفسه , ووصلها بكلامه , ولم يردَّها إلى قائلها , وأوهم أنه نقل أقوالهم , ثم رجَّح بينها بذلك ؛ وقوله : وأبو زيد هذا توفي عام 170هـ على الصحيح ؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل اهـ هو أفحش خطأ من قوله إنه من أهل القرن الثاني , ولو كان أبو زيد سمع من المفضَّل الضبي ؛ وقيل : مات المفضل سنة إحدى وسبعين ومائة (171هـ) ( 28) . كما زعم بطرس البستاني , فما الدليل على أن أبا زيد مات قبله أو مات في نفس السنة التي مات فيها ؟ ! وأبوزيد القرشي نقل كلمة أبي عبيدة ؛ فالمجاز عند أبي زيد القرشي هو المجاز عند أبي عبيدة التيمي ؛ والمجاز عند أبي عبيدة ليس هو المجاز الذي تكلم فيه بعد ذلك أبو عبد الله البصري المعتزلي وغيره ؛ ولا هو المجاز الذي سماه د. المطعني المجاز الفني الاصطلاحي ؛ وابن تيمية – رحمه الله لم ينكر أن يكون القول بالمجاز ظهر في آخر المائة الثانية , بل أقر به ؛ وقوله إنه اصطلاحٌ حادث بعد القرون الثلاثة الأولى , أراد به الصحابة والتابعين وتابعيهم ؛ فهو يريد بالقرن الجيل من الناس ؛ وبين من كلام ابن تيمية أنه يفرِّق بين القرن من الناس , والمائة من السنين , فهو قال إن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى ؛ وقال : إن أوائله ظهرت في المائة الثالثة ؛ فالقرن في كلامه هو الجيل من الناس , وليس المائة من السنين ؛ والقرون الفاضلة عنده , هم الصحابة والتابعون وتابعيهم ؛ وهو يأخذ في ذلك بحديث : ((خير القرون قرني , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم يفشو الكذب ..)) الحديث ؛ والقرن في ذلك الحديث هو الجيل من الناس ؛ وليس المائة من السنين .
فذلك القول الذي فرح به د. المطعني وأصرَّ عليه , وذكره في خمسة مواضع من كتابه , وحسب أنه سبق به الناس , كله خطأ باطل , وأبو زيد القرشي لم يمت عام 170هـ , لا على الصحيح , ولا على المرجَّح , ولا على شيء , ولا كان يومئذ شيئاً مذكوراً , وعلى الصحيح , وعلى المرجح هي من ألفاظ النووي رحمه الله في نقله لمذهب الشافعية , وعنه شاعت تلك الألفاظ في المتأخرين منهم ؛ فأخذ د. المطعني تلك الألفاظ من فقهاء الشافعية ؛ أو لعلها عقلت بلسانه من كتب الأزهرية ؛ فخلطها بكلامه في المجاز , ووضعها غير مواضعها ؛ وعلى الصحيح يدل على أن غيره باطلٌ , وعلى المرجَّح يدل على أن غيره ليس باطلاً , ولكنه أرجح منه وأقوى ؛ وكذلك الاستفاضة من ألفاظ المحدثين أخذها د. المطعني ,ووضعها غير موضعها ؛ وتكرار لفظة واحدة في كتاب واحد مائة ألف مرة أو أكثر منها , ليس عند المحدثين من الاستفاضة ؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حدَّ الاستفاضة ؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حد الاستفاضة عند كثير من القائلين بها , والكتاب يروى عن أبي عبيدة رواية آحاد ؛ وإذا كان د. المطعني يعلم أن أبا زيد لم يذكر لفظ المجاز إلا مرتين اثنتين لا ثالث لهما , وأنه ذكر مضافاً إلى المعاني وليس إلى الألفاظ , فلم قال : ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة ! ولم يقل : ورد مرتين اثنتين؟! ولفظ أكثر من مرة يوهم أنها مرات كثيرة وليست اثنتين وليس الأمر كذلك وليس ذلك من صدق النصيحة...
=======
الحواشي:
( 1) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 147)
( 2) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 649)
( 3) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1054)
( 4) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1074)
( 5) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 1080-1081)
( 6) أريد روى عنه بالسماع منه , أو الإسناد المتصل إليه , ولكن نقل بعضهم من تلك الجمهرة بغير إسناد ولا زاوية .
( 7) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 55, 56, 58 , 80-81- فيها موضعان , 82- فيها ثلاثة مواضع )
( 8) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 45 )
( 9) ((جمهرة أشعار العرب)) (57)
( 10) ((جمهرة أشعار العرب)) ( ص 67)
( 11) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (10)
( 12) انظر ما كتبه د. محمد بن فؤاد سزكين في مقدمة تحقيقه لـ((مجاز القرآن))
( 13) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (30, 33, 57, 59)
( 14) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص29, 31, 37)
( 15) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 26, 27, 34,47)
( 16) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص10 هامش رقم 1)
( 17) ((تاريخ آداب اللغة العربية)) 2/110 , رقم (6) , وهامش رقم (2) من نفس الصفحة .
( 18) ((مقدمة جمهرة أشعار العرب)) ص 5 , ط . دار صادر بيروت
( 19) ((هدية العارفين)) 2/8 , و((إيضاح المكنون)) 1/368
( 20) ((فهرست الكبتخانة الخديوية)) 4/224
( 21) ((فهرت دار الكتب المصرية)) 3/76 نقلاً عن فهرست الخديوية
( 22) ((فهرست المكتبة الأزهرية)) 5/64
( 23) ((معجم المطبوعات العربية والمعربة)) , يوسف أليان سركس 1/313
( 24) مقدمة ((جمهرة أشعار العرب)) ط. دار بيروت بيروت
( 25) ((الأعلام)) 6/114
( 26) ((معجم المؤلفين)) 9/281
( 27) لفظ التلقي الفجِّ هو لفظ المطعني نفسه في خطبة كتاب ((المجاز))
( 28) قال الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) و((ميزان الاعتدال)) : توفي المفضل سنة 168هـ , وتبعه ابن الجوزيِّ في ((طبقات القراء)) , وقال ابن تغري بردي في ((النجوم الزاهرة)) ,توفي سنة 171هـ وبه أخذ بطرس البستاني , وقال أحمد شاكر , وعبد السلام هارون في مقدِّمة ((ديوان المفضليات)) إن كلا هذين القولين خطأ , ولعل الصواب أنه توفي سنة 178 هـ
 
يا أبا فهر
أجدني مضطرا مرة أخرى للتعليق على العاطفية في أحاديثك.
قد يكون نقدك جيدا وسليما، ولكن ما ينقِص من قيمته العلمية هو استعمالك لمثل هذه العبارات:

- "زعم د. المطعني في كتابه الذي طار به جل مثبتة المجاز كل مطار"
- "وهذا أوان الفحص عن هذا الكلام وبيان خطأه"
- "وتلقفه عنهم د. المطعني في كتابه ((المجاز)) , وفرح به ورضيه , ولم يطلب له إسناداً , ولا سأل عليه برهاناً , ونسي ثورته على التلقي الفجِّ , ومزاعم التحقيق العالمي التي ما انفكَّ يبثها في أرجاء كتابه"
- "وطفق د. المطعني يكرر ذلك في مواضع من كتابه , ويحسبه سبقاً بعيداً , وفتحاً مبيناً , ونصراً على ابن تيمية وأصحابه مؤزراً "
- "أو لعلها علقت بلسانه من كتب الأزهرية ؛ فخلطها بكلامه في المجاز , ووضعها غير مواضعها "

هذه العبارات وصفية ذاتية، وفيها همز ولمز مبطنان، ولا علاقة لذلك بالنقد العلمي للاستدلالات. وهذا ما أعيبه عليك في ما تكتب. وطالب العلم يتوجب عليه الاقتصاد في الكتابة ولا يسعى إلى التأثير على موقف القارئ كي يتخذ انطباعا سلبيا على الكاتب، وإنما عليه الاكتفاء ببيان جوانب الخطأ والصواب في آرائه.
 
كلام طيب محقق يا أبا فهر - وفقك الله - ولكن كما قال الأخ محمد بن جماعة في ثنايا البحث نجد عبارات قاسية قد تحول بين ما تريده من إفادة وبين المستفيدين من بحثك .
آمل قبول الملحوظات ، والتلطف في الألفاظ ، وكما تعلم فالكلمة الطيبة صدقة من عموم الناس لعموم الناس فكيف بين طلاب العلم
 
يا أبا فهر
أجدني مضطرا مرة أخرى للتعليق على العاطفية في أحاديثك.
قد يكون نقدك جيدا وسليما، ولكن ما ينقِص من قيمته العلمية هو استعمالك لمثل هذه العبارات:

- "زعم د. المطعني في كتابه الذي طار به جل مثبتة المجاز كل مطار"
- "وهذا أوان الفحص عن هذا الكلام وبيان خطأه"
- "وتلقفه عنهم د. المطعني في كتابه ((المجاز)) , وفرح به ورضيه , ولم يطلب له إسناداً , ولا سأل عليه برهاناً , ونسي ثورته على التلقي الفجِّ , ومزاعم التحقيق العالمي التي ما انفكَّ يبثها في أرجاء كتابه"
- "وطفق د. المطعني يكرر ذلك في مواضع من كتابه , ويحسبه سبقاً بعيداً , وفتحاً مبيناً , ونصراً على ابن تيمية وأصحابه مؤزراً "
- "أو لعلها علقت بلسانه من كتب الأزهرية ؛ فخلطها بكلامه في المجاز , ووضعها غير مواضعها "

هذه العبارات وصفية ذاتية، وفيها همز ولمز مبطنان، ولا علاقة لذلك بالنقد العلمي للاستدلالات. وهذا ما أعيبه عليك في ما تكتب. وطالب العلم يتوجب عليه الاقتصاد في الكتابة ولا يسعى إلى التأثير على موقف القارئ كي يتخذ انطباعا سلبيا على الكاتب، وإنما عليه الاكتفاء ببيان جوانب الخطأ والصواب في آرائه.

العاطفي هو الذي يظن أن الناس يتأثرون بمجرد قرآتهم هذه العبارات التي عبتها على الشيخ .
 
[align=center]إخواني الأفاضل..


أجدني مضطراً إلى بيان أن بدعة تجريد الرد العلمي عن البيان الأدبي والوصف البياني الخارج عن محل البحث بحيث يشبه الأسلوب العلمي -زعموا- الرياضيات (1+1=2) = كل ذلك من محدثات منظري منهج البحث في أوربا بعد عصر النهضة..(وليست البدعة في كلامي البدعة الشرعية الدينية).

والمتأمل في كلام الله وكلام رسوله وكلام القرون المفضلة وعلماء الإسلام=يجد ما سماه الأخ محمد بن جماعة =عاطفية =لائحاً واضحاً..

ولو شاء أخونا أمثلة = فتحت لها موضوعاً خاصاً بإذن الله..

والمذموم أخي محمد من لغة الحوار هو عدم تحري الصدق في وصف الأفراد والكتب والجماعات والفرق..

ثم ترك اختيار أنسب الصدق للمقام...

فمن تكلم بالصدق واختار أصلح صدق للمقام فقد أحسن أيما إحسان..

ألم يطر مثبتة المجاز بكتاب المطعني كل مطار (؟؟)

إي والله فعلوا..

ولا أدري ماالذي ساءك في عبارة : ((هذا أوان الفحص..)) (!!)

يا أخي بارك الله فيك..أقبل على مافي الكلام من الحجج العلمية وأعرض عما لا ترضاه من غيره فليس ما لا ترضاه أنت بغير المرضي قطعاً ولكنها أساليب كُتاب واجتهادات نقاد..ولكل وجهة هو موليها..

أدام الله سعادتك وجمع لك خيري الدنيا والآخرة..[/align]
 
[align=center]
أدام الله سعادتك وجمع لك خيري الدنيا والآخرة..[/align]

آمين.. وأدعو لك بمثل ذلك.

لو كان الأمر أن (أقبل على ما في الكلام من الحجج العلمية وأعرض عما لا أرضاه من غيره)، لما اهتممتُ للرد، ولما اهتم أي قارئ لما يكتبه أي كاتب.

يا أخي الكريم:

نحن في سياق البحث عن المتفق عليه والمختلف فيه بين المسلمين، وتحديد معوقات الفهم السليم لمسائل دينية في سياق كدحنا الجماعي في هذه الحياة الدنيا استعدادا لملاقاة الله عز وجل يوم الامتحان. ولو كان السياق غير ذلك، لقرأت لك ومررت مرور الكرام، كما أفعل مع عشرات المواضيع التي أقرأها يوميا هنا وهناك.

ولذلك فقد قلت لك إنني أرغب في مواصلة الاستفادة منكم في موضوع (المجاز). وليست القضية عندي قضية عواطف، كما هي ليست قضية رغبة في جعل الردود خاضعة للتجريد العلمي الذي يجعل منها كتابة "رياضية" - 1+1=2؟
وهل الكتابة حسب المناهج "الغربية" (كما تصفها) كمية فقط عندك Quantitaive؟
وماذا عن الكتابة النوعية Qualitative ؟

ليس في الكتابة الكمية والكتابة النوعية ما هو غربي وما هو إسلامي، لأنهما مسألتان موجودتان في السياق الغربي وفي السياق الإسلامي على حد سواء. وما يهم في السياقين هو فقط: درجة الصحة والخطأ.

وأخشى أن يفهم من كلامك أن هناك منهجين من الكتابة: كتابة خاضعة لمنهج إسلامي أصيل (يتمثل في طريقة كتابتك)، وكتابة خاضعة لمنهج غربي غير إسلامي محدث مبتدع (يتمثل في ما أدعو إليه).

ليس هناك في المنهج ما يمكن تسميته بالمنهج الإسلامي الأصيل، والمنهج الغربي المبتدع. وإنما المنهج قضية إنسانية فكرية عامة تخضع للتفاعل بين التخصصات والتطور في الأساليب والإجراءات.

وما يسميه البعض بالمنهج الغربي (لتكوين انطباع سلبي عنه)، هو أصلا وفي خطوطه العريضة من نتاج مفكرين عرب ومسلمين قبل عصر الأنوار. وما أنتجه هؤلاء المفكرون العرب والمسلمون تأثروا فيه بالقرآن الكريم ومناهج الفقهاء وأيضا مناهج من قبلهم من فلاسفة اليونان.
 
[align=center]خطأ محض = أعني كلامك عن مناهج البحث..

فالفصل بين الأسلوب العلمي والأسلوب الخطابي ، ومدح الأول ، وذم الثاني ووصف الأول بأنه ما كان نقداً للحقائق العلمية بدون حرف خطابي بياني زائد = كل ذلك بدعة من بدع أوربا ما بعد النهضة..(وتاني لمن لم ينتبه: لا أعني البدعة الشرعية التحريمية)

ومزج الأول بالثاني هو بيان منهج الكتاب والسنة والقرون المفضلة فمن بعدهم..

والمذموم في الشرع:

1- سجع الكهان الخالي من الحجة

2- بيان صحيح وحجة صحيحة يقصد به منشئه لتقرير باطل.

3- بيان صحيح وحجة كاذبة.

4- بيان صحيح وحجة صحيحة في غير موضعهما.

يبقى من القسمة ثلاثة أشياء:

الأول وهو ممدوح: البيان الصحيح المقرون بالحجة الصحيحة في المحل المناسب.

الثاني : ولا ذم لفاعله شرعاًُ: حجة صحيحة وبيان عليل.


الثالث:ولا ذم لفاعله إلا من قبل أصحاب المنهج الأوربي :الحجة الصحيحة من غير صبغة بيانية إلا بقدر ما يفهم منه مراد المتكلم.

وكل ما تنكره يا أخي ليس منكراً إلا إن أتيتني من كلامي بما يوافق المذموم شرعاً..أما ما يذم من غير الشرع فلا يساوي عندي قرشاً ماسحاً..

بوركت..[/align]
 
[align=center]

.أما ما يذم من غير الشرع فلا يساوي عندي قرشاً ماسحاً..

بوركت..[/align]

(ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) أو نحوه ، (وقولوا للناس حسنا) ، ليست المشكلة في توظيف الصيغ البيانية والأدبية ، فقد وظفتها ولا بأس بذلك أصلاً من حيث المبدأ، ولكن بعض الإخوة - منهم محدثك - يلحظ توظيف التعابير البيانية بأسلوب أقرب للفظاظة منه للرفق ، فطريقة توظيفك للأدوات البيانية تحتاج إلى شيء من التلطيف ، وهذا ممكن ، إلا إن كنت تعتقد أن هذا الأسلوب هو أحسن ما تقدر عليه ، فلا تكليف بما لا يطاق.
 
الحمد لله ، وبعد ..

لا فضَّ فوك يا أبا فهر ، فامض قدُماً لا حرمنا دقيق فهمك ، وحسن قلمك .

وما ذكره الإخوة ؛ فما أظنه _ فيما يظهر لي _ في محلِّه ، وهذه عبارات لأهل العلم من قديم ومنهج واضح صريح ، بل ربما في بعضها ما هو أشد قسوة منها .
فماذا تنقمون عليها لا سيما مع تمام الأدب ، وأمر النيَّات لرب البريِّات ، والهدف الأساس التجرد للحق ، والوصول إلى الحق . جعلنا الله جميعاً من أهل الحق

نفع الله بك ، وفتح علينا وعليك ، وزادك من فضله الكريم .
 
من الطبعي أن لكل كاتب أسلوب قد يكون تأثر به من قراءة لبعض العلماء أو الكتاب مع ما عنده من استعدادت لمثله، وإن كانت طريقة أبي فهر غيرها أحسن عندي لمثله، إلا أنها ليست كما وصفها بعض الإخوة، وأصبحت سببا لملاحقتهم له وترك أو عدم التركيز على ما في الموضوع من محتوى مراد من الكتابة.
وهذه الطريقة من الملاحقة الواقفة عند "الشكليات" غير المؤثرة في المضمون؛ تزهد الكاتب من مواصلة الكتابة إذا تكررت ملاحقته بهذه الطريقة مع إحجام الكثير من إعطائها حقها من النظر العلمي لمحتواها وتأييد أو تغليط الكاتب في ذلك لا في الشكليات.
فأرجو ألا نكون سببا مباشرا أو غير مباشر لمثل هذا .
 
وهذه عبارات لأهل العلم من قديم ومنهج واضح صريح ، بل ربما في بعضها ما هو أشد قسوة منها .
فماذا تنقمون عليها لا سيما مع تمام الأدب ...

خلافنا يا أبا العالية على هذا بالذات:

فوجود العبارات القاسية والجارحة في كتابات أهل العلم من قديم لا يزكيها ولا يجعل منها هديا متبعا من أدب الإسلام. والأولى اتباع المنهج القرآني والمنهج النبوي.

أما وأن تذهب إلى أبعد من ذلك فترى أنها من (تمام الأدب) فهذه والله حيّرتني. ولست أجد ما أقول فيها. وأرجو أن أكون مخطئا فيما فهمت.
 
[align=center] لا تنافي بين شدة العبارات وبين سوء الأدب أو نقصه...

ويجتمع في الكلام شدة الأسلوب وقسوة العبارة مع تمام الأدب..

فنقص الأدب إنما هو في رمي الناس بما ليس فيهم..

أما من كانت حاله مطابقة للشدة فليست الشدة معه من نقص الأدب..

وليس الرفق بالمطلوب أبداً أخي الشهري بل قد يكون من تخنث العزم وميوعة الحمية وضعف الغيرة...

[overline]فائدة..[/overline]

قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا ، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ . وَقَالَ : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } وَقَالَ : { إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } { كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي } وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ)).
[/align]
 
[align=center]وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ [/align]
رحم الله شيخ الإسلام ، وجزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبا فهر السلفي
ولكننا يا شيخنا الفاضل دخلنا مسترشدين متعلمين لا باغين على الكتاب والسنة ولا عادين عليهما – والعياذ بالله - ،
شيخنا الفاضل
موضوع المجاز قد بحثتُهُ قديما وأنكرتُهُ ، حتى وصل أمر المناقِشين لي إلى ألفاظ لا تليق علميا بباحث صغير فضلا عن أستاذ دكتور ، فأغلقتُ الموضوع معهم بعد غياب فقه التحاور البناء ، ثم عدتُ لبحثه قبل مدة ، وأردتُ أن أفيد بعلومكم ، فإذا الأسلوب ناكئ لما مضى من أساليب الرد بالانفعال قبل الاستدلال ، فهم أشاعرة ومعتزلة وأنتم سلف ، والقاسم المشترك المقبِض لكل منكما قسوة اللهجة ، فَلِمَ وقد قال تعالى ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ؟
شيخنا الفاضل الانفعال لكم ولن نُفِد منه ، أما الاستدلال فهو ما يبتغيه طلبتكم ممن هم على نهجكم ، فهلا أقرضتمونا إياه قرضا حسنا يضاعفه الله لكم ويرفع به درجاتكم دونما تقريع للمخالِف ؟
بل قد يأتي المخالِف متجردا ومسترشدا فإذا الباب أمامه قد سُدَّ بشديد القول ، وطريق الرجعة به قد قُطِع
شيوخنا الفضلاء أذكر نفسي وكل قارئ وقارئة ما ورد عن النبي بما معناه أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شئ إلا شانه ، وأن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ، قالها صلى الله عليه وسلم توجيها لعائشة رضي الله عنها في مقابل دعاء اليهود عليه بالموت أو ترك الدين
فارفقوا بنا أساتذتنا فما تلامذتكم بعادين بل والله متعلمين ومنتفعين
إضاءة أخيرة : ليس بحجة أبدا أن نقتدي بكتابة كلمات نهى شرعنا الحنيف عنها لأجل أن شيوخنا المتقدمين قالوها ، فكل يؤخذ من قوله ويُرَد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، بل من البر بشيوخنا أن لا نقتدي بهم فيما لم يوافق أخلاق الدين مع حسن الاعتذار عنهم والترحم لهم
 
[align=center]بل قد يكون من تخنث العزم وميوعة الحمية وضعف الغيرة...

[/align]

من مثل هذه العبارات يقشعر الرفق ، وماذا فعلنا - ونحن إخوانك في المنتدى وتلاميذك - حتى تضطر ، لو اضطررت ، لمواجهتنا بعكس هذه الصفات ؟
 
مرة ثانية يا سيدنا .هل تجادلني في أن الرفق في غير مواضعه قد يكون صفته ما ذكرتُ؟؟

ليس هذا محل جدال أصلاً..

أما ذكرك لكم وجعلكم محلاً لهذه الأوصاف..وأن أذكركم ها مضطراً..إلخ

فلا أدري ماذا أقول فقد سئمتُ هذه الطريقة..وليس لهذا الكلام موضع أصلاً..
 
مرة ثانية يا سيدنا .هل تجادلني في أن الرفق في غير مواضعه قد يكون صفته ما ذكرتُ؟؟

ليس هذا محل جدال أصلاً..

ألم يكن يعلم رب العالمين عز وجل أن الرفق مع فرعون لن يجدي ؟ وهو الحكيم (يضع الأمور في مواضعها) ، قال تعالى (فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى) ، والرفق الذي نريد هو من جنس الإحسان العام في الأمور كلها ، (إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح) ، فحتى القتل وهو قتل ، على ما فيه من معنى الشدة والعقوبة وإقامة العدل على المجرم ، أمر فيه بالإحسان...وما يلقاها إلا الذين صبروا.
 
يا سيدنا أجبني إجابة صريحة: هل الرفق مطلوب في كل موطن والشدة مهجورة في كل موطن(؟؟)
 
أجبني إجابة صريحة: هل الرفق مطلوب في كل موطن والشدة مهجورة في كل موطن(؟؟)

1- روى مسلم في صحيحه: (ركبت عائشة بعيرا، فكانت فيه صعوبة. فجعلت تردده . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليك بالرفق، فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . ولا ينزع من شيء إلا شانه )
المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2594

2- روى أبو داود، قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إلي ناقة محرمة من إبل الصدقة، فقال لي: (يا عائشة ارفقي، فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولا نزع من شيء قط إلا شانه)
المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2478

3- في الحديث: (يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق . ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)
المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2593

===

أخي الكريم:
من المؤسف أن تصر على تبرير عدم الرفق، في حين أمره من أوضح الأمور، ولا يحتاج لتفصيل.

مثل هذه الأحاديث، إضافة إلى نظرة فاحصة لمواقف النبي صلى الله عليه وسلم لا تدع مجالا للشك في فرضية هذا الأصل الأخلاقي في التعامل مع المخالف وغير المخالف، مبتدعا كان أو مؤمنا صالحا، أو منافقا أو مشركا ما دام الحديث في حدوث الخلاف في الرأي، ولم يصل حد الاشتباك.
ودعك من شدة بعض العلماء على مخالفيهم، وتبريراتهم المختلفة، فهم غير معصومين، وليسوا قدوة في مثل هذا، ولذا فيتوجب أخذ صفوهم وترك كدرهم.

وأرجو إن أردت مواصلة الحديث في هذا الموضوع ألا تستشهد وتبرر موقفك إلا بما قال الله وقال الرسول، لأن المسألة لا تحتمل الرأي.
 
[align=center]لم تجب سؤالي إجابة صحيحة صريحة: هل هو في كل موطن فلا يجوز في كل موطن إلا الرفق ، بحيث تكون الشدة ممنوعة أبداً(؟؟)

السؤال (2) : ما هوتعريف الرفق (؟؟)

السؤا (3) وهو على طريقتكم في الفهم : ألم يعلم شيخ الإسلام -وقد نفى لزوم لين الخطاب في كل موطن= بهذه الأدلة التي سقتها (؟؟)

وهذا كلامه لأقرب لك :



قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا ، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ . وَقَالَ : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } وَقَالَ : { إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } { كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي } وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ)).



في الانتظار...

[/align]
 
يا سيدنا أجبني إجابة صريحة: هل الرفق مطلوب في كل موطن والشدة مهجورة في كل موطن(؟؟)

لسنا بصدد مسألة عامة ، مجردة عن كل السياقات ، فالجواب عنها معروف : وهو بالنفي. ولكنا بصدد تنبيه من اضطرب في تطبيقها عندما يجيء إلى الواقع.

وخير من هذا أن يقال: ما الأصل - حسب ما ورد في الأدلة - أن نبدأ بالرفق أم نبدأ بالشدة ؟
 
[align=center]أحسنتَ أحسن الله إليك..

طيب..

الآن تحديد ما يستحقه الموقف من رفق أو شدة أليس اجتهادياً (؟؟)

لا أحسبك تُخالف في كونه من موارد الاجتهاد..

طيب..

الآن أنا أرى أن كتاب الدكتور المطعني أحوج للشدة في نقده من الرفق ؛ لاغترار الناس به؛ ولأني لا أخاطب شخصه ولا طمع لي في أن تطول عينيه كلامي ؛فلا طع لي في أثر الرفق به؛ ولأنه ملأ كتابه تجنياً على أهل السنة ولم يترفق بهم أو يعدل معهم..

ولكل وجهة هو موليها..

أمر أخير..

هو أنكم تبالغون في وصف أسلوبي فليس هو شديداً بالدرجة التي تصفون ومن تتبع ردودي وقارنها بغيرها من ردود الناس علم أني من أرفق الناس بمن أحاور..

والله من وراء القصد..[/align]
 
فائدة في صلب الموضوع: رجح الدكتور محمد علي الهاشمي في مقدمة أطروحته للدكتوراه التي حقق فيها كتاب الجمهرة لأبي زيد = أن أبا زيد من وفيات أوائل القرن الرابع..وقد رجح هذا بعد بحث طويل معجب...فالحمد لله على توفيقه..
 
عودة
أعلى