نقد دعوى تفسير القرآن باللغة الآرامية : ردود متفرقة في مكان واحد

إنضم
09/06/2005
المشاركات
1,295
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
الطائف
لقد انتشر مقطع [هنا] في الآونة الأخيرة وأحدث ضجة يدعي فيها صاحبه ضرورة معرفة اللغة الآرمية لتفسير القرآن الكريم، وطبق ذلك على شواهد متعددة من آيات الذكر الحكيم، وأثار هذا المقطع حفيظة المتخصصين وغيره، وانتشرت الردود والتعقيبات، وانقسم المتابعون لطرفين ووسط أمام هذه الدعوى:

فمنهم من اعتبرها من الطعن في القرآن الكريم وأنها امتداد لشبهات بعض المستشرقين .. وبالضرورة - من وجهة نظرهم - أن صاحب المقطع خادع أو مخدوع !

وقابلهم طرف استقبلوا الفكرة بصدر رحب ودعموها وعلى الأقل وجدوها محل نظر وخلافه مستساغ .

والطائفة الثالثة وهم الوسط - وهم الغالب - نقدوا الفكرة بعيدا عن شخصنة الموضوع - والأصل في صاحب المقطع السلامة وأنه لم يقصد بأي شكل الطعن في القرآن وحاشاه ذلك - ووضعوا الفكرة تحت مجهر البحث والنقد ففحصوها بعلم ودونوا ردودهم بعلم وحلم ووعي وأبرزوا ما فيها مغالطات منهجية وتجنيات علمية على القرآن الكريم وتفسيره والمفسرين.

وحرصت في هذا الموضوع جمع ما كتب حول الموضوع من ردود لكي تكون أمام القارئ في موضع واحداً بدلا من التشتيت، وهذا من مهمات ملتقى الانتصار للقرآن الكريم..
والله الهادي والموفق،،

أشمل الردود وأوسعها (الرد رقم 1 بحسب ترتيب هذا الموضوع)
رد د. عادل باناعمة
تعليقات حول تفسير القرآن العربي بمقتضى اللغة الآرمية


وسأضف الردود تباعاً بإذن الله ..
 
( رد رقم 3 )
نقض مزاعم من ادعى أنّ الأراميّة هي لغة القرآن الكريم

د.ظافر العمري

بسم الله الرحمن الرحيمهذا تعقيب على مقطع ظهر في اليوتيوب بعنوان: الجذور الأراميّة للقرآن القديم، منشور باسم ‫#‏لؤي_الشريف‬.
يزعم فيه صاحبه أنّ 85% من ألفاظ القرآن أراميّة، وأنّ العربيّة لهجة من اللغة الأراميّة. وهذا الكلام مردود جملة وتفصيلا وسنبين خطأه فيما اطّلعنا عليه في المقطع، على فرض أنّ ما نقله عن الأراميّة صحيح في تلك اللغة على الوجه الذي نقله لنا.
وقد ظهر في منهجيّة ما قدمه هنات يمكن إيجازها فيما يلي:
1- قوله إنّ الأراميّة أصل للغة العربيّة، والعربيّة لهجة منها، وهذا قطع منه بحكم واهي الأدلّة، بل لا أدلّة تذكر ، إذ لم تصل الدراسات اللغوية على مرّ عقود طويلة للقول بشيء من هذا ، ولو فرض أنّ إحدى اللغات السامية المعاصرة أصل لغيرها من الساميّات فإنّ العربيّة أولى بذلك، لأنّ عددا من الدراسات العلميّة المبنيّة على البحث والاستقراء توصلت إلى أنّ العربيّة هي أمّ اللغات الساميّة بل حكمت بعض الدراسات بأعمق من هذا وهو أنّ العربيّة أصل للساميّات وغيرها من اللغات. ومع ذلك فعدم القطع في مثل هذه الأحكام هو أقرب للعقل وأنسب للموضوعيّة في الحكم.
2- اعتماد الزاعم على تشابه بعض الأصوات في ألفاظ العربية مع أخرى في اللغة الأراميّة، وتشابه الأصوات بين لفظين في لغتين لا يكفي للحكم برجوع أحدهما لنظيره في اللغة الأخرى، على أنّ بعض ما ذكره من تشابه في ألفاظ اللغتين لم يستطع إثباته إلا بتأويل بعيد.
3- أنه لو كان القرآن نزل باللغة الآراميّة_كما زعم_ لكانت ألفاظه على نسق الألفاظ التي نطق بها هو فكان ينبغي أن تكون ، آخاد، وكفروت، وبركوت، شمائيل، نقم، وقوهنّم، وغيرها وردت في القرآن بلفظها هذا كما هو.
4- أنّه لو كانت هذه الألفاظ ليس لها دلالات في العربية، وليست مشتقة، ولا تتصرف على جهات من المعاني، لجاز أن تكون رسبت من الأراميّة _الأمّ كما يزعم_في العربية البنت، ولكنّها في القرآن لها معان واشتقاقات ودلالات على غير ما لفظ به هو فكيف تكون ألفاظا أراميّة؟
5- أنّ تشابه الألفاظ بين العربيّة وبين غيرها من اللغات الساميّة وارد بل معلوم بالاستقراء، بل بين اللغة العربيّة ولغات أخرى من أصول حاميّة أو آريّة. فكيف يجزم بأنّ الأراميّة أصل للعربية مع اشتراك غير الآراميّة في العلّة التي جعلته يحكم بها على أنّ العربيّة فرع منها. على أنّ الناظر في تشابه بعض الأصوات بين مفردتين لا يجزم بالصلة بينهما لمجرّد اتفاق صوتين أو ثلاثة أو أكثر أصوات المفردة، فاللغات تكتسب الألفاظ من بعضها وذلك راجع لتلاقح الثقافات بسبب الدين أوالمجاورة، أوتشارك أطراف الحضارة.
6- أنّ الشرط لترك معاني ألفاظ القرآن ودلالاتها المعروفة في العربيّة إلى معاني في لغة أخرى أن تكون دلالاتها في الآيات غير مناسبة في مواضعها لكي نحتاج لمعرفتها في اللغة التي يزعم أنّها جاءت منها، أمّا حين تكون دلالاتها ظاهرة وتصريفاتها تامة واشتقاقاتها مستقيمة فإنّ ترك تلك السعة من الاستعمال والدلالة في لغة إلى الضيق في لغة أخرى فليس له أصل من علم ولا معرفة ولا منطق.
7- أنّ الألفاظ التي طرحها ليست صالحة في مواقعها من القرآن بغير تأويل وتمحّل لكي تقع من التركيب موقعها الصحيح، بل يُحتاج معها إلى تمحّل لتكون قريبة الدلالة في الموضع الذي جاءت فيه في الآيات.
8- أنّ بعض الألفاظ ما زاد على أن فسرها بما هي عليه في العربيّة، وهذا لا يستدلّ به على مرجعيّة الآراميّة للعربيّة، بل هو دالّ على أنّ اللفظ عربيّ ولا حاجة لإرجاعه للآراميّة أو غيرها.
وفيما يلي سنقف عند المفردات القرآنية التي زعم صاحب المقطع أنّها أراميّة الأصل :
أولا: قوله: (الصمد بمعنى الطريق) لا يصحّ أن يسمى الله بالطريق ولا الأنبياء ولا الملائكة لأن الطريق وسيلة إلى غيرها، والمعلوم أنّ الله هو غاية مايريد أن يصل إليه الإنسان من تديّنه، فإذا جعل الله تعالى طريقا، فما الغاية التي يريد الوصول إليها؟ فإن قيل المراد الوصول للجنّة قيل: لا يكون العظيم طريقا لما دونه. فالطرقات عقلا وسائل إلى ما هو أعلى منها، ولا يعقل أن يكون شيء أعلى من الله، وهذا مأخذ يدخل في مسألة الاعتقاد في الله، وحسن التأدّب مع صفاته تعالى . كما زعم أنّ " أحد" وهو اسم الله ، زعم أنّه مأخوذ من لفظ "إيخاد" في الأراميّة ، وسلكه في معنى الصمد أي الطريق، وهذا فضلا عن كونه انحراف باللفظ عن منطقه القويم فإنّ فيه تهجينا لمعنى الواحديّة في الألوهيّة إذ جعلها بمعنى الله أحد أي الله الطريق، وهو باطل بما ذكرناه في معنى الصمد.
ثانيا: يقول الزاعم: (جهنّم، أصله من: قوهنيم في الأراميّة، أي:وادي هنيم). وهذا يردّه أمران؛ أحدهما: أنّه لو كان واديا لكان لفظ جهنم في القرآن مذكّرا، وقد عرف في القرآن أنّ جهنم مؤنث لأنّه مقصودٌ به النار، كقوله تعالى: (جهنّم يصلونها) وقوله تعالى: (إنّ جهنّم كانت مرصادا) والآخر: أنّ جهنّم لا يصحّ أن تكون هي الوادي الذي عذّب فيه سليمانُ الجنّ لاختصاص جهنّم بالآخرة دون الدنيا، ولأنّ الأرض والسماوات يوم القيامة ليست من أمكنة الآخرة فهي ستبدّل والشيء الذي يُبدّل سوف يستحيل لشيء آخر، فهل كان هذا الوادي _الذي زعمه_ واقعا في غير الأرض والسماوات؟ أو هل فُتحت جهنّم لسليمان ليُعذّب فيه الجنّ؟. ثم إنّه لن يكون عذاب الله كعذاب خلقه لا نوعاً ولا محلًا.
ثالثا: يقول الزاعم: (عدْن : أصله من آيدن في الأراميّة بمعنى البستان الذي حوله أنهار)وهو قول مردود من وجوه أربعة: أحدها: بعد مابين اللفظين صوتا ، ثانيها: لا يصحّ أن تكون تسمية الجنّة بعدن راجعة لكونها بستانا تجري حوله الأنهار_كما يزعم_ ،وكما فهم هو من الآراميّة؛ وذلك لأنّ لفظ عدن في عدد من آيات القرآن أُتبِع بقوله تجري من تحتها الأنهار، ومن المعلوم أنّه إذا خصّص شيء باسم لأجل صفة ما فإنّها لا تكرر الصفة بعد ذكر الاسم الخاصّ، فلو قيل الناقة الأنثى فإنّ لفظ "أنثى" فضلة بل عيّ، لأنّ قول ناقة كافٍ ، فلفظ عدْن لو كان كما قال لاستغنى عن إتباعه في القرآن بصفة "تجري من تحتها الأنهار". ثالثها: أنّ الجنّة في العربيّة هي البستان الكثيف الأشجار، فهل يصح أنّ يقال (جنات عدن) أي(بساتين بستان أشجار وأنهار) . ولو كان كما زعم لكان نظم الآيات (عدن يدخلونها) بغير حاجة في الآية إلى لفظ (جنّات). رابعها: أنّ "عدْن" في العربية مأخوذ من الثبوت والدوام، فمعدن الشيء أصله لأنّه هو الذي يثبت من صفاته، والجنّة سميّت عدنا لأنّها للإقامة الدائمة، ولذا يقال عدن الرجل بالمكان أي أقام به. وفي لفظ عدن معانٍ أخر كلّها صالح لأن توصف به الجنّة ، ولا دلالة في أصله على الأشجار والأنهار.
رابعاً: يقول الزاعم (ربّانيّ، أصله رَبَاني [بالتخفيف] في الأراميّة وهو الذي يحترم حضرة الله). ويردّ عليه أنّ الربّانيّ في العربيّة على وزن فَعْلان، وهو على معنيين أحدهما: مأخوذ من لفظ ربّ بزيادة ألف ونون، وهذا الوزن في العربية يستعمل للدلالة على النسب مثل بحرانيّ وجسمانيّ ونفسانيّ، فهو منسوب إلى الربّ وهو الأخذ على النفس بما يصلحها وأطرُها على العلم والحكمة، فمن كان ربّانيّا فهو المتنسّك الشديد التمسّك بتعاليم الله كالمتبتّل المنقطع للعبادة. والآخر: منسوب كذلك على وزن فعلان بزيادة الألف والنون للربّ تعالى، والنسبة هذه بمعنى المنقطع للربّ دون غيره، فلا يتصل بغيره، وللنسبة معان غير نسبة الولادة، منها هذه النسبة وهي نسبة تولّ وعبوديّة.
خامسا: يقول الزاعم عن الأبّ في قوله تعالى: (وفاكهة وأبّا): (الأبّ في الأراميّة: هو الثمرة اليانعة). وهذا خطأ فإنّ الفاكهة هي في الأصل ثمرة ، ثمّ إنّها في الآية مقصود بها الفاكهة الناضجة ولن يمتنّ الله على عباده بفاكهة غير ناضجة ،ولا يصحّ أن تعطف الثمرة الناضجة عطف مغايرة على الفاكهة، لأنّ الفاكهة نفسها ثمرة ناضجة، فلا يقع في كلام مستقيم: "هذان رجل وبالغ"، وذلك لكون الأوّل مشتملا على صفة الثاني فلا يعطف لكيلا يفهم أنّ الأوّل خالٍ ممّا خصّص به الثاني ، وليس هذا من عطف الخاصّ على العامّ كما في قوله تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وكما في قوله تعالى:(من كان عدوّا لله وملائكته وجبريل وميكال)، فتبيّن أنّه لا يصحّ أن تكون كلمة"أبّ" بمعنى يانعة لأنّها ستخلّ بمعنى الآية، وتخالف نظم القرآن وإحكامه.
سادسا: يقول الزاعم: ( إنّ اسم عليّ ليس بعربيّ) وهو مردود من وجوه: أوّلها: أنّه لم يعجبه دليل كونها مشتقة في العربيّة من أكثر المصادر وضوحا وهو العلوّ، فجعل يلتمس لها وجها في الأراميّة _كما يزعم _فخرج بلفظ بعيد جدّا عنه في العربيّة. ثانيها: أنّه لو كان كما زعم لبقي الاسم على ما هو عليه في الآراميّة إيليا، أو إيليان، أو عليان بإبدال الهمزة عينا، كما بقي جبريل وإسماعيل خاصّة أنّه اسم نبي كما يزعم.ثالثها: كيف سمّى العرب بهذا الاسم وحده من بين أسماء الأنبياء السابقين ومعروف أنّ العرب لم تسمّ عيسى وموسى ويوسف إلا بعد الإسلام، واسم عليّ معروف عند العرب من قبل البعثة؟!.
سابعا:يقول الزاعم: (نجم : أصله من لفظ"نقم" في الأراميّة بمعنى الدليل المرتفع). والنجم في القرآن من صفاته الارتفاع ولكن هذا الصفة ليست خاصة به، فكل ما في الفضاء من كواكب مرتفع، فتخصيصه بالنجم تحكّم أدّاه إليه تشابه بعض أصوات الكلمتين، وليس كافيا للاستدلال، ثم إنّ استشهاده بقوله تعالى: (وبالنجم هم يهتدون) شاهد عليه لا له، فهو لايفيد خصوصية وصف النجم بأنّه دليل لأنها جُعلت كذلك رجوماً للشياطين كما في قوله تعالى: (وجعلناها رجوما للشياطين) وكذلك هي زينة للسماء، فتخصيصها بأنّها الدليل المرتفع لايكفي فيه هذا الاستدلال الناقص، المطروق بالاحتمال.
ثامناً: يقول الزاعم: (راغ: في الأراميّة بمعنى انصرف) وهو تحكّم ظاهر، وقياس داحر، لأنّ الروْغ أو الروَغَان في العربيّة فيه معنى غير الانصراف، وهو التوجّه لأمر بشيء من الحيلة والسرعة، وفيه صفة الميل والحيدة بلا انكفاء كامل وانصراف، ففي قوله تعالى: (فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين) يعني ذهب وتوجه إليهم بسرعة فإنّه حين راغ إلى أهله من مجلسه مع الملائكة لم يرد أن يشعر الملائكة إلّا وقد جاءهم بالعجل السمين، ، ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى: (فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) فقد دلّ قوله ما لبث على معنى السرعة المنجزة للأمر بطريقة فيها حرفة وحكمة، وكذلك حين راغ إلى الآلهة وصفته الآيات بقول: (فراغ إليهم) فإنّه في المرّة الأولى ذهب إلى الآلهة في سرعة وقد احتال على قومه بمرضه ليُدْبروا عنه ثمّ يروغ إلى الآلهة في حيلة وعجلة، وكذلك حين راغ عليهم. ولو قيل راغ بمعنى انصرف لكان خلفا من القول لأنّ راغ فيها معنى الميل الذي لا يلمح فيه تغيّر الوجهة كالانصراف، والانصراف إدبار فيه إشعار بالمخالفة كما في قوله تعالى:(ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم) أي خالفوا وأدبروا، لكنّ الذي يروغ إنّما يميل ميلا لا يشعر معه من حوله به. وفي لفظ راغ معنى خاصّ، وهو أنّه احتاج ليصل إلى غايته في المرات الثلاث إلى شيء من الحيلة والسرعة قبل أن يتبيّن أمره لمن حوله.
تاسعا: يقول الزاعم: (إنّ ربّ التي في القرآن هي بمعنى سيد كما في الأراميّة)، وذلك باطل لأنّه لا يصحّ أن يكون المعنى في العربيّة يفيد الربوبيّة التي هي الملك والتصرّف والتربية مما يقتضي الألوهية، ثم يترك هذا المعنى إلى معنى سيّد الذي لا يقتضي ألوهيّة ولا يدلّ على تعظيم كما يدلّ عليه الربّ؟!، فالسيّد يطلق على البشر بغير إضافة، أمّا ربّ فلا يطلق على البشر إلّا مضافا كما في قوله تعالى: (فيسقي ربّه خمرا) وقوله تعالى: (ارجع إلى ربّك)، ولذلك وصف به النبيّ يحيى عليه السلام في قوله: (وسيّدا وحصورا) دون إضافة، ولو كانت السيادة تعنى الربوبية لما سمّي بها نبيّ ولا غيره من الخلق إلاّ مضافة كما يضاف لفظ ربّ إذا وصف به البشر، فالبشر يسمّى سيّدا بغير إضافة كما سبق، وبإضافة كما في قوله تعالى: (وألفيا سيّدها لدى الباب). هذا يبيّن أن لفظ سيّد أقلّ رتبة وأدنى منزلة من لفظ "ربّ" فهل يصحّ أن يستعمل القرآن لفظ "ربّ" الذي يعني السيد، ويطرح معناه في العربيّة الذي هو أسمى وأتمّ ؟!
عاشرا: يقول الزاعم: (تبارك مركّب من كلمتين أي تمّت البركة للذي بيده الملك)، وهذا إخلال بالمعنى والتركيب، ولا يستقيم مع تركيب الآية إلا بتمحّل ونقض لنظام الجملة، لأنّه لو كان كما قال لأصبحت الآية تبارك للذي بيده الملك، لأنّ "تبارك" _كما يزعم_ مركّب من لفظين هما "تمّت البركة"، فوضعُ لفظ تبارك في الآية بعد حمله على المعنى الذي زعمه مختلٌّ معنى وتركيباً. ثمّ إنّ معناه في العربيّة أتمّ وأنسب لجناب الله لما له من دلالات واشتقاقات من معنى الثبوت والرسوخ والدوام وهو الأنسب لدوام الله وأزليّة صفاته وأبديّتها.
حادي عشر: يستدلّ الزاعم على أنّ ألفاظ (كفَر، وكافر، وكُفْر) في القرآن أراميّة لأنّ معناها التغطية والستر، وهذا المعنى هو معناها في العربية فكيف يستدلّ به على أراميّته؟! وهو بمشتقّاته مستعمل في القرآن لمعاني عدّة منها هذا المعنى الذي ذكره، فهل في هذا دليل غير غياب التأصيل العلميّ والمنهجيّة.
ثاني عشر: يقول الزاعم: ("أوحينا" أصله من الأراميّة بمعنى أطْلعنا) وهو قول غير سديد، لأنّ الإيحاء فيه معان غير الإطْلاع وهو معنى ناقص عن دلالة (أوحى) فالوحي في الأصل هو الإخبار الخفيّ من إشارة، أو إلهام، أو كلام لا يعيه إلا من خُصّ به ولو سمعه غيره لما وعاه. ويأتي في القرآن بمعنى الأمر(أوحينا إليهم فعل الخيرات) أي أمرناهم بفعلها ، ومنه قوله تعالى: (أوحينا إلى أمّ موسى) لم يكن إطْلاعا بل أمرا، وقوله تعالى: (أوحى ربّك إلى النحل) و قوله تعالى: (وأوحى إليهم أن سبحوا) و قوله تعالى: (فقلنا اضرب بعصاك الحجر) وقوله تعالى: (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر) وغيرها كثير، كلّ هذه أوامر فكيف يقسرها ويقصرها على معنى الإطْلاع؟. وفي قوله تعالى: (ماكان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) يدلّ الوحي على معنى لا يستقيم الإطْلاع ، لأنّه من الوهم والجهل أن يكون المعنى (ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا إطلاعا) والإطْلاع صالح للوحي وللكلام المباشر وللإراءة بالعين المجرّدة ، ولغير ذلك من معاني إيصال الخبر للمخاطب ومن في حكمه.والله أعلم..وصلى الله وسلم على نبينا محمّد.كتبه الدكتور ظافر العمريّ
مكّة المكرّمة
السبت27-12-1436هـ
 
( رد رقم 4 )
رد الأستاذ عمرو بسيوني في صفحته على الآسك
هذا الكلام خطأ. وهذا التصور موجود وحاول بعض الباحثين استعماله من قبل، وعندي كتاب كامل طبعته مدبولي عن تفسير تلك الحروف وفق اللغة الهيلوغريفية !
أما بالنسبة لكلام هذا المتكلم فالنقطة المنهجية الخاطئة التي ينطلق منها هي افتراضه أن القرآن نزل برسم الحروف، أو بمسماها، وبناء على ذلك فيمكن البحث في نظير الحرف (أ) العربي في السريانية، لأن مسمى الحرفين واحد، ومن الواضح أن هذا تصور خاطئ، وأن الذي نزل هو اسم الحرف لا مسماه، فالذي نزل هو (ألف لام ميم) هكذا، ثم رسمت (ألم) على رسم الحروف العربية، ولو كان المراد السريانية أو العبرية لوجب أن تنزل بأسمائها ألفا بيتا، والعرب يفرقون بين اسم الحرف ومسماه، ويقولون اسم الحرف ألف، ومسماه أَ، واسم الحرف باء ومسماه بَهْ. فلا خلاف أن النازل أسماء الحروف العربية لا مسمياتها، وعلى ذلك فتفسيرها بأسماء حروف أخرى غير عربية هو نوع من التأويل الباطل.
نعم وجد في التراث محاولات لتفسير بعض الحروف، وأشهرها طه على أنه لسان آخر حبشي، بمعنى يا إنسان ونحو ذلك، وهذا سائغ في الجملة، لكن الملاحظة الأساسية فيه أن الاعتماد هو على التشابه الصوتي التام بين الكلمتين، فالحاصل أنه تفسير بناء على المسموع القرآني، وهذا يختلف عن محاولة هذا الباحث لأنها تفسير بغير المسموع، فألف لام ميم عنده ليت ألف لام ميم، ولكن مسموع آخر، كما ينطقه في الفيديو.
وثم أمر آخر ليس بحسن في كلامه وهو اشتراطه أن يكون المفسر عالما بلغة أخرى حتى يحسن تفسيره للقرآن، معتمدا على أن في القرآن كلمات غير عربية. وهذا خطأ آخر، فمع وجود كلمات غير عربية في القرآن فإنها لم تنزل إلا والعرب متكلمون بها مصطلحون على معناها، ولا يجوز أن تفسر بغير المعنى الذي فهمه منها العرب وقت نزولها، ولو قدر أن كلمة أعجمية في القرآن يختلف معناها الأصلي عن المعنى العربي الذي تواضع العرب على التفاهم به بينهم = كان المرجع إلى المعنى الذي يفهمه العرب لا معنى الكلمة الأصلية، فإن القرآن نازل بالعربية لقوم عرب بلسانهم لتفهيمهم.
 
جزاكم الله كل خير ولكن يبقى المدعى مجهولا لا يعرف عنه تخصص او انشغال بالعلم او فيما اذا كان من أهل التخصص فلا يعتبر قول مثله ولايلتفت له ألبتة وينظر في المسألة لأقوال أهل التخصص وإلا فقوله أوهى من ان يرد عليه وما قام به يفتقر للدقة والموضوعية ولايصح عند اهل الترجمة فلا يقوم عاقل ان طلب منه ترجمة كلمة them هذا يقابل ذ ا م فالمعنى ذام من الذم
او leader لي در
that يعني ذات
هذا خلاف ما عليه العمل وينبي عن عدم تمكن قائله وأنه انما أوتي من قلة بضاعته وعدم تمكنه فينصح بالتعلم واستفراغ الجهد فيما ينفعه مما لايسعه جهله
 
ونقل لي من فذلكات الأغرار :
قولهم أن كثيرا من مدن أوروبة في أصلها عربي -بزعمهم-
فمدينة برلين أصلها عربي فهي بر اللين
وهامبرج أصلها هام البرج
وروما أصلها من روم بتشديد الواو
وغيرها من المضحكات ..
 
نقل صاحب (صون المنطق والكلام) عن الشافعي قوله:
"...ولم ينزل القرآن و لا أتت السنة الا على مصطلح العرب ومذاهبهم في المحاورة والتخاطب والاحتجاج والاستدلال...ولكل قوم لغة واصطلاح،وقد قال تعالى(و ما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم)،فمن عدل عن لسان الشرع الى لسان غيره،وخرج الوارد من نصوص الشرع عليه جهل وضل،ولم يصب القصد..."

ظهور دعوى تفسير أو فهم لغة القرآن اعتمادا على الآرمية وثيق الصلة بالمساقات التي تتطلبها الدراسة في كليات اللاهوت وأقسام ومعاهد الدراسات الشرقية بالجامعات الأوربية ومنها انتقلت الى أقسام (الدين)في عدد من الجامعات الأمريكية...
ففي هذه الكليات والأقسام ...التخصص في اليهودية أو التوراة يشترط فيه بالاضافة الى اللغة العبرية دراسة اللغة الآرامية ...لأن بها كتبت التوراة القديمة...
كما أن دراسة المسيحية والأناجيل يشترط لها بعد اللاتينية دراسة دراسة الرومانية القديمة...
وهذا لا نقاش فيه لأن هذا التراث الديني كتب قسم منه بهذه اللغات.القديمة..
لذلك نجد مثلا في دولة كفرنسا مؤسسة جامعية متخصصة في تدريس هذه اللغات هي "المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية" INALCO الذي أسس عام 1669م وأكثر من تخرج فيه كبار المستشرقين.

لكن خلال ربع قرن الماضي وجد في العالم الاسلامي من تبنى الدعوة الى ادخال دراسة هذه اللغات الى تخصص الدراسات الاسلامية والشرعية.
ظهر ذلك أولا في باكستان أوائل الستينيات من القرن العشرين،لكن هذا العبث دفن وهو في المهد قبل أن يشب.
ثم أطلت الدعوة في تونس حينما تولى (محمد الشرفي) وزارة التعليم العالي هناك ما بين 1989-1994م،حيث حذفت (الكلية الزيتونية)وعوضت بالمعهد العالي لأصول الدين،الذي من ضمن مقرراته دراسة اللغات اللاتينية و...
ثم تم تبني هذه الدعوى أخيرا حين الحاق (دار الحديث) بوزارة الأوقاف في المغرب عام 2005م،حيث اشترط في نظامها أن يدرس الطالب ما سمي (اللغات القديمة)وأولها اللاتينية...

وهذا العبث البيداغوجي كله وراءه (سدنة) يعتبرون دراسة القرآن والحديث والعلوم الشرعية قاطبة يجب أن تكون بنفس المعايير التي يدرس بها الدين في أوربا وأمريكا...
 
ثم "طم الوادي على القري" حين تبنت دعوى تفسير القرآن بالآرمية جامعة أمريكية (كاثوليكية) هي:
Notre Dame University
فقسم الدين بها بدعم من جمعية تسمي نفسها "جمعية أدب الكتاب المقدس" أصبح يمول وينظم مؤتمرات تخدم هذا التفسير تنظيرا وتطبيقا منذ 2005م.
أما الخلفية الايديولوجية لهذا الدعم والخدمة فنجدها في عقيدة : "Eurocentrisme " أي (المركزية الغربية) التي أصبحت تفرض أن تتم دراسة القرآن في العالم العربي والاسلامي تبعا للطريقة الغربية فقط.

و"السدنة" الذين أشير اليهم أعلاه ممن يخدمون المشروع في العالم الاسلامي قسمان:
الأول:جاهلون بالمشروع،يقودهم الانبهار بكل ما هو غربي،فهم متهافتون عليه تهافت الفراش على النار،وأكثرهم لا تتجاوز معرفتهم بالدعوى "ثقافة السماع" لكون تخصصهم بعيد عن الموضوع.
القسم الثاني:"طابور خامس" لايهمهم القرآن ولا الاسلام لأنهم نصبوا أنفسهم من البداية خصوما لهما،فكل ما ينقض عرى الاسلام أو يطعن في الوحي فهم متسابقون اليه مجندون في خدمته مزينون له أمام أبصار أغرار قومهم...
 
هناك كتاب خطير جدا ومترجم للعربية وطبعة 2016 وهو في نفس الادعاء واشترك في كتابته مجموعة من الباحثين الغربيين
وهو موجود على النت
 
لؤي نشر على حسابه أن (حور ) تعني عنب!
والذي يردون عليه يسمونه " أستاذ " حتى لا يتهمهم بالتكفير عندما يولول من الردود العلمية.
=======
أستاذ طارق : ماذا لو وقع الكتاب في يد ذلك الغر؟
 
التفسير بالآرامية بدعوى أن العربية لهجة آرامية دعوى غريبة ومبنية على إخلال بأبسط قواعد المنطق. كيف يستقيم قول الأستاذ لؤي أن تلك الكلمات في الأصل غير عربية بينما العربية عنده لهجة آرامية؟

التغيير الصوتي المحدث في اللهجة بالنسبة للغة الأم منه ما يؤثر في الدلالة ومنه ما لا يؤثر، فإن كان الأول فيحمل على الوضع في اللهجة لا في اللغة الأم إذ التغيير حصل في اللهجة، وإن كان الثاني فلا فرق وبالتالي لا معنى لقوله أن الكلمة في الأصل غير عربية. أما التطور في المفردات بدخول الجديد في اللهجة فلا شأن لعلاقة الأصل والفرع به، ثم الإختلاف المتعلق بالدلالات إذ ينطبق عليه ما ينطبق على التطور الصوتي. وهذا ما يقال أيضا في المعرب حيث العبرة بما تواضع عليه العرب أولا، وليس بالدلالات في اللغات الأصلية، لإحتمال دخول جديد في المعرب غير موجود في الأصل، كما لا يحمل المعرب كل الدلالات في الأصل بالضرورة، ...

البحث في اللغات القديمة، في الوسط العربي ومحيطه، خاصة اللغات القريبة من العربية، هو بحث مطلوب لاشك، على الأقل لتوجيه التراث، والدراسات المستحدثة في هذا الميدان، وإلا كيف يمكن التأكد من كلام الثعلبي في قوله عن كلمة الفردوس (البستان ذا الكرم، قال مجاهد: هي بالرومية، عكرمة: هي الجنة بلسان الحبش، السدي: هي البساتين عليها الحيطان بلسان الروم) مثلا؟
 
لاشك أن تلك الكتب اخي عبد الله الأحمد لو وقعت في يد شخص قبل للفتنة فممكن يقع فيها
والمشكلة ان تلك الكتب اصبحت توضع على مواقع التواصل الاجتماعي ليل نهار
وانا أحملها أيضا من هناك!
وكل يوم يوجد الجديد
ونحن غُفل!
 
المفردات التي تبنتها العربية و التي "قد" تكون دخيلة عليها من لغة أجنبية، تُفسر بما تبناه العرب من مفهوم ودلالة لذلك اللفظ. فالعبرة باللسان العربي نطقاً وفهماً. فلو أن (مفردة ) محددة ولها مفهوم واسع في لغة ما، ثم جاء العرب وتبنوا تلك المفردة بنطق معين ولكن على مفهوم ضيق ومحدد. فالمرجع يكون هو (المفهوم الضيق) الذي أراده العرب بتبنيهم لتلك المفردة. وعلى العموم هذه ظاهرة موجودة في كل اللغات - على حد علمي - ولا تقدح هذه الظاهرة بأصالة أي لغة.


============
في إطار ذلك لا أظنني أستطيع صبغ أي شخص بالعقلانية فضلاً عن الأستاذية، لو قال لي أن اللغة الإنجليزية أصلها عربي مستدلاً عليّ ببعض المفرادات الإنجليزية من أصل عربي. ككلمة Cotton

وياليت أن المشكلة مع لؤي على غرار ماقيل في الأعلى، بل مشكلته أعمق من ذلك بكثير . فعندما يقول ذلك الغر أن ٨٥٪ من القرآن آرامي في المعنى والأصل، ثم يحاول أن يثبت ذلك باستخدام اللغة العبرية وليست الآرامية!، ثم يختم بنفس معتق بالكبر وكأنه يقول لا الصحابة ولا جهابذة اللغة توصلوا لاكتشافه العظيم ، فعند ذلك تعرف جيداً أن درة عمر يجب أن تُعمل.
 
المفردات التي تبنتها العربية و التي "قد" تكون دخيلة عليها من لغة أجنبية، تُفسر بما تبناه العرب من مفهوم ودلالة لذلك اللفظ. فالعبرة باللسان العربي نطقاً وفهماً. فلو أن (مفردة ) محددة ولها مفهوم واسع في لغة ما، ثم جاء العرب وتبنوا تلك المفردة بنطق معين ولكن على مفهوم ضيق ومحدد. فالمرجع يكون هو (المفهوم الضيق) الذي أراده العرب بتبنيهم لتلك المفردة. وعلى العموم هذه ظاهرة موجودة في كل اللغات - على حد علمي - ولا تقدح هذه الظاهرة بأصالة أي لغة.


============
في إطار ذلك لا أظنني أستطيع صبغ أي شخص بالعقلانية فضلاً عن الأستاذية، لو قال لي أن اللغة الإنجليزية أصلها عربي مستدلاً عليّ ببعض المفرادات الإنجليزية من أصل عربي. ككلمة Cotton

وياليت أن المشكلة مع لؤي على غرار ماقيل في الأعلى، بل مشكلته أعمق من ذلك بكثير . فعندما يقول ذلك الغر أن ٨٥٪ من القرآن آرامي في المعنى والأصل، ثم يحاول أن يثبت ذلك باستخدام اللغة العبرية وليست الآرامية!، ثم يختم بنفس معتق بالكبر وكأنه يقول لا الصحابة ولا جهابذة اللغة توصلوا لاكتشافه العظيم ، فعند ذلك تعرف جيداً أن درة عمر يجب أن تُعمل.
أحسنت، ومصداق جزء حديثك الاول هو كلمة عورة التي لها عدة معان في العربية واما في الاردية فهي المرأة فالمرجع لمعنى هذه الكلمة هو الاردية وليس العربية ،ولو كان الأصل منها، ويسمى هذا النوع في اللغة "أشباه النظائر" وهو في الألفاظ المتماثلة في لغتين ومعانيها مختلفة. وفي الاردية كثير من الالفاظ العربية بعضها يشبه الاصل العربي وبعضها لا يشبهه. فالعربية ليست مرجعا في تفسير الكلمات الاردية.
وفي هذا الشأن انقل كلام الدكتور عبدالرحمن السليمان الذي قال:

"يمكننا اعتبار كلمات مشتركة بين اللغات الجزيرية (السامية سابقا) مثل “رب” و”وثب” وغيرهما نماذج لأشباه النظائر، ذلك أن “رب” في العبرية تعني “سيد” فقط، بينما لها في العربية معنيان رئيسان: “السيد” و”الإله”. وعليه فإن /רבי/ربي/رابي/ ــ بإضافة ياء الملك إليها ــ تعني في العبرية “سيدي”، ثم أصبحت تستعمل فيما بعد للدلالة على الحاخام اليهودي (بالإنكليزية: rabbiوبالفرنسية:rabbin). وعليه فإن ترجمة /רבי/ربي/رابي/ إلى العربية بـ “ربِّي” يعتبر خطأ نتيجة لكون الكلمتين من “أشباه النظائر”. وهذه الحالة كثيرة الورود في اللغات الأوربية. وأما “وثب” فهو من الأضداد في اللغات الجزيرية لأنه يعني في العربية “قفز”، بينما يعني في اللغات الجزيرية الأخرى “جلس” وبالتالي “سكن” (قارن الأكادية: /وشابُ/ “جلس، سكن”؛ الأوغاريتية: /يثب/ “جلس، سكن”؛ العبرية: ישב = /يَشاب/ “جلس، سكن”؛ الحميرية: /وشب/ “جلس، سكن”؛ الحبشية: /أوسَبَ/ على وزن أفعل “تزوج” بمعنى أن الزواج يؤدي إلى الجلوس فالاستقرار. ومنه: “رأس المثيبة” لرئيس اليهود في الدول الإسلامية في العهدين الأموي والعباسي وما تلاهما. و”المثيبة”: الجالية المقيمة. وهذه الكلمة بهذا المعنى تعريب للكلمة العبرية ישיבה = /يِشِيبا/ بلفظ الباء v، عربها اليهود لاستعهمالهم الخاص للدلالة على الجالية المقيمة كما تقدم. إذن يعني “وثب” ـ في كل اللغات الجزيرية: “جلس” وبالتالي “سكن”، بينما يعني في العربية “قفز، نطَّ”. وهذا يفسر النكتة المشهورة في كتب اللغة والأدب من أن أحد ملوك اليمن قال لعربي من عرب الشمال: (ثِبْ) ـ وهو يقصد (اِجلسْ) ـ فقفز ذلك العربي وسقط على رأسه ومات .. فقال الملك: “من دخلَ ظفار حَمَّرَ” أي تكلم بالحميرية لا بالمضرية التي هي عربية عرب الشمال أو عربيتنا نحن. فانظر إلى مدى قد تبلغ خطورة أشباه النظائر هذه، ليس على عملية الترجمة فحسب، بل وعلى الحياة أيضا إذا صحت الرواية!".
 
لعل اقصر رد على هذه الدعوى الواهية ؛

هي ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس بالتنزيل وهو المبلغ عن الله لم يكن يعرف تلك اللغات ؛

فإما أن النبي بلغ مالم يفهمه حاشاه صلى الله عليه وسلم وهذا كفر

وإما أن تلك اللغات لا دخل لها بكلام الله ولا العرب وهذا هو المطلوب
 
عودة
أعلى