أبو سعد الغامدي
New member
- إنضم
- 26/02/2009
- المشاركات
- 1,878
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
"{ لهو الحديث }
فإن أقوى أدلة المحرمين للغناء ، والمعازف ، وأكثرها اشتهارا عندهم ، قول الله تعالى في سورة لقمان { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم } قالوا إن ابن مسعود وابن عباس ، رضي الله عنهما ، قالا : إن لهو الحديث هو : الغناء .
ولكي نصل إلى معنى الآية بوضوح ، فإنه يجب أن ننظر في الآية بحيادية غير مسبوقة بمذهب أو رأي . وسأبين لك ذلك في نقاط ، حتى يسهل استيعاب ما أريد إيضاحه :
· يقول جل وعلا : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ! فالحجة من الله تبلغنا بسماع كلامه ، لا بتفسيره ، وفي كثير من الأحيان يحبس المرء في نطاق قول من سبق ، وآراء تجعل القرآن جامدا ، لا يواكب العصور! إذ إنها تزعم أني لا أستطيع ، وكذا أي مسلم عربي ، لا يستطيع أن يفهم كلام الله إلا عن طريق عالم !!! ولا يمكنه أن يعي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق عالم !!!
· إن من أخطاء التفسير أن تؤخذ الكلمة من سياقها ، ويبنى الحكم على ذلك ، فلو قرأت قوله تعالى { فويل للمصلين } ووقفت ، كان المعنى تهديدا للمصلين ووعيدا ، ولا ريب أن هذا عكس المراد تماما ، فلا يستقيم المعنى إلا بإكمال الآية بعدها ليتضح أن المراد صنف من المصلين ، وهم الذين جاء وصفهم في الآيتين بعدها ، فالآية مرتبطة بالآيتين ، لا تنفك عنهما ، فتأمل .
· وكذا قوله تعالى { لا تقربوا الصلاة } فإن المعنى لا يستقيم إلا بإكمال الآية { لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } فأصبح النهي عن حالة معينة لا عن قرب الصلاة بالكلية .
· وكذا لو قرأت قوله { ذق إنك أنت العزيز الكريم } فقد تفهم منه التكريم وحسن الوفادة ، فلا يتضح المعنى ـ ولا يظهر المراد من التوبيخ والإهانة إلا بالآيتين قبلها { خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ، ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ، ذق إنك أنت العزيز الكريم } وكذا بالآية بعدها { إن هذا ما كنتم به تمترون } .
· سورة لقمان مكية ، وكل آية يستدلون بها في تحريم الغناء مكية ، وهذا من العجيب ، وقد أقر الشيخ عبدالعزيز الطريفي بذلك فقال في كتابه ( الغناء في الميزان ) : وقد حرمه الله على عباده في مكة ، وهذا يدل على عظم خطر الغناء ، وأثره على العباد .
· قلت : وهذا من أعجب ما قرأت ، ومن أكبر الأدلة على أن القوم يرددون ما قال الأوائل هكذا ، دون أن يعملوا عقولهم ، وهذا هو الذي دعاني لقول ما قلت من ترديدهم مقولة الكافرين ، وهم لا يشعرون : إنا وجدنا آباءنا على أمة ، وإنا على آثارهم مقتدون .
· فتأمل معي يا رعاك الله ، كيف يحرم الله تعالى المعازف في مكة ، ويترك تحريم الخمر التي هي أم الخبائث إلى ما بعد الهجرة بزمن طويل ، ويتدرج في تحريمها ، إلى وقت نزول سورة المائدة ، وقد قيل إن تحريم الخمر نزل بعد أحد . فكيف لا تحرم الخمر إلا في المدينة وينزل تحريم المعازف في مكة ؟ ألهذا بلغت الخطورة في المعازف على الدين ، فهل حرمت المعازف في الديانات الأخرى ، فكيف تكون المعازف أشد حرمة من الخمر والزنا ، ثم لا تحرم بنص قاطع مثلهما ؟ وكيف يلعن في الخمر عشرة ولا يلعن المغني ؟
· إلا إن قالوا إن المعازف ، أو الغناء بالأحرى لأن تفسير الصحابة على الغناء لا على المعازف ، إنه أشد خطرا على القلوب من الخمر ، وأشد فتكا بالأعراض من الزنا ؟
· ومن أعجب ما يمكن أن يقال إن المحرمين للمعازف ، يستدلون بهذه الآية في تحريم الغناء ، وعلى حديث أبي مالك في تحريم المعازف ، ومن الدلالات على التحريم في حديث أبي مالك قولهم : إنه قرن المعازف مع المحرمات ، فدل على تحريمها ، فانقلبوا على أنفسهم ، إذ إن المفترض أن يكون العكس ، فلما حرم الله الغناء والمعازف في مكة كما يزعمون ، فإن اقتران الخمر بها هو المفترض أن يكون دليلا على تحريمها ، لكنهم هنا جعلوا تحريم الخمر دليلا على تحريم المعازف ، لأن تحريم الخمر لا جدال فيه ، وكذا الزنا ، وكذا الحرير على الرجال . مع أن دلالة الاقتران ضعيفة عند الأصوليين .
· وقد قدمت لك أن الآيات التي يستدلون بها على تحريم الغناء آيات مكية ، كما في قولهم عن آية النجم ، { وأنتم سامدون } وفي آية الإسراء { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } وحتى آية الفرقان { والذين لا يشهدون الزور } كل ذلك مكي ، مما يجعلك إن تحررت من التعلق بالآخرين تتأمل كيف يأتي تحريم الغناء في مكة ويهمل الحديث عنه في المدينة ، فإن فعلت ثبت لك ما سأقوله في آخر هذا البحث القصير ، وتبين لك معنى الآية بإشراق ووضوح .
· إنهم يتهموننا بالخلط وهم الذين يخلطون ، فإنهم يقولون إن الله حرم الغناء في مكة لشدة خطره كما نقلت لك ، ثم يستدلون عليك بحديث أبي مالك وهو في المدينة بلا شك ، وهو في المعازف لا في الغناء ، إلا إذا قالوا إنه لا معازف بلا غناء ، ولا غناء بلا معازف ، ولا أظن ذلك هو قولهم فقد قال الشيخ الطريفي : ولذلك يعلم أن ما يطلق من أقوال بعض الصحابة وأشعار العرب من ذكر الغناء ، فالمراد به الأشعار ، وما يسمى في زمننا بالأناشيد . والمراد من ذلك أنه ينبغي أن يفرق بين اصطلاح أهل العصر ، واصطلاح الأوائل ، وإن كان اللفظ واحدا . فهذا دال على أنه يريد التفريق بين الغناء والمعازف ، فكيف حرم الغناء بمكة وترك تحريم المعازف إلى ما بعد الهجرة ؟ والعلة واحدة ، بل إن مقاله هذا يفهم منه أن الغناء المسمى بالأناشيد حلال ، فلنا أن نسأل من أين له أنها حلال وهو يستدل بقول ابن مسعود وحلفه ، فهل قول ابن مسعود ( هو الغناء ) باصطلاح أهل العصر أم باصطلاح الأوائل ؟ فإن كان باصطلاح الأوائل فيلزمه أن يحرم الأناشيد والأشعار ، وإن كان باصطلاح العصر فمن هو الذي لم يفرق بين الاصطلاحين !!!!
· ولأننا سنحتاج إلى ما يقنع القوم فإن طريقة السلف في التفسير أن يبينوا المعنى المراد ، دون الكلام على كل لفظة . ذكر ذلك شيخ الإسلام في كتابه تفسير آيات أشكلت . ( لاحظ أن ابن تيمية سيتكلم في هذا الكتاب عن تفسير آيات أشكلت على السلف } ويزيل غموضها ، ثم لا يقرون لك بأن الإشكال قد يقع فيه حتى حبر الأمة وترجمان القرآن ، رضي الله عنه .
فلنأخذ المعنى الجامع للآيات :
· إن السورة تتكلم في فاتحتها عن هذا القرآن ، واقرأها من أولها ليستقيم لك المعنى إجمالا ، وتذكر أني قلت لك إن السورة مكية ، ثم لا يغب عن ذهنك أنها بعد الروم ، وفي آخر آية من الروم يقول تبارك وتعالى { فاصبر إن وعد الله حق ، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } ثم جاءت هذه السورة مفتتحة بـ { الم ، تلك آيات الكتاب الحكيم . هدى ورحمة للمحسنين ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، وهم بالآخرة هم يوقنون ، أولئك على هدى من ربهم ، وأولئك هم المفلحون } ومن تأمل السورة علم أنها تفننت في إثبات حكمة هذا الكتاب، وأن ما سواه من الأساطير والأحاديث ليست إلا ضلالا مبينا متى كانت للصد عنه ، ولهذا ناسب أن يقول تلك آيات الكتاب الحكيم ، ومن ثم قال { ولقد آتينا لقمان الحكمة } وقال { إن الله عزيز حكيم } ورد الخاتمة على ما افتتح به ، فقال في الخاتمة { إن وعد الله حق ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور } حيث قال في بدايتها { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ، خالدين فيها ، وعد الله حقا } وتنبه : وهو العزيز الحكيم ، ولم يقل : إنه لا يخلف الميعاد مثلا ، فالسورة تريد إثبات الحكمة ، والعزة ، والقدرة ، وتحث في ثناياها على بر الوالدين وإقام الصلاة والأمر بالمعروف ، وغير ذلك من خصال الخير مدمجة في وصايا لقمان ( الحكيم ) لابنه .
· ومن المفارقات أن يأتي في السورة ، وليس في سورة أخرى قط الإشارة إلى الصوت البشع ، { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } بعد الأمر بالغض من الصوت .
· فالسورة تتحدث عن فريقين ، فريق أحسن فاتبع الحكمة ، ولزمها ، وسار عليها ، فأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، وأمر بالمعروف وصبر على الطاعة ، وتفكر في مخلوقات الله ونعمه ، وعبد الله مخلصا له الدين في كل أوقاته وأحايينه .
· يقابله فريق آخر اشترى لهو الحديث، وغرته الحياة الدنيا، وغره بالله الغرور ، فلم يقف عند حكمة الله من خلقه ، وإيجاده ، ولم ينظر في نعم الله التي أسبغها عليه ظاهرة وباطنة ، بل اشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذ آيات الله وسبيله هزوا ، فإذا ذكر بالقرآن أعرض كأن لم يسمعه ، وإذا نهي ووعظ وقيل لهم { اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا } وتأمل خاتمة الآية ، فإنه لم يقل مثل ما قال في البقرة والمائدة { أولو كان آباؤهم لا يعقلون ( لا يعلمون ) شيئا ولا يهتدون } بل قال هنا { أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير } ! فبينت الآيات أن النجاة في إسلام الوجه لله ، وأن الكافر لا يجب أن يحزن النبي وأتباعه لكفره ، فإن الموعد عند الله ، وإليه المرجع والمعاد .
· إذا استوعبت المعنى إجمالا ، ومناسبة الآيات وربطها مع بعضها البعض، تبين لك بوضوح مناسبة الآية المشكلة بيننا { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ، وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها ، كأن في أذنيه وقرا ، فبشره بعذاب أليم } إنك إن تأملت السياق بحدود الحرية المتاحة لك سترى أن الكلام عن قوم يقابلون القوم الأولين ، فالأولون هم المحسنون ، والمقابل لهم هم الكافرون ، وهو الذي جاء في نصوص السورة كلها ، مقابلة بين فريق آمن وفريق كفر ، ولا يمكن حمل الآية على المسلم أبدا كما نص على ذلك قتادة في التفسير .
· ونفس الفكرة تعرضها سورة البقرة في أوائلها ، حديث عن المتقين ، ثم حديث عن الكافرين .
· ثم لو أضفت إليها ، كما هو المفترض فيمن يفسر القرآن أن ينظر في القرآن ليضم بعضه إلى بعض فإن ما أجمل هنا فصل هناك وهكذا ، فإنك ستجد أن من أهم أسلحة الكافرين في بداية البعثة كان في الصد عن سماع القرآن ، كما قال جل وعلا حاكيا عنهم { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } وفي قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي دليل على خوفهم من أن يسمع الناس كلام الله ، فيحولون بينهم وبينه ، بالأساطير والقصص المخترعة والأكاذيب والأشعار وما أشبه ذلك ، ولهذا كان من أهم أسباب الهداية سماع القرآن ، كما أخبر جل جلاله فقال { وإن أحد من االمشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } . سيتبين لك أن الآية تتكلم عن أناس همهم ، وشغلهم ، وهدفهم الصد عن القرآن وإشغال الناس عنه ، حتى لا يسمعوه ، ولا يعملوا به .
· فتعال لنرى أين الخلل في فهم الآية عند بعض الناس ، وقبل أن نبدأ لك أن تسأل وهم يقولون : إن لهو الحديث هو الغناء ، فقل لي بربك أين هذا المعنى في لغة العرب !! ؟؟؟ وأين هو في أشعارها ؟ فأين دليل ذلك من كتاب الله تعالى ؟ أين دليله من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟؟
· إنك لن تجد الحق تبارك وتعالى عبر عن الغناء بلهو الحديث أبدا ، ولن تجد ذلك في سنته صلى الله عليه وسلم ، ولن تجد ذلك في لغة العرب أبدا ، ولا في أشعارها ! نعم الغناء من اللهو ، ولكن ليس معنى اللهو
الغناء !
· إذا كيف قال ابن مسعود إنه الغناء ، وحلف على ذلك ، إنه أمر بسيط جدا يعرفه كل من عرف طريقة السلف في تفسيرهم ، فهم يفسرون بالمثال ، كما ذكر شيخ الإسلام وغيره عنهم في أمثلة كثيرة ، ليس هذا مقام بيانها .
· ولكي أثبت لك ذلك تعال معي في جولة من أقوال بعض المفسرين الذين خالفوا في معنى الآية ، ولم يحصروه في الغناء كما يلتزم بذلك العلماء الذين يقولون بتحريم الغناء والمعازف استدلالا بحلف ابن مسعود رضي الله عنه .
· قال الرازي : لما بين أن القرآن كتاب حكيم ، يشتمل على آيات حكمية ، بين حال الكفار أنهم يتركون ذلك ويشتغلون بغيره ، ثم إن فيه ما يبين سوء صنيعهم من وجوه
الأول : أن ترك الحكمة والاشتغال بحديث آخر قبيح
الثاني : هو أن الحديث إذا كان لهوا لا فائدة فيه كان أقبح
الثالث : هو أن اللهو يقصد به الإحماض ، كما ينقل عن ابن عباس أنه قال : أحمضوا . ونقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : روحوا القلوب ساعة فساعة ، رواه الديلمي ، عن أنس مرفوعا ، ويشهد له ما في مسلم : يا حنظلة ، ساعة وساعة ، والعوام يفهمون منه الأمر ، بما يجوز من المطايبة ، والخواص يقولون : هو أمر بالنظر إلى جانب الحق ـ فالترويح به لا غير ، فلما لم يكن قصدهم إلا ألإضلال لقوله : ليضل عن سبيل الله كان فعله أدخل في القبح .
· قال الدكتور وهبة الزحيلي في التفسير المنير لهو الحديث : ما يلهي منه عما يعني ويفيد ، من الحكايات والأساطير ، والمضاحك ، وفضول الكلام ، وكتب الأعاجم ، والجواري والقينات . واللهو : كل باطل ، ألهى عن الحق ، والخير
· قال هود بن محكم الهواري – من علماء القرن الثالث - في تفسيره كتاب الله العزيز : قوله { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } يعني الشرك ، وهو قوله : اشتروا الضلالة بالهدى . أي اختاروا الضلالة على الهدى ، وقتال بعضهم : استحبوا الضلالة على الهدى . قال بعضهم يختار باطل الحديث على القرآن . قال : ليضل عن سبيل الله : أي عن سبيل الهدى ، وهو سبيل الله ... ويتخذها هزوا . أي ويتخذ آيات الله ، أي القرآن هزوا .
قال : وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا . أي عن عبادة الله ، جاحدا لآيات الله ، ...
· قال القنوجي في فتح البيان في مقاصد القرآن : لهو الحديث : وهو كل باطل يلهي ، ويشغل عن الخير من الغناء والملاهي والأحاديث المكذوبة ، والأضاحيك ، والسمر بالأساطير ، التي لا أصل لها ، والخرافات والقصص المختلفة ، والمعازف والمزامير ، وكل ما هو منكر ... قال الحسن : لهو الحديث المعازف والغناء ، وروي عنه أنه قال : هو الكفر والشرك . وفيه بعد ، والمراد بالحديث الحديث المنكر والمعنى يختارون حديث الباطل على حديث الحق .... إلى أن قال : ليضل عن سبيل الله : اللام للتعليل ، ... أي ليضل غيره عن طريق الهدى ، ومنهج الحق ، وقرئ بفتح الياء أي ليضل هو في نفسه ويدوم ، ويستمر ويثبت على الضلال . ثم قال : فأفاد هذا التعليل أنه إنما يستحق الذم من اشترى لهو الحديث لهذا المقصد ، ويؤيد هذا سبب النزول .
· قال القاسمي : ومن الناس ... تعريض بالمشركين ، وأنهم يستبدلون بهذا الكتاب المفيد الهدى والرحمة والحكمة ما يلهي من الحديث عن ذلك الكتاب العظيم . ليضلوا أتباعهم ، عن الدين الحق .
القاسمي هو من يعتمد عليه جل علمائنا على تقليد المفتي ، استدلالا بقوله تعالى { فاسألوا أهل الذكر } وهو أول من قال بذلك ، وقد توفي سنة 1330 ، وإلا فكل من سبقه من المفسرين يقولون إن أهل الذكر هنا يعني أهل الكتاب ...وهذا من الأخذ عن الشيوخ دون تمحيص ولا تفكير ، مجرد استنساخ . وقد نص ابن عباس على أن أهل الذكر هم ( أهل القرآن ) فتأمل قولهم : ما أنت إلا قارئ ، واحكم ، مع أني لا أوافقه رضي الله عنه في قوله هذا ، وقد رده ابن كثير أيضا ، ولكن أردت فقط أن أرد عليهم بقول صحابي ، فليتهم يعقلون !
· قال المظهري في تفسيره : بعد ذكر المعلوم من التفسير فيها ... قلت مورد النص وإن كان خاصا وهو الغناء أو قصص الأعاجم ، لكن اللفظ عام ، والعبرة بعموم اللفظ لا لخصوص السبب ، ومن هنا قال قتادة هو كل لهو ولعب ، وقال الضحاك هو الشرك . ثم ذكر أحاديث تحريم الغناء والمعازف ثم قال : والأحاديث الموجبة لحرمة الغناء مخصوصة بالبعض لورود أحاديث أخر دالة على الإباحة ، فحملنا أحاديث حرمة الغناء على ما كان منه على قصد اللهو لا لغرض مشروع داعيا إلى الفسوق ، فلنذكر الأحاديث الدالة على إباحة الغناء ، فذكر منها حديث الربيع بنت معوذ الذي فيه وفينا نبي يعلم ما في غذ .... وحديث إن الأنصار يعجبهم اللهو ... وحديث أعلنوا هذا النكاح .... يا عائشة ألا تغنين فإن هذا الحي ... رواه ابن حبان ... ,,,فإن رخص لنا في اللهو عند العرس ... وحديث الجاريتين ، إلى أن قال : فظهر أن المحرم من الغناء ما يدعو إلى الفسق ويشغل عن ذكر الله ، وما ليس كذلك فليس بحرام ...
· قال ابن عادل الدمشقي في كتابه اللباب في علوم الكتاب : روي عن عبدالله بن مسعود وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير قالوا : لهو الحديث هو الغناء . والآية نزلت فيه ، ومعنى قوله : يشتري لهو الحديث أي يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن ، ... وقال قتادة : حسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق .
· قال ابن الجوزي في زاد المسير : وفي المراد بلهو الحديث أربعة أقوال : أحدها : أنه الغناء . ....
والثاني أنه ما ألهى عن الله قاله الحسن ، وعنه مثل القول الأول .
الثالث أنه الشرك : قاله الضحاك .
والرابع : الباطل : قاله عطاء .
قال : وإنما قيل لهذه الأشياء لهو الحديث لأنها تلهي عن ذكر الله .
· قال القصاب في نكت القرآن : هو والله أعلم مثل قوله : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى . يؤثره ويشتغل به ، لا أنه يخرج فيه مالا ، ويحتمل أن يكون رفع الأموال إلى المغنين ، وإخراجه في شراء القينات .... قال : وقد يحتمل أن تكون الآية – وإن كان الغناء محرما من موضع آخر – نازلة في حديث الكفر وما دعا إليه ، لأن ما يلي من المسلمين لا يضع نفسه موضع المتخذين سبيل الله هزوا ، والدليل على ذلك قوله : وإذا تتلى عليه آياتنا ... فهذا فعل الكافر ، وقد يجوز أن تكون الآية نزلت في الكفار ومن يؤثر استماع الغناء واللهو على استماع القرآن . فيدخل فيها تفسير ابن عباس ومجاهد . ويكون السبيل القرآن ..
· قال ابن زمنين في تفسير القرآن العزيز : تفسير السدي : يختار باطل الحديث على القرآن . , قال الكلبي .... وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا . أي جاحدا كأن لم يسمعها قد سمعها بأذنيه ولم يسمعها قلبه وقامت عليه بها الحجة .
· قال الماوردي في النكت والعيون : فيه سبعة تأويلات : أحدها شراء المغنيات لرواية القاسم بن عبدالرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل بيع المغنيات ، ولا شراؤهن ، ولا التجارة فيهن ، ولا أثمانهن ، وفيهن أنزل الله تعالى : ومن الناس من يشتري لهم الحديث . { رواه أحمد والترمذي وابن ماجة } وهو حديث ضعيف ، ضعفه الترمذي وابن كثير والألباني في ضعيف الجامع .
الثاني الغناء قاله ابن مسعود ...
الثالث : أنه الطبل قاله عبدالكريم ، والمزمار قاله ابن زخر
الرابع أنه الباطل قاله عطاء
الخامس أنه الشرك بالله قاله الضحاك وابن زيد
السادس ما ألهى عن الله سبحانه قاله الحسن
السابع أنه الجدال في الدين والخوض في الباطل قاله سهل بن عبدالله .
ويحتمل عن لم يرد فيه نص تأويلا ثامنا ، أنه السحر والقمار والكهانة
· قال ابن العربي في أحكام القرآن : المسألة الأولى لهو الحديث : هو الغناء وما اتصل به ..
الثاني أنه الباطل :الثالث أنه الطبل قاله الطبري ... قال : المسألة الثالثة : هذه الأحادي التي أوردناها لا يصح منها شيء بحال ، لعدم ثقة ناقليها إلى من ذكر من الأعيان فيها . وأصح ما فيه قول من قال : إنه الباطل ، فأما قول الطبري إنه الطبل ، فهو على قسمين ، طبل حرب وطبل لهو ، فأما طبل الحرب فلا حرج فيه ، لأنه يقيم النفوس ويرهب على العدو ، وأما طبل اللهو فهو كالدف ، وكذلك آلات اللهو المشهرة للنكاح يجوز استعمالها فيه لما يحسن من الكلام ويسلم من الرفث .
وأما سماع القينات فقد بينا أنه يجوز للرجل أن يسمع غناء جاريته ، إذ ليس شيء منها عليه حراما ، لا من ظاهرها ولا من باطنها ، فكيف يمنع من التلذذ بصوتها ؟ ولم يجز الدف في العرس لعينه ، وإنما جاز لأنه يشهره ، فكل ما أشهره جاز .
وقد بينا جواز الزمر في العرس بما تقدم من قول أ[ي بكر : أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : دعهما يا أبا بكر ، فإنه يوم عيد . ولكن لا يجوز انكشاف النساء للرجال ، ولا هتك الأستار ولا سماع الرفث ، فإذا خرج إلى ما لا يجوز منع من أوله واجتنب أصله . .
· قال ابن الفرس في أحكام القرآن : وأحسن ما تفسر به الآية أن لهو الحديث كل ما يلهي من غناء أو خناء ونحوه ، فكل ما ألهى محرم بهذه الآية ، ونحوها ، ولا خلاف أن الغناء بالآلة محرم ! ( قلت : بل الخلاف مشهور ، وقد جمع الشوكاني رسالة مشتملة على أقوال أهل العلم في الغناء ، وما استدل المحللون له ، والمحرمون له ، وحقق هذا المقام بما لا يحتاج من نظر فيها وتدبر معانيها إلى النظر في غيرها ، وسماها إبطال دعوى الإجماع ، على تحريم مطلق السماع . قاله الشوكاني في تفسيره . )
، وإنما اختلف فيه بغير آلة ، وظاهر الآية تحريمه ، إلا أن يتأول ، ... ورجح أبو الحسن القول بأن لهو الحديث ما قاله الحسن إنه الكفر والشرك ، وما قاله غيره من قصة النضر بن الحارث ونحو ذلك ، وأبعد أن يكون الغناء ، قال : لأن الغناء لا يطلق عليه أنه حديث ، ولا أنه إضلال عن الدين . ...
· قال البغوي : أي يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن ، ... وقال ابن جريج هو الطبل ، وعن الضحاك هو الشرك ، وقال قتادة هو كل لهو ولعب .
· قال النسفي : ليضل : أي ليصد الناس عن الدخول في الإسلام ، واستماع القرآن ،
· قال ابن عطية : والذي يترجح أن الآية نزلت في لهو حديث مضاف إلى كفر ، فلذلك اشتدت ألفاظ الآية بقوله ليضل عن سبيل اله بغير علم ويتخذها هزوا . والتوعد بالعذاب المهين ، ، وأما لفظة الشراء فمحتملة للحقيقة والمجاز على ما بينا ، ولهو الحديث كل ما يلهي من غناء ونحوه ، والآية باقية المعنى في أمة محمد ولكن ليس ليضلوا عن سبيل الله بكفر ولا يتخذوا الآيات هزوا ولا عليهم هذا الوعيد ، بل ليعطل عبادة ويقطع زمانا بمكروه وليكون من جملة العصاة والنفوس الناقصة تروم تتميم ذلك النقص بالأحاديث ، وقد جعلوا الحديث من القربى وقيل لبعضهم أتمل الحديث قال بل يمل العتيق .
ثم قال في قوله : وإذا تتلى عليه ... قال : هذا دليل على كفر الذي نزلت فيه هذه الآية التي قبلها ، والوقر في الأذن الثقل الذي يعسر إدراك المسموعات ، وجاءت البشارة بالعذاب من حيث قيدت النص عليها ، ولما ذكر عز وجل حال هؤلاء الكفرة وتوعدهم بالنار على أفعالهم عقب بذكر المؤمنين ، وما وعدهم به من جنات النعيم ... ليبين الفرق ...
· وقال الطبري : وأما الحديث فإن أهل التأويل اختلفوا فيه ، فقال بعضهم هو الغناء والاستماع له ... ذكر من قال ذلك ... وقال بعضهم : هو الطبل ... ذكر من قال ذلك ، وقال آخرون : عنى بلهو الحديث الشرك . ذكر من قال ذلك ..
ثم قال : والصواب من القول في ذلك أن يقال : عنى به كل ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله ، مما نهى الله عن استماعه أو رسوله ، لأن الله تعالى ذكره عن بقوله { لهو الحديث } ولم يخصص بعضا دون بعض ، فذلك على عمومه ، حتى يأتي ما يدل على خصوصه ، والغناء والشرك من ذلك .
· قال ابن عاشور رحمه الله : والمعنى أن حال الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين ، وأن من الناس معرضين عنه ، يؤثرون لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله الذي يهدي إليه الكتاب ، وهذا مقابلة الثناء على آيات الكتاب الحكيم بضد ذلك في ذم ما يأتي به بعض الناس .. إلى أن قال : فالموجود واحد وله صلتان ، اشتراء لهو الحديث للضلال ، والاستكبار عندما تتلى عليه آيات القرآن .
· ونحسم القول في الآية بقول شيخ مشايخنا ، ومفسر زماننا ، محمد الأمين الشنقيطي ، في أضواء البيان ، ولم يفسر آية اللهو حيث إن منهجه تفسير القرآن بالقرآن ، فلم يجد ما يفسرها به من كتاب الله ففسر التي بعدها فقال : قوله تعالى : وإذا تتلى عليه آياتنا ... ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكافر إذا تتلى عليه آيات الله ، وهي هذا القرآن العظيم ولى مستكبرا ، أي متكبرا عن قبولها ، كأن لم يسمعها ، كأن في أذنيه وقرا ، أي صمما وثقلا مانعا له من سماعها ، ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبشره بعذاب أليم . وقد أوضح جل وعلا هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله ويل لكل أفاك أثيم ... إلى قوله : عظيم .
· قال أبو عبد الإله : ويزيدها وضوحا قول الله تعالى { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر } لو وقفت هنا فإنه لا إشكال في الموصوف بهذا ، ولا يفيد مدحا له ولا ذما ، فالمعنى إن هناك أناس يقولن إنهم آمنوا بالله وباليوم الآخر ، فهل أخذت من هذا مدحهم أم ذمهم ؟ الآية لا تمدح ولا تذم بهذا ، ولكن يتضح المراد مدحا أو ذما في حال إكمال الآية : { وما هم بمؤمنين } إذا تبين لك أن الله يذمهم بزعمهم الإيمان وهم كاذبون !!!
· فانظر لو طبقنا هذا في آيتنا المختلف فيها فاقرأ { ومن الناس من يشتري لهم الحديث } ثم قف ، وانظر ما معنى هذا ، ستجد أنه خبر لا يفيد إلا أن هناك من يشتري لهو الحديث من الناس ، بيد أنه لا يفيد مدحا ولا ذما ، فإذا أردت إكمال المعنى وفهم المراد فأكمل الآية { ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا } ، فإذا ليس ذم المشتري لهو الحديث لأنه اشتراه ، بل لأنه اشتراه ليضل عن سبيل الله ، فعلة الشراء هي المذمومة ، لا مجرد الشراء .
· فتبين لك أن تفسير لهو الحديث بالغناء على النص عليه لا يصح ، وإنما هو على سبيل المثال ، كما قال ابن جرير رحمه الله ، وما رأيته من نقل بعضهم لتحريم الغناء ، قلنا ولو صح هذا فليس هو من الآية ، وإنما هو من دليل آخر غيرها .
· فإذا ثبت حديث الربيع بنت معوذ ، وهو ثابت ، وحديث الجاريتين وهو ثابت ، وغير ذلك مما صح عنه صلى الله عليه وسلم ، وما أقر به المخالفون من أن الغناء بغير آية جائز ، وعده مثل الحداء وما أشبهها ، قلنا إن ذلك لا يستقيم لكم باستدلالكم بحلف ابن مسعود وتفسيره ، لأنه حلف على الغناء المجرد من المعازف ، وثبت عن الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه غني في بيته ، بحجة العيد ، كما قال الكرماني في شرحه للصحيح : أما ترى أنه أباح الغناء بحجة العيد . فصار من الملزم لكم أن تقولوا بحرمة كل غناء ، حتى وإن خلا من المعازف ، فتصدمون بالأحاديث الصحيحة فيه والأمر به ولو في أوقات معينة كالعيد والعرس وقدوم الغائب والختان ، كما نص على ذلك النووي وابن كثير ، وإما أن تخالفوهما رضي الله عنهما ، وتقولوا إنهما قالا قولا وعملنا بقول ابن عباس : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر . فرددنا كلامهما لأنه خالف الصحيح من سنته صلى الله عليه وسلم .
والأقرب إلى الحق فيما يظهر والله أعلم أن لا يترك قول الإمامين الحبرين رضي الله عنهما ، وإنما يؤخذ به على سبيل المثال كما قررنا ، ويكون المعنى إن الغناء قد يستعمل للإضلال عن سبيل الله ، كما قد يفعله بعضهم في هذه المهرجانات ، والفيديو كليبات من مجون ومياعة وفسق وفجور وتعر وإثارة جنسية واضحة ، يسمونها غناء ، وما هي إلا صد عن سبيل الله ، حينها نقول نعم الغناء بمثل هذه الصورة لا يصح بحال وهو داخل في الآية قطعا ، وقد يكون كفرا .
أما الغناء للترويح خال من الفحش والفجور والمجون ولو كان بآلة فهو جائز ، كما يظهر لي مما سبق ، والله تعالى أعلم .
هذا ما اتضح لي من النظر في تفسير آية لقمان ، منذ ست سنوات ، سطرته اليوم مرتبا ، وأشهد الله تعالى أني ما سطرته هوى ولا انتصارا لرأي ولكن توضيحا لخطأ في تفسيرها لا أقول من الصحب الكرام ولكن ممن جاء بعدهم ، وما من معصوم إلا الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وقد أخطأ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، وما أزعم أني مصيب وحدي ، ولكني أستطيع الجزم أني أقرب إلى الحق ، وأرجو أن أكون أصدق في طلبه ، لأني لم أتبع فيه فلانا ولا فلانا ، لمجرد أنه فلان أو فلان ، وإنما نظرت في أدلة كل فريق ، وقلت ما أظنه صوابا ، وما أرجو أن يكون أوفق وأقرب للدليل ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
وبعد هذا كله ، فإني أحل كل مغتاب وشاتم ، ومعيب ورام لي بسوء ، وناظم في قصيدة ، لأني أحسبهم فعلوا ذلك غيرة لما يعتقدون أنه الحق ، ومع هذا فإن الغيرة لا بد لها من زمام ، وإلا أصبحت تقليدا أعمى ، وحجر عثرة في طريق الفهم والمباحثة في كتاب الله وسنة رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، ولا يمكن لمتزمت لرأي أو مذهب أن يزعم أنه وحده المصيب ، ولكن إذا علم أن المرء المخالف له ما قال ما قال إلا عن بحث ودراية ونظر وفهم ، فإن كان باحثا عن الحق ، حتى وإن لم يقنع بما قال مخالفه ، فإنه يلزمه أن لا يثلب عليه ولا يغلق طريق البيان عليه ، هذا والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
ولنا لقاء قريب بإذن الله في الكلام على الحديث المشهور { ليكونن من أمتي أقوام ... } الحديث . والله يتولانا بحفظه ورعايته ، ويجمعني بمن خالفته ، في جنات ونهر على الأرائك والسرر متحققا فينا : ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا . "
*الموضوع للشيخ عادل الكلباني وفقنا الله وإياه للصواب ، وهو منشور على موقعه.
أرجو من الإخوة الأفاضل مناقشاة الموضوع بما يتعلق بالناحية الاستدلالية بعيدا عن أي متعلقات أخرى وفق الله الجميع لما فيه الخير.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: