نظرية "ملطفات العتاب"

إنضم
04/08/2006
المشاركات
133
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه نظرية أفرغتها في بحث لي في كلية الشريعة في مادة (أساليب البحث العلمي) - مستوى الماجستير - قسم التفسير.
عنوان البحث: ((عتابات الله لنبيه في القرآن بين الخطأ والعصمة والتكليف والتشريف)).
والمقصود بها أن الله تعالى ما عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم بعتاب إلا وضمنه أو أتبعه أو صدّره بما يلطفه ويخفف من وقعه، وهذا إضافة إلى كون العتاب أصلا لا يصدر إلا من المحب للمحبوب.

ومثاله أن الله تعالى لما قال: ((عبس وتولى)) التفت من الخطاب إلى الغيبة، لأنه ذكر لما استوجب العتاب، فكان في الالتفات لطافة تضمنتها صيغة العتاب. وكذا بداءته سبحانه بذكر المؤمنين قبل الكافرين في آخر السورة.

ومنه أن الله تعالى لما عاتب نبيه بقوله ((يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك)) أتبعه بقوله: ((والله غفور رحيم))

ومنه أن سبحانه لما عاتبه على الإذن للمنافقين بالتخلف بقوله: ((لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين)) صدر الآية بقوله ((عفا الله عنك لم أذنت..)).

ومنه أنه سبحانه لما عاتبه على قبول الفداء في أسارى بدر بقوله ((ما كان لنبي أن يكون أسرى حتى يثخن في الأرض..)) ختم الآية بقوله ((والله غفور رحيم)).

وغير ذلك مما جعلت له مبحثًا أسميته ((مخففات العتاب)).
والله أعلم.
 
بحث جديد يظهر جماليات أسلوب القرآن الكريم في معاملة من يعاتبه ونحن جميعا في حاجة إلى هذا المثال القرآني لتطبيقه بيننا في حياتنا العملية فهلا أتحفتنا بملف يضم ما كتبت يا شيخ مهند .
ولعلك بينت في البحث سبب اختيارك لكلمة " نظرية" ؟
مع تحياتي
 
جزاكم الله خيرًا..
البحث غير محفوظ إلا على الورق الجامعي منذ سنوات، ولعله يتيسر لي أن أنسخه إلى جهازي بإذن الله ثم إلى الملتقى.
 
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل مهند على هذا الموضوع الشيق والذي يتعلق بمكانة الحبيب صل1عند ربه وعظيم فضله عليه.
وحتى يتيسر لك إخراج ما عندك في الموضوع أرجو أن تتقبل أنت والإخوة الفضلاء هذه المداخلة حول الموضوع فأقول:

من تأمل الآيات وتدبرها يرى أن العتاب قد توارى خلف هذه الصورة الرائعة والفريدة من التكريم الإلهي لنبيه صل1:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) ولم يقل يا محمد
( لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) أنه عاتبه على أمر هو حق له تركه تكرما منه ليرضي أزواجه ، وهذا غاية في الإيثار والكرم ، وربه لا يريد له أن يوقع نفسه في العنت فجعل له مخرجا من يمينه وذكره بما شرع له ولأمته من تحلة الأيمان بالكفارة، وهذا غاية في العناية واللطف من الله برسوله صل1.
(وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ) تذكير آخر بالعناية المتواصلة.
(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ) الحديث عنه مرة أخرى بمقام النبوة دون ذكر الاسم.
( وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ) وهذه من أثر الولاية.
(إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)) التحريم.
والآيات تعجز عبارتي عن بيان ما فيها من أوجه التكريم لرسوله صلى الله عليه وسلم.
فأين العتاب؟

 
بحث لطيف يا شيخ مهند، والاستنباط من أسلوب القرآن من ألطف أنواع الاستنباط من القرآن تعالى، وقد ذكر الشاطبي رحمه الله في الموافقات نماذج من ذلك ومن عادة القرآن، وهو مفيد جداً في هذا الباب...
 
عودة
أعلى