د.عبدالرحمن الصالح
New member
طرح المصلِح الشيعي الجديد السيد أحمد القبنجي نظرية الإعجاز الوجداني للقرآن وهي كما عرضها في محاضرة الإعجاز الوجداني ما يؤديه القول بأن القرآن معجز إعجازا ما فيصحَّ تحديه للعالمين أن يأتوا بمثله فلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وأن إعجازه لا علمي ولا بلاغي ولا في النظم بل بالصّرفة، أي أن الله تعالى صرف العرب عن أن يأتوا بمثله. وبهذه النظرية يريد القبنجي أن يجمع بين نقيضين أقضّا مضجع المسلم المعاصر وهما الدين والحداثة العالمية المعاصرة. والسبب أن من الدين ما هو خالد وهو استشعار الله وحب الخلق ومنه ما هو فكر ديني عبارة عن فهم الفقهاء والناس للدين وهذا الثاني قد "تجاوزه" الزمان كما يقول القبنجي ولم يعد يصلح للعصر. ولكي يحفظ القبنجي للدين مكانته ومشروعية وجوده وللقرآن قدسيته يقوم فيفعل التالي:
- أن يتبنى الفكر الاعتزالي كاملا وحجج العقلانيين منذ أرسطو الى اليوم وأن يؤمن بحجج الفلسفة في صفات الله وتعاليه على الحركة والزمان والمكان
-ونحن نعلم قبل القبنجي أنه لكي يجمع الكندي والمعتزلة بين الإيمان وتصديق القرآن وبين ما ثبت لهم فلسفيا من كون الله لا زماني ولا مكاني لأنه خالق الزمان والمكان قالوا بأن الله خلق القرآن في قلب عبده. وأن مشكلة "خلق القرآن" كما حصلت زمانيا لها أسباب فلسفية وسياسية ولغوية تحليلية تستدعينا أن نكتب فيها كتابا يجليها ويوضحها، ولكن القبنجي يأتي بالتالي:
-والفرق بين نظرية المعتزلة ونظرية القبنجي أن القرآن الذي فاض عبر النبي هو كلام إله محمد صلى الله عليه وسلم أي كلام الله عز وجل كما تصوّره محمد وانأسر بتصوره البشري لله بحيث فاض عنه هذا الكلام الناطق باسم الله. وهي لهذا الحد لا تختلف إلا في التعبير عن قول المعتزلة لأن الحاجة الى القولين كانت واحدة.
أما الفرق الكبير بين القبنجي والمعتزلة فهو أن القرآن من حيث معارفه وأفكاره هو نتيجة لثقافة النبي ومعارف عصره وأنه صادق صدقا قصديا أي حسب قصد النبي لا صدقا مطابقا للواقع أي أن النبي أو القرآن قد يكون مخطئا في الواقع في مسألة ما أو مسائل إذا جعلنا مطابقة الواقع هي معيار الصدق والصحة والكذب والخطأ، وإن كان صادقا قطعاً لأن الكلام كان مطابقا في الواقع لقصد المتكلم وهو إله محمد.
ويقول القبنجي إن هذه النظرية تحل الكثير من المشكلات لأنها تحفظ للدين والقرآن قدسيته وتحررنا من وجوب اتباع ما لا يطابق الواقع من نصوصه لأننا سنقول ان هذا كان نافعا لعصرهم ولم يعد نافعا لعصرنا رغم انه كلام الاهي لأن قصد الله كان لذلك الزمان ومن نسخه وتدرجه نعلم أنه ييأمرنا بالتدرج وأننا متعبدون بمقاصده الإنسانية في جوهرها.
فيقول القبنجي إن في القرآن نغمة إلاهية غير موجودة في غيره من الكتب، وهذا رابط خلاصة نظريته في الوجدان:
يوتيوب 3 للإعجاز الوجداني
يوتيوب 4 للإعجاز الوجداني
ورب مستغرب أننا في الوسط السني خصوصا الفضاء السلفي الحنبلي غير مستعدين بعد أن نقبل الدوافع النبيلة للمعتزلة وأن نفهم الأساس الفكري للقول بخلق القرآن فكيف يمكننا أن نحاول أن نتفهم نظرية تتجاز ذلك وتخوض خوضا جريئا في موضع خطير بهذا الحجم؟
بغض النظر عن موقفنا منها فهي نظرية قد قيلت وموجودة على اليوتيوب وتحتاج ردودا علمية ومناقشة موضوعية لمن وجد في نفسه القدرة على ذلك، ،
ما نشك أن نظرية القبنجي بدعة جريئة في التصور الى حيث لم يتصورها المعتزلة ولكن فيها خيوطا من أقاويل كثيرة منذ ايام المعتزلة الى محاولات العقلانيين في النصف الأول من القرن العشرين في مصر وغيرها كمحمد فريد وجدي ونظرية محمد أحمد خلف الله في القصص القرآني وغيرهم، وأنها لن تجد قبولا في العالم الإسلامي بسهولة، وأن محاولة عدها "اجتهاداً" هذه المحاولة نفسها ستبدو في عيون الكثيرين هرطقة وقحة.
ولكن بالمعيار الفلسفي الصرف أرى أنها نظرية قابلة للمناقشة وتمتلك حقها في الوجود والردود والدفاع عن نفسها. ولكن أي نوع من الوجود؟
هل الوجود على هيئة بدعة كفرية كما رويت آراء الزنادقة أم الوجود على هيئة رأي علمي واجتهاد محترم؟ تبدو لهذه الوهلة تجمع بين الأمرين.
- أن يتبنى الفكر الاعتزالي كاملا وحجج العقلانيين منذ أرسطو الى اليوم وأن يؤمن بحجج الفلسفة في صفات الله وتعاليه على الحركة والزمان والمكان
-ونحن نعلم قبل القبنجي أنه لكي يجمع الكندي والمعتزلة بين الإيمان وتصديق القرآن وبين ما ثبت لهم فلسفيا من كون الله لا زماني ولا مكاني لأنه خالق الزمان والمكان قالوا بأن الله خلق القرآن في قلب عبده. وأن مشكلة "خلق القرآن" كما حصلت زمانيا لها أسباب فلسفية وسياسية ولغوية تحليلية تستدعينا أن نكتب فيها كتابا يجليها ويوضحها، ولكن القبنجي يأتي بالتالي:
-والفرق بين نظرية المعتزلة ونظرية القبنجي أن القرآن الذي فاض عبر النبي هو كلام إله محمد صلى الله عليه وسلم أي كلام الله عز وجل كما تصوّره محمد وانأسر بتصوره البشري لله بحيث فاض عنه هذا الكلام الناطق باسم الله. وهي لهذا الحد لا تختلف إلا في التعبير عن قول المعتزلة لأن الحاجة الى القولين كانت واحدة.
أما الفرق الكبير بين القبنجي والمعتزلة فهو أن القرآن من حيث معارفه وأفكاره هو نتيجة لثقافة النبي ومعارف عصره وأنه صادق صدقا قصديا أي حسب قصد النبي لا صدقا مطابقا للواقع أي أن النبي أو القرآن قد يكون مخطئا في الواقع في مسألة ما أو مسائل إذا جعلنا مطابقة الواقع هي معيار الصدق والصحة والكذب والخطأ، وإن كان صادقا قطعاً لأن الكلام كان مطابقا في الواقع لقصد المتكلم وهو إله محمد.
ويقول القبنجي إن هذه النظرية تحل الكثير من المشكلات لأنها تحفظ للدين والقرآن قدسيته وتحررنا من وجوب اتباع ما لا يطابق الواقع من نصوصه لأننا سنقول ان هذا كان نافعا لعصرهم ولم يعد نافعا لعصرنا رغم انه كلام الاهي لأن قصد الله كان لذلك الزمان ومن نسخه وتدرجه نعلم أنه ييأمرنا بالتدرج وأننا متعبدون بمقاصده الإنسانية في جوهرها.
فيقول القبنجي إن في القرآن نغمة إلاهية غير موجودة في غيره من الكتب، وهذا رابط خلاصة نظريته في الوجدان:
يوتيوب 3 للإعجاز الوجداني
يوتيوب 4 للإعجاز الوجداني
ورب مستغرب أننا في الوسط السني خصوصا الفضاء السلفي الحنبلي غير مستعدين بعد أن نقبل الدوافع النبيلة للمعتزلة وأن نفهم الأساس الفكري للقول بخلق القرآن فكيف يمكننا أن نحاول أن نتفهم نظرية تتجاز ذلك وتخوض خوضا جريئا في موضع خطير بهذا الحجم؟
بغض النظر عن موقفنا منها فهي نظرية قد قيلت وموجودة على اليوتيوب وتحتاج ردودا علمية ومناقشة موضوعية لمن وجد في نفسه القدرة على ذلك، ،
ما نشك أن نظرية القبنجي بدعة جريئة في التصور الى حيث لم يتصورها المعتزلة ولكن فيها خيوطا من أقاويل كثيرة منذ ايام المعتزلة الى محاولات العقلانيين في النصف الأول من القرن العشرين في مصر وغيرها كمحمد فريد وجدي ونظرية محمد أحمد خلف الله في القصص القرآني وغيرهم، وأنها لن تجد قبولا في العالم الإسلامي بسهولة، وأن محاولة عدها "اجتهاداً" هذه المحاولة نفسها ستبدو في عيون الكثيرين هرطقة وقحة.
ولكن بالمعيار الفلسفي الصرف أرى أنها نظرية قابلة للمناقشة وتمتلك حقها في الوجود والردود والدفاع عن نفسها. ولكن أي نوع من الوجود؟
هل الوجود على هيئة بدعة كفرية كما رويت آراء الزنادقة أم الوجود على هيئة رأي علمي واجتهاد محترم؟ تبدو لهذه الوهلة تجمع بين الأمرين.
والله من وراء القصد