نظرية الإعجاز الوجداني للقرآن

إنضم
27/04/2006
المشاركات
751
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مكة المكرمة
طرح المصلِح الشيعي الجديد السيد أحمد القبنجي نظرية الإعجاز الوجداني للقرآن وهي كما عرضها في محاضرة الإعجاز الوجداني ما يؤديه القول بأن القرآن معجز إعجازا ما فيصحَّ تحديه للعالمين أن يأتوا بمثله فلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وأن إعجازه لا علمي ولا بلاغي ولا في النظم بل بالصّرفة، أي أن الله تعالى صرف العرب عن أن يأتوا بمثله. وبهذه النظرية يريد القبنجي أن يجمع بين نقيضين أقضّا مضجع المسلم المعاصر وهما الدين والحداثة العالمية المعاصرة. والسبب أن من الدين ما هو خالد وهو استشعار الله وحب الخلق ومنه ما هو فكر ديني عبارة عن فهم الفقهاء والناس للدين وهذا الثاني قد "تجاوزه" الزمان كما يقول القبنجي ولم يعد يصلح للعصر. ولكي يحفظ القبنجي للدين مكانته ومشروعية وجوده وللقرآن قدسيته يقوم فيفعل التالي:
- أن يتبنى الفكر الاعتزالي كاملا وحجج العقلانيين منذ أرسطو الى اليوم وأن يؤمن بحجج الفلسفة في صفات الله وتعاليه على الحركة والزمان والمكان
-ونحن نعلم قبل القبنجي أنه لكي يجمع الكندي والمعتزلة بين الإيمان وتصديق القرآن وبين ما ثبت لهم فلسفيا من كون الله لا زماني ولا مكاني لأنه خالق الزمان والمكان قالوا بأن الله خلق القرآن في قلب عبده. وأن مشكلة "خلق القرآن" كما حصلت زمانيا لها أسباب فلسفية وسياسية ولغوية تحليلية تستدعينا أن نكتب فيها كتابا يجليها ويوضحها، ولكن القبنجي يأتي بالتالي:
-والفرق بين نظرية المعتزلة ونظرية القبنجي أن القرآن الذي فاض عبر النبي هو كلام إله محمد صلى الله عليه وسلم أي كلام الله عز وجل كما تصوّره محمد وانأسر بتصوره البشري لله بحيث فاض عنه هذا الكلام الناطق باسم الله. وهي لهذا الحد لا تختلف إلا في التعبير عن قول المعتزلة لأن الحاجة الى القولين كانت واحدة.
أما الفرق الكبير بين القبنجي والمعتزلة فهو أن القرآن من حيث معارفه وأفكاره هو نتيجة لثقافة النبي ومعارف عصره وأنه صادق صدقا قصديا أي حسب قصد النبي لا صدقا مطابقا للواقع أي أن النبي أو القرآن قد يكون مخطئا في الواقع في مسألة ما أو مسائل إذا جعلنا مطابقة الواقع هي معيار الصدق والصحة والكذب والخطأ، وإن كان صادقا قطعاً لأن الكلام كان مطابقا في الواقع لقصد المتكلم وهو إله محمد.
ويقول القبنجي إن هذه النظرية تحل الكثير من المشكلات لأنها تحفظ للدين والقرآن قدسيته وتحررنا من وجوب اتباع ما لا يطابق الواقع من نصوصه لأننا سنقول ان هذا كان نافعا لعصرهم ولم يعد نافعا لعصرنا رغم انه كلام الاهي لأن قصد الله كان لذلك الزمان ومن نسخه وتدرجه نعلم أنه ييأمرنا بالتدرج وأننا متعبدون بمقاصده الإنسانية في جوهرها.
فيقول القبنجي إن في القرآن نغمة إلاهية غير موجودة في غيره من الكتب، وهذا رابط خلاصة نظريته في الوجدان:

يوتيوب 3 للإعجاز الوجداني
يوتيوب 4 للإعجاز الوجداني


ورب مستغرب أننا في الوسط السني خصوصا الفضاء السلفي الحنبلي غير مستعدين بعد أن نقبل الدوافع النبيلة للمعتزلة وأن نفهم الأساس الفكري للقول بخلق القرآن فكيف يمكننا أن نحاول أن نتفهم نظرية تتجاز ذلك وتخوض خوضا جريئا في موضع خطير بهذا الحجم؟
بغض النظر عن موقفنا منها فهي نظرية قد قيلت وموجودة على اليوتيوب وتحتاج ردودا علمية ومناقشة موضوعية لمن وجد في نفسه القدرة على ذلك، ،
ما نشك أن نظرية القبنجي بدعة جريئة في التصور الى حيث لم يتصورها المعتزلة ولكن فيها خيوطا من أقاويل كثيرة منذ ايام المعتزلة الى محاولات العقلانيين في النصف الأول من القرن العشرين في مصر وغيرها كمحمد فريد وجدي ونظرية محمد أحمد خلف الله في القصص القرآني وغيرهم، وأنها لن تجد قبولا في العالم الإسلامي بسهولة، وأن محاولة عدها "اجتهاداً" هذه المحاولة نفسها ستبدو في عيون الكثيرين هرطقة وقحة.

ولكن بالمعيار الفلسفي الصرف أرى أنها نظرية قابلة للمناقشة وتمتلك حقها في الوجود والردود والدفاع عن نفسها. ولكن أي نوع من الوجود؟
هل الوجود على هيئة بدعة كفرية كما رويت آراء الزنادقة أم الوجود على هيئة رأي علمي واجتهاد محترم؟ تبدو لهذه الوهلة تجمع بين الأمرين.

والله من وراء القصد​
 
سمعتُ الملفين المرفقين ، وفهمتُ من كلام أحمد القبنجي أنه يرى وجه الإعجاز الوجداني للقرآن هو اشتمال القرآن الكريم على ما سمَّاه النغمة الإلهية التي لا يمكن لبشرٍ أن يضمنها كلامه مهما حاول معارضة القرآن ، ومع اختلافنا معه في التعبير عنها بالنغمة إلا أن كلامه حقٌّ في أن القرآن الكريم مصدره الله سبحانه وتعالى ، وهو لا يخفي ورائه شخصية بشرية ، وهذه قالها العلماء قديماً وحديثاً ، وأفاض فيها الدكتور محمد أبو موسى في كتبه وفي دراساته الرائعة في إعجاز القرآن كثيراً، ولستُ أدري من أين أخذتَ من الملفين المرفقين أن أحمد القبنجي يقول بالصَّرْفَةِ وجهاً لإعجاز القرآن.
وعلى أية حال فإن النظريات في وجه إعجاز القرآن كثيرة ومنشورة، وفيها المقبول والمردود، وقد أجاد أخي العزيز د.جمال الدين عبدالعزيز شريف في كتابه (نظريات الإعجاز القرآني) في تتبع تلك النظريات والجواب عن المخالف منها ، ومثله الدكتور أحمد سيد عمار في كتابه (نظرية الإعجاز القرآني وأثرها في النقد العربي القديم) وغيرها من الدراسات العلمية الرصينة في إعجاز القرآن الكريم . وفيها للباحث المنصف الطالب للحق مقنع وشفاء ، وأما الذين في قلوبهم مرضٌ، أو في أفهامهم خلل فلن تغني عنهم الدراسات والحجج شيئاً ولو جاءتهم كل آية ، وهذه القضايا ليست عقلية محضة ، وليست روحية محضة ، وشأن الهداية للحق ليس مسألة منطقية فحسب، ولكنه توفيق من الله واختيار واصطفاء نسأل الله الثبات والهداية لنا جميعاً .
وقد سمعتُ كلام أحمد القبنجي هنا ، وفي محاضراته السابقة التي نقلتها لنا ، ووجدت الرجل يخلط الحق بالباطل ، وبقدر ما أسعدني نقده لمعتقدات قومه الرافضة ، وإزرائه عليهم ، وتعجبه من سوء معتقدهم ، وسذاجة منطقهم ، وهذا حق نوافقه عليه ، وتؤيده حقائق ما في كتبهم ودينهم الباطل ، فقد ساءني ما سمعته من تهجمه على الإسلام، وتنقصه للقرآن الكريم، ووصفه بالتناقض الواضح، وركاكة الألفاظ في بعض الآيات بعبارات واضحة صريحة تدل على كفره به ، وعدم إيمانه بما فيه والعياذ بالله .
وإني أعيذك أخي عبدالرحمن - وأنت الشخص الغامض الذي لم ينجح على طول مشاركته لنا في ملتقى أهل التفسير منذ سنوات أن يجعلني على الأقل أطمئن إلى صدق نيته وسلامة منهجه فيما يورده من كتابات وأراء وتعظيم لما أجمع الباحثون المنصفون على ضلاله وبعده عن الحق - أن تكون بوقاً لترويج الباطل ، ونشر مثل هذه الشبهات التي يروجها ويكررها أمثال أحمد القبنجي وغيره ولو ضمنها القليل من الحق، والتي أجاب عنها أهل العلم ، وكتبوا فيها مؤلفات كثيرة قديماً وحديثاً، فيها مقنع لطالب الحق، وهي شبهات متجددة ، هي من البلاء والفتنة التي قدرها الله على عباده ليبلوهم ويختبرهم والله المستعان.
ويظهر من أحاديث أحمد القبنجي سطحيته ، وعدم اطلاعه ومعرفته بما كتبه العلماء في بيان أوجه إعجاز القرآن البلاغي، وتهوينه من شأن الإعجاز البلاغي شأن الجاهل به، المعرض عنه، وعرضه ما يظنه تعارضات وتناقضات في القرآن وسخريته من تلك التعارضات وسط ضحكات من يستمع إليه ، وقد اقشعر جسمي من سماع ذلك مع علمي بكذبه وسقوطه علماً مبنياً على الأدلة والحجج ، لا على العاطفة الساذجة الذي بنى عليه الرافضة دينهم كله .
وأنا أقول هذا أخي عبدالرحمن لكي نكون أمناء على عقول قراء ملتقى أهل التفسير الذين يحسنون الظن به وبكُتَّابه، ويظنون سكوت المشرفين في ظل انشغالاتهم الكثيرة إقراراً لما يُنشر فيه مما لا نرتضيه إما لبطلانه أو لعدم مناسبة نشره للجميع، والحكمة رائدة المشرفين في هذا الملتقى نسأل الله أن يهدينا للحق وللصواب دوماً، وأن يقينا عثرات اللسان والبيان .
وأرجو ألا يفهم من كلامي أننا نحارب الحوار العلمي ، أو نحجر على باحثٍ طالبٍ للحق أن يطرح المسائل العلمية للنقاش بالأدلة. بل نحن نطالب الجميع في الملتقى وخاصة أهل العلم بالمشاركة الفاعلة في النقاش والحوار وطرح المسائل الدقيقة والمشكلة ومناقشتها طمعاً في الفائدة ، وثقة بنفع هذه النقاشات والسجالات الفكرية في تنمية العقل، والتدريب على الفهم للمسائل العميقة في ظل المحبة والود والاحترام المتبادل فيما بيننا كما تعودنا منذ بداية هذا الملتقى قبل سنوات طويلة .
 
سمعتُ الملفين المرفقين ، ولستُ أدري من أين أخذتَ من الملفين المرفقين أن أحمد القبنجي يقول بالصَّرْفَةِ وجهاً لإعجاز القرآن.
هو كان يشرح رأي القول بالصرفة من أول محاضرته ولكني لم أشأ أن أقتبس كل كلامه
وإني أعيذك أخي عبدالرحمن - وأنت الشخص الغامض الذي لم ينجح على طول مشاركته لنا في ملتقى أهل التفسير منذ سنوات أن يجعلني على الأقل أطمئن إلى صدق نيته وسلامة منهجه فيما يورده من كتابات وأراء وتعظيم لما أجمع الباحثون المنصفون على ضلاله وبعده عن الحق - أن تكون بوقاً لترويج الباطل ، ونشر مثل هذه الشبهات التي يروجها ويكررها أمثال أحمد القبنجي وغيره ولو ضمنها القليل من الحق، والتي أجاب عنها أهل العلم ، وكتبوا فيها مؤلفات كثيرة قديماً وحديثاً، فيها مقنع لطالب الحق، وهي شبهات متجددة ، هي من البلاء والفتنة التي قدرها الله على عباده ليبلوهم ويختبرهم والله المستعان.
ويظهر من أحاديث أحمد القبنجي سطحيته ، وعدم اطلاعه ومعرفته بما كتبه العلماء في بيان أوجه إعجاز القرآن البلاغي، وتهوينه من شأن الإعجاز البلاغي شأن الجاهل به، المعرض عنه، وعرضه ما يظنه تعارضات وتناقضات في القرآن وسخريته من تلك التعارضات وسط ضحكات من يستمع إليه ، وقد اقشعر جسمي من سماع ذلك مع علمي بكذبه وسقوطه علماً مبنياً على الأدلة والحجج ، لا على العاطفة الساذجة الذي بنى عليه الرافضة دينهم كله .
واضح من لغة الرجل ضعف لغته وعدم قدرته على نطق آية من كتاب الله نطقا سليما وهذه ميزة لدى علماء الإمامية فهم لا يتقنون تلاوة القرآن البتة. ولكن علم التلاوة والنحو والعلوم الآلية هي من الجزئيات التي وإن كانت ضرورة للفقيه ودارس العلوم الشرعية فإن أمر الكليات العقلية مختلف ولذلك ليس من الحكمة أو العلم نبذ النظريات في الكليات بسبب ضعفها في الجزئيات ولا العكس.
وأما قولكم إني أنا العبد لله مما يورد من كتابات وأراء وتعظيم لما أجمع الباحثون المنصفون على ضلاله وبعده عن الحق .
فهذا ما لا أنكره ولا أتبرأ منه فقد أشدت بأركون وترحمت عليه رغم ما صدر منه من انتقاد للعلوم الشرعية وتقريبا لكل جوانب التراث الإسلامي وقد بينت عذري الذي رجوت أن يتفهمه الإخوة الفضلاء في الملتقى وهو أني "أشيد بكل ما أرى فيه فائدة أي كل ما يزيد المسلمين قوة في الإيمان أو العقليات والعلوم التحليلية" وأركون من وجهة نظري المتواضعة ممن يزيد الباحث المسلم قوة في العقليات والقدرات التحليلية وإن كان لا يفعل ذلك في الأمور الإيمانية التي تزيدها قوة كتابات الإسلاميين الكبار الشيخ ابن عثيمين والشيخ محمد الغزالي والشيخ الشعراوي وغيرهم.
وأعترف أني لست متأكدا من جواز حث المسلمين على الاستفادة من أركون وهو العلماني المدافع عن عقلانيات قد لا تحتاجها مجتمعاتنا الآن، ولكني أغار على الأمة والدراسات الإسلامية أن تشكو من ضعف العقلانيات فأجدني مضطرا إلى الإشادة بكتاباته رغم أنها سلاح ذو حدين.
وأما إشادتي بكتابات الأستاذ الجابري رحمه الله رغم ضعف دراساته الأخيرة لغربته عن الدراسات القرآنية فلأني منطلق من أن الدين النصيحة وأن المؤسسات العلمية أعني الجامعات وكبار المشايخ لا غنى لهم- من وجهة نظري المتواضعة- عن دراساته في مرحلة الثمانينيات في الفلسفة الإسلامية ونقد العقل العربي.
وأنا أستاذ جامعي أنفقت عمري في الدراسات العربية الإسلامية ولست مسؤولا ولا مدعيا لصحة كل ما أذهب إليه ولكني أدين الله تعالى في أن دعوتي طلبة العلم في المراحل المتقدمة الى قراءة كتب الأستاذ الجابري في الثمانينات كـ"ـنحن والتراث قراءات معاصرة لتراثنا الفلسفي" وكـ"ـتكوين العقل العربي" و"بنية العقل العربي" هي مما لا أجد لدكتور عذرا أن يضرب عنها صفحا أو أن يستغني عنها لأنها ببساطة "لا غنى عنها".
وأما رؤيتي أنا العبد لله التي وجدت نفسي عليها الآن فهي منذ عشر سنين الدعوة إلى مذهب الأمة وهو كل المسلمين الذين يقصرون الاتصال بالملأ الأعلى على الأنبياء وخاتمهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم باستقراء الواقع المسلمون الذين ينتمون الى التراث السني والزيدي والإباضي بالإضافة الى الفرقة المعتزلة، وهذه ليست من اختراعي بل هي تصريح ابن حزم في الفصل وحين حللتها وجدت أن السبب هو ميتافيزيقي وهو ادعاء اتصال بالملأ الأعلى من أي نوع لأي شخص من غير الأنبياء. وأما المسلمون الآخرون الذين استقلوا عن الأمة كالشيعة الإمامية والإسماعيلية والنصيرية والدروز فهم قد استقلوا عن الأمة ولست من الذين يؤيدون مناقشتهم ولا حوارهم بل يكتفى بدعوتهم إلى ما عليه الأمة من ثوابت الدين وأن الحل معهم يكون سياسيا.
وأكثر ما أغضبني في العقد الأخير هو سماح حكوماتنا لفضائيات إيران والحاملة للفكر المناوئ للأمة أن تبث عبر اقمار صناعية عربية فنحن الأمة الوحيدة في العالم من الذين {يخربون بيوتهم بأيديهم}.
وبالتأكيد أن أدعو الى تصالح بين أعضاء مذهب الأمة وتناقضات تراثهم.
بالتأكيد أن أدعو المسلم المنتمي الى التراث السني أن يتفهم وجهة نظر المعتزلة ويحترم حسن نيتهم في الأقوال التي - وإن كنت أنتصر لرأي أهل السنة كما هو ملاحظ - لها حق في الوجود. وهذا ما يحمل الإخوة المعتادين على وجهة النظر السنية السلفية أن يظنوا أن في مجرد التعاطف مع المعتزلة تشكيكا أو تعمية في كتب العقائد التي ربينا عليها كنونية القحطاني المتطرفة ضد المعتزلة والأشعرية.

وأما النية فالله أعلم بالنوايا وهو يقول الحق ويهدي السبيل، وأما الخطأ في المنهج فإنما نكتب لا لنصحح للناس بل ليصححنا الناس أيضا والعلم ابن المذاكرة كما قالوا وأحسب أنا في ملتقى تحاور لا ملتقى تلقين

وقد وددت أن لا يتم حذف مقالة لي صرحت فيها بما يزيل كل غموض أسميتها "قربني من الله أو فهمني مسألة وإلا فادع لي بالصلاح والهداية" . كانت تلك المقالة التي لا أدري أطلعتم عليها أم لا هي ما أحسبه يزيل كل غموض لأني فصلت فيها وجهة نظري المتواضعة من كل ما يثير تساؤلا عن شخصية الكاتب. ولكنها قد حُذفت لسبب لا أستيقنه رغم أنها مسؤولية كاتبها لا مسؤولية الملتقى. والمطلوب منا أن نكون صادقين لا مجاملين. أليس كذلك؟ فإن وجدت نفسي على فكرة تخالف ما عند الناس أو ما عند تيار معين فإن واجب العلماء والإخوة الأعضاء أن يصححوها أو يفندوها أو يدحضوها، لا أن يحذفوها .
وهب أن في حذفها مصلحة حماية أن يتأثر بعض الناس بما يُظَن خطأً فيها، فأين مصلحة تصحيح كاتبها نفسه؟
أم إنها تهمة ضمنية له بالمكابرة وعدم الانصياع للحق إن ظهر جليا؟
ولكن لأني أعطي الملتقى الحق كل الحق في أن يفعل ما يشاء حتى أن يحذف الموضوع لأسباب غير علمية (سياسية أو أخلاقية) فإني لا أعترض على حذف أي موضوع وإن كنت أودّ أن لا يُحذف موضوع لي لأسباب فكرية البتة لأني أريد أن أصَحح وأن أفنَّد إن إخطأت لا أن أحمى.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
 
بارك الله فيك أخي الكريم .
لستُ من المؤيدين لحذف ما تنشره بين الحين والآخر من مقالاتك أنت أو غيرك من الزملاء ، ولكن لبعض المشرفين رأي مخالف أحترمه وأقدره ، وقد يكون أولى من رأيي في هذا .
ولعل غرقك وسط كتب الجابري وأركون هو الذي رسَّخ عندك هذه القناعات التي لا يشاركك فيها إلا القليل من القراء فيما يظهر من ردود الفعل التي ينشط أصحابها للحوار معك، وأكثر المعارضين لك لا ينشطون لذلك وإنما يبدون لي ذلك في بعض المجالس، وفي كتب أهل العلم الموثوق بعلمهم غُنيةٌ عن أركون وأمثاله، والوقت أنفس من تضييعه في القراءة لهم برأيي على الأقل. وقد جربت القراءة لهم فلم أجد من الانشراح ولا من العلم ما يدفعني للمواصلة، وهذه قناعات وتجارب شخصية وليس انسياق وراء تحذيرات الآخرين ، بخلاف الانهماك في قراءة ودراسة كتب المفسرين والعلماء المأمونين من السلف والخلف وهم كثير ولله الحمد ، وترى هذا ظاهراً حتى في أسلوب الكتابة ، فالغموض والمصطلحات الرنانة تملأ كتب الجابري وأركون وتلاميذهم ، واسمح لي أن أن أقول وبعض كتاباتك أيضاً ! وقد ذكرني ذلك بما ذكره ابن قتيية الدينوري في مقدمة أدب الكاتب مما لا أظنه يخفى عليكم أخي الكريم .
وغايتنا - يعلم الله - العلم النافع في فهم معاني القرآن وعلومه المتعلقة به، في جو من المحبة والإخاء في الله ، بعيداً عن نشر الشبهات، والمنافحة عنها بعلم أو بغير علم ، ونحن نحسن الظن بكل من يشارك معنا في الملتقى ، ونحرص على عقول القراء الذين يحسنون الظن بالملتقى وأهله ألا تقع أعينهم إلا على النافع المفيد .
ولسنا بمسيطرين على كل مخالف أصرَّ على رأيه الذي نرى خطأه، فالوقت القليل الذي نتمكن من إنفاقه في الملتقى جديرٌ ألا يصرف إلا في فائدة تضاف للقارئ والكاتب .
دمت موفقاً .
 
بداية أشكر د. عبد الرحمن الصالح على تواضعه وحلمه وسعة صدره فقد لمست منه هذا في أكثر من نقاش عبر صفحات الملتقى _ وإن كنا نختلف معه في مسائل فكرية _ بيد أن واجب الإنصاف يدفعني إلى ذكر ما سبق .
كما أنه قد أثلج صدري النقاش الهادي العلمي بين المشرف العام ود. الصالح، فقد لمست من النقاش سمو الكتابة مع أدب الاختلاف .
وأود التأكيد على ما قاله المشرف العام:
الحكمة رائدة المشرفين في هذا الملتقى
كما أود التنبيه على عبارات تضمنها كلام د. الصالح وأرى أن فيها ضبابية وبُعْداً عن الحق ومنها:
وأن مشكلة "خلق القرآن" كما حصلت زمانيا لها أسباب فلسفية وسياسية ولغوية تحليلية
فأين الأسباب الشرعية من مشكلة خلق القرآن ؟؟ أليس في تصويرك _أخي عبدالرحمن_ لهذه الأسباب اختزال للصورة الكاملة ؟!

ومن الأشياء المتكررة في كلامك أخي د. عبدالرحمن الصالح بحثك عن المبررات للمعتزلة وتعنيفه للسلفية وليس هذا بإنصاف، فانظر مثلاً قولك :
ورب مستغرب أننا في الوسط السني خصوصا الفضاء السلفي الحنبلي غير مستعدين بعد أن نقبل الدوافع النبيلة للمعتزلة وأن نفهم الأساس الفكري للقول بخلق القرآن
ويسرني أننا جميعاً في صف واحد وهو الوسط السني، ولكن حنانيك أخيَّ...
 
عودة
أعلى