نظره موجزه لبعض الموسوعات الغربية الحديثة في الدراسات القرآنية

أبو فايز

New member
إنضم
29/10/2023
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
39
الإقامة
المملكة العربية
نظره موجزه لبعض الموسوعات الغربية في الدراسات القرآنية
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده:
لا يخفى عليكم حجم الإنتاج الهائل من الدراسات الغربية في القرآن وعلومه بعضها علمية محايده، وبعضها مليء بالشبهات والطعون وتحتاج لمن ينبري لها من المختصين والمهتمين من الباحثين حتى تقابل بدراسات نقدية أو ترجمة الكتب التي تفند شبهاتها ونشرها، لاسيما لمن لديه معرفة بلغات تلك الموسوعات وهي مجال رحب للدراسة والانتصار للقرآن الكريم وإليكم بعض تلك الانتاجات والمجال مفتوح للإضافة:
أوْلاً: دائرة المعارف الإسلاميّة:(الطبعة الثانية)([1])
لا تزال تعد أهمّ عمل موسوعيّ ومرجعيّ غربي عن الإسلام صدرت الطبعة الأولى منها ما بين (1913 و1938م) باللغة الألمانية، والفرنسية. والإنجليزية. لدى داري النشر بريل (هولاندا) وبيكار (فرنسا). وذلك تحت إشراف المستشرق: مارتين تيودور هوستيما (1851-1943م):‏ وصدرت طبعتها الثانية ما بين (1954و2005م) ونشرت باللغة الفرنسية والإنجليزية فقط بعد أن نقّحت موادها القديمة. وجدّدت معلوماتها في ضوء ما استجدٌ في مجال الإسلاميّات. ومنذ عام 2007م، بدأت بإصدار نسخة رقميّة. وفي السنوات الأخيرة أنشئت موسوعات في العالم الإسلاميّ للرّدْ عليها بعد أن اتضحت أكثر فأكثر الخلفيّة الاستشراقيّة لمقالات هذه الموسوعة بالإضافة للعديد من المقالات والكتب فقد اعترف بعض مستشرقين أنفسهم بأنّْها: لا تعبر إلا عن النظرة والمفهوم الأوروبيين للحضارة الإسلاميّة. وتناقض هذه المفاهيم وتختلف اختلافاً كبيرا عن المفاهيم التي يُوُمن بها ويتبعها المسلمون أنفسهم.([2])
ثانيًا: المعجم القرآني
ومن مشاريع الموسوعات والمعاجم القرآنيّة المنجزة حديثاً أو التي هي قيد الإنجاز نذكر معجم تاريخي نقدي للقرآن الكريم، باللّغة الفرنسية عمل على إعداده 27باحثا مختصاً في التراث الإسلامي من بلدانٍ مختلفة: إيران، فرنسا بلجيكا إيطاليا تونس الجزائر دولة الكيان الصهيوني.... أشرف على العمل البروفسور محمد علي أمير معزي وهو فرنسي من أصلٍ إيراني. وله العديد من الدّراسات حول التشيّع والتّصوّف، دام العمل فيه حوالي 5 سنوات واشتمل على أكثر من 500‏ مقالة. وصدر عام 2007م باللّغة الفرنسيّة في 1028‏صفحة. وترجم إلى اللّغة الإيطاليّة وإلى اللغة الإنجليزية عام 2008م.تناول موضوعات شتى في التفسير والأدب والتاريخ والعقيدة والقانون والتصوف...ومن عناوين هذه الموضوعات نجد: مادة الحرب والسلام، والتسامح والتعصب والتجربة الروحيّة للنبي والآيات المحكمات والآيات المتشابهات والتفسير الصوفي والشيعي للقرآن والتفسير السني كما يحتوي القاموس على مواد تتحدّث عن الأخلاق في القرآن وعن فضل القرآن وعن مكانة غير المسلمين في القرآن وعن مخطوطات القرآن وعن تاريخ العلوم القرآنية وعن قصص الأنبياء كما تضمّن لمعجم مفردات قرآنيّةً: حنيف. وموسى، وعيسى، وثمود، وعاد والإسراء والمعراج، شريعة، مريم هارون، الخضر يوسف نوح يأجوج ومأجوج، مكة غار حرا أهل الكهف، أهل الكتاب، قابيل وهابيل... ويخصّص القاموس لكل مادة من هذه المواد صفحات عدّة لشرحها وإيضاحها من وجهة نظر تاريخيّة محضة بالدرجة الأولى. ولقي المعجم ترحيبًا كبيرَا في الدوائر الغربيّة، ويعتبر حلقةً من حلقات التآمر الاستشراقي الغربي والذي تحالف هذه المرة مع الغنوصيّة الشيعيّة للنيل من القرآن والتشكيك فيه.([3])
ثالثًا: القرآن كموسوعة
صدرت عام 2005‏ في مجلد واحد. جاءت في حوالي 800‏ صفحة، وساهم فيها43 مختصًا في الدّراسات القرآنيّة والتراثيّة منهم المسلمون وغير المسلمين وترأس تحريرها اوليفر ليمان وهو أستاذ الفلسفة وأستاذ للدراسات اليهودية منذ عام 2000‏ بجامعة كنتاي (الولايات المتحدة الأمريكية) وهو يدرس تاريخ الفلسفة الإسلاميّة واليهوديّة والشرقيّة. والهدف من إعداد القرآن الكريم كموسوعة لديهم هو تقديم هذا التنوّع في الفكر والمقاربة والمدارس دون أولوية من أجل إعطاء تقدير قويّ لمدى الاستجابة التي أثارها النص طوال الوقت. وتزويد الطلاب والباحثين بمصدر واحد متين يغطي جميع جوانب النص وتلقّيه وحوت هذه الموسوعة حوالي 600 مدخل .([4])
رابعاً: قرآن المؤرخين([5])
من الأعمال القرآنيّة الموسوعيّة الجديدة: مشروع قرآن المؤرخين والذي صدر في تشرين الثاني 2019م في ثلاث مجلدات 3450‏ صفحة. أنجز هذا العمل فريقٌ من الباحثين يتألف من 26 باحثا في الدّراسات القرآنيّة الغربية من مختلف الجامعات الأوروبيّة. ودام إنجاز هذا العمل 5سنوات، ففي المجلد الأوّل عشرون مقالةً تدور حول المحاور الآتية:
- القرآن والسياقات التاريخيّة والجغرافيّة لبدايات الإسلام.
-القرآن والتقاليد الدّينيّة للعصور القديمة القرآن واليهوديّة، القرآن والمسيحيّة المانوية
- تكوين القرآن: المخطوطات الغربيّة والمخطوطات القديمة. والنقوش القرآنية الحجريّة والقرآن والتشيّع....
وفي المجلد الثاني: دراسةً تحليليّة تفصيليّةٌ لسور القرآن من السورة الأولى إلى السورة 26 حسب ترتيب المصحف.
وفي المجلد الثالث: دراسة للسُور المتبقية من السورة 27 إلى السورة ١١4‏ بترتيب المصحف وفي هذه الدّراسة التحليليّة لآيات القرآن آية آية حسب موضعها في المصحف اعتمد الباحثون على الدّراسة الأثريّة والتاريخيّة والفيلولوجيّة لمدلولات الآيات.ويمكن القول إِنَّ هذا العمل اهتمّ بفترة ما قبل القرآن والتي أثرت في تشكل القرآن وظهوره واكتسابه لمعانيه، ولعل هذا السبب في تسميته بقرآن المؤرخين.
خامساً: مشروع الموسوعة القرآنية برلين ([6])
وهو مشروع بحثي من أكاديمية بلادنبورغ برلين للعلوم والعلوم الإنسانيّة وهو يدخل في إطار المشاريع الموسوعيّة الخاصة بتراث العالم القديم والقرون الوسطى، وانطلق عام 2007‏ تحت إشراف أنجليكا نويفرت وهي أستاذة بمعهد الدراسات العربية والسامية في جامعة برلين الحرّة. ويشارك فيه اثنا عشر باحثًا من أهل الاختصاص، ويُتوقع الانتهاء من المشروع عام 2025م.([7])
وفي تعريف المشروع جاء في الموقع الإلكتروني للموسوعة: إِنّ مشروع الموسوعة يستهدف تحقيق مطلبين أساسيين:
أولاُ: توثيق النّصّ القرآني من خلال مخطوطاته ومن خلال نقله الشفهي (القراءات).
ثانيًا: تقديم تفسير مستفيض يضع القرآن في سياق ظهوره التاريخي أما التفسير فإنّه:
أ): سيتناول القرآن من منظور زمنيّ تعاقبي أي باعتباره نصاً نشأ بالتدريج في عقدين من الزمن، باحثا في التطوّرات الشكليّة والمضمونيّة والمفهوميّة، وكذلك ما نشأ على النصوص الأولى من إعادة تأويل أو تغيير في الدلالة عبر حالات أو إضافاتٍ لاحقة.
ب): يعتمد مقاربةً تنظر إلى السورة باعتبارها وحدة. وأنّ السّور المكيّة على الأقل في اتفاقها الثابت مع الأنماط البنائيّة المعهودة وأشكال الخطاب المناسبة هي وحدات أدبيّة.
ج) يعتمد التفسير على استقراءٍ واسع للنصوص الموازية يهوديّة كانت أو مسيحية.
وحسب المشرفين على المشروع.؛ فهذا التفسير سيتجاوز الفيلولوجيّة التقليديّة التي قامت على مقولة خضوع القرآن لتأثيرات النصوص الدينيّة السابقة عليه إلى رؤية تقوم على أن القرآن لم يقطع مع النُصوص الدّينيّة القديمة بل انتقى منها أشياءً وعدّلها وأعاد عرضها بما يتناسب مع بيئته القرآنيّة ورتما أقام مع هذا الموروث للكتب القديمة جدلًا نقديًا. وسيُلاحظ المراجع للموقع الإلكتروني أن المشروع يُتيح إمكانيّة الوصول للمخطوطات المبكرة بالصُور والنصوص. بالتوازي مع نقل النّص المكتوب يتم عرض أدبيات القراءة الإسلاميّة بشكل منهجيٌّ. يقوم المشروع بإنشاء تعليق زمنيٌّ أدبيّ باستخدام قاعدة بيانات «نصوص من بيئة القرآن» لأوّل مرّة يتم إعادة بناء تطوّر المجتمع الإسلامي الأصلي كتفاعل بين النبي وأولئك المرسل إليهم في مكة والمدينة.([8])
خامساً: موسوعة القرآن (ليدن)([9])
تعد موسوعة القرآن ليدن أحدث عملٍ علميّ جماعيّ للمستشرقين والعلماء في جميع أنحاء العالم. وقد طبعت ونُشرت في عام 2006م‏ في ست مجلّدات وألف مدخل من قبل دار بريل للنّشر في هولندا. يقف على رأس الكادر الإداري في هذه الموسوعة القرآنية السيدة جين دمنماك أوليف الأستاذة في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية، وأربعة من المتخصّصين في الدّراسات القرآنيّة المشهورين في الغرب وهم: الفرنسي كلود جيليوت، والأمريكي وليم جراهام، وداد قاضي من شيكاغو واندرو ريبين من كندا وفريق من المستشارين من أمثال: نصر حامد أبو زيد ومحمد أركون وجيرهارد بورينغ من أمريكا وجيرالد هاوتينج من إنجلترا وفريد ليمهاوس من هولندا وانغليكا نويورت من ألمانيا وهيئة تحريريّة من مختلف البلدان وتحظى هذه الموسوعة القرآنيّة بدعم من دار نشر بريل لنشر في مدينة لايدن في هولندا.([10])
وتشكلّت الهيئة التحريرية من 278باحثاً ويلاحظ أنْ أغلب المقالات المرتبطة بالمفاهيم النبويّة (كمقالة محمد، والمقالات عن الأنبياء جميعا وعن نساء أهل النبوة...) كتبها باحثون غير مسلمين. وقد اعتمدوا غالبًا في الإحالة على الآيات القرآنيّة على ترجمة انجليزيّة للقرآن الكريم ولم يلزموا المحرّرين بترجمة بعينها واعتمدت الموسوعة كاملة على اللغة الإنجليزية جاءت الموسوعة في 6 مجلّدات صدرت تباعًا: المجلّد الأول: ويحوي المداخل التي تبدأ من الحرف A إلى الحرف D ‏ المجلد الثاني: ويحتوي المداخل من الحرف E إلى الحرف I وهكذا بقية المجلدات وأما المجلد السادس فقد خصص للفهارس وقد بلغت المداخل في الأجزاء الخمسة قرابة الألف‏ مدخل.
وأما إذا أردنا الموسوعة موضوعيًا (أقسامها الهيكليّة) فهي تتشكًل من الموضوعات الآتية:
أَولاً: مقدمة الموسوعة بقلم
ثانيًا: المداخل المتعلّقة بالأعلام والمفاهيم: والأماكن، والوقائع، والأعمال والقيم التي نجدها في القرآن ولها صلة وثيقة بالنص.
ثالثًا: المداخل ذات الصلة بقضايا الدّراسات والأبحاث القرآنيّة من قبيل تاريخ القرآن والعلم في القرآن
رابعًا: الفهارس: وهي متنوعة:
أ- فهرس المؤلفين: وفيه بيان للمؤسّسة الأكاديميّة التي ينتمي إليها المؤلف
وعناوين المقالات التي شارك بهاء مع تحديد رقم المجلد التي جاءت فيه المقالة.
ب- فهرس المقالات: مرتبة ترتيبًا أبجديًا مع بيان اسم الكاتب أمام كل عنوان.
ج- فهرس الأسماء (الأعلام، المدن الوقائع، المؤسسات....): ويحوي على كل الأسماء التي جاء ذكرها في الموسوعة مع بيان الجزء والصفحة والعمود لكل اسم.
د- فهرس الألفاظ والجمل العربيّة والتي كتبت بالأبجدية الإنجليزية والواردة في الموسوعة مع تعيين المجلّد والصفحة لكل عبارة أو جملة.
ه- فهرس الآيات القرآنيّة: وفيه تتبع لسور القرآن الكريم حسب ترتيب المصحف ولكل آياته آية أية وبيان عنوان المقالة التي وردت فيه الآية ورقم المجلد ورقم الصفحة والعمود.([11])
سادساً: الجمعية الدولية للدراسات القرآنية IQSA.
تم تشكيل الجمعية الدولية للدراسات القرآنية في عام ٢٠١٢ على شكل هيئة إستشارية تنتهي بجمعية متعلمة مستقلة من أجل باحثي ودارسي القرآن. حصلت جمعية الأدب الكتابي على منحة من مؤسسة هنري لوس لدعم هذه الهيئة الإستشارية، كما ورد في البيان الصحفي ٢٩ إيار ، ٢٠١٢. كان مديرا اللجنة التوجيهية للجمعية الدولية للدراسات القرآنية المؤسسان الدكتور عمران البدوي والدكتور جبرئيل سعيد رينولدز، وقدم جون كوتسكو المساعدة الإدارية لهذه الهيئة الاستشارية.كان هدف الهيئة الاستشارية تشكيل جمعية متعلمة دولية غير ربحية وذات استقلال، يشمل أعضاؤها باحثي ودارسي القرآن من جامعات ومؤسسات حول العالم. ينتج هذا العمل التعاوني مؤتمرات ويقوم بنشر الأبحاث والتطوير المهني. تلعب الجمعية دور شبكة تربط بين مجموعة متنوعة من الباحثين والمعلمين، وتؤيد مجال الدراسات القرآنية في التعليم العالي والساحة العامة. ترى الجمعية أن الدراسات القرآنية متعددة الفروع، وتعمل من أجل ضم المختصين في الأدب والتاريخ وعلم الآثار وعلم كتابة المخطوطات والدراسات الدينية.
لذا لا تعتبر الجمعية نقابة حرفية للباحثين والدارسين فحسب، بل هي ترحب بمشاركة جمهور عام. يأتي أعضاء هيئة حكم الجمعية من مجتمعات إسلامية وغربية. ومن معتقدات الجمعية التفاهم المتبادل من خلال البحث العلمي. قامت اللجنة بتحويل الجمعية إلى منظمة مستقلة في ٢٩ إيار ، ٢٠١٤ ، الأمر الذي يشمل إقامة دستورها الرسمي وتنمية برنامجها. العضوية في الجمعية مفتوحة ومتاحة الآن.([12])

([1]) ينظر موقع الموسوعة: https://referenceworks.brillonline.com/subjects
([2]) ينظر : الموسوعة الإسلامية أباطيل وأضاليل عوض إبراهيم.
([3]) ينظر: القرآن والدراسات القرآنية في الموسوعات الغربية، حسن أحمد.
([4]) ينظر: القرآن والدراسات القرآنية في الموسوعات الغربية، حسن أحمد
([5]) ينظر: القرآن والدراسات القرآنية في الموسوعات الغربية، حسن أحمد
([6]) ينظر موقع الموسوعة: (Corpus Coranicum) https://corpuscoranicum.de
([7]) ينظر: القرآن والدراسات القرآنية في الموسوعات الغربية، حسن أحمد
([8]) ينظر موقع الموسوعة: (Corpus Coranicum) https://corpuscoranicum.de
([9]) ينظر: موسوعة القرآن(ليدن)مقاربات نقديّة في منهجيّتها ومسارات تنفيذها، محمد علي.
([10]) ينظر: موسوعة القرآن(ليدن)مقاربات نقديّة في منهجيّتها ومسارات تنفيذها، محمد علي.
([11]) ينظر: القرآن والدراسات القرآنية في الموسوعات الغربية، حسن أحمد
([12]) ينظر: موقع الجمعية : https://iqsaweb.org/

 
عودة
أعلى