نظرة في تحقيق الدكتور عبدالله التركي لتفسير الطبري بالتعاون مع دار هجر

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن ولاه ، أما بعد ، فقد طلب مني الإخوة الكرام في موقع ثمرات المطابع أن أكتب لهم ما رأيت في تحقيق الإخوة الأفاضل في دار هجر لكتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، فاستعنت بالله ، وكتبت ما يأتي :
أولاً : مميزات هذه الطبعة :
1 ـ الاعتماد على نسخة فريدة لم تَعتمِد عليها الطبعات السابقة ، وتدارك كثير من السقط الموجود في المطبوع .
لقد كنت أترقب صدور هذه الطبعة بفارغ الصبر ، لما سمعت من وجود نسخة لم يسبق أن وقف عليها من حقق الطبعات السابقة ، وكنت أن تحلَّ بعض الإشكالات التي كنت أرى أنها بسبب سقط في العبارة ، وقد كان ذلك ، إذ ظهر في هذه الطبعة أن كثيرًا مما وقع الإشكال فيه كان بسبب السقط في النسخة المطبوعة ، ومن ذلك على سبيل المثال ( 27 : 47 من طبعة الحلبي ) ووازنها بطبعة دار هجر ( 22 : 20 ) ، ومثال آخر ( 27 : 59 من طبعة الحلبي ) ووازنها بطبعة دار هجر ( 22 : 50 ) .
2 ـ وضع أجزاء وصفحات طبعة البابي الحلبي ـ وهي الأكثر تداولاً بين الناس ـ على الحاشية اليمنى أو اليسرى من الصفحة ، وفي ذلك الصنع فائدة لمن يريد أن يوازن بين التحقيقين ، أو تكون عنده النسخة القديمة فيعرف مقابلها من التحقيق الجديد .
وهذا العلم يُحبَّذُ أن يجعل في كل تحقيق جديد لكتاب سارت طبعة من طيعاته بين الناس ، لتكون الفائدة منه أعمُّ ، ولا يفقد طالب العلم ما كان له من تعليقات على الطبعة القديمة .
3 ـ وضع السور والآيات المفسَّرة في المجلد على كعب المجلد ، وهذا يسهِّل الرجوع إلى الموضع الذي يريده الباحث .
4 ـ ذكر فروق النُّسخ ، وذلك يجعل للقارئ فرصة التخيُّر والاجتهاد ، فيما لو رأى أن ما اختاره المحققون ليس مما يحالفه الصواب .
5 ـ تخريج الأحاديث ، وبعض الآثار ، وهو مع وجازته يفيد في عملية البحث العلمي ، ويقرِّب المعلومة لمن يريد أن يتوسع في التخريج .
6 ـ شرح المفردات الغريبة التي تحتاج إلى شرح .
7 ـ تخريج القراءات تخريجًا موجزًا .
ومن حيث العموم فالحواشي لم تكن مثقلة بما لا يفيد ، وهذا من محاسن التحقيق من هذه الجهة .
وأحب أن اختم هذه المميزات بشكر الشيخ الفاضل معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي على جهوده المشهودة في خدمة كتب التراث ، وما قام به من إخراج لكتب كبار ، وتيسير توزيعها على طلبة العلم ، وذلك جهد يشكر له ويذكر ، ويحبذا لو وُجِدَ مثله ممن يقومون بخدمة التراث وإخراجه على هذا السبيل .
ثم أقول إن توجيه ملحوظات على هذا العمل العظيم لا تغمطه حقه ، ولا تنقص من قدره ، بل يكفيه ما ففيه من المميزات ، لكن لكل رأي خاصٌّ في إخراج الكتاب ، وإني إذ أقدِّم رؤيتي المتواضعة ـ التي أرجو أن تكون رؤية موفقة ـ أتمنى أن يُستفاد منه علميًا .
ثانيًا : لما كان كل جهد بشري عرضة للاختلاف في طريقة إخراجه ، فإني رأيت بعض الملحوظات التي كان يحسن بهذه النسخة أن تتولاها ، خصوصًا أن المتوقع بعد صدورها أن لا يكون بعدها تحقيق لهذا الكتاب .
ومن هذه الملحوظات :
1 ـ عدم الاستفادة من تعليقات آل شاكر ، مع ما فيها من ثروة علمية لا تخفى على من قرأ في طبعة محمود شاكر رحمه الله ، إذ كان له عناية فائقة بالتحقيق والتعليق على كتب التراث ، وله في ذلك منهج نفيس لا يخفى على من يقرأ في تراثه.
ومن الملاحظ أن المحققين استفادوا كثيرًا من تحقيقه ، وإن لم يشيروا إليه ، ويظهر هذا جليًّا بموازنة عمل المحققين بين القسم الذي حققه محمود شاكر والقسم الذي لم يحققه .
2 ـ عدم بيان المصطلحات النحوية التي يستعملها الطبري ، وقد كان بيان هذه المصطلحات مما اعتنى به محمود شاكر رحمه الله ، وكم كنت أتمنى لو وجِدَ هذا التعريف بالمصطلحات ليكون قارئُ التفسير على علمٍ بها خصوصًا ، وأن الطبري يتبع مصطلحات النحو الكوفي ، وهي مخالفة للمصطلحات الدارجة اليوم .
3 ـ عدم الاستفادة من تحقيق الدكتورة هدى قراعة لكتاب معاني القرآن للأخفش ، وتظهر فائدة عملها في هذا الكتاب في إرجاعها لنقول الطبري من معاني القرآن للأخفش ، وتحديدها بالصفحات ، كما قامت في الفهارس بوضع فهرس خاصٍّ بهذه النقول .
كما أنه لم يتابع في نقوله النحوية واللغوية بما عند الفراء في معانيه ، وقد استفاد الطبري من كتاب الفراء كثيرًا ، بل يظهر أنه عمدة عنده .
هذا ، وقد ظهر لي من خلال الموازنة أن الطبري ينقل من معاني القرآن للفراء ، وقد ينص عليه أحينًا ، كما قد تتبعه محمود شاكر في المواطن التي حققها .
وينقل كذلك من مجاز القرآن لأبي عبيدة ، وكذلك تتبعها محمود شاكر في المواطن التي حققها .
وينقل من الأخفش ، وهو ما تكفلت به الدكتورة هدى قراعة ، وجعلت له جدولاً في فهارس معاني القرآن .
وإذا نقل عنهم قلَّ أن ينص على أسمائهم ، بل ينسبه إلى أهل العربية أو اللغة أو النحو من البصرة أو الكوفة .
وهناك نصوص لم أعثر عليها في هذه الكتب الثلاثة ، ولعلها للكسائي أو قطرب أو غيرهما ، والله أعلم .
وتظهر فائدة إرجاع هذه النقول إلى أصولها أنَّ الطبري قد يحكيها أحيانًا بالمعنى ، فتستغلق العبارة ، فإذا عاد القارئ إلى الأصل الذي نقلها منه الطبري اتضحت عبارته .
4 ـ عدم ترقيم الآثار .
5 ـ عدم القيام بالفهارس التي هي أهمُّ من الفهارس الموجودة في التحقيق ، ومن هذه الفهارس المهمة : فهرس اللغة ، فهرس الغريب ، فهرس أساليب العرب ، فهرس مصطلحات الطبري ، فهرس قواعد الترجيح ، فهرس الفوائد العلمية .
6 ـ كان من المحبذ لو أدرجت استدراكات ابن عطية وابن كثير على الطبري ، فهما ممن كان لهما عناية بكتابه ، ولهما عليه استدراكات علمية مفيدة .
7 ـ ومن المحبذ لو وضعت النسخ التي اعتمدت في التحقيق في جدول يذكر فيه اسم النسخة والمواضع التي تحتويها النسخ .
8 ـ صِغَرُ الهوامش الجانبية ، مع أن القارئ لا يخلو من حاجته للتعليق على هذا الكتاب ، فلو كانت الحواشي أوسع لاستفيد منها في التعليق .
9 ـ كان يمكن أن يستعاض عن هذا الحجم الكبير ، ويمكن أيضًا أن تُدخل تعليقات آل شاكر المهمة ، واستدراكات ابن عطية وابن كثير = لو كان إخراج الكتاب فنيًّا على غير هذه الصورة ، ومن المعلوم أن الأمور الطباعية قد تطورت ، حتى لقد ظهر تفسير ابن عطية وابن الجوزي وابن كثير وغيرها في مجلد واحد .
وليس المراد أن يكون إخراجه مضغوطًا مثل هذه الكتب ، لكن المراد أن تحقيق ذلك ممكن ، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك أن تقوم بالموازنة بين طبعة دار الغرب لمعجم الأدباء الذي يتألف من سبع مجلدات ، سابعها فهارس ، مع الطبعة القديم التي كانت في عشرين جزءًا ، وهي بلا فهارس علمية .
وطبعة دار الغرب أجمل وأرقى من تلك ، فهلا كانت طبعة تفسير الطبري بمثل هذا المقاس ، واستفيد من الحواشي النافعة التي تضاف إليها .
10 ـ من المصادر التي اعتمدت في هذه الطبعة كتاب التبيان للطوسي ، وقد جاء ذكره في المراجع ( 26 : 1336 ) كالآتي : التبيان في تفسير القرآن ( شيعي ) لشيخ الطائفة الطوسي .
والملحوظة أن الإحالات عليه ترد في مرويات عن السلف كمرويات مجاهد وقتادة وغيرهما . ولا أدري ما القيمة العلمية في كون الطوسي ذكر هذه المرويات ، وهي موجودة عند الطبري بالإسناد ؟!
ينظر ـ على سبيل المثال ـ بعض الإحالات إليه في المجلد ( 22 ) الصفحات ( 11 ، 54 ، 133 ، 152 ، 165 ، 166 ) وغيرها كثير .
وهذا الكتاب ليس من كتب التفسير المعتمدة عند أهل السنة حتى يُذكر ، والإرجاع إليه في قضية لا تخصه بحيث يقال إنها لا توجد إلا فيه . وحبذا لو ألغيت هذه الترجيعات .
11 ـ لقد شارك في هذا العمل مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجر ، وهذا يعني أن الذي قام بالعمل فريق ، وفي مثل النوع من العمل يفضَّل ذكر الفريق الذي شارك ، ويبين ما قام به كل واحد من أعضائه ، وهذا أولى من عدم ذكرهم مع ما لهم من جهد ، كما أنَّ فيه توكيدًا وإقناعًا للقارئ خصوصًا إذا عرفت تخصصات هؤلاء العاملين .
ومن باب الفائدة فإني أذكر كتابًا سار على هذا الأسلوب ، وشدَّما أعجبني بحسن إخراجه ، وببيان ما قام به كل واحد من فريق العمل ، وهو كتاب العود الهندي عن أمالي في ديوان الكندي ، لعبد الرحمن بن عبيد الله السقاف .
وقد ذُكِرَ في صفحة مستقلة أعضاء العمل ، ومهمة كل واحدٍ منهم ، ولقد كان إخراجه بديعًا يناسب ما في هذا التأليف من الإبداع والحُسن . وكم أتمنى أن يحرص ناشرو الكتب الإسلامية على حسن الإخراج للكتب ، فكم من كتاب يعينك على القراءة بحسن إخراجه .
12 ـ كم كنت أود لو كانت المقدمة للكتاب تتناسب مع جلالة مؤلفة وعظمة تأليفه ، وأن يستخرج منهجه من خلال ما قام به المحققون ؛ إذ الكلام عن منهجه جاء وصفيًا خاليًا من الأمثلة مع تيسرها لمن قام بتحقيقه ، وبقي معه مدة من الزمن .
ولقد وقع في الحديث عن منهجه بعض الأخطاء أحببت أن أذكر أهمها ، فمنها :
 جاء في ص 50 : » فالترجيح بالروايات هو أقوى مرجحات الطبري لما يختاره من المعاني التي يستنبطها « .
أقول لم يكن هذا هو المنهج العام الذي سار عليه الطبري ، بل كان يرجح بعض الروايات التي فيها ضعف ، فهو ينظر إلى المعنى أكثر من نظره للإسناد أو لطبقة المفسر ، إلا في حالات قليلة ، وهذا ظاهر من منهجه .
 وجاء في الصفحة نفسها : » وكان الأولى به أن يتحرى نقد الأسانيد ؛ خاصة أنه ساق كثيرًا من الإسرائيليات ، ولعل دافعه إلى ذلك أنه ساق السند بتمامه ، ومن أسند لك فقد حمَّلك أمانة البحث عن رجال الإسناد ، وبالتالي فقد أخلى عهدته ... « .
على هذا الكلام ملحوظتان :
الأولى : أن اشتراط التحري في أسانيد التفسير ليس هو المنهج الذي قام عليه منهج المحدثين الذين فرقوا بين أحاديث الحلال والحرام والمرفوعات وغيرها ، بل لقد نصوا على قبول الروايات التفسيرية على ما فيها من ضعف ، وعمل المحدثين والمفسرين على هذا ، والطبري مثال لذلك ، لذا لا تجد عنده نقد أسانيد مرويات التفسير إلا نادرًا ، لأن هذه الروايات مما تلقاه العلماء بالقبول ، وعملوا بها في فهم كلام الله ، ولا يُعترض عليها إلا في حالة وقوع نكارة تدعو إلى تحري الإسناد .
ومن أقوال أئمة الحديث في ذلك ما ذكره البيهقي في مقدمة كتابه العظيم ( دلائل النبوة ) :
قال عبد الرحمن بن مهدي : » إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال = تساهلنا في الأسانيد ، وتسامحنا في الرجال . وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام = تشدَّدنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال « ( دلائل النبوة / 1 : 43 ) .
قال يحيى بن سعيد القطان : » تساهلوا في التفسير عن قومٍ لا يوثِّقونهم في الحديث ، ثمَّ ذكر ليث بن أبي سليم ، وجويبر بن سعيد ، والضحاك ، ومحمد بن السائب ؛ يعني : الكلبي .
وقال : هؤلاء يُحمد حديثهم ( كذا ، ولعل الصواب : لا يحمد ) ، ويُكتب التفسير عنهم « ( دلائل النبوة للبيهقي / 1 : 35 ـ 37 ) ..
قال البيهقي :» وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم لأن ما فسروا به ؛ ألفاظه تشهد لهم به لغات العرب ، وإنما عملهم في ذلك الجمع والتقريب فقط « ( دلائل النبوة / 1 : 37 ) .
وقال البيهقيُّ ( ت : 458 ) : » … وأما النوع الثاني من الأخبار ، فهي أحاديث اتفق أهل العلم بالحديث على ضعف مخرجها ، وهذا النوع على ضربين :
ضرب رواه من كان معروفًا بوضع الحديث والكذب فيه ، فهذا الضرب لا يكون مستعملاً في شيء من أمور الدين إلا على وجه التليين .
وضرب لا يكون راويهِ متَّهمًا بالوضع ، غير أنه عُرفَ بسوء الحفظِ وكثرة الغلطِ في روايته ، أو يكون مجهولاً لم يثبت من عدالته وشرائط قبول خبره ما يوجب القبول .
فهذا الضرب من الأحاديث لا يكون مستعملاً في الأحكام ، كما لا تكون شهادة من هذه صفته مقبولةً عند الحكَّام . وقد يُستعمل في الدعوات ، والترغيب والترهيب ، والتفسير ، والمغازي ؛ فيما لا يتعلق به حكمٌ « ( دلائل النبوة / 1 : 33 ـ 34 ) .
وإذا عُرِفَ هذا ، فإن ما ذُكر من الكلام على الأسانيد الدائرة الضعيفة ( ص : 187 ) مع أنه عن بعض الأسانيد ، فإنه لا فائدة فيه من جهة العمل التفسيري ؛ لأن هذه الأسانيد التي حكم عليها بالضعف مما اشتهر أخْذُ المفسرين به ، وقد سبق بيان أن منهج المحدثين قبول هذه الروايات في التفسير ، والله أعلم .
الثانية : أن الطبري لم يَسِرْ على قاعدة من أسند فقد حمَّلك البحث عن الإسناد ، والدليل على ذلك ما سبق من أنه اعتمد على هذه الروايات في بيان كلام الله ، ولم ينتقدها ، ولو كان إنما ذكرها فقط لجاز أن يقال بهذا ، مع أني أرى انه لا يقال به إلا بنص صريح من المؤلف أنه أراد هذه القاعدة في منهجه ، وذلك ما لا تجده عند ابن جرير لا نصًّا ولا استقراءً ، بل منهجه مخالف لها ، والله أعلم .
وهناك بعض الملحوظات في الكلام على منهج الطبري في الإسرائيليات والقراءات ، اتركها لضيق المقام .
وأخير أقول : إن هذا الكتاب كتابٌ للأمة ، وأرى أن المشاركة في تحسينه بأي صورة من الواجبات ، وأرجو أن يكون هذا التحقيق الذي خرج له هو التحقيق الإمام الذي ليس له ما بعده ، وما ذكرته فمن باب النصح والحرص على هذا الكتاب العظيم ، وما توفيقي إلا بالله .
 
قال الشيخ عبد العزيز الطريفي أنّ الطبعة الثانية أفضل من الأولى لأنه تم تتميم بعض السقط والنقص فهل من توضيح ؟
 
إلى الشيخ المفيد : مساعد الطيار سدده الله ووفقه

حقيقة تشكر على ثنائك لهذا الجهد الكبير فالإنصاف عزيز في هذا الزمان ولا يستغرب ذلك من متجرد مثلك
وجهود الشيخ لا ينكرها إلا حاسد

ومن له عناية بما قام به الشيخ من إخراج عرف قدر الجهد الذي قام به الشيخ ومن معه في إخراج الكتاب وقد كان لي وقفات مع كثير من الكتب التي أخرجها الشيخ قبل طباعته للكتاب وقد كانت محل إغلاق
فمثلا المقنع قارنته مع نسختين : النسخة المشهورة في مجلد واحد والنسخة الأخرى مع حاشية سليمان بن عبد الوهاب وقد وجدت فروقات كبيرة جدا وسقطا في المطبوع دلنا عليه عمل الشيخ
فضلا عن تشكيل النص ووضع علامات الترقيم

وانظر إلى الكافي فقد كانت النسخة المطبوعة بجميع الطبعات فيها إغلاق كبير ولما كنا نقرأ على شيخنا ابن عثيمين هذا الكتاب وقد كان معنا نسخة خطية واحدة ومع هذا في بعض الأحيان تستغلق علينا كلمة فيصوبها الشيخ بما يراه ومن نافلة القول إنك لتعجب من ذكاء وفقه الشيخ فقد كانت عين الصواب مع صعوبة التقدير وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

وأما المسند فهو من عجائب الزمان لو لم يكن للشيخ إلا هذا الجهد لكفاه فخرا على طول الزمان وأخطاء النسخ السابقة بالعشرات وبعض الطبعات بالمئات
إلى غير ذلك من الكتب التي خرجت

وأما تفسير الطبري فقد كان لي معه مراجعات ولم أقرأ الكتاب كله -يسر الله ذلك- ولكن كان لي بعض التصحيفات في أسماء الرجال وبعض النصوص المشكلة
ولما خرج الكتاب رجعت إليه بلهف فوجدت الحل فيها

فنحن وبكل صراحة نريد نصا سليما ، أهل العلم يعرفون كيف يصلون إلى التحقيق لا نريد حواش بقدر ما نريد النص كاملا سليما
وأما ما ذكرته فهي وجهة نظر محترمة وقد تكون محقا ولكن لي رأيا مخالفا فاسمعه ممن هو أدنى منك :
قد يأتي غيرك ويقول لو زيد فيه أيضا مقارنة ترجيحاته بغيره
وغيرك يقول لو زيد فيه القراءات التي لم يذكرها
وغيرك يقول لو أشير إلى المسائل التي تكلم عنها الطبري في غير كتابه
وغيرك يقول : لو كان التخريج مطولا وتختلف الآراء في طريقة التخريج
وغيرك يقول : لو نسبت الأقوال الفقهية وذكرت مراجعها وزيد فيها اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية
وهكذا

عموما رأيي الشخصي :

أن المحققين يكفينا منهم سلامة النص وبذا يكونون قد دخلوا في مرتبة الكمال الطباعي
فإن حصل عزو فقط للمصادر الذي يذكرها المؤلف نفسه دون زيادة فهذا متمم الكمال أما أن ننقل كتابا آخر في داخل هذا الكتاب فأنا ضد هذه النظرية
وإن كانت فلسفة العمل الأكاديمي على هذه الفكرة فكل له رأيه

المقرئ
 
شكر الله لك تعقيبك يا أخي
ووجهات النظر ليس لها حد كما ذكرت ، لكني ذكرت ما أرى أنه أنسب لوضع هذا المؤلََّف العظيم ، وفي الأمر سعة ولله الحمد ، وذلك من الاختلاف المحمود ، ولله الحمد .
 
بارك الله فيكم يا د. مساعد. وشكرا للتعقيب القيم للمقرئ, وجزى الله د. التركي خير الجزاء.
 
للتذكير بالموضوع
وهذا ذكر للنسخ الخطية المعتمدة في التحقيق

nas-66.jpg



النسخ المعتمدة في التحقيق :

(1) النسخة الأصل
تاريخ النسخ : بها جزآن مؤرخان بتاريخ سنة 391هـ
نوع الخط وصفته : أندلسي عدد الأوراق : 2001 ما عدا جزئيين لم يذكر عدد أوراقهما
بداية المخطوط : يبدأ بتفسير الآية 19 من سورة البقرة
نهاية المخطوط : تفسير طرف من أول سورة قريش
حالة المخطوط : بها مقابلات في بعض أجزائها
ملاحظات : تضم هذه النسخة أجزاء متفرقة من الكتاب ناقصة من أولها ، وأجزاء أخرى ليست بالقليلة على مدار النسخة .
مصدره : خزانة جامعة القروييين بفاس وعنها نسخة مصورة بمعهد المخطوطات بأرقام (287-279) رقمه : (80/37/40/491،40/791)
إضافة : هناك جزء صور من المكتبة البريطانية ويُمثل السفر الثالث من هذه المخطوطة كتب على ورق غزال ، في أواخر القرن الهجري الرابع ويقع في 77 ورقة من القطع المتوسط ومسطرته ما بين (22-27) سطر
يبدأ في أثناء الآية 57 من سورة البقرة
وينتهي بالآية 102من السورة نفسها .


(2) النسخة الثانية :
نسخة الخزانة العامة بالرباط
تاريخ النسخ : بدون
نوع الخط وصفته : معتاد عدد الأوراق : 255 معدل عدد الأسطر في الصفحة :18
بداية المخطوط : من أول الكتاب
نهاية المخطوط : بانتهاء الآية 61 من سورة البقرة
حالة المخطوط : ناقص نقص كبير
ملاحظات : هو جيد في أوله ثم مال إلى الاختصار في آخره
مصدره : الخزانة العامة بالرباط وعن مصدره لدى معهد المخطوطات محفوطه برقم (76) رقمه : 299ق


(3) النسخة الثالثة :
اسم الناسخ : عبدالحق بن عمر الشهير بالخطيب المصري
تاريخ النسخ : 5/12/1144
نوع الخط وصفته : نسخ معتاد
مقاس الورقة : من القطع الكبير
عدد الأوراق : 2141 معدل عدد الأسطر في الصفحة :47
ملاحظات : النسخة تضم الكتاب كاملاً مصدره : مكتبة أيا صوفيا رقمه : (100-101)


(4) النسخة الرابعة
اسم الناسخ : لم يذكر
تاريخ النسخ : 17/1/1140هـ
نوع الخط وصفته : نسخ معتاد
مقاس الورقة : من القطع الكبير
عدد الأوراق : 1567 هذه عدد أوراق الكتاب ما عدا ربعه الأخير الذي يمثل الجزء الرابع لم تذكر عدد أوراقه .
معدل عدد الأسطر في الصفحة : 45
ملاحظات : تضم الكتاب كاملاً ، في أربعة مجلدات
مصدره : محفوظة بمكتبة أيا صوفيا رقمه : 169-172



(5) النسخة الخامسة
اسم الناسخ : راجع الملاحظات
تاريخ النسخ : راجع الملاحظات
نوع الخط وصفته : نسخ
ملاحظات :
(1) هذه النسخة تضم الكتاب كاملاً ، في خمس مجلدات مصدره : مكتبة أيا صوفيا
(2) كتب الجزء الثالث من النسخة : عامر الشبابيبي المالكي الأزهري ، سنة 1140
3- كتب الجزء الخامس والأخير : عامر بن أحمد بن عامر الأشموني الشافعي الأزهري


(6) النسخة السادسة
اسم الناسخ : سلامة بن الحاج سلامة بن الحاج حجازي
تاريخ النسخ : شوال /1147 هـ
عدد الأوراق : 887 معدل عدد الأسطر في الصفحة : 40-45 سطرا
بداية المخطوط : من أواخر الجزء السابع ، (74) من سورة الأنعام
نهاية المخطوط : إلى بداية الجزء العشرين (93) من سورة النحل
مصدره : مركز الملك فيصل رقمه : 100-101


(7) النسخة السابعة
عنوانها (عنوان المخطوط) : جامع البيان في تأويل القرآن
اسم الناسخ : كتب على الجزء التاسع عشر أن ناسخه هو : علي بن محمد بن عباد عبدالصمد الديديلي الشافعي ، وأنه كتبه بالقاهرة
تاريخ النسخ : أنظر الملاحظات (3)
عدد الأوراق : 4974
عدد الأجزاء : 25 مجلدة
حالة المخطوط : تشمل في الأصل التفسير كاملاً ،
إلا أنه فقد المجلد الثالث منهما ويشمل : من أثناء تفسير الآية (150) من سورة البقرة إلى أثناء الآية (220 ) من السورة نفسها
ملاحظات :
1- هذه النسخة هي التي اعتمد عليها محمود شاكر – رحمه الله – في تحقيقه للتفسير
2- وقع في بعض أجزاء النسخة أنها أوقفت من : المعز الأشرف العالي السيفي صرغتمس ، رأس نوبه الأمراء الجندارية المالكي الناصري .
3- من الجزء الرابع إلى الجزء العشرين من هذه النسخة قد كتبت ما بين شهر ذي الحجة سنة أربع عشرة وسبعمائة وشهر ربيع أول سنة ست عشرة وسبعمائة .

انتهى وصف النسخ الخطية ،،،،

* من الملاحظات الفنية

سوء و رداءة تجليد دار هجر

وهذا في اغلب اصدارتها

مثل: المقنع مع الانصاف والشرح الكبير ، و الاقناع ، والكافي ، وتفسير الطبري ، ومسند الطيالسي، وغيرها .
لكن عندما يعاد طبع الكتاب من دار أخرى
مثل: دار عالم الكتب او غيرها ، يكون التجليد أفضل ، والسعر أقل !
 
جزاكم الله خيرا
ملاحظات مساد الطيار في غاية الأهمية لا سيما الملاحظات 1 و 2 و 6
فهلا راسلتم الإخوة المحققين ودار النشر لتتدارك هذه الملاحظات في الطبعة القادمة
 
عودة
أعلى