فهد الوهبي
Member
آراء عدد من المعاصرين ممن كتب في علوم القرآن
1) الدكتور محمد حسين الذهبي :
يرى الدكتور الذهبي رحمه الله أنه يجب أن يلتزم من يفسر كتاب الله تعالى بالنسبة للروايات الإسرائيلية بأمور مجملها :
- أن يكون يقظاً وناقداً إلى الغاية والدقة حتى يستطيع أن يستخلص من هذا الهشيم المركوم من الإسرائيليات ما يناسب روح القرآن ويتفق مع النقل الصحيح والعقل السليم .
- لا يجوز للمفسر بحال من الأحوال أن يرتكب النقل عن أهل الكتاب إذا كان في سنة نبينا e بيان لمجمل القرآن أو تعيين لمبهمه .
- يجب على المفسر أن يراعي أن الضروري يتقدر بقدر الحاجة فلا يذكر في تفسيره شيئاً من الإسرائيليات الموثوق بها إلا بقدر ما يقتضيه بيان الإجمال وما يكفي أن يكون حجة على من خالف وعاند من أهل الكتاب .
- إذا اختلف المتقدمون في شيء من هذا القبيل وكثرت أقوالهم ونقولهم فلا مانع من نقل المفسر لهذه الأقوال على أن ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل ، وليس له أن يحكي الخلاف ويطلقه .
- وخير للمفسر أن يمسك عما لا طائل تحته مما يعد صارفاً عن القرآن وشاغلاً عن التدبر في حكمه وأحكامه ، قال : ( وهذا ولا شك أحكم وأسلم ) .
ثم نقل كلام الشيخ أحمد شاكر المتقدم ثم قال : ( وأنا أميل إلى هذا الرأي حماية لكتاب الله عز وجل عن لغو الحديث وصوناً له عن الفضول والتزيد بما لا طائل تحته ولا خير فيه ) أ . هـ .
2) الدكتور محمد أبو شهبه :
قال رحمه الله : أخبار بني إسرائيل وأقاويلهم على ثلاثة أقسام :
أ. ما علمنا صحته ... وهذا القسم صحيح وفيما عندنا غنية عنه ولكن يجوز ذكره وروايته للاستشهاد به ولإقامة الحجة عليهم من كتبهم .
ب. ما علمنا كذبه ... وهذا القسم ورد النهي عن النبي e للصحابة رضي الله عنهم عن روايته والزجر عن أخذه عنهم وسؤالهم عنه ... ولعل هو المواد من قول ابن عباس : " يا معشر المسلمين ... " .
ج. ما هو مسكوت عنه ... فلا نؤمن به ولا نكذبه ويجوز حكايته لما تقدم من الإذن في الرواية عنهم ... ومع هذا فالأولى عدم ذكره وألا نضيع الوقت في الاشتغال به .
فيظهر مما سبق أن رأيه هو أن الأصل عدم ذكرها إلا إذا صحت ولم نعلم كذبها فتروى للاستشهاد بها ولإقامة الحجة عليهم من كتبهم مع أن الأولى عدم ذكرها .
3) الدكتور رمزي نعناعة:
نقل كلام الذهبي المتقدم ، ونقل كلام أحمد شاكر رحمه الله وعلق عليه يقوله (والحق أن الكلام الذي قاله الشيخ أحمد شاكر منطقي معقول)
وزاد على كلام الذهبي ما يلي:
- يجب على المفسر أن ينهج نهجاً معتدلاً في موقفه من القصص القرآني وذلك بالوقوف عند ما ورد في القرآن الكريم مع الاحتفاظ بدلالة الألفاظ اللغوية على معانيها وإفادتها لواقع هي تعبير صحيح عنه دون تزيد عليه بما لم يرد فيه اعتماداً على روايات لا سند لها كما صنع المفرطون.
- على المفسر أن لا يكتفي بالاعتماد على ذكر السند في كتاب كبير كتفسير ابن جرير فقد يذكر ابن جرير أو غيره أشياء غير صحيحة لذا فلا معدى للمفسر عن الاسترشاد بكتب الجرح والتعديل قبل أن يقدم على نقل رواية من الروايات الموجودة في كتب التفسير .
4) الشيخ مناع القطان:
قال رحمه الله : (ولم يكن المفسرون يتحرون صحة النقل فيما يأخذونه من هذه الإسرائيليات ومنها ما هو فاسد باطل ، لذا كان على من يقرأ في كتبهم أن يتجاوز عما لا طائل تحته وألا ينقل منها إلا ما تدعو الضرورة إليه وتتبين صحة نقله ويظهر صدق خبره) فهو علق النقل بالضرورة والصحة والصدق.
5) الدكتور محمد لطفي الصباغ:
ذكر الدكتور أنه يجب على من يتصدى للتفسير أو من يقرأ في كتب التفسير أن يكون واعياً للموقف السليم الذي يجب أن يفقه المسلم من الإسرائيليات وهذا الموقف يتلخص فيما يلي:
- ترد كل الإسرائيليات التي تعارض القرآن أو صحيح السنة أو تعارض أصلاً إسلامياً مقرراً . ونقل عن محمد أبو زهرة أن أكثر الإسرائيليات دس فيها من هذا القبيل.
- ما وافق القرآن هو صحيح لم يدخله التغيير والتبديل ولكن إثباتها لصحتها لا يعني أن نستشهد بها في تفسيرنا للقرآن الكريم فكتابنا أصح ... فما حاجتنا إلى اللجوء إلى كتب بدل أكثرها بل قد يكون في نقل الصحيح منها وإثباتها في التفسير تزكية لذلك المصدر وتوثيق له وتغرير بالعامة ليعتمدوا على إسرائيليات غيرها لم تثبت صحتها ... وإيراد الإسرائيلية الموافقة للقرآن يجرد القصة من المواعظ التي جاءت في القرآن.
- ما يخالف العقل مردود أيضاً .
- ما سمح لنا بروايتها ونهينا عن تكذيبهم وتصديقهم فيها فالموقف هو موقف الحذر والأناة والحياد ، ثم قال: لكن هذه شيء وإيراد هذا الإسرائيليات في أثناء تفسير كتاب الله شيء آخر ذلك لأن إيراد هذه الرواية في هذا الموضع يعني أنك تريد حمل الآية القرآنية عليها وهذا يدل على تصديقك لها . ثم نقل كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله .
6) الشيخ خالد عبد الرحمن العك:
يرى أن لها أثراً سيئاً في التفسير ثم ذكر الموقف الصحيح كما يراه وهو عين ما سبق نقله عن الذهبي رحمه الله تعالى .
7) الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي:
قال : وإن كان لي من رأي أذكره ... فهو ما نراه الصواب في هذا المنهج وخلاصة ذلك:
- ما وافق شريعتنا من الإسرائيليات تجوز روايته للاستشهاد لا للاعتقاد .
- وما خالف شريعتنا لا تصح روايته إلا على سبيل التكذيب والرد عليه .
- ما ليس في شريعتنا ما يوافقه ولا ما يخالفه لا بأس بحكايته من غير تصديق ولا تكذيب وذلكم هو المنهج السليم والله الموفق .
8) الدكتور محمد سعد الشويعر:
قال : ولذا يحسن بالقارئ المسلم أن يدرك ما يجب عليه حيالها ، فيأخذ المفيد الصحيح ، ويتجافى عن غيره ، ولا يعرض أمام الناشئة ما يثير البلبلة حتى لا تكبر الثقافات المهزوزة معهم ، وفيما يتعلق في تفسير القرآن الكريم عدم الركون لما يخالف دلالته ، أو ما يثبت به القول اليقيني من سلف الأمة .أ.هـ.
9) حسني يوسف الأطير:
- يرى أن الإسرائيليات دسيس على الإسلام:
قال: (إن الفتنة لم تدخل المسيحية إلا من طريق رجل قال أنه آمن بالمسيح ... وإن الفتنة يجب أن تدخل الإسلام بنفس الوسيلة وبنفس الطريق وعلى رجل يماثل بولس) ويرى أنها شر قال : (وهكذا انفتح باب الإسرائيليات على مصراعيه أمام المسلمين لينفتح به باب للشر لم ينغلق ولن ينغلق ما دام في هذه الدنيا مسلم تغيب عن وعيه تلك الحقائق التي قدمناها ) .
- قال : دخلت شعوب في الإسلام ورأت مناسبة بين الدين الجديد وبعض ما في دينهم فذهبوا يفسرون الإسلام ويفهمونه على أساس تلك الموروثات المهجورة وأغلبهم من النصارى .
- يرى أن في الصحيحين إسرائيليات ويقول : وللأسف فإن منتصف القرن الثالث الذي شهد ظهور كتاب البخاري ومسلم كان يرزح تحت حكم الدولة العباسية وهم سلالة عبد الله بن عباس رائد الإسرائيليات في الإسلام وظلت هذه الدولة منذ قيامها بعد سقوط دولة بني أمية (132هـ) تعمل على تضخيم شخصية عبد الله ونسبة كافة المعارف إليه ورفع مقالاته إلى درجة التوثيق والتقديس التي للرسول e ... وربما ادعوا أنه كان في كل ما يقول يصدر عن علوم أو وصايا ورثها عن الرسول e وكل ذلك باطل ولا ظل له من الحقيقة ولكنه صار عبئاً على الإسلام ظل يعاني وسيظل يعاني منهم زمناً طولاً ...)
- وقد بلغ به من إنكاره الشديد على الإسرائيليات القدح في بعض رواتها حتى من الصحابة : يقول في تتمة الكلام المتقدم في الفقرة الأخيرة : (ومع ذلك نقول إن افتقاد المعيار الصحيح والحاسم في تمييز ما صح عن ابن عباس من ما هو مدسوس عليه لا يجعلنا نعفي هذا الرجل من النقد والمسؤولية فيما نسب إليه من أحاديث في التفسير ومن تعويل على الإسرائيليات من يهودية ونصرانية ). أ.هـ.
وقال في موضع آخر : وها نحن نعرض لبعض ما زعمه كعب الأحبار من ذلك وللأسف تابعه عليه وأضاف إليه تلميذه المترف الرقيق المحسوب إماماً لهذا الأمة المدعو عبد الله بن عباس .أ.هـ.
وأنت ترى في هذا النقل لمزاً واضحاً لحبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما .
ويقول عن كعب الأحبار رحمه الله : إن كعباً يعمد إلى جواهر القرآن وفرائده وينسب أصلها إلى التوراة لينزع عن القرآن لثام قداسته وعصمته كوحي إلهي ويجعله مجرد استلهام من التوراة وتابع لها ولا عجب في ذلك من شأن كعب فقد كان يزعم أنه مسلم ورغم ذلك كان ينسب إلى التوراة كل علم وفضل جاء في القرآن .أ.هـ.
وقد أعرضت عن ذكر بعض الأمثلة الأخرى وإن كان قد تجاوز فيها القدح أكثر مما سبق سواءً على الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أو على كعب الأحبار رحمه الله ، وقد اطلعت على جميع هوامش المؤلف فلم أره رجع لغير تفسير ابن جرير رحمه الله من التفاسير والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. الإسرائيليات له ص: 165-167 باختصار. وانظر التفسير والمفسرون ج1 / 181-وما بعدها.
. الإسرائيليات له ص: 106-107. بتصرف .
. الإسرائيليات له ص: 434 وما بعدها باختصار.
. مباحث في علوم القرآن ص : 355.
. بحوث في أصول التفسير له ص: 150-161. باختصار. وانظر كتابه (لمحات في علوم القرآن) ص: 265-266.
. أصول التفسير وقواعده ص: 263.
. منهج الدراسة العقلية ج1 / 332.
. مجلة البعث الإسلامي العدد 8 المجلد (36) رمضان 1411هـ ص: 31.
وبهذا ينتهي هذا السرد المختصر والله تعالى أعلم .
1) الدكتور محمد حسين الذهبي :
يرى الدكتور الذهبي رحمه الله أنه يجب أن يلتزم من يفسر كتاب الله تعالى بالنسبة للروايات الإسرائيلية بأمور مجملها :
- أن يكون يقظاً وناقداً إلى الغاية والدقة حتى يستطيع أن يستخلص من هذا الهشيم المركوم من الإسرائيليات ما يناسب روح القرآن ويتفق مع النقل الصحيح والعقل السليم .
- لا يجوز للمفسر بحال من الأحوال أن يرتكب النقل عن أهل الكتاب إذا كان في سنة نبينا e بيان لمجمل القرآن أو تعيين لمبهمه .
- يجب على المفسر أن يراعي أن الضروري يتقدر بقدر الحاجة فلا يذكر في تفسيره شيئاً من الإسرائيليات الموثوق بها إلا بقدر ما يقتضيه بيان الإجمال وما يكفي أن يكون حجة على من خالف وعاند من أهل الكتاب .
- إذا اختلف المتقدمون في شيء من هذا القبيل وكثرت أقوالهم ونقولهم فلا مانع من نقل المفسر لهذه الأقوال على أن ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل ، وليس له أن يحكي الخلاف ويطلقه .
- وخير للمفسر أن يمسك عما لا طائل تحته مما يعد صارفاً عن القرآن وشاغلاً عن التدبر في حكمه وأحكامه ، قال : ( وهذا ولا شك أحكم وأسلم ) .
ثم نقل كلام الشيخ أحمد شاكر المتقدم ثم قال : ( وأنا أميل إلى هذا الرأي حماية لكتاب الله عز وجل عن لغو الحديث وصوناً له عن الفضول والتزيد بما لا طائل تحته ولا خير فيه ) أ . هـ .
2) الدكتور محمد أبو شهبه :
قال رحمه الله : أخبار بني إسرائيل وأقاويلهم على ثلاثة أقسام :
أ. ما علمنا صحته ... وهذا القسم صحيح وفيما عندنا غنية عنه ولكن يجوز ذكره وروايته للاستشهاد به ولإقامة الحجة عليهم من كتبهم .
ب. ما علمنا كذبه ... وهذا القسم ورد النهي عن النبي e للصحابة رضي الله عنهم عن روايته والزجر عن أخذه عنهم وسؤالهم عنه ... ولعل هو المواد من قول ابن عباس : " يا معشر المسلمين ... " .
ج. ما هو مسكوت عنه ... فلا نؤمن به ولا نكذبه ويجوز حكايته لما تقدم من الإذن في الرواية عنهم ... ومع هذا فالأولى عدم ذكره وألا نضيع الوقت في الاشتغال به .
فيظهر مما سبق أن رأيه هو أن الأصل عدم ذكرها إلا إذا صحت ولم نعلم كذبها فتروى للاستشهاد بها ولإقامة الحجة عليهم من كتبهم مع أن الأولى عدم ذكرها .
3) الدكتور رمزي نعناعة:
نقل كلام الذهبي المتقدم ، ونقل كلام أحمد شاكر رحمه الله وعلق عليه يقوله (والحق أن الكلام الذي قاله الشيخ أحمد شاكر منطقي معقول)
وزاد على كلام الذهبي ما يلي:
- يجب على المفسر أن ينهج نهجاً معتدلاً في موقفه من القصص القرآني وذلك بالوقوف عند ما ورد في القرآن الكريم مع الاحتفاظ بدلالة الألفاظ اللغوية على معانيها وإفادتها لواقع هي تعبير صحيح عنه دون تزيد عليه بما لم يرد فيه اعتماداً على روايات لا سند لها كما صنع المفرطون.
- على المفسر أن لا يكتفي بالاعتماد على ذكر السند في كتاب كبير كتفسير ابن جرير فقد يذكر ابن جرير أو غيره أشياء غير صحيحة لذا فلا معدى للمفسر عن الاسترشاد بكتب الجرح والتعديل قبل أن يقدم على نقل رواية من الروايات الموجودة في كتب التفسير .
4) الشيخ مناع القطان:
قال رحمه الله : (ولم يكن المفسرون يتحرون صحة النقل فيما يأخذونه من هذه الإسرائيليات ومنها ما هو فاسد باطل ، لذا كان على من يقرأ في كتبهم أن يتجاوز عما لا طائل تحته وألا ينقل منها إلا ما تدعو الضرورة إليه وتتبين صحة نقله ويظهر صدق خبره) فهو علق النقل بالضرورة والصحة والصدق.
5) الدكتور محمد لطفي الصباغ:
ذكر الدكتور أنه يجب على من يتصدى للتفسير أو من يقرأ في كتب التفسير أن يكون واعياً للموقف السليم الذي يجب أن يفقه المسلم من الإسرائيليات وهذا الموقف يتلخص فيما يلي:
- ترد كل الإسرائيليات التي تعارض القرآن أو صحيح السنة أو تعارض أصلاً إسلامياً مقرراً . ونقل عن محمد أبو زهرة أن أكثر الإسرائيليات دس فيها من هذا القبيل.
- ما وافق القرآن هو صحيح لم يدخله التغيير والتبديل ولكن إثباتها لصحتها لا يعني أن نستشهد بها في تفسيرنا للقرآن الكريم فكتابنا أصح ... فما حاجتنا إلى اللجوء إلى كتب بدل أكثرها بل قد يكون في نقل الصحيح منها وإثباتها في التفسير تزكية لذلك المصدر وتوثيق له وتغرير بالعامة ليعتمدوا على إسرائيليات غيرها لم تثبت صحتها ... وإيراد الإسرائيلية الموافقة للقرآن يجرد القصة من المواعظ التي جاءت في القرآن.
- ما يخالف العقل مردود أيضاً .
- ما سمح لنا بروايتها ونهينا عن تكذيبهم وتصديقهم فيها فالموقف هو موقف الحذر والأناة والحياد ، ثم قال: لكن هذه شيء وإيراد هذا الإسرائيليات في أثناء تفسير كتاب الله شيء آخر ذلك لأن إيراد هذه الرواية في هذا الموضع يعني أنك تريد حمل الآية القرآنية عليها وهذا يدل على تصديقك لها . ثم نقل كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله .
6) الشيخ خالد عبد الرحمن العك:
يرى أن لها أثراً سيئاً في التفسير ثم ذكر الموقف الصحيح كما يراه وهو عين ما سبق نقله عن الذهبي رحمه الله تعالى .
7) الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي:
قال : وإن كان لي من رأي أذكره ... فهو ما نراه الصواب في هذا المنهج وخلاصة ذلك:
- ما وافق شريعتنا من الإسرائيليات تجوز روايته للاستشهاد لا للاعتقاد .
- وما خالف شريعتنا لا تصح روايته إلا على سبيل التكذيب والرد عليه .
- ما ليس في شريعتنا ما يوافقه ولا ما يخالفه لا بأس بحكايته من غير تصديق ولا تكذيب وذلكم هو المنهج السليم والله الموفق .
8) الدكتور محمد سعد الشويعر:
قال : ولذا يحسن بالقارئ المسلم أن يدرك ما يجب عليه حيالها ، فيأخذ المفيد الصحيح ، ويتجافى عن غيره ، ولا يعرض أمام الناشئة ما يثير البلبلة حتى لا تكبر الثقافات المهزوزة معهم ، وفيما يتعلق في تفسير القرآن الكريم عدم الركون لما يخالف دلالته ، أو ما يثبت به القول اليقيني من سلف الأمة .أ.هـ.
9) حسني يوسف الأطير:
- يرى أن الإسرائيليات دسيس على الإسلام:
قال: (إن الفتنة لم تدخل المسيحية إلا من طريق رجل قال أنه آمن بالمسيح ... وإن الفتنة يجب أن تدخل الإسلام بنفس الوسيلة وبنفس الطريق وعلى رجل يماثل بولس) ويرى أنها شر قال : (وهكذا انفتح باب الإسرائيليات على مصراعيه أمام المسلمين لينفتح به باب للشر لم ينغلق ولن ينغلق ما دام في هذه الدنيا مسلم تغيب عن وعيه تلك الحقائق التي قدمناها ) .
- قال : دخلت شعوب في الإسلام ورأت مناسبة بين الدين الجديد وبعض ما في دينهم فذهبوا يفسرون الإسلام ويفهمونه على أساس تلك الموروثات المهجورة وأغلبهم من النصارى .
- يرى أن في الصحيحين إسرائيليات ويقول : وللأسف فإن منتصف القرن الثالث الذي شهد ظهور كتاب البخاري ومسلم كان يرزح تحت حكم الدولة العباسية وهم سلالة عبد الله بن عباس رائد الإسرائيليات في الإسلام وظلت هذه الدولة منذ قيامها بعد سقوط دولة بني أمية (132هـ) تعمل على تضخيم شخصية عبد الله ونسبة كافة المعارف إليه ورفع مقالاته إلى درجة التوثيق والتقديس التي للرسول e ... وربما ادعوا أنه كان في كل ما يقول يصدر عن علوم أو وصايا ورثها عن الرسول e وكل ذلك باطل ولا ظل له من الحقيقة ولكنه صار عبئاً على الإسلام ظل يعاني وسيظل يعاني منهم زمناً طولاً ...)
- وقد بلغ به من إنكاره الشديد على الإسرائيليات القدح في بعض رواتها حتى من الصحابة : يقول في تتمة الكلام المتقدم في الفقرة الأخيرة : (ومع ذلك نقول إن افتقاد المعيار الصحيح والحاسم في تمييز ما صح عن ابن عباس من ما هو مدسوس عليه لا يجعلنا نعفي هذا الرجل من النقد والمسؤولية فيما نسب إليه من أحاديث في التفسير ومن تعويل على الإسرائيليات من يهودية ونصرانية ). أ.هـ.
وقال في موضع آخر : وها نحن نعرض لبعض ما زعمه كعب الأحبار من ذلك وللأسف تابعه عليه وأضاف إليه تلميذه المترف الرقيق المحسوب إماماً لهذا الأمة المدعو عبد الله بن عباس .أ.هـ.
وأنت ترى في هذا النقل لمزاً واضحاً لحبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما .
ويقول عن كعب الأحبار رحمه الله : إن كعباً يعمد إلى جواهر القرآن وفرائده وينسب أصلها إلى التوراة لينزع عن القرآن لثام قداسته وعصمته كوحي إلهي ويجعله مجرد استلهام من التوراة وتابع لها ولا عجب في ذلك من شأن كعب فقد كان يزعم أنه مسلم ورغم ذلك كان ينسب إلى التوراة كل علم وفضل جاء في القرآن .أ.هـ.
وقد أعرضت عن ذكر بعض الأمثلة الأخرى وإن كان قد تجاوز فيها القدح أكثر مما سبق سواءً على الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أو على كعب الأحبار رحمه الله ، وقد اطلعت على جميع هوامش المؤلف فلم أره رجع لغير تفسير ابن جرير رحمه الله من التفاسير والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. الإسرائيليات له ص: 165-167 باختصار. وانظر التفسير والمفسرون ج1 / 181-وما بعدها.
. الإسرائيليات له ص: 106-107. بتصرف .
. الإسرائيليات له ص: 434 وما بعدها باختصار.
. مباحث في علوم القرآن ص : 355.
. بحوث في أصول التفسير له ص: 150-161. باختصار. وانظر كتابه (لمحات في علوم القرآن) ص: 265-266.
. أصول التفسير وقواعده ص: 263.
. منهج الدراسة العقلية ج1 / 332.
. مجلة البعث الإسلامي العدد 8 المجلد (36) رمضان 1411هـ ص: 31.
وبهذا ينتهي هذا السرد المختصر والله تعالى أعلم .