نظرات ... في موقف المعاصرين من الإسرائيليات ( 2 )

إنضم
24/04/2003
المشاركات
1,398
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
سبق الجزء الأول من هذا الموضوع على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=209

موقف المراغي رحمه الله من الإسرائيليات من خلال تفسيره:
1) قال في مقدمة تفسيره: (أشار الكتاب الكريم إلي كثير من تاريخ الأمم الغابرة ... ولم يكن لدى العرب من المعرفة ما يستطيعون به شرح هذه المجملات التي أشار إليها الكتاب ...فألجأتهم الحاجة إلى الاستفسار من أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا سيما مسلمتهم كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار ووهب بن منبه فقصوا عليهم من القصص ما ظنوه تفسيراً لما خفي عليهم فهمه من كتابهم ، ولكنهم كانوا في ذلك كحاطب ليل يجمع بين الشذرة والبعرة ... فساقوا إلى المسلمين من الآراء في تفسير كتابهم ما ينبذه العقل وينافيه الدين وتكذبه المشاهدة ويبعده كل البعد ما أثبت العلم في العصور اللاحقة)
ويظهر من هذا الكلام عدم رضاه عن دخول الإسرائيليات في التفسير.
2) وقد ذم المراغي كعب الأحبار ووهب بن منبه في كلام قريب مما سبق عن الشيخ رشيد رضا .
3) وهو مع ذلك وقع في رواية الإسرائيليات كما قال: (وللعلماء في الطعام الذي نزل في المائدة آراء) ثم ساقها ثم قال: (كما رواه ابن جرير عن ابن عباس) ولم يعلق.
ونقل في قوله {ألم يروا إلي الطير مسخرات في جو السماء....}[النحل: 79] قال: (وقد كان العلماء قديماً يعلمون تخلخل الهواء في الطبقات العالية في الجو وهي نظرية لم تدرس في العلوم الطبيعية إلا حديثاً فقد أثر عن كعب الأحبار أنه قال إن الطير يرتفع في الجو اثني عشر ميلاً ولا يرتفع فوق ذلك) .
وقال في قوله {فلما توفيتني كنت ...}: (وجاء في إنجيل يوحنا....) وقال في تفسير {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ...): وقد جاء في الفصل السادس من سفر الخروج من التوراة...).

موقف الشيخ محمود شلتوت كما في كتابه (تفسير القرآن الكريم) :
قال : (فإنه لما حدثت بدعة الفرق والتطاحن المذهبي والتشاحن الطائفي ... وظهرت في أثناء ذلك ظاهرة خطيرة هي تفسير القرآن بالروايات الغريبة والإسرائيليات الموضوعة التي تلقفها الرواة من أهل الكتاب وجعلوها بياناً لمجمل القرآن وتفصيلاً لآياته) ثم قال : (قيّد هذا التراث العقول والأفكار بقيود جنت على الفكر الإسلامي فيما يختص بفهم القرآن والانتفاع بهداية القرآن).


موقف الشيخ عبدالقادر المغربي من خلال كتابه (تفسير جزء تبارك):
1) أثبت الشيخ الإسرائيليات في كتابه:
حيث قال: (وجاء في كتب الأوائل أنه في زمن أنوش بن شيث بن آدم ابتدأ في عبادة الأوثان وجعل الناس يسمون المخلوقات آلهة...)
وقد روى بعض الإسرائيليات من غير رد عليها أو إبطال لها قال : (وذكر في الأسفار القديمة أن نوحاً ولد سنة 128من عمر أبيه لامك...)
وقد علقت مراقبة الثقافة بالأزهر على هذا النقل وردته.
وقال في قوله {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ...}: (ويكفي في الاستشهاد على ذلك ما جاء في (رؤى دانيال) من أسفار العهد القديم و(رؤيا يوحنا) من أسفار العهد الجديد ...)
وقال في قوله {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة ) [ الحاقة : 9 ] : ( ولا حاجة إلى ذكر ما جاء به قوم فرعون وقوم لوط من الخطايا والآثام ... غير أنا نذكر موجزاً من تاريخ حياة لوط حسبما ورد في الأسفار القديمة ... ) .
2) قال الشيخ بعد إيراده لرواية تخالف القرآن وهي ما ردته مراقبة الثقافة في الأزهر من أن عمر نوح لما حصل الطوفان كان ( 600 سنة ) قال بعد إيراده لها : ( هذا منخول ما جاء في الكتب القديمة عن خبر نوح عليه السلام ونحن معشر المسلمين لا نصدقها ولا نكذبها بل نكل أمرها إلى العلم الحديث فهو الذي يمحصها ويميز غثها من سمينها ) .
قال الدكتور فهد الرومي : ( أقول ليس هذا منهج المسلمين بل منهجهم تكذيب ما خالف النص القرآني لا التوقف أو تفويض أمره إلى العلم الحديث ) .

موقف الشيخ عبد العزيز الشاويش :
قال عن الإسرائيليات في كتاب أسرار القرآن : ( هذا وليحذر المسلمون قراءة ما جاء في تفاسير القرآن في هذا الموضوع من الإسرائيليات وما ابتدعه أصحابها من التأويلات وغريب الروايات فإنها مضلة للعقول مبعدة لها عما قصده كتاب الله الحكيم ) .
وقال أيضاً في كتاب الإسلام دين الفطرة والحرية : ( لنرجع إلى ما ذكره أولئك المفسرون في شرح آية " إرم ذات العماد " ... وإلى ما قالوه في الزلازل والثور الحامل للأرض ووصف يأجوج ومأجوج ... هذا بعض ما أتى به أولئك المفسرون ليتمموا به كلام الله تعالى فأضحكوا منهم الصبية والبله فضلاً عن العقلاء من الناس كما أنهم حملوا غير المسلمين على الاستهزاء بالدين والسخرية بالقرآن الكريم )
فالذي يظهر أن موقفه منها هو :
1- عدم روايتها وإدخالها في كتب التفسير.
2- أنها مضلة للعقول ومبعدة عما قصده القرآن.
3- أنها تحمل على الاستهزاء من الدين.

موقف الشيخ أحمد شاكر رحمه الله من الإسرائيليات:
يقول رحمه الله في (عمدة التفسير): (إن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شيء ، وذكر ذلك في تفسير القرآن وجعله قولاً أو رواية في معنى الآيات أو في تعيين ما لم يعين فيها ، أو في تفصيل ما أجمل فيها شيء آخر ، لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مُبَيِّن لمعنى قول الله سبحانه ومفصل لما أجمل فيه وحاشا لله ولكتابه من ذلك. وإن رسول الله e إذ أذن بالتحدث عنهم أمرنا أن لا نصدقهم ولا نكذبهم فأي تصديق لرواياتهم وأقاويلهم أقوى من أن نقرنها بكتاب الله ونضعها منه موضع التفسير والبيان ...) ثم قال: ( ومن أعظم الكلم في الدلالة على تنزيه القرآن العظيم عن هذه الأخبار الإسرائيلية كلمة لابن عباس رواها البخاري في صحيحه ونقلها عنه الحافظ ابن كثير عند تفسير الآية (79) من سورة البقرة قال ابن عباس: "يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيه أحدث أخبار الله تقرؤونه محضاً لم يُشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسائلتهم ولا والله ما رأينا منهم أحداً قط سألكم عن الذي أنزل إليكم" قال وهذه الموعظة القوية الرائعة رواها البخاري في ثلاثة مواضع من صحيحه)

موقف الشيخ صديق حسن خان كما في كتابه (فتح البيان في مقاصد القرآن):
1) قال المقدم للكتاب : (أما الكتاب فهو نادرة بين كتب التفسير لأنه خلا من الإسرائيليات) .أ.هـ.
وفي هذا إشارة إلى خلو الكتاب منها.
2) إلا أن الشيخ رحمه الله قد أدخل الإسرائيليات في كتابه كما في قصة الملكيين من سورة البقرة ، وكما في وصف عصا موسى وطولها واسمها وأنها كانت مع آدم ثم توارثها الأنبياء ثم علق بعد ذلك بقوله (كذا قيل والله أعلم) أ .هـ.
فالذي يظهر أنه أوردها من باب الاستنئاس بها أو نقلاً عمن سبقه .
وللحديث بقية .
 
عودة
أعلى