أحمد محمد فريد
New member
بسم1
اختلف المحرِّرون والمهتمون بكتابِ النشر للإمام ابن الجزري في دَلالةِ بعض عباراته فيه رحمه الله ، ومن ذلك ما إذا نسبَ الطريقَ إلى مصنِّفٍ من غير ذكرِ كتابِه ، وهو يروي هذا الكتابَ للمصنِّفِ نحوُ قولِه : ( وهذا طريق ابن مجاهد أو أبي الطيبِ ) ونحوِ ذلك من العباراتِ .
فقال البعض : لو كان يريد أنه رواه في كتابه لذكرَ ذلك ولم يُسَمِّ المصنِّفَ فحسبُ ، وقال الآخرون : بل الأصل أنه يعني ما ذكرَه في كتابِه إلا أن يَنُصَّ على خلافِ ذلك .
وقد وقفتُ على نصٍّ في النشر حَرِيٍّ بالتأملِ لعله يرجحُ مذهب أصحاب القولِ الثاني .
قال الإمام ابن الجزري في باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره : ( [التنبيهُ] الرابع : لا يجوز مد {شيء} لحمزة حيث قرئ به إلا مع السكت ... وظاهر " التبصرة " المد على {شيء} لخلاد مع عدم السكت المطلق حيث قال : وذكر أبو الطيب مد {شيء} في روايتيه، وبه آخذ . انتهى
ولم يتقدم السكت إلا لخلف وحدَه في غير {شيء} فعلى هذا يكون مذهب أبي الطيب المد عن خلاد في {شيء} مع عدم السكت، وذلك لا يجوز، فإن أبا الطيب المذكور هو ابن غلبون صاحب كتاب " الإرشاد "، ولم يذكر في كتابه مد {شيء} لحمزة مع السكت على لام التعريف ) اهـ النشر 1/ 427
فقد صرف ابن الجزري قول مكي في التبصرة : ( وذكر أبو الطيب ) إلى أنه يعني : في كتابه الإرشاد ، وهو ظاهر في المسألة وإن لم يكن نصًّا فيها ، والله تعالى أعلى وأعلم .