نشر القراءات العشر تحقيق فضيلة الدكتور أيمن سويد (عرض وتعريف)

إنضم
30/12/2011
المشاركات
36
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
الإقامة
المدينة المنورة
بسم1
يُعَد كتاب نشر القراءات العشر أو النشر لشيخ القراء الإمام ابن الجزري عُمْدة القراء من زمن تأليفه إلى عصرنا، فقد ضمنه مؤلفه رحمه الله أصحَّ ما وصل إليه عن القراء العشرة، وذلك من نحو ألف طريق عنهم، مع التحقيق والتدقيق، حتى صارت منزلة النشر عند القراء كمنزلة صحيح البخاري عند المحدِّثين.
ولشهرة الكتاب وجلالة مؤلفه فقد اعتنى به العلماء قديمًا وحديثًا، فاتصلت قراءة القرآن الكريم بمضمَّنِه إلى عصرنا الحاضر، وعُقدت المجالس لإسماعه وإقرائه، ووُضِعت عليه التعليقات والمختصرات، وانتشرت نسخُه الخطية في مكتبات العالم.
وقد صدر مؤخَّرًا بحمد الله تحقيق أستاذنا فضيلة المقرئ الدكتور أيمن رشدي سويد لهذا الكتاب الجليل، بعد عمل فيه امتد لسنوات من التحقيق والمراجعة والتدقيق.
ويقع هذا التحقيق في (3400) صفحة، مقسمة على (5) مجلدات، وقد صدر عن دار الغوثاني للدراسات القرآنية، المعروفة بعنايتها بنشر ما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه.
وقد قدم شيخنا حفظه الله بين يدي النص بمقدِّمة من (90) صفحة، ترجم فيها للمصنف ترجمة وافية، وعرَّف ببعض ملامح منهج المصنف فيه سواء من حيث تحقيق مسائل الخلاف أو انتقاء الطرق عن القراء العشرة أو غير ذلك، وبين النسخ الخطية التي اعتمد عليها، ومنهجه في تحقيق النص.
النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق
اعتمد شيخنا خمس نسخ خطية في إخراج النص، بيانها كالتالي:
1- نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق رقم (290) وهي نسخة نفيسة قُرئت على الإمام ابن الجزري مرتين: مرة بدمشق ومرة بشيراز، وممن قرأها عليه أخصُّ تلاميذه الإمام طاهر بن عرب الأصفهاني، وعلى هذه النسخة خط المصنف في مواضع كثيرة منها، ورمزها في التحقيق (ظ).
2- نسخة أخرى بالمكتبة الظاهرية برقم (291) وهي منسوخة سنة (839 هـ) أي بعد وفاة المصنف بست سنوات، ورمزها في التحقيق (هـ).
3- نسخة المكتبة الأزهرية رقم (65 خصوصي/4470 عمومي) كتبت سنة (895 هـ) وهي نسخة مقابلة ومصححة، ورمزها في التحقيق (ز).
4- نسخة مكتبة تشستربتي بدبلن رقم (4737) كتبت سنة 861 هـ، ورمزها في التحقيق (ش).
5- نسخة خاصة بمكتبة الشيخ، يليها كتاب منجد المقرئين للمصنف، وقد كُتبا سنة 1286 هـ ورمزها في التحقيق (أ).
منهج التحقيق
قدم شيخنا حفظه الله بين يدي النص (1/64) ببيان منهجه في التحقيق، ويمكن تلخيص أهم ملامح هذا المنهج فيما يلي:
1- مقابلة النص على النسخ الخمس، واعتماد طريقة النص المختار أو التلفيق في إثبات النص في صلب الكتاب، وإثبات فروق النسخ في الهوامش.
2- تقسيم النص إلى فقرات، والإحالة إليها في الفهارس والهوامش، وقد بلغ عدد هذه الفقرات (4761) فقرة.
3- كتابة الآيات القرآنية برواية حفص، إلا في المواضع التي يستلزم السياق كتابتها وفق قراءة أخرى، فإنه يلتزم كتابتها وفق هذه القراءة.
4- ربط أجزاء النص ببعضها، فمن عادة ابن الجزري الإحالة إلى مواضع من كتابه، وهو ما يدعو إلى بيان الموضع المحال إليه، وهي خدمة جليلة للنص.
5- ضبط نص الكتاب كاملًا ضبط إعراب، وكذا ضبط ما يشكل من الكلمات ضبط بِنية.
6- ترقيم طرق النشر عن القراء العشرة كاملةً بترقيم كتاب السلاسل الذهبية للمحقق، مما يسهل على القارئ الربط بين الكتابين.
7- العناية بجانب تحرير طرق النشر في التعليق على النص، وذلك لما لشيخنا من عناية خاصة وباع طويل بهذا الجانب من جوانب خدمة كتاب النشر.
8- استخدام التلوين في النص:
أ-اللون الأسود: لكلام المصنف رحمه الله.
ب-اللون الأزرق: للكلمات القرآنية.
جـ-اللون الأحمر: للأحاديث النبوية، ولإبراز عبارة أو كلمة كمحل الشاهد بالأبيات الشعرية، والعبارات المهمة التي تصلح كقاعدة وغير ذلك.
9-إعداد فهارس علمية تخدم الباحثين، وقد بلغت (15) فهرسًا، تميزت باستيفائها لأماكن ورود العناصر المفهرسة بالنص، وهي كالتالي:
-فهرس المصاحف المذكورة في النشر.
-فهرس القراءات الشاذة.
-فهرس الأحاديث الشريفة.
-فهرس الأقوال.
-فهرس الأشعار.
-فهرس الأعلام.
-فهرس القبائل والأمم والطوائف والأقوام.
-فهرس الأماكن والبلدان.
-فهرس أسماء الكتب المذكورة في النشر.
-فهرس الكتب التي نقل منها ابن الجزري نصوصًا، وهو خدمة جليلة تيسر الوقوف على الكتب المفقودة التي وردت منها نصوص في أثناء النشر.
-فهرس انفرادات النقلة التي ذكرها الجزري.
-فهرس انفرادات النقلة التي ذكرها ابن الجزري مرتبة على الأبواب.
-فهرس انفرادات المصنفين التي ذكرها الجزري.
وهذه الفهارس الثلاثة أيضًا خدمة جليلة للباحثين للوقوف على هذا المبحث المهم من مباحث كتاب النشر.
-فهرس المصادر والمراجع.
-فهرس الموضوعات.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا التحقيق تميز بأمور عدة، من أهمها:
1-استيفاء توثيق النصوص المنقولة في النشر من مصادرها المعتمدة، مطبوعةً أو مخطوطةً، وهي كثيرة جدًّا.
2-تصحيح بعض النصوص التي تناقلتها المصادر، بينما هي في الأصل محرَّفةٌ أو سقط منها ما يحيل معناها، وذلك كالنص المروي عن حمزة في مراتب المد (بالفقرة 1013).
3-تحقيق بعض المسائل والفصول العويصة في النشر والتعليق عليها، كالكلام على مراتب المد (بالفقرات 1256-1281).
أسأل الله أن ينفع بهذه الطبعة لهذا الكتاب المبارك، ويجزي مؤلفه ومحقِّقه خير الجزاء وأحسنه، على ما قدما من خدمة للقرآن العظيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
كتبه
أحمد محمد فريد
باحث بمرحلة الدكتوراه
قسم القراءات/كلية القرآن الكريم
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
 
وفقك الله المحقق خيرا

ولكن هناك تعقيبات علي التحقيق عقب عليها الشيخ السالم الشنقيطي هل بلغ الشيخ المحقق ؟.
 
نعم هناك تعقيبات وهي مهمة جدا ولا تنقص من قدر الدكتور أيمن وإنما تزيد تحقيقه اتقانا وجودة ...
جزاكم الله خيرا جميعا
 
عودة
أعلى