نساء رائعات

إنضم
1 مايو 2010
المشاركات
345
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.nooon.maktoobblog.com
السلام عليكم
قبل سنوات قرأت كتاب زوجات الصحابة ل ( مجدي فتحي السيد ) وهناك شخصيات شدتني أكثر من غيرها ،، وأحببتها جدا ومن أجمل هذه القصص قصة :
عاتكة العدوية

هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ، مخزومية قرشية من عشيرة عدي بن كعب ، وهي أخت سعيد بن زيد بن نفيل ،زوج فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنهم أجمعين.
وكانت فتاة ذات جمال وكمال يسلب الألباب ،وهي شاعرة من شاعرات العرب تهوى الأدب، كما كان لديها من الفصاحة والبلاغة ما جعلها لسنة إذا حدثت وبليغة إذا نطقت. كما عرفها الناس بحسن خلقها ورجاحة عقلها. عاشت في كنف الإسلام وكانت من السابقين إليه، كما كانت من الذين هاجروا إلى مدينة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- .
عندما بلغت مرحلة الشباب تهافت عليها الشباب يطلبونها للزواج وكان من بين هؤلاء الشباب شاب وسيم، والده من أقرب الناس إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومن أوائل المسلمين ، وخليفة المسلمين بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، إنه عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما، فوافقت عليه وتزوجها.
تزوج الشابان وبدءوا حياتهم، وبسبب حديثها الحلو وجمالها الفتان ،صار عبد الله منشغلاً بها عن أداء باقي واجباته، ونسي أمر مغازيه ، فكان مفتونا ً بها وأحبها حباً شديداً حتى غلبت عليه ، وفي يوم جمعة مرّ عليه أبو بكر الصديق وهو في علية يناغيها ، وأبوبكر متوجه إلى صلاة الجمعة ، فصلّى أبوبكر ثمّ رجع فوجده لا ينفك يناغيها ، فقال : يا عبد الله أجمعت ؟؟؟ فقال عبد الله: أوصلى الناس؟ قال أبو بكر: نعم، قد شغلتك عاتكة عن المعاش والتجارة، وقد ألهتك عن فرائض الصلاة، طلقها.
يإلهي ماهذاالأمر الصعب !!
ولأن عبد الله كان ولداً مطيعاً لوالديه وأدرك أنه قصر في واجباته تجاه خالقه وذلك لانشغاله بعاتكة ،طلقها تطليقة وتحولت إلى ناحية.
فقال عبد الله :

يقولون طلقها وخيم مكانهـا مقيماً تمني النفس أحلام نائم
وإن فراقي أهل بيتي جمتعهم على كره منى لإحدى العظائم
أ راني وأهلي كالعجول تروّحت إلى بوها قبل العشارالروائم


وذات يوم كان أبو بكر يصلّي في سطح له فسمع ابنه عبد الله يقول أبيات من الشعر تدل على الندم والشوق إلى المحبوبة:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق و ما ناخ قمري الحمام المطوق..
أعاتك قلبي كل يوم و ليلة لديك بما تخفي النفوس معلق .
لها خلق جزل ورأي ومنطق و خلق مصون في حياء و مصدق .
فلم أرى مثلي طلق اليوم مثلها و لا مثلها في غير شي تطلق .
وهنا أدرك أبو بكر ما يدور في نفس ابنه ، كما رق له، فقام وناداه وقال : يا عبد الله راجع عاتكة أي أرجعها إلى عصمتك. ففرح وأعتق غلاما كان لديه اسمه أيمن كرامة لها، ثم خرج إليها يجري وهو يقول:
أعاتك قد طلقت في غير ريبة وروجعت للأمر الذي هو كائن
كذلك أمر الله غاد ورائح على الناس فيه ألفة وتباين
وما زال قلبي للتفرق طائراً وقلبي لما قد قرب الله ساكن
ليهنك أني لا أرى فيه سخطة وأنك قد تمت عليك المحاسن
وأنك ممن زين الله وجهه وليس لوجه زانه الله شائن
حتى وصل إليها وصار يراجعها ويقنعها مرات ومرات حتى رضيت وعادت اليه.
لم يكن تردد عاتكة بسبب تكبر أو حيرة ،إنما لتتأكد من موقف عبد الله ، فهي لم تكن أقل شوقا منه. عندما راجع عبد الله زوجته عاتكة ،وهبها حديقة واشترط عليها ألا تتزوج أحدا بعده.
وعاشا حياة سعيدة هانئة ولم ينسيا حق الله عليهم وكانا ممن يضرب بهم المثل كبيت مسلم يضمه السعادة، ولكن لم تدم هذه السعادة فقد استشهد عبد الله في إحدى المعارك، فجزعت عاتكة وبكته ورثته بابيات منها:

فلله عينـا من رأى مثـله فتـى أكر وأحمى في الهياج واصبرا
إذا شـرعت فيـه الأسنة خاضها إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
فأقسمت لا تنفـك عينـي سخينة عليك، ولا ينفـك جلـدي أغبـرا
مدى الدهر مـاغنّت حمامة أيكـة ومـا طرد الليل الصبـاح المنورا



وصارت امرأة منطوية على نفسها وتتذكر أيامها التي مضت مع حبيب قلبها
ولم يمر وقت طويل حتى خطبها عمر بن الخطاب،رضي الله عنه والذي لم يكن غريبا عنها، فهو من أقاربها ،وكان معجب بها، وكيف لا وهي المرأة ذات الجمال الذي فتنت الرجال بدينها وأدبها وجمالها. خطبها عمر ولكن هناك الشرط الذي اشترطه عليها زوجها السابق (عبد الله بن أبى بكر)عندما وهبها الحديقة وهو ألاّ تتزوج من بعده، وأصبح هذا الشرط عائقاً في طريق زواجها
ماذا ستفعل عاتكة هل ستتزوج عمر ، وتضرب بالشرط عرض الحائط ؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله .
 
ملاحظات صياغية

ملاحظات صياغية

السلام عليكم
قبل سنوات قرأت كتاب زوجات الصحابة ل ( مجدي فتحي السيد ) وهناك شخصيات شدتني أكثر من غيرها ،، وأحببتها جدا ومن أجمل هذه القصص قصة :
عاتكة العدوية
وكان معجب بها، وكيف لا وهي المرأة ذات الجمال الذي فتنت الرجال بدينها وأدبها وجمالها. خطبها عمر ولكن هناك الشرط الذي اشترطه عليها زوجها السابق (عبد الله بن أبى بكر)عندما وهبها الحديقة وهو ألاّ تتزوج من بعده، وأصبح هذا الشرط عائقاً في طريق زواجها
ماذا ستفعل عاتكة هل ستتزوج عمر ، وتضرب بالشرط عرض الحائط ؟؟؟؟؟؟؟؟
.
حقيقة أجدني غير مرتاح للغة التي كتبت بها القصة، ولي عليها ملاحظات منها:
1- أن تصاغ قصة عن صحابية جليلة بأنها فتنت الرجال، ونحو هذا من الأوصاف التي هي أصلا من التأثيرات الأجنبية عن ديننا و لغتنا وثقافتنا، فليس مما يرضي المؤمنة أن توصف بأنها تغوي وتفتن، وكذا ليس مما يزكيها لدى المؤمنين مثل ذلك الوصف، وإن كان لدى المجتمعات الأخرى سائغا بل تتباهى به الفتيات، ويتباهى بهن أقاربهن، وإكراما لما لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا من حق رضي الله عنهم أجمعين، أرى أن تحذف مثل هذه الأوصاف من هذه القصة أو يستعاض عنها بما يليق.
2- أدبا مع خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق رضي الله عنه لا يكتب عنه أنه كان معجبا بفتاه بهذه اللغة التي كتبت في هذه القصة، وكذا فإنه حقيقة كان غريبا عنها كيف لا وهو ليس من محارمها، أما مسألة كونها تعرفه فكل نساء المسلمين عرفن الخليفة، لكنه رغم المعرفة كان غريبا عنهن.
3- أكاد أشك في الشرط لأنه حظر مباحا شرعا قد يصبح واجبا في بعض أحواله، وهذا لم يكن ليفعله صحابي ولم يكن ليقره أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يعني أنه قد يحتاج إلى تثبت في رواية مثل هذا لمعرفة صحة وقوعه وملابسات ذلك، والله سبحانه أعلم وأحكم.
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولم يمر وقت طويل حتى خطبها عمر بن الخطاب،رضي الله عنه والذي لم يكن غريبا عنها، فهو من اقاربها . خطبها عمر ولكن هناك الشرط الذي اشترطه عليها زوجها السابق (عبد الله بن أبى بكر)عندما وهبها الحديقة وهو الا تتزوج من بعده، واصبح هذا الشرط عائقا في طريق زواجها ،فنصحها عمر وقال لها :استفتي. فاستفتت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال لها إن ترد الحديقة إلى أهلـهِ وتتزوج وهكذا تزوجت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولما بنى بها سنة 12هجرية دعا عدة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفيهم علي بن أبي طالب ،غقال علي لعمر : إنّ لي إلى عاتكة حاجة أريد أن أذكّرها إياها فقل لها تستتر حتى أكلمها فقال عمر : إستتري يا عاتكة ، فإن ابن أبي طالب يريد أن يكلمك ،فأخذت عليها مرطها فلم يظهر منها إلا ما بدا من براجمها فقال علي : يا عاتكة :

فأقسمت لا تنفـك عينـي سخينة عليك، ولا ينفـك جلـدي أغبـرا
فقال له عمر: وما أردت إلا هذا ؟قال :وما أردت إلا أن تقول ما لا تفعل ، وقد قال الله نعالى (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
وعاشت معه وكانت زوجة مخلصة تفوم بأعمال بيتها وتـرعى زوجها وتسعى إلى إدخال السعادة إلى قلبه وقد رزقها الله منه ولدا اسمه عياض وهي لم تنسى حق ربها عليها ،فكانت عابدة مخلصة لربها.ولكن كانت الأيام تخبئ لها رحلة حزن أخرى، فها هو عمر يطعن وهو يصلي ولم يلبث الا ان فارق الحياة، فبكته وقالت فيه بعض القصائد منها:
فجعني "فيروز" لا درٍٍٍِّ درّه بأبيض تال للكتاب منيب
رؤوف على الأدنى غليظ على العدا أخي ثقة في النائبات مجيب
متى ما يقل لا يكذب القول فعله سريع إلى الخيرات غير قطوب

عين جودي بعبرة ونحيب لا تملي على الإمام النجيب
فجعتني المنون بالفارس المعـ لم يوم الهياج والتلبيب
عصمة الناس والمعين على الدهر وغيث المنتاب والمحروب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا قد سقته المنون كاس سعوب

منع الرقاد فعاد عيني عود مما تضمن قلبي المعمود
يا ليلة حبست علي نجومها فسهرتها والشامتون هجود
قد كان يسهرني حذارك مرة فاليوم حق لعيني التسهيد
أبكي "امير المؤمنين" ودونه للزائرين صفائح وصعيد
¬
من لنفس عادها أحزانها ولعين شفها طول السهد
جسد لفف في أكفانــه رحمة الله على ذاك الجسد
فيه تفجيع لمولى غارم لم يدعه الله يمشي بسبد
وهكذا انطوت على نفسها ولم تخرج من بيتها إلا للذهاب إلى المسجد لتصلي وتتعبد.كان فراق عمر يسبب لها الأرق، فكم من الليالي مرت عليها والنوم لا يعرف طريقه إلى عينيها وان غفوت ما تلبث إلا أن تهب من نومها أثر حلم مخيف فتجلس وتبكي وترثي عمر.
وعندما انقضت أيام عدتها جاءها الزبير بن العوام، حواري رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وابن عمته، جاءها خاطبا، فلم تقبل إلا بعد إلحاح ، فهي كانت تتمنى ألا تتزوج. وهكذا تزوجت من الزبير بن العوام وهو رجل شديد الغيرة ،فكان غيورا عليها إلى أبعد الحدود وفي يوم من الأيام قال لها: يا عاتكة لا تخرجي إلى المسجد....وكانت هي امرأة عجوز.
فقالت له: يا ابن العوام أتريد أن ادع لغيرتك مصلى صليت فيه مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر؟
قال: لا أمنعك...ولكنه كان يخطط لشيء ما. فلما صار وقت صلاة الصبح ،توضاء وخرج ليكمن لها في سقيفة بني ساعدة، فلما مرت ضرب بيده على جسدها وهرب.
نظرت عاتكة حولها فلم تجد أحدا، فقالت: مالك؟ قطع الله يدك.ثم رجعت إلى بيتها. فلما رجع الزبير من المسجد سألها لما لم يرها في المسجد، فقالت: يرحمك الله يا أبا عبد الله فسـد الناس بعدك،الصلاة اليوم في القيطون افضل منها في البيت، وفي البيت افضل منها في الحجرة. وهكذا لم تخرج بعد ذلك اليوم إلى الصلاة في مسجد.
وها هو زوجها الثالث يقتل بوادي السباع عندما رجع عن الركب الذي ذهب لقتال علي رضي الله عنه ، بعدما اقتنع أنه لا يمكن أن يستمر في معاداة هذا الرجل، فاغتاله عمرو بن الجرموز في الطريق، فرثته كما رثت أزواجها السابقين.
ومما قالت في رثائه:
غدر ابن جرموز بفارس بهمـة يوم اللقا و كان غير معـرد
يا عمرو لو نبهته لوجدتـــه لا طائشاًرعش اللسان ولا اليد
شلـت يمينك إن قتلت لمسلمـاُ حلت عليك عقوبة المستشـهد
إن الـزبير لذو بـلاء صـادق سمح سجيته كريم المشـهـد
كم غمرة قد خاضها لـم يثنـه عنها طرادك يا ابن فقع القرود
فاذهب فما ظفرت يداك بملة فيمن مضى ممن يروح ويغتدي [
1]
ومما يبين إخلاصها لزوجها بعد وفاته، هو عندما أرسل إليها ابن الزبير، عبد الله يحاكيها في إرثها ، لم تبد أي طمع في ماله على الرغم من ثراء الزبير ُ، وإنما رضيت بما أعطوها من الإرث، وهو كما يقال ثمانين ألف درهم.
بعد انقضاء عدتها من الزبير، جاءها علي بن أبي طالب-كرم الله وجهه- خاطباً فقالت له:إني لأضن بك يا ابن عم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن القتل، فأخذ برأيها ورجع عن خطبتها وكان يردد بعد ذلك: من أحب الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة.
ثم تزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب، فكانت رفيقة جهاده وجلاده، فارتحلت معه الى الكوفة، وصبرت معه يوم كربلاء. فكانت أول من رفع خده من التراب، ولعنت قاتله، والراضي به، والشاهد له دون اعتراض. وقالت باكية وهي ترثيه:

وحسيناً، فلا نسيت حسينا أقصــدته أسنة الأعــداء
غــادروه بكربلاء صريعاً جادت المزن في ذرى كربلاء

وكان آخر مطاف في حياتها الزوجية هي شهادة الإمام الحسين –رضي الله عنه- فتأيمت بعده. ويقال إن مروان خطبها بعد شهادة الحسين ، فرفضته وقالت: ما كنت لاتخذ حمأً بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. وكان وفاتها سنة أربعين للهجرة.
 
السلام عليكم وررحمة الله وبركاته.

ميسون البحدلية
هي ميسون بنت بحدل الكلبية النجدية ، تزوجها معاوية ابن أبي سفيان
، وكانت ذات جمال باهر وحسن عامر ، أعجب بها معاوية رضي الله عنه ، وهيأ لها قصراً مشرفاً على الغوطة بدمشق زينه بأنواع الزخارف ووضع فيه من أواني الذهب والفضة ما لا يضاهيه ، ونقل إليه من الديباج الرومي الملون
والمواشي ما هو لائق به . ثم أسكنها مع وصائف لها كأمثال الحور العين ، فلبست يوماً أفخر ثيابها وتزينت وتطيبت بما أعد لها من الحلي والجواهر الذي لا يوجد مثله ، ثم جلست في روشنها وحولها الوصائف فنظرت إلي الغوطة وأشجارها وسمعت تجاوب الطير في أوكارها ، وشمت نسيم الأزهار ، وروائح الرياحين والنوار فتذكرت نجداً وحنت إلي أترابها وأناسها ، وتذكرت مسقط رأسها ، فبكت وتنهدت ، فقالت لها إحدى حظاياها ما يبكيك وأنت في ملك يضاهي ملك بلقيس ،
فتنفست الصعداء ثم قالت شعراً :-
لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قــصــرمنيف



ولبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف


وأكل كسيرة من كسر بيتي أحب إلي من أكل الرغــيف


وأصوات الرياح بكل فج أحب إلي من نقر الدفـــوف


وكلب ينبح الطراق دوني أحب إلي من قط ألــيـــف


وخرق من بني عمي نحيف أحب إلي من علج عـنـوف


خشونة عيشي في البدو أشهى إلى نفسي من العيش الظريف


فما أبغي سوى وطني بديلاً فحسبي ذاك من وطن شريف



فلما دخل معاوية عرفته الحظية بما قالت : وقيل إنه سمعها وهي تنشد ذلك ، فقال : ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني علجاً علوفاً . هي طالق مروها فلتأخذ جميع ما في القصر فهو لها ثم سيرها إلي أهلها بنجد ، وكانت حاملاً بيزيد فولدته بالبادية وأرضعته سنتين ، ثم أخذه معاوية رضي الله عنه منها بعد ذلك.






 
نائلة بنت الفرافصة

نائلة بنت الفرافصة

روي
أن سعيد بن العاص كان على الكوفة فتزوج هند بنت الفرافصة فبلغ ذلك عثمان بن عفان فكتب إليه‏:‏ بلغني أنك تزوجت امرأة فاكتب إليً بنسبها وجمالها‏.‏
فكتب إليه إن كانت لها أخت فزوجنيها فبعث سعيد إلى الفرافصة يخطب إحدى بناته على عثمان فأمر الفرافصة ابنه ضبًّا فزوجها إياه وكان ضب مسلمًا والفرافصة نصرانيًا فلما أرادوا نقلها قال لها أبوها‏:‏ إنك تقدمين على نساء من نساء قريش مَنْ أقدر على الطيّب منك فاحفظي عني خصلتين‏:‏ تكحلي وتطيبي بالماء حتى تكون ريحك ريح شنّ أصابه مطر‏.‏
فلما جُمَلت كربت لكربه وحزنت لفراق أهلها وأنشدت‏:‏ ألست ترى باللّه يا ضب أنني مصاحبة نحو المدينة أركبا لقد كان في أبناء حصن بن ضمضم لك الويل مانِعَ الحياء المحجبا فلما قدمتَ على عثمان وضع عمامته فبدا الصلع فقال‏:‏ لا يهولنك ما ترين من صلعي فإن وراءه ما تحبين، فسكتت‏.‏
فقال‏:‏ إما أن تقومي إليَّ وإما أن أقوم إليك‏.‏
فقالت‏:‏ أما ما ذكرت من الصلع فإني من نساء أحب بعولتهن السادة الصلع وأما قولك‏:‏ إن تقومي أو أقوم فوالله لما تجشمتَ من حَسْبات السماوة أبعد مما بيني وبينك بل أقوم إليك‏.‏
وكانت من أحظى نسائه عنده‏.‏ عندما اشتدت المحنة على عثمان بن عفان -رضى اللَّه عنه- وأُحْكِمَ عليه الحصار، صمدت معه، وتلقت عنه ضربات السيوف قبل أن تصل إليه، وما إن ألقى الرجال بحبالهم على أسوار منزله، ودخلوا عليه حتى أسرعت تنشر شَعْرَها، فقال عثمان: خذى خمارك فإن حُرْمة شَعْركِ، أعظم عندى من دخولهم علي.
وحين هجم عليه أحدهم وهوى عليه بسيفه تلقت السيف بيدها فقطعت أناملها، فصرخت على رباح غلام عثمان، فأسرع نحو الرجل فقتله، وبينما كانت تهرع لإمساك سيف رجل ثانٍ لكن الرجل تمكن من أن يقطع أصابع يدها الأخرى وهو يدخل السيف فى بطن عثمان ليقتله، وحين هموا بقطع رأسه ألقت عليه بنفسها إلا أنهم لم يرحموا ضعفها، ولم يعرفوا لعثمان قدره، فحزوا رأسه، ومثَّلوا به، فصاحت والدم يسيل من أطرافها: إن أمير المؤمنين قد قُتل. إن أمير المؤمنين قد قُتِل. ثم دخل رجل عقب مقتل عثمان، فإذا رأسه فى حجرها.
فقال لها: اكشفى عن وجهه. قالت: ولِمَ؟ قال الرجل: ألِطم حُرَّ وجهه فقد أقسمت بذلك. فقالت: أما ترضى ما قـال فيـه رسول اللَّه (، قال فيه كذا وكذا. فقال: اكشفى عن وجهه. ثم هجم عليها فلطم وجه عثمان، فدعت عليه قائلة: يبَّس اللَّه يدك، وأعمى بصرك. فلم يخرج الرجل من الباب إلا وقد يبست يداه، وعمى بصره.
وتُركت جثة عثمان فى مكانها دون أن يجرؤ أحد على تجهيزه ودفنه، فأرسلت إلى حويطب بن عبد العزى وجبير بن مطعم، وأبى جهم بن حذيفة، وحكيم بن حزام، ليُجَهِّزُوا عثمان، فقالوا: لا نقدر أن نخرج به نهارًا.
وحين حلّ الظلام خرجوا به بين المغرب والعشاء نحو البقيع، وهى تتقدمهم بسراج ينير لهم وحشة الظلام حتى تم دفنه بعد أن صلى عليه جبير بن مطعم وجماعة من المسلمين.
ثم قالت ترثيه:ومالى لا أَبْكى وأُبكـى قرابتى وقد ذهبتْ عنا فضول أبى عَمْرِو
وبعد أن دُفن عثمان -رضى الله عنه- خطبت نائلة -رضى الله عنها- في المسلمين، فقالت: معاشر المؤمنين وأهل اللَّه لا تستكثروا مقامي، ولا تستكثروا كلامي، فإنى حزينة أُصِبْتُ بعظيم وتذوقت ثكلا من عثمان بن عفان ثالث الأركان من أصحاب رسول اللَّه (، فقد تراجع الناس فى الشورى حين تقدم، فلم يتقدمه متقدم ولم يشك فى فضله متأثم. ولم تكتف نائلة بذلك بل أرسلت إلى معاوية بكتاب مرفق معه قميص عثمان ممزقًا مليئًا بالدماء، وعقدت فى زر القميص خصلة من شعر لحيته، قطعها أحد قاتليه من ذقنه، وخمسة أصابع من أصابعها المقطوعة.
وأوصت إليه أن يعلق كل أولئك فى المسجد الجامع فى دمشق، وأن يقرأ على المجتمعين ذلك الكتاب، وكان بعض ما جاء فيه:
إلى معاوية بن أبى سفيان، أما بعد: فإنى أدعوكم إلى اللَّه الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام، وهداكم من الضلالة، وأنقذكم من الكفر، ونصركم على العدو، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، وأنشدكم اللَّه وأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه بعزم اللَّه عليكم، فإنه قال وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الحجرات: 9].
وقد اجتمع لسماعه خمسون ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان وأصابعها.
وعاشت نائلة حافظة لذكرى عثمان بن عفان -رضى الله عنه- وظلتْ وفية له، فلم تتزوج وكانت من أجمل النساء.
وكلما جاءها خاطب رَدَّتْه، ولما تقدم معاوية -رضى الله عنه- لخطبتها أَبَتْ، وسألت النساء عما يعجب الخطاب فيها، فقلن: ثناياك (وكانت مليحة وأملح ما فيها ثغرها) فخلعت ثناياها، وأرسلت بهن إلى معاوية، وحين سُئلت عما صنعتْ، قالت: حتى لا يطمع فى الرجال بعد عثمان-رضى الله عنه-.تلك هي "نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص"رمز الشجاعة والصبر والصمود، ذات الأدب والبلاغة والفصاحة، تزوجها عثمان بن عفان-رضى اللَّه عنه- فكانت له زوجة مخلصة وفية ومطيعة، وكان عثمان يستشيرها دائمًا لسداد رأيها، وقد حظيت فى بيته بمكانة كبيرة.
وقد زوجّها له أخوها ضب، وحملها إلى عثمان فى المدينة، وكان مسلمًا وكان أبوها نصرانيَّا، وقد تزوجها عثمان وهى نصرانية، وقبيلتها - قبيلة كلب - كلها يومئذ نصارى.
وقد أسلمت نائلة على يديه، وأنجبت له من الولد ثلاثًا: أم خالد، وأروي، وأم أبان الصغرى.
وقد روت السيدة نائلة عن عائشة -رضى اللَّه عنها- بعضًا من أحاديث رسول الله (، ثم توفيت بعد جهاد عظيم لخدمة الإسلام.



منقول
 
الشهيدة القارئة ، أم ورقة الأنصارية ، كانت تؤم المؤمنات المهاجرات ، ويزورها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحايين والأوقات .

حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، ثنا أبو نعيم ثنا الوليد بن جميع ، حدثتني جدتي ، عن أمها أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها يسميها الشهيدة ، وكانت قد جمعت القرآن ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غزا بدرا ، قالت له : ائذن لي فأخرج معك وأداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي إلي الشهادة ، قال : إن الله عز وجل مهد لك الشهادة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تؤم أهل دارها حتى عدا عليها جارية وغلام لها كانت قد دبرتهما فقتلاها في إمارة عمر رضي الله عنه . فقيل له : إن أم ورقة قد قتلها غلامها وجاريتها ، فقال عمر رضي الله تعالى عنه : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : انطلقوا فزوروا الشهيدة . رواه وكيع وعبد الله بن جميع مثله

حلية الأولياء
 
عودة
أعلى