نحو بلورة مشروع عربي للنهوض باللغة العربية والمحافظة عليها

نايف عبوش

New member
إنضم
12/01/2013
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
79
الإقامة
العراق
نحو بلورة مشروع عربي للنهوض باللغة العربية والمحافظة عليها
نايف عبوش
بات من المعلوم ان اليونسكو اعتمدت يوم 18 كانون الأول من كل عام، يوما عالميا للغة العربية، في الدورة 190 للمجلس التنفيذي للمنظمة،التي انعقدت بين الثالث والثامن عشر من تشرين الأول الماضي، في مقر المنظمة بباريس،حيث جاء في القرار أن المجلس التنفيذي (يدرك ما للغة العربية من دور وإسهام في حفظ،ونشر حضارة الإنسان،وثقافته)،وأن هذه اللغة،(هي لغة اثنين وعشرين عضواً من الدول الأعضاء في اليونسكو،وهي لغة رسمية في المنظمة،ويتحدث بها ما يزيد عن 422 مليون عربي،ويحتاج إلى استعمالها أكثر من (5ر1) مليار من المسلمين).
ومع ان اللغة العربية هي لغة القران الكريم الذي تكفل الله تعالى بحفظه،وبالتالي فإنها ستظل محمية في ظل القران المجيد من المسخ والانقراض،الا ان الاعتراف الأممي النوعي بأهمية دور اللغة العربية، وإسهامها في حفظ،ونشر حضارة الانسان،وثقافته،يعني ان الوقت قد حان الان للنهوض باللغة العربية بالحاح اكثر من ذي قبل،تمشيا مع ضرورات هذا الاعتماد،وسعيا لتوظيفه في الحفاظ عليها من تحديات المسخ والتشويه،التي تجسدت في الوقت الحاضر،في شيوع استخدام اللهجات العامية،واعتماد تدريس اللغات الاجنبية في كل مراحل التعليم،واعتماد الانكليزية للتدريس في التعليم العالي،ولاسيما في العلوم الصرفة.والمقلق الان حقا هو ظاهرة عولمة الفضائيات،والشبكة العنكبوتية بفضائها المفتوح في كل الاتجاهات، وما تشكله هذه الظاهرة الخطيرة من تحدي جديد للمسخ،من خلال اشاعة استخدام العامية،والشروع باستخدام الحروف اللاتينية في الاملاء،والتوسع باستخدام المفردات الاجنبية في البرامج، والدردشات،والتغريدات،وغيرها من تجليات التواصل الاجتماعي، وتمظهراته المتعددة.
ولعل المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية، الذي سيعقد في دبي خلال الفترة من 7 إلى 9 مايو 2013 المقبل،والذي تستضيفه دولة الإمارات،سيكون خطوة جادة في هذا الاتجاه،اذ ان الامل معقود على تطلع من يحضر المؤتمر ممن يعنيهم امر الحفاظ على اللغة العربية من الباحثين،والمفكرين، والاكاديميين،والدعاة،الى رفده بخبراتهم العملية،ومعارفهم المتراكمة، بالأفكار البناءة،والحلول العملية،التي يؤمل منها ان تبلور مشروعا عربيا موحدا للحفاظ على لغة الضاد،والخروج بتوصيات موضوعية،تضع استراتيجية عمل عربية موحدة في هذا المجال،لمواجهة تحديات مسخ اللغة العربية بصوره المتعددة،وفي المقدمة منها بالطبع،الدعوة إلى استخدام اللهجات العامية بدل اللغة الفصيحة،واستعمال الأحرف اللاتينية بدل الاحرف العربية في الكتابة، وإسقاط الإعراب في الكتابة،والنطق، وإحلال اللغات الأجنبية بدل اللغة العربية في التدريس الجامعي، واعتماد تعليم اللغات الأجنبية منذ الصفوف الأولى في مدارسنا على حساب اللغة العربية، والادعاءات المضادة بأنها لغة صعبة،ومعقدة،وغير سهلة التعلم،مما يصرف الناس عن تعلمها، والتحدث بها،وما تعنيه تلك التحديات الكبيرة من تهديد جدي للغة العربية بالمسخ،والضياع،بالإضافة الى ما تعكسه من تداعيات خطيرة على الهوية العربية بمرور الزمن.
ولا بد من الاشارة في هذا المجال،الى ان نهج مسخ الهوية العربية،من خلال تصاعد الدعوات المغرضة بالحاح لإشاعة استخدام العامية،يصب في ذات استراتيجية عولمة العجمة بالفرنجة، التي بدأت تعبث باللغة العربية في كل مجالات ألاستخدام، من خلال استراتيجية عولمة استخدام اللغات الاجنبية العالمية،والانكليزية منها بالذات، كونها لغة تدريس العلوم في المعاهد،والجامعات،اضافة الى عولمة استخدامها في برامجيات،وشبكة الانترنت،والمواقع العنكبوتية،والقنوات الفضائيات وغيرها،من وسائل الاتصال الجماهيري،والفضاء المعلوماتي. وواضح ما تشكله هذه الادوات التقنية الرقمية المعاصرة،بفضائها المفتوح في كل الاتجاهات،من مخاطر جدية على اللغة العربية،ومسخ ملامحها.
وإذا كان الامر في ضوء تلك التحديات،يتطلب الانتباه الى مخاطر تداعيات استخدام اللهجة العامية،والحذر من التأثيرات السلبية لوسائل العولمة المفتوحة على لغتنا العربية،التي تتجسد في فرنجة مقرفة، ورطانة لاحنة، تؤثر على سلامة اللغة، بل وتهددها بالانقراض،فلا بد اذن من التحرك على عجل،ضمن خطة عربية مركزية مدروسة يؤطرها مشروع متكامل للنهوض بلغة الضاد والحفاظ عليها،يستهدف التوسع في دراسات علوم اللغة العربية،ونشر كليات اللغة العربية،ومعاهد تعليمها،وتشجيع الدارسين فيها بالمتاح من الامتيازات،والعمل في نفس الوقت على تعريب الدراسة في الجامعات العربية،والتوسع في انشاء المواقع الحاسوبية،والبرامجيات الخادمة للغة العربية، وتخصيص يوم وطني للاحتفال بلغة الضاد،وتنظيم مسابقات للمتفوقين بها،وغيرها مما يعن في البال،من وسائل بعث الحياة في مشروع النهوض باللغة العربية الفصحى،لغرض الارتقاء المقتدر بواقع راهن حالها المتردي، حفاظا عليها من المسخ،وحماية لها من الانقراض، والسمو بها لتكون لغة العلوم المعاصرة كما كانت من قبل.
 
حياك الله،أخي الكريم.
هذا كله مهم وجيد،ومع ذلك فالعربية اليوم في حاجة ماسة إلى نشر القرآن الكريم بتلاواته المسموعة على أوسع نطاق وتسجيلات مختارة من نصوص النثر والشعر من الأحاديث والخطب والبرامج والقصائد بأصوات ندية خالية من اللحن؛ ليترسمها الناشئة والشداة في تعلم العربية.
أما التزام العربية الفصيحة في التدريس والمؤتمرات والخطب والنشرات وغيرها من المجالات الرسمية في حياتنا اليومية فهذا مما هو حاصل ويحتاج إلى مزيد الالتزام. والله الموفق.
 
عودة
أعلى