نبي الله داوود عليه السلام وإشكال عندي في كلام السعدي رحمه الله

إنضم
8 يناير 2012
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني الأفاضل ..

كنت أحسب أن ذنب داوود عليه السلام هو قضاؤه بين الخصمين دون السماع من أحدهما .. فسارع بالسجود توبة لله وإنابة .


ولكن بينما أقرا في تفسير السعدي رحمه الله ذكر بأن هذا الذنب لم يذكره الله لعدم الحاجة إلى ذكره .

وسؤال آخر :

هل يصح عند التوبة السجود خارج الصلاة ؟

وما الحكمة من التعبير بالركوع في الآية ( وخر راكعا ) ؟

وجزاكم الله خيرا ..
 
بسم1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​
مشاركتي
اولا : في كتب التفاسير سوف تجدي تاويلات في ماهية الذنب ( لم اقف على دليل صحيح منها ) فقول السعدي هو من افضل ماقرات في تفسير الاية ودليل على عمق علمه – رحمه الله - وايضا لم اقف على التفسير الذي ذهبتي اليه وهو ( قضاؤه بين الخصمين دون السماع من أحدهما ..)
ثانيا :هل يصح عند التوبة السجود خارج الصلاة ؟ شرع ماقبلنا فيه تفصيل تجدنيه في مظانه - كمسألة السجود مثلا - علمنا امام المرسلين صلى الله عليه وسلم عند الذنب والتوبه ما نفعل بقوله ( مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ") . صححه الألباني في صحيح أبي داود .
ثالثا : وما الحكمة من التعبير بالركوع في الآية ( وخر راكعا ) ؟ الاية فيها سجود التلاوه التوقيفي الذي يفسرها . لم يقدم السجود على الركوع الا في سورة ال عمران ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )
فالركوع - والله اعلم - بداية (السجود ) في اشارة الي مبتدا الانقطاع الي الله ، وعلو درجة الاوب ، والاية فيها عظم مقام الانبياء وعلمهم بربهم واقبالهم عليه واستكانتهم له بقوة منقطعة النظير - صلوات الله عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم -وكلمة ( فخر) تدل علي سرعة الامتثال والسقوط الذي يحدث صوتا . والله أعلم

والحمد لله رب العالمين .
 
أخي العزيز لو راجعنا الآيات في سورة ص (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿٢١﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴿٢٢﴾ إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴿٢٣﴾ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿٢٤﴾ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ)
فالله تعالى يحكي لنا قصة الخصمين وكيف أن نبي الله داوود قضى فيها بما تراءى له من الدلائل والإحداثيات التي ظهرت له ،،، ولايوجد في هذه الآيات مايدل على أن ذنبه هو القضاء ويدل عليه اختلاف المفسرين في هذا الامر على عدة أقوال تعتمد على الاستنباط أو عما روي عن أهل الكتاب من الإسرائيليات.
فأراد الشيخ السعدي رحمه الله ان يرشدنا إلى أن ذنب داوود ليس المقصود من هذه الآيات فالمقصود هو الاهتمام بالاستغفار والتقرب إلى الله تعالى والخوف من مكره وفتنته ( فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون) وهذا المقصود المأمور من الآيات .
أما الركوع فكما أشار اخي عمر بأنه قد يكون شرعا لمن قبلنا بالركوع أو السجود عند التوبة وهذا مظانه في كتب الأصول،،، لكن ما أريد قوله أو الإشارة إليه بأنه عليه السلام بعد استغفاره خضع وأناب وهذا هو المعنى اللغوي للركوع التطامن والإنحناء والانكسار بين يدي المولى عز وجل حال الاستغفار والتوبة والإنابة وذلك أدعى لإجابة الداعي وقبول التائب والحصول على مكافأة غفران الذنوب وهذا ماينبغي أن يكون عليه كل داع الى الله تعالى ومسلم يريد الوصول والقرب من الله تعالى .
والله تعالى أعلى وأعلم
 
أخي محمد راجح
قولكم : (ولايوجد في هذه الآيات مايدل على أن ذنبه هو القضاء ويدل عليه اختلاف المفسرين في هذا الامر على عدة أقوال تعتمد على الاستنباط أو عما روي عن أهل الكتاب من الإسرائيليات).
أفيدكم بأنني بعد تتبع هذه القصة في التفسير لم أجد خلافًا عند مفسري المئة الأولى والثانية والثالثة في تفسير هذه القصة، وأن فتنة داود كانت في المرأة، وأن الخصمين كانا ملائكة، بل حكى بعضهم الإجماع على ذلك.
ولن يكون السعدي بتوقفه أعلم من ابن مسعود وابن عباس الذين قالا بأن فتنة داود كانت في المرأة.
 
جزاكم الله خيرا د.مساعد الطيار على الإفادة القيمة وأحسن إليكم ..

وأتمنى من أحد الإخوة أن يذكر لي ماهي فتنة المرأة أو تحيلوني إلى مصدر .

ثقل الله موازينكم
 
أخي عبدالرحيم
كلام الشيخ أبي شهبة غير صحيح في هذا المقام
وقد اعتمد على تعليل مخترع لم يرد في الإسرائيليات ولا في المروي عن الصحابة والتابعين
والفتنة التي ذكرها الله وفسر بها العالمون بحال الأنبياء العارفون بمراد الله من كلامه ليس فيها ما يطعن بالعصمة إلا إذا كانت العصمة مدلولات نضعها بعقولنا ولا نعتمد فيها على النصوص ، ثم نحكّم هذا المفهوم العقلي المجرد للعصمة على النصوص فإننا سننكر مثل هذا وغيره، ولا شكّ أن هذا مسلك أهل الاعتزال ومن تبعهم من الطوائف.
والصواب إثبات ما أثبته الله بظاهر القرآن العربي، ولا يجوز صرفه عن ظاهره لشبهة عقلية تحت مسمى العصمة أو غيرها.
 
شكراً لكم أستاذي فضيلة الدكتور مساعد الطيار لا حرمنا الله من علمكم
إضافة..
أصل قصة الملك داود (بحسب التوراة المحرفة) مع امراة قائد جيشه (أوريا الحثي)
ورد في سفر صموئيل الثاني 11/2 – 19
وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا.. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلًا وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى»..... الخ
هل تعرفون بمن حبلت؟ حبلت بالملك سليمان (بحسب التوراه المحرفة)
عندها قام الملك داود بإرسال زوجها إليها ليبيت معها فيظهر أن الحمل له، ولكنها لم يقربها لأنه منشغل ذهنياً بالحرب.. عندها أرسله الملك داود إلى الصفوف الأمامية في الحرب؛ ليموت ويضم الملك داود زوجته تلك إلى 99 زوجة كانت تحته، فصارت تمام المائة.
أنكر صحة هذه القصة كل من ابن كثير وابن العربي والألباني رحمهم الله تعالى:
- قال ابن كثير في تفسيره: قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه.
- وقال ابن العربي في أحكام القرآن: قد بيَّنا أن الأنبياء معصومون على الصفة المتقدمة من الذنوب المحدودة على وجه بيّن.. وكذلك تعريض زوجها للقتل كما قدمنا تصوير للحق على روح الباطل، والأعمال بالنيات.
وأما من قال: إنه نظر إليها حتى شبع فلا يجوز ذلك عندي بحال ؛ لأن طموح البصر لا يليق بالأولياء المتجردين للعبادة، فكيف بالأنبياء؟!
- وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: ولعل الحديث أصله من الإسرائيليات التي كان يرويها بعض أهل الكتاب ، تلقاها عنه بعض المسلمين ، فوهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. وقصة افتتان داود عليه السلام بنظره إلى امرأة الجندي أوريا مشهورة مبثوثة في كتب قصص الأنبياء وبعض كتب التفسير ، ولا يشك مسلم عاقل في بطلانها لما فيها من نسبة ما لا يليق بمقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مثل محاولته تعريض زوجها للقتل ، ليتزوجها من بعده ! وقد رويت هذه القصة مختصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فوجب ذكرها والتحذير منها وبيان بطلانها وهي إن داود النبي عليه السلام حين نظر إلى المرأة فهم بها قطع على بني إسرائيل بعثا وأوحى إلى صاحب البعث فقال : إذا حضر العدو فقرب فلانا، وسماه، قال: فقربه بين يدي التابوت، قال: وكان ذلك التابوت في ذلك الزمان يستنصر به، فمن قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش الذي يقاتله، فقتل زوج المرأة، ونزل الملكان على داود فقصا عليه القصة.
والأثر رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا
ورواه ابن أبي حاتم من رواية يزيد الرقاشي عن أنس
والأثر عندهم جميعًا من طريق يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعًا والرقاشي أورده ابن حجر في تقريب التهذيب وهو يزيد بن أبان، قال النسائي في كتابه "الضعفاء والمتروكين" رقم (642)، الرقاشي: متروك.
وأورده الدارقطني في كتابه الضعفاء والمتروكين برقم (593)
وأورده الذهبي في الميزان (4-418): قال أحمد: كان يزيد منكر الحديث.
وأورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9-251) : قال أحمد بن حنبل: "منكر الحديث"
وأورده البخاري في التاريخ الكبير (8-320)، وقال: كان شعبة يتكلم فيه.
ووصل الحد في جرحه: تحريم شعبة الرواية عنه، بحسب ما أورد الذهبي في الميزان (4-418)، وابن حجر في تهذيب التهذيب (11-309): أن يزيد بن هارون قال: سمعت شعبة يقول: " لأن أزني أحب إليَّ من أن أُحدث عن يزيد الرقاشي".
 
يا حبيبي عبدالرحيم
أتدري من يثبت أن فتنة داود عليه الصلاة والسلام في المرأة؟
إنه ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما، وليس لهما مخالف من طبقتهما، بل تابعهم على ذلك من جاء بعدهم بلا نكير.
وهم أعلم منَّا بما يصلح في حق الأنبياء وما لا يصلح .
ولا يعني ورود هذه القصة الإسرائيلية عن بعضهم قبولهم تلك التفاصيل المنكرة.
بل ـ يا صاحبي ـ يدلُّ إيرادهم لها على أن أصل الحَدَث صحيح، وهو كون الفتنة في المرأة فحسب، وهذا ما سبرته من طريقتهم في إيراد الإسرائيليات، وأرجو أن أكون وُفِّقتُ للصواب .
وقد ورد عنهما : (ما زاد على أن قال: انزل لي عنها).
وهذا القدر ليس فيه ـ كما ترى ـ تلك المشكلة التي وردت في أسفار بني إسرائيل.
وهذا القدر هو الموافق لظاهر قوله تعالى : (فقال أكفلنيها).
اللهم وفقنا للصواب، وألهمنا الرشد، وأعنا على فهم طريقة صحابة نبيك ـ صلى الله عليه وسلم، ورضي عن أصحابه ـ في فهمهم لكتابك، إنك سميع مجيب.
 
بسم1
قراءة قصص الأنبياء فيها فائدة عظيمة لاستنباط سنن الله عز وجل في ابتلاء و اصطفاء من يشاء من عباده؛ ومن هؤلاء الأنبياء والرسل أنبياء بني إسرائيل؛ ومن فضل الله علينا أن الله سبحانه وتعالى قص علينا بعض القصص التي فيها عبرة وحكمة؛ ومنها قصة داوود والخصمين، وخلاصة القصة واضحة في أن داوود عليه السلام قد تعرض لاختبار وابتلاء من الله وبناءً على نتيجة هذا الاختبار يتحدد مصير داوود في أن يكون خليفة في الأرض أو لا يكون؛ وشرط هذه الخلافة هو أن يطبق الخليفة شرع الله عز وجل على نفسه قبل أن يطبقه على الآخرين؛ لذلك جاء حكم داوود صريحا في قضية الخصمين، ولكن ما علاقة ذلك الحكم بقصة زوجة الجندي وتأهيل داوود للخلافة في الأرض؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نذكر أن هناك ظاهرة عجيبة في قصص الأنبياء التي ترد في الاسرائليات وهي ظاهرة تحريف تلك القصص بالزيادة والنقص نحو إظهار أنبياء بني إسرائيل بأنهم يزنون وأنهم يشربون الخمر وأنهم لا يتورعون عن قتل الآخرين؛ ومن المعروف أن الناس يأخذون الشرع عن طريق أنبيائهم وسننهم؛ ولذلك يتم تشويه قصص أنبياء بني إسرائيل لتشويه شرع الله فيما يناسب أهواء الفسقة والمفسدين في الأرض من بني إسرائيل؛ ومن يملك بصيرة قصصية يستطيع بكل يسر أن يخلص تلك القصص مما يرد فيها من شبهات و تشويه؛ ولذلك إذا اعتبرنا أن جوهر القصة صحيح؛ فإن أحداث القصة تتمثل في أن أحد جند جيش داوود قد قتل في أحد المعارك وترك خلفه زوجة وأراد داوود عليه السلام الزواج منها ، والمرأة قد فقدت زوجها وتشعر بمرارة فقد الزوج وليس من الانصاف الاصرار عليها بطلب الزواج منها؛ فكيف إذا كان الذي يطلب الزواج منها ويصر على ذلك هو رئيس الدولة ولديه من النساء ما يبلغ تسعا وتسعين إمرأة، هذا يذكرنا بتظلم الأخ من أخيه؛ وطلب الأخ أن يضم نعجة أخيه الوحيدة إلى نعاجه الكثيرة في أصله طلب مشروع ولكن أن يعزه في الخطاب بعد أن امتنع صاحب النعجة الواحدة، هنا يكون الظلم في الاصرار وتكرار الطلب والخطاب، وهذا معنى قول الأخ وعزني في الخطاب؛ وبالقياس فخطبة داوود المرأة لنفسه أمرا مشروعا ولكن الاصرار والإلحاح فيه ظلم لتلك المرأة الثكلى الحزنى على فقد زوجها.
إذاً أدرك داوود من قضية الخصمين الرسالة الربانية فخر راكعا وأناب أي رجع عن ذنبه في إصراره خطبة تلك المرأة لنفسه.
هذا هو خلاصة الدرس في هذه القصة لمن يريد أن يكون خليفة في الأرض؛ أن يحكم بالعدل ولو على نفسه، وهو درس لكل إنسان يتولى أمرا من أمور العامة؛ ولذلك جاء قول الحق تبارك وتعالى بعد ذلك في الآيتين التاليتين كما يلي:" فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب(24) يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب(25).
هكذا يربي ويؤدب الرب عز وجل من يصطفى من عباده ورسله لقيادة البشرية وحمل الرسالة.
والله تعالى أعلم.
 
السلام عليكم
شكر الله لك أخى الكريم
بهذا يمكن قبول المسألة
ما كان يجعلنى لاأقبل القصة هو القول أنه عليه السلام خطط لقتل زوج المرأة ...
أما وأن الأمر كما تقول ... فهذا رائع وجميل
ويختلف بهذا توصيف الأمر تماما ... من مكيدة وجريمة إلى إلحاح فى طلب أمر حلال ... أو ماشابه
بارك الله فيك
 
الأخ /مصطفى سعيد
أشكرك على التعليق، وللفائدة فإن هذه القصة تذكرنا بالتشريع الوارد في سورة البقرة الآية 234 ، يقول الله تعالى:" والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير".
هذه الأربعة الأشهر وعشر هي فترة حماية كافية لمشاعر وحقوق الزوجة التي توفى زوجها؛ وهذا يظهر لنا حكمة التشريع الرباني؛
والآية التي تليها هي :" ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم..."؛ لاحظ هنا أن التعريض بالخطبة وليس الخطبة هو الذى لا جناح علينا فيه؛ غاية الرفق والتقدير لمشاعر الزوجة التي توفى عنها زوجها والحديث عن سورة ص ذو شجون. والله تعالى أعلم
 
عودة
أعلى