مِنَّةُ ربِّ العالمين في ذِكْرِ سيرة الشيخ سَيِّد لاشين

إنضم
08/02/2011
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
أيها الأحبة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ بحمد الله تعالى الذي وفقني للكتابة في هذا الملتقى الطيب المبارك، عن شيخ فذ وعالم مبارك، هو والدي وشيخي العالم الرباني فضيلة الشيخ {سيد لاشين أبو الفرح} -رحمه الله- الذي أشرف بحمل اسمه وأفخر بالانتساب إليه -وحُقَّ لي ذلك-، كيف لا وهو الذي أحبه الصغير والكبير، والجاهل والمتعلم والغني والفقير، بفضل الملك العلي القدير، وليس أدل على ذلك من عشرات الإخوة والمشايخ الفضلاء، الذين زاروه في مرضه الأخير في البيت أو المستشفى وكانوا يدعون له بالشفاء.
كيف لا أفتخر، وقد رأيت المئات التي حضرت جنازته، وشهدت دفنه وعزاءه، وعلى رأسهم كبار مشايخ الإقراء في المدينة، وكما يقولون: بيننا وبينكم الجنائز، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على محبة الناس له رحمه الله، هذه المحبة التي أرجو أن تكون مستمدة من محبة الله تعالى له، فألقى الله تعالى القبول في الأرض له، بفضله وكرمه ومنِّه سبحانه.
لِمَ لا أفتخر به وهو عالم القراءات السبع في عصره، وشيخ الإقراء بها في زمانه، برغم وجود العديد من زملائه وأقرانه؟.
وبعد حمد الله تعالى والثناء عليه، أثني بالشكر الجزيل لكل الإخوة الكرام والمشايخ الفضلاء الذين تكلموا أو كتبوا شيئا ولو يسيرا عن الوالد رحمه الله وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الوهاب سردار والأخ الشيخ محمد عمر عبد العزيز الجنايني (محب القراءات) فهما صاحبا فكرة كتابة سيرة الوالد رحمه الله.
وحتى لا أطيل في هذه المقدمة أختم بهذا البيت الذي بدَّلتُ فيه فقلت:​

إن الفتى من يقول ها أنا ذا * كذاك الفتى من يقول كان أبي​

ونص البيت الأصلي، لسيدنا علي رضي الله عنه وهو:
إن الفتى من يقول ها أنا ذا * ليس الفتى من يقول كان أبي​

نعم، كان أبي رحمه الله ...
كان ماذا؟​

تلكم أحبتي الكرام سيرة والدي فضيلة الشيخ سيد لاشين رحمه الله سأذكر فيها كل شيء قدر المستطاع بدءا من ولادته ونشأته، ومرورا بعمله وطلابه ومؤلفاته، وانتهاء بمرضه ووفاته.
أسأل الله تعالى أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله في موازين حسناتنا أجمعين، وأن يجزي والدي عنا خير الجزاء، وأن يلحقنا به على الإيمان، وأن يحشرنا جميعا في زمرة سيد ولد عدنان، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو حمزة حسن بن سيد لاشين أبو الفرح​
 
الحلقة الأولى من سيرة الشيخ سيد لاشين: اسمه ومولده ونشأته

الحلقة الأولى من سيرة الشيخ سيد لاشين: اسمه ومولده ونشأته

بسم الله الرحمن الرحيم
اسمه ومولده ونشأته

· اسمه: سيد لاشين أبو الفرح.

· مولده: ولد يوم الجمعة 9/ربيع الأول/1369هـ الموافق 30/12/1949م ببلدة ميت عقبة – مركز العجوزة – محافظة الجيزة، ولعل مولده في شهر ربيع جعلت والداه يطلقان عليه اسم (ربيع) حيث اشتهر بهذا الاسم في مصر، أما في الأوراق الرسمية، فاسم الوالد رحمه الله (سيد).

· نشأته: نشأ رحمه الله في بيت متواضع، كان والداه – رحمهما الله – صالحين مداومين على طاعة الله عز وجل، فكان والده الحاج لاشين رحمه الله لا يفتر أبدًا عن صيام الاثنين والخميس، ولا يترك فريضة دون أن يصليها جماعة في المسجد، حريصًا على التبكير لصلاة الفجر– مع ما كانت عليه المنطقة إذ ذاك من قلة البيوت المحيطة، وظلمة الليل الشديدة–.
لم يتيسر لوالده حفظ القرآن، فدفع بابنه – سيد – لحفظ القرآن الكريم ليحقق له ما تمناه لنفسه ولم يستطع تحقيقه، فأكرمه الله تعالى بأن أتم حفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة من عمره، على يد فضيلة الشيخ محمد خليل – رحمه الله –، وكان هذا الشيخ كفيف البصر إلا أنه نيّر البصيرة، فكان الوالد يذهب إليه ليحفظ كل يوم على يديه، وكان الشيخ محمد خليل حازمًا جدًّا في حفظ القرآن، فلا تهاون عنده ولا تكاسل، حتى إن الوالد رحمه الله يذكر موقفًا حدث له أثناء حفظه، حيث إنه أخطأ مرة أمام شيخه، فرفع الشيخ يده وضربه بكفه على وجهه بقوة، وحيث إن الشيخ كفيف فإنه كان يضرب دون أن يبالي في أي مكان أصابت ضربته الطالب، فكان من نصيب الوالد أن جاءته الضرب في شفته وسال الدم منها، واستمر الوالد في حفظ القرآن إلى أن أتمه بفضل الله تعالى.
كان والدا الشيخ محبين جدًّا له أشد الحب، خاصة والدته – رحمها الله تعالى -، وكانا كثيرًا جدًّا ما يخصانه بالدعاء من بين إخوته، وحُقَّ له ذلك رحمه الله فإنه كان شديد البر بهما أثناء وجوده في مصر وبعد سفره إلى السعودية، فكان لا يتأخر عنهما في أمر، ولا يقدم أبدًا نفسه ولا زوجته ولا أحدًا من أولاده عليهما.
كانت الحالة المادية لأسرة الوالد متواضعة، فأبوه رجل فلاح بسيط، فاضطر الوالد للجمع بين العمل والدراسة حتى يساعد والده في متطلبات البيت، حيث هو وأخوه وأخته ووالداه، فهذه هي أسرة الوالد رحمه الله.
وكان الوالد رحمه الله قد التحق بالخدمة العسكرية الإجبارية، وقضى بها ست سنوات، حيث بدأها في عام 1969م، وانتهى منها في عام 1975م، فكان له شرف الجهاد في معركة أكتوبر 1973 بين المسلمين واليهود.
تزوج الوالد رحمه الله في سن صغير، حيث تزوج عام 1969م الموافق 1388هـ وعمره إذ ذاك تسعة عشر عامًا، ورزقه الله تعالى بأربع بنات وولدين، وكان قد أكرمه الله تعالى بالحج عام 1975م قبل قدومه للسعودية.
وأكرم الله تعالى أربعة من أبنائه -ولدين وبنتين- بختم القرآن، كما نال الولدان -حسن ومحمد- إجازة بالقراءات السبع على يدي الشيخ الوالد، والبنتان الصغيرتان حصلتا منه على إجازة برواية حفص عن عاصم، وأما البنتان الكبيرتان فالأولى حفظت عشرين جزءا من القرآن، والثانية حفظت نصف القرآن وسورة البقرة، كما قام بتحفيظ زوجته نصف القرآن وسورة البقرة.
وتروي الوالدة حفظها الله أنها كانت قد طلبت من الوالد رحمه الله أن تذهب إلى إحدى دور التحفيظ في المدينة، فقال لها: نحن نحفِّظكِ في البيت إن شاء الله.
وفعلا بدأت بالحفظ والتسميع في البيت على الوالد رحمه الله حتى أتمت حفظ نصف القرآن وسورة البقرة.

- طلبه للعلم (الدراسة النظامية وغيرها):
· كما سبق أن ذكرنا أن الوالد رحمه الله كان أول ما بدأ في طلبه للعلم أن بدأ بحفظ القرآن الكريم حتى أتمه في سن صغيرة، ودرس المرحلة الابتدائية، ثم التحق بمعهد قراءات الخازندارة بشبرا التابع لكلية اللغة العربية، وهو المعهد الوحيد إذ ذاك في القراءات، فدرس فيه مرحلة التجويد، ثم مرحلة عالية القراءات، وأتمها سنة 1397هـ الموافق 1977م، وأراد أن يكمل مرحلة التخصص إلا أنه حال بينه وبين ذلك ظروف عمله بالسعودية، حيث تعارضت مواعيد امتحاناته مع مواعيد العمل فلم يستطع إكمال مرحلة التخصص.
أثناء دراسته بمعهد القراءات التحق بفضيلة الشيخ محمد عطا سليمان رزق – أحد مدرسي المعهد – فقرأ عليه ختمة بالقراءات السبع وأجازه الشيخ بها.
كما أنه درس علوم الشريعة بمصر على يد فضيلة الشيخ حسن كامل الملطاوي رحمه الله.
ثم قرأ القرآن الكريم بالقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر على فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله إلا أن الشيخ توفي قبل إكمال الختمة.
ثم قرأ على الشيخ عبد الرافع بن رضوان بن علي الشرقاوي, ختمة برواية حفص عن عاصم بقصر المد المنفصل من طريق الروضة.

هذا ما يتعلق بنشأة الوالد رحمه الله ودراسته في مصر، وأكتفي بهذا القدر حتى لا أطيل، وفي الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى سأتحدث عن سفر الوالد رحمه الله وجهوده في التعليم والإقراء في الرياض والمدينة منذ قدومه حتى وفاته رحمه الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الشيخ حسن حفظك الله , جزاكم الله خيرا على ما قدمتم , ونرجوا منكم ذكر البرنامج اليومي للشيخ في بيته , وكيف كان يدرس أبناءه هل كان يدرسهم القرآن فقط أم أن هناك أمورا أخرى , وأود أن تذكروا شيئا من أموره الخاصة التي لا يطلع عليها غيركم كعبادة الشيخ بالليل , وزهده وورعه , ونحن بصراحة ننتظر منكم المزيد عن هذه السيرة العطرة .
 
ثم قرأ القرآن الكريم بالقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر على فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله إلا أن الشيخ توفي قبل إكمال الختمة.
هذا يخالف ما في "إمتاع الفضلاء..." برواية البرماوي شخصيا عن الشيخ سيد لاشين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، حيث ذكر أنه ختم عليه وأن الشيخ سيد لاشين سأل القاضي من قرأ عليه قبله فأجاب القاضي: أن لا أحد.
وأنتهز الفرصة لأعزيكم على وفاة هذا العلم الكبير الذي خدم القرآن خدمة جليلة سائلا المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويلهمكم أنتم وسائر أسرته الكريمة الصبر والسلوان إنه سميع مجيب. ثم إني أحتاج إلى ضبط اسمه:
سيد: بسين مفتوحة وياء تحتية مشددة بالكسر
لاشين: لام مفتوحة ممدودة ثم شين معجمة مكسورة ممدودة
أبو الفرح: كنية، وبالحاء المهملة ؟
 
حياك الله اخي الكريم الشيخ خالد عبد القادر
وجزاك خيرا على ردك وتعليقك
سأتحدث بمشيئة الله تعالى عن كل ما يخص الوالد رحمه الله سواء في البيت أو العمل
وسواء في مصر أو المدينة
وسواء مع أهل بيته أو زملائه وإخوانه أو أبنائه وطلابه
تقبل الله منا ومنكم
ونفعنا وإياكم بهذه السيرة الطيبة العطرة​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة في الله/ سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
نواصل الحديث عن سيرة الشيخ الوالد سيد لاشين رحمه الله، وفي هذه الحلقة نتحدث عن جهوده في التعليم والإقراء النظامي وغير النظامي منذ قدومه السعودية وحتى وفاته رحمه الله، وقبلها سأذكر كيف سافر الوالد رحمه الله إلى السعودية، وكيف انتقل من الرياض إلى المدينة، وأمور أخرى سأذكرها إن شاء الله تعالى.. فأقول وبالله التوفيق:

- جهوده في التعليم (من بداية قدومه للسعودية إلى وفاته)
1. التعليم النظامي إلى مركز التدريب.
كان الوالد – رحمه الله – قبل قدومه للسعودية موظفًا بديوان محافظة الجيزة، ويحكي الوالد – رحمه الله – كيفية قدومه للسعودية فيقول:
كان لي زميل في العمل بالمحافظة، وكان هذا الأخ شديد الحرص على السفر خارج مصر؛ نظرًا لصعوبة الحياة فيها، فكان يمر على سفارات الدول في مصر بشكل شبه يومي لعله يجد فرصة تناسبه للسفر، ففي إحدى المرات رأى في السفارة السعودية إعلانًا يطلبون فيه مدرسًا للقراءات ويشترط أن يكون متخرجًا من معهد القراءات، ففي اليوم التالي سأل الوالد وقال له: ألست متخرجًا من معهد القراءات؟
قال: بلى،
قال: كنت في السفارة السعودية ورأيت إعلانًا يطلبون فيه مدرسًا للقراءات، اذهب واسأل عن الخبر.
فذهب الوالد للسفارة وقدّم الأوراق المطلوبة وتمّ سفره بسرعة، وكانت كل أموره ميسّرة ولله الحمد.
وهذا الموقف يدل على أن الإنسان يجب عليه أن يكل أمر الرزق إلى الله عز وجل، فإن ذاك الشخص الذي كان حريصًا على السفر لم يقدر الله تعالى له السفر.
وكان سفر الوالد للسعودية عام 1397هـ الموافق 1977م، حيث قدم الرياض أولا، وبقي فيها مدرِّسًا للقرآن الكريم بمدرسة الأندلس الابتدائية لمدة عام واحد، ثم يسّر الله تعالى بعد ذلك الانتقال للمدينة المنورة.

العمل في المدينة النبوية:
كان الوالد – رحمه الله – شديد الحرص على قدومه للمدينة، وكان يدعو الله عز وجل في كل وقت ومكان أن يمنّ عليه بهذه المنّة العظيمة، فلاقت هذه الدعوات الإجابة من الله عز وجل حيث الصدق في الدعاء، ومنّ الله تعالى عليه بالقدوم للمدينة.
يقول الوالد رحمه الله تعالى عن أمنيته في نقل عمله إلى المدينة:
إنه ذات مرة كان في مكة لأداء العمرة فجلس بجواره في المسجد الحرام رجل كان يعمل حارسا للمسجد النبوي الشريف فتعرف كل منهما على الآخر وطلب الوالد من الرجل أن يدعو الله تعالى له بالقدوم إلى المدينة والإقامة فيها فدعا الرجل وأمن الوالد رحمه الله وقال الرجل للوالد: ادع الله تعالى بصدق وإخلاص وسيوفقك لما تريد.
يحكي الوالد – رحمه الله – كيفية نقل عمله إلى المدينة فيقول:
كنت – أثناء عملي في الرياض – قد قدمت مكة والمدينة للعمرة والزيارة، فذات مرة وأنا أسير في المسجد النبوي الشريف وجدت حلقة قرآن بجوار باب سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه –، فذهبت وجلست في هذه الحلقة وأخذت دوري فيها، فلما أصابني الدور طلب مني الشيخ أن أقرأ كغيري، فقرأت، فلما انتهت الحلقة أجلسني شيخ الحلقة بجواره وسألني عن عملي ومكانه، فأخبرته بأني مدرس للقرآن الكريم بالرياض، فسألني ما إذا كنت أودّ الانتقال للمدينة، فأخبرته أني أتمنى ذلك، فطمأنني وبشرني.
وفعلاً سعى هذا الشيخ في نقلي للمدينة، وكان سببًا بفضل الله عز وجل في قدومي المدينة المنورة.
فلما قدمت المدينة كان عملي بمدرسة سيدنا أبي بن كعب – رضي الله عنه –، وكانت إذ ذاك ابتدائية ومتوسطة وثانوية، وفوجئت بأن الشيخ الذي كنت قد قابلته في الحرم وسعى في نقلي للمدينة هو نفسه مدير المدرسة التي انتقلت للعمل بها، وهو فضيلة الشيخ محمد صديق الميمني – رحمه الله تعالى – وكان ذلك عام 1398هـ الموافق 1978م، وكنت قد مكثت في الرياض سنة واحدة ثم انتقلت للمدينة بفضل الله تعالى.

عمل الوالد رحمه الله بمدرسة أبي بن كعب – رضي الله عنه – منذ ذلك الوقت مدرسًا للقرآن الكريم والقراءات بالمرحلة الثانوية حتى عام 1425هـ.
وكانت المدرسة خلال هذه الحقبة الطويلة من الزمن قد تعاقب عليها أجيال من الدارسين، وفُصِلت المدرسة إلى مدرستين: مدرسة أبي بن كعب – رضي الله عنه – الابتدائية، ومتوسطة الإمام نافع الليثي – رضي الله عنه – وثانوية الإمام عاصم بن أبي النجود – رضي الله عنه – معًا في مبنى واحد بالحرة الشرقية.
وكان الوالد – رحمه الله – بعد تقسيم المدرسة يعمل بثانوية الإمام عاصم، واستمرّ عمله بها حتى عام 1425هـ، حيث انتقل في هذا العام للتدريب بإدارة التدريب التربوي والابتعاث التابع لوزارة التربية والتعليم، حيث كان عمله فيها مدرّبًا لمعلمي وزارة التربية والتعليم.
واستمرّ عملها بها حتى وفاته – رحمه الله – عام 1432هـ.

المسابقات والدورات
كان الوالد – رحمه الله – ذا خبرة واسعة وإتقان بالغ في مجال تخصصه، وهذا ما دفع وزارة التربية والتعليم للاستعانة به في إقامة دورات في القراءات في بعض محافظات ومدن المملكة منها: الرياض والقصيم.
كما شارك في لجان تحكيم عدد من المسابقات القرآنية على المستوى المحلي
أما على المستوى الدولي فشارك في التحكيم في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 1421هـ الموافق 2001م، ممثلا لجمهورية مصر العربية.

2. الإقراء (التعليم غير النظامي)
كان الوالد – رحمه الله – حريصًا على إقراء كل من يقصده، ولم يحدث أن رد أحدًا قصده إلا أن يكون فيه مشقة عليه (لضيق الوقت مثلاً).
كان – رحمه الله – غاية في التواضع مع طلابه، سهلاً ليّنًا باشّ الوجه، إلا أنه مع ذلك شديد الحزم في الإقراء والتزام الطلاب أدب القرآن مع معلميهم، فلم يمنعه حسن خلقه وطيب تعامله من تعنيف أحد من الطلاب إذا تهاون في الحفظ أو وقع منه سوء أدب، وإذا قصر الطالب في الحفظ أو التحضير فإنه يعطيه فرصة أخرى للمراجعة وإعادة تسميع نفس المقدار مرة أخرى، ولا يتساهل في حفظ المتون، فكان من شرطه لمن أراد يقرأ القراءات السبع أن يحفظ أولاً أصول الشاطبية وفرش حروف سورة البقرة ويسمعها عليه ثم يشرع في القراءة بعد ذلك.
وكان من حزمه في الإقراء أنه ردّ بعض الطلاب بعد أن شرعوا في القراءة معه إما لإهمال منهم في الحفظ والتحضير أو لسوء أدب وقع منعهم.
بل إن الوالد – رحمه الله – ذكر أن طالبًا قرأ عليه ختمة كاملة، حتى إذا وصل إلى قصار السور لم يكن حافظًا لترتيب السور، فلم يعطه الإجازة بسبب ذلك.
وكان دائمًا يقول: ليس كل من قرأ ختمة كاملة يحق له أخذ الإجازة، فكم من أناس قرءوا ختمات كاملة ومع ذلك ليسوا أهلاً للحصول على الإجازة.
فكان – رحمه الله – يشدد على أهمية الإتقان قبل الحصول الإجازة، حتى مع أبنائه، فنحن- أبناؤه- قرأنا عليه عدة ختمات حتى استطعنا الحصول على الإجازة بعد ذلك.

أوقات الإقراء
أما عن وقت إقرائه فكانت معظم ساعات يومه مليئة بالإقراء، ففي الصباح قبل الطابور المدرسي تجده مقرئًا لأبنائه الطلاب وإخوانه المدرسين في مسجد ثانوية الإمام عاصم بن أبي النجود قبل أن ينتقل إلى مركز التدريب، وكذلك بعد أن انتقل إلى مركز التدريب التربوي التابع لوزارة التربية والتعليم كان يقرئ حتى قبيل صلاة الظهر، ثم يصلي الظهر في الحرم ويعود للبيت ليتناول غداءه ويأخذ قسطًا من الراحة، ومع صلاة العصر كان يذهب إلى مسجد باب التمار ليقرئ فيه قبل أن يلتحق بمدرسة دار القرآن، وبعد أن التحق بمدرسة دار القرآن كان يذهب إلى المدرسة ليقرئ فيها حتى صلاة المغرب، ثم يذهب إلى مسجد باب التمار ويجلس مقرئًا فيه إلى ما بعد صلاة العشاء، وبعد انتهائه من الإقراء يرجع إلى بيته ليتناول عشاءه ويجلس قليلاً مع أهل بيته، ثم يبادر إلى قيام الليل والنوم المبكر؛ حيث إنه كان حريصًا على ذلك ليتمكن من الذهاب مبكرًا لصلاة الفجر في الحرم.
هذا هو الجدول اليومي للوالد – رحمه الله – على مدار أيام العمل في الأسبوع.
أما بالنبسة ليومي الخميس والجمعة: فإنه كان يجلس بعد صلاة الفجر حتى وقت شروق الناس مقرئًا لبعض الطلاب، فإذا أشرقت الشمس صلى الضحى وانصرف للبيت ليرتاح قليلاً ثم يعود للحرم مرة أخرى لصلاة الظهر، أما يوم الجمعة فكان حريصًا على التبكير لصلاة الجمعة حيث كان يذهب للحرم في الساعة التاسعة والنصف صباحًا.
كما كان لديه وقت إقراء يومي الخميس والجمعة من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء.
كما كان – رحمه الله – يقرئ بعض الطلاب في بيته، فكان إذا طلبه أحد من الناس لا يجده إلا في هذه الأماكن: إما الحرم أو العمل أو البيت، فهذه هي اهتماماته – رحمه الله –.
وكان من شدة حرص الوالد – رحمه الله – على الإقراء أنه كان حتى في فترة إجازته الصيفية التي كان يقضيها في مصر مع أهله وأولاده يقرئ من قصده من الطلاب المقيمين في مصر، فكانوا يقرءون عليه خلال فترة الإجازة ثم يكمل عليه في الإجازة التالية وهكذا، لكن لم يختم عليه أحد من الطلاب بمصر سوى ابنته، لكن كل الذين قرأوا على الوالد رحمه الله وأجازهم كانوا في المدينة المنورة وبعضهم كان يختم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلة منهم ختموا في الروضة الشريفة.

لم يقبل الوالد – رحمه الله – في يوم من الأيام أن يأخذ أجرة من طالب في مقابل إقرائه، وكان كثير من الطلاب يحاولون عرض مبالغ من المال عليه فقط من باب المحبة، إلا أنه كان يرفض وبشدّة، ويروي أخي محمد موقفًا حدث له يتعلق بهذا الأمر.
حيث إن محمدا إذ ذاك كان في التاسعة أو العاشرة من عمره، وكان مع والدي في الحرم، وقد التقى الوالد بعدد من طلابه الذين التفوا حوله ليسلموا عليه، فحصل أن أحدًا من هؤلاء الطلاب استغل انشغال الوالد بالسلام على محبيه وأخرج مبلغًا من المال ووضعه في جيب أخي محمد دون علم الوالد بذلك، فلما عاد الوالد إلى البيت مع محمد أخبره بذلك، فغضب الوالد غضبًا شديدًا، ثم تحدث مع ذلك الشخص وطلب منه أن يأخذ المال وأن لا يعود لمثلها مرة أخرى.

وأكتفي بهذا القدر
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته​
 
حياك الله أخي الكريم " حسن " وابن شيخي الفاضل العزيز رحمه الله .
اسمح لي بتسجيل هذا الموقف لشيخي رحمه الله ، لماله ي نفسي من أثر لا أزل أتذكره وكأنه وليد اللحظة :
شيخي سيد لاشين أبو الفرح رحمه الله ، هو أول شيخ أدرس عليه الشاطبية ، ودرستها عليه كاملة ، وطبقت عليه القرآن بمضمنها كاملاً أنا وأربعة من زملائي .
ولي معه مواقف لاتنسى ، لكن الموقف الذي أتذكره دائماً ، وكأنه انتقش في قلبي :
كان معنا في المجموعة زميل ، يكثر من التلاعب في الحصة ، مع قلة الحفظ والمذاكرة ، وذات يوم جاء الشيخ واختبرنا اختباراً شفوياً مفاجئاً ، ولما وصل الدور إلى زميلي هذا : وقف حماره ، ولم ينبس بكلمة ، ولا أنس الآن والشيخ يقول له : اقرأ ياولد ، اقرأ ياولد ، مالك !
ولا أدري لماذا ولا كيف قلت متابعاً للشيخ : اقرأ ياولد ، ياولد اقرأ ، وكان قصدي أن أغضب زميلي وأعيّره بأنه ولد - كعادة الأريحية بين زملاء الثانوية - فقال لي الشيخ رحمه الله : اسكت يا عيّل !قالها وهو يبتسم رحمه الله .
فسكتّ لحظة ، ثم قلت : اقرأ يالا - هكذا لفظتها بلام بعده ألف ، ولم أقل ياولد ، وفجأة :
إذا بالشيخ رحمه الله يغضب غضباً لم نره غضب مثله لاقبل ولا بعد ، ووالله العظيم : لم أسأل الشيخ ولماذا غضبت ، ولم نكن نجرأ على ذلك ألبتة .
وفي الحصة التالية :
جاء الشيخ وعيناه مليئتان بالعطف والحنان - ولا أقول بالندم - وقال لي :
ياشيخ سالم : تعرف ليه تصرفت معاك امبارح ؟
فقلت له : لا والله ياأستاذ ؟ لكن شفتك زعلان فماقدرت أسألك .
فقال رحمه الله : عشان الطريقة اللي نطقت فيها كلمة " ولد " ؛ هذه الطريقة عندنا - بعض مناطق مصر - لاينطق بها إلا النساء اللاتي ...... أو الرجال المخ..... ، وعيب عليك تقولها تاني .أنتم أهل القرآن ، وعيب تتأثروا بالمسلسلات والتمثيليات .
هذا الموقف لا أنساه طيلة حياتي ، والآن أكتبه بعد مرور أكثر من ( 26سنة ) عليه وأنا أتذكره كأنه يوم أمس .
رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته ، ونفعه بالقرآن الذي أعطاه كل حركاته وسكناته .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي الشيخ حسن بن الشيخ سيد لاشين سلمك الله
أرجو أن تواصلوا بأسلوبكم الممتع، كتابة باقي هذه الترجمة الطيبة والسيرة العطرة لشيخنا رحمه الله،
وحبذا لو تتناولون أيضا مسألة تعليمه هل كان يستعمل اللغة العربية دائما أو كان يستخدم اللغة الدارجة؟أثناء توجيهه لطلابه؟
وهل عدد طلابه ومؤلفاته يتناسب مع عمره المديد، وأيهما غلب عليه الإقراء، أو التأليف والمطالعة والقراءة في الكتب،
كما ارجو أن تذكروا بعض المواقف الطريفة التي وقعت له في دراسته، وأثناء تعليمه لطلابه، ودخل الأسرة.
وأن تذكروا كذلك من تعلمون من الجهات والمؤلفين ممن أجرى معه لقاء أو كتب له ترجمة.
والله الموفق.
 
سيرة عطرة مباركة
فجزاكم الله خيرا على إمتاع طلاب الشيخ ومحبيه ومعارفه بسردها عليهم في هذا الملتقى المبارك
ووالله إنا لنغبطه ـ رحمه الله ـ على هذا الأثر الطيب الذي تركه بعد وفاته في نفوس كل من عرفه وكل من رآه, وإنا لنسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين حسن الخاتمة وأطيب الأثر بعد الممات.
وأضم صوتي للدكتور الفاضل محمد الشنقيطي لأطلب الاستزادة, وأظن أنه لم يزل في جعبتكم الكثير والكثير من كنوز سيرة هذا الشيخ المبارك, وأرجو أن يكون من بين ذلك قصة المسك التي حدثت في آخر يوم من حياته, فتلك كرامة للشيخ, وفي نفس الوقت هي موعظة مؤثرة لكل حي. ولقد هممتُ بروايتها لكني تركتها لكم,
فإذا كان ثمة ماء فقد بطل التيمم!
ولا تزال هذه الحادثة عالقة في ذاكرتي تستحثني على الحرص على قيام الليل, ولكن الغفلة والذنوب التي ابتُلينا بها تكبلنا وتقيدنا
نسمع المواعظ .. ونرى العبر .. لكن الدنيا تأخذنا في دوامة مشاغلها التي لا تنتهي.
نسأل الله أن يشغلنا بطاعته.
بارك الله فيكم ويسر لكم السير على خطا هذا الشيخ الجليل.​
 
حياك الله يا شيخنا الحبيب الدكتور السالم الشنقيطي
وجزاك خيرا على اضافتك التي اثرت الموضوع
دمت بخير وعافية​
 
شيخنا الفاضل أمين الشنقيطي حياك الله وبياك
وجعل الجنة مثوانا ومثواك
سأواصل الحديث بمشيئة الله تعالى عن سيرة الوالد رحمه الله
وسأذكر كل ما يمن الله تعالى به علي من تذكر المواقف
والأحداث التي حدثت لي أو لغيري
وسأحاول الاجابة عن أسئلتكم قدر المستطاع
تحيتي لك​
 
الحلقة الثالثة: طلاب الوالد رحمه الله وتلاميذه

الحلقة الثالثة: طلاب الوالد رحمه الله وتلاميذه

بسم الله الرحمن الرحيم
الأحبة في الله/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أعتذر لكم عن تأخري في كتابة باقي سيرة الشيخ الوالد سيد لاشين رحمه الله لسفري إلى القاهرة وانشغالي ببعض الأمور فأرجو منكم المعذرة، والله المستعان.
ثانيا: جزى الله خيرا كل من اطلع وقرأ أو ساهم وكتب أو شارك بالرد والتعليق على هذا الموضوع، وأرجو أن يتقبل الله تعالى منا جميعا.
ثالثا: في هذه الحلقة سنتحدث عن طلاب الوالد رحمه الله وتلاميذه، فأقول وبالله التوفيق:
بما أن الوالد – رحمه الله – كان قد فرّغ وقته لإقراء القرآن الكريم، كان من البديهي أن يتخرج على يديه خلق كثير، فقد قرأ عليه أناس من جنسيات مختلفة من بلدان العالم، على اختلاف طبقاتهم وأحوالهم ووظائفهم، كما سنرى.
وبهذه المناسبة أذكر حادثة تتعلق بموضوع طلاب الوالد رحمه الله:
حاول عدد من ذوي الاختصاص في مجال القرآن الكريم والإقراء أن يعرف عدد الطلاب الذين تخرجوا على يدي الوالد – رحمه الله –، وكانوا كلما سألوا الشيخ في حياته عن عدد طلابه رفض إخبارهم بعدد من قرأ وختم عليه، كما حاولنا معه نحن أبناؤه وطلبنا منه أن يخبرنا بالعدد فكان الرد رفضًا قاطعًا، وكان يقول: هذا سر بيني وبين ربي.
وكان من عادة الوالد – رحمه الله – أنه كان يسجّل اسم كل طالب يختم عليه عند انتهاء الختمة، فيسجّل اسمه وجنسيته ووظيفته والرواية التي قرأ بها وتاريخ ومكان انتهاء الختمة، وقد خصَّص دفترًا لذلك.
وبعد وفاة الوالد – رحمه الله – عاد بعض الناس إلى السؤال عن عدد الطلاب، فسألوني وأخي الشيخ محمد فرفضنا إطلاعهم على ذلك حيث إنه أمر مخالف لرغبة الوالد – رحمه الله –، فبيّنوا لنا أن هذا فيه خير للشيخ وأنه فيه حفظ لحقوقه حتى لا يخرج أحد من الناس يدّعي أنه قرأ على الشيخ في خضم هذا الفوج الذي تخرّج على يديه، فقرّرنا استخارة الله عز وجل في هذا الأمر، فإن كان فيه خير يسّره الله عز وجل.
سر الشنطة
وبعد استخارة الله تعالى أردنا إخراج هذه الأسماء والأعداد للنور، وكان الوالد – رحمه الله – يضع هذا الدفتر في شنطة فيها بعض أوراقه، فحاولنا فتح هذه الشنطة إلا أننا لم نتمكن من ذلك، مع أن هذه الشنطة كانت قد فُتحت يوم وفاة الوالد رحمه الله بكل سهولة دون أية صعوبات، وبعدها بثلاثة أيام فقط حاولنا فتحها لاستخراج أسماء الطلاب منها لكن سبحان الله لم نستطع فتحها مع محاولات شتّى من أفراد الأسرة، فعلمنا أن الله تعالى لم يرد إفشاء السر، فبقيت رغبة الوالد كما هي.
رؤيا تكشف السر
إلى أن حدثني أحد الإخوة الثقات برؤيا رآها للوالد رحمه الله، وحين سألنا بعض الناس عن تأويلها أشاروا علينا بضرورة نشر أسماء من ختم على الوالد رحمه الله، لأنه قد يأتي أحد يدعي أنه قد قرأ على الوالد ولم يختم ويريد أن يكمل الختمة، أو يقول: إنه قد ختم ولم يأخذ سندا من الوالد رحمه الله، فاتفقنا على نشر أسماء من أجازهم الوالد رحمه الله من أولهم إلى آخرهم، وسأقوم بنشرها حصريا في هذا الملتقى المبارك، وسأذكر هذه الأسماء مرتبة على حسب تاريخ الختمة بدءا بالشيخ الفاضل التلميذي محمد محمود رحمه الله وهو أول من أجازه الوالد رحمه الله في عام 1404هـ وانتهاء بالأخ عبد الرزاق محمد إسحاق وهو آخر من حصل على إجازة من الوالد رحمه الله في عام 1431هـ.​

وقبل أن أذكر السجل الشرفي للإخوة المجازين من الوالد رحمه الله أود أن أذكر بعض الإحصائيات على النحو التالي:
1- العدد الإجمالي للمجازين: (372) ثلاثمائة واثنان وسبعون طالبا، بمختلف القراءات والروايات، بيانهم كالتالي:
- عدد المجازين برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية: (229 ) مائتان وتسعة وعشرون طالبا.
- عدد المجازين بالقراءات السبع: (51) واحد وخمسون طالبا.
- عدد المجازين بقراءة الإمام عاصم: (28) ثمانية وعشرون طالبا.
- عدد المجازين برواية شعبة: (17) سبعة عشر طالبا.
- عدد المجازين برواية ورش: (14) أربعة عشر طالبا.
- عدد المجازين برواية قالون: (13) ثلاثة عشر طالبا.
- عدد المجازين برواية حفص من طريق الطيبة: (5) خمسة طلاب.
- عدد المجازين بقراءة الإمام ابن كثير: (4) أربعة طلاب.
- عدد المجازين بقراءة الإمام ابن عامر (3) طلاب.
- عدد المجازين بقراءة الإمام نافع: طالبان فقط.
- عدد المجازين بقراءة الإمام أبي عمرو: طالبان فقط.
- عدد المجازين بقراءة الإمام الكسائي: طالبان فقط
- عدد المجازين بقراءة الإمام حمزة: طالب واحد فقط.
- عدد المجازين برواية السوسي: طالب واحد فقط.​

أوائل وأواخر:
- أول من أجيز على الوالد رحمه الله، هو الشيخ الفاضل التلميذي محمد محمود رحمه الله وأجيز بالسبعة في 11 رجب 1404هـ، وهو أول من أجازه الوالد رحمه الله على الإطلاق.
- أول من أجيز بحفص عن عاصم من طريق الشاطبية، هو الشيخ عبد الناصر يوسف سلطان في شعبان 1404هـ.
- أول من أجيز بحفص عن عاصم من طريق الطيبة، الأخ حسن محمد سالم في 3 جمادى الآخرة 1426هـ.
- آخر من أجيز بحفص عن عاصم من الطريق الشاطبية، الأخ محمد رحمة عباد الله في 14 ربيع الأول 1430هـ.
- آخر من أجيز بحفص عن عاصم من طريق الطيبة، الأخ محمد سيد عمروف في 14 شعبان 1431هـ.
- آخر من أجيز على الإطلاق الأخ عبد الرزاق محمد إسحاق وأجيز بالسبعة في 18 شعبان 1431هـ.​

وبعد أيها الأحبة، فهذه إحصائيات سريعة عن طلاب الوالد رحمه الله وتلاميذه الذين أجازهم، وغيرهم خلق كثير قرأوا ولم يختموا، أو لم يكملوا القراءة، إما لانقطاعهم أو لوفاة الوالد رحمه الله، ومنهم من يكمل الآن على أخي الشيخ محمد، وسنذكرهم بعد أن يكملوا ختماتهم بإذن الله تعالى.
وأريد أن أنوه إلى أن هؤلاء الإخوة جميعا قرأوا على الوالد رحمه الله وختموا في المدينة النبوية، وبعضهم ختم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلة منهم ختموا في الروضة الشريفة، ولم يختم أحد على الوالد بمصر إلا ابنته فقط.
ونلاحظ أن أول من وآخر من أجيز كانا بالسبعة، ولعل في ذلك إشارة واضحة ودلالة قوية على ما كان يتمتع به الوالد رحمه الله من قوة وإتقان للقراءات السبع بصفة خاصة، ولعل هذا ما دفع الشيخ الفاضل التلميذي محمد محمود رحمه الله إلى القراءة على الوالد برغم أنه كان يكبره بثلاثين سنة، وحينما سئل الشيخ التلميذي عن اختياره الوالد للقراءة عليه بالسبعة قال: لشدة إتقانه لها. أي للقراءة والجمع بالسبعة.​

رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته
ولنا وقفة أخرى بإذن الله تعالى مع أسماء الإخوة المجازين، سأنشرها كما ذكرت اسما اسما، مرتبة حسب تاريخ الختمة.
والله ولي التوفيق
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته​
 
أحسنت يا أباحمزة, أسعدتنا بخبر نشر قائمة بتلاميذ الشيخ رحمه الله, وأخيراً عرفنا عددهم, بعد أن حاولنا مع الشيخ, ومع أبنائه بعد وفاته, وجزاك الله خيرا على تخصيصك لهذا الملتقى المبارك بنشر هذه القائمة, ولا تتأخر علينا فنحن في انتظارك.
 
هكذا حياة العظمـــــــــــــــــــــــــــــــــاء نحسبهم كذلك ولانزكي على الله أحد فرحمك الله رحمة واسعة وجمعنا بك في الفردوس الأعلى من الجنة
 
قالوا عن الشيخ

قالوا عن الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم
الأحبة في الله/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا زال الحديث موصولا عن الشيخ الوالد سيد لاشين رحمه الله، وبعد أن ذكرنا عدد تلاميذه وطلابه، سأذكر اليوم شيئا مما قيل في حقه من المشايخ والعلماء، وأهل الفضل والزملاء، وتلاميذه وطلابه الأوفياء، فأقول وبالله التوفيق:
( قالوا عن الشيخ)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، تعلم كتاب الله وعلمه لأمته، وجاء ببشارات عظيمة منها قوله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)، وتناقلت الأمة كتاب الله المحفوظ جيلاً بعد جيل اصطفى الله من أمته من يتعلم القرآن ويعلمه، وكان من أولئك المصطفين خلق كثير منهم: الشيخ سيد لاشين أبو الفرح، رحمه الله، فقد عرفته منذ زمن وهو يعلم القرآن الكريم ويقرئه لشرائح متعددة في المجتمع، وإذا قابلته تجد أنه تمثل كتاب الله في عبادته ومعاملته وسمته ووقاره، أما إذا نظرت إليه فإنك تدرك أثر القرآن الكريم وبركته على العلماء الربانيين، أجرى الله على يديه خيرًا كثيرًا، ونفع به أجيالاً من مدارس تحفيظ القرآن الكريم وغيرهم، فجزاه الله خير ما جزى معلمًا عن طلابه، وأسكنه فسيح جناته ووالدينا وإخواننا المسلمين، وجبر الله مصاب أسرته، ورزقهم الصبر والاحتساب، ونسأل الله أن يعوض الأمة خيرًا، والحمد لله رب العالمين.

د. سعود بن عبد العزيز العاصم
مدير عام التوعية الإسلامية
وزارة التربية والتعليم 1432هـ




بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ سيد لاشين أبو الفرح - رحمه الله رحمة واسعة - من الأشخاص القلائل الذين نذروا أنفسهم في خدمة القرآن الكريم وأبنائه خلال الخمسين سنة الماضية.
شرفت أولا بالقراءة عليه إسناداً واستجزته فأجازني - رحمه الله - برواية حفص عن عاصم.
وسعدت بالعمل معه نحو عقدين من الزمن فكان ذلك الشيخ المربي المخلص الذي جمع طلاب ومحبي القرآن الكريم .
كما عرفته من حمائم المسجد النبوي الشريف فيما بقي له من وقت, وخلال ذلك كله يقوم من جواره ويجلس آخر من أبناء المدينة المنورة والمجاورين بها, بل ومن يقصده من مختلف المدن والقرى, فوقته مليء, وسعيد الحظ من يحظى بجزء يسير من الوقت للقراءة عليه.
إضافة إلى كتابته للكتب التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه وتفسيره, واستفاد منه من خلال هذه الكتب عدد كبير من طلاب العلم من مختلف أقطار الدنيا.
واجتماع الناس حوله حتى في موكب جنازته المهيب كان نتيجة ما حباه الله من دماثة في الخلق, ولين في الجانب, وحب شديد, وإخلاص عميق, لكل إخوانه وطلابه.
فهنيئا له أن حقق الله له أمنية طال ما كنت أسمعها منه بالعيش في المدينة المنورة, والموت بها, والدفن في بقيعها في هذا الثرى الطاهر, أسأل الله له واسع المغفرة, وأعلى الدرجات مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

كتبه
أ.عبدالوهاب محمد زمان.
مدير ثانوية الإمام عاصم بن أبي النجود لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة سابقاً.
ومدير الإدارة المدرسية بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة سابقاً.



إنه لشرف عظيم أن أتحدث عن شيخ فاضل خدم القراءات القرآنية منذ شبابه حتى وفاته ، فهو أول من شرح الشاطبية مع التطبيق العملي .إنه الشيخ سيد لاشين أبو الفرح
هنيئًا له قد طاب حيًا وميتًا فما كان محتاجًا لتطييب أكفان
كان رحمه الله تعالى يمتاز بخصال لا توجد إلا عند كبار العلماء وأهل الفضل والسيادة.
فمن ذلك:
أنه كان لا يرد من جاء ليقرأ القرآن الكريم عنده .
ومن ذلك ما عرف به الشيخ واشتهر بين طلابه وبين علماء القراءات من سرعة استحضاره للشواهد من الشاطبية ومهارته الفائقة التي تبهر السامعين في معرفة ترتيب أوجه الجمع .
وكان يلزم من يقرأ عليه بحفظ الشواهد من الشاطبية ولا يقبل القراءة بغير حفظ .
ومن ذلك أنه لم يكن يأخذ من طلبته مالاً .
وكان يعلم الصغير والكبير والغني والفقير، وجميع الجنسيات الإسلامية.
وقد قرأ عليه القرآن الكريم خلقٌ كثيرٌ ، ونفع الله بهم في أقطار المعمورة.
وكان يخدم طلابه فقد شفع لثلاثة من طلابه ليدخلوا في مدارس تحفيظ القرآن الكريم أحدهم في المرحلة الابتدائية والأخر في المرحلة المتوسطة والثالث في المرحلة الثانوية.
كان ورعًا زاهدًا تقيًا متخلقًا بأخلاق القرآن الكريم والحديث الشريف ، طيب المعشر ، ولين الجانب مع الصغير والكبير، مخلصًا في عمله، وكأن الشاعر يعنيه بهذين البيتين :
وجه عليه من الحياء سكينة ومحبة تجري مع الأنفاسِ
وإذا أحب الله يومًا عبده ألقى عليه محبة في الناسِ .
اهتم رحمه الله تعالى بتربية أبنائه أقوم تربية وأحسنها فحفظوا القرآن الكريم جميعهم.
ألف عدة كتب في مجال التجويد والقراءات والرقائق .
وكان لا يرد سائلا ويبادر الفقراء بالصدقة ولو لم يسألوا .
يحافظ على السنن الرواتب وصيام الاثنين والخميس من كل أسبوع والأيام البيض من كل شهر على الرغم من معاناته الدائمة مع مرض السكر.
وجعل كل وقته للقرآن الكريم من تعليم في مدارس تحفيظ القرآن الكريم إلى إقراء في العصر وفي المسجد النبوي إلى تدريب للحفظة لكتاب الله في إدارة التدريب التربوي بالمدينة المنورة.
كان يحسن التعامل مع المبتدئين في حفظ القرآن الكريم ، ويَكسَب الطلاب ، لذلك كان جميع طلابه يحبونه ويحرصون على رضاه .
وقد أسعده الله قبل وفاته – عند اشتداد وطأة المرض عليه- بحضور جميع أبنائه وودعهم . وحقق الله له الموت في المدينة النبوية والدفن في البقيع . وقد صلى عليه وشيعه خلق كثير تضرعوا بالدعاء له بأن يتغمده الرحمن بواسع رحمته ورضوانه ، وأن يفسح له في قبره وينور له فيه ، ولما وقفت على قبره لم أتمالك فيض دموع جالت فتدفقت من عيني أسفًا على فراق حبيب قلبي :
فلست بمالك عبرات عين أبت بدمعها إلا انهمالا !!
وطار بي الخيال في تلك اللحظة المحزنة لأتذكر المقرأة الصيفية ، ودورة الإمام عاصم ، وتدريب معلمي القرآن في المملكة ، وتذكرت قوله تعالى :
كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. آل عمران: ١٨٥
ولأن غاب شخصك فلن تغيب آثارك عن خواطرنا أبد الليالي .
يواجهني في كل وقت خياله كما كنتُ ألقاه قديمًا ويلقاني
وعند ما دخلت المسجد النبوي ونظرت إلى المحراب ونظرت إلى مكان إقرائه وتخيلت طلابه يحيطون به ليقرأوا عنده ، وذكرياته مع القرآن وحال كل طالب في تلك اللحظات يردد في نفسه هذا البيت :
يعز علي حين أدير عيني أفتش في مكانك لا أراك
غفر الله لك يا شيخنا وحبيبنا وأسكنك فسيح الجنان وألهم أبناءك وأهلك ومحبيك الصبر والسلوان. وجمعنا بك في الفردوس الأعلى
(وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).​

كتبه
أ‌. حمد عبد العزيز اليوسف
مشرف عام مدارس تحفيظ القرآن الكريم بوزارة التربية والتعليم.​


بسم الله الرحمن الرحيم
كان رحمه الله بالنسبة لزملائه في التدريب أكثر من زميل عمل, فقد كان والداً حنوناً للجميع, لم أره قط إلا والابتسامة تعلو وجهه, من تعلم على يده عرف أنه أمام بحر من علوم القرآن والقراءات.
سوف يترك فراغا لن نستطيع ملئه أبداً يرحمه الله تعالى.

كتبه
بكر بن علي بساطي
مدير إدارة التدريب التربوي بالمدينة المنورة​


فضيلة الشيخ الدكتور أيمن سويد حفظه الله تعالى
يقول حسن سيد لاشين: لما زار الدكتور أيمن سويد والدي رحمه الله وهو بالمستشفى قال له كلاما ما سمعته من قبل، قال له: يا شيخ أنت من أهل القرآن وتاريخك أبيض ناصع وماضيك مشرق فلم الخوف؟

أنت بإذن الله من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
ألا يكفيك أنك في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنك بجواره، فمثلك لا خوف عليه وقرأ الدكتور أيمن الرقية على الوالد ودعا له ثم انصرف جزاه الله خيرا.

وحين تلقى الدكتور أيمن خبر وفاة الشيخ قال لي: يا بني اصبر واحتسب فوالدك لو حدثنا الآن من مكانه لقال: ليتكم تأتون عندي ولا آتي عندكم لما يلاقيه بإذن الله تعالى من الكرم الإلهي.


غفر الله له ورحمه وجميع موتى المسلمين.. وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة.. اللهم آمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته​
 
الشيخ حسن , بمناسبة الأحداث الجارية في ليبيا , دار في خلدي سؤال عن رحلة الشيخ إلى ليبيا وكيف كانت , وهل يذكر طلاب له في ذلك البلد , أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفرج عن إخواننا في ليبيا وفي كل مكان .
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيرا على بيان هذه السيرة العطرة لشيخ نحسبه من أهل القرآن، رحمه الله تعالى و نفع الله الأمة بما ترك من علم.

نسأل الله أن يجمعنا به و بأمثاله في الفردوس الأعلى، إذ أننا نحب الصالحين و لسنا منهم...
 
يبدو أن الشيخ حسن سيد لاشين انشغل جدا بعد أن سافر لمصر, ولكن بفضل الله عاد الشيخ محمد سيد لاشين للمدينة مرة أخرى ليكون مكان والده رحمه الله في الإقراء, وقد ذكرته بهذا الموضوع أكثر من مرة كان آخرها اليوم, ووعدني بأنه سيتواصل مع أخيه الشيخ حسن, وينشر أسماء تلاميذ الشيخ قريباً إن شاء الله.
 
اللهم ارحمه وأكرم نزله
وكلنا انتفعنا بعلمه من قريب أو بعيد
اللهم ارحم علماءنا وارزقهم الفردوس الأعلى وارفع درجاتهم .
 
رحم الله شيخنا رحمة واسعة
فلقد كان فريدا في أخلاقه ومواظبته وهمته
 
عودة
أعلى