(مُلِيم) في حق يونس، وفي حق فرعون

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
[مُلِيم] في حق يونس وفي حق فرعون

ورد هذا اللفظ في القرآن مرتين:
الأول: في الصافات في حق يونس عليه السلام:
[فَٱلۡتَقَمَهُ ٱلۡحُوتُ وَهُوَ مُلِیمࣱ]
والثاني: في حق فرعون في الذاريات:
[فَأَخَذۡنَـٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡیَمِّ وَهُوَ مُلِیمࣱ]

اللفظ (مُلِیم) اسم فاعل من الرباعي (لامَ . أَلَامَ) واسم الفاعل منه: مُلِیم
ويجوز فتح الميم: مَلِيم. بمعنى وقع في اللوم، أو فعل ما يُلامُ عليه
مثل:(عَاب . أعَاب . مَعِيب) أي فعل فعلا عيبا فَعِيبَ به.

هل يصح (مَلِيم) بمعنى (ملوم)؟
قال العلماء يجوز مع الفارق، وهو:
إن لفظ (مُلِيم) يُقالُ لمَن يَستَحق اللَّوْمَ.
أما لفظ (مَلُوم) فيُقالُ لمن يستحق اللَّوْمَ ومَن لا يستحقه.

سؤال آخر وجيه:

كيف أطلق الله لفظ (مُليم) على نبي الله يونس، وعلى فرعون كليهما سواء بسواء؟

وأجيب: ليس سواء
(ولله المثل الأعلى) فإنَّ عِتابَ ولَوْمَ الأب لابنه ليس كَلَوْمِ العَدُوِّ لِعَدُوِّه؛
فالأول عِتاب، والثاني عِقاب وعَذاب.

والله أعلم.
د. محمد الجبالي
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ. د. الجبالي، قلت (وأجيب: ليس سواء
(ولله المثل الأعلى) فإنَّ عِتابَ ولَوْمَ الأب لابنه ليس كَلَوْمِ العَدُوِّ لِعَدُوِّه؛
فالأول عِتاب، والثاني عِقاب وعَذاب.
)


قلت : الأول عتاب، و الثاني عقاب و عذاب، و لكن كلا من يونس عليه السلام و فرعون عاقبهما الله سبحانه تعالى إلا أن كلا على حدة فعلهما.

في حين قلت الأول عتاب، فهل العتاب يتم عبر الأقوال أو يتم عبر الأفعال؟

​​​​​​
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أختنا: لا شك أن ما حدث ليونس عليه السلام عقاب لمخالفته وخروجه دون إذن من الله
والمقصود من المثل بيان وجه الفارق فالأول ليس غضبا على يونس إنما هو عقاب مخفف لسوء تقديره للأمر [فظن أن لن نقدر عليه]، أما الآخر وهو فرعون فإنما هو غضب من الله وسخط عليه
المقصود لا وجه للتشابه ، ولا وجه للتناسب هذا هو ما يرمي إليه المثل المذكور
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أختنا: لا شك أن ما حدث ليونس عليه السلام عقاب لمخالفته وخروجه دون إذن من الله
والمقصود من المثل بيان وجه الفارق فالأول ليس غضبا على يونس إنما هو عقاب مخفف لسوء تقديره للأمر [فظن أن لن نقدر عليه]، أما الآخر وهو فرعون فإنما هو غضب من الله وسخط عليه
المقصود لا وجه للتشابه ، ولا وجه للتناسب هذا هو ما يرمي إليه المثل المذكور

تمامًا يا دكتور، بوركت.
قال الطبريّ عن فرعون ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ يقول: وفرعون مليم، والمليم: هو الذي قد أتى مَا يُلام عليه من الفعل.
وقال الطبريّ عن يونس عــليه الـــسلامُ: وقوله ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ يقول: وهو مكتسب اللوم، يقال: قد ألام الرجل، إذا أتى ما يُلام عليه من الأمر وإن لم يُلَم، كما يقال: أصبحت مُحْمِقا مُعْطِشا: أي عندك الحمق والعطش؛ ومنه قول لبيد:
سَفَها عَذَلْتَ ولُمْتَ غيرَ مُلِيمِ ... وَهَداكَ قَبلَ الْيومِ غيرُ حَكيمِ
فأما الملوم فهو الذي يلام باللسان، ويعذل بالقول.

وأقولُ:
إنْ صدقَ وعمّ القياسُ على الفرق بين المفعُول والـمُفاعِل أو الــمُفْعِل (حتى وإن كان بقرائن) كما هو الشأن مع الـمَلُوم والـمُليمِ فقد قال اللَّهُ عن يونسَ عــليه الـــسلامُ أنّهُ {ذَهَبَ مُغَاضِبًا} أي مستحقًّا للغضب ولم يغضب عليه، ولو كان غضب عليه لقال: مغضوبًا عليه.
ويصبح تفسير القرآن بالقرآن في هذا الموضع أولى من ظاهر معنى المشاركة في وزن "فاعَلَ"، وأولى مما ذهبت إليه بعض روايات التفسير أن يونس ذهبَ مُغاضبا أي غضِبَ عن ربّه.
وقد يكونُ المرادُ تلك المعاني مجتمعة.

واللّه أعلم.
 
اخواني، انا قرأت كل شيء في الموضوع و حتى تفاسير بعض المفسرين و لم أفهم و لا شيء و السبب لا أفهم الآن ماذا يقصد بكلمة مليم لأن من خلال التعريف أرى أنها تأخذ معاني عدة ؟ هل تقصدون أن الله لام يونس عليه ال س ل ا م عليه السلام و لام فرعون و تم التعبير عن اللوم عبر العقاب بما فعلا؟؟؟؟
أي أن كلمة مليم في الآيتين تم التعبير عنه عن طريق العقاب و ليس عن طريق العتاب (إلقاء كلمات اللوم).
أو تقصدون أن العقاب هو بحد ذاته من اللوم؟
أرجو التوضيح، جزاكم خيرا
 
أخي د.محمد
ما رأيك لو أعدنا قراءة الموضعين وقراءة موضع مليم ؟؟
ألا يمكن أن يكون مليم اسم فاعل وليس اسم مفعول لأنه لو كان مفعول لقال (ملوم) اي واقع عليه اللوم ، وهنا تبرز اشكالية هل فرعون ملوم كلوم يونس ؟؟ بالتأكيد لا.
فالأقرب انه اسم فاعل أي وقع منه اللوم على سواه، فيونس كان لائما لقومه بينما كان الخطأ واقعا منه هو ، وكذلك فرعون كان يلوم قوم موسى وغرق على هذه الحال فكان كان المفترض به أن يلوم نفسه ولا يلوم موسى وقومه.
ملام وملوم : وقع عليه اللوم.
لائم ومليم : وقع منه اللوم.

والله تعالى أعلم
 
عودة
أعلى