مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم

المتفقه

New member
إنضم
27/05/2003
المشاركات
9
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
بسم الله الـرحـمن الرحـيم

مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم كتبها العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله

1- كان المتوقع أن تكون تتمة "أضواء البيان" من مُذكرات فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي التي أملاها على طلابه و هو يدرس لهم التفسير بمعهد الرياض العلمي، و أن تُصاغ على منهجه في الأجزاء السبعة الأولى التي كتبها و رتبها بنفسه أيَّام حياته، و لكن لم يتم ذلك ، بل جـاءت التتمة عـلى خلاف المطلول، و يتبين ذلك لِمن قرأ الصفحات التي تبدأ من 572 و تنتهي بـ591 من الجزء الثامن مثلاً.

2- الخطـأ في جعل حديث " من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة؛ كتب له براءة و نجاة من العذاب..." إلخ ، و حديث " من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى ؛ كتب به براءتان..." إلخ حديثا واحدا مرويًّا بروايتين، مع أنها حديثان، بالإضافة إلى قلق في العبارة و ضعف في الأسلوب. انظر (ص 572 من ج8).

3- اعتماده على غيره من المعاصرين في الحكم بقبول حديث " من صلى في مسجدي أربعين صلاة..." إلخ ، و العـمل به دون مناقشة إلـى المسجد عن زيارة النبي صلى الله عليه و سلم، و لا لزيارته عن المسجد؛ فلا موجب للنزاع(ص583).

4- تكلف الحكمة في الحث على الأربعين صلاة في المسجد النبوي في ثمانية أيام (ص574).

5- حكمه بأن الزيارة تتركب من تحية المسجد النبوي ، و السلام علـى رسـول الله صلى الله عليه و سلم و صـاحبيْه رضي الله عنهما، و الدعاء لنفسه و للمسلمين بالخير(ص575).

6- إقحامه زيارة القبر و الدعاء عنده لنفسه و للمسلمين في تفسير آية{ و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}، دون أن يتكلم بكلمة عن واقع النَّاس عند القبر و ما فيه من بدع شركية، مع أن مقصود الآية بيان التوحيد و ألا يدعـى إلا الله ، و القضاء على الشرك ، رحم الله الشيخ الشنقيطي ! لقد مرت به مناسبات في سورة الحج و النور و الحجرات و لم يتكلم فيها بما يثير البدع في المساجد أو غيرها أو يؤيد خرافة من الخرافات، بل تكلم في تفسير سورة الحجرات بما يحفظ للأمة عَـقيدتها؛ فبيَّن فيها حق الله و حق العباد، و بيَّن فيها حدود الأدب مع الله و مع رسـوله صلى الله عليه و سلم حـتى لا يصرف الإنسـان حق أحدهما للآخـر.

7- إقحـامه الكلام على حديث الرحال في تفسير آية {و أن المساجد لله ..} الآية [الجن:18] ، و اعتـماده في ذلك على النقل عن الشيخ السبكي و الشيخ ابن حجر كل الاعتماد، دون أن يعطي للطرف المقابل حقه في النقل عنه و الانتصـار له بالنقل المماثل التفصيلي عن شيخ الإسلام ابن تيمية و عن الشيخ ابن عبد الهادي من كتابه " الصارم المنكي" ، و ذلك مما يشعر بعصبية ممقوتة في المسائل الخلافية و اتجاه مريب.

8- زعمه أن النِّزاع بين شيخ الإسلام ابن تيمية و مخالفيه في مـسألة الرحال شكلي لا حقيقي ، و أنه لا وجود له علميًّا (ص582-583).

9- زعمه أن المسجد النبوي ما هو إلا بيته صلى الله عليه و سلم، و أن الزيارة السنية لا تكون إلا من داخل المسجد بعد التحية، و أنه لا انفكاك لشد الرحال إلى المسجد عن زيارة النبي صلى الله عليه و سلم و لا لزيارته عن المسجد ؛ فلا موجب للنزاع (ص583).

10- زعمه أن الخلاف جَـاء من تقوُّل النَّاس على ابن تيمية ما لم يقله صراحة؛ فافتروا بذلك خلافًا في موضوع حديثه شد الرحَال، و لو فهموا كلامه على وجهه ؛ لم يكن خلاف.(ص586-591).


ملاحظات شكلية على ما كتبه الشيخ عبد العزيز الربيعان في نقده لما كتبه الشيخ عطية سالم

1- ينقصه التنسيق و بسط القول أكثر في رسالة " البحث الأمين في حديث الأربيعين".

2- فيه الإكثار من ذكر فضيلته و الشيخ حفظه الله و نحو ذلك ، و المطلوب التقليل من ذلك.

3- غلوه في مدح فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في مدح كتابه بأنه في اعتقاده لا يماثله كتاب في هذا الفن مما سبقه من كتب التفسير، و قد يكون معذورا لعدم معرفته مراجعه و أصوله التي يعتمد عليها في كتابه "أضواء البيان" .انظر صفحة الخطبة.

ينبغي أن تطبع الرسالتان مع الجزء التاسع؛ استدراكا لما فات التنبيه عليه في الجزء الثامن، و ألا يُجلَّد الجزء التاسع و لا يُغلَّف حتى تُرسل منه نسخة و تُقرأ ، حتى إذا كان هناك مـآخذ ؛ تدرك ، و ينبه عليها قبل التجليد و التوزيع في نفس الجزء.

كتبه الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله تعالى ـ
 
جزاك الله خيراً أخي المتفقه على هذه المشاركة .
وأرجو التنبه والاستفادة من أدب النقد العلمي ، عند مثل هؤلاء العلماء. والذي قد يقسو أحياناً ، ولكنه لم يكن يصل إلى حد التجريح ، ولا الاتهامات ، بل كل منهم يعرف لصاحبه قدره ومكانته.
وقد ذكرني هذا النقد بما كتبه المحقق الكبير السيد أحمد صقر في نقد تحقيق أحمد محمد شاكر رحمه الله لكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة ، وبما كتبه كذلك في نقد العلامة محمود شاكر في تحقيقه لطبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي.
رحمهم الله جميعاً ، ونسأل الله التوفيق للسير على منهاجهم في العلم والأدب.
 
الأخ المتفقه , جزاك الله خيراً :

ما هو مرجع هذا الكلام بالتفصيل ؟
 
الأخ الحارث وفقه الله

الوثيقة أعلاه هي لفضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله ،و برجوعك لكتاب الزهراني ( إتحاف النبلاء بسير العلماء ـ الجزء الثاني ) ستجد مُبتغاك ، و أعانك الله .

الأخ عبدالرحمن الشهري نفع الله به
جزاك الله خيراً عَــلى مداخلتك المفيدة كما هي عادتك

و قد أجدت بتنيهك لذلك الخلق الكريم الذي عُرف به أولئك العلماء ، و ما فعلوا ذلك إلا نصحًا للنَّاس كما هو منتظر من كل صاحب علم نافع .

و النصيحة تعد من أحسن طرق نشر العلم لهذا اعتنى بها أولئك رحمهم الله جميعاً ، ونسأل الله التوفيق للسير على منهاجهم في العلم والأدب.
 
طلب آخر

طلب آخر

هل بالإمكان أن تنقل مرجع الزهراني في كتابه إتحاف النبلاء عن هذا الموضوع , لأني لا أستطيع مراجعة الكتاب في الوقت الراهن , وجزاك الله كل خير .
 
الأخ الحارث ،

لقد رجعت إلى كتاب الزهراني فوجدت أنه لم يحل إلى أي مصدر و الظاهر أنه يملك ( الوثيقة ) الأصلية التي بخط الشيخ .
 
الظاهر لا يكفي هنا , وإن كان من أوجه إحسان الظن , وعلى كل حال جزاك الله خيراً .
 
الأخ الحارث ـ وفقه الله ـ

نعم ! ما ألمحت إليه صحيح ؛ و متى سنحت الفرصة سأبحث عن الأمر من مصادره الأصلية ـ إن شاء الله ـ

و شكرا الحزم ( العلمي ) الذي يجب أن يتحلى به كل من يؤلف للنَّاس .


و شكرا
 
عودة
أعلى