مُسَلَّمات المنهج العلمي في القرآن الكريم

إنضم
9 يوليو 2011
المشاركات
75
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجديدة ، المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم​

بقراءتنا للقرآن الكريم قراءة تدبر وتفكر نقف على القواعد الذهبية للمنهج العلمي الإسلامي ، ذلك أنه لا يمكن اعتبار الباحث باحثا ما لم يتخلق بهذه المسلمات التي تعينه على البحث العلمي الجاد بعيدا عن أي معيقات تعرقل مساره ويمكن أن نجمل هذه المسلمات في ما يلي :
1 - عدم التقليد: يقول سبحانه وتعالى : {قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون } البقرة /170
2- عدم اتباع الظن: قال جل وعلا : { إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون } الأنعام / 116
3- عدم اتباع الهوى: قال عز وجل : { وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم } الأنعام /119
4- عدم البغض والكراهية: قال تبارك وتعالى : {و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون }المائدة / 8
5- عدم تحريف الكلم عن مواضعه أو ما يمكن الاصطلاح عليه بالموضوعية العلمية: قال جل وعلا : {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا و عصينا }النساء / 46
6- عدم البغي والشقاق في القول: قال سبحانه وتعالى : { إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق } الشورى / 42
7 - الأمانة العلمية مع العدل بين الناس: قال عز وجل: { وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } النساء / 58
8 - العدل و القوامة بالقسط و الشهادة بالحق: قال جل جلاله : { ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم } النساء 135
9- البرهان والدليل: قال تبارك وتعالى: { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } النمل / 64
وكلُّ هذه القواعد مؤطَّرة بالتوحيد الخالص، ليصبح الباحث مخلصا في عمله، متقنا له لا يبتغي من ذلك إلا تحقيق مرضاة الله ، مع اعتبار الشرع والواقع المحسوس مصادرَ للمعرفة، وأن العقل هو أداة المعرفة، التي تمكن الإنسان اعتمادا على المصدرين السابقين من القدرة على التجريد والتعميم.
و مما لا شك فيه أن للإنسان مجالاتٍ مختلفة يتحرك فيها نشاطه الذهني : فليس العلم أو التفكير بمنهج العلم هو مجاله الوحيد، بل إن له ميادين كثيرة أخرى، و لكل ميدان منها موازينه الخاصة، بل داخل الحقل المعرفي الواحد لا بد من التفريق بين مجالين: العلوم الإنسانية والعلوم المحضة . وداخل كل مجال هناك تخصصات علمية تختلف المنهجية العلمية باختلافها، فضلا عن أن لكل بحث أو موضوع أو قضية خصوصياتها داخل كل تخصص . فلا بد من مراعاة ذلك، مع التشديد على أهمية امتلاك الباحث تصورا منهجيا يقارب من خلاله موضوع بحثه، بالإضافة إلى امتلاك رؤية تمثل الأطروحة التي يراهن في بحثه على إثباتها، وتأكيد وجاهتها العلمية، أو طرحها للنقاش العلمي، خاصة إذا كانت من القضايا التي لم يسبق إثارتها، أو لم يأبه لها الباحثون باعتبارها من المسلمات، أو القضايا التي لا تستحق البحث والنظر.
 
بارك الله فيكم وسددكم.

مما كتب في هذا المجال:
1ـ ( منهجية التفكير العلمي في القرآن الكريم ) د.خليل الحدري
2ـ ( بعض أسس التفكير كما جاءت في القرآن الكريم ) د.محمد العبدة
 
شكر الله لك د. خديجة
وأضيف إلى ما ذكرت، أن القرآن الكريم لا يحذر من الاستعانة بالعقل والعلم قط، وإنما يذم اتباع الهوى والظن. فالعقل بجميع أنواعه والعلم بجميع أقسامه يساعد العبد في سلوك طريق الهداية بينما اتباع الهوى والظن يبعد الإنسان عن طريق الحق.
وهذه الحقيقة ذكرها الإمام الفراهي في كتابه حجج القرآن، وقريب منه ما قرره العقاد في كتابه التفكير فريضة إسلامية.
 
عودة
أعلى