أحمد العمراني
New member
مدخل:
إن الحديث عن الروايات الاسرائيلية في التفسير هو حديث عن موضوع لم يسلم منه إلا القليل من مصادر تراث الأمة، أو مؤلف من مؤلفاتها، وإن لم يكن عندنا إحصاء دقيق واستقراء لهذا الأمر استقراء علميا تاما. ولكن الأمر غير خاف للعيان ولكل متتبع ومتمرس ودارس لتراث الأمة .
ولكن ما يثلج الصدر في بعض هذه المصادر هو أن مؤلفيها بينوا هذا الدخيل وبينوا ضعفه وعدم صحته، وكذا تدليس أصحابه إن دلسوا، أو موافقة كلامهم لما بينته شريعتنا.
ولفظ الاسرائيليات: يدل على اللون اليهودي للتفسير، وما كان من أثر للثقافة اليهودية فيه إلا أنه في حقيقة الأمر يعني ما هو أوسع من هذا ، فيضاف إليه اللون النصراني، وإطلاق اللفظ على جزئية منه فقط هو من باب التغليب ليس غير، إذ الأثر الغالب كان للثقافة اليهودية.(1). لأن ثقافة اليهود وثقافة النصارى ثقافة دينية، وكلتا الثقافتين كان لهما أثر في التفسير الى حد ما.
فثقافة اليهود كانت تعتمد أول ما تعتمد على التوراة التي أشار إليها القرآن بقوله:" إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور" (2).ودل عل بعض ما جاء فيها من أحكام بقوله:" وكتبنا فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص".(3).
وكثيرا ما يستعمل المسلمون واليهود أنفسهم لفظ التوراة ويطلقونه على كل الكتب المقدسة عند اليهود فيشمل الزبور وغيره. وتسمى التوراة بما اشتملت عليه من الأسفار الموسوية وغيرها: العهد القديم.
وكان لليهود بجانب التوراة سنن ونصائح وشروح لم تؤخذ عن موسى بطريق الكتابة، وإنما تحملوها ونقلوها بطريق المشافهة، ثم نمت على مرور الزمن وتعاقب الأجيال، ثم دونت وعرفت باسم التلمود، ووجد بجوار ذلك كثير من الأدب اليهودي، والقصص والتاريخ والتشريع والأساطير.
وأما النصارى فكانت ثقافتهم تعتمد في الغالب الأهم على الانجيل، وقد أشار القرآن الى أنه من كتب السماء التي نزلت على الرسل فقال:" ثم قفينا عل آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الانجيل ".(4).
والأناجيل المعتبرة عند النصارى يطلق عليها وعلى ما انضم إليها من رسائل الرسل. اسم: العهد الجديد والكتاب المقدس لدى النصارى يشمل التوراة والانجيل ويطلق عليه العهد القديم والعهد الجديد.
وكان طبعيا أن يُشرح الانجيل بشروح مختلفة، كانت فيما بعد منبعا من منابع الثقافة النصرانية، كما وجد بجوار ذلك ما زاده النصارى من القصص، والأخبار والتعاليم التي زعموا أنهم تلقوها عن عيسى عليه السلام، وهذا كله كان من ينابيع الثقافة النصرانية.
وإذا نحن أجلنا النظر في التوراة والانجيل نجد أنهما اشتملا على كثير مما اشتمل عليه القرآن الكريم، وبخاصة ما كان له تعلق بقصص الانبياء عليهم السلام. مع اختلاف في الاجمال والتفصيل، هذا التفصيل هو الذي جعل المسلمين يقتبسون من الكتب الكتابية بقدر ما يرون أنه شارح لهذا الايجاز وموضح لما فيها من غموض، ومن ثم بدأت الاسرائيليات تدخل في التفسير، وتطور هذا الدخول ليتأثر التفسير بالتعاليم اليهودية والنصرانية" (5).
إن الحديث عن الروايات الاسرائيلية في التفسير هو حديث عن موضوع لم يسلم منه إلا القليل من مصادر تراث الأمة، أو مؤلف من مؤلفاتها، وإن لم يكن عندنا إحصاء دقيق واستقراء لهذا الأمر استقراء علميا تاما. ولكن الأمر غير خاف للعيان ولكل متتبع ومتمرس ودارس لتراث الأمة .
ولكن ما يثلج الصدر في بعض هذه المصادر هو أن مؤلفيها بينوا هذا الدخيل وبينوا ضعفه وعدم صحته، وكذا تدليس أصحابه إن دلسوا، أو موافقة كلامهم لما بينته شريعتنا.
ولفظ الاسرائيليات: يدل على اللون اليهودي للتفسير، وما كان من أثر للثقافة اليهودية فيه إلا أنه في حقيقة الأمر يعني ما هو أوسع من هذا ، فيضاف إليه اللون النصراني، وإطلاق اللفظ على جزئية منه فقط هو من باب التغليب ليس غير، إذ الأثر الغالب كان للثقافة اليهودية.(1). لأن ثقافة اليهود وثقافة النصارى ثقافة دينية، وكلتا الثقافتين كان لهما أثر في التفسير الى حد ما.
فثقافة اليهود كانت تعتمد أول ما تعتمد على التوراة التي أشار إليها القرآن بقوله:" إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور" (2).ودل عل بعض ما جاء فيها من أحكام بقوله:" وكتبنا فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص".(3).
وكثيرا ما يستعمل المسلمون واليهود أنفسهم لفظ التوراة ويطلقونه على كل الكتب المقدسة عند اليهود فيشمل الزبور وغيره. وتسمى التوراة بما اشتملت عليه من الأسفار الموسوية وغيرها: العهد القديم.
وكان لليهود بجانب التوراة سنن ونصائح وشروح لم تؤخذ عن موسى بطريق الكتابة، وإنما تحملوها ونقلوها بطريق المشافهة، ثم نمت على مرور الزمن وتعاقب الأجيال، ثم دونت وعرفت باسم التلمود، ووجد بجوار ذلك كثير من الأدب اليهودي، والقصص والتاريخ والتشريع والأساطير.
وأما النصارى فكانت ثقافتهم تعتمد في الغالب الأهم على الانجيل، وقد أشار القرآن الى أنه من كتب السماء التي نزلت على الرسل فقال:" ثم قفينا عل آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الانجيل ".(4).
والأناجيل المعتبرة عند النصارى يطلق عليها وعلى ما انضم إليها من رسائل الرسل. اسم: العهد الجديد والكتاب المقدس لدى النصارى يشمل التوراة والانجيل ويطلق عليه العهد القديم والعهد الجديد.
وكان طبعيا أن يُشرح الانجيل بشروح مختلفة، كانت فيما بعد منبعا من منابع الثقافة النصرانية، كما وجد بجوار ذلك ما زاده النصارى من القصص، والأخبار والتعاليم التي زعموا أنهم تلقوها عن عيسى عليه السلام، وهذا كله كان من ينابيع الثقافة النصرانية.
وإذا نحن أجلنا النظر في التوراة والانجيل نجد أنهما اشتملا على كثير مما اشتمل عليه القرآن الكريم، وبخاصة ما كان له تعلق بقصص الانبياء عليهم السلام. مع اختلاف في الاجمال والتفصيل، هذا التفصيل هو الذي جعل المسلمين يقتبسون من الكتب الكتابية بقدر ما يرون أنه شارح لهذا الايجاز وموضح لما فيها من غموض، ومن ثم بدأت الاسرائيليات تدخل في التفسير، وتطور هذا الدخول ليتأثر التفسير بالتعاليم اليهودية والنصرانية" (5).