لا يستطيع المرء أن يخفي دهشته واستغرابه من موقف بعض الباحثين المستشرقين من تقييم المخطوطات في التراث الاسلامي القديم ( وانا بصدد التراث الذي نشأ الى أواخر القرن الرابع الهجري فقط ) ومعالجتها واعتمادمهم عليها في عدة دراسات معاصرة .
تدور هذه الدراسات عن المخطوطات القديمة وتقييمها رواية ودراية حول نقطة واحدة وهي : التساؤلات حول (مصداقية ) هذه المصادر القديمة المخطوطة من ناحية مضمونها ونسبها الى مؤلفها في آن واحد من ناحية أخرى . أو بعبارة أصح :
هل يجوز أن ننسب كتابا ما الى مؤلفه المزعوم أم كان من المستحسن أن نسب هذا الكتاب الذي بين يدينا الى غيره , أي الى مؤلف آخر عاش بعد ذلك المؤلف المشكوك في صحته مؤلفا للكتاب في القرن الثاني الهجري ..............
أنا شخصيا أسمي هذه الدوائر من الباحثين المستشرقين ب(الشكوكيين) الذين
يشكّون بصحة ما بين يديهم من الوثائق القديمة التأريخية من حيث نشأتها وكتابتها في العصر المشار اليه في المخطوط نفسه بكل وضوح .
بعد نشر الأجزاء المتبقية من تفسير القرآن من الجامع لعبد الله بن وهب ظهرت هذه التساؤلات على ساحة الاستشراق مرة أخرى ومن جديد حول شخصية ابن وهب مؤلفا للكتاب من ناحية وحول ما جاء في ذلك الكتاب من تفسير الآيات بأسانيد مؤلفه ( المزعوم) . وكانت خلاصة القول لدى هؤلاء (الشكوكيين) انّ المخطوطات المعتمدة ترجع فعلا الى أواخر القرن الثالث الهجري اذ نجد فيها وقراءة مؤرخة على عام 290 الهجري في حلقة عيسى بن مسكين بالقيروان . ومن هنا لا بد أن ننسب كل ما جاء في هذا الكتاب من التفسير والأفكار حول معاني الآيات القرآنية الى ذلك العصر , اي الى أواخر القرن الثالث الهجري .
أما ابن وهب مؤلفا للكتاب في القرن الثاتي الهجري فانّ هذه المسألة موضوع الحوار والخلاف بين (الشكوكيين) وبين (الوضعيين) في دوائر المستشرقيين .
نظرا الى أنني اعتبر نفسي من (الوضعيين) في هذا الحوار بين الطرفين المذكورين فلم
يكن بد من الاجابة على ما ذكر هؤلاء من النقد على نسب هذا الكتاب ليس الى مؤلفه ابن وهب فقط بل الى ثمرات العلوم في التفسير في منتصف القرن الثاني الهجري وما قبله .
عندما ينطلق الطرف الآخر , أي ( الشكوكيين) , من المبدأ أن كتابة التفسير والحديث ,
أو قل بمعنى آخر : كتابة العلوم الاسلامية بتة , لم تتم الا ما بعد عام 200 الهجري ( نعم , هكذا !) فأنا أجيب عليهم بالنفي وأقول ان هناك عدة علامات ودلائل ضمن هذه المخطوطات القديمة النفيسة والفريدة تثبت عدم صحة رأيهم .
لقد قمت بالرد على هؤلاء الباحثين المستشرقين الكرام ووصلتني المسودة لهذا المقال التي قمت بتصحيحها قبل أيام . فينشر المقال بعد الاجراءات الطباعية في المجلة الاستشراقية في ألمانيا المسماة ب ( الاسلام) هذا العام , وهي من أقدم وأشهر مجلات الاستشراقية منذ أكثر من 100 عام .
أما الدلائل الثابتة والحجج المقنعة التي تخالف آراء هؤلاء الشكوكيين في (مصداقية) التراث القديم النفيس في علوم التفسير فانها ستكون موضوعا للحلقة القادمة .
وفي هذه السطور لم أرد الا القاء نظرة سريعة على (الرأي المضاد) والموقف لدى هؤلاء من التراث القديم بصورة عامة .
احتراما
موراني
تدور هذه الدراسات عن المخطوطات القديمة وتقييمها رواية ودراية حول نقطة واحدة وهي : التساؤلات حول (مصداقية ) هذه المصادر القديمة المخطوطة من ناحية مضمونها ونسبها الى مؤلفها في آن واحد من ناحية أخرى . أو بعبارة أصح :
هل يجوز أن ننسب كتابا ما الى مؤلفه المزعوم أم كان من المستحسن أن نسب هذا الكتاب الذي بين يدينا الى غيره , أي الى مؤلف آخر عاش بعد ذلك المؤلف المشكوك في صحته مؤلفا للكتاب في القرن الثاني الهجري ..............
أنا شخصيا أسمي هذه الدوائر من الباحثين المستشرقين ب(الشكوكيين) الذين
يشكّون بصحة ما بين يديهم من الوثائق القديمة التأريخية من حيث نشأتها وكتابتها في العصر المشار اليه في المخطوط نفسه بكل وضوح .
بعد نشر الأجزاء المتبقية من تفسير القرآن من الجامع لعبد الله بن وهب ظهرت هذه التساؤلات على ساحة الاستشراق مرة أخرى ومن جديد حول شخصية ابن وهب مؤلفا للكتاب من ناحية وحول ما جاء في ذلك الكتاب من تفسير الآيات بأسانيد مؤلفه ( المزعوم) . وكانت خلاصة القول لدى هؤلاء (الشكوكيين) انّ المخطوطات المعتمدة ترجع فعلا الى أواخر القرن الثالث الهجري اذ نجد فيها وقراءة مؤرخة على عام 290 الهجري في حلقة عيسى بن مسكين بالقيروان . ومن هنا لا بد أن ننسب كل ما جاء في هذا الكتاب من التفسير والأفكار حول معاني الآيات القرآنية الى ذلك العصر , اي الى أواخر القرن الثالث الهجري .
أما ابن وهب مؤلفا للكتاب في القرن الثاتي الهجري فانّ هذه المسألة موضوع الحوار والخلاف بين (الشكوكيين) وبين (الوضعيين) في دوائر المستشرقيين .
نظرا الى أنني اعتبر نفسي من (الوضعيين) في هذا الحوار بين الطرفين المذكورين فلم
يكن بد من الاجابة على ما ذكر هؤلاء من النقد على نسب هذا الكتاب ليس الى مؤلفه ابن وهب فقط بل الى ثمرات العلوم في التفسير في منتصف القرن الثاني الهجري وما قبله .
عندما ينطلق الطرف الآخر , أي ( الشكوكيين) , من المبدأ أن كتابة التفسير والحديث ,
أو قل بمعنى آخر : كتابة العلوم الاسلامية بتة , لم تتم الا ما بعد عام 200 الهجري ( نعم , هكذا !) فأنا أجيب عليهم بالنفي وأقول ان هناك عدة علامات ودلائل ضمن هذه المخطوطات القديمة النفيسة والفريدة تثبت عدم صحة رأيهم .
لقد قمت بالرد على هؤلاء الباحثين المستشرقين الكرام ووصلتني المسودة لهذا المقال التي قمت بتصحيحها قبل أيام . فينشر المقال بعد الاجراءات الطباعية في المجلة الاستشراقية في ألمانيا المسماة ب ( الاسلام) هذا العام , وهي من أقدم وأشهر مجلات الاستشراقية منذ أكثر من 100 عام .
أما الدلائل الثابتة والحجج المقنعة التي تخالف آراء هؤلاء الشكوكيين في (مصداقية) التراث القديم النفيس في علوم التفسير فانها ستكون موضوعا للحلقة القادمة .
وفي هذه السطور لم أرد الا القاء نظرة سريعة على (الرأي المضاد) والموقف لدى هؤلاء من التراث القديم بصورة عامة .
احتراما
موراني