اللاهوت البروتساتنتي الأمريكي ومحاولة فهم القرآن من خلال كتاب "الاسلام والحداثة..."
اللاهوت البروتساتنتي الأمريكي ومحاولة فهم القرآن من خلال كتاب "الاسلام والحداثة..."
تعتبر الولايات المتحدة الأمة الأكثر تشعبا و تشتتا دينيا،اذ تجمع خريطتها أكثر من 260 طائفة مسيحية فضلا عن بقية الأديان...لكن المذهب الغالب هناك هو "المذهب البروتستانتي"الذي أسس لنفسه تقاليد لفهم التراث الديني المسيحي ثم بدأ يصدر هذه التقاليد الى خارج الولايات المتحدة.
وفي أقسام "الأديان" بجامعات هذا البلد نمت هذه التقاليد وأصبحت اليوم تفرض ليس في مجال دراسة البروتستانتية بل بالنسبة لجميع الأديان اعتبارا لكون ما انتهت اليه دراسة اللاهوت هو "العلم الأمريكي" الذي يجب أن يخضع له الجميع بالتبعية.
وفي هذا السياق ظهر كتاب:
"الاسلام والحداثة:تغيير لتقليد فكري" [h=1]Islam and Modernity[/h][h=2]TRANSFORMATION OF AN INTELLECTUAL TRADITION[/h]للدكتور فضل الرحمن المذكور أعلاه ضمن منشورات جامعة شيكاغو عام 1982م.
فخلال سنوات عمل فضل الرحمن (د.فضل عبدالرحمن)في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة شيكاغو ما بين 1969 الى 1984م أجهد نفسه من أجل التأسيس لمنهج في فهم وتأويل القرآن يناسب التقاليد اللاهوتية الأمريكية حيث تختلط المسيحية بالليبرالية.
وتبعا لما انتهى اليه فضل الرحمن تـ1988م فالقرآن لا يمكن أن يفهم في زماننا الا في ضوء نظريات الحداثة الغربية،وأنه يتوجب على أهل القرآن أن يغيروا منهجهم أو"تقاليدهم"في فهمه ويستبدلوها بالتقليد الأمريكي في فهم "الكتاب المقدس"...
الأساس المنهجي لذلك التغيير يراه فضل الرحمن من خلال كتاب "الاسلام والحداثة..."ينطلق من التمييز بين القرآن أو "النص المقدس التأسيسي"حسب مصطلحه وبين فهم رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم وفهم كل من جاء بعده من أمته...،وحسب فضل الرحمن،فالقرآن هو "
الاسلام المعياري"-بحسبه- وما عداه من السنة المبينة واستنباطات أهل العلم هو "
الاسلام التاريخي" -بحسبه-
ويؤسس على ذلك أن رسول الاسلام لم يكن أكثر من مؤول للقرآن - وليس بنبي- شأنه كجميع من جاء بعده من أمته،وغاية المؤلف من ذلك:
- اسقاط حجية السنة في فهم القرآن من جهة .
- ثم فتح الباب على مصراعيه أمام التأويل المنحرف للآيات بدعوى أن الكل مؤول وأن القرآن يحتمل تلك الوجوه جميعا؛وما دام المنهج التاريخي الغربي يقتضي ربط كل فهم بالحقبة التاريخية التي وجد فيها.
وهو في ذلك يسير خلف تيار لاهوتي أمريكي هو "اليمين المسيحي المحافظ" الذي يأخذ من المسيحية ما يساير أهواءه السياسية ثم يلتوي على ما عدا ذلك من تعاليم المسيحية.
مشاهدة المرفق 7502