موضوعية البحث العلمي عند الدكتور محمود شاكر

سهاد قنبر

New member
إنضم
1 يونيو 2011
المشاركات
388
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
في كتابه المميز (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) يرى الدكتور محمود شاكر ان موضوعية الباحث مرتبطة بثلاثة أمور هي: اللغة التي نشأ فيها صغيرا، والثقافة: التي ارتضع لبانها يافعا، والأهواء والمنازع التي يملك ضبطها أو لا يملكه بعد أن استوى رجلاً مبيناً عن نفسه، وفند الكاتب مقولة بعض المتشدقين المموهين من أمثال طه حسين الذي جاء في كتابه ((في الشعر الجاهلي):أن القاعدة في منهج ديكارت هي أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل ، وأن يستقبل بحثه خالي الذهن تماماً مما قيل من قبله، وقرر محمود شاكر: ان هذه قاعدة لا أصل لها، وتكاد تكون بهذه الصياغة كذباً مصفى لا يشوبه ذرو من الصدق، بل هو بهذه الصورة خارج عن طوق البشر، هبه يستطيع أن يخلي ذهنه خلواً تاماً مما قيل، وأن يتجرد من كل شيء كان يعلمه من قبل، أفمستطيع هو أن يتجرد من سطوة(اللغة) التي غذي بها صغيرا، وبها صار إنسانا ناطقاً بعد أن كان في المهد وليداً لا ينطق؟ أفمستطيع هو أن يتجرد من سطوة(الثقافة)التي جرت منه مجرى لبان الأم من وليدها؟ أفمستطيع هو أن يتجرد كل التجرد من بطشة(الأهواء) التي تستكين ضارعة في أغوار النفس وفي كهوفها، حتى تمرق من مكمنها لتستبد بالقهر وتتسلط؟؟كلام يجري على اللسان بلا زمام يضبطه أو يكبحه، محصوله أن يتطلب إنساناً فارغاً خاوياً مكوناً من عظام كسيت جلداً لا أكثر. وبعد أن بين الكاتب هذه الغوائل الثلاث التي تتهدد البحث العلمي أوضح أن لا سبيل لكبح جكاحها إلا بالأصل الأخلاقي، وهذا الأصل الأخلاقي لا يمكن أن يكون مستنده إلا الدين، ولا يمكن بحال أن يتأتى من العقل لأن القواعد العقلية مهما بلغت من القوة والسيطرة لا تستطيع القيام بهذا العبء؛لأن الأمر كله متعلق بالإنسان والإنسان كتلة من الأهواء والنزعات والمشاعر والرغبات ولا يستوي الناس في هذا وما لا يستوي الناس فيه لا يصح اتخاذه أصلاً، فالإنسان بحر هائج متلاطم الأمواج؛ تجتمع فيه أعلى درجات الحب والبغض، والضعف والقوة، والحزن والسعادة، والكآبة والانشراح لهذا لا يستطيع الإنسان وضع قواعد ثابتة، ولا ينهض بهذه القواعد إلا العقيدة الدينية .
وقد تفكرت في كلام الدكتور محمود شاكر ونظرت في علوم المسلمين فوجدت أن هذا الأصل الأخلاقي القائم على الدين كان واضحاً، وقد أفرده العلماء بالتأليف مثل كتب آداب العالم والمتعلم، والفقيه والمتفقه والمجتهد، وأخلاق العلماء، وادب الكاتب، وآداب الجدل والمناظرة وغيره مما انصرف عنه الباحثون حتى درس واندثر، ولعلي أعود إلى مخاطر غياب الأصل الأخلاقي في العملية البحثية الغربية في موضوع لاحق، وإلى دور الشريعة الإسلامية في الموضوعية العلمية ودورها في التقعيد والتنظير لأخلاقيات البحث العلمي.
 
سجلت رسالة دكتوراه بعنوان محمود محمد شاكر وجهوده في الدراسات القرانية للطالب عبدالله محمود شلنفح. الاردن جامعة العلوم الاسلامية ووعدنا الطالب الجدة والإبداع ان شاء الله تعالى
 
شكرا للأخت لمى على هذه المعلومة، ولعلك تفيدينا بخطة البحث وبجديد الباحث ؟
 
سجلت رسالة دكتوراه بعنوان محمود محمد شاكر وجهوده في الدراسات القرانية للطالب عبدالله محمود شلنفح. الاردن جامعة العلوم الاسلامية ووعدنا الطالب الجدة والإبداع ان شاء الله تعالى
جزاك الله خيراً أختي لمى على هذه المعلومة.
نتمنى في الجامعة الأردنية أن نحظى بتواصل أكبر مع طلبة الجامعة الإسلامية للإفادة والاستفادة من التنوع في منهج الجامعتين، ويعد ( ملتقى الدراسات العليا في كلية الشريعة) على (الفيس بوك) وسيلة تمكننا من التواصل المأمول.
 
عودة
أعلى