موسوعة التفسير الموضوعي للسور القرآنية بأنظار المختصين

آلاء سرحيل

New member
إنضم
26/01/2012
المشاركات
33
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
حلب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأساتذة الأفاضل..
بعد تصفح مبدئي للموسوعة التي أشرف عليها الدكتور مصطفى مسلم -جزاه الله خيرا- أشكل علي المنهج المطبق بالنظر إلى القواعد الموضوعة في منهج التفسير الموضوعي للسورة، فغدت الموسوعة كما وصف أحد الأساتذة الدراسات التطبيقية في التفسير الموضوعي: "لم تحقق ثمرتها، فقد انطلقت من خلال تجميع ما ورد في التفسير التحليلي ثم تركيبه بما هو عليه، وبالتالي لم تختلف إلا صورة البحث وقالبه فقط، ومكمن ذلك افتقارها إلى المنهجية الشمولية المنضبطة"
وقد اطلعت على رأي لبعض الأساتذة هنا فيها مما يتصل بتحديد المحور.. لكنها بقيت آراء متفرقة..
لذا أتوجه بالطلب إلى الأساتذة الأفاضل في هذا الملتقى ليدلو بدلوهم ويعرضوا وجهات نظرهم في نتاج هذه الموسوعة..
خاصة انها لم تحظ برضا المختصين في هذا المجال، فما هو السبب؟ وما النقاط التي تؤخذ على هذه الموسوعة؟ وما هو الجديد الذي قدمته (الإيجابيات)؟
 
بعد اطلاع لا بأس به علي موسوعة التفسير الموضوعي تبين وجود تفاوتا كبيرا في السور من حيث تطبيق القواعد التي وضعها الدكتور مصطفي مسلم ومن معه والتي أشار إليها في المقدمة .. وذلك راجع إلي كثرة عدد الباحثين وتنوع أفكارهم وأطروحاتهم .. بل إن بعض الباحثين خالف بعضا من هذه القواعد وهذا ما أشار إليه دكتور مصطفي مسلم في مقدمته
ورغم أنني ليس من أهل العلم والإختصاص إلا أنني أود تسجيل بعض الملاحظات وأترك التقييم لأهل العلم والخبرة في هذا المجال :
1- المتأمل في الحديث عن محور السور يجد الكثير من الباحثين أشار إلي أن التوحيد هو محور هذه السورة - مع أن القرآن كله في التوحيد- فهذا تعميم وليس تخصيص فلكل سورة شخصيتها وروحها المميزة كما قال صاحب الظلال رحمه الله علي سبيل المثال : سورة النساء ذُكر أن محورها (التوحيد الصحيح ومقوماته) وهذا بلا شك صحيح ولكنه محور عام لكل سور القرآن وحبذا لو كان المحور( قواعد وأسس استقرار الدولة الإسلامية داخليا وخارجيا) .. داخليا بصلاح الأسرة وصلاح المال وقوة النظم التي تساس بها الأمة في جميع شئونها .. وخارجيا احتفاظ الأمة بشخصيتها ومقاومة شرور العدو الذي يطمع فيها .. ولمن أراد الإستزادة فليراجع تفسير الشيخ شلتوت رحمه الله في ذلك
أو يكون المحور هو (حقوق الإنسان) كما ذكره الشيخ عبد الحميد طهماز رحمه الله وهو مقارب لما ذكره الشيخ شلتوت إذ أن أساس استقرار وثبات المجتمع المسلم والأمة بأسرها يكون في معرفة حقوق كل فرد وتأديتها علي الوجه الأكمل .
مثال آخر : سورة يوسف ذُكر أن محورها أيضا (التوحيد) ونحن متفقون علي ذلك ولكن حبذا لو كان المحور هو (ولاية الله لعباده المخلصين) فهو يتجلي من أول السورة لأخرها ويوسف عليه السلام في حياته كلها يتقلب في رحاب المعية الإلهية تحوطه وترعاه وتسدد خطاه .. وهذا ما أرادت السورة إبرازه للنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه وجميع المؤمنين .. والأمثلة كثيرة وأكتفي بهذين المثلين .
2- بعض السور لم يتم وضع عناوين لكل مقطع من مقاطعها - علي سبيل المثال سورة الرعد – الحشر.. كما أن بعض السور ليس بها بيان المناسبات في كل مقطع من مقاطعها- كما في سورة العنكبوت فهي عبارة عن تفسير تحليلي أكثر منه موضوعي .. كما أن هناك سور خلت من الهدايات المستنبطة من مقاطع السورة .
3- أكثر ما أبهرني من السور في هذا التفسير سور (الأنعام – الكهف – مريم – فاطر سبأ – التغابن – الطلاق – المنافقون) وزال عجبي عندما علمت أن صاحب تفسير هذه السور جميعا هو د. أحمد الشرقاوي .. فمن ينظر إلي هذه السور يري بينها وبين غيرها اختلافا كبيرا .. مع العلم أن هناك تفسير لسور أخري لايقل روعة عن تلك السور علي سبيل المثال وليس الحصر ( البقرة – يونس – هود – النور – الفرقان – القصص – محمد – الفتح – الحجرات وغيرها) ولكن ما لفت انتباهي في السور التي فسرها د. أحمد الشرقاوي أنها (مافيهاش غلطة) كما يقول العامة .
4- المتأمل فيما كتبه الشيخ طهماز رحمه الله في مجموعته القيمة (من موضوعات سور القرآن) يجد أنه أجاد في معظم السور وخاصة في اختياره محور السورة
والكمال لله وحده- فياليت أصحاب موسوعة التفسير الموضوعي- إلا قليلا منهم- رجعوا إلي ما كتبه الشيخ .
وختاما الموسوعة جيدة وجديدة في فكرتها .. وأنّي لمثلي أن يقيم هذه الموسوعة فرحم الله إمريء عرف قدر نفسه .. وأعتذر إن كنت قد أقحمت نفسي فيما ليس لي به علم .. وأسأل الله أن يرزقنا تلاوة القرآن وتدبره والعمل بأحكامه والإنتفاع بهداياته علي الوجه الذي يرضيه عزوجل .
وجزاكم الله خيرا كثيرا
 
بسم الله الرحمن الرحيم..
خلال متابعتي للموسوعة التي أصدرت متزامنة مع عقد مؤتمر التفسير الموضوعي في الشارقة وبناءً على كلام د. مصطفى مسلم فإن ظروف تقديم العلماء الذين استكتبوا للموسوعة لتفسيراتهم اختلفت ،واختلف المقدّم في قيمته ولم يلتزم البعض بالشروط المقدمة وكنت أتمنى أن يتم إجراء تقييم للموسوعة من العلماء المختصين ..
وفي عجالة الرد فإن مردّ الخلاف في الطرح كان لاختلاف ذات الرؤية في التفسير الموضوعي وعدم الاتفاق على الكثير من مفرداته ومنهجية البحث فيه، وعدم الالتزام من الباحثين والعماء المشتركين بالرؤية المقدمة..
وبغض النظر عن الموقف -عند بعض المحققين-تجاه الدراسة الموضوعية للسورة القرآنية الأمر المختلف عن التفسير الموضوعي في الأصول والرؤية ومنهجية البحث ما يضعه ضمن الدراسات الموضوعية لا التفسير الموضوعي!
فإني أعتقد أن الاستعجال في طرح الموسوعة كان له دوره الكبير في خروج الموسوعة بصورة غير محققة للآمال خاصة وهي تطرح الوحدة العضوية للسورة-وهو الأمر غير المتفق عليه بين العلماءكما قدمت-، ليتهم قدموا للموسوعة بفكرة الوحدة العضوية والتأصيل التنظيري للفكرة ، كي لا يكون العمل صورة أخرى من صور التفسير التحليلي.
والله أعلم!
 
الأخ هاني.. أشكرك على هذا الطرح الذي وقفت فيه على ما لاحظته تماما
وخاصة بالنسبة للنقطة الأولى، ففي الوقت الذي عرفنا به أن عمود السورة ومحورها هو عصب التفسير الموضوعي للسورة، وعرفنا أن الكشف عنه فيه من الصعوبة ما فيه، بدت الموسوعة قد تساهلت أكثر ما تساهلت فيه.
أيضًا لم ألاحظ في كثير من السور توظيف المعنى الإجمالي بما يخدم المحور، وإنما كان التوجيه للمحور في عناوين المقاطع فحسب.
وكذلك لم ألاحظ توظيف المحور في بيان المناسبات (مثلا: التناسب بين مضمون سورة النساء ومضمون ما قبلها)
بشكل عام: كان تحديد المحور بحاجة إلى دقة أكثر، فضلا عن عدم حضور المحور المحدد أثناء سير العملية التفسيرية.
 
فإني أعتقد أن الاستعجال في طرح الموسوعة كان له دوره الكبير في خروج الموسوعة بصورة غير محققة للآمال خاصة وهي تطرح الوحدة العضوية للسورة-وهو الأمر غير المتفق عليه بين العلماءكما قدمت-، ليتهم قدموا للموسوعة بفكرة الوحدة العضوية والتأصيل التنظيري للفكرة ، كي لا يكون العمل صورة أخرى من صور التفسير التحليلي
جزاك الله خيرا أختي مها..هذه هي المشكلة (((الاستعجال))) فقد أضاع جوهر التفسير الموضوعي للسورة القرآنية (العمود) في كثير من المواضع..
وهذه الملاحظات وغيرها لا أراها تنقص من قدر هذا الجهد العظيم بقدر ما تفتح الآفاق لمشروع تفسيري مستقبلي أكثر رصانة ودقة، يحقق المأمول المنتظر من الدراسات التطبيقية في هذا المجال.
والله أعلم
 
الموسـوعة جيدة جداً.
ونظراً لاشترك عدد كثير من الأساتذة في كتابتها كان هناك اختلاف يسير في المنهج، أو بعبارة أخرى: قصور في استيفاء عناصر فقرات الدراسة الموضوعية، وهي ملحوظة بلاشك، وأحسب أن الجهة المشرفة استدركت الكثير وحاولت توحيد المنهج، لكن العمل الموسوعي لايتحقق فيه الضبط والتحرير والتنقيح الذي يكون في الأعمال القصيرة أو الجزئية.

أما قضية الوَحدة الموضوعية فهي محل خلاف كبير بين الباحثين، وهي أمر اجتهادي تختلف فيه الأنظار، ولذلك نرى الذين كتبوا في سورة واحدة لم يصلوا إلى نتيجة واضحة مسلَّمة في هذا الباب.
 
عودة
أعلى